بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
من أهم مقومات النظرية التي قبلها المشهور وأسس لها أستاذنا الشهيد الصدر+ أن الواقع في كل مفردةٍ مرتبطة بالنص الديني, أعم من أن يكون ذلك النص مرتبطاً بأمر عقدي أو مرتبطاً بأمرٍ عملي وفقهي أن الواقع واحدٌ لا يتعدد على نحو التواطي, يعني إذا قبلنا أنّ القضية ألف هي أمرٌ واقعي فهي للجميع ولكل الأزمان ولكل الأفراد على مختلف طبقاتهم ودرجاتهم, أنا إنما أقدم هذا البحث حتى يتضح لذهن الإخوة أنه لماذا نريد أن نقف عند هذه المفردة, هي هذه هي التي تمثل مفتاح نظرية تأثير الزمان والمكان. يعني عندما أضع يدي من باب المثال الأمثلة كثيراً تقرب المطالب إلى الذهن, عندما أضع يدي على الشطرنج في لوح الواقع في اللوح المحفوظ في الواقع ونفس الأمر له حكمٌ واحدٌ في ذلك الزمان أو في هذا الزمان, لخاتم الأنبياء أو للإنسان المتعارف, وهذا معنى أنه واحدٌ متواطي, لكل الأزمان ولكل الأفراد ولجميع الدرجات والطبقات, هذا مثاله, وهكذا عشرات الأمثلة. عندما تضع يدك افترضوا على الخُمس في المؤونة في النتيجة في لوح الله وفي علم الله الواقعي وفي اللوح المحفوظ هذا الذي نعبّر عنه بالواقع الحكم الواقعي, هذا الحكم الواقعي لفائض المؤونة هو ماذا؟ هو إخراج خمسه سواء كان في الصدر الأول من الإسلام او في هذا الزمان ولإنسان يملك مال أو لا يملك, المهم, الجميع سواء كان نبياً أو كان إنساناً متعارفاً, هذا هو أساس نظرية أنّ الواقع واحدٌ ماذا.
ومن هنا تجدون أن السيد الشهيد+ قال أن النص كاشف عن ماذا؟ عن هذا الواقع إذن لا يمكن أن يكون لهذا النص أكثر من ظهورٍ موضوعي واحد, مستحيل أن يتعدد ظهوره الموضوعي لماذا؟ لأن الظهور الموضوعي لأن إذا كان الواقع واحداً لجميع الأفراد لجميع الأزمنة لجميع الدرجات بمختلف الشروط والظروف والزمان والمكان طيب بطبيعة الحال ليس لهذا النص الكاشف عن هذا الواقع إذا ظهور موضوعي واحد إما نصيب ذلك الظهور الموضوعي وإما نخطئ ذلك الظهور الموضوعي؟ أتصور القضية على المبنى واضحة وهذا هو مسلك ومنهج ما هو قائم في حوزاتنا العلمية, طبعاً الأعلام سروا هذه المسألة إلى القضايا العقدية, قالوا في المفردات العقدية أيضاً كذلك, هذا النص الذي بأيدينا الذي يتكلم عن التوحيد يتكلم عن الإمامة يتكلم عن العصمة يتكلم عن علم الإمام يتكلم عن المعاد يتكلم عن حقيقة المعاد يتكلم يتكلم, هذا النص إنما يكشف حقيقة ماذا؟ المعاد, المعاد جسماني أو ليس بجسماني؟ يقول: والعرف ببابك, انظر ماذا يفهم الناس من آيات المعاد وروايات المعاد هذا المعاد الجسماني, إذن للجميع عندما يريد أن يعتقد سواء كان أمير المؤمنين خاتم الأنبياء أولياء أو كانوا أناس عاديين اعتقادهم لابد أن يكون هذا الاعتقاد لا أنه واحد يعتقد بالمعاد حقيقة وحقيقة المعاد يفسرها بشكل والآخر يقول نعم لعموم الناس بشكل آخر لماذا؟ لأنه في النتيجة هذا الواقع الأيماني في الواقع ونفس الأمر هو واحد أم متعدد؟ واحد متواطي أم مشكك؟ متواطي, إذن لا معنى لأن نفرض بأنّه الناس في هذه المفردة الإيمانية العقائدية يختلفون الآن إما في الزمان إما في الدرجة إما في الطبقة أو غير ذلك, ما أدري واضح الآن مدعى المشهور ماذا يقول.
أنا كل همي من خلال الأمثلة التي ضربتها بالأمس ولعله الآن أضيف إليها بعض الأمثلة أريد أن أبين بان هذا الواقع واحدٌ أم هذا الواقع متعدد؟ أريد أن أثبت أن هذا الواقع متعدد ولكن ليس متعددٌ في زمان واحد, لا لا, قد يكون متعدد باختلاف الأزمنة, قد يكون متعدد باختلاف درجات وطبقات الناس وإن كانوا في زمان واحد, فإذا استطعنا أن نثبت تعدد الواقع ولكن ليس اعتباطاً تعدد الواقع بلحاظ اختلاف الزمان, بلحاظ اختلاف درجات وطبقات الناس إذن الظهور الموضوعي الكاشف عن الواقع يكون واحداً أم متعدداً؟ لا إشكال ولا شبهة أن هذا الظهور الموضوعي الكاشف عنه ماذا يكون؟ متعدد, هذا النص الذي بأيدينا قبل ألف سنة تعطيه لفقهاء لعلماء متكلمين يفهمونه بنحو وإذا جاء هذا النص في زماننا يفهمونه بناء على الرأي الأول يقول أحدهما هو المطابق للواقع والآخر غير مطابق وإن كان حجة ولكن مطابق أو غير مطابق؟ غير مطابق للواقع, أما إذا قبلنا أنه بتعدد الزمان الواقع أيضاً بشرطها وشروطها أيضاً يتعدد, طيب إذا تعدد أولئك بحسب زمانهم لهم ظهور موضوعي ونحن بحسب زماننا لنا ظهور موضوعي آخر أيهما حجة؟ الجواب: ذاك حجةٌ لهم ولو كنا في زمانهم هذا حجة علينا هذا الذي في زماننا ولو كانوا في زماننا كان حجة عليهم أو لا؟ ليس بحجة.
حتى أقرب إلى ذهنك المطلب, شخص يأتي ويعيش في السبعمائة الأولى في الخمسمائة سنة الأولى, واتفقت وأجمعت كلمة الفقهاء على نجاسة أهل الكتاب هو بينك وبين الله وظيفته العملية ما هي؟ أن يعمل بالنجاسة, هذا الذي حجة عليه, ولكن الآن أطبقت افترضوا الكلمة على ماذا؟ على الطهارة هذا هو الحجة, إذا ذاك تنقله إلى زماننا فذاك ليس بحجة عليّ إذا أنا يأخذونني إلى ذاك الزمان فهذا حجة عليّ أو ليس بحجة عليّ؟ ليس بحجة عليّ, أنا كل همّي إخواني الأعزاء أريد أن أثبت على مستوى جميع المعارف الدينية, هذا الذي اعتقده بيني وبين ربي, على مستوى جميع المعارف الدينية لا على مستوى البحث موضوعات الحكم الشرعي, وإن كان نحن الآخر صار لنا خمسين درس نتكلم في تأثير الزمان والمكان في موضوعات الأحكام الشرعية, الآن القضية تبين أوسع الإدعاء الذي أدعيه أوسع من هذا بكثير, يعني أن الزمان والمكان لهما تأثيراً على مجمل المعرفة الدينية.
الآن تقول لي طيب على هذا الأساس فكل واحد يأتي من السوق ويقول أنا أقدم قراءة دينية, فحجة, وذاك أيضاً يقدم قراءة حجة, الجواب: كلا, لا ليس الأمر كذلك.
انظروا إخواني الأعزاء, إذا ثبتم مبدأ ما يمكن مع وجود بعض الموانع أنت مباشرة ترفع اليد عن المبدأ, افترضوا بأنه نحن من القائلين وهو مشهور فقهائنا إجماع فقهائنا, أنه جواز المتعة, أليس هكذا, الآن شخص يأتي ويقول في ظروفنا المعاصرة إذا أجزنا المتعة فأساساً لا يمكن التمييز بين ما يقال في الشريعة وبين ماذا؟ لأنه كل من يقول له يقول ماذا؟ أنا مستمتع, طيب هذا معناه أن نأتي من الرسائل العملية ومن الأحكام الشريعة نرفع جواز المتعة يعني؟ لا, لابد أن نأتي ونضع ضوابط وقوانين حتى هذه القضية الثابتة ماذا نفعل بها؟ نضبطها لا أنه بمجرد ابتلينا بأربع خمس موانع أو إشكاليات نرجع ونقول أصل القضية باطلة لا ليس الأمر كذلك. مثال عقلي والإخوة كلهم بحمد الله دارسين, افترضوا عقلياً جنابك ثبتم الترجيح بلا مرجح ماذا؟ محال, باطل يعني يمكن أن يقع ولكن لا يقع, محال, الترجيح بلا مرجح عقلاً محال ليس قبيح محال, الآن تقول لي الآن أنا أنقض عليك عشرة نقوض ضع قطعتين خبز أمامك متساوية الشكل والقرب والمسافة وأنت جائع في النتيجة إما هذه وإما هذه تأكل أحد القطعتين, طيب أين المرجح؟ أو إناءين من الماء, أين المرجح؟ أو خلفك أسدٌ يطاردك – هذه الأمثلة المعروفة- خلفك أسدٌ يطاردك وأمامك طريقان وأنت متساوي النسبة إليهما لا أنه أحدهما أطول والآخر أقصر, في النتيجة تذهب ماذا؟ أقول لك لماذا رجحت ألف على باء اليمين على اليسار؟ تقول لي ما أدري, هذا معناه لأنه ما علمت نرجع ونجعل قاعدة أن الترجيح بلا مرجح نقول ممكن؟ لا, نقول هنا توجد مرجحات ولكن أنا التفت إليها أو لم ألفت, لماذا؟ لأنه المبدأ مبدأ عقلي, إذا ثبت أمر قاعدة نقلية أو قاعدة عقلية أو أمر ثبت بالنص القطعي مع وجود أربع مشاكل هذا ليس معناه بأنه ترفع اليد عن ماذا؟ عن القاعدة, هذه التفتوا إليها, لأنه نحن بمجرد أن نقول تعدد القراءات طيب الحمد لله كل شخص يأتي, لا لا ليس بهذه الطريقة تتعامل معها حتى أنا أخاف وأقول لا ليست تعدد قراءات, لا ليست القضية بهذا النحو, الذي يقول بتعدد القراءة وأنّها كلها حجة وأنّه وأنّه أيضاً لابد أن يذكر ضوابط كما أنه علمائنا الآن في علم الأصول كما آمنوا بوحدة القراءة أو بتعدد القراءة؟ آمنوا بوحدة القراءة وضعوا ضوابط ليس كل واحد يستطيع أن يأتي إلى علم الفقه وإلى الوسائل ويقول بأنه الظهور الموضوعي من الرواية الكذائية كذا, ليس الأمر كذلك, هناك ضوابط قواعد أسس على أساسها نقول صحيح أو ليس بصحيح, ما أدري واضح الآن البحث, هذا مجل البحث, إجماله كما يقال, تفصيله إن شاء الله نحن بصدد تفصيله.
إذن مجل النظرية المتعارفة والمشهورة بين الأعلام من قدماء ومعاصرين, أنّ الواقعة في كل مفردةٍ مرتبطة بالبعد الديني واحدٌ متواطٍ هذا قيدوه, لأنه نحن في كثير منها نعتقد أن الواقع ماذا؟ واحدٌ ولكن نقول درجاته مختلفة, طبعاً بعض الأحيان نعتقد أن الواقع متعدد, وليس بالضرورة أن يكون واحد ومشكك لا, في بعض الأحيان نعتقد اندفع الإشكال, في بعض الأحيان أيضاً نعتقد بأنه الواقع ما هو؟ متعدد لأنه ليس في كل ما هو متعددٌ نستطيع تصوير التشكيك افترضوا إذا قلنا بأنه فلان عمل لفلان حرام ولفلان مباح طيب يمكن تصوير المشكوك بين المباح والحرام مثلاً؟ ما يمكن تصوير التشكيك, وهذا الذي بالأمس ذكرنا بأنه بعض الأمور >فرب مباح قد يكون واجباً على بعض, وقد يكون حراماً على بعض<. أمثلته العرفية واضحة الآن -إن صح التعبير- الأفندية لا يزعلون, أي أفندي يقف الآن بالشارع يأخذ (سندويجة) ويأكل ما يعترض أحدٌ عليه, أما بيني وبين الله لو ينظرون معمم حتى لو لم كذا وبيده الجكارة هكذا و(السندويجة) هكذا يأكلها الناس يقبلون منه أو يرون هذا من المحرمات؟ ما أدري الإخوة العراقيين يعرفون لعله من دخلوا أول مرة إلى إيران وجدوا أن المعمم يركبون دراجات ونساؤهم خلفهم أتصور يعني أصيبوا بالحيرة معقول يعني, بلي هذا متعارف هنا, أما عندكم في العراق من المحرمات هذا أصلاً, هذا أصلاً تسقط عدالته, هذه المروة التي يقولها فقهائنا في باب العدالة ماذا يقولون؟ هذه, التي مصادقها تختلف من زمان إلى زمان آخر, >فرب مباح يكون مكروه, فرب مكروه يكون حراماً< هذا باختلاف الأشخاص باختلاف الأزمنة باختلاف .. إلى غير ذلك.
إذن أرجع الآن هذا إجمال البحث إذا اتضح, الآن نحن بالأمس ما هو المثال الذي ضربناه للإخوة؟ ضربنا مثال القضية العقائدية, قلنا بأنه لا أقل نستطيع أن نصور طبقات متعددة في المسائل العقائدية, وحيث أنّ الفقه, هذه من المباني أصول موضوعة خذوها, وحيث أن الفقه تابع للبعد المعرفي كما نعتقد, إذن إذا تعددت الدرجة المعرفية للإنسان أحكامه الفقهية أيضاً ماذا؟ تختلف, وشواهدها في الروايات كثيرة لا أقل بالنسبة إلى النبي الأكرم وأئمة أهل البيت وعموم الناس, أنتم تجدون أن هناك مجموعة من الأحكام التي بالنسبة إلينا مباحة لا إشكال فيها ولكن بالنسبة إلى المعصوم, إما واجبة وإما محرمة.
ولذا نحن ذكرنا بالأمس قلنا بأن ما بُين في الشريعة يمثل الحد الأدنى من التكاليف, ويوجد فوقه درجات, يعني إذا فرضنا أن الواجبات مئة وهذا الذي هو خاتم الأنبياء أو خاتم الأوصياء هذه الواجبات المائة عنده وعنده إضافات عشر واجبات أخرى عشرين واجب آخر, إذا المحرمات بالنسبة لنا مائة هو لا أنه ما عنده محرمات لا لا, هو عنده محرمات مائة وأكثر, الآن من أين جاءت هذه الزيادة؟ جاءت من خلال ذلك البعد المعرفي وإلا إن لم يكن ذلك البعد المعرفي كان حكمه حكم هؤلاء الناس عموماً.
وهذه نظرية يذهب إليها بعض الأعلام بل جملة من الأعلام ولكن أنا الآن أنا ما أدري من الفقهاء من يذهب إليها أو لا؟ لا أعلم, هذه تابعوها لعله أيضاً جملة, بعض الإخوة نقلوا لي بالأمس أنه بعض الفقهاء المعاصرين أيضاً يذهب إلى ذلك جيد جداً واقعاً إذا عرفنا بأنه أيضاً, لأنه هذا ليس مكتوباً في مكان حتى الإنسان يراجعه ولكن إذا ثبت أن بعض الفقهاء أيضاً من المعاصرين يعتقدون بهذا واقعاً جيد, الإنسان يخرج من وحشة الوحدة إن صح التعبير, ولا أقل يحصل له شبه قرائن بأنه لا, هذه القضية الآخرين أيضاً عندما تعاملوا مع النص الديني أيضاً انتهوا إلى نفس هذه النتائج.
من هؤلاء الذين بُني تفسير الميزان عليه هو السيد الطباطبائي& وما لم تفهم أنت هذا الأصل في تفسير الميزان لا يمكنك الوقوف على مباني هذا التفسير.
هذا البحث بشكل منظم أشار إليه في رسالة الولاية له, هذه التي أنا مطبوعة عندي الآن تحت عنوان (الإنسان والعقيدة, للسيد الطباطبائي طبعتها مكتبة فدك, في ص217) هناك يوجد عنده بحث, يقول: >تتمة فيما يدل على ما مر من الكتاب والسنة< يقول: >الناس على ثلاث طبقات: الطبقة الأولى< هذه في كل زمان لا فقط الآن بعض يقل والبعض يكثر ولكن عموماً هذه الطبقات الثلاث متوفرة >الطبقة الأولى: طبقةٌ استطاعت أن تصل في أعلى درجات المعرفة الإلهية< التي هو يعبر عنهم >كطبقة الأنبياء والذين عبر عنهم القرآن أنهم من المقربين< >الطبقة الثانية< أنا ما أقرأ كل المطالب, >الطبقة الثانية< يقول: >أن هؤلاء وصلوا إلى مقام الإحسان هؤلاء عبدوا الله ولكن ما عبدوا الله وأنّه يروه وإنما عبدوا الله أن تعبد الله كأنك تراه< الآن لماذا نقول >كأنك<؟ باعتبار أنه درجة فوقها توجد أنك, >قال: أرأيت ربك قال ويلك كيف أعبد رباً لم أره< أمير المؤمنين يعبد الله كأنه يراه أو يعبد الله وأنه يراه؟ >ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان< تلك الرؤية الخاصة الرؤية القلبية التي أثبتتها النصوص القرآنية والروائية, أما أنا وأنت عندما نعبد الله, الله حاضر عندنا أو نجلس في حوزاتنا العملية وألف دليل نقيم أن الله موجود أو غير موجود, يعني غائب أم حاضر هو؟ وإلا بينك وبين الله تجلس أنت الآن وتقيم الدليل على أن الشمس موجودة لماذا؟ لأنه بالنسبة إليك الشمس ما هي؟ حاضرة محسوسة أما عندما تبحث عن الدليل لإثبات وجوده فإذن هو حاضر أم غائب؟ إقامة الدليل على شخصٍ هذا دليل على أنك تؤمن بغيبته أم بحضوره أي منهما؟ أنا لا أتصور بأنه يوجد عاقل يقول بأنه أنا مع أني اعتقده حاضر ولكن مع ذلك أقيم الدليل على ماذا؟
ولذا تجدون أن الإمام الحسين× في يوم عرفة ماذا يقول؟ قرأتم >متى غبت حتى تحتاج إلى دليل عميت عينٌ لا تراك عليها رقيبا< ومراراً أنا ذكرت قلت أن هذه >عميت عين لا تراك< هذا ليس بإنشاء هذا ليس بأن الإمام يدعو عليّ الإمام يقول أنت لا ترى لأنك ماذا؟ أعمى هذا إخبار وليس إنشاء, >عميت عينٌ< يعني الذي لا يراك أعمى, وأنا في الأعم الأغلب نحن ماذا؟ عميان ولكن معتقدين نحن نرى, متى نفهم أننا كنا عميان؟ >الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا< عجيب أين كانوا أين وصلوا؟ على أي الأحوال, دعونا في هذا البحث, هذه أيضاً الطبقة الثانية.
الطبقة الثالثة: الذين هم أنا وأنت الذي يعبر عنه >والطبقة الثالثة غير الطبقتين الأوليين من سائر الناس وعامتهم< لا يذهب إلى ذهنك أنه من سائر الناس وعامتهم بأنه نحن لسنا بعوام لا لا, يتكلم على مستوى بحث العبادة وبحث الغيبة والحضور الإلهي, قد يكون الإنسان من حيث الفقه والأصول والفيزياء والكيمياء عالماً ويعرف اصطلاحات كثيرة ولكن على مستوى التوحيد والمعرفة الإلهية والعبادة لعله عبادته أدنى من كثير من عبادات عموم ماذا؟ أنت قد تجد بعض الناس عندما يقف في صلاته خاشعاً والله لا يعرف علم و.. ما عنده ولكن خاشع خاضع, أما أنت ما عندك هذا أنا ما عندي هذا, ما أدري واضحة هذه القضية.
ثم يأتي إلى ص219, أنا المهم عندي هاتين القاعدتين التي أسسهما.
القاعدة الأولى: >إنا إذا تأملنا في حال هذه الطبقات الثلاث وجدناها تشترك في أمور ويختص بعضها عن البعض بأمور< مشتركة في أمور هذا الذي عبرنا عنه بالحد الأدنى من الشريعة هذه مشتركة من الجميع, لا أنه شيء حرام عليّ ولكن له مباح, لا لا لا يوجد أبداً ما يكون بالعكس يصير, يكون مباح عليّ وعليه ماذا يصير؟ يعني بعبارة أخرى: كلما ازدادت معرفته ازدادت مسؤولياته أو امتيازاته؟ نعم, أبداً هذه القاعدة أحفظوها, لا أنه شيء الله حرمه عليّ ولكن عندما تصل إلى رسول الله يقول له لك ماذا؟ لا لا ليس هكذا, (كلام أحد الحضور) أدري, تعدد الزوجات قلت لكم اتركوه في محله. فلهذا أنت لو تصبر هذه الجملة أنا كنت قد أعطيت جوابك, (كلام أحد الحضور) كنت أقول ولا تنقضوا علينا بتعدد الزوجات.
السيد الشهيد& عندما كان في وسط الكلام -ليس لكم الكلام وإنما أتكلم بشكل عام الله يعلم- عندما كان أحد في وسط البحث يتكلم يقول له لو كنت تصبر أنت إذا هذا السؤال الذي جاء في ذهنك لم يأتي في ذهني وأنا ما أجبته فلك الحق, في آخر المطاف قل انظر أنت لم تجبني, واقعاً جاء في ذهني ولكن الآن هذا ليس محل بحثه أبحثه في محله وهو أنه أساساً تعدد الزوجات أساساً هو امتياز أو مسؤولية؟ هذا بحث دعوه في محله, نحن نتصور أن تعدد الزوجات ماذا؟ ولهذا ترى هذه الهوسة الموجودة عندنا في تعدد الزوجات, إذا كنا قد ثقفنا الناس على أن تعدد الزوجة, أصلاً هو الزواج هو امتياز أو مسؤولية؟ لأن نحن أخذنا الزوجة امتياز, أخذنا الذي عنده مال ماذا يعني؟ امتياز, الذي يصير عضو مجلس النواب ماذا؟ هذه الملحمة الموجودة في العراق على ماذا؟ والله لو كانت مسؤوليات كانت هناك ملحمة أم الناس يشردون منها؟ لا, فيها جواز دبلوماسي ثمان سنوات … أخذناها بعنوان أنها امتيازات فلهذا, أما إذا من اليوم الأول ثقافتنا الدينية هذه ماذا؟ مسؤوليات, عند ذلك يقترب من الجواب, دعوه الآن.
يقول: >وتختص بأمور فما يمكن أن يوجد من أنحاء التوجه والانقطاع في الطبقة الثالثة -التي هي أدنى الطبقات- يوجد في الأوليين من غير عكسٍ, ومن هنا يتبين أن تربية الطبقات الثلاث مشتركة ومختصة, يعني تربيتهم الدينية, هناك أمور مشتركة بينهم جميعاً وهناك أمور مختصة لكل طبقة, ولهذا نجد الشريعة المقدسة تعين أحكاماً نظرية وعملية عامة فيما لا يمكن إهماله بالنسبة إلى طبقة من الطبقات من الواجبات والمحرمات, هذا متفق عليه< أما >ثم تؤسس بعد ذلك بحسب ما يناسب أهل كل طبقة من المستحب والمكروه والمباح< إلى أن يأتي إلى هذه النتيجة المهمة يقول: >فرب مباح أو مستحب أو مكروهٍ بالنسبة إليها< يعني الطبقات الدانية >هو واجب أو محرم بالنسبة إلى الطبقة الأولى< هذا الذي قلنا ليس معكوس لا يذهب ذهنك إلى العكس أنه أنا عندي واجبات, عندما تصل عنده باعتباره رئيس هو فماذا؟ عنده مجموعة من الامتيازات فهذه ماذا تصير له؟ مباحات, هذه المحرمات ماذا تصير له؟ مباحات يفعل ما يريد, (كلام أحد الحضور) دعوه بعد ذلك.
قال: >فرب مباح أو مستحب أو مكروهٍ بالنسبة إليها هو واجب أو محرم بالنسبة إلى الطبقة الأولى, فحسنات الأبرار سيئات المقربين, إلّا أن ذلك كذلك عندهم لا يتعداهم إلى غيرهم< لا أنه تقول إذا صارت حسنات الأبرار سيئات المقربين, إذن إذا تبين أن هذه حسنة ماذا؟ سيئة فأفعل أو لا أفعل لا لا, أنت كن في طبقة المقربين هذه لا توجد, وأنت إذا صرت في طبقة المقربين لا فقط أنه يزال عنك بعض التكاليف بل تضاف عليك تكاليف إضافية, إذن للمقربين واقعٌ وللأبرار -إن صح التعبير- واقعٌ ولعموم الناس ماذا؟ هذه أين تظهر آثارها؟ آثارها عجيبة تظهر في الأبعاد الفقهية والأخلاقية و.. غير ذلك, واحدة من آثارها في العبادة, هذا الذي صار في طبقة المقربين لابد عبادته ماذا تكون؟ يحق له أن يعبد الله عبادة الأجراء أو عبادة العبيد أو أن هذه العبادة لا تقبل منه؟ لا أبداً, لابد أن يعبد الله عبادة الأحرار, عبادة من يستحق العبادة أهلٌ للعبادة هذه العبادة المطلوبة منه.
لذا تجدون بأنه رسول الله’ عندما كانت تنزل عليه الآيات {طه, ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} لماذا هذا الشقاء في العبادة, لماذا هذا الأعمال الشاقة في العبادة لماذا؟ لأنه هو يعرف أن مسؤوليته أمام رب العزة ما هي؟ وبعد ذلك أين تظهر؟ تظهر في الذنوب, ذنوب عموم الناس ما هي ذنوبهم؟ هذه الذنوب المتعارفة يعني ماذا؟ يعني ما يكذب لا يسرق لا لا, ذنوبهم ماذا؟ لا يكذبون ولا يسرقون؟ بالإضافة لا أنه هذه ليست ذنوب لهم لا, هذه ذنوب ولكن هم خوفهم أن يرتكبوا هذه أو خوفهم أن يغفلوا عن الله سبحانه وتعالى أي منهما؟ ذاك ذنبهم لا هذا.
ولذا تجدون العلامة المجلسي ينقل عبارة جيدة وقيمة عن الإربلي, في (المجلد الحادي عشر من مرآة العقول في ص308) توجد عبارة هناك قيمة, أنا الإربلي ما كان عندي حتى استخرج العبارة من هناك, يقول: >وقال الإربلي في كشف الغُمة وغيره أنّ الأنبياء لما كانت قلوبهم مستغرقة بذكر الله ومتعلقة بجلال الله ومتوجهة إلى كمال الله وكانت أتم القلوب صفاءً وأكثرها ضياءً وأغرقها عرفاناً وأعرفها إذعاناً وأكملها إيقاناً كانوا إذا انحطوا عن تلك المرتبة العلية ونزلوا عن تلك الدرجة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب والتناكح والصحبة مع بني نوعه, وغير ذلك من المباحات أسرعت كدورةً ما إلى قلوبهم, فاستغفروا الله<, >وإنه ليران على قلبي< هذه الرواية واردة عن طريق المدرستين الفريقين, >وإني ليران على قلبي وإني لاستغفر في اليوم والليلة< ماذا؟ طيب إذا كان هكذا فكثير من عبادنا كثيراً ما أحسن من رسول الله, لأنه بيني وبين الله لا يستغفرون, لأنه ليله ونهار قد يقضيه في حرم الحسين أو في حرم الإمام الرضا^ فيذهب هو أو لا يذهب؟ أبداً, لا لا, الرسول يتكلم عن رين آخر لا هذا الرين الذنب المتعارف عندي وعندك, ولكن أنا وأنت باعتبار أنه مأنوس عندي هذا الذنب بمجرد أن سمعت {واستغفر لذنبك} تصورته ماذا؟ يعني هذه المعاصي المتعارفة في علم الكلام, الآن تقول لي سيدنا يعني ماذا هذه كل علمائنا ما فهموا؟ لا لا, واقعاً هو يقدم فهم للنصوص أنا أقدم فهماً آخر لا أريد أن أقول قراءة, فهم آخر للنصوص, وهذه قضية واسعة النطاق, الوقت يدركني..
ولذا الإخوة فقط أرشدها إليهما, يقول: >أسرعت كدورة إليها لكمال رقتها وفرط نورانيتها فإن الشيء كلما كان أرق وأنظر كان تأثرها بالكدورات أبين وأظهر فعدوا ذلك ذنبا< لا, لم يعدوا ذلك ذنبا لا نوافق عليه, فهو ذنبٌ حقيقة ولكن هو ذنب لمن؟ للمقربين لا ذنب للعموم, أنا وأنت أساساً الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله, ولهذا لو غفلت عن الله سبحانه وتعالى ذنب بالنسبة إليّ أو ليس بذنب؟ لا, أستطيع غير ذلك.
أبحاث مفصلة عندي في هذا المجال ولكنه أخشى أن الإخوة الأعزاء يقولون لي بأن البحث خرج عن وضعه الفقه ودخل إلى مقامٍ آخر.
فقط أقرأ لكم روايتين في هذا المجال في (أصول الكافي) لأنه بحث كثير كنت قد جلبته, حتى إن شاء الله تعالى من أول الأسبوع القادم ندخل في الأسئلة الخمسة وأنه بماذا نختلف في هذه الأمور الخمسة.
توجد روايتين قيمتين في (أصول الكافي) أنا أقرأها حتى يؤدي هذا المعنى, الجزء الثاني ص44 و45, الرواية >سمعت أبا عبد الله الصادق× يقول: لو علم الناس كيف خلق الله تبارك وتعالى هذا الخلق لم يلم أحدٌ أحدا, فقلت: أصلحك الله فكيف ذاك, فقال: إن الله تبارك وتعالى خلق أجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزءاً, ثم جعل الأجزاء أعشاراً فجعل الجزء عشرة أعشار ثم قسمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزءٍ وفي رجل عشري جزءٍ حتى بلغ به جزءً تاماً وفي آخر جزءً وعشر جزء وآخر جزء وعشري جزء وجزءً وثلاثة حتى بلغ به جزئين تامين ثم بحساب ذلك حتى بلغ بأرفعهم تسعة وأربعين جزءا فمن لم يجعل فيه إلا عُشر جزءٍ لم يقدر على أن يكون مثل صاحب العشر< هذا يستطيع أن يكلف بما هو صاحب العشرين أو العشر الواحد أو لا يمكن؟ لأنه يدخل فيما يطاق أو لا يطاق؟ لا أقل التكليف بما لا يطاق لا نقول محال, لا أقل اتفقت الكلمة عند الجميع أنه حسن أم قبيح؟ حتى الأشاعرة قائلين التكليف بما لا يطاق قبيح, الآن لا يقولون قبيح عقلي ولكن يقبلون قبيح شرعي, يقبلون أن هذا لا يمكن, ولكن لا يمكن أن يصدر من الشارع, >فمن لم يجعل فيه إلا عشر جزء لم يقدر على أن يكون مثل صاحب العشرين وكذلك صاحب العشرين إلى أن يتم كذا, ولو علم الناس أن الله عز وجل خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحدٌ أحدا< وهذا هو مضمون قوله تعالى في سورة الرعد {أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها} أنت الإناء الذي عشرة أجزاء محال أنه تضع فيه عشرين جزء ما يمكن هذا المعنى الباب مغلق, عند ذلك التكاليف لابد أن تكون ماذا؟ منسجمة مع ماذا؟ مع درجته المعرفية مع إناءه الوجودي مع قدرته على التحمل, ولذا قال بأنه: >فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك ومن كسر مؤمناً فعليه جبره< لماذا؟ لأن هذا المسكين يتحمل هذا أو ما يتحمل؟ فلهذا >لا تقولون لهم ما لا يحتملون كلموهم على قدر عقولهم< هذه القواعد كلها صدرت من الأئمة, ولكن نحن أعمارنا أين قضيناها؟ قضيناها إلا في باب الطهارة والنجاسة وفي >لا تنقض اليقين بالشك< مع أن هذه أيضاً أصول كافي, عمي, وجفين العباس هذه أيضاً أصول من الكافي, أنا ما أدري لماذا فقط فروع الكافي, ولا يهتم أحد ماذا؟ هذه أيضاً روايات أهل البيت أم هذه روايات موسى وعيسى ما أريد أن أقول كذا, هذه أيضاً روايات أهل البيت لماذا فقط التبرك برواية الطهارة والنجاسة والحيض والنفاس والإرث والصوم والحج, نعم, بيني وبين الله لابد أن نهتم ولابد أن ندرس الفقه ولابد ولابد, ولكن إخواني الأعزاء أنتم علمتمونا الحوزة العلمية علمتنا أن تلك أصول الدين وهذه ماذا؟ طيب بينك وبين الله شخص يقضي عمره في الفروع وينسى الأصول هذا منطقي؟؟
رواية ثانية أقرأ وأختم حديثي, الرواية >عن سدير قال: قال أبو جعفر أن المؤمنين على منازل منهم على واحدة ومنهم على اثنتين ومنهم على ثلاثة ومنهم على أربع ومنهم على خمس ومنهم على ست ومنهم على سبع فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحد ثنتين لم يقوَ< لأنه ما عنده قدرة >وعلى صاحب الثنتين ثلاث لم يقوَ, وعلى صاحب الثلاثة أربع لم يقوَ وعلى صاحب الخمس< وهكذا >وعلى هذه الدرجات< هذه هي القاعدة العامة, بينك وبين الله أنت عندما تذهب إلى الطبيب أول ما يسألك كم هو عمرك؟ لماذا؟ لأنه هذه المضادات التي يريد أن يعطيها لك لابد أن يرى بأنه تتحملها أنت أو لا تتحملها؟ يقول لك أنت ضارب فلان بالع من فلان نوع من الحب أو لم تبلع؟ لماذا؟ لأنه يخشى أنه أنت فلان حبابي عندك ماذا حساسية لم تتحملها؟ والله عندك سكر عندك كذا عندك كذا لماذا هذه الأسئلة مئة سؤال يسألك لماذا؟ لأنه إذا أعطاك شيء وأنت لا تتحمله بدل أن يصحيك ماذا يفعل بك؟ إما أن يموتك أو يمرضك, كونوا على ثقة في العقائد وفي المعارف في الفقه أيضاً كذلك في المعارف الفقهية أنت إذا أردت أن تأتي بشخص إلى الدين ويومياً اثنا عشر تقول له هذه مستحبات وهذه مكروهات, عايش كان في أوربا والآن يريد أن يسلم تقول له تعال أعطيك مستحبات لأربعة وعشرين ساعة, يقول هكذا دين أنا عندي شغل معه أو لا شغل عندي معه؟ ما عندي شغل ذاهب مستحبات ماذا؟ إذن لابد أن تعرف ماذا تقول؟ والشرع هذا بيانه يعني بني على أساس {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها}.
هذا تمام الكلام لهذه النقطة, وهي أننا لا نقبل أن الواقع واحدٌ لا يتبدل لا يتغير وإذا كان واحداً فليس بالضرورة واحدٌ متواطي بل يكون واحداً مشككاً وعند ذلك ينفتح لنا باب تأثير الزمان والمكان في تغير لا فقط موضوعات الأحكام بل حتى نفس الأحكام, وبحثه يأتي.
والحمد لله رب العالمين.