الأخبار

المحاضرة (113)

أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

فيما سبق قلنا الاتجاه الثالث وهي المعروفة بنظرية النسبية توجد تفسيرات متعددة لهذه النظرية، طبعاً هذه النظرية هي النظرية المعمول بها عند الاعلام المتأخرين، من مائة وخمسين سنة أو من مائة سنة الى الان، هذه النظرية الثالثة وهي المعروفة أن الحروف أو معاني الحروف هي النسب أو النسبة القائمة بين الطرفين.

في مقام التفسير أشرنا لا أقل إلى تفسيرين إلى اتجاهين، التفسير الأول ما نقلناه عن النائيني والتفسير الثاني ما نقلناه عن سيد الخوئي قدس الله نفسه، السيد الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه قبل نظرية المحقق النائيني، طبعاً بعد ذلك سأبيّن ولو إجمالاً لانني احاول ان أنتهي من مبحث معاني الحروف اليوم إن شاء الله.

السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه يعتقد اساساً مجمل النظريات التي قيلت في النظرية الثالثة أو الاتجاه الثالث كل التفاسير مرجعها الى أمر واحد، والاختلاف بحسب التعابير ولعلنا فيما سبق بين نظرية النائيني والخوئي بيّنا أنّه لا فرق أساسي بين التفسيرين، ولكن توجد عند السيد الشهيد إضافتان، اشير الى الاضافتين بنحو الاجمال واوضحهما .

توجد عند السيد الشهيد اضافتان:

الاضافة الاولى: وهي أن يميز في المعنى الحرفي بحسب الوجود الخارجي والمعنى الحرفي بحسب الوجود الذهني، تعلمون بأن واحدة من تقسيمات البحوث أو تقسيمات الوجود العامة أن الوجود إما خارجي وإما ذهني حتى تعرفون كيف تتداخل أبحاث الفلسفة مع أبحاث علم الاصول، أو تسأل الاصولي أنت هذا الأصل الموضوعي الوجود إما خارجي وإما ذهني، من أين أتيت بها؟ هذا البحث ما هو اصله؟

يقول على ما حقق في الفسلفة، الآن صحيح باطل عهدته على الفلسفة وليس علينا ولكن نحن نأخذه كنتيجة وكأصل موضوعي أن الوجود إما خارجيٌ وإما ذهني إذن نفترضه الآن أصل موضوعي ولكنه جملة من المحققين المتأخرين ينكرون هذا التقسيم ولكنه الان ليس بصدد هذه .

اذن الوجود اما خارجيٌ أو ذهني، المشهور بين الاصوليين يقولون أن المعنى الحرفي سواءٌ كان في الوجود الخارجي أو في الوجود الذهني له دورٌ واحد لا يختلف مثال: هذا الكتاب وهذه المنضدة، الكتاب على المنضدة هنا عندك ثلاثة امور أو عندك امر واحد؟ لا اشكال ولا شبهة توجد امور ثلاثة، الأمر الأول هو المنضدة، الأمر الثاني هو الكتاب، الأمر الثالث هو النسبة القائمة بين الكتاب وبين المنضدة وهذا شيء وراء الكتاب ووراء المنضدة الذي هو المعنى الحرفي ولكنه ليس له ما بإزاء خارجي وإنما ما بإزائه قائمٌ بالطرفين من الفرق بينهما، هذا له ما بإزاء وذاك له ما بإزاء وعلى (يعني المعنى الحرفي وليس الاستعلاء الذي هو المعنى الاسمي) على أيضاً له ما بإزاء ولكن ما بإزائه وجود جوهري أو عرضي أو حرفي؟ لا، وجوده حرفي قائم بالطرفين وهذا معنى أنّه قائم في غيره كلّما دلّ على معنى في غيره لا في نفسه.

إذن انت بحسب الوجود الخارجي عندك شيء واحد أو عندك أشياء ثلاثة ثلاث وجودات؟ ثلاث وجودات: الكتاب، المنضدة، النسبة الاستعلائية وليس الاستعلاء والا الاستعلاء مفهوم ماذا؟ مفهوم اسم وهكذا عندما تأتي الى هذا الاناء والماء الموجود فيه تقول الماء في الاناء، الاناء شيء والماء شيء وظرفية الاناء للماء شيء ثالث وهي النسبة الظرفية اليس كذلك؟

سؤال: عندما تشكل قضية في الذهن كيف هم عندك ثلاثة وجودات ذهنية أو عندك وجود واحد؟ يقول السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه أن مشهور بين الاصوليين كما يوجد في الخارج امران اسميان معنيان وجودان اسميان ويربطهما معناً حرفي كذلك يوجد في الذهن وجودان ذهنيان ويربط بينهما معناً حرفي يقول نحن لا نوافق على هذا في الخارج صحيح اما في الذهن ليس بصحيح .

اذن في الذهن ماذا يوجد؟ يقول يوجد وجود واحد العقل يحلله تحليلاً الى امور ثلاثة وليس يوجد ثلاثة امور وثلاثة وجودات ذهنية، اضرب مثال حتى يتضح الفرق بين التعدد الواقعي والوجودي وبين تعدد التحليلي، جنابك تقول الانسان حيوان ناطقٌ في الواقع الخارجي عندك وجودين احدهما حيوان والثاني ناطق وبينهما نسبة أو وجود واحد؟ ولكنه العقل ماذا فعل؟ حلل هذا الوجود الواحد الى حيوان والى ناطق اما عندما تقول زيد عالمٌ هنا توجد عندك ثلاثة وجودات زيد وعلم ونسبة قائمة بين زيد والعلم.

إذن هناك في زيد قائم وجودات ثلاثة اما في قولك هذا انسان وتحليله الى الحيوان والناطق ليس معناه وجودان احدهما حيوان والاخر ناطق بل وجود واحد حللته الى امرين حيوانية وناطقية، السيد الشهيد بنحو الفتوى برهانه اقول لكم مكانه والا اطمئنوا يومين وثلاثة لابد أن نشرح برهانه، السيد الشهيد يعتقد أن المعاني الحرفية في الوجودات الخارجية واقعية لها وجود اما المعنى الحرفي في الوجودات الذهنية تحليلية وليست واقعية يعني وجود واحد ولكن انت تحلله الى ماء في الاناء وليس عندك ثلاثة أشياء هنا الآن في الخارج عندك ماذا؟ لا اقل عندك شيئين ماء واناء هذه واحد أو اثنين؟ اثنين يقول في الذهن الماء في الاناء مفهوم الماء والاناء ليس وجودان وبينهما نسبة لا وجود واحد ولكن انت تحلله الى ماء واناء ونسبة بينهما وهذه هي نظرية التحصيص التي قالها السيد الخوئي، ولكنه بهذا التعميق وهو السيد الخوئي قال مفهوم عام عندك والحرف يأتي ماذا يفعل؟ يحصص ذلك المفهوم وليس يفعل شيء يعني نفس ذلك المفهوم الواحد ولكنه يتحصص ويتضيق، عندما يتضيق ليس أن المتضيق شيء ومن ضيقه شيء آخر لا هو شيء واحد.

الاعزة يتذكرون وفي الفلسفة قالوا عندنا نور قوي وعندنا نور ضعيف، من الفرق بين القوي والضعيف؟ يعني أن القوي مركبٌ من نور ومن قوة والضعيف من نور ومن ضعف أو نور واحد بسيط له درجة ضعيف ودرجة قوي، هذه القوة والضعف تحليل عقلي وليس واقع خارجي، الآن بينك وبين الله هذه مرتبطة بابحاث لفظية واعتبارات معاني حرفية أو ابحاث فلسفية؟ ولكن كل هذه دخلت الى البحث الفلسفي سأشير الى المصدر:

ارجعوا الى هذا البحث في تقريرات السيد الحائري الجزء الأول صفحة 157 يعبر عنه يقول تعميق المسلك الثالث في تصوير المعنى الحرفي الى أن ينتهي في صفحة 159 يقول انه لا يوجد في الذهن عند تصور نارٌ في الموقد هذا الان النار في الموقد عندك موقف وعندك نار وعندك نسبة ظرفية، يقول لا يوجد في الذهن عند تصور النار في الموقد مثلاُ مفهومان مستقلان كما عندك في الواقع الخارجي وجودان مستقلان احدهما مفهوم النار والاخر مفهوم الموقد وقد ربط الذهن بينهما من خلال في، لا بل يوجد رأساً وجود ذهني واحد في النفس ولكن هذا الوجود الواحد انت ماذا تفعل له؟ تحلله الى نار وموقد وظرفية ومظروفية والبرهان على ذلك انه لو وجد خمسة ست صفحات بيان البرهان لهذه النظرية.

ولذا هذا المعنى كاملاً يشير اليه السيد الهاشمي في تقريرات السيد الهاشمي الجزء الأول صفحة 255 عبارته واضحة وصريحة يقول وهكذا يتضح أن الذهن يختلف عن الخارج من حيث أن الخارج يحتوي على نسب واقعية متقومة بطرفين خارجيين متغايرين هذا غير ذاك والنسبية بينهما واما الذهن فهو حينما يريد أن يحصل على صورة لواحدة من تلك النسب لا يوجد طرفان متغايران من الوجود الذهني وينشأ بينهما نسبة قائمة بين وجودين ولكن ذهنيين لا ليس الأمر كذلك ولذا في صفحة 253 يقول ولعل هذا كان هو مراد سيدنا الأستاد عندما قال أن المعنى الحرفي يخصص المعنى الاسمي التخصيص يعني يضيقه ليس انه يكون شيئان احدهما في قبال الاخر.

قد تقول سيدنا سواء كانت النسبة الذهنية عين النسبة الخارجية أو غير النسبة الخارجية ماذا الثمرة؟ سواء كانت النسبة خارجية بتعبير المحقق الاصفهاني أو تحليلية بتعبير السيد الشهيد ما هي الثمرة؟ الثمرة تظهر في انحاء النسب الناقصة والتامة يصح السكوت عليها أو لا يصح السكوت عليها لا يظهر الثمر، يعني انت كمحققق للعلم الاصول تحقق هذه المسألة هنا والا ما لم تحققها لا يمكنك أن تبحث عن هذه المسألة هناك ولذا السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه ويتلخص الى آخره في صفحة 226 ويشير، اذن هذه هي الاضافة الاولى بحسب الفتوى.

المعنى الحرفي في الوجود الخارجي له ما بإزاء ولكن قائم في غيره، المعنى الحرفي في الوجود الثهني أيضاً واقع له ما بازاء أو لسي له واقعٌ الى التحليل أي منهما للسيد الشهيد يقول على مباني المشهور انه أيضاً له واقع ولكن نحن نعتقد لا واقع له الا التحليل.

الاضافة الثانية: السيد الشهيد يميز بين النسب أو بين المعاني الحرفية الاولية والمعاني الحرفية الثانوية، هذه هم الاولية والثانوية مأخوذة من المعوقلات الاولية والمعقولات الثانوية قرأتم في المنطق قرأتم في الفلسفة أن المعقولا اما أن يكون اولياً واما أن يكون ثانوياً ما هو المراد من النسب الاولية، وما المراد من النسب الثانوية؟

أيضاً على نحو الفتوى والا تفصيله ساشير الى المصادر، فيما يتعلق بالنسب الاولية يقول انت عندك نسبة في الخارج كالناء في الاناء أو النار في الموقد أو الكتاب على المنضدة أو السقف على ونحو ذلك هذه نسبة خارجية موجودة فعندما تأتي هذه النسبة الى الذهن تكون تحليلية بعد تكون واقعية أو تكون تحليلية؟ يقول هذا التفصيل الذي ذكرناه بين النسب الواقعية وبين النسب التحليلية انما يرتبط بالنسب الخارجية يعني اصالة النسبة موجودة في الخارج فانت عندما تأخذه الى الذهن بعد لا تكون واقعية وانما تكون تحليلية، سيدنا ماذا مقصودك من النسب الثانوية؟

يقول توجد عندنا معانٍ حرفية اساساً لا وجود لها في الخارج انما وجودها فقط في الذهن، النار في الموقد والماء في الاناء والكتاب على المنضدة هذا له وجود خارجي.

سيدنا ما هي امثلة الوجود ماذا؟ المعاني الحرفية التي لا وجود خارجي لها وانما أساس وجودها أين موجودة؟ في الذهن، عندنا بعض المفاهيم في المنطق أساس وجودها اين موجود في الخارج أو في الذهن؟ في الذهن مثل مفهوم الكلي مفهوم الكلي اساساً اين له وجود في الخارج، نحن عندنا كلية؟ لا يوجد عندنا جنس، عندنا في الخارج جنس؟ لا، عندنا في الخارج نوع؟ لا ولكن جنس ونوع وكلي والى آخره، هذه كلها أساس وجودها اين؟ في الذهن يقول هناك مجموعة من المعاني الحرفية أساس وجودها اين؟ بعضها أساس وجودها في الخارج وبعضها أساس وجودها في الذهن مثل ماذا؟ مثل التوكيد، التوكيد معنى خارجي أو معنى ذهني أي منهما؟ الاضراب انت تقول رأيت شيئاً أو قرأت شيء أو فعلت كذا بل كذا هذه بل اليه مصداق خارجي أو ما بازاء خارجي أو ليس له هكذا؟ استثناء توكيد عطف هذه كلها معاني حرفية ولكن معاني حرفية لها وجود خارجي أو ليس لها وجود خارجي؟ ليس لها وجود خارجي، الاضراب اين وجودها ما بازاء خارجي اين هو؟ ليس لها ما بازاء اما الماء في الموقد لها وجود خارجي هذا المعنى الحرفي الظرفية لها وجود خارجي، سيد الشهيد يستثني ويقول بأنه نحن عندما نقول المعاني الحرفية انما هي معانٍ تحليلية في الذهن اذا كانت لها نسب خارجية اما اذا لم يكن لها وجودٌ خارجي وانما أصل وجودها في الذهن فهذه لا، نسب واقعية يعني يوجد طرفين ونسبة قائمة بينهما كالخارج.

نأتي الى السيد الحائري المجلد الأول (يعني من القسم الأول) صفحة من 163 الى صفحة 165 يقول وميزان القسمين، القسم الأول ما وضع ما بازاء النسبة التحليلية مثل في، على ونحو ذلك ما وضع بازاء النسبة الواقعية مثل ادوات الاضراب والاستثناء والتوكيد والتحقيق الى آخره قد تفيد التحقيق ما بازاء التحقيق ماذا يوجد في الخارج؟ الظرفية والمظروفية ماذا له ما بازاء في الخارج اما التحقيقية هذه تفيد التقليل أو تفيد حرفٌ بعد تفيد التحقيق أو تفيد التقليل؟ هذه اين بازاء التعزيز والتقليد؟ ما فيهما هذه امور للتفاهم وامور ذهنية ولذا عبارته يقول وميزان القسمين في المعاني الحرفية هو انه متى كانت النسب التي بإزائها الحروف موطنها الاصلي هو الخارج يعني الوجود في الخارج والذهن انعكاس لها فالنسب تحليلية لا واقعية يعني التعدد محفوظ كالنسبة الظرفية والابتدائية والانتهائية من وعلى وفيه والى آخره فإنه ينطبق عليها جميعاً ما ذكرناه من البرهان ومتى ما كانت تلك النسب موطنها الاصلي ومحل نشأتها الاصلية هو الذهن كالنسبة الاضرابية، النسبة التحقيقية التوكيدية فهي مدلولة للحرف بما هي نسب واقعية يعني المضرب عنه شيء والمضرب اليه شيء آخر وبينهما نسبة هذه النسبة من يعبر عنها؟ بل المضرب عنه زيد والمضرب اليه عمرو والنسبة بينهما حرف بل هنا يوجد نسبة واقعية أو تحليلية؟ نسبة واقعية يقول فهي مدلول الحرف بما هي نسب واقعية لا تحليلية من قبيل النسبة الاضرابية هذا تمام الكلام في الاضافة الثانية.

طبعاً الاخوة الذين يريدون أن يراجعونها موجودة في الجزء الأول من تحقيقات السيد الهاشمي صفحة 256 يعبر عنها النسب الاولية والنسب الثانوية ويتلخص من مجموع ما تقدم أن الحروف الواردة في مورد النسب الاولية الخارجية موضوعة بازاء نسب تحليلية وان الحروف الواردة في موارد النسب الثانوية موضوعة بازاء نسب واقعية، سيدنا ما هي الثمرة؟

يقول ومن نتائج وضع الحروف للنسب التحليلية كون مفادها نسبة ناقصة أو نسبة تامة يعني عندما نأتي الى المعنى الحرفي في النسب هناك النسبة نقسمها الى نسبة تامة يصح السكوت عليها ونسبة ناقصة لا يصح السكوت عليها يقول هذا منشأها انها واقعية أو منشأها انها تحليلية هذه مرتبط بذاك البحث هذا تمام الكلام في هذه الاضافتين أو في هاتين الاضافتين التين ذكرهما سيدنا الشهيد.

قد تقول لي سيدنا انظروا الاخوة الذين يبحثون عنكم صار من حقكم بيني وبين الله عندما نريد في المعنى الحرفي نبقى ثلاثة اشهر بطبيعة الحال لابد في علم الاصول نبقى 33 سنة مثلاً ولكنه من جهة أخرى الاختصار له هذه النتيجة وهي الان هذا الذي ذكره سيدنا الشهيد قدس الله نفسه، الله يعلم لا اقل مستند الى اربعة أو خمسة مباني وقواعد فلسفية فاذا تمت ذيك المباني هذا الكلام هم يتم اما اذا وقع اشكالٌ في تلك المباني وهو يشير الى بعضها أيضاً يقول هذا متوقف على أن نقبل أن الظرفية والمظروفية له مابإزاء في الواقع الخارجي اما اذا لم يكن له ما بإزاء في الواقع الخارجي.

اذن تكون النسبة واقعية أو ليست بواقعية؟ ما تصير واقعية الان هذا كلام تام أو ليس تام؟ بيني وبين الله هذا لابد أن نأتي ونحلل عالم الذهن وعالم الخارج والقواعد التي اشرنا اليه، طبعاً بحث تفصيلي يتعرض له سيد الشهيد هنا بنحو الاجمال انا اشرت اليه نأتي الى صفحة 158 هناك يقول بأننا عندما نأتي الى الخارج النار في الموقد، الماء في الاناء بحسب الحس كم وجود عندك انت هنا؟ اثنين ماء واناء بعد يوجد شيء آخر؟ هو ماذا يقول؟ تحليله يقول أن الموجود في الخارج ما هو؟ اولاً: النار، ثانياً: الموقد، ثالثاً: الوجود الرابط الخارجي بينهما، رابعاً: صفة الظرفية للموقد خامساً صفة المظروفية للنار، سادساً: مقولة الأين لانه هذه النار مكانه اين صار الذي ينتزع منه مقولة الاين.

اذن ستة اشياء اثنين منهن عرفناهن هذا وهذا الاربعة من اين نطلعهن؟ هذه لابد أن تبحث هذه كاصول موضوعها لابد أن تؤخذ من اين؟ من البحث الفلسفي ولذلك يقول هذه ستة وهناك روابط أخرى في المقام لانه اتصاف الاناء بأنه ظرف لابد أن يوجد نسبة بين الاناء وبين كونه ظرفاً هذا أيضاً شيء اضافي ونسبة أخرى واتصاف الماء بأنه مظروف هذه هم نسبة وراء نسبة الظرفية غير النسبة المظروفية هذه الى هنا صار ثمانية وهناك روابط أخرى في المقام لان كل عرضٍ يحتاج الى رابطٍ بمعروضه انت تقول الاناء له صفة الظرفية، الظرفية نفس الاناء أو غير الاناء؟ جزماً غير الاناء بدليل اذا لم يكن فيه ماء لا يصتف بأنه ظرف للماء اذن غيره والشيء الموجود في نفسه من هذه الامور الستة التي عددناها هو الشيء الثالث هذا حال ما في الخارج اما في الذهن من هذه الامور الستة أو من هذه الامور الثمانية كم منهن موجود في الذهن؟ لا اقل عددنا ستة ظفنا عليهن اثنين كم صارن؟

سؤال: انت عندما تشكل قضية في الذهن تقول النار في الموقد أو الماء في الاناء كم وحدة من هذه الثمانية موجودة اين؟ تحليل عميق تحتاج الى بحث الوجود الذهني ندخل أو لا ندخل؟ هذا هو هذا أو هذه كما يفعل نقراهن ونتجاوز وكما فعلنا للاخوة ونعطيهم الحق واقعاً لانه هذه الابحاث ولذا تقول له سيدنا مناقشتك ماذا؟ اقول بيني وبين الله كثير من مباني هذا التقسيم لابد أن يبحث بأنه تام أو غير تام فاذا ثبت تام النتيجة هم تامة والا في النتيجة غير تامة.

خلاصة ما تقدم في كلمتين وفي جملتين الى الان ذكر الاعلام في معاني الحروف نظريات ثلاثة: النظرية الاولى النظرية التي عبرنا عنها فيما سبق بالنظرية العلامتية يعني الحرف كالعلامات كالحركات الاعرابية، النظرية الثانية النظرية اللحاظية الذي نسبت لصاحب الكفاية.

النظرية الثالثة هي النظرية النسبية يوجد فرق بين هذه النظريات؟ اتصور من خلال الابحاث السابقة اتضح يوجد فرق أو لا يوجد فرق؟ انا شخصاً لم اجد فرقاً اساسياً بين هذه النظريات الثلاثة اما النظرية الاولى وهي نظرية العلامتية أو الحركات الاعرابية والنظرية الثالثة فهذا ما صرّح به السيد الشهيد قدس الله نفسه في الجزء الأول من تقريرات السيد الهاشمي قال وان اريد به (يعني بعلامية الحروف) أن الحروف ليست دالة مستقلة كما هو الحال في الاسم فهذا معنى دقيق وعميق وهو الذي يقتضيه المنهج العام يقول اذا كان مقصود القائلين بالعلامية هذا المعنى فهو المقصود بالمنهج الثالث الذي اشرنا اليه وهو النسبة وان اريد به.

ثم يأتي السيد الحائري في صفحة 146 من الجزء الأول من القسم الأول بعد أن ينقل نظرية النائيني ونظرية الاصفهاني ونظريات الاخرين وكلمات السيد الشهيد يقول ولعل التأمل فيما ذكرناه مع التحفظ على ما ينبغي أن ينسب الى هؤلاء يورث القطع بأن مراد المحقق النائيني والمحقق الاصفهاني والسيد الاستاد واحد ولا خلاف حقيقية بينهما ولكنه في كثير من الاحيان إما ادبيات الخطاب مختلفة يعني التعابير متعددة واما زوايا البحث وحيثيات البحث متعددة اذا تتذكرون في بحث الوضع نحن نفس هذه النظرية اشرنا اليها قلنا أن هؤلاء جميعاً يقولون شيئاً واحد ولكن الاختلاف بينهم في زوايا البحث هذا تمام الكلام في المعنى الحرفي.

والحمد لله رب العالمين.

  • جديد المرئيات