الأخبار

تعارض الأدلة (9)

بسم الله الرحمن الرحيم

و به نستعين

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

قبل الدخول في, قلنا مثال تطبيقي لابن الجنيد, بقي توضيح في النظرية التي أشرنا إليها وهي: مسألة العرض على الكتاب.

قلنا: على منهج المشهور يوجد شرطٌ واحد وهو حجية ظواهر الكتاب. الأعزة الذين يريدون أن يراجعون هذا البحث أنا بشكل واضح ومفصل في كتاب (الظن, ص291-335) حدود أربعين خمسين صفحة هذه المسألة بحثناها هناك أدلة المثبتين أدلة المنكرين المانعين إلى آخره, كلها أشرنا إليها إجمالاً الأعزة يأخذون صورة إجمالية عن البحث من هناك, فلا نعيد كما مُشار إليه هنا. هذا في الشرط الأوّل منقّح في كلمات الأصوليين.

أما الشرط الثاني: وهو العرض لابدَّ أن يكون على القواعد العامة والروح العامّة والضوابط العامة للقرآن الكريم.

أعزائي فيما يتعلق بالقرآن الكريم توجد فيه مجموعتان من الضوابط:

المجموعة الأولى من الضوابط: هي ضوابط عامّة في كلّ الشريعة, لم تختص ببابٍ دون باب, أو بمسألةٍ دون مسألة, من قبيل أن الإسلام كلّ تشريعاته قائمة على أساس حفظ العدل الاجتماعي, يوجد أحد يشك في هذا الأصل؟ نعم, قد نختلف أنا وأنت في الصغريات ولكن الكبرى ماذا؟ لا يختلف عليها أحد, هذا أصلٌ عام. هذه الضوابط العامة, أو تأتي على سبيل المثال إلى أبحاث العقيدة, لا إشكال ولا شبهة من أهم مباحث التوحيد أن العدل أن الله عادلٌ في قبال من ينكر أصل العدل, هذا أصلٌ في كلّ المباحث العقدية في مدرسة أهل البيت, هذا لم يرتبط بمسألة هذه المسألة الكلامية أو تلك المسألة الكلامية, هذه مجموعة من القواعد.

إذن أولاً: لابدَّ لمن يريد أن يستنبط لابدَّ أن يقف على الضوابط وعلى الروح العامة وعلى القواعد العامّة, وإن شئت أن تسميه (فقه المقاصد العامة للقرآن) فلا بأس, هذه المقاصد تعرفها أنت هذه الأهداف تعرفها, ما أريد أن أتكلم الفقه المقاصدي الذي موجود عند فلان وفلان, لا لا, استخراج الأهداف العامة, في النتيجة الشارع أنزل هذه الشريعة لتحقيق أهداف معينة, هذه الأهداف العامّة ما هي؟ لابدَّ تقول واحد اثنين ثلاثة, هذا أولاً, هذه المجموعة الأولى.

المجموعة الثانية: هي الضوابط والقواعد والكليّات المختصة بكل بابٍ دون باب, يعني أنت عندما تأتي إلى فقه المكاسب المحرمة في النتيجة عندك مجموعة من القواعد مستفادة من أين؟ مستفادة من القرآن, عندما تأتي إلى فقه الحج هناك مجموعة من الضوابط والكليات التي أشرنا إلى بعضها بالأمس, قلنا هذه لم ترتبط بمجمل الأحكام الفقهية, لا, مرتبطة بفقه الحج.

إذن على المستدل على من يريد أن يستنبط لابدَّ أن يشخص كاملاً الضوابط العامة ثمَّ الضوابط الخاصة بكل بابٍ باب, وعند ذلك يدخل عملية الاستدلال الفقهي.

وهذا هو الذي أشار إليه سيدنا الشهيد الصدر& في منطقة الفراغ, الإخوة أنا فقط أعطيهم المصادر لمراجعتها, هناك مراراً ذكر قال: أن الفقيه الذي يأتي لملأ دائرة الفراغ هذه الدائرة يريد أن يملأها ماذا يجب عليه أن يراعي لملأ هذه الدائرة, ماذا يراعي؟ يراعي تلك الضوابط العامة. فيأخذ بعين الاعتبار تلك الضوابط والأهداف والمقاصد العامّة ويملأ هذه الدائرة أو تلك الدائرة وإلا إذا لم يقف على مجمل القواعد العامة في الشريعة كيف يستطيع أن يقول هنا هذا المباح يكون واجباً وهنا هذا المباح يكون حراماً, على أي أساس يقول؟ فلعل ما أوجبه في غير محله, ولعل ما حرّمه في غير محله, لأنه هو يريد أن يكمل هذه الصورة.

ومراراً ذكرت للأعزة قلت: عندك لوحة فنية هذه اللوحة الفنية في بعض مواضعه أنت لابدَّ أن تملأها كيف لابدَّ أن تملأها؟ تملأها بما ينسجم مع ماذا؟ باقي ألوان هذه اللوحة. أنتم واجدين بعض الأحيان الجرائد مجلات فيها معادلات رياضية مذكورة ثلاثة أرقام هنا ومذكورة رقمين هنا ويوجد رقم ماذا؟ مجهول, فلاختبار ذهنك يقول اكتشف لي هذا المجهول حتّى تنسجم المعادلة, أنت إذا لم تعرف كلّ أطراف المعادلة تستطيع أن تكتشف هذا المجهول أو لا تستطيع؟ ما يمكن هذا.

إذن أنت كلّ المنظومة لابدَّ أن تكون في ذهنك كلّ الواقع الاجتماعي في ذهنك حتّى تقول الآن افعل والآن لا تفعل.

نعم, المشكلة الأصلية, التي لم نشر إليها بالأمس, وهنا أيضاً أشير إليها إجمالاً وأتجاوز, ما هو الطريق لتحصيل هذه القواعد العامّة في القرآن الكريم, سواءً كانت من الطائفة الأولى أو كانت من الطائفة الثانية من المجموعة الأولى أو من المجموعة الثانية ما هو الطريق؟ وهنا يدخل بحث المنهج التفسيري أو المنهج المتبع في استكشاف, أنت منهجك ما هو؟ ما هو المنهج الذي تتبعه منهج تفسير القرآن بالقرآن, منهج تفسير القرآن بالعقل, منهج تفسير القرآن بالرواية, منهج تفسير القرآن بالتجربة, أي منهج تتبعه أنت؟ هنا على المجتهد – المجتهد بالمعنى الذي أقوله, يعني: المجتهد في المعارف الدينية- أن يكون صاحب منهجٍ ليس بالضرورة الآن هو يخترع المنهج المهم ينتخب منهج هذا أو هذا أو هذا.., والأعزة الذين يريدون أن يراجعون هذا البحث أنا أشرت إليه في (اللباب في تفسير الكتاب, ما يرتبط بسورة الحمد, ص46) قبل (46) يعني يبدأ البحث ولو إجمالاً لأن تفصيليه في محل آخر إن شاء الله يخرج قريباً, وهو أنه يبدأ من (ص23, أهم المناهج التفسيرية, منهج التفسير الروائي, منهج التفسير العقلي, منهج التفسير التجريبي, منهج تفسير القرآن بالقرآن, المنهج التفسيري الجامع) الذي أختاره والذي أشرت إليه في (ص44) قلت: [التفسير الجامع وهو الذي يعتمد جميع المناهج المعتبرة] في مورد قد يعتبر القرآن, في مورد قد يعتمد الرواية, في مورد قد يعتمد البحث العقلي وهكذا.. مبينٌ هناك. هذا المنهج أعزائي.

إذن أنت لابدَّ أن تختار قبل الدخول إلى العملية تختار المنهج الذي, ثمَّ لا يكفي أن تتعرف على المنهج, لابدَّ أن تعرف أساليب تطبيق المنهج للوصول إلى التفسير الموضوعي وإلا التفسير التجزيئي لا ينفعك شيئاً, قد عندك منهج وهذا المنهج تطبقه ولكن تريد أن تفهم معنى الآية 33 من سورة البقرة, تفهمها, ولكن هذا رأي القرآن في هذه المسألة, أو رأي هذه الآية في هذه المسألة؟ أي منهما؟ لا يستطيع أحد أن يقول القرآن قال كذا, هذه الآية قالت كذا, صحيحاً, ولكن هذه الآية هو القرآن أو جزء من القرآن؟

من هنا نحن جئنا إلى (ص46 وما بعد) قلنا: لابدَّ أنه لكي نصل إلى رأي القرآن موقف القرآن لابدَّ أن يكون اتجاهنا نعتمد على ماذا؟ على التجزيئي يكفي أو لابدَّ من الموضوعي؟ حتّى تستخرج ماذا؟ الموقف العام.

قلنا: [فإنه لا يكتفي بإبراز المضامين الجزئية للآيات وإنما يتجاوز ذلك إلى ما هو أهم وأجدى حيث يقوم بتحديد الموقف القرآني تجاه موضوعٍ من موضوعاته المختلفة] ما أدري واضح إلى هنا.

من هنا نحن في هذا الكتاب ميّزنا بين المنهج وبين الاتجاه, قلنا: أن المنهج مرتبط بالطريقة والاتجاه مرتبط بالتجزيئي والموضوعي, لأنه كثير من الأحيان يخلط أحدهما بالآخر. المنهج بالطريقة, الاتجاه بشيء آخر, على أي الأحوال.

وهناك بحث آخر وراء هذه كلها – أنا فقط أعنون للأعزة حتّى إن شاء الله إذا عندهم خلق ولم يكونوا مشتغلين في مكان آخر وجعلوا هذه الأبحاث في أولوياتهم الأولى, لأنه كثير من الناس يجعلون الدرس والبحث العلمي الأولوية رقم 23, أولاً إذا ما عنده شغل, ثانياً: إذا ما عنده سفر, ثالثاً, رابعاً, خامساً, عاشراً … فإذا هذه كلها لم توجد يذهب ماذا؟ يبحث, طيب طبيعي أيضاً يبين أنه اشلون عالم يصير- إذا تريد أن تصير عالم الأولوية الأولى لعمرك لابدَّ أن تصير طلب العلم, يعني في أي تزاحم من يتقدم؟ طلب العلم, إذا صار هكذا, بلي, أما إذا لا, إذا ما عندي شغل إذا ما صارت عندي سفرة إذا .. عند ذلك أدرس, طيب طبيعي يخرج هذا الذي ترونه. أعزائي.

القضية الأخطر منها جميعاً, وهي المعروفة الآن بنظرية (هرمونيطقيا) هذا الذي الآن كتبت الآن عشرات بل مئات الكتب التحقيقية والتي إلى الآن مع الأسف الشديد في حوزاتنا العلمية حتّى لا نستطيع معرفة ما هو المراد من هذا الاصطلاح, ما هو مقصودهم؟ بدأت من القرن السابع عشر في الفكر الغربي وفيها عشرات النظريات وفيها مئات الكتب المكتوبة.

الهرمونيطقيا أعزائي أنا في دقيقتين لا أكثر حتّى أدخل في بحثي, في قضيتين: هذا كتاب, هذا أيضاً كتاب, والقرآن كتاب الله, هذه كلها أعزائي كانت مجموعة من الحقائق, مجموعة من المعاني, مجموعة من المفاهيم سمّها ما شئت, بعد ذلك ترجمت وخرجت بألفاظ صارت وجود لفظ, يعني تلك الحقائق كلّها صبّت في قوالب ماذا؟ الألفاظ الذي في المنطق تسميه الوجود اللفظي إحدى الوجودات, أعطي بيدك ثمَّ قيل لك التفت, ثمَّ قيل لك من خلال هذه القوالب أعد القضية معكوسة يعني كيف؟ يعني كانت في مرتبة ألف ثمَّ نزلت إلى باء ثمَّ نزلت إلى أن وصلت إلى أي مرتبة هذا اللفظ؟ يطلب منك في عملية فهم النص أنّه أنت تقوم بعملية معاكسة لكي ترجع وتفهم ماذا أراد الكاتب؟ كاملاً, ما أدري استطعت أن أوصل الفكرة أو لا؟ يقولون لك ارجع إلى ماذا؟ إلى ذيك الأصول والجذور التي ولّدت هذه الألفاظ, أنت ايضاً جنابك ماذا تفعل؟ تأتي تتعلم اللغة العربية تتعلم قواعد اللغة العربية, تتعلم كتب اللغة, تتعلم الجمل المبتدأ والخبر وهكذا ثمَّ تجعل ظواهر, هذه طريقة الآن في علم الأصول ماذا نفعل؟ نحن نريد أن نفهم الله ماذا أراد؟ ماذا نذهب إليه ونقول الله ماذا أردت؟ نحن نريد أن نفهم لابدَّ من أين نفهم؟ نقول هذا مراد اللفظ أو هذا مراد الله, يعني أنت هذه العملية المعكوسة ترجع إليها كاملةً.

الآن هذه الظاهرة التي ظاهرة فهم هذا اللفظ, هذه ظاهرة الآن يعني وجود من الوجودات أنا أريد أن أفهمها الآن, أنا عندما أريد أن أفهم أتأثر ببيئتي أو ما أتأثر؟ أتأثر بظروفي أو ما أتأثر؟ أتأثر بوضعي النفسي أو ما أتأثر؟ أتأثر بالقوالب اللفظية لأنه هذا كلّ لفظ الواضع الذي وضع معناها كان مقصوده؟ كان معنىً معين, لعل المتكلم عندما يستعمل يريد منها معاني أعمق. دراسةُ وفهم ظاهرة الفهم عند الإنسان هذه هي الهرمونيطقيا, لابدَّ أن نعرف هذه الظاهرة ما هي؟ ما هي حقيقتها؟ ما هي أحكامها؟ مثل هذه الظاهرة, هذه الظاهرة اسمها ما هو؟ وجود الماء, أنت لكي تتعرف على هذه الحقيقة لابدَّ أن تعرف بأنه في أي درجة تصل إلى الغليان في أي درجة تصل إلى درجة التجمد ما هي آثارها ما هي فوائدها, الفهم عند الإنسان من اللفظ ظاهرة من ظواهر هذا العالم لها أحكام لها قواعد لها قوانين لها موانع لها مقتضيات فهم هذه الظاهرة هي ماذا؟ هي الهرمونيطقيا, تقول سيدنا علمائنا, أقول بلي علمائنا أيضاً كثيراً اشتغلوا على هذه في مبحث العلم اشتغلوا, في مبحث الأصول اشتغلوا, ولكن أولئك تعاملوا معها كمسألة مستقلة, نحن عادةً ليس همّنا ما هو الفهم, دائماً في ذهننا نذهب إلى ما هو المحكي بهذا الفهم, دائماً نجعله طريقي الفهم, ما نقف عند حقيقة الفهم أين نذهب؟ إلى المحكي بالفهم.

يعني بعبارةٍ أخرى: دائماً نجعل هذا الفهم حكاية, نجعل هذا الفهم مرآة, ولهذا يكون مغفولاً عنه, أولئك جعلوه منظورٌ إليه بنحو استقلالي فبدؤوا يتعرفون على أحكامه, من هنا جاءت هذه الكلمة المعروفة لكانت: [الشيء في نفسه غير الشيء لنا] الشيء في نفسه هذا, أما كم من هذا يوصل كلّ حقيقته أو نافذة من نوافذه؟ لماذا أنه هذا الشيء في حقيقته شيء وهو لي ماذا؟ هذا مرتبط بفهم ظاهرة الفهم.

وهذه أعزائي من العلوم الحديثة الضرورية, أقسم لكم إذا ما تستوعبوها لا أقل تعرفوها, أعزائي كتاب كتابين اذهبوا وطالعوا فيها, لأنه الآن المثقف في العالم في أي دولةٍ كان من شيعي إلى غير شيعي إلى مسلم إلى غير مسلم المثقف أول شيء ما أدري كم أقرب, أنت الآن تريد أن تعرف الطلبة أول شيء تسأله ثلاثة أربعة اصطلاحات أصولية, إذا عرفت أنك تعرف هذه الاصطلاحات يقول هذا طلبة, أما إذا عرفته أنه لا يعرف الاصطلاح تقول طلبة أو غير طلبة؟ ليس بطلبة, رحمة الله على السيّد الشهيد يقول كان قد جاء شخص – نقلتها أنا هذه هنا مرةً لكم- كان شخص قد جاء وكتب كتاباً في الأصول, يقول سألته بأنه أردت أن أرى بأنه هذا درس الأصول فهم الأصول أو لا, يقول سألته قلت له أنه أنت في النتيجة أصل المثبت ماذا قلت؟ في الأصل المثبت في باب الاستصحاب؟ قال: بلي هذه من موارد اختلافي مع الأصوليين, قلت له لماذا؟ قال: سيدنا هؤلاء يقولون مثبت ومع ذلك ليس بحجة, طيب إذا ليس بمثبت فلماذا ليس بحجة؟ فهو فهم هذا الاصطلاح فهماً لغوياً لا فهماً اصطلاحياً أصولياً, يقول: الكتاب الذي كان بيده عرفته أعطاه لي قلت له لا جزاك الله خيرا أنا اكتفيت, فعندما لا يفهم معنى الأصل المثبت. هو عندما يقول لك هرمونيطقيا يقول لك تعدد قراءات يريد أن يرى أنه أنت أساساً هذا الاصطلاح تصور يوجد عندك عليه أو لا يوجد عندك؟ لم يوجد عندك تصور, فيتصور بأنه أنت أهل بحث وحوار ودخول في النقاش أو ليس أهل لذلك؟ تعالوا أعزائي وأنتم الآن وخصوصاً الذين عندهم علاقات مع الآخرين, هذا الباب فليفتحوه, أرجع إلى البحث.

ابن الجنيد, بالأمس ذكرنا للأعزة ابن الجنيد, وما أدراك ما ابن الجنيد أعزائي, ابن الجنيد بنحو الإجمال بإمكان الأعزة يرجعون إلى رجال السيّد بحر العلوم في (ج3, ص206) أنا أمر عليها مروراً سريعاً, أشرنا بالأمس أنه عبر عنه السيّد بحر العلوم قال: [من أعيان الطائفة وأعاظم الفرقة وأفاضل قدماء الإمامية وأكثرهم علماً وفقهاً وأدباً…] إلى آخره, ما هو رأي الطائفة فيه؟ أما النجاشي فقال: [كان جيد التصنيف إلاَّ أنه كان يرى القول بالقياس فتركت لذلك كتبه ولم يعوّل عليها] المفيد قال: [كذا] النجاشي: [قال وجهٌ في أصحابنا, ثقة جليل القدر وصنّف فأكثر]. العلامة قال: [شيخ الإمامية جيد التصنيف وجهٌ في أصحابنا ثقةٌ جليل القدر صنّف فأكثر, قيل أنه كان عنده مالٌ للصاحب× وسيفٌ وأنه أوصى به إلى جاريته]. وأما في الإيضاح قال: [وجهٌ في أصحابنا ..] إلى آخره. وأما النقل عنه, [فقد نقل القدماء والمتأخرين عنه] قال: [ويعتبر ما في الإجماع فإنه قد أكثر السيّد المرتضى النقل عنه والاعتذار عن مخالفته في بعض المسائل]. إلى أن يقول: [وأما المتأخرون من أصحابنا كالشهيدين والسيوري وابن فهد والصيمري والمحقّق الكركي فقد أطبقوا على اعتبار أقوال هذا الشهيد]. كلّ هذا ما هي المشكلة في ابن الجنيد, أنه نُسب إليه أنه يقول بالقياس, ولهذا يقال كما أشار إليه الشيخ المفيد يقول: [فأما كتب أبي علي فقد أحشّاها بأحكامٍ عمل فيها على الظن واستعمل فيها مذهب المخالفين في القياس..] عبارة أيضاً [فخلط بين المنقول وبين ما قاله برأيه ثمَّ قال].

السيّد بحر العلوم& صار بصدد الجمع كيف يمكن لأحدٍ وصل إلى هذه المرتبة من معارف أهل البيت وأنه عينٌ ووجهٌ وثقةٌ وعالمٌ وجليلٌ وحسن التصنيف و.. ومع ذلك يخالف مسألة من أهم مسائل مدرسة أهل البيت.

ولذا عبارته هذه في (ص214) يقول: [وهنا سؤال: إن المنع من القياس من ضروريات مذهب الإمامية وممّا تواترت به الروايات عن الأئمة, فيكون المخالف في ذلك خارجاً عن المذهب فلا يُعتد بقوله, بل لا يصح توثيقه] إذن هؤلاء كيف نجمع بين هذه التوثيقات والعمل بأقواله وبين أنه ماذا؟ عاملٌ بالقياس, فصار بصدد إيجاد وجهٍ لهذا, ذكر عدّة وجوه, الوجه المهم عندي هذا, وعندي نكتةٌ فيه أريد أن أبينه, يقول: والوجه في الجمع, يقول: بأنه أنتم دائماً تحاكمون الآخرين على أساس ما أنتم فيه من الظروف الفكريّة والعقديّة والفقهية, فتتصورون أن الذي كان قبل عشرة قرون أيضاً كان وضعه مثلهم, هو من قال لكم أن عدم الحجية القياس كونه من ضروريات المذهب أنه في زمان ابن الجنيد أيضاً ماذا كان؟ من ضروريات المذهب, نعم, في زماننا الآن ماذا صار؟ من الضروريات, يعني عدم حجيته من الضروريات, أما في ذاك الزمان؟ لا دليل على هذا, ومن هنا فالضرورات تختلف من زمان إلى زمان آخر, يقول: [وجه الجمع بين ذلك وبين ما نراه من اتفاق الأصحاب على جلالته وموالته وعدم قطع العصمة بينهم وبينه حمله على الشبهة المحتملة في ذلك الوقت, لعدم بلوغ الأمر فيه إلى حد الضرورة, فإنَّ المسائل قد تختلف وضوحاً وخفاءً باختلاف الأزمنة والأوقات, فكم من أمرٍ جليٍ ظاهرٍ عند القدماء قد اعتراه الخفاء في زماننا لبُعد العهد وضياع الأدلة وكم من شيء خفي في ذلك الزمان قد اكتسى ثوب الوضوح والجلاء باجتماع الأدلة المنتشرة في الصدر الأوّل].

هذه القاعدة لو تمت ماذا تفعل بكثير من مباحثنا؟ إذن أنت لا تأتي وتقول الآن ضروري إذن قبل خمسمائة سنة ضروري, لا تأتي وتقول لي إذا كان في الصدر الأوّل علماء ما كان واضح عندهم إذن الآن أيضاً لا لا لا ملازمة بينهما, يقول والقياس لعله من هذا القبيل, ثمَّ يذكر مثلاً آخر الذي هو أخطر ماذا؟ التفتوا جيداً. الذي هو أخطر من القياس بمراتب.

يقول: [وقد حكى جدي العلامة] يشير إليه في الحاشية راجعوه, [في كتاب الإيمان والكفر] عن من؟ عن الشهيد الثاني الذي هو أحد أعلام الإمامية, لا يوجد أحد يشك في جلالة قدر الشهيد الثاني [طاب ثراه] التفتوا [أنه احتمل] احتمل أعيدها خمساً حتّى لا يستطيعوا أن يقطعون الكاسيت إذا يريدون أن يضعون صوتي احتمل, احتمل, احتمل, ليس رأي احتمال [احتمل الاكتفاء في الإيمان] يعني لكي يكون الإنسان مؤمناً في دائرة أين؟ قولوا معي داخل أين؟ في دائرة مدرسة أهل البيت [احتمل في الاكتفاء في الإيمان بالتصديق بإمامة الأئمة والاعتقاد بفرض طاعتهم وإن خلى عن التصديق بالعصمة عن الخطأ] يقول فقط كان يعتقد أن هؤلاء أئمة وتجب طاعتهم ولو على حد طاعة ماذا؟ الفقيه الذي تجب طاعته ولكن يخطأ أو لا يخطأ؟ بلي, لا يتعمد الخطأ ولكن قد ماذا؟ يقول: يدخل في دائرة الإيمان, ثمَّ يقول من؟ السيّد مهدي بحر العلوم سيد الطائفة, يقول: [وادعى أن ذلك هو الذي يظهر من جُل رواياتهم وشيعتهم في ذلك الزمان] جُل الرواة والشيعة في ذاك الزمان كان عندهم هذا الاعتقاد الذي نحن عندنا في الأئمة؟ يقول لا يظهر, ما أريد أن أقول كان يظهر العكس لا لا ليس هذا, هو يقول على نحو الاحتمال. [فإنهم كانوا يعتقدون أنهم (عليهم السلام) علماء أبرار افترض الله طاعتهم مع عدم اعتقادهم العصمة فيهم, وأنهم مع ذلك كانوا يحكمون بإيمانهم وعدالتهم] بإيمانهم وعدالتهم.

الآن ماذا صارت مسألة العصمة؟ (كلام أحد الحضور) واضح صار أو لا؟ الآن تقول لي سيدنا هذه القضية ذكرتها أعزائي تتمة للابحاث السابقة, إذا نحن الآن جئنا وخالفنا ضرورة ما ادري القائم بين فقهائنا المعاصرين من الجمع العرفي وما كذا, لا يقال لي هذه من ضروريات المذهب أعزائي بيني وبين الله أساساً في أصول المذهب في العصمة أيضاً القضية ماذا؟ فما بالك بما هو أقل منها؟ لماذا هذه الخطوط الحمراء التي تقف أمام فكر هذا وفكر أمامنا, تعالوا حققوا, نعم الذي يتكلم لابدَّ أن يكون مثل ابن الجنيد لا أنه يأتيني أي واحد ويقول لي أنا أيضاً عندي رأي لا ليس هكذا, فليكن ابن الجنيد ويقول رأيه ما في مشكلة, أصلاً حوزاتنا العلمية قيمتها بماذا؟ كونوا على ثقة قيمتها بهذه الحرية في الاجتهاد, وإلا إذا صار أنت تريد أن تتكلم بكلمة لابدَّ تنظر إلى مئتين وثلاثة وعشرين خط أحمر هذه إذا تتجاوزها فينموا العلم عندنا أو لا ينموا, يموت العلم, ظاهره اجتهاد باطنه تقليدٌ في تقليد.

وهذا الذي الآن في كثير من دوائرنا المعرفية تجدونه. الآن لو تنظرون في الأبحاث الفقهية عندنا, في الأعم الأغلب ظاهرة اجتهاد باطنه تقليد, هذه الرسائل العملية بأيديكم انظروا الاختلاف كم من خمسين سنة إلى يومنا هذا, أبداً لا يوجد شي, ويبقى الطالب خمسين عام هذه يقرأها آخر المطاف يتكلم ماذا؟ نفس تلك يتكلم عنها ويعلق عليها وكثيراً إذا يتفضل علينا الأقوى ماذا تصير؟ أظهر والأولى تصير أحوط والأحوط يصير ليس بأحوط. ليس إلاَّ. أين الإشكالية؟ الإشكالية هذه الخطوط الحمراء التي وضعت داخل الحوزات العلمية وهذه لم تكن موجودة, علمائنا الكبار لم يكونوا كذلك.

ولكن في الضمن أيضاً – حتّى يكون في ذهنك حتّى أنهي البحث- في الضمن الذي يريد أن يجدد لابدَّ أن يدفع الضريبة, ماذا فعلوا لابن الجنيد المسكين؟ .. بينك وبين الله هذه لغة العلم [متروك القول], [واستعمل فيها مذهب المخالفين في القياس الرذل] هذا هو الأسلوب العلمي, ما تتفق لا تتفق قل هذا رأي, هذا وجهٌ.

ووجهٌ آخر قال: والله بالله هذا الرجل ليس قائل بالقياس الفقهي هذا عنده مبنى آخر في شيء آخر مأخوذ من الروايات, أصلاً ليس في القياس بدليل أن فتاواه الفقهية إذا كان يريد أن يقول بالقياس لابدَّ يصير ماذا؟ يصير أبو حنيفة والله في فقهه ليس أبو حنيفة ثلاثين مجلد كاتب في الفقه تسعة وتسعين بالمائة آرائه آراء الإمامية, طيب إذا كان قائل بالقياس لابدَّ أن ماذا يصير؟ فقهه حنفي يصير ولكن لم يصر, إذن هذا الرجل ماذا يريد أن يقول؟ يقولون بأنه هذا الرجل وتوجد شواهد في كلماته ولكن نحن لم نذهب ولم نحقق فيها, فقط العنوان وضع كذا.. هذا الرجل مستند إلى هذه الروايات, في (جامع أحاديث الشيعة, ج1, ص356) قال: >عن العبد الصالح: إذا جاءك الحديثان المختلفان< ما هي وظيفتك؟ >فقسهما على كتاب الله< هذا المسكين يتكلم أين, في القياس على القرآن الآن أنت عندك اصطلاح في القياس ليس مشكلتي أنا, >فقسهما على كتاب الله< هذه رواية.

رواية ثانية: >قال: قلت للرضا: تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة قال: ما جاءك عنّا فقسه على كتاب الله< فهو الرجل مبناه ماذا؟ لا أقل احتمال عمّي لا نقول ظاهر كلامه يريد ماذا؟ يريد القياس على القرآن يحتمل أو لا يحتمل مع أنه إماميٌ من الطراز الأوّل ثقة في أصحابنا, عينٌ في أصحابنا.

والغريب أنهم هم عندما يستعملونه لا مشكلة ولكن عندما يصل إلى ابن الجنيد ماذا يصير؟ هذا كتاب معارج الأصول للمحقق الحلي) واللطيف أيضا العبارة عن من؟ عن الشيخ المفيد, [المسألة السادسة] في المعارج, ص187, هذه الطبعة القديمة التي عندي وهي إعداد: محمد حسين الرضوي التي هي مؤسسة آل البيت الطبعة القديمة) قال: [شيخنا المفيد خبر الواحد القاطع للعُذر هو الذي يقترن إليه دليلٌ يفضي بالنظر فيه إلى العلم] إذن خبر الواحد في نفسه حجة أو الخبر المقترن بالقرائن المفيد للعلم حجة؟ واضحة عبارة الشيخ المفيد, الشيخ المفيد واضح يقول, يقول: خبر الواحد الذي يقطع العُذر أمام الله ويحتج به العبد والمكلف أمام المولى ما هو؟ ليس بما هو خبر الواحد وإنما خبر الواحد إذا اقترن بماذا؟ بما يفضي إلى العلم, ومراده من العلم, العلم العادي لا الفلسفي والمنطقي, [هو الذي يقترن إليه دليلٌ يفضي بالنظر فيه إلى العلم] هذه قرائن, من القرائن [يقول وربما يكون ذلك إجماعا]. الإجماع أيضاً قرينة يصحح يقوي الخبر, [أو شاهداً من عقل] هذه كلّ قرائن الذي يقول جمع القرائن محل الشاهد التفت, من يتكلم؟ الشيخ المفيد [أو حاكماً من قياس].

ولذا هنا صاحب المعارج يعني المحقق الحُلي, يقول هذا أي قياس هذا؟ واقعاً يحير فيه, يقول قياس برهاني طيب ما هي علاقته؟ قياس فقهي طيب ضم الباطل إلى خبر الواحد ماذا ينتج علماً؟! وفي اعتقادي أن مراده من القياس أي قياس؟ فقسه, الشيخ المفيد هو الذي يعترض على قياس ابن الجنيد هو يعترض, إذن أي قياس يقوله هو؟ يقول: [فإنَّ عنا بالقياس البرهان فلا إشكال وإن عنا القياس الفقهي فموضع النظر؛ لأن الخبر إن لم يكن حجة فضم الباطل إليه لا يجعله] ماذا؟ الجواب: لا لا مراده القياس البرهاني ولا القياس الفقهي وإنما المراد القياس إلى القرآن الكريم.

تتمة الكلام تأتي.

والحمد لله رب العالمين.

  • جديد المرئيات