نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (59)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    انتهى بنا الحديث على أنّ الضابطة في كل قراءةٍ وفي كل ظهورٍ أعم من أن يكون ذاتياً أو موضوعياً وأعم من أن يكون مطابقاً للواقع أو غير مطابق للواقع, هو مداره وضابطه هو أن يكون ذات منهجٍ مستدلٍ عليه, فإذا كان الطريق والنهج المتبّع للكشف عن حقيقة من الحقائق كان ذلك النهج يمكن الاستدلال عليه يمكن إقامة الدليل عليه, فما ينتج من نتيجة فهو حجة أعم من أن يكون ذلك الظهور يعتبره الآخرون موضوعياً أو يعتبرونه ذاتياً, أعم من أن يكون ذاك الذي انتهينا إليه مطابقاً للواقع أو غير مطابقٍ للواقع.

    وعلى هذا الأساس فكل قراءةٍ اشتملت على هذا الضابط فهي حجة, ومن هنا يمكن أن نتصور لنصٍ واحد أن تكون هناك مجموعة من القراءات الحجة لذلك المضمون ولذلك النص, هذا نص بأيدينا المنهج العقلي يقرأه بقراءة والمنهج النقلي يقرأه بقراءة والمنهج العرفاني يقرأه بقراءة ثالثة والمنهج الأخباري يقرأه بقراءة رابعة والمنهج الفقهي -عبروا ما شئتم- فليكن عندنا خمس مناهج إذن يمكن أن تنتج لنا خمس قراءات.

    طبعاً ليس بالضرورة عندما تتعدد المناهج تختلف القراءات لا ليس الأمر كذلك, لعله تتعدد المناهج ولكن مع ذلك النتيجة واحدة, لم يقل أحدٌ بالضرورة إذا تعدد المنهج لابد أن تكون القراءة أيضاً مختلفة ومتعددة لا لا, هذا تعدد الطريق تعدد الدليل ولكنّ النتيجة واحدة.

    وليس بالضرورة أيضاً -التفتوا إلى هذه النكتة- وليس بالضرورة أيضاً إذا اتحد المنهج أن تكون القراءة واحدة, لا, يمكن أن يكون المنهج واحد, ولكن هذا هو الاجتهاد وهو أنّ المنهج منهجٌ عقلي والمنهج منهجٌ فلسفي ولكن هذا يقرأه ينتهي إلى قراءة وذاك ينتهي إلى قراءة أخرى, هذا ينتهي إلى أصالة الوجود ذاك ينتهي إلى أصالة الماهيّة, وكلاهما حكيم وكلاهما منهجه فلسفي, تقول كيف يعقل ذلك؟ الجواب: يعقل لا محذور فيه. كيف يُعقل أن يكون المنهج واحداً والنتائج متعددة؟ الجواب واضح: أن هذا هو الاجتهاد هذا هو أمامكم نحن عندما نأتي إلى الأصوليين واقعاً في استدلالاتهم الفقهية منهجهم في الأصول واحد أو متعدد؟ منهجهم واحد, (كلام أحد الحضور) رجاءً لا تتكون هكذا, منهجهم واحد, يعني هذا عالم أصولي هذا عالم أصولي, هذا المحقق الأصفهاني, هذا السيد الخوئي, هذا صاحب الكفاية, عندما تنظر تنظر إلى أنّ منهجهم الأصولي واحد, ولكن عندما يأتي إلى تطبيق المنهج الأصولي هذه تتعدد الاجتهادات فتعطي نتائج مختلفة لا محذور في ذلك. نعم, هنا يقيناً أحدهم طبّق المنهج بشكل دقيق والآخر لا, كان عنده اشتباهات في التطبيق وإلا الآن أنتم أرجعوا إلى كثير بل أكثر علماء الأصوليين تجد أن هناك مجموعة من القواعد الأصولية متفقين عليها, الكل يرى أن خبر الثقة حجة, ولكن عندما يأتي إلى التطبيق هذا يقول بأن هذا صغرى من صغريات الحجية, وذاك ماذا يقول؟ يقول: ليس صغرى من صغريات الحجية.

    إذن لا وحدة المنهج بالضرورة تعطي وحدة النتائج, هذا واحد, ولا تعدد المنهج يعطي بالضرورة تعدد القراءة, لا أبداً ليس الأمر كذلك, قد تتعدد المناهج والقراءة واحدة, وقد يتحد المنهج والقراءات متعددة ولا محذور في ذلك, هذه النكتة ما أدري لابد أن تكون, لماذا هذا الكلام كله لماذا؟ لأنه إخواني الأعزاء لأنّنا نحن لم ندر في الحجية مدار إصابة الواقع وعدم إصابة الواقع, لو كنّا ندور ذاك المدار بطبيعة الحال إذا صار المنهج واحد لابد أن تكون القراءة واحدة لأنها هي المطابقة للواقع لا يوجد غير هذا, ولكنّه نحن لا يمكن لنا أن ندعي أنّنا أنا المصيب. نعم, أنا معتقد أنا المصيب واعتقادك محترم والرأي الآخر محترم ولكنّه اعتقادك أنه هو الواقع شيء وأنه هو الواقع شيء آخر, لابد أن نميز بين هذين الأمرين.

    إذن في عقيدتي إخواني الأعزاء أساساً تحصيل أي حقيقة الكشف إلى أي حقيقة الوصول إلى الكشف عن أي حقيقة أعم من أن تكون تكوينية تكون شرعية تكون اعتبارية تكون طبيعية أياً عبروا عنها, الأصل فيها أن يكون لصاحب للباحث منهج يعتمده حتى يصل إليه.

    طيب توجد شواهد روائية تؤيد هذا الكلام؟ نعم, أنا في عقيدتي هناك شواهد روائية كثيرة تبين هذا المعنى بحسب أيضاً هنا -تطبيق القراءة وبحسب فهمي لهذه النصوص- نحن عندما نأتي إلى النصوص نجد أنّ هناك تركيزاً على هذه القضية وهي أنه >من فسّر القرآن< أو >من قال في القرآن بغير علمٍ فليتبوأ مقعده من النار< >من فسّر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من القرآن<.

    طيب النصوص التي قالت من >فسّر القرآن برأيه< طبيعي كل مجتهد يفسّر القرآن بآراء الآخرين إذن أو يفسّر القرآن برأيه؟ كل باحث ومجتهد عندما تسأله هذا التفسير على أي أساس فسرته الآخرين هكذا يقولون أو هذا رأيك؟ يقول: لا, هذا رأي, إذن لماذا >يتبوأ مقعده من النار<؟

    إذن يوجد شيء في هذا الرأي الذي يجعله مذموم وإلا ليس كل اجتهاد وليس كل رأي وليس كل قراءة وليس كل نظريةٍ مذمومة >فليتبوأ مقعده<, هذا لا يمكن وإلا لانسد باب.

    دعني أقول لك مقدمة: القضية ليست مرتبطة بالقرآن ليس من فسّر القرآن, طيب من فسّر السنة برأيه ماذا يكون؟ يعني هذا فليتبوأ مقعده من الجنة؟ لا لا أبداً, طيب الكلام الكلام, رسول الله’ عندما يقول – هذا الحديث واردٌ من الفريقين يكون في علمكم- عندما يقول مراده خصوص القرآن وإلا من فسّر سنته من قال بالسنة بغير علمٍ فليتبوأ مقعده من النار, طيب إذا كان الأمر هكذا ففوضى علمية ما بعدها فوضى, إذن قوله >من فسّر القرآن< يعني النص الديني ولكنّه باعتبار أن القرآن هو الأصل في النص الديني هو المحور في النص الديني فذكر أبرز المصاديق وإلا القضية ليست مرتبطة بالنص القرآني فقط, يعني النص النبوي أو النص الولوي أنت فسّره كما تشاء بلا ضابطة كل من يأتي من الشارع فليفسر كما يريد هكذا؟ لا يوجد عاقل يتفوه بمثل هذا الكلام.

    هذان عنوانان عنوان من فسّر القرآن أو من قال في القرآن بغير علمٍ ومن فسر القرآن برأيه كلاهما هكذا, النصوص الواردة في ذلك كثيرة ولكنه أنا من باب الإثارة أذكر نص من مدرسة أهل البيت ونص من مدرسة الصحابة.

    في (مسند أحمد, ج3, ص496) النص هذا >عن بن عباس قال: قال رسول الله: من قال في القرآن بغير علمٍ فليتبوأ مقعده من النار< انظروا هذه الدراسات الحديثة التي – مع الأسف الشديد- إلى الآن غير موجودة في مؤسساتنا مع كثيرة المؤسسات الموجودة في حوزاتنا العلمية, أنظروا هذا الكتاب (مسند أحمد) هذا أيضاً لعله في مكتبات جملة من الإخوة موجود في ست مجلدات صحيح أو لا, يعني واحد إلى ستة موجود مسند أحمد في مكتباتهم, الآن مطبوع محققاً في ثلاثة وخمسين مجلد, الآن تقول لي: طيب ست مجلدات بينك وبين الله كيف ينطبع ويصير ثلاثة وخمسين مجلد؟ الآن أقرأ لك نموذج. في ذيل الحديث -يعني في الحاشية هذه لجنة من المحققين سبعة ثمانية عشرة- يقول: [إسناده ضعيف] هذا الحديث [لضعف عبد الأعلى الثعلبي ومع ذلك فقد حسنّه الترمذي وصحّحه ابن القطان كما في النكت والظُرف وأخرجه الترمذي] طبعاً كله بالمصادر وليس فقط هكذا عموميات ليس أنه قد قال وقد يقول وقد يتوهم لا لا, كله في الحديث كذا في المصدر كذا [وأخرجه الترمذي في الحديث 2950, والنسائي في الكبرى في الحديث 8085, والطبري في الجزء الأول 34, والطبراني في 12392 حديث, والبغوي -شرح سنة البغوي- 118, من طرق عن سفيان الثوري بهذا الإسناد وأخرجه أبو داود في سننه برواية ابن العبد كما في التحفة ج4 فلان, عن مسدد عن أبي عوانه, والطبري من طريق شريك كلاهما عن عبد الأعلى الثعلبي وأخرجه الطبري من فلان] آخر المطاف يقول: [وأخرجه فلان وصحّحه فلان وصحّحه صححه] فيعطيك تقرير كامل أنت إذا أردت أن تشتغل عليه الآن بحسب هذه المعارف تحتاج واقعاً كم يوم أو كم ساعة تشتغل عليه, هذا في كل حديث يعطيك كاملاً أنه أنت أين تراجع الحديث من صحّحه من علماء الحديث, من ضعف الحديث من .. إلى غير ذلك, هذا مورد.

    الآن عند ذلك نحن ماذا عندنا في المقابل, (وسائل الشيعة, ج27, ص190) قال: >ومن فسّر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب, ومن أفتى الناس بغير علم< الحديث 33568, طبعة دار مؤسسة آل البيت في الحاشية يقول: [الخصال, كمال الدين وإتمام النعمة, ج1, ص256] والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الآن أنت الباحث المسكين لابد ماذا تفعل؟ ترى هذا السند أولاً: كم طريق فيه, من صحح من ضعف عند ذلك عموماً عندنا خُلق لهذا العمل أو لا؟ عادةً أنتم انظروا, نعم في الموارد الفقهية نحن ماذا نفعل؟ باعتبار أنه مترتب عليها حكم شرعي ماذا نفعل؟ أمّا في القضايا التاريخية في القضايا الأخلاقية في القضايا الاجتماعية في القضايا السياسية في القضايا العقائدية كل هذه عندك شيء, ولذا تجدون فوضى في خطابنا الديني وهو أنه لا تعلم أن هذه الرواية التي يقرأها هذه صحّحها أحد لم يصححها أحد, أصلاً مقبولة أو ليست مقبولة, الرواة وضّاع كذابين ثقات غير ثقات, وكل كتبنا الحديثية بهذه الطريقة, والآن تقريباً كل المسانيد والصحاح والكتب والمراجع الحديثية والتاريخية وأهم مصادرهم الآن كلها بتحقيق ماذا؟ والآن في الآونة الأخيرة بدأت كتبهم التفسيرية.

    تاريخ دمشق مطبوع دار إحياء التراث العربي 40 مجلد, لابد أنكم سمعتم به لابن عساكر, الآن طبعوه دار الفكر بثمانين مجلداً, لماذا؟ لأنه هذا فيه تخريج المصادر والأحاديث تخريج الحديث تصحيح جرح وتعديل الحديث.

    البداية والنهاية -موجود بأيديكم- مطبوع في14 جزء في 7 مجلدات -لابد أنكم شاهدتموها- الآن تعلمون مطبوع كيف؟ هذه الطبعات الحديثة أقولها مطبوع في 21 مجلد كبير 800 صفحة, وهكذا.. فياليت الآن الإخوة الذين يشتغلون في التحقيق عندهم خُلق يذهبون ويفتحون مؤسسات تعمل ماذا؟ حتى أنا عندما أنقل الرواية الآن هذه الرواية صحيحة أو ليست بصحيحة, >من فسّر القرآن برأيه< صحيحة أو ليست بصحيحة, اذهب واشتغل عليها وإذا تشتغل عليها أسبوع حتى تخرج رجالها. هذه رواية.

    الرواية الثانية: واردة في (ص204, ح33607) قال الطبرسي في مجمع البيان عن بن عباس عن رسول الله’< الآن الرواية هنا أيضاً عن بن عباس مسند أحمد عن بن عباس, الآن أنا ما ادري أن هذه الرواية عاميّة أو من مصادرنا, المهم ينقلها >عن بن عباس عن رسول الله’ قال: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار< نفس النص الذي قرأناه من مسند أحمد, الآن هل هي رواية عاميّة أو أنها رواية من طرق مدرسة أهل البيت ذاك بحث آخر لابد أن الإخوة يحققون, أنا فقط الآن أنقلها من هذا الكتاب.

    السؤال المطروح هنا: بأنه ما هو المراد لا أقل من قوله >بغير علمٍ< ماذا الرسول’ >من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ< ما هو المراد من العلم هنا؟ لا إشكال ولا شبهة ليس المراد من العلم هو المطابقة للواقع, لماذا؟ لما أشرنا إليه فيما سبق أصلاً عندنا طريق لكل واحدٍ من عنده يستطيع أن يقول هذا هو الواقع جزماً؟ نعم, يقول هذا هو اعتقادي في الواقع وإلا الواقع ليس بأيدينا, نعم إذا كان الواقع من المحسوسات, نستطيع أن نقول هذا هو الواقع انظروا كالشمس, الشمس طالعة ما الدليل على ذلك؟ يقول والله هذه الشمس قد خرجت إذا أنت لم تراها فماذا استطيع أن أفعل, فلان جالس الآن أمامي طيب هذه محسوسات, أما في القضايا غير المحسوسة في القضايا التي ليست بأيدينا فمعرفة المطابقة وعدم المطابقة بأيدينا أو ليست بأيدينا؟ نعم, الذي بأيدينا هو الدليل الذي أقمناه على الكشف على الحقيقة, وعندي شاهد على أن هذا العلم المراد به, ليس المطابقة للواقع, وإنما المراد به الدليل المنهج المعتمد. منه هذه الرواية الواردة أيضاً في (وسائل الشيعة, ص202, ج27) وهذه الرواية كل الأخوة يعرفونها وقرأتها مراراً وتكراراً, (ص22 من المجلد 27) الرواية >عن الإمام الصادق× قال: القضاة أربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة, رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار, ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار< إلى الآن هذا يعلم ولا يعلم ليست واضحة >ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم< إذن مطابقة للواقع موجودة أو غير موجودة؟ موجودة, ولكن هو يعلم أن دليله وطريقه مطابق ويعطي المطابقة أو لا يعلم؟ لا يعلم فهو أين؟ عجيب, طيب إذا كان المدار على المطابقة, الآن من باب حسن الحظ هذا رأيه طابق ماذا؟ فطوبى له, يقول له لا لا أبداً, قد يصيب ولكن هذه الإصابة إذا فتحنا الباب لها وهو أن يقول بغير علم وأن يقول بغير دليل وأن يقول بغير طريق وأن يقول بغير منهج, الآن من باب الاتفاق قد يصيب في خمسة ولكن قد يخطأ في عشرة وفي مائة, إذن ما هو الطريق؟ الطريق هو البرهان الطريق هو الدليل الطريق هو المنهج المستدل هذا هو الطريق, الآن أصاب الواقع؟ فطوبى له وحسن مآب, ما أصاب الواقع فهو معذور, >ورجل قضى بالحق وهو يعلم< فهو أين >فهو في الجنة<.

    إذن هنا عندما يقول الرسول’ >من قال في القرآن بغير علم< المراد من العلم ماذا المطابقة أو ليس هذا المعنى؟ لا يمكن أن يريد من العلم يعني >من قال في القرآن بغير علمٍ< يعني لم يكن مطابقاً للواقع, وإنما المراد >من قال في القرآن بغير علمٍ< يعني بغير دليل, الآن أعم من أن يكون هذا الدليل واقعاً اجتهادي أو استند إلى رأي اجتهادي, هو ليس مجتهد في القضية ولكنّه بيني وبين الله تقول له من أين جئت بهذا؟ يقول: والله ما أدري الشيخ الفلاني العلامة الفلاني الإمام الفلاني وأنا معتقد أن مجتهد قال وهو مسؤول عن كلامه, بلي هذا تقدير الممدوح عندنا ما فيه مشكلة, وهو أنه إذا أنت صاحب الحجة فبها ونعمت, لا صاحب الحجة لابد أن تستند إلى صاحب حجةٍ حتى تقول هذه القراءة كذا, وإلا لا أنت صاحب حجة ولا المستند إليه صاحب حجة فكلامك يكون عبث ولغو في لغو.

    ولذا تجدون بأنه نفس الروايات أيضاً فسرت هذا المعنى بشكل واضح وصريح في روايات أخرى التي هي من أوضح الروايات في هذا المجال وهي قوله كما في (الإتقان في علم القرآن, للسيوطي, ج2, ص445) >ومن تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ< لماذا إذا أصاب أخطأ, هذا الخطأ أين؟ الخطأ في الإصابة وعدم الإصابة؟ لا, هذا الخطأ أين؟ لأنه >قال بغير علم< قال بغير دليل قال بغير منهج فقد أخطأ, هذا خطأ وإلا ما يمكن أن يكون المراد أصاب فقد أخطأ يعني أخطأ الواقع هو يقول أصاب يلزم تناقض في الرواية, يقول: >فأصاب فقد أخطأ< أي خطأ هذا؟ خطأ الإصابة, هو يقول فأصاب, لا يمكن أنه أصاب وأخطأ في آنٍ واحد, إذن هذا أخطأ الطريق لماذا؟ لأن الطريق لا ينبغي أن يفسر القرآن بغير علم, ما ينبغي أن يفسر القرآن بغير منهج, بغير دليل بغير طريق لا يمكن هذا. هذه نصوص. وبودي أيضاً على نفس الطريقة في الحاشية يقول: [رواه الترمذي والنسائي في الكبرى والطبري في] طبعاً الطبعات الحديثة وإلا في الطبعات القديمة الذي عنده (الإتقان في علم القرآن) هذه الحواشي لا توجد أبداً, فقط هذا الكلام, وأنتم لا تعلموا واقعاً أن الرواية صحيحة أو ليست بصحيحة -هو نحن لم نلحق خُلق ما عندنا- نراجع رواياتنا نراها بأنها صحيحة أو ليست بصحيحة, -عندنا خُلق- نبحث علم. -ويكون في علمكم- واقعاً عدهم باب لا فقط باب, عندهم دائرة معرفية واسعة في الجرح والتعديل, والكتب التي كتبوها في ذلك ليست قليلة, يعني الكتب التي كتبوها في الضعفاء عشرات الكتب الأساسية كتبوا في الضعفاء, نحن كم كتاب عندنا في الضعفاء, واحد اثنين ثلاثة الآن اذهبوا وابحثوا, في الجرح والتعديل عشرات الكتب, في الثقات ابن شاهين كاتب ابن عقيلي كاتب, ابن حبان كاتب وكلها عشر مجلدات وخمسة عشرة مجلد وعشرين مجلد .. لماذا؟ تعرفون ما هو السبب؟ السبب لأنهم هم معتقدين أن الذين رووا الحديث من الصحابة والتابعين عن رسول الله يبلغون 42 ألف, لا واحد واثنين, ولهذا هذه يحتاج لها مجموعة (تاريخ الكبير للبخاري) هو هذا, وهو أنه أحصى فيه حدود 38 ألف راوي رووا الحديث عن من؟ عن الرسول’, ولهذا باب واسع, واقعاً نحن ما عندنا إلا مؤسسات تقوم بهذا العمل, ولكن هم بحثوا هذا الآن, على أي الأحوال.

    >من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ< [أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وقال من قال: من قال >من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده] أنا عندما راجعت الترمذي من هذه المصادر الموجودة في ص472 من الترمذي الحديث 2952 هذه العبارة واضحة هناك, >عن جندب ابن عبد الله قال: قال رسول الله من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ< [قال أبو عيسى] يعني من؟ الترمذي [هذا حديث غريب] عندهم اصطلاح في الغريب اصطلاح في الحديث الغريب هذا وهو أن المراد من الحديث الغريب يعني لم يروه عن رسول الله إلا راوٍ واحد, ليس غريب يعني تعبان مضمونه لا لا, مقصودهم من الغريب يعني ماذا؟ يعني راوٍ واحد [هذا حديث غريب وقد تكلم بعض أهل العلم في سهيل بن أبي حزم وهكذا روي وغيرهم أنهم شددوا في هذا في أن يفسر القرآن ..] إلى آخره. هذه أيضاً موجودة. طبعاً هنا هذه الرواية الألباني ضعفها ولكنّه في مكان آخر يوجد تصحيح لها وأنها حسنة.

    في (الوسائل, ج27, ص202) الذي نحن هناك اشتباهاً قلناها وهي >الرواية: عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق× قال: من فسّر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر< لماذا لم يؤجر؟ أليس الهدف هو الوصول إلى الحقيقة؟ لماذا نحن عندنا أصلاً عندنا نبحث في العلم, للكشف عن ماذا؟ للكشف عن الحقيقة, وهذا الإنسان من باب طرق الباب انتهى إلى ماذا؟ ومن باب نعاق الغراب انتهى إلى ماذا؟ الغاية الوصول إلى الحقيقة, طيب هذا وصل إلى الحقيقة فلماذا أنت؟ يقول لا لا أبداً لم يؤجر, لماذا؟ لأن هذا نهجه كان ماذا؟ النهج خاطئ, المنهج الدليل لم يوجد العلم ليس موجوداً, وعندما لم يكن موجوداً قد يصيب في واحدة واثنين وعشرة ولكن إذا جعلناه نهجاً هذا هذا قد يخطأ ماذا؟

    ولذا أنتم تتذكرون في حجية خبر الثقة قلنا بأن الإصابة إما كمية وإما كيفية, تقول طيب يخطأ ولكن إصابته أكثر, والعكس بالعكس تقول القياس قد يصيب ولكن خطئه أكثر, يقول: إذا كان الكلام بغير علم بغير منهج بغير دليل بغير طريق واضح قابل للإتباع هذا وإن أصاب يؤجر عليه أو لا يؤجر؟ هناك قال بأنه ماذا >فقد أخطأ< وهنا أيضاً يقول >فلا يؤجر عليه<.

    إذن إلى هنا ننتهي إلى هذه النتيجة وهي أنه ما هو المراد من تفسير النص بالرأي, أنه الروايات قالت ماذا؟ تفسير القرآن بالرأي أنا ماذا فعلت وسعت قلت النص أعم من أن يكون نصاً قرآنياً أو نصاً نبوياً أو نصاً ولوياً صادر من الإمام لا يفرق, تفسير النص يحتاج إلى علم, يحتاج إلى دليل, يحتاج إلى طريق لا أنه على الهوا, ما يمكن هذا, ولا ندور مدار الإصابة للواقع وعدم الإصابة للواقع, من فسّر النص الديني بغير علمٍ أو برأيه يعني بعبارة أخرى: يعني من فسّر النص بغير دليل, من فسّر النص بغير منهج, من فسّر النص بغير شيء يستطيع أن يحتج به لماذا تقول أن هذه الآية دالة على كذا, وتقراها بهذه القراءة وتقول ظهورها دالٌ على كذا, يقول لأنه الدليل هكذا وصلني إلى هذه النتيجة.

    هذا الكلام لعله يستفاد من جملة من كلمات السيد الطباطبائي, طبعاً في مسألة ما هو المراد من التفسير بالرأي يوجد لعله عشرة أو خمسة عشرة نظرية يكون في علم الأخوة أنا كلها أشرت إليها في كتاب (أصول التفسير) يعني للمتقدمين والمتأخرين ما هو مرادهم وفي الأعم الأغلب وجدت أنهم ينتهون إلى نفس النتائج ولكن بدل أن يؤسسوا للنظرية ذاهبين إلى المصاديق, يعني ما هي مصاديق غير العلم ما هي مصاديق الرأي, الآن سأقرأ لكم العبارات سيتضح.

    مثلاً: السيد الشهيد يقول: بأن المراد من الرأي يعني مدرسة الرأي التي كانت في زمن ماذا؟ في زمن الصادق في قبال مدرسة الحديث, طيب مدرسة الرأي ما هي مشكلتها؟ يقول هؤلاء كانوا يعتمدون الاستحسان والقياس والمصالح المرسلة يعني بعبارة أخرى: هذا المنهج كان مقبول أو غير مقبول؟ ولكن من غير أن يعمم ذهب إلى ماذا؟ وهذا إشكالي على كلام أستاذنا السيد الشهيد, القضية لم تختص بماذا؟ بالمنهج الذي كان, في أي منهج خاطئ إذن فيه خصوصية, أي منهج فيه خصوصية القياس يعني غير مستدلاً عليه صحيح أو باطل؟ باطل, لا يكون قياس لا يكون استحسان لا يكون مصالح مرسلة.

    نعم, عبارة السيد الطباطبائي& لعله واضحة في هذا المجال – لعله مقصوده هذا المعنى- هذا البحث إن شاء الله الأخوة يراجعونه أنا أشير إلى المصدر في (الميزان, ج3, ص76, بحسب النص, في ذيل الآية 7- 9 من آل عمران) عنده بحث مفصل هناك يقول: [فالتفسير بالرأي المنهي عنه أمرٌ راجع إلى طريق الكشف دون المكشوف] فقط عنده هذا السطر, يقول نحن عندما نأتي إلى النصوص التي نهت عن التفسير بالرأي هذا لم يرتبط بالمكشوف يعني ماذا المكشوف؟ يعني الواقع, لا علاقة له أنه يصيب أو لا يصيب أو يخطأ وإنما مرتبط بالكاشف, فإذا كان الكاشف مستدل -هذا تفسيري هذا- إذا كان الكاشف صحيح فتفسير بالرأي أو يخرج من التفسير المذموم؟ يخرج, أما إذا لم يكن الكاشف صحيحاً فيدخل أين في التفسير المذموم حتى لو طابق الواقع.

    عند ذلك وجدت في روايات العامّة لا روايتنا في مدرسة الصحابة في روايات مدرسة الصحابة أنا ما صار عندي وقت أراجعها الإخوة إذا عندهم وقت فليراجعوا, في (ص83 من التفسير) ينقل روايتين:

    الرواية الأولى: في (الدر المنثور) >أن رسول الله خرج على قومٍ يتراجعون في القرآن وهو مغضب فقال: بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضرب الكتاب بعضه ببعضٍ< هذه توجد مشكلة عويصة عند الأخباريين, يقولون أساساً تفسير القرآن بالقرآن هو ضرب القرآن ماذا؟ ولهذا يستدلون بهذه الرواية, وعند ذلك هذه الروايات واردة عندنا من المدرستين يعني من مدرسة أهل البيت ومدرسة الصحابة وإذا نهوا عن تفسير القرآن مطلقاً يغلقون الباب يقولون لماذا؟ لأنه أي تفسير يرجع إلى ماذا؟ ضرب القرآن بعضه ببعض وقد نهى, قال رسول الله >وإن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه ببعضاً ولكن نزّل ليصدق بعضه بعضاً< وهذا خير شاهد على أن ضرب القرآن بالقرآن ليس معناه تفسير القرآن بالقرآن لأن الرسول هو يميز بين ضرب القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالقرآن, >فما عرفتم ..< إلى آخره. هذه رواية.

    رواية أخرى: >إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعضٍ وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوه بعضه ببعضٍ<.

    هنا السيد الطباطبائي أيضاً عنده حاشية, جداً مهمة هذه حواشي أو تعليقاته في الروايات في البحث الروائي, كثير من مباني السيد الطباطبائي لم توجد في التفسير, أي موجودة؟ في بحثه الروائي في تعليقته على الروايات, البعض منّا مع الأسف الشديد عندما يأتي إلى البحث الروائي ماذا يفعل؟ يتجاوز يتصور أنه فقط السيد الطباطبائي ينقل روايات, لا لا, رأيه في جملة من الأحيان النهائي أين يقوله؟ في هذه قوله: أقول التي هي سطرين ثلاثة أسطر, أقول: [والروايات كما ترى يعد ضرب القرآن ببعضه ببعض مقابلاً لتصديق بعض القرآن بعضا] إذن يميز بين ماذا قولوا ماذا؟ بين منهجين بين نهجين: نهج ضرب القرآن بعضه ببعض, ونهج تصديق القرآن بعضه ببعضا, لابد أن نرى أنه ما هو مقصود رسول الله, في النتيجة رسول الله في هذه الأحاديث على فرض صدورها يميز بين نهجين وهو الخلط بين الآيات من حيث مقاماتها ومعانيها فالتكلم بالقرآن بالرأي واحد, والقول في القرآن بغير علم ثانياً, هو موضوع الروايات وضرب القرآن بغير قرآن هو من قبيل التفسير بالرأي, أما ما معنى يفسر؟ يقول أن تنظر أنه ما هو نهج القرآن كيف يفسر آياته؟ هو يعتقد أن القرآن كيف يفسر؟ يفسر بعضه بعضا ولا يحتاج إلى أحد.

    ومن هنا جاءت إشكالية على السيد الطباطبائي إذن ماذا تفعل بحديث الثقلين أنت؟ >ما إن تمسكتم< به أو بهما؟ >بهما< ماذا تفعل, هذا فيه بحث, ولذا هذا البحث نحن لا نوافق عليه يكون في علمكم, في أول تفسير اللباب انظروا هناك بشكل مفصل قلنا نحن لا نتفق بشكل الموجبة الكلية مع السيد الطباطبائي.

    إذن إخواني الأعزاء آخر حديثي لا أريد أن أطيل على الإخوة لأنه الوقت ينتهي, في (ج 4, للسيد الصدر) أيضاً هذه العبارة أنظروها في (ص287) هذه عبارته, يقول: [أن يراد بالرأي] يعني التفسير بالرأي المذموم في الروايات >من فسر الروايات برأيه< [المدرسة الفقهية المعاصرة لعصر الصادقين وهو الاتجاه الذي بُني على العمل بالتخمينات والظنون الناشئة منها كالقياس والاستحسان والاستصلاح] المصلحة المرسلة, يقول هذا عندما يقول لا تفسر القرآن برأيه أو من فسّر القرآن برأيه مراده ماذا؟ الاعتماد على هذه, هذه يعني لها خصوصية؟ لها موضوعية؟ لا لا, هذا يريد أن يقول أن هذا النهج منهج صحيح لتفسير القرآن أو غير صحيح لفهم الدين, القياس منهج صحيح أو ليس بصحيح؟ ولكن في اعتقادي أنه ينبغي أن يعمم القضية ليست مرتبطة بالقياس والاستحسان الآن قد يستندون إلى مناهج أخرى لا قياس ولا استحسان ولا مصالح مرسلة, ولكن عنده عبارة بالأخير بودي أيضاً تذهبون وتتأملون بها [وهذا الاحتمال قريب روحاً من الأول لأن إعمال الظنون] التي هي منشأ الاستحسان [يستبطن لا محالة جانباً ذاتياً] عجيب إذن السيد يفسر الظهور الذاتي بمعنى أنه المنهجي أو الغير منهجي؟ نعم, تبين أنه أنا وضعت هذا البحث حتى اليوم نصل إليه, وهو أن التقسيم إلى ذاتي وموضوعي ليس ظاهره هذا وإنما مقصوده ماذا؟ يعني إذا كان الظهور المقتنص قائم على أساس دليل ومنهج فهو موضوعي, إذا لم يكن قائماً على أساس دليل ومنهج مستدل فهو ماذا؟ فهو ذاتي. وهذه نفس النتيجة الذي نحن نريده وهو أنه لا فرق.

    ولذا نحن في المقدمة قلنا لا نفرق كثيراً بين أن يكون ذاتي أو يكون موضوعي, نحن نرى بأنه إن كان هذا الظهور مقتنص من دليل يمكن الاستدلال عليه, فهو موضوعي, وإن لم يكن مستنداً إلى منهج يمكن الاستدلال عليه فهو لا قيمة له ذاتي, عبر عنه ذاتي لا حجة عبر عنه ما شئتم, ما أدري صار واضح مبنانا في هذه القضية.

    إذن في جملة واحدة ألخص كلامي وهو: أنه أي واحد منّا إذا أراد أن يقدم قراءةً لأي نص ديني, نحن عملنا بالنص الديني واقعاً عملنا هذا لأنه نحن الآن نصبنا من أنفسنا آخرين نصبونا التاريخ نصبنا الظروف الاجتماعية نصبتنا ذاك بحث آخر, نحن نفسر الدين لمن؟ للناس, يعني الناس إذا أرادوا أن يفهموا الدين لمن يأتون, واقعاً لمن يذهبون, يذهبون إلى الأطباء يذهبون للأستاذة يذهبون للجامعيين؟ ولا فقط نحن أعطينا لأنفسنا هذا الحق وقلنا أن الآخرين لهم الحق أو ليس لهم الحق؟ ولذا لو يأتي أفندي من الجامعة يقدم قراءة ماذا نقول له؟ نقول له ليس من حقك أن تعطي رأيك, يقول طيب أنا قرأت هذا النص الديني وبآلياتي وأعطيك رأيي, نقول له لا لا إذا أردت أن تفسر هذا النص لابد أين تأتينا؟ بالحوزة هنا عندنا, صحيح أو لا.

    يعني بعبارة أخرى: المفسّر الانحصاري للنص الديني من؟ أنا وأنت الحوزة, فإذا أردت أن تقدم أنت تفسير أولاً: لابد أن تذهب إلى ماذا؟ الآن إما تدعي الاجتهاد فلابد أن تقدم منهجك. أو تقول لا أنا بيني وبين الله أنا لا أقول أرى ماذا يقول المفيد في هذه المسألة أأتي بها, أنظر الشيخ الصدوق ماذا يقول أأتي برأيه, أنظر العلامة المجلسي ماذا قال أأتي برأيه, أما أنا نعم, أنا كل الذي عندي قدرة أنه انتخب أفضل هذه الآراء الموجودة وأعرضها للناس وهذا أيضاً دور جيد, ما أريد أن أقول هذا هذا ليس بالضرورة ولكن لابد عنده منهج للانتقاء على أي أساس لا ينتقلي لي متناقضات ويعطيها للناس.

    ويكون في علمكم إخواني الأعزاء إذا أنتم أيضاً ما تكونون مع العصر في أدواتكم المنهجية لقراءة النص اطمأنوا الناس إذا وجدوا قراءات أفضل جذباً وأفضل للنص الديني ولو صدرت من كافر لا أنه صدرت من جامعي, يميلون إليها أو لا يميلون؟

    ولهذا تجد, هذه ما أريد أن أقولها ولكن أقولها, ولهذا أنت تجد بينك وبين الله الآن عابد الجابري في المغرب العربي يكتب وأنت في معرض طهران على ماذا تبحث؟ لماذا نحن ما استطعنا نكتب شيء عندما المفكر المصري أو المفكر الجزائري أو غيره عندما يدخل المكتبة يقيناً في زمان محمد باقر الصدر عندما كتب هذه الكتب مباشرة المفكرين والمثقفين أول ما يدخلون يطلبون أي كتاب؟ لماذا نحن الآن ما عندنا أين الإشكالية؟ لماذا الآن صرنا بصدد نقرأ تراثنا ولا يقرؤون تراثنا؟ يوجد خلل عندنا, وإلا نحن معتقدين أنه يوجد عندنا من تراث هذا قابل لأن نحاجج به العالم كله أو ليس بقابل؟ فيه قابلية على مختلف المستويات, الفكرية والعقائدية والثقافية والفقهية والقانونية, ولكن نستطيع أن نعرض لهم شيئاً أو ما نستطيع؟ إذن الإشكالية في النص أو الإشكالية في قراءتنا للنص؟ الإشكالية فينا, الذي نحن ما استطعنا أن نقدم قراءات قوية مستدلة ممنهجه, إذا أردتم أن لا تهجم عليكم اللوابس وإذا أردتم أن لا يتجاوزكم الزمان فعليكم أن تكونوا العارف بزمانه, وإلا إذا تجاوزك الزمان فأنت تصير ماذا؟ مرتبط بعصور أخرى.

    إن شاء الله غد ندخل في السؤال الثالث.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/05
    • مرات التنزيل : 1211

  • جديد المرئيات