بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
انتهى بنا البحث بأننا قلنا بأنّ المنهج السندي يقوم على تصحيح الرواية على أساس الرواة, بقطع النظر عن مضمون ودلالة ذاك الحديث, وإنما الكلام كل الكلام أنه في المنهج السندي نحن على أي أساس نقيم أولئك الرواة من حيث الجرح والتعديل من حيث الوثاقة وعدم الوثاقة.
قلنا بأن هناك مدرسة قميّة قائمة على أساس عقدي لا على أساس فقهي أو تاريخي, يعني: القميون مدرسة في العقائد قبل أن تكون مدرسة في أي اتجاهٍ وفي أي بعد آخر, وهذه المدرسة لاعتباراتٍ الآن لسنا بصدد الدخول فيها, ألقت بظلالها على باقي الاتجاهات والقراءات الأخرى للمذهب.
وبطبيعة الحال هذه المدرسة من أهم نتائجها وهذا النهج من أهم آثاره ومعطياته ونتائجه أنه كان يقيم الرجال على أساس الغلو وعدم الغلو, وكان له اصطلاحه الخاص في مسألة الغلو, وقراءنا بالأمس بعض الكلمات التي تقول بأنه بناءً على المعيار الذي ذكرته المدرسة القمية في ذلك الزمان في الغلو تقريباً لا يبقى الآن أحدٌ من أعلام وأجلاء علماء الشيعة إلا وهو من المغالين, ومن الواضح أن هذا اللازم باطل فالمقدم مثله.
طبعاً عندما نقول أنه المدرسة كانت كذا, المدرسة القمية كانت كذا, هذا ليس معناه أنه في المقابل لم تكن هناك اتجاهات أخرى وفهم آخر وقراءة أخرى لتراث مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
أحد أخواننا الأعزاء جاء بهذا النص من كتاب (رسائل المرتضى, ج3, ص310, سنة الطبع 1405, تحقيق: السيد أحمد الحسيني, إعداد: السيد مهدي الرجائي) يقول: [وأن القميين كلهم] هذا كلام من؟ كلام السيد المرتضى, [وأنّ القميين كلهم من غير استثناءٍ لأحدٍ منهم إلا أبا جعفر ابن بابويه بالأمس كانوا مشبهة ومجبرة] هذا على مستوى البحث العقدي في التوحيد كانوا من المشبهة, وعلى مستوى البحث المعروف >لا جبر ولا تفويض< كانوا من المجبرة, [وكتبهم وتصانيفهم تشهد بذلك وتنطق به] طيب الآن بغض النظر أن هذه الدعوى صحيحة أو ليست بصحيحة, فقط أنا أشرت إلى هذه الجملة للإخوة للإشارة إلى أنه لا يتبادر إلى ذهن أحد أنه كان هذا مورد اتفاق, ولكن المدرسة الرسمية في ذلك الزمان والنهج الرسمي كان ماذا؟ كان ذاك, كما الآن في مثل زماننا قد تكون هناك قراءة من هنا أو هناك لتراث معين ولنص معين ولكن النهج الرسمي يكون باتجاه مدرسة معينة.
هذا النهج السندي, وهذا النهج السندي القائم على الأسس المتقدمة كانت له آثار, هذه الآثار إلى يومنا هذا قائمة -لا يتبادر إلى ذهنكم- وإن كانت بعناوين أخرى.
أنا الآن أقرأ لكم نص من سيدنا الشهيد السيد الصدر+ لتعرفوا أثر ذلك النهج على أعلامنا المعاصرين فضلاً عن السابقين, السيد الشهيد& في (تقريرات بحثه, في الدورة الثانية, يعني تقريرات السيد الهاشمي, ج4, ص285) بشكل واضح وصريح, إخواني قليلاً أتأخر باعتبار أنه الآن النهج العام قائم على هذا المسلك, يقول: [ومن تتبع في أحوال المنتسبين إلى الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)] يعني الكلام في ماذا؟ في أصحاب ورواة أئمة أهل البيت, وهذا هو النهج السندي, المنهج السندي يقوم على أي أساس؟ يقوم على رواة أئمة أهل البيت, يقول: [ومن تتبع في أحوال المنتسبين إلى الأئمة وجد أن هناك اتجاهين فيما بينهم] خطان فكريان, خطان عقديان, وبتعبير الحديث قراءتان لتراث أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهم نقلته إلينا, يعني نحن ما هو طريقنا إلى هذه المعارف التي وصلت من الثقل الآخر وهم أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هم رواتهم وإلا لا يوجد عندنا طريق مباشر للارتباط بالأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام). [أحدهما الاتجاه السائد في فقهاء الأصحاب] والمراد عندما يقول فقهاء يريد الفقه بالمعنى الاصطلاحي لا الفقه بالمعنى العام, يعني الذين تكلموا في الطهارة والصوم والحج والزكاة, في الأعم الأغلب تراثنا الفقهي المصطلح وصلنا عن طريق هؤلاء, [الاتجاه السائد في فقهاء الأصحاب الذي كان] التفتوا إلى العبارات [الذي كان يمثل ظاهر الشريعة] بين قوسين [والذي هو واقعها أيضاً] يعني وراء هذا الظاهر يوجد شيء أو لا يوجد شيء؟ هو هذا هو ليس إلا, يعني بعبارة أخرى: هي هذه القراءة وليست غيرها, وكان يتمثل فيمن؟ [وكان يتمثل في أمثال زرارة ومحمد ابن مسلم وأمثالهم] يعني هذه الطبقة.
يعني بعبارة أخرى: يونس ابن يعقوب وزرارة ومحمد ابن مسلم وهكذا هذه الطبقة المعروفة التي الآن أنت عندما ترجع إلى الفقه الذي بأيدينا تجده ممن؟ أنت كم رواية عندك مثلاً عن زيد الجعفي أو عن كميل أو .. أو أمثال هؤلاء, واقعاً إذا توجد روايات توجد في الباب العقدي ولا توجد في الباب الفقهي بشكل عام.
[والآخر] السيد الشهيد عبّر عنه [والآخر اتجاه باطني] طبعاً هم المساكين لم يكونوا قد كتبوا على جباههم نحن اتجاه باطني, هذه قراءة من؟ (كلام أحد الحضور) لا لا إذا تسمحوا لي, هذه قراءة من؟ قراءة المنهج القمي يعني قرأ هؤلاء ماذا؟ اتجاه باطني, وإلا بيني وبين الله أنت إذا ترجع إلى القميين تقول له لماذا مغالي؟ ترى بأنه ينقل بعض الروايات التي تبين بعض المعارف العميقة يقول هؤلاء غلاة هؤلاء باطنية, وإلا اطمأنوا هذه غلاة وباطنية لا يوجد فرق كبير بينهما يكون في علمكم, هذا تعبير الباطني يعني يشيرون إلى معارف هذه المعارف هل هي منسجمة مع الخط العام لمحمد ابن مسلم وزرارة أو لا تنسجم؟ لا تنسجم.
كان يحاول دائماً أن يلغز في القضايا, الآن هذه كما قلت, هذه قراءة وإلا هو لم يقل على سبيل المثال يزيد الجعفي طيب لا يقول أنا أقول الأمور الملغزة, طيب هكذا لم يقل, هذه قراءة نقدمها عن هؤلاء [يلغز في القضايا ويحول المفهوم إلى اللامفهوم] يعني ما يفهمه عموم الناس يذكر حقائق تفهم من عموم الناس أو لا تفهم؟ لا تفهم, [وفي أحضان هذا الاتجاه نشأ الغلو].
إذن هذا الاتجاه الباطني هو الذي كان منشأً للغلو, الذي نحن جئنا قلنا أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بتعبير القميين أن هؤلاء الطيارة, الذين جاؤوا بأهل البيت وطاروا بهم إلى الأفق الأعلى مع أن هؤلاء بشر مثل باقي البشر, أناس جيدون ولكنه هؤلاء جاؤوا بهم جعلوهم وسائط الفيض وجعلوهم لا تقوم السماوات والأرض إلا بهم, وجعلوهم خلق كل شيء لأجلهم, هذه كلها أخرجوها من أنفسهم, وإلا واقع الأمر مجموعة من أولاد النبي’ طيبون طاهرون سمهم ما شئت من هذا القبيل ولا بأس به, والآن يوجد اتجاه نعم, اتجاه حتى في مدرسة أهل البيت يحاول أن يقول أنه أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) واقعاً مجموعة من الرواة الموثيقين بهم لكن الوثاقة الأعلائية لا الوثاقة التي نعطيها لفلان ولفلان .. وكتبوا ومؤلفاتهم لعله جملة من الإخوة الآن يعلمون كتبهم موجودة في قم لا في خارج قم, [وحيث لم يكن لهم مدارك واضحة] من هؤلاء أصحاب الغلو أصحاب الباطنية [اتجهوا إلى تأويل القرآن واستخراج بطون له] الآن كأنه لم يرد عندنا بأن >للقرآن ظهراً وبطناً وأن لبطنه بطناً إلى سبعة< كأن هذه الروايات لا أساس لها, على أي الأحوال.
ثم يذكر مجموعة من الناس يقول: [مثل سعد ابن طريف الواقع في سند بعض الروايات, ومثل] على سبيل المثال: [وجابر ابن يزيد الجعفي] الذي يقول بأنه هذا قال روايات كثيرة بأنه الإمام الصادق× أعطاني سبعين ألف رواية وقال لي أي شيء منها لا تقول, ثم ينقلها يقول: [فناولني كتاباً وقال هذا علم لك وحدك لا تظهره على الناس وإلا كانت عليك لعنتي, وكتاباً آخر لا أظهره إلا بعد هلاك بني أمية ونقل عنه أيضاً أنه سمع من الباقر سبعين ألف حديث لا يمكنه أن يقول شيء منها لأحد, ونحو ذلك من الأمور التي تتجه إلى تركيز هذه المعاني وهي كلها أجزاء من قضية كلية] التفت محل الشاهد هذه الجملة [قضية كلية حاولها الغلاة المنحرفون وهي صرف الأنظار من ظاهر الشرع إلى باطنٍ لا معنى له, ولهذا نجد] دليلك على أن هؤلاء منحرفين وهؤلاء مستقيمين يقول: والدليل على ذلك أن هذه النصوص لم تنقل من أمثال محمد ابن مسلم, هذا خير دليل على أنه هذه لو كانت صادرة من أئمة أهل البيت لكان الأولى بنقلها من؟ أمثال محمد ابن مسلم وزرارة وهذه الطبقة, وحيث أن هؤلاء لم ينقلوا, طبعاً يوجد أصل موضوعي مستبطن وأنّهم هم يمثلون تراث أهل البيت, إذن نكشف إناً أن هذا لم يصدر من أئمة أهل البيت [ولهذا نجد أن أمثال هذه الأمور لم ينقل شيئاً منها فقهاء أصحاب الأئمة] عند التركيز على أنه لابد ماذا؟ نحن النظر كالقراءة قراءة فقهاء أصحاب أئمة أهل البيت [الذين كانوا حملة فقههم وفكرهم وتراثهم كزرارة ومحمد ابن مسلم وأضرابهم].
طيب هذا النص إخواني الأعزاء ماذا يشير؟ طبعاً هذا ليس فقط في هذا الموضع مواضع أخرى لعله السيد الشهيد يعرض لهذه, في اعتقادي أن هذا النص يشتمل على أمرين أساسيين, ونحن قريبي العهد من مسألة قراءة النص وأن النص له فهم واحد أو أنه يمكن أن يتعدد فهمه, هذا الكلام يشتمل على أمرين:
أولاً: أن هناك طبقة معينة من تلامذة أهل البيت هم يمثلون تراث أهل البيت وليس كل تلامذة أهل البيت, يعني لو ثبت حتى فلان وفلان وفلان حتى لو ثبت من الناحية السندية أنهم ثقات, هنا التفتوا جيداً هنا أعلام المنهج السندي يصيرون دلاليين منهج دلالي يقول هذا لا ينسجم هذه النصوص حتى لو كانت الرواة ثقات يقول لا ينسجم مع الاتجاه العام لتراث مدرسة أهل البيت, يعني عندما يأتون إلى أمثال يزيد الجعفي أو سعد أو أمثال أو محمد ابن سنان, فلا يتعاملون معه تعاملون سندي وإنما يتعاملون معه تعامل متني, يقول عادةً ينقل الغرائب ينقل الأمور التأويلية الباطنية الأمور التي لم يعهدها ولم ينقلها محمد ابن مسلم وهذه بنفسها تشكل علامة ضعف وعلامة استفهام لابد أن توضع على هؤلاء بقطع النظر عن أنهم ثقات أو ليسوا بثقات, طيب إذا ثبت أنهم ليسوا بثقات, فالقضية تصير أوضح, يعني المنهج السندي ليس بصالح هؤلاء وأيضاً المنهج المتني ليس بصالح هؤلاء.
إذا أردنا أن نتكلم بلغتنا المعاصرة, يعني: أن القراء التي يقدمها محمد ابن مسلم وزرارة وأمثال هؤلاء لتراث أهل البيت هي القراءة الرسمية والمشروعية وأي قراءة أخرى هي قراءة -هكذا بتعبيرنا على رأسه لابد أن نضربه- أبداً ليس من حقك, طيب الآن أنت ماذا ترى في حوزاتنا العلمية؟ هذه الظاهرة موجودة أو ليست موجودة؟ أنتم عيشوها, قد الآن شخص يقول تبالغ سيدنا, أقول اذهب وعشها وانظر بأنه أنت واقعاً إذا قدمت قراءة من فقيه بالمعنى المصطلح لنصٍ ديني وأنت تقدم كمتكلم كفيلسوف تقدم قراءة أخرى أيهما لها الرسمية الأولى أم الثانية؟ أنا لا أتصور أنه أحد يشك أن حوزاتنا العلمية القائمة على أن القراءة الرسمية لابد أن تصدر من من؟ يعني من الناطق الرسمي باسم الدين المتكلم أو المفسر أو الفقيه؟ الفقيه, وهذه نفسها الآن أمامكم أنتم تجدونها.
الأمر الآخر الذي يوجد في كلام السيد الشهيد& أريد أن أقف عنده مفصلاً لماذا؟ باعتبار أنه هذا هو الرأي السائد هذا لا فقط رأي السيد الشهيد.
الأمر الثاني: أن معارف أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ليست لها إلا درجة واحدة من الفهم ما هي؟ هي هذه التي فهما زرارة ومحمد ابن مسلم, لا أنها لها ظهورات موضوعية متعددة في كل زمان له ماذا؟ بل هو واحد, من الذي يقدمه؟ يقدمه هؤلاء الفقهاء.
إذن أمران أساسيان لابد أن نقف عندهما قليلاً:
أما الأمر الأول: طبعاً هنا بودي أن أشير إلى الإخوة, هذا البحث وإن كان نحن نعترض به على المنهج السندي ولكن هو يُعد مقدمة تمهيدية لفهم منهجنا الذي نعتمده وهو المنهج الدلالي في تقييم النص الوارد من الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهذا لا يعني أننا لا نعتني بالمنهج السندي كما سيأتي إن شاء الله بحثه بعد ذلك, لأنه نحن ذكرنا أن هذه ليست مانعة الجمع وإنما هي مانعة الخلو.
فيما يتعلق بالأمر الأول أنا أقرأ رواية واحدة روايات عديدة توجد إذا الإخوة يتتبعوها يجدوها كثيرة, الرواية واردة في (أصول الكافي, ج1, ص171) ولكن أنا أنقل الرواية من (البحار, ج23, باب الاضطرار إلى الحجة) الرواية من حيث السند لا يقول لنا قائل بأنه سيدنا ماذا تقولون في السند؟ الجواب: أننا لسنا في مثل هذه النصوص نتبع المنهج السندي, لأنه نحن يوجد عندنا تفصيل متى نتبع المنهج السندي ومتى نتبع المنهج الدلالي, هذه من الروايات التي لا نتبع فيها المنهج السندي وإنما المنهج الدلالي والمضموني لماذا؟ لأنه العقل والقواعد العامة التي تحكم تراث أهل البيت كاملاً منسجم مع مضمون هذه الرواية, لأنه في بعض الأحيان مضمون الرواية لا تستطيع أن تطبّق عليها لا قواعد عقلية ولا قواعد عقلائية ولا قواعد شرعية لأنه هي أمور تعبدية هذه ما يمكنك أن تذهب إلى المنهج الدلالي وحده, لأنه أساساً لا العقل يساعدك ولا القرآن يساعدك ولا القواعد الشرعية الأخرى تساعدك, إذن لابد أن تذهب إلى ماذا؟ ولكن هذا النص الذي سنقراه كاملاً منسجم >أمرنا أن نكلم الناس قدر عقولهم< وقرائن أخرى في هذا.
هذا مضافاً إلى أنّ هناك مجموعة من الروايات بهذا المضمون, حتى لو كانت, التفتوا هذا أيضاً إذا صار وقت أشرحه لكم, في المنهج السندي ليس بالضرورة إذا قال ضعيف يعني الرواية تسقط, لا, بناءً على نظرية الاحتمال إذا قال ضعيف هذه بدل ما يمكن الاستناد إليها بمفردها أنت بمفردها لا تستطيع أن تستند إليها, فإذا جاءت رواية أخرى أيضاً بطريق آخر أيضاً ضعيفة, هذه تشكل ماذا؟ قوة للرواية الأولى ورواية ثالثة, فبمجموع طرق متعددة قد نصحح يعني يمكن الاعتماد وهذا الذي اصطلح عليه القوم يعني المدرسة الأخرى يعبرون عنه لا أنه حسن لذاته يعبرون عنه حسن لغيره, فالتقسيم يوجد الإخوة إذا هذا الكتاب يراجعونه جيد مفيد, في (مصطلح الحديث, ص15) عندما يأتي إلى أخبار الآحاد يقول: عندنا الصحيح لذاته والصحيح لغيره, والحسن لذاته والحسن لغيره, ما هو الحسن لغيره؟ يقول: [الضعيف إذا تعددت طرقه على وجهٍ يجبر بعضها بعضا] يعني نظرية الاحتمال, أنت الآن لو قضية عشرة الآن يأتوك عشرين يأتوك من الخارج ويقولون أن الحادثة الكذائية وقعت, الآن قد على مستوى علم الرجال ما تستطيع أن توثق هؤلاءجميعاً, ولكن تقول لي ليس بمعقول أنه هذا جاء في فلان ساعة وهذا جاء في فلان ساعة هذا كان في مكان وذاك جاء من مكان آخر وأي احتمال أنهم جلسوا واتفقوا لا يوجد إذن لابد أنه يوجد شيء حدث وهؤلاء نقلوه, إذن تعدد الرواة ولو ضعاف -أنا أريد أن أصحح سند هذه الرواية- الرواية هذه, >عن يونس ابن يعقوب, قال: كنت عند أبي عبد الله الصادق× فورد عليه رجلٌ من أهل الشام, فقال: إني صاحب كلام وفقهٍ وفرائض وقد جئت لمناظرة أصحابك, فقال أبو عبد الله الصادق: كلامك هذا من كلام رسول الله أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله بعضه ومن عندي بعضه, فقال أبو عبد الله الصادق×< هذا بتعبيرنا -من الأول يأخذ بوشه- >قال له: إذن أنت شريك رسول الله< طيب هذا المسكين بتعبيرنا -كش ورجع إلى الوراء- >قال له: لا لست هكذا< قال له إذن لماذا تقول أنا قليلاً من عندي وقليلاً ماذا؟ >فإذن أنت شريك رسول الله, قال لا, قال: فسمعت الوحي عن الله؟ قال: لا, قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله؟ قال: لا< الإمام الصادق× التفت إلى أصحابه >فقال: فالتفت إليّ أبو عبد الله فقال يا يونس هذا خصم نفسه قبل أن يتكلم<. طيب انتهى, إذا أنت لا عندك وحي ولا شريك ولا كذا انتهى, ومع ذلك هذا ليس كافي, التفت >ثم قال يا يونس< التفتوا جيداً إلى هذا النص, >ثم قال: يا يونس لو كنت تُحسن الكلام كلمته, قال: يونس فيا لها من حسرة< الآن من يونس, هذا يونس ابن يعقوب, أنا فقط من باب الإشارة.
يونس ابن يعقوب, في (معجم رجال الحديث, ج20, ص228) هكذا يعبر يقول: [وعدّه الشيخ من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم] هؤلاء الذين يؤكد عليهم السيد الصدر بأنهم ماذا؟ فقهاء أصحاب الأئمة. ولكن الإمام ماذا يقول له؟ تصلح لهذا الموقع أو لا تصلح لهذا الموقع؟ هذا نص العبارة, وبعد ذلك العبارة, كثيرة عبارات, ويونس أيضاً كان ملتفت أنه أساساً تلامذة الإمام لم يكونوا أصلاً كان تخصص واضح, هذا فقيه هذا ماذا؟ هذا متكلم, أصلاً كانت واضحة, ولذا يتأسف يقول: >فيا لها من حسرة<.
طبعاً يكونون في علمكم, كان فقيه من الطراز الأول ولكنّه في العقائد عندما صارت شبهة الواقفية الذين صاروا الواقفية من؟ يونس ابن يعقوب, إذن في مسألة الإمامة ماذا كان بعده؟ الآن ما أريد أن أقوله لم يكن شيء ولكنه, ولذا السيد الخوئي+, في (ص231) يقول: [إن الروايات المتقدمة ومنها الصحيحة دلت على جلالة يونس وكونه مورداً لعناية الصادق والكاظم والرضا^) ثم في (ص232) [إن الشيخ عد يونس ابن يعقوب من الذين قالوا بالوقف من أصحاب أبي الحسن موسى] من الفقهاء لا يوجد شيء والبحث الآن ليس في وثاقته, قد يكون واقفي ولكن ثقة, لا لا, أنا أتكلم في البُعد العقائدي, إذن كان قوياً أو على هنٍ وهن, الآن بعد ذلك قال قد رجع إلى الحق, ليست مشكلة ما عندنا مشكلة في هذا, ولكنّه أريد أن أبين أنه ما ينبغي أن نخلط بين الأمرين, إذا صار فقيهاً فهو أقوى من يكون في علم الكلام, أبداً أي ملازمة لا توجد, لا أقل في أصحاب من؟ في أصحاب أئمة أهل البيت.
وأنا أتصور في زماننا أيضاً القضية واضحة أمامكم أنه قد يكون فقيهاً وهو الأعلم المطلق, لكن بالضرورة هو الأعلم المطلق بعلم الكلام يعني؟ لا ملازمة بين الأمرين.
تتمة الحديث يقول: >فقلت< يونس ابن يعقوب يقول أنا صحيح اتحسرت ولكن -بتعبيري أشكلت على الإمام- >قلت: جعلت فداك سمعتك تنهى عن الكلام< نحن لم نذهب ولم نتعلم لأنّه أنتم؟ نفس هذا كأنه نحن نعيش في هذا الزمان >وتقول ويلٌ لأصحاب الكلام< انظروا هذه الرسائل التي تخرج من هنا وهناك هذه جمعوها من غير أن يتمموا ماذا؟ هذه موجودة وأنا رأيتها في بعض الرسائل التي خرجت من مشهد وغير مشهد تعرفون ميرزا مهدي وغيره هذه نقلوها, ولكنه انظروا إلى الإمام ماذا يقول؟ >ويلٌ لأصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد وهذا لا ينقاد وهذا ينساق وهذا لا ينساق وهذا نعقله وهذا لا نعقله, فقال أبو عبد الله الصادق< التفت أنه أنا هذه الجملة أين قلتها >إنما قلت ويل لقوم تركوا قولي بالكلام وذهبوا إلى ما يريدون به< هؤلاء عندما خرجوا عن القواعد التي نحن كيف أسسنا قواعد في علم الفقه عندنا قواعد في علم الكلام, هؤلاء صاروا دكان في قبال أهل البيت أنا مشكلتي لست مع مطلق المتكلمين مشكلتي مع من؟ مع هؤلاء الذين تركونا يعني تركوا العترة وأسسوا كلاماً في مقابل ماذا؟ في مقابلهم, وتباً لكلام في قبال العترة, لأن العترة هم مبينوا القرآن هم مفسروا القرآن هم عدل القرآن.
المهم, >إنما قلت: ويلٌ لقوم تركوا قولي بالكلام وذهبوا إلى ما يريدون به, ثم قال: اخرج إلى الباب من ترى من المتكلمين فأدخله< هذا ليس شغلك هذا, >قال: فخرجت فوجدت حمران ابن أعين وكان يحسن الكلام, ومحمد ابن النعمان والأحول, فكان متكلماً وهشام ابن سالم وقيس الماصر وكانا متكلمين وكان قيس عندي أحسنهم كلاماً< قدرة أعلمهم >وكان قد تعلم الكلام من علي ابن الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام)< هذا تبين أن علي ابن الحسين كان عنده مدرسة كلامية, >فأدخلتهم إليه, فلما استقر بنا المجلس وكنا في خيمة لأبي عبد الله في طرف جبل في طريق الحرم وذلك قبل الحج بأيام أخرج أبو عبد الله× رأسه من الخيمة فإذا هو ببعير يخب< بعير يأتي وعليه راكب >قال: هشام وربك الكعبة< نحن تصورنا أن هشام واحد من الذين كان يحبهم الإمام الصادق فتصورناه ولم نكن نتصور أن هذا هشام ابن الحكم, >وكنا ظننا أن هشاماً رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة لأبي عبد الله فإذا هو هشام ابن الحكم قد ورد وهو أول ما اختطت لحيته< تبين شاب بعده في العشرينات >وليس فينا إلا من هو أكبر سناً منه قال: فوسع له أبو عبد الله الصادق< هنيأً له >وقال له ناصرنا بقلبه ويده ولسانه, ثم قال لحمران كلم الرجل< بدأ الإمام× جالس هو وفرد وفرد من هؤلاء المتكلمين قال لهم ماذا؟ الآن بعد ذلك تعرف السبب, وإلا كان يكفي واحد أنه ماذا؟ ينهيه, >يقول: كلم الرجل -يعني الشامي- فكلمه حمران وظهر عليه, ثم قال: يا طاقي كلمه< من الطاق >فكلمه فظهر عليه< يعني بالطاقي محمد ابن عمران >ثم قال لهشام ابن سالم فكلمه فتعارفا ثم قال لقيس الماصر كلمه فكلمه فأقبل أبو عبد الله وتبسم من كلامهما وقد استخذل الشامي في يده ثم قال للشامي كلم هذا الغلام< يعني هشام ابن الحكم.
أنا بودي أن الإخوة يرجعون ويرون واقعاً إذا يريدون أن يتعلمون واحدة من فنون المناظرة, يقرؤون مناظرات هشام ابن الحكم يرون من أين يدخل وإلى أن ينتهي, الآن ما أريد أن أأخذ وقت الجماعة لأنه صفحتين مناقشته, كما تعلمون مع عمر ابن عبيد وغيره عنده مناقشات مفصلة, وأنا في زمان أيام الأولى لتحصيلي هذه جمعتها تقريباً خمسين وحدة لهشام لا وحدة ولا اثنين. اجمعوها وجداً مفيدة وعلقوا عليها واقعاً فن من فنون المناظرة تجدوها في كلمات هشام, الآن محل شاهدي, يقول بعد أن انتهى المجلس والشامي ذهب مخذولاً >فأقبل أبو عبد الله على حمران< بدأ قال لهم الآن تعالوا واجلسوا يا ابن رسول الله قال الآن أريد أن أقيم عملكم أنه أنتم أين نقاط قوتكم وأين نقاط ضعفكم, هذا الأستاذ هذه المدرسة هذه الجامعة التي تربي أمثال هؤلاء, هنيأً لهم, >فأقبل أبو عبد الله على حمران فقال يا حمران تجري الكلام على الأثر فتصيب< تأخذ طريق وفي آخر المطاف تصل إليه, >والتفت إلى هشام ابن سالم فقال: تريد الأثر ولا تعرف< الطريق تعرفه كيف تصل إلى الهدف أو لا تعرفه؟ افتح عينك اذهب وهذه تعلمها, النتيجة التي تصلها حقيقة ولكنه توجد كل حقيقة وكل هدف يوجد طريق خاص يوصل إليه >ثم التفت إلى الأحول, فقال: قيّاس روّاغ< كالثعلب >تكسر باطلاً بباطل إلا أن باطلك أظهر< أصلاً أنت ما تذهب قواعد الحق ما هي لا علاقة لك بها, هو من باطنهم تأخذ وعلى رأسهم, انظروا.
الآن بينك وبين الله هذه الرواية أنا أستطيع أن أقول بأن هذه من وضع الوضّاعين الكذابين, هذا منطق؟ لماذا لأنه أنت عندما ترجع إلى تراث كل واحد من هؤلاء تجد هذه هي طريقته هذا الذي أقول بأنه المنهج التتبعي منهج القرائن, أنت إلى مؤمن الطاق ترى بأنه بعض الخلاف كان يقول أشد عليّ من ألف سيف, طيب يوجد منهج عام.
ولذا واقعاً تتبعوهم هؤلاء الأشخاص هؤلاء المتكلمين لا علاقة لك كثيراً أنه ضعيف وغير ضعيف هذا كلام العجزة, ماذا يعني ضعيف, تعال أدخل في تراثهم انظر التراث الذي نقلوه هم هؤلاء نقلوا التراث إلينا.
>ثم التفت إلى الأحول فقال: قيّاس روّاغ تكسر باطلاً بباطل إلا أن باطلك أظهر, ثم التفت إلى قيس الماصر فقال: تتكلم وأقرب ما تكون من الخبر عن الرسول أبعد ما تكون منه< يقول تقترب تقترب بدل من أن تأخذ النتيجة مباشرة تبتعد, >فتمزج حقاً بباطل وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل< هذه قواعد, >أنت والأحول قفازان حاذقان< قفاز يقفز لا يستطيع أحد أن يمسك به وحاذق يعلم أين يهرب من الخصم, >قال يونس ابن يعقوب: فظننت والله أنه يقول لهشام قريباً مما قال لهذين< القفازان >فقال يا هشام: لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت< أنت طائر ولكنّه بعض الأحيان تقترب من الوقوع ولكنّه كالطير أيضاً مرة أخرى تجمع رجلين وتطير وبتعبيره في روايات أخرى, قال له فلان يتكلم قال لا, قال فلان يتكلم؟ قال: نعم, قال لماذا يا ابن رسول الله, قال لأن فلان يطير ولا يقع وفلان يطير ويقع, وأنا أريد شخصاً في مسجد الكوفة يطير ولا يقع, وإلا عندما يقع يعني نحن نقع, لأنهم يقولون هؤلاء تلامذة من هؤلاء؟ تلامذة جعفر.
فلهذا منع بعض أصحابه المتكلمين في أن يتصدوا في مسجد الكوفة وبعضهم ماذا؟ كان مسجد عام يحضره مئات بل الآلاف, لأنه يطير ولا يقع وتطير وتقع, >قال: فقال يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت, مثلك فليكلم الناس< أنت مسموح لك أن تذهب في أوساط الناس حتى يعرف الذين يخرجون على الفضائيات هؤلاء بعضهم زين على جعفر الصادق أو شين عليه؟ وما يدرون أنهم يضرون المذهب وهم في اعتقادهم قد يكون مأجور على نيته وليس بصدد أنه الثواب والعقاب الله يعلم أبداً, ولعله نيته أكثر بكثير من الناس ما عندي شغل بالنية وفي النوايا وفي الثواب أبداً أبدا أنا أتكلم في المعطيات, إذا هؤلاء كانوا ملتفتين إلى بيانات أهل البيت >فمثلك فليكلم الناس< ومع ذلك >اتقِ الزلة< قد تزل أيضاً >اتقِ الزلة< الإمام على القاعدة هناك دعا له قال له بأنه >ناصرنا بقلبه< قال: >اتقِ الزلة والشفاعة من ورائك< اطمأن بأننا شفعاءك يوم القيامة هذا إذا حمل على الظاهر, وإلا في قناعتي لا, إذا زللت أيضاً في هذه النشأة نحن واقفين لا تخف, ولكنّه بهذه القواعد.
طيب سؤال: هذا الأمر الأول الذي ذكره سيدنا الشهيد وهو أنه فقط هؤلاء يمثلون أهل البيت وأنه فقط هذه الطبقة تمثل أهل البيت واقعاً هذا تنسجم مع تراث أهل البيت أو أن أهل البيت كان لهم طبقة يمثلون فقههم وكان لهم طبقة يمثلون عقائدهم وطبقة يمثلون تأويلاتهم عبر عنها ما تشاء, طيب لماذا أنه إذا لم يأتي الأخبار والمعارف لم تأتي من أمثال زرارة ومحمد ابن مسلم ويونس ابن يعقوب كذا كذا, إذن هذه لابد أن يرمى بها عرض الجدار, من أين جاء هذا؟ ما أدري فسّروه, تفسيره من أين جاء هذا؟! إذا تراث أهل البيت فهذا تراث أهل البيت.
إذن إخواني الأعزاء في الأمر الأول الذي قاله سيدنا الشهيد+ وهو أنه: أن الطبقة واحدة من تلامذة الأئمة يمثلون تراث الأئمة هذا الكلام منسجم مع نصوص أهل البيت أو غير منسجم؟ غير منسجم, لأنه كل طبقة كانت لها, وهذا يكشف لك أنه عندما يقولون جامعة الإمام الصادق تبين أنه كانت جداً متطورة أكثر حتى من حوزاتنا الفعلية لأنه الآن نحن إذا شخص يأتي يدعوا في الحوزات العلمية أنه تعالوا نسوي تخصص هؤلاء يتخصصون بالفقه هؤلاء يتخصصون إلى الآن يعتبرونها فكرة تجديدية البعض وبعضها يعتبرونها هذه تدمير للحوزة هذا, تبين أنه كانت هي من أصول مدرسة الإمام الصادق, الآن أنا ما أريد أن أدخل في العلوم الطبيعية, وإلا جابر ابن حيان خمسمائة رسالة كتب عن من؟ اذهبوا وانظروا عند الغربيين جابر ابن حيان, والكل اتفقت كلمتهم أنّه كل ما قاله جابر كان منسجم مع ظروف زمانه والقدرة العلمية والطبيعية في زمانه أو كان خارج عن إطار زمانه؟ الكل متفق أنه هذه ليست كلمات جابر, الآن من أين جاء بها؟ ذهب وجاء بها من الروم ما ندري, ولكن ضمن الإطار العام الذي كان يعيش فيه جابر ابن حيان هذه المعارف ليست لزمان جابر ابن حيان, الآن الذي يعتقد كما نحن نعتقد أنه هذه بيانات من؟ هذه بيانات الإمام الصادق فالقضية محلولة, الذي لا يعتقد لابد أن يذهب ويرى بأنه جابر كان عنده ترجم كتب مثلاً من اليونان والفرس والأقدمين وكذا قال: ما ندري, المهم جابر ابن حيان متفق على أنه يوجد عنده من التراث ما لا يوجد في أمثال زمانه.
إذن تبين الإمام× جامعته أيضاً لم تكن مرتبطة بعلوم الدين فقط, وإنما كانت تجتاز العلوم الدينية إلى العلوم الطبيعية والتجريبية أيضاً.
هذا ما يتعلق بالأمر الأول المستفاد من كلامه.
أما الأمر الثاني: وهو أنه أساساً ما ورد في كلمات أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هل له قراءة واحدة وذكرت لطبقة واحدة أو أن الأمر يختلف؟ هذا إن شاء الله لنا حديثٌ مفصل مع السيد الشهيد في غد.
والحمد لله رب العالمين.