نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (29)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    كان الكلام في بيان تأثير الزمان والمكان بالمعنى المصطلح في المواقف التي صدرت من أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) إزاء الحكومات والسلطات الحاكمة في زمانهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    لكي يتضح دور الزمان والمكان بالمعنى المصطلح في هذه المواقف وهذه التصرفات لابد من تقديم بعض الأمور:

    الأمر الأول: أنه لا إشكال ولا شبهة أن الشريعة التي هي مبينة لكل شيء حتى أرش الخدش لا يمكن أن يقبل من أحدٍ أنها لم تبين ما هو الموقف الشرعي إزاء السلطة الحاكمة في كل زمان. الشريعة التي أخذت على عهدتها أن تبين حتى مستحبات الدخول والخروج إلى بيت الخلاء من الطبيعي جداً أنها لا يمكنها أن تُهمل ما هو أهم وأهم وأهم خصوصاً وأن الشيعة وأن أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بفضل الله ومنه في ازدياد كبير في كل زمان وعلى مختلف بقاع الأرض, الآن لا تجد تقريباً دولة إلا وفيها أتباع مدرسة أهل البيت, طيب كيف يتخذون الموقف الشرعي إزاء الحكم إزاء السلطة هل يتعاونون معها هل يحاربونها هل يقاطعونها ماذا يفعلون؟

    هذه القضية أنا أتصور بوضوحٍ كامل أنها لا إشكال ولا شبهة أنه صدرت مواقف واضحة وبيانات واضحة من أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لبيان تكليف الناس في زمن الغيبة.

    والدليل على ذلك واضح وهو: أنه الروايات التي تحدثت >ما من واقعة إلا ولها حكم< ومن الواضح أن هذه واقعة من الوقائع أنه ماذا نفعل إذا كان الحكم كحكم الخلفاء الأول والثاني والثالث, ماذا نفعل عندما يكون الحكم كحكم معاوية كحكم يزيد كحكم بني المروان كحكم العباسيين كحكم المأمون كحكم الرشيد وهكذا, تعلمون أن كل واحد من هؤلاء له سياسته الخاصة في إدارة المجتمع الإسلامي, كيف نتعامل مع هؤلاء ومع أمثال هؤلاء على مرّ التاريخ. لا يمكن أن يقال بأن هذه الأمور تركت للعقل الإنساني وللفكر الإنساني وأهل البيت أو القرآن أو النصوص لم تبين لنا الموقف الشرعي والتكليف الشرعي إزاء مثل هذه المسائل.

    الأمر الثاني وهذه قضية أساسية بودي أن يلتفت إليها جيداً, أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وعندما أقول أهل البيت ليس بالضرورة أريد أن أقول أهل البيت في مقابل النبي الأكرم’, وإنما هذا العنوان بشكل أو بآخر يعم النبي وأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    إن أهل البيت النبي وأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كل الحقائق بينوها من الناحية النظرية يعني البيانات القولية ما صدر منهم كأقوال هذا واضح لا ريب فيه. ولكنّه في القضايا الأساسية والقضايا العامة والقضايا المصيرية والاجتماعية كانوا يحاولون أن يمارسوا تلك النظرية في حياتهم لا أن تبقى كنظريات نقرأها في الألفاظ وإنما نجد أيضا تطبيقها العملي في حياتهم مباشرة.

    كمثال واضح على ذلك: افترضوا قضية الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان يمكن للإمام الحسين كما وردت روايات أيضا كما وردت آيات قبل ذلك تبين أنه إذا كان الحكم على شاكلة الحكم الأموي وعلى شاكلة عهد يزيد ما هو التكليف؟ التكليف أن الإنسان لابد أن يضحي بكل شيء لأجل بقاء الحق, وكان يمكن للإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) أن يجلس في المدينة ويومياً يعقد عشرة محاضرات ليبين التكليف الشرعي وهذا أيضاً ما بينه الأئمة بعد ذلك, ما بينه الإمام أمير المؤمنين قبل ذلك وبينه القرآن {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا.. } هذا كله بينه, ولكن نجد أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) لم يكتفي ببيان البُعد النظري وإنما مارس الموقف الشرعي عملياً, لماذا؟ لأمور ثلاثة:

    أولاً: لبيان أنه ما يقولونه عملي قابل للتطبيق العملي ليست هي أمور مثالية نقولها على المنبر أو على الفضائيات أو في مجالس الدرس, وإنما هي أمور عملية بدليل أنهم طبقوها في حياتهم العملية.

    ثانياً: يتبين حدود النظرية وثغور النظرية أين, أنت من خلال العمل الخارجي تستطيع أن تبين الحدود النظرية إلى أي حد, يعني واقعاً لو كان يقول لنا قائل أنه الدين قد يقتضي أن يضحي الإنسان بكل شيء عنده, ما كان يأتي على ذهنه حتى يضحي بالطفل الرضيع مثلاً, هذا ما كان يخطر, بلي الرجال المجاهدون الأشاوس أما إذا وصلت القضية إلى الأعراض التقية, أما إذا وصلت القضية إلى الأهل التقية, أما إذا وصلت القضية إلى كذا.. هذا كله بحسب الأدلة الأخرى, ولكنه موقف الإمام الحسين العملي بيّن أنه لا, عندما تصل الحالة إلى مثل هذا الأمر على عهد يزيد فالموقف العملي أن يضحي حتى بالطفل الرضيع.

    وهذه قضية أساسية هذه من خلال الألفاظ بالإطلاق والعموم و.. لا يمكن تثبتها ولكنه من خلال السلوك الخارجي يمكن توضيحه بشكل واضح ودقيق.

    وثالثاً: وهذا لعله هو الأهم فيها جميعاً, أن تأثير الممارسة العملية أضعاف البيانات النظريات, وإلا مثل هذه البيانات أيضاً صدرت من باقي الأئمة, لماذا أن قضية الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) أخذت من قلوب المؤمنين ومن قلوب المسلمين بل من قلوب الأحرار في العالم هذا الموقع ولم تأخذه أي قضية أخرى؟ لهذه الجوانب العملية السلوكية التضحوية الموجودة فيها.

    إذن هذه أبعاد نجد أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كانوا يرومون الوصول إليها عندما كانوا يمارسون الواقع العملي.

    على سبيل المثال: موقف الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) طيب موقف الإمام الرضا واقعاً كان بإمكان الإمام الرضا أن يبين النظرية, ولكنه لم يكتفي ببيان النظرية وإنما جاء ومارس وقبل ولاية العهد من من؟ الآن تخريجها الفني كان لتقية كان .. لا أعلم, أعلم, ولكن عندي خلاف في فهم المشهور لهذه القضية, ولكنه المهم أنه أنتم وجدتم أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) مارس هذه العملية وقبل, وهذه القضية لو كانت على مستوى البُعد النظري واقعاً كان ثقيل على أحد على أحد مراجع الأمة على سبيل المثال أن يذهب ويكون النائب الأول لرئيس الجمهورية مثلاً, لرئيس جمهورية ظالم وطاغوت وجبار ومستبد و.. وهو يقبل بشكل رسمي ماذا أن يكون له؟ بتعبيرنا يكون النائب الأول, ولي العهد يعني النائب الأول, طيب بينك وبين الله هذه لو فرضنا أنه من البُعد النظري كان ورد ولكن تطبيقها العملي أن نجد أن إمام معصوم يقوم بهذا الدور طيب بطبيعة الحال أنه تأثيرها يكون أكثر بكثير والرؤية تكون أوضح من ذلك. هذا أيضاً الأمر الثاني.

    الأمر الثالث: الذي نحتاج إليه وهذه قاعدة عامة وموجودة في ذهن الأخوة ولكن من باب التأكيد والتركيز عليها, هو أنه أخواني الأعزاء نحن عندما نأتي إلى بيان مواقف أئمة أهل البيت نقول أن الإمام علي بن أبي طالب كان هذا موقفه, وأن الإمام الحسن كان هذا موقفه وأن الإمام الحسين أو السجاد كان هذا موقفه, وأن باقي الأئمة هذا موقفهم لا نريد أن نقرأ هذا الموقف من منطلق أنه لنرى أنه صحيح أو ليس بصحيح, التفتوا إلى هذه النكتة.

    مع الأسف الشديد في كتابات بعض حتى الكتّاب من أتباع مدرسة أهل البيت يشم منه هذه الرائحة يعني عندما يأتي إلى قضية صلح الحسن كأنه يريد أن يعرف أن صلح الحسن كان صحيح أو لم يكن صحيحاً؟ أبداً, لماذا؟ باعتبار أننا فرضنا في الرتبة السابقة أن هؤلاء معصومين إذا كانت عندهم العصمة إذن كما أن أقوالهم إذا تعارضت ماذا نفعل نحن إذا صدر منهم قول أو صدرت منهم أقوال متعارضة أيضاً نحاول أن نفهم الصحيح من غير الصحيح؟ لا, نقول كل ما صدر عنهم صحيح, ولكن ما هو وجهه لماذا صدر هذا ولم يصدر ذاك؟

    بعبارة أوضح: نريد أن نفهم شروط هذا الموقف لماذا هذا الموقف من الإمام الحسن صار هكذا ومن الإمام الحسين صار ذاك؟

    إذن نحن بصدد اكتشاف شروط هذا الموقف الذي أدى إلى هذا الموقف, إلى الظروف الموضوعية التي أدت بالإمام إلى أن يتخذ هذا الموقف ولا يتخذ هذا الموقف, ما هي الظروف الموضوعية التي أدّت بالإمام الحسين في زمن معاوية أن لا يقوم بعمل ما, ولكنه بعد زمن معاوية ماذا؟ شخص واحد لا شخصين لا إمامين حتى نقول هذا له وجهة نظر وذاك له وجهة نظر, لا لا, إمام واحد في زمن يسكت وفي زمن آخر يتحرك ما هي الظروف لماذا؟

    إذا كنّا نبني على أنهم مجتهدون طيب نقول اجتهد في هذا الزمن قد يصيب وقد يخطأ ونحن أيضاً نذهب وندرس هذه الظروف قد نوافقه وقد نخالفه, ولكن نحن فرضنا في الرتبة السابقة أن هؤلاء لهم العصمة {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} إذا كان الأمر كذلك إذن الأصل نحن فرغنا من صحة هذا الموقف, يعني الموقف العلوي إزاء الخلفاء موقف ماذا؟ هذا هو الوقف الصحيح الشرعي, ولكن نحن نريد أن نعرف شروط هذا الموقف, لماذا نريد أن نتعرف على شروط هذا الموقف؟

    الجواب: لأنه في زماننا حتى إذا ابتلينا بشروط الخلفاء موقفنا يكون موقفاً حسينياً أو علوياً؟ بطبيعة الحال لا يمكن أن يكون موقفنا حسينياً لابد أن يكون موقفنا علوياً هذا هو التكليف الشرعي, وإلا إذا كان الظروف ظروف الحسين الموقف لابد أن يكون حسينياً لا يحق لنا أن يكون الموقف لنا موقفاً حسنياً, إذا كانت الظروف والشروط شروط الإمام الباقر والصادق لابد أن يكون تكليفنا ماذا؟ تكليفنا كما قام به الإمام الصادق والباقر, ولا يمكن أن يكون تكليفنا شيء آخر. إذا كانت الشروط شروط الإمام الرضا فتكليفنا لابد أن يكون ماذا؟ الموقف الرضوي لا أنه نتخذ موقفاً آخر.

    وهذه قضية أساسية مهمة ومصيرية في زمن الغيبة غفل عنها في واقعنا المرجعي, لأنه المرجعية المباركة التي هي امتداد لمن؟ هي امتداد للإمام عندنا وهي تقوم بدور الإمامة في زمن ماذا؟ في زمن الغيبة, نحن نجد بأنه أساساً هذه القضية غابت عنها, يعني قامت بمجموعة من مسؤولياتها يعني من كتابت الرسالة العملية من إدارة وضع الشيعة من إدارة وضع الحوزات, ولكنه ما هو الموقف الذي يُتخذ هل الموقف يكون كما اتخذه المجلسي إزاء الصفويين أو الموقف يكون كما اتخذه سيدنا الشهيد الصدر& إزاء الحكومة البائدة والبعثيين في العراق أي منهما؟ هذا أو ذاك, بل في نفس النجف, تجد أن السيد الصدر يتخذ ذاك الموقف ومراجع آخرين ماذا؟ لهم مواقف أخرى, على أي أساس هذه؟ قضية مزاج شخصي يعني؟ أو أنه تكاليف شرعية هذه, أنا لا أشك أن في كل منهم كان ينطلق من تكليف شرعي ومن موقف شرعي, الذي سكت كان ينطلق من موقف شرعي والذي تحرك كان ينطلق من موقف شرعي, نحن لابد أن نجعل هذا له ضوابط في الحركة, وهذا الذي لا يوجد.

    يعني الآن أنت تسأل: لماذا؟ يقول لا نحن الآن لابد أن نقوم نفعل كما فعل الإمام الحسن, طيب لماذا لابد أن نفعل مثل ما فعل الإمام الحسن؟ ما هي الشروط؟

    أوضح القضية بشكل آخر: أخواني الأعزاء أنتم في الروايات عندما تأتون تجدون أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بينوا لنا الأصول العملية قالوا البراءة كذا الاستصحاب كذا والاحتياط كذا أليس هكذا, أما علماء الأصول عندما جاؤوا لتطبيق الأصول العملية وإجرائها ماذا بحثوا؟ بحثوا بحثاً عميقاً بحثوا وهو شرائط جريان الأصول, هذه في الروايات نحن لا يوجد عندنا عنوان اسمه شرائط جريان, لماذا بحثوا هذا؟ حتى تصير ضابطة ليس كل واحد يقول أنا يعجبني أن أطبق البراءة وذاك يقول لا والله أنا يعجبني أن أطبق الاستصحاب ذاك يقول لا أبداً لا استصحاب ولا براءة هنا تخيير.

    الجواب: لابد أن توجد هناك ضوابط لانتخاب إذا كان الشك في أصل التكليف لابد أن يكون البراءة, أما إذا كان الشك في المكلف به لابد أن يكون اشتغال, طيب هذه ضوابط, نحن لا يوجد دلوني على آية أو رواية تقول إذا كان شكاً في أصل التكليف فهو براءة, هذه استنباط العلماء استنباط المحققين.

    نحن نحتاج أخواني الأعزة في مواقف الأئمة يعني في مواقف الإمام علي في مواقف الإمام الحسن الإمام الحسين الإمام السجاد الباقر الصادق إلى آخره أن نعنون عنواناً شروط الموقف العلوي, شروط الموقف الحسني, شروط الموقف الحسيني, شروط وظروف الموقف السجادي حتى.. وقد تختلف الشروط كما اختلفنا في شرائط جريان الأصول, أنا لا أريد أن أقول بأن الجميع لابد أن يلتزموا, ولكنه تكون القضية معنونة لها ضوابط لها أسس, ليس كل يدعي وصلاً بليلا ليست القضية بهذه الطريقة.

    وهذا لعله واحدة من أهم الأسباب أننا نجد في كل زمان أن مراجع مدرسة أهل البيت يختلفون في مواقفهم, لأنه أنا أتصور أن القضية غائمة غير واضحة, أن الظرف, وهذا يستدعي التفتوا جيداً, وهذا يستدعي لمن يريد أن يطبق الموقف الحسني أو الموقف الحسيني أو الموقف العلوي أولاً: يكون عارفاً بزمانه وهنا تأتي تلك النصوص التي وردت التي تقول >العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس< ما المراد من زمانه يعني الساعة الثانية عشرة, أو الزمان الفلسفي يعني الخروج من القوة إلى الفعل؟ لا لا, يعني عارف بالظروف التي تحكم هذا العهد هذا الزمان من الظروف المادية اقتصادية مالية اجتماعية سياسية ثقافية فكرية علاقات دولية هذه المجموعة إذا استطاع أن يعرفها عند ذلك يستطيع أن يشخص زمانه, ولابد أن يرجع أيضاً إلى تشخيص زمان أئمة أهل البيت أن يعرف واقعاً زمان الباقر والصادق ماذا كان يجري حتى أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) اتخذوا هذا الموقف؟ ماذا كان يجري في زمان الإمام الرضا حتى اضطر الإمام الرضا اضطر تقية سمه ما شئت, اضطر أن يتخذ ذلك الموقف الرضوي وهو أن يقبل ولاية العهد من المأمون؟ ما الذي حدث, ما الذي اضطر الإمام إلى ذلك ما هي الشروط ما هي الظروف؟

    وهذا أيضاً رجوع إلى ما أشرنا إليه مراراً أنه لا نعد الفقيه فقيهاً إلا إذا عرف زمان صدور الرواية قبلاً كنّا نقول, الآن نقول زمان صدور الموقف من الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) هذا واحد. الآن نضيف قيداً آخر لا نُعد الفقيه فقيهاً حتى يعرف زمانه أيضاً لا فقط يعرف ذاك الزمان يعيش قبل خمسة قرن أو أربعة عشر قرن, الآن لابد أيضاً؟ نعم إلا أن يقول بأنه أنا لا أتدخل في تلك القضايا في الطهارة والنجاسة أنا أفتي أما في القضايا العامة والسياسية والعلاقات الدولية واتخاذ المواقف إزاء الدول الكبرى والحاكمة في العالم أنا ما عندي رأي؟ جيد جداً ما عندنا مشكلة يعني لم يقل له أحد أنه أنت لابد في كل شيء يكون .. أما أنه ما عنده خبرة ويتدخل في كل شيء مشكلتنا مع هؤلاء, إشكاليتنا على هؤلاء على هذا, وهو أنه لا يعرف لا زمان صدور هذا الموقف ولا يعرف شروط هذا الموقف ولا يعرف شروط زمانه ومع ذلك ماذا يقول؟ يحرم أو .. إلى غير ذلك.

    وأنا أتصور الآن أنتم أبناء العراق, الآن أنتم تجدون الحالة في العراق واقعاً حالة ملتبسة جداً, ما هي الحالة الآن الاحتلال جازم على صدور العراقيين وليس بمعلوم أنه إلى أي زمان جازم وخصوصاً إذا تمت هذه الاتفاقية الأمنية وستتم اطمأنوا, طيب سؤال: أن الموقف الشرعي ما هو؟ نقبل بوجودهم هؤلاء يفعلون ما يريدون؟ والأخوة إذا يقرؤون بنود هذه الاتفاقية الأمنية المشئومة سيجدون ماذا يوجد فيها, يحق لهم حتى يعتقلوا رئيس الوزراء حتى يعتقلوا رئيس الجمهورية إذا اقتضت المصلحة الأمنية ذلك, اقرؤوها. لا يمكن أن يعين وزير الدفاع إلا بأمر إلى عشر سنوات, وكل الوزراء الأمنيين كذا هذه البنود التي لم ينشرها الناشر.

    طيب سؤال: ما هو التكليف الشرعي, يعني المرجع ماذا يقول يقول للناس اسكتوا اصبروا تعاونوا أو حاربوا قاوموا اسقطوا اعطوا الشهداء إلى أن يخرج المحتل؟ الآن يوجد هذا الخلاف عندنا, الموقف الشرعي ما هو؟ من يعين الموقف الشرعي, يعينه زيد وعمر, أو لابد أن تعينه المرجعية؟ المرجعية, متى تعين ذلك المرجعية, عندما تعرف شرائط العراق وعندما تعرف كامل المواقف التي صدرت من أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    ولذا أخواني الأعزاء كونوا على ثقة كل الفقه الفردي لنا في جانب وهذا البحث الذي اليوم أطرحه في جانب آخر, لأن المرجعية ليست رسالة عملية, نحن لخصناها في الرسالة العملية, المرجعية ليست أخذ الحقوق وتوزيعها على الحوزات العلمية هذا جزء من واجباتها, المرجعية إدارة الأمة المرجعية قيادة الأمة, المرجعية نيابة عن الإمام المعصوم في زمن الغيبة, الذي الآن لا أقل صار لنا كم؟ والله مسؤولياتها ودورها وخطورة هذا الدور أكثر حتى من زمن الأئمة, لماذا؟ لأن هذه التعقيدات الموجودة في زماننا كانت موجودة في زمان الأئمة أو لم تكن موجودة؟ طيب لم تكن موجودة, والآن اثنا عشر قرن نحن نعيش نحن ندري بعد مائة وعشرين قرن ما نعيش بهذا الشكل؟ طيب لعلنا بعد خمسة عشر قرن آخر نعيش ماذا؟ يعني زمن الغيبة, طيب من يدير وضع الشيعة, الآن وضع الشيعة مئتين ثلثمائة مليون في مائة وخمسين دولة في العالم طيب غداً قد يكونوا مليارين إنسان في العالم من يدير وضعهم؟ الإمام المعصوم إذا كان كان هو المسؤول أو ليس بمسؤول؟ نعم هو المسؤول, طيب في زمن الغيبة من المسؤول عنهم؟ المرجعية مسؤولة, والمرجعية مسؤولية يعني ماذا يعني تبني حسينية ومؤسسة.. بلي جزاهم الله خيراً, الحسينية ضروري والمؤسسة ضروري وصرف الأموال على الحوزات وبناء الحوزات ضروري و.. على ما في نواقص في حوزاتنا العلمية, ولكن القضية الأصلية هي إدارة الواقع الشيعي إدارة أتباع مدرسة أهل البيت وهذا لا يكون. وأنت إلا أن تقول لي بأن أهل البيت هذه القضية تركوها لنا قالوا أنتم اذهبوا وفكروا, بينك وبين الله تقبل هذا المنطق, ذاك الذي يقول يستحب بيت الخلاء عندما تريد أن تدخل تقدم اليمنى وتخرج تقدم اليسرى هذه القضية يتركها لك, يمكن هذا معقول هذا أصلاً؟ هذا المنطق يُقبل في مدرسة أهل البيت؟ هذا المنطق يُقبل في الشريعة؟

    إذن أخواني الأعزاء, هذه القضية طبعاً أنا ما أريد أن أدخل, لأنه تعلمون بحث سياسي وتاريخي واجتماعي وفيه أيضاً منعطفات لا يمكنني أن أتكلم فيها كثيراً يكفيني هذه الجملة أن أقولها وكافية بالنسبة لي ما أريد أن أتكلم بها, لأنه بمجرد أن أتكلم بها تبدي الصيحات هنا وهناك, هذا ضد فلان وهذا ضد فلان, (كلام أحد الحضور) لا لا أبداً, أنا فقط عنونت العنوان من الناحية النظرية والآن أدخل إلى بعض شواهدها الذي أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هم بينوها. لا أنا بينتها.

    يعني أولاً: الآن بودي أن أقرأ كم رواية.

    أولاً: أريد أن أبين هذه النكتة الأصلية التي أنا بينتها للأخوة, وهي أنه أنتم لابد عندما يصدر من عندنا موقف أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهذا صرحوه لا في مورد أو موردين عندما يصدر من عندنا موقف أنتم تفترضوه أنه موقف حكيم وموقف صحيح حتى لو لم تعلموا وجه الحكمة فيه, هذا أصل عصمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    نعم, بعد ذلك تعالوا اجلسوا ابحثوا انظروا لماذا فعلنا؟ ونحن أيضاً نبين لكم لماذا فعلنا, وخصوصاً في قضية الإمام الحسن الذي الذين اعترضوا على الإمام الحسن لم يكونوا معادين للإمام الحسن, كانوا من جُل ومن أجلة أصحاب الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام).

    نقرأ كم رواية تبركاً.

    الرواية الأولى: واردة في (البحار, ج44, ص الأولى يعني في تاريخ الإمام الحسن×, الباب العلة التي من أجلها صالح الحسن) الرواية: >عن سدير قال قال أبو جعفر ومعي ابني – الإمام الباقر- يا سدير أذكر لنا أمرك الذي أنت عليه, فإن كان فيه إغراق كففناك عنه وإن كان مقصراً أو فيه تقصير أرشدناك< جداً هذه القضية كانت متعارفة في زمن أهل البيت ولكن مع الأسف الشديد الآن هذه في زماننا هذه لا توجد, وهو أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) إما هم كانوا يسألون عقائد أصحابهم يقولون اعرض عليّ عقيدتك حتى أرى أنت على الحق أو الباطل أو عندك اشتباه أصلاً, أو الأصحاب هم كانوا يأتون إلى أهل البيت يعرضون عقائدهم, كما مثل السيد عبد العظيم الحسني كان يأتي ويقول هذه عقيدتي يا ابن رسول الله حق أم لا؟ هذا الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) هو بدأه >قال: فذهبت أتكلم< من؟ سدير يقول >قال: فذهبت أتكلم فقال أبو جعفر أمسك< بدأت أتكلم قال لي اصبر أولاً حتى أبين لك الضابطة التفتوا جيداً أبين لك القاعدة قبل أن تتكلم لأنه أخاف في كلامك – تخربط بتعبيرنا- أبين لك القاعدة, >قال: أمسك حتى أكفيك إن العلم الذي وضع رسول الله أو وضعه عند علي من عرفه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً< جحده يعني ماذا؟ يعني أنكره عن عنادٍ, الجحود ليس مطلق الإنكار ولو عن عدم علم, يعني سالبة بانتفاء الموضوع لا, الجحود في الآيات والروايات بمعنى السالبة بانتفاء المحمول يعني عرفه وعرف أنه حق ومع ذلك أنكره يعني من قبيل {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}.

    ولذا كل كلمات أعلامنا السابقين هذه من جحد ولاية علي بن أبي طالب جزماً كافر ولكن الجحود ليس معنى الإنكار حتى ولو كان عن جهل جحود يعني عرف أن علي حق ومع ذلك ماذا؟ لا قرأ أدلة الإمامة ثم لم تثبت عنده حقانية هذا, لا يسمى جاحد, هذا يسمى منكر, والمنكر غير الجاحد لغةً واستعمالاً. على أي الأحوال.

    قال: >ومن جحده كان كافراً, أما ومن أنكره كان ضالاً< عندنا في النصوص التي الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يقول: >كان مهتدياً كان ضالاً كان جاحداً< ثلاثة عناوين لا عنوانين, قال: >ثم كان من بعده الحسن× قلت كيف يكون بتلك المنزلة وقد كان منه ما كان دفعها إلى معاوية< إذن القضية كانت متفاعلة حتى في زمن الإمام الصادق لا أنه آثارها منتهية لا فقط الإمام الحسن وانتهت القضية لا, >فقال: أسكت فإنه أعلم بما صنع< أولاً: أنت اقبل أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) أعلم منك هذا أولاً, >لولا ما صنع لكان أمر عظيم< الآن هذه بنحو الفتوى إن صح التعبير انظروا تفصيلها.

    تفصيلها في رواية ثانية >قال قلت للحسن بن علي بن أبي طالب يا ابن رسول الله لما داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضآل باغٍ< التفت جيداً >تقتلك الفئة الباغية<, >فقال: يا أبا سعيد< التفتوا الإمام يؤصل أصل هذا الأصل احفظوه في كل تعامل مع أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) سواء على مستوى النصوص أو على مستوى الأقارير أو على مستوى الأفعال, >قال: يا أبا سعيد ألستُ حجة الله تعالى ذكره على خلقه< أنظروا الأصل الذي يبدأ منه >وإماماً عليهم بعد أبي عليه السلام, قلت: بلى, قال: ألستُ الذي قال رسول الله لي ولأخي الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا, قلت: بلى, قال: فأنا إذن إمامٌ لو قمت وأنا إمامٌ إذا قعدت< إذن أنا صالحت إمام أنا ثرة على الظالم أيضاً إمام, إذن هذه القضية أصل مفروغ عنه >يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله’لبني غمرة وبني أشعج ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية< إذن هذه قضية أساسية تبين هنا وهي أنه عندما نريد أن نتعامل أيضاً مع حياة الرسول مع مواقف الرسول أيضاً هي كانت معلولة كانت فيها شروط ظروف وحكم, >أولئك كانوا كفاراً بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفارٌ بالتأويل< هذا الذي ورد في نصوص أمير المؤمنين >قاتلكم على تنزيله وأقاتلكم على تأويله<, >يا أبا سعيد إذا كنت إماماً من قبل الله تعالى لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة< ليس من حق أحد إذا قبل إمامتي أن يقول هذا صحيح وهذا ليس بصحيح, هذا ليس من حقه, هذا الباب يغلق, فلهذا أصله الموضوعي ذاك, بعد >قال: وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبساً< حتى لو لم يفهم, ولكن الأصل الموضوعي ماذا يقول له؟ أنه هذا العمل صدر عن حكمةٍ, >ألا ترى الخضر×, لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى فعله< موسى أيضاً بعض الأحيان يستطيع أن يفهم تأويلها أو لا يستطيع؟ نعم, يفهم ظاهرها وتنزيلها أما على مستوى موسى أيضاً بعض الأحيان لا يستطيع أن يفهم تأويلها باطنها, >لاشتباه وجه الحكمة عليه< أي على موسى >حتى أخبره فرضي, هكذا أنا< يعني كالقضية التي ذكرها القرآن بين موسى والخضر >هكذا أنا سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت ما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحدٌ إلا قتل<, هذه الجملة الأخيرة ماذا يبين الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يعني هذه الظروف إذا كانت بهذا الشكل الموقف لابد ماذا يكون؟ الموقف موقف, هذا من يعين الظروف لابد أن تكون هكذا أو هكذا من يعينها؟ لو فرضا أنه يدور الأمر بين أن نقاتل ويقتل الشيعة عن بكرة أبيهم لا يبقى منهم أحد وبين أن نهادن ونصالح ونسلم كل شيء؟ التكليف الديني والشرعي ماذا يقول الإمام الحسن؟ أن تسلم, انتهى. أن تسلم, طيب الآن جئنا إلى زماننا ماذا نفعل؟ تكليف حسني نفعل أو تكليف حسيني أي منهما نعمل به؟ وهذه يحتاج إلى تشخيص, وتشخيص دقيق ومعرفة دقيقة بالظروف التي تحكمنا.

    أقرأ لكم كم رواية عن مواقف الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) الإمام أمير المؤمنين بينك وبين الله كان عاجزاً عن القتال يعني, طيب أقصاه كان يقتل وهو أيضاً في عشرات المرات كان متهيأ للشهادة من بقي قمت بها دون العشرين عندما بات على فراش رسول الله’, هو من ذاك الوقت متهيأ للشهادة, إذن لماذا عندما تصل القضية إلى تعامله يقول: >والصبر كذا, والصبر كذا..< ما هو السر, أين المشكلة؟

    نقرأ بعض النصوص.

    النصوص كثيرة وإذا نريد أن نقرأها لعلها تأخذ وقتاً كثيراً من عندنا ولكنه فقط نشير إليها.

    في (الخطبة رقم اثنين من نهج البلاغة, ص48) يقول: >أما والله< التفتوا إلى الخطبة التي أولها قسم من الإمام أمير المؤمنين قسم يوجد, >أما والله لقد تقمصها فلان .. وإنه ليعلم أن محلي منها< إذن هذا كان جاهل مجتهد وأخطأ أو كان جاحد وعالم؟ مع الأسف الشديد أنت تجد بعض كتاباتنا المعاصرة هؤلاء الجهلة الذين نسميهم مثقفين بعض الأحيان بدؤوا يكتبون بأنه بلي بعد أن ذهب رسول الله وجد رأيان اجتهادان, ما أدري واجدين لابد في بعض الكتب, والغريب أنها طبعت أين؟ من مؤسسات رسمية في الجمهورية الإسلامية اجتهادان اجتهاد كان يرى أن الإمامة بالنص, واجتهاد كان يرى أن الإمامة بالشورى, اجتهاد كان, طيب هذه هي نظرية مدرسة الصحابة, أن هؤلاء فعلوا ما فعلوا بعلي فعلوا ما فعلوا بالزهراء فعلوا ما فعلوا بالنهروان فعلوا ما فعلوا في صفين فعلوا ما فعلوا في الجمل, فعلوا ما فعلوا بالحسين في كربلاء كان اجتهاد والمجتهد إذا اخطأ يذهب إلى نار جهنم أو يثاب على عمله؟ تبين أن هؤلاء مثابين على قتلهم الحسين ونحن لا نعلم. هذا المنطق. ولكن لأن هؤلاء لأهل خبرة لما قالوا مع انه فقط لو قرؤوا هذه الخطبة >وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا ينحدر عني السيل ولا يرقى إليّ الطير فسدلت دونها ثوباً وطويتُ عنها كشحاً وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير.. فرأيت أن الصبر على هاتا أحجا فصبرت وفي العين قذا وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى..< إلى آخره.

    طيب سؤال: لماذا تصبر يا أمير المؤمنين؟ أنت وعادتكم الشهادة كرامتكم من الله الشهادة أنتم, أقدم الآن إما في سبيل الله تستشهد وإما ترجع الحق إلى أهله, إذن لابد أن نعرف أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) لماذا صبر مع أنه أبو الشهادة هو؟ هذه القضية لابد أن تحل أنه ما هو لماذا أن الإمام أمير المؤمنين صبر وهذا الذي يعبر عنه بشروط الموقف العلوي, حتى إذا ابتلينا بتلك الشروط لابد أن يكون موقفنا ماذا؟ موقف علي. طيب ما هي تلك الشروط, طبعاً الخطب كثيرة.

    ومنها: في (ص68, الخطبة رقم 26): >إن الله بعث محمداً قال فنظرت< الإمام× انظر إلى بعدين يتكلم البعد الأول إلى الناصر والمعين يقول: >فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي فظننت بهم عن الموت< لماذا يا أمير المؤمنين تظن بهم على الموت, طيب لماذا الإمام الحسين ما ظن بأهل بيته عن الموت؟ طيب لا أقل – بتعبيرنا مع سوء الأدب طيب كنت تعلمت من الحسين×- لماذا ما فعلت هكذا؟ لا, توجد شرائط تختلف شروط وظروف تختلف, لو كان الحسين أيضاً وجد في زمان الإمام علي أيضاً لفعل ما فعله علي ولو كان علي في زمن الحسين لفعل ما فعله الإمام الحسين, لأنه هم هؤلاء كانوا بانين على أن يقتلعوا الشريعة الصحيحة أن يقتلعوها من جذورها, وإذا أعطي العذر بأيديهم فقتلوا الجميع إذ عندما يقتلون علياً فصعب عليهم أن يقتلوا الحسن والحسين, هم قتلوا فاطمة عندما اعترضت طريقهم أو لم يقتلوها؟ طيب قتلوها, طيب أيضاً كان قتلوا علياً واطمأنوا ما كان نحن حتى بعد ألف سنة إذا كنا نحن موجودين نختلف أنه كان من حقه أن يخرج أو لم يكن من حقه أن يخرج ويقتلون الحسن والحسين وينتهي كل شيء أهل البيت ينتهون.

    ثم قال: >فظننت بهم عن الموت وأغضيت على القذا وشربت على الشجى وصبرت على أخذ الكظم وعلى أمر من طعم العلقم< هذا كله فعلته لماذا؟ لهذا السبب. لأي سبب؟ لهذه الأسباب, إذا عندي وجلبته معي. بلي.

    هذه مجموعة من الكلمات موجودة في موسوعة الإمام أمير المؤمنين موسوعة في كتب متفرقة جمعها الشيخ القرشي الله يحفظه ويطيل في عمره, في هذه (الموسوعة, ج8, ص36) هذه عبارته, يقول: >ولقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين< طيب هذه قضية عامة >ولم يكن فيها جور إلا عليّ ولكنه< التفت جيداً الأخرى >إن الله لما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة, فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم< التفتوا هذا المهم عندي >والناس حديثُ عهد بالإسلام والدين يمخض مخض الوطب يفسده أدنى وهن< المشكلة التي وقفت أمام أمير المؤمنين خوفه أن الناس ترجع عن راجعة عن الإسلام ترجع إلى ما كانت عليه, إذا كان أصحاب – بتعبيرنا- أصحاب رسول الله يتخالفون بل يقتل بعضهم بعضاً عن الزعامة والرئاسة فما بالك الذي بالأمس صار مسلماً فهذا يبقى على إسلامه أو لا يبقى؟ لا يبقى على إسلامه.

    ولذا كثير من الناس اطمأنوا كثير من الناس بعد واقعة الغدير ارتدوا, تعلمون سبب الارتداد ماذا كان؟ سبب الارتداد لأنه بالأمس وجدوا أن رسول الله يقول من خليفتي وبعده انقلبوا على خليفتي, قالوا عجيب من دين هذا إذا ربعه خلص أصحابه لم يلتزموا بأوامره نحن نلتزم بأوامره. غير قضية مالك بن نويرة بشكل عام أتكلم, قال: >يفسده أدنى وهن ويعكسه أقل خلق فولي الأمر قومٌ لم يأتوا في أمرهم اجتهادا ثم انتقلوا إلى دار الجزاء..< إلى آخره.

    وثم كلمات أخرى وأخرى وأخرى كلها أنا بودي أنتم ترجعون هكذا ملاحظة عامة تراجعون روايات الإمام أمير المؤمنين واقعاً حتى نستكشف الشروط التي على أساسها أمير المؤمنين صبر ولم يقاتل وعلى أساسها لابد أن نعرف لماذا صالح الحسن, ولماذا فعل ما فعل الحسين إلى آخره.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/04
    • مرات التنزيل : 1558

  • جديد المرئيات