بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
قلنا بأنه من الحقائق الواضحة لكل دارسٍ لتأريخ أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يجدُ أن هناك اختلافاً واضحاً بين مواقف أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وخصوصاً عندما ننظر إلى الحقبة الأولى في صدر الإسلام يعني: هذه الحقبة التي تمتد من رحلة الرسول الأعظم’ إلى أحداث حادثة كربلاء.
عندما نراجع الأحداث التي كانت في زمن الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) نجدُ أن الإمام الحسن عندما واجه مواقف معينة نجد أنه اتخذ موقفاً بإزائها, وتقريباً نفس هذه الأحاديث أيضاً وقعت في زمن الإمام الحسين إلا أننا نجد أن الإمام الحسين اتخذ موقفاً آخر إزاء هذه الأحداث.
حتى يتضح ولا نتكلم في الهواء الطلق كما يقال أو في الهواء المعلق, أشير إلى بعض النصوص الواردة في هذا المقام عن الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام).
النص الأول الوارد في المقام هو النص الوارد في (البحار, ج44) طبعاً عندما أشير إلى نص ليس معناه أنه يوجد نص واحد, نصوص كثيرة موجودة ولكن أنا أختار نصاً واحداً على المنهج الذي اختاره في النصوص, الرواية في (ج44, ص22, الحديث 6, باب العلة التي من أجلها صالح الحسن عليه السلام معاوية): >قام الحسن بن علي بن أبي طالب على المنبر حين اجتمع مع معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلا ولم أرى نفسي لها أهلا وكذب معاوية أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله فأقسم< محل الشاهد هذه الجملة >فأقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ولما طمعت فيها يا معاوية< إذن الإشكالية الأصلية أن الناس قبلوا مشروع الإمام الحسن أو لم يقبلوا مشروع الإمام الحسن؟ لم يقبلوا, والإمام على هذا الأساس لم يجد بُداً إلا من هذا الموقف الذي اتخذه, >وقد قال رسول الله’ ما ولت أمةٌ أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ملة عبدة العجل وقد ترك بنو إسرائيل هارون ..< إلى آخر النص الوارد في المقام.
هذا النص بهذا المضمون بأنحاء مختلفة وارد في كتب المدرستين لا مختص بنصوصنا نحن, من النصوص الواردة في هذا المجال ما ورد في (أسد الغابة, ج1, ص491, لابن الأثير) هذه العبارة موجودة أنظروا إليها, الرواية >قال: حدثنا, حدثنا, حدثنا, قام الحسن بعد موت أبيه أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) فقال بعد حمد الله عز وجل إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام شكٌ ولا ندم< لا يتبادر إلى الذهن بأنه طيب الآن أخذنا تردد أنه كيف نتعامل مع أهل الشام, ومن الواضح أن المراد من أهل الشام يعني الحكم الأموي الذي كان قائماً في الشام, >وإنما كنّا نقاتل أهل الشام< يشير إلى الإمام أمير المؤمنين في زمن الأمير >وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع< التفتوا جيداً >وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم< إذن المشكلة هذا التغير والتحول الفجائي أو غير الفجائي الآن ما هو أسبابه له بحث آخر, هذه هي المشكلة الأصلية أنكم تطلبون الدنيا قبل طلب الدين, >ألا وإنا لكم كما كنّا< أساساً قيادتنا إمامتنا لم تتغير ولكن >ولستم لنا كما كنتم< فيما سبق كانت لكم طاعة لإمامكم أما الآن لكم طاعة أو لا طاعة لكم؟ لا طاعة لكم, >ألا وقد أصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون له وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره فأما الباقي فخاذل وأما الباكي فثائر ألا وأن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عزٌ ولا نصَفَه< بشكل واضح وصريح أنه هذا فيه ذيل عليكم >فإن أردتم الموت رددناه عليكم< هذا الذي دعانا إليه إذا كنتم أهل تضحية وفداء رددنا هذه الدعوى عليه, >وحاكمناه إلى الله عز وجل بضبا سيوفنا وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا فناداه القوم من كل جانب البقية البقية< كافي اليوم قتلا من عندنا لا قوة لنا, يقول >فلما أفردوه أمضى الصلح< إذن لما بقي لا يستطيع أن يقاتل بيد جذاء بتعبير الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) أو يصبر على طخية عمياء فماذا يفعل؟ فعل ما فعل, واتخذ هذا الموقف المعروف وهو الموقف الحسني.
وكذلك في عبارات أخرى أنا إذا يوجد وقت أيضاً أقرأها منها في هذا الكتاب (أعلام الهداية) هذه الموسوعة من الموسوعات المناسبة الأخوة دورة يطالعون هذه (أعلام الهداية) باعتبار دورة كاملة عن المعصومين الأربعة عشر, هناك في المجلد المرتبط بالإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) في (ص149) أيضاً يوجد إشارات إلى هذا الأخوة إن شاء الله يمكنهم أن يرجعوا إلى ذلك يقول: >إني رأيت هوى أعظم الناس أو كثير من الناس في الصلح, وكرهوا الحرب, فلم أحب أن أحملهم على ما يكرهون< أصلاً هذه القضية واضحة أولاً: تبين لنا دور الناس في هذه القضية, وتبين لنا أيضاً شيء آخر وهي أنه ما هي الشروط التي أدّت بالإمام الحسن إلى هذا الموقف >فصالحت بقياً على شيعتنا خاصة من القتل ورأيت دفع هذه الحرب إلى يومٍ ما< إذن كان في تصور الإمام الحسن أنه القضية واقعة لا محالة ولكن الآن وقتها أو ليس وقتها؟ هذا ليس وقتها >فإن الله كل يوم هو في شأن<.
ولذا تجدون بأن الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) عندما راجعه البعض ممن تكلم مع الإمام الحسن ذلك الكلام وعبّر تلك التعبيرات الغير مناسبة لإمامة الإمام ولمقام الإمام راجعوا هؤلاء الثائرين راجعوا من؟ راجعوا الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) لعله هو يقوم بالأمر الرواية تقول: >صدق أبو محمد< عندما رجعوا الإمام الحسين قال: >صدق أبو محمد< يعني الإمام الحسن >فليكن كل رجل منكم حلساً من أحلاس بيته مادام هذا الإنسان حياً< من؟ معاوية.
إذن معنى ذلك أن الشروط كانت بنحو والظروف كانت بنحو لو قاموا لأبيدوا وأنتجت هذه الإبادة أو لم تنتج النتيجة المطلوبة, تؤتي أكلها أو لا تؤتي أكلها؟ لا تؤتي.
ولذا في نص آخر أيضا ينقل هنا >أما أخي فأرجوا أن يكون< الإمام الحسين يقول: >أما أخي فأرجوا أن يكون الله قد وفقه وسدده فيما يأتي وأما أنا فليس رأيي اليوم ذلك< يعني القيام >رأيي ذلك< ليس الصلح وإنما في هذا اليوم ليس رأيي القيام >فالصقوا رحمكم الله بالأرض واكمنوا في البيوت واحترسوا من الضنة ما دام معاوية حياً<.
إذن اتضح لنا بأنه أساساً الإمام الحسن في مثل هذه الظروف اتخذ هذا الموقف.
السؤال الكبير: وهذا هو بحثنا الأصل, السؤال الكبير الذي أريد أن أطرحه هذا اليوم, أن الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) نعم أرسلوا إليه بالرسائل عندما نكثوا ببيعتهم ولم يلتزموا لماذا لم يفعل ما فعله الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام)؟ تقريباً القضية متقاربة جداً, وهي أنه نعم بايعوه على الطاعة بايعوه على الحرب والسلم ولكنه في آخر المطاف نكثوا وأحجموا, طيب فليكن موقفه موقف من؟ موقف أخيه الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهو أنه عندما لم يجد من يناصره في الحرب كان ينبغي أن يرفع يد السلامة ويد العافية لا أنه يستمر في القضية إلى الآخر, بلا توقف إلى أن وقعت الواقعة والحادثة في كربلاء.
من هنا واقعاً هذه القضية تهمنا كثيراً وهي أنه ماذا حدث حتى أدّى بالإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) أن يتخذ هذا الموقف في قبال يختلف تماماً عن الموقف الذي اتخذه الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام)؟
طبعاً أهمية هذه القضية معرفة هذه القضية, الأخوة التفتوا لهذه النقاط الثلاثة التي أريد أن أشير إليها, أهمية هذه القضية تنبع من هذه الجهات الثلاث:
الأول: لماذا اختلف الموقف الحسني والموقف الحسيني؟ وهذه قضية عقائدية مرتبطة بسيرة أهل البيت لابد أن نقف عليها وأن نفهمها بشكل جيد.
الجهة الثانية: أنه ما هو تكليفنا في زمن الغيبة, أن يكون موقفنا موقفاً حسنياً أو أن يكون الموقف موقفاً حسينياً, وكثيراً ما يقع الخلط بين الموقفين, يعني: عندما لا نحقق في الشروط التي أدت إلى الموقف الحسني فقد نطبق عليها موقفاً حسينياً, وعندما لا نفهم الشروط التي أدّت إلى الموقف الحسيني فقد نطبق عليها موقفاً حسنياً, هذه القضية الثانية.
القضية الثالثة: التي هي أخطر من القضيتين السابقتين, هو: أنه أساساً لماذا لم ينجح التدبير النبوي في إيصال علي إلى الخلافة, يقيناً نحن نعتقد من يوم الدار النبي’ كان يخطط أن الخلافة تصل إلى من؟ إلى علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) حتى يعطي هذا المشروع الإلهي أكله وثمرته ونتيجته كان لابد أن يتولى الأمر من؟ علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) ما الذي حدث حتى لم يستطع هذا المشروع أن يصل إلى الغاية التي من أجلها خطط لها, وهذه قضية أساسية ومع الأسف الشديد نحن إلى الآن هذه القضية لم نقرأها بشكل دقيق وعميق, وننظر إليها بنظرة نقدية تحليلية واسعة, واقعاً ما الذي حدث, ولذا أنتم تجدون إلى الآن لا يستطيع كثير من المسلمين بل أكثر المسلمين لا يستطيعون أن يفهموا أنه حصل انحراف في صدر الإسلام لماذا؟ لأنه يرون أن هذا نقض للغرض الذي من أجله وجدت الرسالة, كيف أن الرسول’ يخطط لمشروع ويأتي زيد وعمر وبكر ينقض ذلك المشروع, هل معنى ذلك أن تخطيطهم تدبيرهم كان أقوى وأحكم من الرسول الأعظم’, ما الذي حدث حتى أدت إلى هذه النتيجة التي ظهرت في أجلى مظاهرها في حادثة كربلاء. وإلا الأمة كانت في تسافل الأمة كانت في انحدار الأمة كانت في انحراف ولكن نتيجتها الأليمة أين ظهرت؟
ولذا تجدون بأنه زينب‘ في يوم كربلاء قالت: [اليوم مات رسول الله] لماذا؟ باعتبار أن هذه النتيجة بتلك المقدمات, لو لم تكن تلك المقدمات لما انتهت إلى هذه النتيجة التي وقعت في كربلاء. ولكن مع الأسف الشديد في الأعم الأغلب نحن عندما نأتي إلى حادثة كربلاء لا ننظر إلى المقدمات التي أدّت إلى هذه الحادثة الأليمة, الآن أنا ما أريد أن أقرأ الحادثة ما هي, وإنما أريد أن أقف قليلاً مع الأخوة في المقدمات التي أدّت إلى هذه النتيجة حتى نجيب على مجموعة من الأسئلة التي كانت في هذا المجال.
أنا القراءة التي سوف أقدمها للأخوة واقعاً ليست قراءتي هذه, وهذا مهم, وسأذكر السبب أنه لماذا لا أقدم قراءتي, القراءة أقدمها من شخص مرتبط بمدرسة الصحابة, يعني شخص لم يكبر في فكر أهل البيت حتى نقول متأثر بأجواء مدرسة أهل البيت, شخص معتقدٌ بمدرسة الخلفاء ومدرسة الصحابة, ومع ذلك يقدم قراءة تحليلية عميقة جدا لتلك المرحلة, وهو الشيخ عبد الله العلايلي, الشيخ عبد الله العلايلي من العلماء الكبار وأيضاً بقي إلى الآخر في مدرسة الصحابة, لا يتبادر إلى الذهن أنه بعد ذلك مثلاً تشيع أو .. لا لا أبداً, يصرح هو بأنه هو معتقد أنه مدرسة الصحابة ومدرسة الخلفاء كذا, هذا المعنى وأنا واقعاً أنصح الأخوة ولا أقل هذا الكتاب يقرؤه عن الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) يعادل عشرات الكتب التي كتبت في الإمام الحسين ولا أقل المائة صفحة الأولى من هذا الكتاب, أنا بودي أن الأخوة بدقة وخصوصاً نحن مقبلون على محرم, الأخوة الذين يريدون واقعاً يحللوا هذه القضايا لا يصعدون هذه المكررات, المكررات, التي الناس ملّت من هذه المكررات يقدموا تحليل عميق عن تلك الفترة التي أدّت إلى هذه الأحداث الأليمة.
هذا الكتاب بعنوان (عبد الله العلايلي الإمام الحسين, دار مكتبة التربية بيروت, مطبوع سنة 1972) إذا توجد طبعات أخرى أنا ما أدري, أما الشواهد على أنه من مدرسة الصحابة في ثلاثة أربعة مواضع أو أكثر من ذلك يقول, يقول: [لم تبعد حكومة الخلفاء عما كانت عليه في زمن النبي] إذن هذه الرؤية هذه القراءة قراءة مدرسة أهل البيت أم قراءة مدرسة الصحابة؟ من الواضح أنها قراءة مدرسة الصحابة, إلى أن يقول: [وإذا كانت حكومة الخلفاء هي حكومة القرآن] واضح أنه ماذا يعتقد في حكومة الخلفاء, هذه في (ص17 من الكتاب).
وكذلك في (ص31) بشكل واضح وصريح يقول: أنه أساساً [ففكروا باغتيال عمر بن الخطاب الخليفة الصالح] واضح بأنه يتكلم عن أي مدرسة. ثم يأتي في المهم عندي أنه أريد أن أقدم القراءة انظروا كم هذه القراءة مع ذلك مع كل الذي يعتقده ولكن ماذا يقول, يعني هذه من بطن مدرسة الصحابة يحلل هذا التحليل من ضمن ذلك الإطار وتلك الرؤية يقدم هذه القراءة لا من ضمن رؤيتنا وقراءتنا وفهمنا لأحداث صدر الإسلام.
وكذلك في (ص64) بعد أن يذكر كل ما يذكره عن معاوية وأخطأ معاوية وسيئات معاوية وانقلاب الحكم الأموي وماذا فعل في الأخير يعتذر يقول: [هذه مقدمة ليس من وكدي] هذه طبعاً أربعة وستين صفحة المقدمة أقرؤوها لا أقل المقدمة اقرؤوها, [هذه مقدمة ليس من وكدي فيها أن أتناول صحابياً وكلهم براة كرام] يعني يقدم اعتذار في آخر المطاف نحن وإن نقدنا بعض الصحابة ولكنه من الناحية الإيمانية والعقدية نعتقد أنهم كلهم بررة كرام وإنما الغرض منها التفتوا جيداً, إذن إذا كانوا كلهم بررة كرام على ماذا أنت هذا البحث عندك؟ يقول: [أن نعرض ونفهم أسباب الانقلاب وعناصر الثورة الخطيرة في ذلك المحيط] صحيح أنا معتقد أن هؤلاء كرام بررة ولكن هذا لا يمنعني أن أقدم قراءتي عن ذلك الزمان ويقدم مجموعة من الأبحاث ومن هذه الأبحاث هذه القراءة القيمة التي يشير إليها إشارة في المقدمة التي الآن ليست بحثنا حتى ندخل فيها, لأنه هو يقول اعترضوا على هذا الكتاب مجموعة اعتراضات ومن تلك الاعتراضات هذا الاعتراض.
يقول: [ناقشوا رأيي أن هناك علاقة بين الاختلاف على البيعة يوم السقيفة وبين حركة المرتدين] يقول كثير من المؤرخين في مدرسة الصحابة لا يجدون علاقة بين حركة المرتدين وبين الاختلاف على الخلافة يعني على مشكلة السقيفة, لأنه القراءة الأخرى تقول لا علاقة, نحن نقول هناك علاقة بين حركة المرتدين وبين مسألة الخلافة, الآن هذا بحث آخر ليس مجال بحثي.
طيب إذا كان الأمر كذلك, يبدأ العلايلي من هذه النقطة التفتوا جيداً, يقول: بأنه [المجتمع المدني] الآن في عهد الرسول أو في ابتداء عهد الخليفة الأول أو الثاني ليس مهم يقول: [كان فيه مجموعة من الأحزاب التي كانت تعمل في السلطة] الآن عندما تسمع أحزاب لا يذهب ذهنك إلى المعنى المصطلح الآن في المجتمع الغربي للحزب وإنما مجموعة من التكتلات العصبية القبلية الجماعات سمها ما شئت ولكن هو يعبر عنها بأنها مجموعة من الأحزاب.
أنا أشير إليهم إجمالاً كما هو أشار إليهم, يقول: [هذه الأحزاب] في (ص33) يقول: [والتي كانت تعمل في المجتمع المدني أولاً: حزب عثمان] طبعاً هو بعد ذلك يعبر عنه هذا ليس حزب عثمان وإنما حزب من؟ هذا الحزب الأموي عموماً ولكنه الذي أوصل إلى عثمان إلى السلطة [أو الحزب الأموي] وهذا هو التعبير الذي يؤكده مراراً, هذا حزب عثمان باعتبار أنه وصل في أوجه على يد عثمان, [وهو يضم جماعة الأمويين ومن عندهم هوى أموي وهذا الحزب كان مبغوضاً من أهل المدينة ..] إلى آخره, هذا الحزب الأول.
الحزب الثاني: يقول: [حزب طلحة والزبير] طبعاً في هذه المقدمة يشير إلى القرائن على أنه ما الدليل على أن هؤلاء كانوا يشكلون كتلة واحدة وحزب [وهذا حزب يقوم على عصبية شخصية بسبب ما منيا به في فشل في الانتخابات] الانتخابات التي صارت في الستة [وكان ينضوي إليه بعض من الناقمين على سياسة عثمان ومن أكبر شخصيات هذا الحزب عائشة رضي الله عنها] إذن من أعمدة حزب طلحة والزبير من؟ وهذه قضية واضحة أنه لماذا حاولوا أن يجتذبوا ماذا؟ باعتبار أنها زوجة النبي وأم المؤمنين.
[الحزب الثالث: حزب أبناء عمر بن الخطاب وعلى رأس هذا الحزب يقول ومن المنادين به عمر بن العاص] يقول: [هذا حزب لا يحدثنا التأريخ عنه كثيراً ولا يسجل لنا ظهوراً أبداً ولكن نرجح أنه قد كان, فإن موقف عمر من أهل بيته لم يكن مرضيا ووجد في الناس من يدعو لآل الخطاب ومن أكبر الشخصيات المنتسبة إليه أبو موسى الأشعري الذي رأينا من خروجه على صلاحية الحكم إلى إسقاط الإمام القائم- يعني الإمام أمير المؤمنين- ومعاوية وترشيح عبد الله بن عمر للخلافة التي لم يرها لها أبوه].
ثم في الحاشية بحث مفصل يشير إلى كلمات المؤرخين الذي قضيت إسقاط إمامة علي ومعاوية هذه ما كانت فكرة عمر بن العاص وإنما هذه الفكرة ممن جاءت؟ من أبو موسى الأشعري هو صاحبها وليس عمر بن العاص الذي الآن تنسب إليه لا أبداً, ليس عمر بن العاص لبس على أبي موسى الأشعري وإنما أبو موسى الأشعري كان هوى, ولذا من اقترح بدلاً لذلك عمر بن العاص أبو موسى الأشعري لم يوافق, عندما وجد عمر بن العاص هذا هواه, إذن قال نمشي معه الخطوة الأولى والخطوة الثانية نخدعه فيها, ولذا قال سلمنا, يقول أخذ منه الكتاب قال سلمنا قبلنا اصعد قل أنت, هذه بشكل واضح وصريح في الحاشية موجودة والوقت لا يأخذ كثيراً, ثم هو يقول, يقول: [والشاهد على ذلك أنه عبد الله بن عمر كان عنده هوى في الخلافة بعد رسول الله أنه لم يبايع علياً لأنه كان ينتظر بشكل من الأشكال أنه ينتهي من خلافة علي ومن إمامة علي حتى يتسلم الخلافة من بعده, هذه القرائن كلها هو يشير إليها.
[الحزب الرابع: وهو الحزب الأموي المنشق] طبعاً هذا الحزب بعد ذلك انشق في زمن عثمان, لا قبل استلام عثمان للسلطة, يقول: [كان يعمل ضد الخليفة ..] إلى آخره.
الحزب الخامس] الذي بتعبيره هو, وأنا بودي أن تسمعون ماذا يقول, يقول: [حزب علي عليه السلام] وايضا لذى عندما أقول المراد من الحزب ليس المعنى المصطلح لأنه يقيناً ما كان يوجد حزب بهذا المعنى المصطلح [حزب علي] أو الحزب المحافظ بتعبيره هو [وهو يضم كبار الصحابة وأرباب السابقات الجليلة في الإسلام وربما امتد أثره فشمل المدينة وطغى على كل الأحزاب من حيث النفوذ مع هذا الفارق بيد أنه لم يكن مخاتلاً يعمل في الخفاء بل يجتهد بتقوم خطى الخليفة وتعديلها و…] إلى غير ذلك.
هذه هي الأحزاب الخمسة التي يشير إليها يقول: [وهذه كلها كانت موجودة في المدينة].
ثم يذكر شاهدين على وجود هذه الأحزاب وخصوصاً الحزب الأموي الذي كان يفكر بشكل جدي لاستلام السلطة بعد رسول الله’.
الشاهد الأول: في (ص30) يقول: [وهذا ما يفسر مقالة أبي سفيان زعيم العصبة الأموية حين تولى عثمان يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرنّ إلى صبيانكم وراثة] الآن هو يعقل على هذه الجملة يقول: [وفي قوله ما زلت أرجوها لكم, ما يشعرنا بأن الحزب الأموي كان موجوداً من قبل وكان يعمل تحت الستر الخفاء ويحيك في الظلماء وإلا بأي سبب كان يرجوها لهم وليسوا بأهل سابقة في الإسلام ولا أيادي لهم معروفة سوى المظاهرة ضد الله ورسوله] طيب إذن لماذا يرجوها, إذن كان يوجد تخطيط سابق وإلا بينك وبين الله أنا جالس في بيتي وأرجو أن تنتقل السلطة إلى بني أمية طيب على أي أساس تنتقل إلى بني أمية, هذا معناه أنه كان هناك تخطيط مبرمج عندما وصل عثمان إلى السلطة ماذا؟ وصلت إلى أوجها هذه الحركة.
يقول: ثم بدأت هذه الحركة وهي الحركة الأموية أو الحزب الأموي عندما وصلت القضايا أو أنه بدؤوا عمل هم هيئوا لوصول السلطة إلى من؟ إلى عثمان, التفتوا جيداً, هذا تحليل من؟ تحليل إنسان يعيش مدرسة الصحابة فكر مدرسة الصحابة, يقول هم هيئوا لوصول السلطة إلى عثمان.
أكثر من ذلك ما يقول أنا أضيف إليه, التفتوا كيف؟ يقول لأنه تدبير قتل عمر بن الخطاب كان من الحزب الأموي, وأنه قضية فارسية وكذا هذه كلها, نعم أرادوا أن يموهوا فاستندوا إلى فارسي يقتل من؟ الآن هذه القراءة أين والقراءات الأخرى التي تقدم عندنا أين؟ التفتوا ماذا يقول.
يقول: [إذا عرفنا أن المغيرة بن شعبة كان أشد ما يكون إخلاصاً لهذا البيت الأموي وتعلقاً به ونفاقاً على غيره وعرفنا أن أبا لؤلؤة كان غلاماً لمغيرة بن شعبة وعرفنا أن هناك حزباً أموياً يعمل له المغيرة خرجت لدينا قضية مترتبة الحلقات متوالية الوقائع على نسق طبيعي واضح, الحزب الأموي كاد للنبي ولدعوته] إذن كانوا مشتغلين لا أنه القضية اليوم جاءت بالصدفة عثمان صار على السلطة وبالصدفة أفشوا مشروعاً لعلي بن أبي طالب وبالصدفة وصلت القضايا إلى معاوية وبالصدفة أيضاً حاكوا تلك المؤامرة حتى حدث من الموقف الحسني, وبالصدفة معاوية صار أمير المؤمنين, هذا المنطق في التاريخ يقبل أو لا يقبل؟ ما يمكن أن نقبل أن الأحداث بالصدفة بالصدفة, بالاتفاق بالاتفاق وبالخطأ المتكرر وصل معاوية وصار أمير المؤمنين وخليفة رسول الله’.
إذن ما الذي حدث وهذا الغائب لا أقل في دراساتنا في دراسات الآخرين موجودة, في دراساتنا النقدية والتحليلية لأنه كثيراً ما كتبوا عن الإمام الحسن كتبوا عن الإمام الحسين كتبوا عن صدر الإسلام ولكن كتبوا بشكل سردي يعني بشكل جمع الروايات والنصوص بعضها إلى بعض من غير تحليل من غير نقد من غير استنتاج لماذا؟ لأنه ليسوا في الأعم الأغلب ليسوا أهل تخصص, وإنما هؤلاء تصوروا إذا قرؤوا أربع كتب تاريخية صاروا علماء تاريخ ومؤرخين ومتخصصين في التاريخ. لا ليس الأمر كذلك.
يقول: [وعرفنا كيف أسلم زعيم الأموية أبو سفيان وعرفنا كيف لم يبقَ للأمويين أي مقام اعتباري في محيط الإسلام الذي كان ظهوره فوزاً وغلبةً للهاشميين فعملوا في ظل الدين] يعني تحت ستار الدين [على التمهيد لأنفسهم والاستئثار بالسلطة وقد وجدوا في ولاية زيد بن أبي سفيان وولاية معاوية من بعده على الشام خطوة أولى يستطيعون أن يثبتوا أو يثبتّوا أقدامهم من بعدهم] الآن هنا أنظروا التأثير تأثير الفكر مدرسة الخلفاء وفكر مدرسة الصحابة, ما يقول أن الذي ثبت معاوية على الشام من؟ ولا يقول لنا من الذي ثبت معاوية على الشام حتى حدث ما حدث, هذا الذي قام به من؟ (كلام أحد الحضور) إذن هو كان جزء من هذه المؤامرة لوصول وبعد ذلك سيتضح بأنه هذه مسألة الستة والشورى السداسية أساساً كانت مؤامرة واضحة المعالم لإيصال عثمان إلى السلطة وإقصاء علي, وعلي واطمأنوا بعد عثمان كانت القضية أيضاً واضحة, لأنهم قتلوا عثمان بعد ذلك سيتضح, حتى تصل القضية بشكل واضح لمن؟ إلى معاوية, ولكن الناس بايعة من؟ فهذا الاستثناء جاء في الوسط, ولذا تجدون في ثلاث أربع سنوات حاولوا بكل جهدهم أن يقصوا علي وأن يفشلوا مشروع الإمام علي الإصلاحي الذي وقع.
القضية واضحة جداً أن هؤلاء, الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ما كان ضمن الخطة أنه علي في الوسط يأتي ويصير ماذا؟ واقعاً فلتة بهذا المعنى لا فلتة بذاك المعنى الذي كانت خلافته فلتة.
ولذا, واضطروا أن يدخلوا, يكون في علمكم, واضطروا أن يدخلوا علياً في الخلفاء بسبب رواية وهي أنه من بعدي الخلافة تكون ثلاثون عاماً, وإلا إذا لم تكن هذه الرواية علي يدخلوه أو لم يدخلوه؟ لا لا, وهذه القضية أن الخلفاء أربعة هذا وضعهم لهم مقامهم المخصوص هذه جاءت متأخرة في زمن أحمد بن حنبل جاءت, وإلا قبل ذلك لا يوجد هكذا شيء, وإلى يومك هذا تجد أنه يعطون لأبي بكر وعمر وعثمان حساب ولعلي حساب آخر. أنا ما أريد أن أدخل في تفاصيل هذه المسائل لأنها واضحة توجد رؤية نظرية قراءة هم كانوا يخططون لها للوصول إلى ماذا؟ ووصلوا واقعاً.
يقول: [فعملوا في ظل ذلك حتى يستطيعوا ووجدوا فرصة سانحة للقيام بعمل خطير ففكروا باغتيال عمر بن الخطاب الخليفة الصالح] الآن في قناعته الخليفة الصالح ونحن في قناعتنا هي الشجرة الخبيثة التي أتت أكلها في عثمان والدولة الأموية, وإلا لو لم يخطط لها الأول والثاني لما انتهت إلى عثمان. الآن لماذا؟ باعتبار أنه حققوا ما يريدون, أن الفرصة التي كانوا يريدوها بعنوان خلفاء رسول الله وهؤلاء صالحين و.. إلى غير ذلك, وهم ثبتوا أقدامهم والإمام أمير المؤمنين في نهج البلاغة يبين هذه الحقيقة يقول: المنافقين كلهم دخلوا في مراكز السلطة بشكل واضح ودقيق, وهذه قضية أساسية هذه ظاهرة النفاق غريباً غريباً الإنسان لا يلتفت إليها, هؤلاء المنافقون الذي القرآن الكريم لعله في عشر القرآن الكريم خمسمائة إلى ستمائة آية وردت في القرآن في النفاق والمنافقين والمجتمع المدني كان مملوء من المنافقين هؤلاء أين ذهبوا بعد رسول الله’؟
عنده تحليل أنا ذكرته مراراً للأخوة, تحليل يوجد يقدمه بعض الأعلام يقول: يا أخوان هؤلاء المنافقين أين ذهبوا بعد رسول الله’, إما أن الخلافة بعد رسول الله كانت من الحكمة أوسع وأدق وأحكم من رسول الله استطاعت أن تجتذبهم وتجعلهم مؤمنين ورسول الله ما استطاع, طيب هذا الاحتمال لا أقل بعيد في نفسه, طيب هذا الاحتمال الأول.
الاحتمال الثاني: أن هؤلاء بمجرد أن مات رسول الله’ صارت عندهم صدمة فجأة كلهم صاروا مؤمنين, هذا الاحتمال أيضاً ساقط.
الاحتمال الثالث: أنه هؤلاء كانوا مبعدين من السلطة وبعد خلافة الخلفاء أخذوا مواقعهم في السلطة, إذن توجد معارضة أو لا توجد معارضة؟ لا توجد, هم أصحاب السلطة (كلام أحد الحضور) وهذا التحليل من علي بن أبي طالب يكون في علمكم, أنا وجدت والآن ما كان عندي وقت أن أخرج الكلمة, في نهج البلاغة الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول هؤلاء المنافقين دخلوا في مواقع السلطة. فعندما تأمن لهم مواقع السلطة فقط كان المانع من؟ الخليفة الثاني ماذا نفعل له؟ وبيد من؟ ليست بيد عربية بيد فارسية حتى إلى يومنا هذا وباشتباهات منّا نجيب وندافع عن أنفسنا.
يقول: [ومن ثم يظهر..] يقول: [وكذلك اغتالوه بيد فارسية وما كانوا يجدون أبداً من يقوم بعمل إجرامي] على رأيهه [من عمل إجرامي من هذا النوع موجهاً إلى شخص الخليفة عمر, سوى هذا الفارسي, ومن ثم يظهر أن اغتيال عمر لم يكن بفكرة فارسية أبدا, وإنما هو أقرب الظنون من حيث كانت الفتوح كذا..] إلى أن يقول: [بأنه لا يتسع لها الموضوع.. وليست.. وما أود إثباته أن قتل عمر لم يكن وليد فكرة فارسية وإنما كان وليد فكرة موضعية خالصة وأموية بحتة, هذا رأيي وعسى أن أجد في منثور الروايات والأخبار ما يثبت هذا الواقع] يقول هذا تحليلي التاريخي الآن شواهد تاريخية قد الآن ما عندي ولكن الإنسان بالتتبع قد يجد شواهد متعددة لهذه القضية.
هذه الأحزاب يعتقد جملة من المؤرخين الذين قرؤوا تلك المرحلة أن هذه الأحزاب الأربعة أو الخمسة إنما اختار عمر تلك الشورى السداسية بالنظر إلى هذه الأحزاب التي كانت حاكمة في المجتمع المدني, يعني هو كان يعلم بأنه علي هو على رأس مجموعة, والطلحة والزبير على رأس مجموعة وعثمان على رأس مجموعة, هذه المحاصصة للرؤساء والأحزاب والتكتلات أنتم اذهبوا إلى مجلس النواب في العراق وانظروا إليهم الآن نفس القضية, هؤلاء مجموعة على رأسهم كذا, وهؤلاء أيضاً .. يجلسون يتفقون يأتون إلى مجلس النواب الباقي مغمضين ماذا يفعلون؟ (كلام أحد الحضور) أحسنتم, وأنتم تجدون الحالة أمامكم, الآن الحالة في العراق أمامكم. نفس القضية يظهر أنه هو كان كاملاً دارس ماذا يفعل, وإلا لماذا هؤلاء الستة دون غيرهم؟ وقد نظمت هذه الشورى وهؤلاء الستة تنظيماً بشكل طبيعي لا توصل إلا لاختيار عثمان, وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين أنه هذا مال إلى صهره وذاك إلى كذا وذاك عنده مشكلة وفي النتيجة بقي علي – بتعبيرنا:… لا يوجد أحد معه- (كلام أحد الحضور) بلي, هو واحد من الستة, لا وأعطى الحكمية لمن؟ لعبد الرحمن بن عوف, وعبد الرحمن بن عوف واضح هواه أين؟
ولذا أمير المؤمنين يشير وهذا الرجل يشير ووجدت عجيب أنه أول من التفت إلى هذه القضية ابن أبي الحديد يقول هذه الشورى المشؤومة التي وضعها من؟ عجيبة هذه القضية واقعاً ابن أبي الحديد مع أنه تعلمون مزاجه ومعتزلي محض خلافاً لما يشاع عنه, عرفت كيف بل أقرب إلى كذا, يقول, طبعاً أولاً يمدح الخليفة الثاني يقول: أولاً: أنه رؤوس القوم من المهاجرين والأنصار لم يدعهم يخرجون من المدينة لأنه كان يعلم أن هؤلاء أصحاب مؤامرات, جداً لطيب, يقول لأنه إذا كان يدعهم يخرجون فكانوا يجعلوا عليه مؤامرات, ولكنه أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) أعطاهم مجال وخلقوا له مؤامرة الآن بتعبيرنا سمي ما تشاء, يقول: [ولقد كان عمر موفقاً حيث منع قريشاً والمهاجرين وذي والسوابق من الخروج من المدينة ونهاهم عن مخالطة الناس ونهى الناس عن مخالطتهم ورأى أن ذلك أس الفساد في الأرض, وأن الفتوح والغنائم قد أبطرت المسلمين ومتى بعد الرؤوس والكبراء منهم عن دار الهجرة وانفردوا بأنفسهم وخالطهم الناس في البلاد البعيدة لم يأمن أن يحسنوا لهم الوثوب وطلب الإمرة ومفارقة الجماعة, وحل نظام الألفة ولكنه] التفت [ولكنه رضي الله عنه] من؟ الخليفة الثاني [ولكنه رضي الله عنه نقض هذا الرأي السديد بما فعله بعد طعن أبي لؤلؤة من أمر الشورى فإن ذلك كان سبب كل فتنة وقعت بعد ذلك] هذه الشورى, الآن لماذا صارت سبب؟ يقول: لأنه هؤلاء كل واحد قال بيني وبين الله إذن أنا المؤهل ماذا؟ يعني رشحه للخلاقة, طيب إذا كان رشحه وحزب عنده, إذن يسعى لأي شيء؟ يسعى للخلافة فإما علي يقسمها معنا وإما ماذا نفعل؟ نحاربه كما فعلوا.
يقول: [فإن ذلك كان سبب كل فتنة وقعت وتقع إلى أن تنقضي الدنيا] عجيب هذا النص, التفتوا هذا نص من؟ ابن أبي الحديد المعتزلي الذي يعتقد بأنه خلافة الأول والثاني والثالث خلافة صحيحة.
(كلام أحد الحضور) الآن أقول: (ج11, ص11) تتمة الكلام تأتي.
والحمد لله رب العالمين.