بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
قلنا: بأنه لا إشكال ولا شبهة أنه واحدة من أهم المرجحات هو العرض على الكتاب, بغض النظر أن موقع العرض على الكتاب هل هو الخطوة الأولى أو الخطوة الرابعة أو الخامسة, ولكنّه أصل العرض على الكتاب مقبول في العصور المتأخرة لتمييز الحديث الصادر عن غير الصادر, أو الحديث الحجة عن غير الحجة.
ولكنّه نحن قلنا بأنه: العرض على الكتاب يوجد تفسيران لمعنى فهم الكتاب أو للكتاب:
التفسير الأوّل: أن يعرض على آيةٍ آية يعني على آيات الأحكام.
الاتجاه الثاني: هو أنه لا, يعرض على مجموع المباني والقواعد التي عرض لها القرآن في تلك الموضوعات.
فيما يتعلق بالعرض على الكتاب, أصل القضية, الروايات الواردة كثيرة وأنا بودي أن الأعزة يرجعوا إلى هذه الروايات في (جامع أحاديث الشيعة, ج1, الباب السادس, باب ما يعالج به تعارض الروايات من الجمع والترجيح وغيرهما) هناك مجموعة من الروايات بودي أن الأعزة ولو يلقوا نظرة عامة على هذه الروايات بغض النظر عن أسانيدها لأنه إدعاء التواتر والاستفاضة موجود, مضافاً إلى أن منهجنا ليس منهج سندي الحدي كما تعرفون.
الرواية الأولى -التي رقمها 455 بحسب التسلسل العام- >سمعت أبا عبد الله الصادق× يقول: كلّ حديث مردود إلى الكتاب< التفتوا إلى هذا النص. يعني: كلّ ما وردكم عنّا في عصر الغيبة لابدَّ أن ترجعوه إلى الكتاب. الآن القائل أنه لابدَّ حين التعارض أو إذا لم يكن هناك جمعٌ عرفي أو .. هذه لابدَّ أن يبين على أي أساس يقيد هذا العموم الأعلائي, كلّ, تعلمون بأنه لا يوجد عندنا لفظٌ يدل على العموم والشمول دلالةً لفظية أعلى من كلمة كلّ, >كلّ حديث مردود إلى الكتاب والسنة< طبعاً قلنا أي سنّة؟ السنّة المقطوعة الصدور وإلا نفس الحديث إذا لم يكن مقطوع الصدور أيضاً لابدَّ أن يرجع به إلى الكتاب. الآن هذه الجملة الثانية التفتوا إليها وهذا جدُ مهم, وهذا أولاً: يشهد لنا على أصل العرض ويشهد لنا على كيفية العرض أيضاً, يعني الاتجاه الثاني لا الاتجاه الأوّل كيف؟ قال: >وكل شيء لا يوافق كتاب الله فهو زخرفٌ<, التفتوا جيداً, إذا كان المراد من الموافقة والمخالفة الاتجاه الأوّل, هذه التفاصيل الموجودة في الروايات موجودة في القرآن أو غير موجودة؟ إذن لابدَّ تسعين بالمائة, خمسة وتسعين في المائة من الروايات لابدَّ أن تكون من الزخرف, لماذا؟ لأنه لم يتعرض لها في القرآن حتّى يكون ماذا؟ لأن الرواية لم تقل إذا خالف تقول لابدَّ أن يكون موافق.
وهذا لا يتم إلاَّ على المبنى الاتجاه الثاني, وهو أن القواعد والأصول والضوابط كلها أين موجودة؟ يعني: كالمثال الذي أشرنا, قلنا: كلّ القوانين التفصيلية التي تقنّنا الأجهزة التشريعية في كلّ البلدان لابدَّ أن يكون إطارها العام ماذا؟ لا تخرج عن القوانين الأصلية التي هي القوانين الدستورية المواد الدستورية, أيحق لجهاز تشريعي وسلطة تشريعية في أي بلدٍ أن يشرع تشريعاً لا توجد ضوابطه العامة أين في القانون الدستوري؟ القرآن يُعد المواد الدستورية -إن صح التعبير- القواعد العامة أين موجودة؟ في القرآن, طبعاً في بعض الأحيان القرآن أيضاً تعرض, لقواعد أيضاً أمور تفصيلية جداً, أحكام مثلاً القواعد من النساء, طيب هذه ليست قواعد دستورية ولكن تعرض لها, مقصودي ليس نفي الآخر, مقصودي أن كلّ القواعد التي نحتاجها في باب المعاملات أين موجودة؟ في القرآن, في باب العبادات أين موجودة؟ في القرآن, في باب الحج أين موجودة؟ في القرآن. وإلا كيف نعرضها كيف يتم هذا لا يوافق.
رواية أخرى: عجيبة هذه الرواية التفتوا جيداً, قال: >أبو عبد الله الصادق× يا محمد< الكلام لمحمد بن مسلم >ما جاءكَ في روايةٍ من برٍ أو فاجرٍ< من ثقة أو غير ثقة, طيب عجيب إذا كان سندها صحيح لماذا نعرضها؟ يقول لا, صحة السند علة تامة ملاك تام للقبول أو ليس كذلك؟ لا, ليس كذلك أبداً, حتّى لو كان من برٍ, من ثقة من ثقة ثقة, من عين في أصحابنا ولكن هذا عين في أصحابنا يشتبه أو ما يشتبه, يسهو أو ما يسهو ينسى أو ما ينسى يتوهم أو ما يتوهم؟
الآن واحدة من إشكالات الوهابية المعاصرة علينا التي عادةً في الكتب لم يذكرها الأعلام للجواب عنها, يقولون جيد, نقول لكم لماذا لا تأخذون من الصحابة بعد رسول الله؟ تقولون أن الدين لابدَّ أن يؤخذ من من؟ من معصوم بعد رسول الله, وهؤلاء الصحابة معصومين أو ليسوا بمعصومين؟ ليسوا معصومين, إذن نحن نذهب بعد رسول الله لمن؟ إلى المعصوم ونأخذ الرواية منه؟ فأيهما أولى الأخذ من المعصوم أو الأخذ من غير المعصوم؟ طيب من المعصوم, تقول له يقيناً من المعصوم, يقول جيد جداً طيب هذا النقض وارد عليكم ماذا أنتم تأخذون من الإمام الصادق طيب أنتم أيضاً تأخذون من رواة عن من؟ عن الإمام الصادق, طيب هؤلاء الذين تأخذون عنهم بخمسة وسائط وستة وسائط وعشرة وسائط ماذا هؤلاء معصومين؟ ما تقولونه هنا في التوجه للأخذ من المعصوم نقوله في الأخذ من الصحابة؟
أجيبوا, اذهبوا واطرحوه ودعهم يجيبوك, واحدة من أدلتكم, تقولون: أننا بعد رسول الله نريد أن نأخذ الأمر من معصوم, جيد جداً, حق الله معاكم ولكن أنتم لو علي بن أبي طالب يعيش في أوساطكم فدار الأمر بين علي المعصوم وبين زيد الصحابي غير المعصوم فالمقدم من؟ ولكن لم تأخذوا مباشرة منه أنتم تأخذون منه كم؟ خمس وسائط أربعة وسائط ستة وسائط وكلهم هؤلاء أنتم, التفتوا جيداً, يقول: أنتم في كتبكم زرارة عندكم ملعون في ستين مورد فما باله بغيره, واحد جمعها, كم مكان يقول تسعة وخمسين مورد زرارة في كتبكم ملعون, ونصف تراثكم من من؟ زرارة, الآن أنتم أجيبوا تقية أو غير ذلك اذهبوا ما أدري .. ولكن هذا الذي تعتمدون عليه ملعون من أئمتكم.
إذن إذا كان الكلام صحة السند وحدها كافي, طيب.
إذن لابدَّ أن يوجد ضابط آخر أهل البيت وضعوه لنا, ما هو الضابط؟ الضابط المضموني, والأصل أين منه هذا الضابط؟ هو القرآن. قال: >ما جاءك في رواية من برٍ أو فاجرٍ يوافق القرآن فخذ به< عجيب إذا كان السند فاجر كيف نأخذ به؟ يقول: لأنه الملاك ليس صحة السند وعدم صحة السند, وإلا إذا فاجر, فالسند ماذا يكون؟ صحيحة أم ضعيف؟ ضعيف, طيب كيف يؤخذ به؟ هذا يكشف لك عن أنه لا, أهل البيت لم يكن مدارهم على الصحة وعدم الصحة, >وما جاءك في روايةٍ من برٍ أو فاجرٍ يخالف القرآن فلا تأخذ به< هذه ضابطة. الضابطة هذه.
سؤال: إذا لم يكن القرآن متعرض للقضية طيب كيف أعرف أنه مخالف أو ليس بمخالفة؟ يصير سالبة بانتفاء الموضوع, إلاَّ على المنهج الاتجاه الذي أشرنا وهو ما هو؟ الاتجاه المضموني الاتجاه العام لا الاتجاه الحرفي, وإلا على الاتجاه الحرفي تسعة وتسعين من التفصيلات موجودة في القرآن حتّى أعرف موافق أو مخالفة أو ليست موجودة؟ أصلاً تعبير المخالفة فرع وجوده في القرآن وإلا لا معنى للمخالفة, وإذا بنينا على الاتجاه الأوّل يعني الحرفي النصي التجزيئي طيب تسعة وتسعين بالمائة غير موجودة.
رواية ثالثة: >قال: إنهم قالوا: إذا جاءكم عنّا حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فاطرحوه< الآن في بعض الروايات هذا النص أيضاً موجود >أو ردوه إلينا< أنتم إذا ما استطعتم أن تفهموا موافق مخالف كذا ليس بالضرورة تقول قطعاً هذا باطل لا لا, لعله له وجهٌ ولكن أنت لم تلتفت إليه.
رواية أخرى: >قال: خطب النبي’ بمنى فقال أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله< التفتوا جيداً.
إذا تتذكرون قلنا أن المنهج السندي لا يثبت أنه قاله أو لم يقله أبداً, المنهج السندي يقول هذه الرواية حجة عليك أما قاله أو لم يقله لعله لم يقله, هذا أيضاً ينقل اشتباه أصلاً ينقل كذب, أصلاً هذا صارت له حالة جنون أدواري ووضع أربعة روايات وبعد ذلك جاء ونسي أنه وضع أربع روايات ممكن أو ليس بممكن؟ بلي ممكن, المنهج السندي لا يثبت أنه صدر مع الصحة, ومع الضعف لم يصدر, المنهج السندي يقول مع الصحة حجةٌ ومع عدم الصحة ليس بحجة, ولكن نفس هذا الحجة لعله لم يصدر, ونفس ذاك الذي ليس بحجة لعله صدر, مع أن الأئمة ذكروا أن الملاك ليس الحجية وعدم الحجية, أن الملاك قلته أو لم أقله, يعني صدر أو لم يصدر, فأنتم أنظروا إذا وجدتموه مخالفاً حتّى لو كان صحيح السند اعلموا أنه صدر منّا أو لم يصدر؟ لم يصدر.
وروايات عديدة في هذا المجال أنا بودي أن الأعزة يراجعوه في هذا المجال. جيد.
الآن أنا ما أريد واقعاً أن أدخل في البحث التفصيلي, أنا كما قلت بأنه هذا سيرٌ إجمالي في أبحاث التعارض حتّى ندخل في البحث التفصيلي.
مثال تطبيقي إذا أردنا أن نطبق, مثال واحد لا أكثر, هو انه: الآن أنتم تعلمون بأنَّ الحج من أهم الأبحاث المطروحة, ونحن أيضاً ما نحتاج أن نقول بأنَّ الحج ضرورته كم هي؟ يكفي أن نقرأ الروايات المستفيضة المقطوعة الصدور >بني الإسلام على خمس< وباتفاق كلمة علماء المسلمين أن الحج من أركان ومما بُني عليه الإسلام, هذا ما يحتاج إلى دليل يعني, أين وضعه؟ وضعه إلى جنب التوحيد إلى جنب النبوة, تريد أنت ركن أهم من هذا الركن؟ ولذا في رواياتنا وضع إلى جنب الإمامة, صحيح أو ليس بصحيح >بني الإسلام على خمس ومنها الولاية< >وما نوي على شيء كما نودي على الولاية<.
فقهائنا أيضاً بحمد الله تعالى لا يوجد أحدٌ من الفقهاء ما عنده دورة فقهية مكتوبة أين؟ في الحج, من خمس مجلدات وثلاث مجلدات وسبع مجلدات ولعله في يوم ما عشر مجلدات وإلى آخره.
سؤال: ما هو الفرق بين المنهج الذي نحن نختاره وهم؟
أعزائي, المنهج الذي هم عندهم, يأتون إلى كتاب الوسائل يأخذون باب باب مسألةٌ مسألة يقولون رأيهم فيها, ولكن أنا لا أوافق على هذا المنهج على الإطلاق في باب الحج, إذن ما هو المنهج؟ المنهج: أولاً: لابدَّ أن نرجع إلى القرآن لنستجمع كلّ المنظومة الآيات التي وردت في باب الحج لنستخرج منها الرؤية العامة التي قالها القرآن في الحج, أين تكمن أهمية الحج, ما هي فلسفة الحج, ما هي المنافع المترتبة على الحج, ما هي أركان الحج, هذا كلّ القدر الذي نبينه هذه كلّ الضوابط نضعها. أشير إلى نكتتين فقط:
النكتة الأولى: أن الحج -لابدَّ هذا نستكشفه قرآنياً, طبعاً الروايات تدل عليه نستكشفه قرآنياً- أن الحج هل هي عبادة فردية أم عبادة ماذا؟ تقول لي ما الفرق؟ أقول الفرق بين صلاتك الواجبة فرادى وصلاتك الواجبة جماعة واحدة أم اثنين هذه؟ في صلاة الفرادى كم تريد أن تبقى في الركوع أبقى, كم تريد أن تبقى في السجود ابقَ, إماماً ومأموماً كم ما تريد أن تقرأ أي سورة تقرأ البقرة أقرأ, تريد أن تقف في السجود تقول ثلاثة وثلاثين أو ثلاثمائة وثلاثين مرة لا إلاَّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الدعاء اليونسي اقرأ ولكن هذه إماماً ومأموماً مسموح لك في صلاة الجماعة, مسموح للإمام أن يطيل أو أن وظيفته أن يراعي أضعف ماذا؟ لماذا هناك لا يراعي؟ يقول: لا ذاك فردي كلّ ما يريد أن يفعله فليفعله ما هي علاقتنا, عنده قدرة أن يصلي صلاته خمس ركعات فليصلي لا علاقة لنا به, أما في الصلاة الجماعة مبنية على التطويل أو على الأضعف؟ على الأضعف, أنت من حقك إمام الجماعة رفع رأسه من الركوع تقول له أبقى أنا, طيب تنفصل عن صلاة الجماعة, مباشرة ذهب إلى الركوع لابدَّ أن تذهب وراءه بالركوع, تستطيع أن تتقدم عليه بالأقوال ولكن تستطيع أن تتقدم عليه بالأفعال؟ لا ليس من حقك, مع أنه هي الصلاة واحدة أو صلاتين؟ الفريضة واحدة أو فريضتين؟ الفريضة واحدة ولكن إذا صارت فردية لها أحكام وإذا صارت جماعية ماذا؟
أجب عن السؤال المطروح -هنا التفت جيداً- من أول الأمر وهذا الذي لم يفعله الفقهاء -حفظ الله الموجودين منهم- الحج عبادة فردية أو عبادة اجتماعية, يعني مثل صلاة الفرادى أو مثل صلاة الجماعة؟ تقول لي ما هو الأثر؟ أقول الأثر هكذا, وهو أنه: إذا كانت فردية فواحد يذهب باعتبار أن العلماء يختلفون في أول ذي الحجة متى؟ على ثلاثة أيام ولعله يصير أربعة أيام اختلاف في العيد, فواحد يذهب يوم السابع يقف عرفة, واحد يذهب يوم الثامن يقف عرفة, واحد يقول يوم التاسع يقف عرفة, يقول والله تكليفي هذا, صح أو ليس بصح؟ هذه إذا كانت عبادة فردية. أما إذا ثبت أن الحج عبادة ماذا؟ من حق أحد أن يفعل هذا أو ليس من حقه؟ الشارع, ليس الحكومات ما تسمح الشارع يسمح أو ما يسمح؟ الشارع أعزائي تقول لا والله سيدنا نحن ماذا تابعين للحكومة الوهابية, لا عزيزي.
سؤالي: أن الشارع فرض هذه الشعيرة هذه الفريضة فرضها فريضة جمعية اجتماعية أو فرضها فريضة فردية حلها لي وتعال إلى الحج؟ إذا ما تحلها فتصير هذه الفُوضى التي نحن ماذا؟ واحد هنا يطوف وواحد هناك يطوف, واحد هناك يسعى وواحد هنا يسعى, واحد هناك يقف وواحد هناك ماذا؟ واحد هنا يذبح وواحد هناك يذبح, صح أو لا؟ هذه كلها منشأها ماذا؟ منشأها أنه أنت في الرتبة السابقة لم تحل قضية أنها, ولذا أنت الآن لا يشك أحد عندما يدخل إلى بحث صلاة الجمعة أيوجد يخرج عن إطار صلاة الجماعة أو ما يخرج؟ أي فقيه لماذا؟ لأنه يدري أن هذه الصلاة ليست فردية صلاة ما هي؟ الإمام يقف هناك أنا أريد أن أقف على بعد عشرين متر, يقول ليس من حقك, صلاة فردية بلي, أقف أمامه, لا مانع, أما إذا أردت أن تصلي صلاة جماعة لابدَّ ماذا؟ تقف بجنبه؟ يقول: لا, لابدَّ أن تقف خلفه ليس من حقك. عند ذلك أنت تعال هذه ثبتها ثمَّ ادخل في الأحكام التفصيلية في وسائل الشيعة, ذاك الوقت قطعاً أي حكم أي فتوى أي رواية تجدها تتنافى مع البُعد الاجتماعي للحج ارمي بها عرض الجدار. زخرفٌ. ولكن هذه ثبتها أولاً قرآنياً, أنت من حقك أن تقول أنا أفهم الحج هي عبادة من حقك أنا ما مختلف ولكن أقول أن هذه لابدَّ في الرتبة السابقة تبحثها أي كتاب من هذه الكتب المفصلات العشرة مجلدات أو خمس مجلدات بحثت هذه المسألة, هذا الذي أختلف فيه.
البعض يتصور أنه أنا اختلافي مع الجماعة هو يقول أحوط أنا أقول أظهر, عندما أقول بأنه واقعاً بأنه هذه الرؤية لا أؤمن بها بأنها اجتهادية, يقول: لماذا يهينني, والله ليست إهانة أنا أبين رؤيتي مفهومي عن الاجتهاد.
سؤال آخر: الحج فيه بُعد سياسي أو ليس فيه بُعد سياسي؟ يعني بعبارة واضحة: الحجُ هل هو بشرط لا من السياسة كما الحكّام الموجودين هناك يقولون تعالوا حجّوا ولكن السياسة ممنوع, أو بشرط شيءٍ من السياسة كما يقول السيّد الإمام+ أو لا بشرط من السياسة أي منها؟ يقول ماذا؟ أقول عشرات الأحكام تترتب على أنك في الرتبة السابقة ماذا؟ تتخذ هذا الموقف. وإلا إذا لم تحلها واحد يقول هناك اخرجوا للتظاهرات وتبرؤوا من المشركين وواحد يقول ماذا؟ (كلام أحد الحضور) أحسنتم هذه الفوضى التي تروها ومنشأها ماذا؟ منشأها أن الرتبة السابقة لم تحل القضية فلابدَّ أن نحلها, أنا لا أقول أنه لابدَّ على الفقهاء أن يتفقوا جميعاً على أنه ذات بعد سياسي أقول هذه ابحثها لي حتّى عندما تأتي وتفتي تفتي على أصل ثبت. هذا بُعد.
بُعد ثالث يمكن عشرات الأبعاد, بُعد ثالث, وهو: أن البُعد المطلوب من الحج هو البُعد الروحاني أو البُعد الفقهي؟ يعني ماذا؟ تقول لي سيدنا الكل يذهب إلى الحج قربةً إلى الله, أقول لا لا ليس هذا بحثي, بحثي أنه أنت هناك عندما تذهب إلى الحج إذا الأعزة الذين ذهبوا إلى الحج يعلمون ما أقول, تشغل المكلف بالتفاصيل الألفاظ النية وهذه كتفه لا يخرج فتشغله وتغرقه في تفاصيل فقهية التي كن على ثقة لا يعرف متى يتخلص من هذا الحج لماذا؟ لأنه كلّفة بعد كلفة ضيق حرج بعد حرج كلّ ما أراد أن يفعل شيئاً يقولون له لا يجوز خلاف الاحتياط, يقول فقط أريد أن أخص صح أم ليس بصح؟ سببه ماذا؟ سببه أنه أنت لم تعطه البُعد الروحاني لهذه الفريضة حتّى أنه يريد أن يبقى فيها وهو محرمٌ يبقى فيها خمس ساعات يبقى ثلاثة أيام, يقول والله أنا أعيش حالة روحانية الآن في الإحرام عمري ما ذقت هذه الحالة الروحانية, اطمأنوا كلّ عباداتنا حولوها هكذا, أصلاً من الألفاظ التي بدأوها من الناحية النفسية بتعبيرنا واقعاً -هذه العبارات سقط كلّ مفهومه- تكليف, يعني ماذا, ما هو معنى التكليف؟ كلفة, ثقل حرج فلهذا أول ما يصير وقت الأذان هذا التعبير حتّى عندنا نحن الطلبة -خلي نصلي نخلص أولاً- نخلص أول يعني ماذا؟ هذا الذي هو معراج ماذا؟ معراج كلّ مؤمن, هذا الذي رسول الله ما كان يرتاح إلاَّ أين؟ (كلام أحد الحضور) نحن ماذا صار عندنا؟ دعنا ننتهي .., لماذا تعلم لماذا؟ لأنه نحن جئنا وغلبنا البُعد ماذا؟ الفقهي لها لا ذاك البُعد الروحاني المعنوي وإلا إذا أنت ذوقته عسيلة العبادة بينك وبين الله تقول دعنا ننتهي منها.
ولذا الأعلام كلّ علماء الأخلاق اذهبوا واقرؤوا في كتب الأخلاق أول ما يأتي يقول الصوم إما صوم فقهي وإما صوم تقوائي يعني ماذا؟ عجيب, هو متى الصوم الشريعتي كان فيه فقهي وتقوائي هو الصوم لعلكم .. هو هذا الصوم أصلاً ذاك ليس صوم لا أنه صوم ليس صوم ذاك.
نعم, أنت جئت هذه لأغراض فنية درسية فصلتهما في الحوزة ثمَّ فصلتهما في ذهن المكلف, فهو يقول بأنه هذا التكليف أديته ما علاقاتي بالباقي, هذا البُعد لابدَّ أن يُعرف أن الحج واقعاً بُعد فقهي محض فيه إسقاط التكليف, أم هي فرصةٌ لبناء إنسان في شهر واحد أي منها؟ ثمَّ الآن تجدون في التعطيلات يأخذون الطلاب إلى مخيمات هذه المخيمات لأجل ماذا؟ لإيجاد حالة من التمارين وإعطائه جرعه من بناء الشخصية الآن بأي اتجاه كان, هذه محطات أصلية لبناء شخصية الإنسان, نحن بينكم وبين الله مناسكنا وكتبنا الفقهية بهذا الاتجاه؟! وهذه تؤثر كثيراً على أي الأحوال ما أريد أن أطيل.
إذن فتحصل إلى هنا: وهكذا طبعاً يكون في علمك في باب المعاملات وهكذا في باب الصوم وهكذا في أي باب آخر أنت أولاً: لابدَّ أين ترجع؟ إلى القرآن لترى ما هي الضوابط والقواعد والأسس التي وضعها لك القرآن ثمَّ تتحرك أين؟ في ضمن الدائرة, لا تخرج عن الدائرة لا تخرج عن الضوابط لا تخرج عن الخطوط التي وضعها لك الكليات -إن صح التعبير- ولكن أولاً: نقّح تلك الضوابط نقّح تلك الأهداف.
بالأمس يتذكر الأعزة قلنا عندما نأتي إلى باب الربا, الآغايون يتعاملون معها تعامل حرفي الروايات, ولكنّه أصل الربا في القرآن الكريم آيتين أو ثلاثة, أصلها في قوله: {لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} فإذن أنت عندما تريد أن تحلل أو تحرّم, تقول له حرام لابدَّ أن تأخذ بعين الاعتبار فقط الذي أخذ المال أو صاحب المال أيضاً تأخذه بعين الاعتبار؟ الآن تقول أنا ما هي علاقتي بهذه المطالب؟ أقول له لا, لأن الروايات أنا ما عندي وقت بأنه أساساً أقرأ لكم الروايات, لأنه ذاك بحث آخر ما أريد أن أجعل البحث فقهياً, ارجعوا إلى روايات حرمة الربا لا رواية ولا روايتين يقول: >لماذا حرّم الله الربا, قال: لأن لا يمتنع اصطناع المعروف< أصلاً الله حرم الربا حتّى هذا البُعد الاجتماعي واصطناع المعروف ماذا تفعل له؟ هذا التقاطع الاجتماعي لا يحصل يبقى اللحمة الذي هو أصل من أصول مدرسة أهل البيت, هذه اللحمة الاجتماعية لابدَّ محفوظة, طيب أنت إذا عبرت إلى طرفٍ واحد وما أعطيت الطرف ذاك الآخر الذي يعطي المال فبينك وبين الله يصير اصطناع معروف أو قطع المعروف؟ يقول: بيني وبين الله أنا العام أعطيته مليون تومان أو مليون دينار, هذه السنة كم صارت قيمتها؟ خمسة مائة, والشارع يقول له خذ منه ما قيمته العدد نفس العدد ما قيمته خمسمائة, أنا ما أعطي قرض ما باللازم ما نعطي قرض انتهى, جد لي حيلة شرعية, جد لي طريق حتّى آخذ الفرق, صح أو لا؟ هذا الموجود.
أما إذا أنت كاملاً أخذت أهداف الشارع بنظر الاعتبار {لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} عند ذلك تجد أن الأمور تسير بجيد, جيد.
تطبيق آخر حتّى ندخل إن شاء الله لعله بعد التعطيلات إلى البحث وهو: أنه هذا المنهج كان عند القدماء أو لا؟ يعني: عرضوا الآيات أو المضامين أو الروايات على ماذا؟ على القرآن, كان أو لم يكن؟
هذا البحث أعزائي من الأبحاث المهمة التي تطرح في الآونة الأخيرة أنه أساساً كان عند القدماء هذا المنهج أو لم يكن؟ كمقدمة – الوقت أيضاً بدأ يتداركنا أو تقريباً انتهى- كمقدمة أنا أريد أن أقف عند ابن الجنيد, ابن الجنيد من الشخصيات المظلومة والمغمورة عند الإمامية والمتهمة أيضاً, الآن أبين سبب الاتهام ما هو. ويظهر بأنه هذه تأريخ الأمم قائم على أنه كلّ واحد يجدد مباشرة ماذا يقال له؟ يتهموه.
ابن الجنيد أعزائي من أكابر علماء الإماميّة, أنا اقرأ بعض العبارات عنه وإن شاء الله تفصيله إلى غد. يقول (السيّد بحر العلوم في رجاله, ج3, ص205) يقول: [أبو علي الكاتب الإسكافي محمد ابن أحمد ابن الجنيد من أعيان الطائفة, وأعاظم الفرقة وأفاضل قدماء الإمامية وأكثرهم علماً وفقهاً وأدبا وأكثرهم تصنيفاً وأحسنهم تحريراً وأدّقهم نظراً متكلم فقيهٌ محدثٌ أديب واسع العلم صنّف في الفقه والكلام والأصول والأدب والكتابة وغيرها بنحوٍ وصلت كتبه إلى 130 كتاب].
إذن هذا واحد من المغمورين ولكن مع ذلك أهمل عند البعض, الآن ما هو وجهه؟ إن شاء الله غداً, وما هو وجه ارتباطها ببحثنا بحث التعارض إن شاء الله تعالى غد أبينها.
والحمد لله رب العالمين.