نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (39)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    انتهينا في بحث الأمس من بيان الأصل الثالث من الأصول التي نحتاجها لتوضيح دور العامل الرابع في اختلاف الأحاديث.

    قلنا في العامل الرابع: لا إشكال ولا شبهة نحن نعتقد بأنَّ الأحكام الفقهية ليست مشتركةً جميعها بين الجميع, ليست جميع الأحكام الفقهية مشتركةً بين جميع المكلفين. نعم, هناك مجموعة من الأحكام الفقهية وهي الأعم الأغلب, مشتركة بين جميع المكلفين, وهذا الذي نحن من قبيل ما ورد >بني الإسلام على خمس< لا إشكال ولا شبهة الصلاة مشتركة الصوم مشترك الحج مشترك العبادات الأخرى مشتركة و.. هذه كلها مشتركات.

    طبعاً لا يخفى أن كلّ مشترك فيه أيضاً مقصود في درجات مختلفة, فإنَّ الصوم الذي يصومه عموم الناس هو الصوم عن المفطرات أما الصوم الذي يصومه أوليائه الله هو ماذا؟ هو صوم الأعضاء هو صوم القلب هو صوم الفكر ونحو ذلك. هذه درجات من الصوم أيضاً. تقول واجبة أو غير واجبة؟ بيني وبين الله إذا تتكلم بلغة الفقه العام لا ليست من الواجبات, ولكن إذا تتكلم بلغة الفقه الخاص. نعم, بالنسبة إلى المعصوم تلك الدرجات العالية نعم فريضة عليه. وإلا لو لم يلتزم ولو لم يمتثل تلك المراتب لسقط عن مقامه (عليه أفضل الصلاة والسلام) مقامه ما هو؟ هذا السلم العاشر إن صح التعبير, الإيمان عشرة درجات في أعلى درجات السلم, الذي في أعلى درجات السلم لابد أن يقوم بأعمال تنسجم مع هذه أيضاً.

    ولذا, في الأصل الأخير من هذه الأصول المرتبطة بالعامل الرابع, نريد أن نقول هذا, وهو: أنه بعد أن ثبت أن المعارف درجاتها متعددة, وبعد أن ثبت أن كل مرتبة من مراتب المعرفة لها درجة من درجات الإيمان هذا الذي تقدم, الآن يطرح هذا الأصل الأخير وهو: أن كل مرتبة من مراتب الإيمان لها أعمال مشتركة ولها أعمال مختصة, لها واجبات مشتركة ولها واجبات مختصة, لها محرمات مشتركة ولها محرمات مختصة, لها مستحبات مشتركة ولها مستحبات مختصة, يعني: قد يكون الشيء من مستحباتهم ولكن بالنسبة إلينا من المستحب؟ لا من المباحات, ولهم مكروهات ولها مكروهات مختصة ومكروهات مشتركة. درجات الإيمان تختلف. هذا في البحث إن صح التعبير في البحث الفقهي الفقه الأصغر.

    على البحث الفقه الأكبر على المستوى العقدي التفتوا جيداً, على المستوى البحث العقدي؟ الجواب: فإنما يُعد توحيداً عند الدرجة الدانية من الإيمان قد يُعد شركاً عند الدرجة العالية من الإيمان, يعني هذا الذي يعيش في السلم الأول المطلوب منه من الإيمان ما هو؟ ما هو المطلوب منه من التوحيد؟ هذه عموم الناس, عندما تخرج إلى الشارع وفي مجتمع أيضاً ديني, المطلوب من توحيدهم ماذا؟ الله واحد, هل لابد أن يعرف هذه الوحدة حقيقية أو وحدة عددية هذه مطلوبة منه أو لا؟ إذا صار مطلوب منه لابد أن يأتي؟ يأتي إلى الحوزة يذهب إلى جهات مختصة يبقى سنة سنتين ثلاثة أربعة يقرأ المقدمات حتى يفهم الوحدة العددية والوحدة الحقيقية, أن يعتقد أن الله عالم, علمه زائد على ذاته أو عين ذاته؟ الآن لو تسال أي واحد تقول له الله عالم؟ يقول: بلي الله عالم جزماً كيف ليس بعالم, طيب تقول له علمه زائد أو عين ذاته؟ هذا مطلوب منه أو ليس بمطلوب؟ لا ليس بمطلوب.

    فإذن توحيده معرفته هذه طبعاً يكون في علمك هذه ليست فقط في التوحيد في النبوة أيضاً كذلك, لأنه هو لابد أن يؤمن بمن؟ برسول الله’ حتى يصير مسلم طيب أي معرفة يحتاج برسول الله؟ وهكذا المحل ابتلائنا وهو الإمامة, هؤلاء الناس الذين يخرجون إلى الشارع اسألهم أتباع شيعة أهل البيت أئمة أهل البيت يقول والله واجبين الطاعة يعرف أكثر من هذا من المعصوم أو لا يعرف؟ مطلوب منه أو ليس بمطلوب؟ ولكن أنت الذي صار لك عشرة سنوات في الحوزة هل المطلوب ذاك؟ والعرف ببابك؟ لا, هذا والعرف ببابك لمن كان حيثية تعليلية لمن كان عرفاً, أما إذا أنت لست من العرف أنت من أهل الدقة من أهل العلم والعرف ببابك؟ لا, التوحيد المطلوب منك غير التوحيد المطلوب منه.

    قال: فمثلاً في بيان حقيقة التوحيد, تارة يقولون التوحيد كما في النص >عن سعد بن سعد, قال سألت أبا الحسن الرضا عن التوحيد< (ص448) >فقال: هو الذي أنتم عليه< سألته عن التوحيد, قال هذه أخرج إلى الشارع اسأل ما هو التوحيد؟ يقال هذا هو التوحيد, هو الذي انتم عليه. هذه رواية.

    رواية أخرى: >عن هشام بن سالم دخلت على أبي عبد الله الصادق فقال لي أتنعت الله< تصفه >فقلت نعم, فقال هات< وهذا بحث مع الأسف ما نستطيع الآن.

    انظروا الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) المعارف كان قد جعلوها بتعبيرهم – دسته بندي- فيها أولويات, المعارف التي الدرجة السابعة الثامنة العاشرة إذا سألهم أحد ماذا؟ يجيبون إذا لم يسألهم لا علاقة لهم, أما المعارف التي هي تُعد مفاتيح القرآن مفاتيح مدرستهم, أصلاً تلامذتهم عندما كانوا يدخلون عليهم إذا ما يعرفون يسألون ماذا يفعلون الأئمة؟ هم يبتدأونهم بالسؤال ويسأله, >قال: أتنعت ربك< هشام لماذا؟ لأن هشام بن سالم من علماء التوحيد معرفين كما أن هشام بن سالم كذا, هشام بن الحكم كذا يونس بن عبد الرحمن كذا هشام بن سالم معروف أنه من علماء التوحيد في مدرسة أهل البيت, >قال: أتنعت ربك؟ قال: نعم, قال: هات, فقلت: هو السميع البصير<.

    أنا في عقيدتي أن هشام بن سالم كثيراً صفات الله موجودة في القرآن, ولكنه لمَ وضع يده على السميع البصير؟ لعله والله العالم كان في ذهنه إشارة إلى قوله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} أصلاً فيه حصر, >قال: هو السميع البصير< انظر إلى إشكال الإمام تربية الطالب, >قال: هذه صفة يشترك فيها المخلوقون< إنسان أيضاً سمعين وبصير, أنا أقل لك ميز لي الله عن من؟ عن خلقه طيب هذه صفة يشترك فيها مع مخلوقاته.

    بينك وبين الله الآن أنت لو فرضنا هكذا توفيق إن شاء الله في الجنة في لبرزخ إن شاء الله في خدمة الإمام ويريد أن يمتحن معلوماته ويسألنا سؤال ويريد أن يعلمنا نحن أيضاً نجيب, يقول لا ليس هكذا, هشام بن سالم >قال: قلت فكيف تنعته< إذا كان هذا نعتي الذي أخذته من آية قرآنية ليس في محله, فماذا أنت تقول؟ >فقال عليه السلام: هو نورٌ لا ظلمة فيه, وحياة لا موت فيه, وعلم لا جهل فيه, وحقٌ لا باطل فيه, فخرجتُ من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد<, الآن هذه الجمل الثلاث ماذا استفاد منها هشام بن سالم الذي خرج.

    سؤال: هذا الذي هذا توحيده >هو الذي أنتم عليه< وهذا الذي توحيده >وأنا أعلم الناس بالتوحيد< هذا في العبادات كيف لابد أن يعبد هذا الذي أعلم الناس بالتوحيد يعبد الله كما ما هو أنتم عليه يمكن أصلاً, تعال نتكلم بلغة قرآنية.

    القرآن يقول: {إليه يصعد الكلم الطيب} بعد {والعمل الصالح يرفعه} يرفعه ماذا؟ يرفع الكلم الطيب بقرينة {والعمل الصالح يرفعه} إذن الكلم الطيب عمل أو ليس بعمل؟ لا معنى لأن يكون عمل لأنه لا معنى لأن يكون عمل رافع لعمل, لأنه {والعمل الصالح} يعني كلها شاملة استغراقية, إذن الكلم الطيب ماذا يراد منه؟ غير العمل ما هو؟ الاعتقاد لا يوجد شيء آخر, ومن هنا قالوا: أن الكلم الطيب هنا {إليه يصعد الكلم الطيب} يعني الاعتقاد الحق, الاعتقاد الحق هو الذي يصعد إلى الله, من الذي يصعّده؟ الذي يصعدّه من الرافعة ما هي؟ هو العمل الصالح, من هنا يتضح دور العمل الصالح بالنسبة إلى الاعتقاد الحق, فالاعتقاد الحق إذا لم يكن معه عمل صالح فيرتفع أو لا يرتفع؟ لا يرتفع يبقى لا يقول واحد, نحن عندنا اعتقاد بأهل البيت وحب لأهل البيت الآن الأعمال .. لا أبداً, هذا العمل الصالح وحقك لا يصل بك إلى البرزخ والله قد لا يصل بك إلى أول سكرات الموت بل قد تنساه وقبل أن تذهب من هذا العالم, لا العمل الاعتقاد الحق إنما ينفع متى؟ ومتى يثبت ومتى يكون مستقر ومتى يكون مرتفع؟ قرأنا بالأمس, الإيمان كم درجة؟ بمنزلة السلم.

    سؤال الآن اربط هذا البحث بذاك البحث, من الذي رفعّك من السلم الأول إلى السلم الثاني؟ العمل الصالح, وإلا بلا عمل صالح لا يمكن أن ترتفع أبدا.

    الآن أنت كنت في الدرج الأول كنت تعمل ألف وباء وجيم, حتى ترتفع إلى الدرج الثاني, فارتفعت إلى الدرج الثاني, فهل تعمل نفس ألف وباء وجيم, أو هذا الدرج الثاني فيه لوازم تختلف عن الدرج الأول؟

    ولذا أعزائي أنتم تجدون أن بعض الأعلام, الآن دعوا مقام الإمامة مقام النبوة, ذاك له حسابه الخاص, التفتوا إلى هذا النوع من المباحث.

    نوع من المباحث والمعارف يوجد أعزائي, هذه المعارف الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) جداً مهمة هذه المعارف, وهي: أنهم قالوا هناك مجموعة من الحقائق والمعارف لا يحتملها لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان قال من يحتملها؟ قال: نحن, التفت جيداً, هذه نحو من المعارف, هذه بالأمس لم نشر إليه هذا القسم الذي أشير إليه, نحو من المعارف إلا من؟ إلا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان, يوجد قسم من المعارف واقعاً أدعوا الله أن يوفقكم الله لها, قال لا يحتملها لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان قال يا ابن رسول الله إذن من يحتملها؟ قال من شئنا. هذه أنت ليس بأن تعمل عشرة سنوات وعشرين سنة وثلاثين سنة, لابد أن تأتي من فوق ماذا؟ تأتي عناية خاصة, الآن هذه العناية لمن تشمل لمن تُعطى, ولذا قد تقدمك مائة عام إلى الأمام, ترى آخرين يشتغلون في الحوزات العلمية كذا ثلاثين أربعين سنة خمسين سنة حضر عند فلان عشرين عام وحضر عند فلان ثلاثة وثلاثين عام وحضر عند فلان اثنا عشر عام, لأنها عرضيات لو تحسبها طوليات ترى مئتين سنة حاضر درس, ولكن المحصلة ماذا؟ كونوا على ثقة محصلة تعليقة ورسالة في اللباس المشكوك وكذا .. يوجد شيء آخر, أين المشكلة؟

    وآخر عمره يصير ستة وأربعين عام محمد باقر الصدر, كل عمره ستة وأربعين عام, هذه آثاره أمامك, >إن لربكم نفحات ألا فتعرضوا لها< جيد أنت تتصور بأن تعرضها يعني تعبد وتمشي وتأكل وتشرب وتجلس جلسات مثل عوام الناس وتتعرض لها؟ محال, محال, نعم يتسامح في حق هذه المجالس العامة وعموم الناس كثير من المسامحات على قدر ما أعطاهم من العقول, إن الله يحاسب الناس يوم القيامة على قدر ما أعطاهم من العقول يُداق معهم على درجة عقولهم.

    ولذا يغفر للجاهل سبعون ذنب, ولا يغفر للعالم ذنب واحد.

    إذن, الأصل الرابع وهو من الأصول الأساسية وهي: أن كل مرتبة من مراتب العلم والمعرفة والإيمان تستلزم مرتبة من العمل الصالح أعلى من التي سبقت.

    إذا تسألون واحدة من أسباب توفيق البعض ووصولهم إلى الدرجات العالية مع قصر أعمارهم هؤلاء التفتوا إلى لوازم المعرفة, الذي يذهب يوم القيامة ولا يعرف من ولاية علي إلا أنه يحبه وواجب الطاعة عليه, هذه مرتبة, والذي يذهب يوم القيامة ويعرف علياً بأنه عين الله ويد الله ولسان الله و.. إلى غير ذلك, هؤلاء درجتهم واحدة يوم القيامة, أنتم تتصورون سلمان وأبوذر وهذه الطبقة بلغوا هذه المراتب من خلال كثرة عدد الصلوات وكثرة الصيام؟ لا أبداً, {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} أيضاً اشتبهنا, {يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم منكم درجات} الآن الآية ما أدري بالضبط هذه أو تلك؟ (كلام أحد الحضور) الثانية ما فيها الأولى فيها, منكم, جيد.

    إذن الذي يعمل بلا معرفة فدرجة, أما الذي يعمل ويعلم فالعلم يرفعه درجات, أختم هذا البحث حتى لا أطيل على الأعزة. بكلام قيم للسيد الطباطبائي في (ج1, ص308, من الميزان التي هي ذيل الآية 130- 134 من سورة البقرة) يقول: [واعلم أن لكل مرتبة من مراتب الإيمان معنىً من الكفر والشرك يقابله] ما لا يُعد شركاً عند الأدنى قد يعد شركاً عند الأعلى.

    وبهذا يتضح لكم حسنات الأبرار سيئات المقربين, لماذا يصير حسنة كانت عنده؟ كيف صارت سيئة عندي؟ يقول: لا, تلك حسنة لتلك الدرجة لذلك المرتبة لذلك الدرج من السلم وإلا عندما تصعد فوقها فالحسنات لها تختلف ماذا؟ وهذا ما أشرت إليه من أن الواجبات والمحرمات والمستحبات والمكروهات منها مشتركة ومنها مختصة.

    هذا الباب من الأبواب الذي إذا انفتح على إنسان ينفتح منه ألف باب, باب من العلم, عند ذلك أنت ادخل إلى القرآن الكريم عند ذلك تفهم مقامات الأنبياء مقامات أولي العزم مقامات الأولياء مقامات الأوصياء.. إلى غير ذلك, أنا وأنت كيف يمتحنونا؟ الله كيف يمتحننا, يقول اليوم صلاة الصبح قم وصلها وصلاة الظهر بوقتها صلها أو صلها لا أقل صوم صم هذه الامتحانات لأن الإنسان مبتلى, خلق لأجل الابتلاء, جيد جداً. إبراهيم يريد أن يبتليه كيف يبتليه؟ كيف يبتليه؟ يبتليه يقول بأنه اذبح ابنك الآن ما يقول له أن قل لأحد أن اذبح ابني, يقول له ماذا؟ انت تذبح.

    إذا واحد يوجه هكذا خطاب لنا نقول هكذا رب أيضاً ما باللازم هذا أي امتحان هذا, التفت, أما من يريد أن يصل إلى ما وصل إليه شيخ التوحيد لازم ذلك المقام هذه الدرجة من الابتلاء والامتحان, {وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات} إبراهيم ماذا فعل؟ {فأتمهن} الآن إما ابراهيم اتمهن أو الله الفاعل ليس إبراهيم الفاعل من؟ الله, يعني الله أتم الابتلاء عليه, عند ذلك {قال إني جاعلك للناس إماما} وإلا جزافاً ما نعطي نحن مقام الإمامة لأحد, وإبراهيم أيضاً على عظم قدرها {قال ومن ذريتي} ولكن فقط لي ما أريدها أريدها لذريتي.

    أعزائي تعالوا من الآن تلتفتوا تشخص أولاً {بل الإنسان على نفسه بصيرة} شخص مرتبتك العلمية أين معرفتك اين إيمانك أين؟ إذن التزم بلوازم ذلك.

    هذا تمام الكلام في العامل الرابع.

    خلاصة ثلاثة أربع دقائق أنا أشير.

    أعزائي إلى هنا نحن ذكرنا عوامل أربعة فيما يتعلق باختلاف الأحاديث إذا التفت إليها الإنسان سوف تضيق دائرة اختلاف تعارض واختلاف وعدم انسجام الأحاديث بشكل واسع جداً.

    سؤال: عوامل أخرى عندنا أو لا؟ عوامل كثيرة موجودة, إذا أردنا أن نقسم العوامل هذه اجعلوها في العوامل الداخلية إن صح التعبير, يعني عوامل مرتبطة ببيانات نفس الشريعة نفس الشارع نفس الإمام, هناك مجموعة من العوامل لم ترتبط بالشريعة مرتبطة بالألفاظ مرتبطة بالراوي مرتبطة بمستوى الراوي مرتبطة بكاتب الحديث مرتبطة بمتلقي الحديث التي هي عشرات العوامل أعزائي, هذه خارجة عن إرادة من؟ المتكلم بالحديث, أشير إلى بعضها إجمالاً عنوان يعني:

    عملية الوضع والدس في الأحاديث, هذه الظاهرة التي نحن نتكلم مراراً عنها قلنا بأن الذين خلفوا رسول الله وبئس ما خلفوه فيه, أمير المؤمنين أيضاً رأى عندما لا يستطيع في كثير من الموارد كان, خارج الأمر عن قدرة تغيره .. أصلاً الطابور الخامس والعدو الداخلي أصلاً مباشرة أعطاه مجال لأن يعمل أو لم يعطه المجال, تركه يعمل أو لا؟ أنتم تعلمون أن واحدة من أهم عوامل نجاح أي إصلاح أو تغير أو تبديل هو هدوء الجبهة الداخلية اصطلاحاً الحديث, صحيح, ماذا فعلوا لأمير المؤمنين؟ أربع سنوات وكم شهر ماذا فعلوا له؟ ثلاثة حروب, إذن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) أصلاً كان في مركز الخلافة أو لم يكن؟ لا, إما كان في البصرة أو كان في صفين أو كان في نهروان وبعد ذلك اغتالوه وانتهت القضية أين يلحك أن يغير؟

    إذن فالفترة أنا أعبر عنها ضمن السياق الذي جاء بعد رسول الله ثم لحقه هذه السياق خمسة وعشرين عام, ثم أربع سنوات ثم جاء أي عهد جاء؟ العهد الأموي ثم العهد العباسي, أنت عندما تنظر إلى هذه الأربع سنوات كأنها تجدها خارجة عن سياق هذه المائة سنة, كاملاً خارج أصلاً سياق آخر لها, لماذا؟ لأن تلك كلها كانت مبنية على الانحراف.

    ولهذا الآن بلطائف الحيل يحاولون أن يخرجوا شرعية هذا الفترة, يكون بعلمكم, الاتجاه المعاصر الأموي الوهابي يحاول أنه يسقط شرعية هذه الفترة, أي فترة؟ هذه الأربع سنوات, يقول أساساً ما كان فيها إجماع وكان فيها فتن داخلية, وهذا بخلاف ما قبله كان عليها إجماع وما بعده كان عليها بيعة, ولذا صريحا ابن تيمية وغير ابن تيمية كلهم يقولون أن يزيد بيعته شرعية بالإجماع أما علي فلا يُعلم أنه كانت أم لا؟ صريحاً هذا. على أي الأحوال, هذه الفترة منعوها مائة ومئتين سنة من تدوين الحديث فوضع الحديث, هذا عامل.

    العامل ثاني: النقل بالمعنى, أنت انظر هذه ظاهرة النقل بالمعنى, وصلت مرتبة من التعقيد التي الجميع سلم بها, قال النقل بالمعنى حجة كما النقل باللفظ, كيف أن النقل بالمعنى حجة كيف؟ بينك وبين الله أنا أسألكم أنتم الآن طلبة فضلاء جالسين في هذا المجلس, لو تذهب إلى مرجع أي مرجع من المراجع المعاصرين وتقول يحضرون في مجلسك مائة شخص, في مجلس درسك لا عموم, في مجلس درسك مائة شخص وهؤلاء سيدنا كلهم خمس سنوات عشرة سنوات حاضرين عندك مبانيك كلها يعرفون ولكن يخرجون كل ما نقلوه عنك مما فهموه منك حجة أو لا؟ يقول أبداً أنا ما أعطي هكذا ضمانة, يعطي أو لا يعطي؟ يوجد أحد يعطي هكذا ضمانة, يقول هذا هو هكذا فهم أنا لم أقل هذا, صحيح؟ ولكن نحن ماذا فعلنا, لا فقط الذين هم طلاب خواص الإمام الصادق قلنا من من العوام أيضاً جاء من الشارع سأل ماذا فهم كتب حجة علينا, هذا معنى النقل بالمعنى, النقل بالمعنى ماذا؟ ماذا يعني النقل بالمعنى؟ يعني ما فهمته من كلامي, مقصود الإمام؟ هذا من حقه أن يقول أنا أعتقد أنه ماذا؟ بعض الأحيان تقول له طيب هذه من أين جئت بها؟ يقول لا, لأن الإمام ما استطاع أن يقولها ولكن أنا يقين عندي كان يريد هذا الذي يقوله, انتهت القضية, تقوله أو ما تقوله أنت في هذا الزمان, تفعله أو لا تفعله؟ كثيراً تفعله, تقول له, يقول أنا أعرف يقيناً لم يقله ولكن هذا هو مقصوده, والطيف عموماً هؤلاء ما كانوا يكتبون في المجلس حتى أقول أنه نقل من المجلس مباشر ترجمة مباشرة, وإنما ماذا؟ عندما يذهب إلى البيت يتذكر شيء يكتبه, هذا عامل.

    عامل: التقطيع للروايات, هذه مسلمة من الظواهر, هذه الظواهر المسلمة التي أقولها, تقطيع الروايات.

    عامل: الخلط بين النص الأصلي وتعليقات من؟ الراوي, هو يكتب افترض يكتب وأمامها يضع حاشية وحقه أنت الآن بينك وبين الله من حقك أن تضع حواشي ولكن بكرة يأتون ويطبعونها ويدخلون ماذا؟ وهذا أنا يعجبني أن تقرؤون الأسفار بتحقيق شيخنا الأستاذ شيخ حسن زادة الله يطيل في عمره ويسلمه, أنظروا أنه كم مطلب يقول هذه حاشية لفلان عندما طبعوها لم يلتفتوا أدخلوها في متن ملا صدرا, في الأسفار, هذه العبارة لم ترتبط بملا صدرا, نعم أنا هذه وجدتها في فلان كتاب مخطوط هذه النسخة موجودة وعليها حواشي, فبعض الأحيان تصوروا أن هذه الحواشي لملا صدرا أين أدخلوها؟ في المتن. هذه النسخ (التي عثمان حرقها كانت هكذا, القرآن كان للصحابة كل واحد, لأنه قال نريد أن نوحد المصاحف فكل واحد يأتي بمصحفه كل ما كتبه يأتي به, وهؤلاء المساكين أيضاً بتعبيرنا فقرة فكل ما كانوا قد كتبوه ونسخة ثانية أيضاً لا يوجد حتى يأخذ كوبي منها فجاء بنسخته هذه الآية رسول الله علق عليها هنا برواية وشرحها بكلمة, نظر إليها الخط الأموي المنحرف وجد أن هذه النصوص التي عن رسول الله لو انتشرت في الأمة ماذا سوف تفعل؟ واقعاً تخلق ثورة بعنوان توحيد المصاحف ماذا فعلوا؟ أي ما أدري ماذا أقول واقعاً حذف المتعلق يدل على العموم يعني ماذا تقول قليل, طيب احفظها في خزانة الدولة الإسلامية كما كنت تحفظ السيف وعزاكم كنتم تحفظوه في خزانة الدولة, طيب هذه النسخ أيضاً احفظها في خزانة الدولة, ولكن وحد المصحف وأرسله إلى المسلمين, لماذا تحرقها؟! لأنه الآن عندما تجد رسالة من جاك روسو يقولون لك قيمتها ستة عشرة مليون يورو في فلان مكان, لأنه والله كتب سطرين إلى أمة في فلان مكان, طيب هؤلاء أصحاب رسول الله, هذه كلمات رسول الله, هذا يكشف لك عن أي حقد دفين كان يوجد للدين وللإسلام وللقرآن من هذه البيوتات التي حكمت. هذا أيضاً توحيد المصاحف الذي إلى الآن لم ننتهي منه نحن. الذي أرجو الله سبحانه وتعالى الآن فتحت باب إن شاء الله تعالى سأفتحه إلى الآخر إن وفقت إن لم أمنع طبعاً من البرنامج. عرفت كيف, عندما أأتي إلى عثمان في هذه برامجي مطارحات في عقيدة سأقف عند مآثر عثمان, من مآثره ماذا؟ (كلام أحد الحضور) لا جمع المصاحف, الآن أبين هناك في جمع المصاحف ماذا فعل عثمان. هذا أيضاً مورد.

    المورد الرابع, خامس سادس ما أدري, التصحيف, كم دقيقة صار البحث, (كلام أحد الحضور) طيب التصحيف, هذه اتركوه, الآن طيب الآن سؤالي هذا, أنا طرحت هذه المقدمات أخذني في مكان آخر, وهو: أنه إما هذه ندخل فيها العوامل التي أدّت إلى اختلاف الحديث ويطول كم بحث, أو بيني وبين الله إذا الأخوة يرون بأنه لا هذه المقدمات طالت نحن أيضاً من السبت نأتي ونعرض تعريف التعارض, على القاعدة الموجود بالكتب من هنا نضيف إليها ومن هنا ننقصها ونقولها وما أسهل ذاك البحث إلينا والأمر إلينا واقعاً يقولون لنا الآن وبعد ذلك أنه إذا ندخل في هذه العوامل الأخرى التي هي عوامل أساسية وليست مرتبطة هنا فقط في الفقه الأصغر, نعم من مواردها الفقه الأصغر وإلا في التفسير في العقائد في التاريخ كلها هذه العوامل أيضاً موجودة.

    والحمد لله رب العالمين.

     

    • تاريخ النشر : 2012/09/03
    • مرات التنزيل : 1188

  • جديد المرئيات