نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (64)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    بعد أن أتضح في الأبحاث السابقة الفرق بين المنهج الذي نحاول أن نؤسس له في عملية الاجتهاد وفي كيفية قراءة وفهم النص الديني وما يعتقده الأعلام في مدرسة أهل البيت في كيفية فهم النص الديني, بعد أن اتضح الفرق بين هذين الاتجاهين وبين هذين المنهجين أحاول إن شاء الله تعالى في هذا اليوم أن أقف على بعض الآثار والنتائج الأساسية وبودي أن الأخوة إن شاء الله تعالى يتأملوا جيداً ويتدبروا فيما أقول لأن القضية مهمة وفيها أبعاد وفيها أبعاد عملية واضحة.

    أشرنا في الأبحاث السابقة بأنه هناك محذور يُشار إليه عادةً في الكلمات وهو أنهم يقولون بأنه: لو قلنا بالحكم الكذائي أو التزمنا بإطلاق النص الكذائي أو إذا عملنا مثلاً بباب القرعة مثلاً, مع أن النصوص الواردة في القرعة كثيرة جداً, لو عملنا بها للزم تأسيس فقهٍ جديد, هذا المحذور من المحاذير التي أتصور أن الأخوة أينما يذهبون في الفقه يجدون هذا المحذور يلازمهم, يعني لا يقولون أن هذا خلاف الإجماع لا يقولون أن هذا خلاف العمومات, لا يقولون أنّ هذا خلاف عمل المشهور, لا يعبرون هكذا وإنما يعبرون أن هذا يلزم منه تأسيس فقه جديد. ولعله والله العالم هذا الذي نحن الآن نقوله من تأثير الزمان والمكان في عملية فهم النص الديني لعل أول محذور تواجه هذه النظرية وهذا المنهج أنه يلزم من هذا تأسيس فقه جديد, وحيث أن الكبرى لأنه هذه صغرى, لو عملنا – قياس من الشكل الأول- لو عملنا بمقتضى هذه النظرية وهي تأثير الزمان والمكان في عملية الاجتهاد للزم تأسيس فقهٍ جديد, هذه صغرى القياس, وكبرى القياس وكل ما لزم منه تأسيس فقهٍ جديد فهو خطٌ أحمر, فهو باطل لا يمكن الالتزام به عبروا ما شئتم.

    هذه الكبرى مطوية مركوزة وكأنه مفروغ عن صحتها, ولذا أنتم لا تجدون أي مورد من الموارد لا فقهاً ولا أصولاً أنهم عرضوا لهذه الكبرى, وأنّها صحيحة أو ليست صحيحة, باطلة أو ليست باطلة ما الدليل عليها, هل هي بديهية ارتكازية عقلائية عقلية هذا لم يعرضوا له, لماذا؟ لفرض أنها من القواعد المفروغ عنها التي لا ينبغي فيها.

    طبعاً هذه الدعوى لا أنا أدعيها وإنما جملة من الأعلام يدعون هذا المعنى وكما يتذكر الإخوة في الأبحاث السابقة نحن قلنا بأنه في هذه الأبحاث نجعل محور أبحاثنا كلمات السيد الشهيد+ كما ورد في تقريري بحثه -يعني تقريرات السيد الحائري, وتقريرات السيد الهاشمي- التي هي تبين خلاصة نظر الأعلام السابقين وسأشير إليها, هذا المحذور أين ذكر.

    السيد الحائري في (ج2, من تقريرات البحث, ص94) يشير إلى ذلك, يقول: [إن هناك حالة ثابتة في نفس الفقيه] يقول هذه من الأمور الثوابت عند فقهاء مدرسة أهل البيت [تمنعه عن مخالفة ما كان في كلمات الأصحاب من المسلمات ويُعِد خلافه غريباً] واقعاً أنه لا يمكن هذه المسلمات هذه الأطر هذه القواعد يمكن مخالفتها أو لا يجوز؟ بأي ثمن – إن صح التعبير- هذه خطوط حمراء في العملية الاجتهادية, يعني يوجد مجال للاجتهاد فيها أو لا يوجد مجال فيها؟ لا, الباب مغلق. [ولذا ترى أنه كثيراً ما يذكر في الفقه بالنسبة لأمرٍ ما ككون نتيجة المعاطاة الإباحة] وهذا البحث قرأتموه في المكاسب أن المعاطاة تفيد الإباحة أو تفيد اللزوم أيٌ منهم؟ بحثٌ, يقول: [لو التزمنا أن المعاطاة تفيد الإباحة أو الأخذ بقاعدة لا ضرر في موردٍ] يقولون ماذا؟ [أنّه يلزم منه تأسيس فقه جديد ويُجعل هذا دليلاً على بطلان ذلك العام] يعني كما أشرنا إما قياس اقتراني أو قياس استثنائي, تقول لو التزمنا بكذا للزم تأسيس فقه جديد, والتالي باطل فالمقدم ماذا؟ فالمقدم, يمكن أن تقرره بقياس اقتراني أو بقياس استثنائي. هذا هو المحذور بشكل عام, بشكل عام هذا هو المحذور الذي له موارد ويا ليت أن بعض الأخوة الأعزاء يكتبوا رسالة فيه, يعني يستقرؤوا الأبحاث الفقهية وخصوصاً في مثل هذه الأيام الكمبيوتر جداً معين وكثيراً ما يسهل الفقيه كثيراً ما يسهل عليه في القضايا أنه يستوعب وتتبع الكلمات, ترون بأنه هذه الجملة في كلمات الفقهاء في كم مورد جاءت, يعني كم حكم رتبوا, عدم صحتها على أساس يلزم تأسيس فقه جديد, يعني لا يلتزموا, مع أنه لو أنت ترجع إلى الأدلة بعبارة فنية: لو ترجع إلى مقتضى الصناعة مقتضى الظهورات مقتضى الروايات مقتضى الأدلة لابد أن تفتي بالحكم, ولكن مع ذلك تجد أن الفقهاء لا يفتون به, لماذا لا يفتون؟ يذكرون هذا المحذور وهو أنه يلزم تأسيس فقه جديد. جيد هذا أصل المحذور, محتوى المحذور ما هو؟

    في الواقع بأنه لبيان هذا المحذور نحن لم نجد كما يقول السيد الشهيد وأنا أيضاً تابعت في هذا ولم أجد في كلماتهم من يأتي ويقول مرادنا من هذا المحذور كذا, يعني يشرح مضمون هذا المحذور بغض النظر عن بطلانه وصحته, أنه صحيح أو ليس بصحيح, أصلاً ما هو مرادكم.

    من قبيل أنه أنتم الآن واحدة من الأبحاث التي تستحق أيضاً البحث الإخوة يبحثون هذه القضايا واقعاً مفاتيح في عملية الاجتهاد أخواني, هذه مفاتيح الصنعة مفاتيح الفن, أنتم في جملة من الأحيان جداً تتعبون عشرين سنة ثلاثين سنة ولكن مع ذلك تجد أن النتيجة التي تريدها لم تصل إليها, لأنه مفاتيح الفن لم تصل إليك.

    انظروا من الأبحاث التي تطرح أن هذا خلاف ضروري من ضروريات المذهب, هو ما هو تعريف الضروري؟ هو متى يكون ضروري ومتى يكون نظري, أصلاً مرادهم من الضرورة هنا ماذا؟ مرادهم الضرورة التي نحن في المنطق قراناها, مرادهم من الضرورة يعني الضرورة العرفية, مرادهم من الضرورة يعني الضرورية الاصطلاحية يعني الفقهاء عندهم اصطلاح في الضرورة كما أهل المنطق يقولون هذه ضروريات يقولون أوليات بديهية ووجدانيات ومتواترات هذه ضروريات, ما مقصودهم من الضروريات؟ هذا بحث تعريف الضروري. القسم الثاني: ما هي أقسام الضروريات؟ البحث الثالث: هل أن الضرورة تتبدل من زمان إلى زمان آخر أو لا تتبدل؟ التفتوا جيداً إلى هذه القضية.

    لأنه إذا قلنا ثابتة على كل الأزمنة ما كان ضروري في زمان فمخالفته يخرجك عن الدين إذا ثبت أنه ضروري من ضروريات الدين فمخالفته يخرجك من الدين, من هنا طرحت هذه القضية من باب المثال -أخرج من البحث خارج البحث- أن الإمام من ضروريات الدين أو من ضروريات المذهب؟ التفتوا إلى هذه القضية, هذه الآن معركة توجد عليها وآثار تترتب, أن الذين أنكروا الإمامة بالمعنى الذي تقوله مدرسة أهل البيت هؤلاء خرجوا من المذهب أو خرجوا من الدين؟

    ولذا تجدون هذا الخلاف الذي تجدوه أن الإمامة أصل من أصول الدين أو أصل من أصول المذهب؟ هذه مرتبطة بهذه القضية, مثلاً السيد الشهيد& التفتوا إلى هذه النكتة, السيد الشهيد من الذين يعتقد أنه في صدر الإسلام الإمامة من ضروريات الدين, ولكن بعد ذلك شابها من الشبهات ما جعلها من الضروريات ماذا؟ ماذا الضروريات تتبدل مواقعها؟ التفتوا, الآن هذا هو الزمان والمكان الذي أنا أقوله, ولكن لم يعنون بعنوان الزمان والمكان, ولهذا هو الزمان والمكان, يعني حكماً من الأحكام هو هذا أيوجد أخطر من هذه القضية ضرورية دينية وضرورية مذهبية, أيوجد أخطر من هذه القضية, مع ذلك السيد الشهيد يصرّح, ارجع إلى (بحوث في العروة الوثقى) عندما يأتي إلى بحث النجاسة والكفر والخروج عن الدين والضوابط يطرح هذه القضية في كم سطر, على أي الأحوال اتركوه البحث الآن.

    هذه مفاتيح هذه الأبحاث, ما هو مضمون هذا المحذور؟ إخواني الأعزاء في كلمة واحدة: مضمون هذا المحذور ليس معناه أن المراد تأسيس فقه جديد يلزم تأسيس فقه جديد يعني خلاف الإجماع, وإلا لو كان المراد خلاف الإجماع كما صرحوا في مواضع أخرى قالوا هذا خلاف ما اجمعوا عليه, عبروا أيضاً ماذا؟ هذا يجعلوه محذور آخر خلاف غير الإجماع, ليس مرادهم ما هو خلاف الضرورة أبداً, لم يصرح أحد منهم أن مرادنا من ذلك يعني خلاف الضرورة, ليس مرادهم من ذلك يعني خلاف العمومات الثابتة في القرآن, ليس مرادهم من ذلك يعني خلاف الإطلاقات والعمومات الثابتة في النصوص الواردة عن النبي وأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام). إذن ما هو مضمون هذا المحذور؟ التفتوا جيداً ما هو مضمونه؟

    هذا المضمون أنا أنقله لكم من ممّا كتبناه في الدرس عن السيد الشهيد& يعني هذه العبارات التي أقرأها لك هذه العبارات التي أنا كتبتها من الدرس من السيد الشهيد, وطبعاً وسأقر لك شواهدها أيضاً من السيد الحائري حتى لا يقال بأنه لا, إذا كانت موجودة فلماذا لم توجد في تقريرات السيد الحائري أو السيد الهاشمي.

    في هذه (مقدمة لا ضرر) أنا عندي بحث في خصائص فكر السيد الشهيد حدوداً 70, 80 صفحة, الإخوة إذا صار عندهم وقت مطالعة عامة يطالعونها, هناك في (ص54) أنا أشرت إلى هذه القضية, هذه العبارات التي أقرأها كما قلت أنها عبارات من؟ هذه ليست عباراتي هذه نص عباراته التي نزلت من الكاسيت إن صح التعبير بالحرف, لأنّه أنا ما كنت أكتب في الدرس إخواني الأعزاء وإنما كنت أستعين إما بدفاتر جملة من الأعلام وإما بالدفاتر التي نزلت من الكاسيت التي الآن ليس وقتها لأبين. يقول: [الذي يظهر] هذه عبارات من؟ هذه ليست عباراتي عبارات من؟ السيد الشهيد, [الذي يظهر أن المقصود لهؤلاء الفقهاء من هذه العبارة حينما تستعمل في موارد مخصوصة] يعني ماذا؟ يلزم منه تأسيس فقه جديد [هو التعبير عن حقيقةٍ ثابتةٍ في الرتبة السابقة وتلك الحقيقة هي أنّ هناك جملة من المسلمات] مسلمات هذه من المسلمات التي نعبر عنها من مسلمات الفقه الإمامية ما أدري واجدين في كلمات فقهائنا [هناك جملة من المسلمات والأطر الفقهية] هذه أطر خطوط هذه يمكن الخروج عنها أو لا يمكن؟ [تُلقيت بالقبول من قبل الفقهاء الأوائل] يعني الذين كانوا معاصرين لعصر الغيبة الصغرى وبُعيّد الغيبة الصغرى الذي أشرنا إلى أسمائهم فيما سبق [وأخذت بطريقٍ لا نعرفه دون أن يكون عليها دليلٌ صناعي يبرهن عليه] ولكنّه وجدنا أنه في كل كلمات هذه الطبقة يعتبروها ماذا؟ بتعبيرنا اليوم إذا أردنا أن نتكلم خطوط حمراء لا يخرجون عليها, الآن لماذا؟ بتعبيرنا لا نعلم, ولكنّه نعلم أن هؤلاء لم يكونوا أناس بقالين, يعني بيني وبين الله الشيخ المفيد الشيخ الطوسي السيد المرتضى الشيخ الصدوق هذه الطبقة من فقهائنا الكبار, كما لو أنت وجدت الآن على سبيل المثال تجد الآن حوزة النجف الله إن شاء الله يحفظها وحوزة قم وحوزات أخرى تجد أن العِليّة من الفقهاء في هذه المدارس والحوزات العلمية أصلاً يوجد هناك قضايا يختلفون عليها أو لا يختلفون؟ لا يختلفون, تقول هذا من اختيارهم رأوا بالأمس رؤية مثلاً أبداً تقول لابد أنهم انتهوا إلى أدلة ولكن هذه الأدلة ما وصلت بأيدينا, يقول: [وأخذت بطريق لا نعرفه دون أن يكون عليها دليل صناعي يبرهن عليها إلا أنّها حقائق لنا القناعة بأنها أخذت من يد الشارع الأقدس] لأن هؤلاء عدالتهم علمهم فضلهم ورعهم أمانتهم يمنع أن يقال بأن هذه بلا دليل ولم تؤخذ من الشارع, [ولهذا] التفتوا إلى النتيجة [ولهذا تكون هذه المسلمات بالنسبة إلينا جزءاً ضرورياً في الفقه ولابد من الالتزام به] ما أدري واضحة أم لا, أعيد للمرة العاشرة, هذه ليست عباراتي, عباراتي كما ذكرت أنا (ما قررناه عن السيد الشهيد في مجلس الدرس) نص العبارات وأنا واضعها بين قوسين, [وكل بناء استدلالي في الفقه لابد أن يتحفظ على هذه المسلمات وإلا لما كان بناءً استدلالياً كاملاً وصحيحاً] مباشرة بمجرد أن يريد أن يخرج عن هذه الأطر ماذا نقول له؟ نقول له خرجت عن المنهج, ولعله في تعبيرات جملة من أعلامنا وخصوصاً السيد الإمام أنّه الفقه الجواهري, الفقه الجواهري, إشارة إلى هذه المسلمات, مسلمات ما يمكن ماذا؟ لأنّه واقعاً القمة التي وصل إليها الفقه في عصورنا يُعد كتاب الجواهر, الذي الآن يُعد من المحاور الأساسية في أبحاثنا, وإن كان -مع الأسف الشديد في الآونة الأخيرة- قل الرجوع إلى كتاب الجواهر لأنه كتبت كتب فقهية أوضح عبارةً كالتنقيح وغيره, على أي الأحوال, دعونا من هذا البحث.

    هذا البحث, هذا الذي نقلته الآن تقول سيدنا أين موجود؟ هذا البحث راجعوه في (ص94, من تقريرات السيد الحائري) نفس الكلام يقول: [والذي يظهر من القرائن المحفوفة بكلامهم ومن سوابق هذا الكلام ولواحقه في الموارد المختلفة أنّه ليس المقصود بذلك إبطال ذاك الأمر بعموم أو إطلاق أو إجماع] ليس هذا المقصود عندما يقول يلزم تأسيس فقه جديد [وإلا لقالوا أن هذا ينافي العموم الوارد في نص كذا أو الإطلاق أو الإجماع] إذن ما هو [فالظاهر أنّ مقصودهم بذلك دعوى ما هو أقوى من الإجماع, وهو أنّ الالتزام بذاك الأمر يستلزم الالتزام بعدّة أمور يكون الالتزام بمجموعها خلاف الضرورة الفقهية والمسلمات عند الأصحاب] ومراده من الأصحاب من هم؟ تلك الطبقة الأولى, تلك الطبقة المعاصرة لعصر الغيبة وبُعيد عصر الغيبة افترض مائة سنة مائة وخمسين سنة الذي نحن.

    ولذا أنتم تجدون أن جملة من الأعلام إذا جاء الإجماع من هناك يستطيع أحد أن يخالفه أو لا يستطيع؟ إذا جاءت الشهرة من هناك توجد قدرة على المخالفة أو لا توجد؟ هذه منشأها هذه المسلمات التي هم يقبلونها.

    يقول: [وخلاف ما هو مقطوع به لغاية وضوحه] أصلاً هذه المسلمات يوجد مجال للمناقشة أو لا توجد؟ [ولا يمكن التفصيل بين بعض تلك الأمور وبين بعضها الآخر لأنّها, ونسبة الدليل عليها على حدٍ سواء فنستكشف من ذلك بطلان ذلك الدليل وظهور خلافه عند الأصحاب بنحوٍ يُعد ذلك فقهاً جديداً] إذا وجدت فقيه يتبنى مبنى هذا المبنى ينتج إبطال تلك المسلمات والأطر وتلك الخطوط الحمراء اعرف أنه يؤسس لفقه جديد وهذا صحيح أو باطل؟ باطل.

    طبعاً أيضاً توجد إشارات له لأن السيد ملخص هذه القضايا في (ج4, ص233) ممكن للإخوة أن يراجعونه هناك.

    السؤال الثالث: جيد, قليلاً أريد أن تدققون في هذه الأبحاث, سؤال: السيد الشهيد& يعتقد أن العقل الأصولي عند الشيعة الإمامية متأثر تأثيراً كبيراً بالمنطق الأرسطي, ولذا هو عندما حمل على المنطق الأرسطي تلك الحملة الذي حاول أن يهدم كثير من مبانيه, حمل بالضمن على النهج الذي يستعمله علماء الأصول في طريقة الاستدلال, هذا الذي أقوله منهج منهج, ولذا أنتم عندما تقرؤون الحلقة الثالثة تجدون بأنّه أساساً أبحاث الشهرة والإجماع والتواتر وعلم إجمالي والظهورات كلها أخذت لباساً آخر ليس لباب المنطق الأرسطي وإنما لباس أو منهج منطق الاحتمال لا منطق القياس الأرسطي, وهذا تأثيره, ولذا أنا في كتابي (المذهب الذاتي) قلت: تأثير منطق الاحتمال على علم الأصول, تأثير منطق الاحتمال على علم العقائد, تأثير منطق الاحتمال على علم الرجال لم أشر به ولكن هو بلي, كثيراً من المسائل الرجالية طبّق عليها منطق الاحتمال, تأثيره على المنطق, تأثيره على الفلسفة, تأثيره على العقائد, تأثيره على الرجال, تأثيره على التفسير, تأثيره على الإمامة, أنتم ابحثوا هناك وانظروا كم السيد الشهيد في الرسول والمرسل والرسالة طبّق أي منهج؟ منهج الاحتمال لا المنهج.

    طيب يقول المنطق الأرسطي ما هي قواعده؟ من أهم القواعد التي يشير إليها في (ج2, من تقريرات السيد الهاشمي, ص133) الآن أقرأها لكم, يقول: ما هي من أهم قواعد المنطق الأرسطي؟ يقول من أهم قواعد المنطق الأرسطي أنّه إذا وجد الإنسان يقتنع بشيء لابد أن يبحث عن دليله فإن لم يجد الدليل يعتقد أن هذه القضية صحيحة أو باطلة؟ باطلة, إذن لابد من وجود دليلٍ من الناحية المنطقة لتثبيت هذه القناعة الوجدانية, الآن هي قناعة حاصلة وموجودة, ولكنّه هو في المرحلة اللاحقة ماذا يريد أن يفعل؟ يجعل لها دليل, يعني إقامة الدليل بعد الوقوع, صناعة دليل ليس للكشف عن الحقيقة بل لتثبيت, يقول هذه من آثار المنطق الأرسطي, دعني أقرأها لك حتى لا تقول لي سيدنا واقعاً العقل الأصولي الذي لنا هكذا يفكر, هذا أنقله عن كلمات من؟ فقيه وأصولي لا غبار في فقاهته وأنه علم من أعلام المعاصرين الذين رأوا كل ما كتبه السابقين. في (ص133) يقول: [إن هذا النزوع] طبعاً هو قبل ذلك يقول دعني أقرأ لك هذه العبارة جداً جيدة, في (ص131) يقول: [إن هناك حالة نفسية عند كثيرٍ من الفقهاء تمنعهم عن إعمال مُر الصناعة في مقام استنباط الحكم الشرعي في كثيرٍ من الموارد] يقول لو كنا نحن ومقتضى الدليل, مقتضى الدليل يقتضي الإباحة, ولكن مع ذلك هؤلاء يلتزمون أو لا يلتزمون؟ لا يلتزم بمقتضى الدليل, [ولعل هذه الحالة النفسية هي السبب للتفتيش عن أساليب استدلالية] عنده قناعات سابقة, هذه القناعات السابقة من قبيل ماذا؟ من قبيل أنه يلزم تأسيس فقه جديد, فماذا يبحث؟ يبحث عن الدليل, يقول منشأ هذا النزوع ما هو؟ يقول: [ومنشأ هذا النزوع للبحث عن الدليل والاتجاه نحو وجدان دليل وفق ما تقتضيه تلك الحالة النفسية لعله والله العالم من نتائج المنطق الأرسطي القائل بأن الشيء لابد أن يكون ضرورياً أو مكتسباً منتهياً إلى الضروري والبدهي, فخلف هذا المنطق في الأذهان في مختلف العلوم ومنها علم الفقه تخيل أن الإنسان غير الساذج] يعني الإنسان المحقق والعالم [لا ينبغي له تسليم أي دعوى لا تكون ضرورية ولا منتهية إلى الضروريات, ومن هنا يحاول الفقيه أن يجد دليلاً وفق مقصوده لكي لا يكون مدعياً للشيء بلا دليل, ولكن الواقع أن العلم ليس دائماً ناشئاً من البرهان] الآن هذه الجملة الأخيرة دعوها.

    طيب النتيجة ماذا صار؟ جاء هذا الجيل الذي بعد هذا الجيل, أي جيل؟ بعد جيل الطبقة المعاصرة للغيبة وبعد الغيبة وجدوا توجد مسلمات ثابتة بحثوا عن الأدلة, توجد فيها أدلة أو لا توجد فيها أدلة؟ لا توجد فيها أدلة, كيف الآن افترض هم اقتنعوا بها, طيب الأجيال اللاحقة ماذا يفعلون لهم يقولون لهم قلدوا؟ يقول جاء علم الأصول حتى يؤسس لهذه القناعات, يعني: يجعل أدلة يصنع أدلة حتى نظرياً يغطي على ماذا؟ حتى عندما تقول له هذه ما هو دليلها؟ يقول دليلها أين؟ في الإجماع, دليلها أين؟ دليلها في الشهرة, دليلها أين؟ دليلها في عمل الأصحاب, هذا الحديث لماذا لم تعمل به؟ يقول لأنه أعرض عنه الأصحاب, يقول وعشرات المباني الأصولية بدأت عندنا تظهر, ليس بمقتضى مُر الصناعة بل لتأسيس الدليل لتلك القناعات الوجدانية وتلك القواعد المسلمة في الرتبة السابقة. فوجدت عندنا مباني الإجماع والشهرة وعمل الأصحاب وإعراض الأصحاب والاتفاقات والقرائن, هذه كلها في علم الأصول نشأة متأخرة عن ماذا؟ عن هذه الحالة الوجدانية, الآن حتى أنّه لا تقول لي سيدنا هذا الكلام من أين جئت به أنت؟ في (ص95) أولاً دعني أقرأ لك ما ذكره+ أيضاً في مجلس الدرس وأأتي لك بالشواهد من هنا حتى لا تقول بأنه هذه فقط هو ينقلها, في (ص55) يقول: [إذا اتضحت هذه المقدمة] يعني تلك الحالة الوجدانية والقناعات الثابتة نقول [إن علماء الأصول عندما واجهوا الفقه الموجود بأيديهم] أي فقه؟ هذه فقه المسلمات والأطر الثابتة التي لا يعلم ماذا؟ دليلها إلا الاطمئنان أن هؤلاء الذين أسسوها لا يقولون بلا دليل [وكانت لديهم تلك القناعة الوجدانية والحالة النفسية وهي التحفظ على أطر ومسلمات ذلك الفقه صاروا بصدد إيجاد قواعد أصولية يمكن أن تشكل الغطاء الاستدلالي لتلك المسلمات الفقهية فنشأت عندنا قواعد حجية الشهرة والإجماع المنقول وانجبار الخبر الضعيف بعمل الأصحاب ووهن الخبر الصحيح بإعراضهم بل تعمقوا أكثر من هذا في مقام المحافظة على المسلمات الفقهية فعمموا قاعدةً جبار السند بعمل الفقهاء لتشمل إنجبار الدلالة بفهم الفقهاء] لا فقط أنه السند الضعيف بعمل الفقهاء يقوى, وإنما الدلالة إذا تقول والله هذا الحديث بحسب فهمي ما يدل, يقول: الطبقة الأولى من الفقهاء ماذا فهموها؟ أنا أتصور أنه أنت شيئاً فشيئاً تفهم نظرية السيد الصدر لماذا قال أن الظهور الموضوعي أي الظهور الموضوعي حجة؟ قال: ذاك الظهور الموضوعي في الصدر في الصدور لا في الوصول, هذا أساسها النظري, ما أدري واضح تصل الفكرة إلى الإخوة, هذا الأساس النظري لها, يقول: [فعمموا قاعدة إنجبار السند بعمل الفقهاء لتشمل إنجبار الدلالة بفهمهم] هذا المعنى أيضاً يذكره؟ السيد الحائري يذكره في مواضع:

    الموضع الأول: يذكره في (ص95) يقول: [وأما من الناحية الثانية يقول: وذلك لما كان يقوله جملة منهم من حجية الإجماع] يقول الفقهاء الأوائل أسسوا قواعد وهذه القواعد كانت كاملاً منسجمة مع هذه الأطر الفقهية والمسلمات الثابتة في الرتبة السابقة ما هي؟ [الإجماع المنقول وجملة منهم من حجية الشهرة وجملة منهم من جبر الخبر ووهنه بعمل, بل تعمقوا في هذا المضمار أكثر من ذلك فقال بعضهم بإنجبار الدلالة أيضاً بعمل الأصحاب ويوجد مثل ذلك في كلمات الشيخ الأعظم مع أنه مؤسس فقد يقول مثلاً لعل هذا الحديث دلالته منجبرة بعمل الأصحاب] الإخوة الذين يقرؤون مكاسب فليلتفتوا إلى الموارد الذي يقول بأن هذا الحديث ما فيه هذه الدلالة ولكن لماذا تبني عليه؟ يقول: منجبر ماذا؟ الدلالة منجبرة لا السند منجبر, [وقد يقال إن إطلاق دليل القرعة إنما نعمل به في مورد عمل به الأصحاب] طيب إذا فيه إطلاق افترض أن الأصحاب ماذا؟ لم يعملوا مقتضى الإطلاق ماذا؟ العمل به, يقول: [لا في موردٍ عمل به الأصحاب ونحو ذلك مما يوجد في كلماتهم وهذه المباني كانت تدفع عنهم محذور الوقوع في مخالفة تلك الحالة الوجدانية وهي مخالفة تلك الأطر والمسلمات الثابتة في الرتبة السابقة]. هذا المعنى.

    في (ص132) أيضاً إشارة عنده إلى هذا المعنى الذي لعله الآن شيئاً قراناه للإخوة في (ص131) أيضاً, قال: [فهي السبب, كدعوى حجية الشهرة والإجماع المنقول وإنجبار الخبر إلى آخره, بل قد جاء في كلمات الشيخ ما هو أشد من ذلك حيث يقول في بعض الروايات الصحيحة أنه لا يمكن الأخذ بها, لكونها على خلاف القواعد] أي قواعد هذه؟ يقول الخبر صحيح والدلالة تامة ولكن لا يعمل بها فقط يعبرون هذا التعبير يقول: [لكونه خلاف القواعد] هذه أي قواعد هذه؟ ليس المقصود قاعدة فقهية معينة, طيب كان يقول مخالفة للقاعدة يعني لكونه مخالفٌ لتلك المسلمات الثابتة في الرتبة السابقة, حيث يقول: [وموجبة لتخصيصها فلا يؤخذ بها ما لم تعتضد بعمل المشهور ولعل من القواعد التي اصطنعت على هذا الأساس] إلى آخره, واضح هذا إلى هنا, تسلسل البحث واضح.

    إلى أن انتهينا إلى عصر الشيخ الأنصاري, في عصر الشيخ الأنصاري ماذا صار؟ يعني الشيخ الأنصاري في الرسائل ماذا فعل في الأصول؟ أسقط لنا حجية الإجماع المنقول, أسقط لنا حجية الشهرة, ثم بدأت القضية تتوالى عمل الأصحاب ماذا صار؟ بتعبير السيد الحائري لا أنه أنا أعبر, يقول عمل الأصحاب وإنجبار عمل الأصحاب والوهن بعمل الأصحاب وكذا هذه صارت هواء في شبك وكلها, الآن رجعنا من الأول بدأنا من الصفر أن هذه المسلمات موجودة ولكن يوجد غطاء عملي يؤيدها أو لا يوجد غطاء علمي؟ طيب ماذا نفعل نحن بين اثنين لا ثالث لهما إما نرفع اليد عن تلك المسلمات, والفقيه يستطيع أن يرفع اليد أو لا يستطيع؟ يقول مسلمات ثابتة وجدانياً قناعة ثابتة ليست قابلة للتغير, آيات منزلة أبداً, أو يجد لها ماذا؟ يذهب ويدخل لمصنع علم الأصول يجد لها أدلة جديدة, ما هي الأدلة الجديدة, يقول: [وهذا هو السر] السيد محمد باقر الصدر يقول [وهذا هو السر] أنت بدأت في عصر الشيخ الأنصاري تجد أنه بحث السيرة العقلائية يدخل على الخط, قبل ذلك لا يوجد اسم للسيرة العقلائية, لا في الأصول ولا في الفقه, الآن نصف الفقه والأصول قائم على السيرة, يقول السبب أنه وجدوا أن تلك المسلمات بقيت بلا غطاء فأوجدوا لها غطاءً جديداً, إذن هذا بحوث السيرة أيضاً لم تأتي بمقتضى مُر الصناعة, وإنما جاءت على أساس ماذا؟ أنّه لابد أن نجد غطاءً لأي شيء؟ غطاءً لتلك المسلمات.

    الآن تقول لي أين هذا الكلام؟ طبعاً دعني أشير, في المرحلة الأولى الفقهاء وإلى الآن لعله آثارها في بعض الفقهاء موجود, في المرحلة الأولى كانوا يقولون في الأصول شيء ولكن عندما يأتون إلى الفقه يطبقون أو ما يطبقون؟ يعني نفس الشيخ الأنصاري تقرأ أصوله الإجماع المنقول حجة أو لا؟ ليس بحجة, ولكن في الفقه في مكاسبه يستند إلى الإجماع المنقول, يستند إلى الشهرة, بل يستند حتى إلى الإنجبار في الدلالة بعمل مع أنه هو يؤمن أو لا يؤمن؟ لعله لا يؤمن, ما أدري, إذن هذه المرحلة الأولى.

    المرحلة الثانية وجدوا أنه ما تصير هذه الشغلة ما يصير أنه بالأصول يقولون شيء وبالفقه ماذا؟ يخالفوه, لأنه تناقض واضح يصير, إذن بدأوا ماذا؟ طبعاً لا تتصور أن قضية -دعني أقول للإخوة- لا سامح الله لا يتبادر إلى الذهن إذن هذه هوى نفس أو .. لا أبداً هذه قناعات ثابتة وهو يعتقد أنها حق أم باطل؟ حق لا ريب فيه, إذن لابد أن يبحث عن الدليل, إذن إخوني في كثير من الموارد يكون في علمك, في كثير من الموارد هكذا, الآن ما أريد أن أدخل في باب العقائد, في باب العقائد كثير من عقائدنا ماذا؟ من هذا القبيل, يعني نحن في الرتبة السابقة ثابت عندنا أن الأئمة معصومين, هذا فيه شك أو ما فيه شك؟ أصلاً هذه من المسلمات العقائدية لمدرسة أهل البيت, طيب إذا ناقشوا فلان دليل؟ يقولون ليس بمشكلة عندنا خمسين دليل آخر مع أن هذه الأدلة موجودة في كلمات السابقين التفتوا إليها أو لم يلتفتوا؟ لم يلتفتوا, ولكن أنت تستخرج منها, الآن دعوا البحث في محله الآن ما أريد أن أدخل فيه وأنه كيف أن الزمان والمكان يؤثر في تطور الأدلة للمسائل العقدية.

    انظروا أيضاً ماذا يقول, يقول: [حتى انتهى العصر إلى الشيخ الأنصاري ومن تبعه من المحققين فأشكلوا على هذه القواعد واحدةً بعد الأخرى فناقشوا في حجية الإجماع المنقول والشهرة وتأملوا في قاعدة انجبار الخبر الضعيف بعمل الأصحاب, ولعل الأستاذ -السيد الخوئي- كان من أوائل من بنى على هذا في فقه وهكذا تهدمت كل هذه القواعد الأصولية التي كنت تؤمن الغطاء العلمي لتلك المسلمات الفقهية, ولكن هؤلاء الذين هدموا هذه القواعد في علم الأصول كالشيخ ومن تبعها لم يهدموها في علم الفقه بقوا يعملون عليها, بل حتى السيد الخوئي وأنتم ارجعوا تجدون عشرات إن لم نقل من الموارد قال في علم الأصول شيئاً ولكن طبق المبنى في الفقه أو لم يطبق المبنى؟ معروف عن السيد الخوئي أنه كثير من مبانيه الأصولية طبقها في الفقه أو لم يطبقها؟ لم يطبقها.

    الآن واحد يسأل يقول لماذا ما هي المشكلة؟ فقيه على مستوى السيد الخوئي أبو الفقهاء, أستاذ الفقهاء والمراجع, إشكاليته أين, من الذي يمنعه يخالف علمياً أن يتهم؟ لا والله, هو الذي أسس للفقه, الذي يمنعه تلك الحالة السابقة الثابتة في قناعاته التي لا تتزعزع أبداً, يقول ذاك لابد؟ تلك الثوابت لابد ماذا؟ تلك الثوابت لابد أن ما تتغير, تلك المسلمات والأطر لابد أن لا تتغير, ولا أقل إذا تريد أن تتغير وتنهدم فليكن ليس على يدي لا يقولون بأنه أول من هدم من؟ فلان, هذه ما يقبلونها, لأنه يعتبرون هذا كمال في الفقه أو هذا خروج عن المألوف في الفقه, ما يريد أن تنسب إليه, بعد ذلك سأبين لكم أن السيد الشهيد استطاع أن يخرج من هذا الإطار أو لم يستطع, هذا بحثه سيأتي لا تستعجلون. قليلاً عندنا شغل مع أستاذنا السيد الشهيد.

    يقول لم يستطيعوا أن يهدموها في علم الفقه. يقول: [بل بقي علم الفقه محافظاً عليها وإن كانت لا دليل على حجيتها في علم الأصول والسبب في ذلك يرجع إلى تلك الحالة النفسية التي كانت تمنع الفقه عن أن يسقط تلك المسلمات وإن سقط دليلها العلمي في الأبحاث الأصولية, فلم يكن المانع أن رفض تلك المسلمات الفقهية هو وجود دليل علمي عليها] لا أنه كان يرفض أن ما تتغير لأنه عنده دليل, لا لا, لأنه عنده قناعة ثابتة أن هذه حقائق, [بل كان المانع هي تلك الحالة الوجدانية والقناعة النفسية بالحفاظ على تلك الأطر الموروثة في الفقه المتعارف, ومن هنا نجد أن المتأخرين عن الشيخ الأنصاري بدأوا محاولة جديدة لتأسيس قواعد أصولية تعوض عمّا هدموه] فجاءت أبحاث ماذا عندنا؟ أبحاث السيرة الذي الآن أنتم تجدون أوجها وذروتها في كلمات السيد الشهيد الذي عنده عنوان مستقل اسمه السيرة, في كلمات السابقين ارجعوا إلى كل الكتب الأصولية يوجد عنوان اسمه السيرة؟ لم يوجد, أبداً حتى في كلمات السيد الخوئي, السيد الشهيد وجد بأنه أساساً علم الأصول.

    وهذا المعنى فقط أنا أشير إلى كلمتين فيه, السيد الهاشمي في جملتين, لأنه الآن ما أدري ما مقتنع بهذا الكلام أو يراه ليس بصحيح أن ينقل ما أدري. يقول: [بل الملحوظ اتساع دائرة الاستدلال بالسيرة كلما تقلصت الأدلة التي كان يعوّل عليها سابقاً لإثبات المسلمات والمرتكزات الفقهية من أمثال الإجماع المنقول والشهرة وإعراض المشهور عن خبر صحيح أو عملهم بخبر ضعيف ونحو ذلك, فإنه قد عوّض بالسيرة عن مثل هذه الأدلة في كثير من المسائل التي يتحرج فيها الفقيه عن خروج فتاوى القدماء من الأصحاب أو الآراء الفقهية المشهورة] إذن تبين أن هذا الكلام الذي ينقله السيد الحائري (حفظه الله) ليس مختصاً بالدورة الأولى, هذا الكلام السيد الشهيد أيضاً قاله أين؟ في الدورة الثانية, لا يتبادر إلى الذهن أن سيدنا هذا الذي نقلته مربوط بالدورة الأولى ونحن نريد كلام أحدث منه وهو الدورة الثانية, ولكنه جاء ملخصاً يعني أول ما يدخل في بحث حجية السيرة يعرض هذا العنوان لماذا استحدثنا عنوان حجية السيرة مع أنه هذه لم تكن في كلمات السابقين, وهذا اعتبروه من الموضوعات المستحدثة في علم الأصول, وبحثه إن شاء الله يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/05
    • مرات التنزيل : 1130

  • جديد المرئيات