بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
قلنا: بأنّه لا إشكال ولا شبهة أنه واحدة من أهم الخطوات والمراحل التي على أساسها نستطيع أن نتخلص من كثيرٍ من الروايات في العموم وخصوصاً في الروايات العقائدية المرتبطة بالبحث العقدي أن الطريق لذلك يمرّ من خلال عرض النصوص على الآيات القرآنية, الآن بغض النظر أن هذا يكون هي المرحلة الأولى أو الخطوة الأولى أو أن تكون الخطوة الرابعة أو الخامسة, هذا الآن بحث آخر, البحث الأساس هو أنّه كثير من النصوص الروائية يمكن التخلص منها ومن معارضتها لرواياتٍ أخرى من خلال العرض على الكتاب.
عند ذلك تتقلص عندنا دائرة الروايات المتعارضة.
لأنه أعزائي, أنتم لو واقعاً تقرؤون كتاب معتبر في تأريخ الحديث تجدون العجب العُجاب واقعاً في النصوص التي وضعت وفي الروايات التي وردت وهي مكذوبة وموضوعة, عشرات الكتب الآن مكتوبة في الأحاديث الموضوعة, يكفي أن تعلموا أنّ مسند أحمد الذي لا يتجاوز الثلاثين أو أربعين ألف رواية يقول: [هذه انتخبتها من سبعمائة وخمسين ألف رواية]. فكم كانت روايات بيده؟ التي انتخب منها هذه, هذه ظاهرة عجيبة وواحدة من أسبابها >اللهم العن أول ظالم ظلم ..< واقعاً من هناك جاءت, لماذا؟ لأنه رسول الله أمر بكتابة الحديث حتّى لا يقع هذا التلاعب وهذا الوضع ولكنّه من بعده جاؤوا ومنعوا عن تدوين الحديث, فصارت الأحاديث تنقل في الصدور, أبداً أي مستمسك لا يوجد أنه هذا صحيح أو أنه ليس بصحيح؟
وهذه من مسلّمات تأريخ تدوين الحديث أن الحديث منع لتدوينه لأي سببٍ ولأي مصلحةٍ الآن ليس بحثي في هذا, الروايات الصحيحة السند المعتبرة الأعلائية في كتبهم في كتب القوم لا روايات ضعيفة التي يستدل بها البعض, لا لا, روايات صحيحة أن الخليفة الثاني كان عندما يبعث -كيف المبلغين الآن في المناسبات يبعثون- كان يبعث ابن مسعود وغير ابن مسعود لبعض المناطق للتبليغ كان أول أمر لهم بأن لا تشغلوا الناس بالحديث لا تقرأ لهم الحديث اتركوهم مع كتاب الله, أصلاً هذه نصيحة, هذا كان أصلٌ يعتني به من؟ الخليفة الأولى أن لا يقرؤوا الروايات, وهو كان يعلم ماذا يفعل؟ لأنه الدين كان أين توجد تفاصيل معارف الدين, موجودة في حديث رسول الله فإذا ضاعت عند ذلك يمكن تفسير القرآن >حمّال..< بلي, وهذا وقع هذا, وبعض من لم يلتزم بذلك كان يُحبس في المدينة عنده, وروايات صحيحة السند أنا كلها جمعتها, كان يُحبس حبس فلان وفلان … .
ولذا أبو هريرة عندما مات الخليفة الثاني بدأ ماذا؟ كانت عنده جعبتان من الروايات جعبة كان يتكلم بها وجعبة التي قال بأنه هذه ما كنت استطيع أن أقولها في زمن فلان وإلا لضرب عنقي, ولذا نحن قلنا في محله قلنا هذه الروايات التي كان ينقلها أبو هريرة عن رسول الله إما صحيحة فعمر كان ينهى عن الروايات الصحيحة, إما كاذبة فتبين أن هذا الرجل كان ماذا أبو هريرة؟ واحد ملعون ولهذا كان يمنعه الخليفة الثاني من روايات الحديث يعرفه. على أي الأحوال.
ولذا ذكروا عندما جاؤوا بتعبيرهم وعلى حد اصطلاحهم الخليفة الخامس الراشد عندهم, وهو عمر ابن عبد العزيز عندما يُعدون الخلفاء الراشدين يقولون أربعة منهم ثمَّ يأتي إلى الخامس يقول بأنه واحدة من أهم إنجازاته أنه رفع تدوين الحديث رفع المنع عن تدوين الحديث, يعني مائة سنة, كلّ الصحابة ذهبوا لم يبقى أحدٌ منهم نادر أن يوجد أحد من الصحابة عمّر ما بعد القرن الأوّل, نادر جداً, وانتقلت هذه العلوم إلى التابعين وتابعي التابعين وكلها في الصدور, عند ذلك تتصور الآن ارجعوا إلى مجاميعهم الأحاديث كلها بدأت أين؟ بدأت في القرن الثاني والثالث في القرن الأوّل لا توجد مجاميع حديثية عندهم. وهذه واحدة من أهم امتياز مدرسة أهل البيت أن أحاديثهم مأخوذة من من؟ من الأئمة التي ترتبط بالرسول ’. على أي الأحوال.
إذن أعزائي هذه ظاهرة الحديث واقعاً أنا من الناس الذي حاصل لي قطعٌ ويقين أن المنهج السندي لا يستطيع أن يحل المشكلة, لأنه كثير من أولئك الذين وضعوا الأحاديث عندما كان ينقلونها ينقلونها بأسناد معتبرة لا أنه ينقلها بسند فيه متهم بالكذب مثلاً, يقول قال لي فلان عن فلان وضّاع هو, هو عندما يضع الحديث على رسول الله فمشكلة عنده أن يضع الحديث على لسان فلان وفلان .. هو الذي يكذب على رسول الله فعنده مشكلة أن يكذب على الصحابة والرواة والتابعين, وأنتم أنظروا إلى أمثال المروزي وغير المروزي, في النصوص كثيرة بأنه أعدموا في زمانهم الخلفاء لم يتحملوهم على كلّ ظلمهم ما تحملوا هؤلاء اعدموا أبو مريم المروزي أعدم قال أعدموني لا مشكلة, فإني قد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث كلها قال قال رسول الله, ما فيها مشكلة, قالوا له ألم تسمع من رسول الله قال من كذب عليّ فليتبؤا مقعده من النار, قال: لم أكذب عليه وإنما كذبت له<. فإذن أنا خارج تخصصاً من هذه الروايات, خارج موضوعاً من هذه الروايات. لأجله كذبت أنا لأجله وضعت هذه الأحاديث وجدت أن الناس ما عادوا يهتمون بالقرآن أو بالزيارة أو بالدعاء أو بالعمل الكذائي حتّى ارغب الناس في العمل وأنا أعلم أن رسول الله يريد الترغيب في كذا فوضعت لهم أحاديث على لسان رسول الله, ماذا تفعلون لهذه إذن, سندها أيضاً سند صحيح, تواتر يحصل منها اطمأنوا على مباني التواتر طيب لا نشترط في التواتر يكون سني أو شيعي أو موافق, يمتنع تواطئهم على الكذب, شرق الأرض وغرب الأرض توجد روايات في فضائل فلان وفلان..
إذن لا طريق لنا إلاَّ المنهج المضموني وإلا طريق منهج السند, هذه تجدونه الآن حتّى في كتبنا أنتم اذهبوا, تتصورون بأنه الأصول الأربعمائة كلها كانت مكتوبة بالأيدي, ولذا في القرن الرابع والخامس علمائنا بدؤوا ماذا؟ التفتوا إلى النكتة الآن ما أريد أن أدخل في التفاصيل لأنه ليس بحثي. بدؤوا بأنه لا يجدوا طريقاً لحفظ الروايات ماذا فعل؟ عندما كان يكتب الكتاب آخر المطاف يقول بأنه عدد روايات كتابي كم؟ أربعة آلاف وكذا رواية, سبعة آلاف وكذا رواية حتّى أحد لا يستطيع أن يزيد وينقص؟ ولكنّه سهل الزيادة والنقيصة, طيب ارفع روايتين وضع مكانها روايتين أخرى, ما فيها مشكلة. وكلها نسخ ما هي؟ خطيّة لا نسخ تقولون بأنها مطبوعة, الآن النسخ المطبوعة الآن توجد اختلاف نسخة, فما بالك بالنسخ الخطيّة.
ولذا أنتم تجدون بأنَّ كثير من الصحابة نفس هذه الأصول الأربعمائة كان يأتي ويقدم الكتاب إلى الإمام يقول أنا وجدت في كتاب يونس بن عبد الرحمن كذا وكذا وكذا عند ذلك الإمام يقرأه يقول له كلّ ما في الكتاب ماذا؟ صحيح, لماذا؟ لأنه كان يصير به تلاعب يموت ويملك أربعة من هذه الأصول وخمسة من هذه الأصول هو عنده أصل. طيب يتلاعب به.
ولذا أعزائي ظاهرة التلاعب بالحديث بنية حسنة أو بنية سيئة وعشرات العوامل الآن إذا صار وقت عندنا أنا أخشى بيني وبين الله هذه الثلة المؤمنة هؤلاء أيضاً حوصلة ما عندهم يذهبون ودرس أيضاً لا يوجد, وإلا هذا الكتاب الذي أنا أشرت إليه لكم للأعزة (أسباب اختلاف الحديث) راجعوه ذاكر ثمانين سبب لاختلاف الحديث, وجداً كتاب مفيد راجعوه, أنا المصادر عندما أذكرها للأعزة واقعاً لأنه وقت لا يوجد نطرح هذه, ثمانون سبباً لاختلاف الحديث واللطيف أنه في كلّ سبب يذكر عدّة تطبيقات وعدّة أمثلة تطبيقية, يقول فلان سبب النقل بالمعنى هذه الروايات أصلها هكذا زيادة ونقيصة هكذا و… إلى غير ذلك. اختصار الحديث, نقل الحديث, و… إلى آخره. هذه كلها, هذه على فرض الصدور. أما الوضع والدس والتلاعب و… إلى آخره, ما شاء الله.
إذن ما الطريق لأن نتخلص؟ واحدة من أهم -الفلترات إن صح التعبير- أن نفلتر الحديث كيف نفلتره؟ ليس من خلال السند وإن كان السند أيضاً جيد قرينة طريقٌ لفلترة الحديث ولكن كافي أو ليس بكافي؟ لازمٌ ولكنّه كافي أو غير كافي؟ غير كافي, ما هو الأصل أين الأصل؟ الأصل في القرآن.
ولذا اتفقت كلمة علماء المسلمين أنه قال: >تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا< لا ما إن تمسكتم بالقرآن أو ما تمسكتم به بالعترة, >ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي< هذا أصلٌ.
وفي نفس هذه الأحاديث >الكتاب أحدهما أكبر من الآخر< من الأكبر العترة أم القرآن؟ طيب أي أكبرية هذا يعني طوله أكبر مثلاً القرآن؟ أو أصل يعني الأكبر؟ هو الأصل وهذا فرعه, هو المحور وهذا يدور حوله.
وهذا ما بينته روايات أخرى: >عليكم بالقرآن< >عليكم بالقرآن< أقرؤوا من أول نهج البلاغة إلى آخر نهج البلاغة, اقرؤوا في أصول الكافي ما ورد في القرآن في الجزء الثاني اقرؤوه, قال رسول الله قال الأئمة في القرآن الجميع إصبعهم إشارتهم الأصلية متوجهة إلى ماذا؟ إلى القرآن.
ويكون في علم الأعزة لا يتبادر إلى ذهنه أن السنة اهتموا ونحن لم نهتم؟ لا أبداً, هم أيضاً ذهبوا في منهج آخر في قبول الرواية ولا يقبلون بنظرية العرض على الكتاب, أصلاً يقولون هذه روايات الخوارج, يكون في علمك, الحمد لله الآن نحن هذه الوجهة نظر لم توجد عندنا, أما هذه الوجهة نظر عندهم موجودة, أساساً أنت في ثقافتهم هذه لم توجد, العرض إلاَّ في الأواخر بدأ بعضهم يتكلم, وإلا هذه نظرية العرض على الكتاب موجودة عند من, مختصة بمن؟ وهذه من امتيازات مدرسة أهل البيت, وهو العرض على ماذا؟ وإلا الموافقات للشاطبي اذهبوا راجعوه يقول هذه روايات الخوارج هذه, لأنه كانوا يقولون كتاب الله كتاب الله, فوضعوا روايات العرض على الكتاب.
إذن أعزائي المنهج هو هذا, وهو: القرآن, القرآن, القرآن, ويكون في علمكم في اعتقادي أنا هذا المنهج أنا اعتقده منهج القدماء, ولذا أعلام القدماء أولاً: كانوا يكتبون في التفسير, هذه أمامكم قرأنا العبارة وقلنا بعد ذلك سنأتي إليها, التفتوا جيداً, هذا الطوسي في أول التهذيب ص3, بعد أن قال: أنه سوف أدخل إلى بحث الاستدلال قال: [وأذكر مسألةٌ مسألة فأستدل عليها إما من ظاهر القرآن] إذن ابتداء برواية تحف العقول أو ابتداء {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} في باب التجارة أو في باب المكاسب المحرمة؟ ماذا يقول الشيخ الطوسي, {تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ} من هناك أبدأ ثمَّ أين أدخل؟ في بحث المكاسب, أما الآن ثقافتنا من أين نبدأ؟ رواية تحف العقول, نادراً تجد أنه يريد أن يبدأ أبحاث المكاسب يبدأها بالآيات القرآن ليؤصل حتّى يرجع إلى الأبحاث التفصيلية أين؟ ألسنا قلنا مراراً أن كلّ بيانات الأئمة تفصيل ما أجمل أين؟ أليس هذا هو المبنى, المبنى ما هو؟ أن كلّ ما ورد عن أئمة أهل البيت هو تفصيل ما أجمل بيانه أين؟ في القرآن, قال: {أَقِيمُوا الصَّلاَةَ} طيب لم يبين الصلاة لابدَّ أن نأتي لمن؟ نقول له يا رسول الله كيف نصلي, كيف نصوم كيف نحج .. إلى آخره. جيد.
ولكن المشكلة الأصلية وهو: أنه ما معنى العرض على الكتاب, وهذه هي محور البحث هي هذه, ما معنى أن عرض الحديث على الكتاب؟ هنا يوجد اتجاهان -أشرنا إليهما إجمالاً-:
الاتجاه الأوّل: وهو الاتجاه المشهور بين ما بعد الشيخ الأنصاري إلى أيامنا هذا, وهو الاتجاه سمّوه الاتجاه الحرفي, الاتجاه النصي, الاتجاه التجزيئي, ما أدري أي شيء تصطلحون اصطلحوا, يعني ماذا؟ يعني عندما أقرأ رواية أذهب إلى آية في القرآن لأجد أنه يوجد ما يوافقها أو ما يخالفها؟ بعبارة أخرى: أذهب إلى كتاب من الكتب التي كتبت في أحكام الآيات المرتبطة بآيات الأحكام خمسمائة ستمائة ثمان مائة لا أكثر, أتابعها أرى بأنَّ هذا البحث مرتبط بفلان آية أو ليس مرتبط؟ فإذا يوجد ما يوافق أو ما ينافي أو ما يعارض أو عام وخاص أعم وإلا أتجاوز.
وهذا ما أشار إليه السيّد الشهيد& وقراناه بالأمس وهو صحيح, (في تقريرات السيّد الهاشمي, ج7, ص389) قال: [والتفسير المشهور لمفاد هذه الطائفة أن كلّ حديث لا يكون في القرآن دلالة ولو بالعموم أو الإطلاق, توافق مدلوله وتشهد عليه لا يكون مقبولاً] إذن لابدَّ أن نبحث ماذا -إن صح التعبير- أليس في التفسير عندنا تفسيرٌ موضوعي وتفسير تجزيئي, هذا نعرضه على التفسير التجزيئي, آية آية, فإنَّ لم نجد انتهت القضية, هذا الاتجاه الأوّل.
الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي أشار إليه بمقدارٍ من التفصيل السيّد الشهيد&, وفي اعتقادي أنه هو مختاره وإن لم يشر إليه, (في ص333 من تقريرات السيّد الهاشمي) قال: [وقد أشرنا] سوف أقف قليلاً هنا [قد أشرنا فيما سبق إلى أنّه يمكن تفسير مفاد هذه الأخبار] أخبار العرض [بنحوٍ آخر لا يحتاج معه إلى جلّ الأبحاث المتقدمة] لأنه بحث حدود عشرين صفحة أن النسبة عموم وخصوص من وجه, عموم وخصوص مطلق, تباين أي منها؟ يقول كلّ هذه الأبحاث إنَّما مبنية على ماذا؟ على الاتجاه الأوّل في معنى العرض.
أما الاتجاه الآخر [وهو ذلك التفسير أنّه لا يبعد أن يكون المراد من طرح ما خالف الكتاب الكريم أو ما ليس عليه شاهدٌ منه] ما هو المراد [طرح ما يخالف الروح العامة للقرآن الكريم] يعني ماذا روح عامة؟ يقول: في النتيجة القرآن هو مجموعة من القواعد الأساسية, مجموعة من الضوابط مجموعة من الأهداف يريد أن يحققها القرآن, فلابدَّ أن يكون الفقه واقفاً على تلك القواعد والأسس والضوابط والأطر العامة فيعرض رواية رواية على الأطر العامة فإنَّ وافقت فهو تام, وإن لم توافق يعرض كم مثال يقول: [وما لا يكون نظائره وأشباهه موجودة فيه, ويكون المعنى حينئذٍ أن الدليل الظني إذا لم يكن منسجماً مع طبيعة تشريعات القرآن ومزاج أحكام العامة لم يكن حجة, وليس المراد المخالفة والموافقة الحديّة مع آياته] ثمَّ يضرب كم مثال, التفت إلى الأمثلة, المثال الأوّل الذي أنا لا أقرأه فقط أبينه للأعزة.
المثال الأوّل: يقول عندنا روايات لعل بعضها أيضاً معتبرة سنداً وصرحوا بصحة سندها أيضاً أنكم لا تتعاملوا مع بعض الأقوام صحيح أو لا؟ كراهة في باب التجارة اذهبوا وانظروا كراهة توجد, لماذا؟ وعلّلت الروايات لماذا؟ لأنه حيٌ من الجن, أليست هذه الروايات موجودة, طيب هذه الروايات المنهج السندي ماذا لابدَّ أن يقول؟ المنهج السندي, بيني وبين الله اذهبوا إذا الروايات صحيحة السند فنقول يكره, ظاهرها النهي الآن حملها على الكراهة لأسباب ما عندي مشكلة, الآن كراهة أو حرمة لا مشكلة, يقول >يكره التعامل مع القوم< الكذائية, المنهج السندي عنده طريق آخر؟ معارض لا يوجد له, حتّى أنت تقول عند التعارض نعرضها على ماذا؟ هذا يؤيد الذي قلته: أنه قبل التعارض لابدَّ أن نعرض على كتاب ربنا.
سؤال: ينسجم مع القرآن أو لا ينسجم مع القرآن؟ قل معي: أما على الاتجاه الأوّل لا يوجد لا ما يثبته في القرآن ولا ما ينفيه في القرآن, أين توجد عندنا آية في القرآن تكلمت عن التعامل مع القوميات حتّى نقول موافقة ومخالفة, إذن إذا بنينا على الاتجاه الأوّل نعرض الحديث على الآيات نقول لا موافق ولا ماذا؟ يعني لا بشرط صحيح أو ليس بصحيح؟ أين توجد عندك آية في القرآن تكلمت مع من تتعامل من القوميات توجد هكذا آية في القرآن؟
ولكن, تعالوا اسألوا هذا السؤال الآخر وهو الذي يعبر عنه السيّد الشهيد المنهج روح العامة قواعد العامة, أن القرآن يتعامل مع البشر على أساس قومي أو على أساس تقوائي, هل يفاضل بينهم على أساس القومية أو لا يفاضل؟ من القواعد التي مشى عليها القرآن الكريم يوجد فيه تفاضل قومي تفاضل لساني تفاضل جنسيتي عندنا هكذا مناشئ وملاكات التفاضل هذه أو ملاكات التفاضل شيء آخر {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}؟ إذن هذه الرواية التي تقول لا تتعاملوا لأنه مع الطائفة الكذائية أو جماعة أو كذا هذه تنسجم مع قواعد القرآن أو مخالفة لها؟ أستطيع أحد أن يقول أنها موافقة مع القرآن؟ ولذا السيّد الشهيد يقول: [فمثلاً لو وردت رواية في ذم طائفة من الناس وبيان أنهم قسمٌ من الجن قلنا أن هذا مخالفٌ مع الكتاب الصريح].
سيدنا أين توجد عندنا هكذا آية؟ يقول لا, ما عندنا آية [ولكن الصريح في وحدة البشرية جنساً وحسباً ومساواتهم في الإنسانية ومسؤولياتها مهما اختلفت أصنافهم وألوانهم] أبداً لأن الملاك ليس ذاك.
بالعكس تعالوا, الآن هذه من هذه الجهة.
تعالوا انظروا إلى رواية واردة على سبيل المثال تنهاك عن الدعاء, تقول الدعاء لا حاجة لك به, طيب اعرضها على القرآن الكريم المزاج العام للقرآن الكريم من أوله إلى آخره {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ..} أصلاً من أوله إلى آخره كلها حث على الدعاء, فإذا وردت رواية فيها حزازة في الدعاء أنت ماذا تقول هذه موافقة أم مخالفة؟ مخالفة للقرآن الكريم, انتهت القضية. والعكس بالعكس يعني إذا وجدت روايات حتّى لو كانت ضعيفة السند أنه إذا رؤي الهلال فعليك الدعاء, هذه موافقة للقرآن أم مخالفة؟ موافقة, ضمن القاعدة هذه أصلاً, سند ما أحتاج أنا, لأنه القرآن من أوله إلى آخره يقول لي؟ يقول لي دعاء.
ثمَّ, طبعاً على نفس المنوال نأتي إلى روايات العرض نجد أن فيها شواهد كثيرة على هذا المعنى لأنه قد تقول لي سيدنا أنت من أي أساس تقول أن المراد من العرض ليس الاتجاه الأوّل وإنما الاتجاه ماذا؟ عندك شواهد؟ نعم, هذه روايات العرض التي إن لم نقل أنها متواترة فهي أقل التقادير أنها مستفيضة أعلى درجات الاستفاضة انظروا إلى واحدة من مضامينها أنظروا إلى هذه الرواية, >قال: إذا جاءك الحديثان المختلفان< التفت جيداً, >فقسهما على كتاب الله< هذه الجملة قسمهما التفت إليها جيداً, >فقسهما على كتاب الله وأحاديثنا< يعني ينسبها لمن الأحاديث يعني: تعلم أنها صادرة, ليست أحاديث لأنه قبلها يقول >حديثان< أما بعد ذلك ماذا يقول؟ >أحاديثنا< يعني: الأولى ما تعلم صادرة أو ليست بصادرة, الثانية ماذا؟ تعلم وإلا لا معنى ينسبها الإمام إلى نفسه, وإلا ما هو الفرق بين >الحديثان< وبين >أحاديثنا<؟ طيب كما لابدَّ من عرض الحديثين لابدَّ من عرض أحاديثنا لا لا, يقول هذه التي علمت بأنها صادرة. جيد يا ابن رسول الله ماذا نفعل؟ يقول: >فإنَّ أشبهها فهو حق وإن لم يشبهها فهو باطل< هذه أي شباهة يعني صورة؟ شكل يعني؟ طول وعرض يعني؟ أم الشباهة المضمونية المحتوائية أنظر مثل مزاجنا هذا مزاجنا أو ليس مزاجنا؟ هذه أصولنا أو ليست أصولنا؟ ما أدري استطعت أن أوصل المطلب إلى الأعزة أم لا.
ومن هنا وهذه الرواية وإن كانت واردة يقول السيّد الشهيد& في فرض التعارض إلاَّ أنها ليست مختصة بالتعارض يقول هذا من باب المثال, إلاَّ أنها بحسب سياقها تشير إلى نفس القاعدة المؤكد عليها في مجموع الباب ما هو؟ وهو كلّ ما ورد عنهم فلابدَّ من عرضه على كتاب الله وعلى حديث رسول الله, فإنَّ وجدت عليه شاهد, عجيب التفت, وجدت عليه شاهد كافي, يقول: لا, بعض الروايات أو شاهدين, يعني ماذا؟ شاهد لا دليل, شاهد يعني ماذا؟ يعني ضمن القواعد ضمن الضوابط العامة, قرائن تقول هذا ضمن الأطر التي يؤمن بها.
ما الفرق بين الاتجاهين؟ التفتوا جيداً, إذن الآن صار هناك اتجاهان:
الاتجاه الأوّل: عبروا عنه الاتجاه التجزيئي.
الاتجاه الثاني: الاتجاه الموضوعي. أليس كذلك.
ما الفرق بينهما؟ بناءً على الاتجاه الأوّل نحن نحتاج إلى أصل موضوعي واحد, بناء على الاتجاه الثاني نحن نحتاج إلى أصلين موضوعيين, أما على الاتجاه الأوّل فنحتاج إلى أصالة حجية الظهور القرآن الكريم, وإلا إذا أنكر الإنسان أن ظواهر القرآن ليست بحجة فيمكن العرض على الكتاب أو لا يمكن العرض على الكتاب؟
ولذا نحن في أبحاث الظن, في (كتابنا, ج2) من أبحاثنا بحث الخارج هناك قلنا: بأنَّ هذه بحث حجة الظواهر مع الأسف الشديد كثير من الأعلام خصصوها ببحث الفقه مع أنه هذه ظواهر القرآن مطلقا لا ظواهر آيات الأحكام, لأنه أنت في العقائد أيضاً تحتاج إلى حجية الظواهر, هذا على مبنى الاتجاه الأوّل.
على الاتجاه الثاني: ما يكفي أن يعلم أو يثبت عنده حجية ظواهر القرآن, يحتاج بالإضافة إلى حجية ظواهر القرآن أن يكون وافقاً على التفسير الموضوعي للقرآن الكريم, يعني ماذا؟ يعني أنه في كلّ بابٍ باب لابدَّ أن يتعرف على القواعد التي أصلّها القرآن في ذلك الباب, مجموعة هذه المنظومة كاملة يكون على بينة منها. يعني مثال: القرآن الكريم من أوله إلى آخره, في التعاملات الأسرية, في التعاملات الفردية, في التعاملات الاجتماعية .. كلها قائمة على أساس العدل أو على أساس الظلم؟ أيوجد أحد يستطيع أن يقول قائمة على أساس الظلم, التفت هذا أولاً, إذن قائمة على أساس العدل. هذا أصلٌ.
الأصل الثاني: عندما تتعارض حقوق الأفراد مع حقوق الأسرة, حقوق الأسرة مع حقوق المجتمع, … وهكذا تتوسع الدائرة, كلما تزاحمت هذه الحقوق الشارع الحق لمن يعطيه؟ يعطيه للفرد أو للبعد الاجتماعي أي منهما؟ أيوجد أحد يستطيع أن يقول بأنَّ الشارع يقول >الناس مسلطون على أموالهم< والله حتّى لو يحرق الأمة كلّها يوجد فقيه يستطيع أن يفتي هكذا؟! هذه النظرية الرأسمالية وأخيراً تنازلت عنها وقالت بأنه الدولة لابدَّ أن تتدخل وأنه في كثير من الأمور لا يحق حتّى للرأسماليين وإلا النتيجة تصير هذه التظاهرات الموجودة الآن في أمريكا, أنه واحد بالمائة أكلوا حقوق تسعة وتسعين بالمائة, هذه التي الآن أمامكم, نتائج تلك النظرية, واضح.
إذن أنت عندما تأتي في الفقه أي حكمٍ تريد أن تستنبطه إذا وجدته يتنافى مع الحق العام ومع الحق الاجتماعي لابدَّ أن تلتفت أن هذا استنباطك تام أم باطل؟ تقول لي رواية صحيحة, أقول اضرب بها عرض الجدار >الناس مسلطون على أموالهم< حتّى لو لم يوجد عندي دليل لا يقيد إطلاقه من يقيد إطلاقه؟ القواعد العامة التي تحكم الشرعية أنه أنت المال ليس هي فقط امتياز أعطي لصاحب المال بل بالإضافة إلى الامتياز هي مسؤولية يتحملها لابدَّ أن يتعامل معها, لذا أنت ترى الشارع دخل على الخط, إذا صار سفيه ماذا يفعل له؟ (كلام أحد الحضور) لماذا يحجره؟ طيب أنا أريد أن أتصرف, كما أنه أنت السفهاء ترون في العالم كثيرون عنده مائة مليون ويتركها لقطة ويذهب أو لأربعة كلاب, ويحرم أولاده ويحرم كلّ شيء, صح أو ليس بصح؟ بينك وبين الله إذا هذا ليس بسفيه فنحن لا يوجد عندنا سفيه في العالم, الشارع هنا يدخل على الخط, لماذا يدخل على الخط الشارع؟ إذا كان معتقد بنظرية إطلاق وصحة التصرف مطلق من المكلف ويعطيه الامتياز ليس من حقه أن يتدخل, لماذا يتدخل؟ يقول لأنه هذه المال مسؤولية بيدك أمانة بيدك إنَّما هي مال الله أنت أمين عليها, فإذا تصرفت بها بمقتضى القواعد فهي ماذا؟ وإن لم تتصرف وخرجت عن القواعد؟ هذه القواعد من وضعها القواعد العامة؟ القرآن وضعها القواعد العامة.
إذن أنت عندما تأتي وتدخل إلى بحث الاستدلال الفقهي تكون مقيد بكل هذه القواعد.
تتمة البحث تأتي.
والحمد لله رب العالمين.