بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
بالأمس قرأنا عبارة لسيدنا الشهيد+, وقلنا أنّ هذه العبارة وهذا المقطع من كلامه يشتمل على أمرين وعلى إدعاءين:
الإدعاء الأول: أن هناك طبقة متعينة من تلامذة أئمة أهل البيت هم يمثلون الخط الفكري والتراث الديني الذي صدر عن أئمة أهل البيت وأن المشروعية لهؤلاء, فإذا نقلوا لنا شيئاً فهو الحجة وإن لم ينقلوا لنا ذلك فهذا يكشف إناً بطريق الدليل الإني أن هذا لم يصدر عنهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام). وإلاّ لو صدر عنهم لكانوا هم أولى بنقل هذه النصوص من غيرهم. وهذه الطبقة هي طبقة الفقهاء فقهاء أصحاب الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
هذه هي الدعوة الأولى.
الدعوة الثانية: أن كلمات أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ليست هي متعددة من حيث مراتب بيان المعارف الدينية, المعارف الدينية لها سطح واحد ودرجة واحدة وهو ما يفهمه عامّة الناس وهو الذي نقله إلينا هؤلاء يعني فقهاء أصحاب الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
بعبارة أخرى: نحن لا نجد في كلمات أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أنّ المعارف الدينية على درجات متفاوتة لا, المعارف الدينية هي ما يقولونه للناس وهو ما نقله إلينا هؤلاء ليس إلا.
السيد الشهيد& يظهر أنه في الدورة الأولى وفي الدورة الثانية, الآن هذه الكلمات لو كانت صادرة فقط في الدورة الأولى لكنت أحملها على أنها في ابتداء أبحاثه وفي أوائل ومكتمل أبحاثه إذن لعله تغير رأيه, ولكن عندما راجعنا وقرأنا العبارة بالأمس وجدتم أن السيد الهاشمي وهي الدورة الثانية للسيد الشهيد+ ينقل هذا الكلام وبنص هذا المعنى أيضاً موجود في الدورة الأولى, يعني: في (مباحث الأصول, للسيد الحائري, ج2, ص229) يقول: [إنّه توجد في رواة هذه الروايات] أي روايات؟ الروايات التي تنقل جملة من المعارف لا تنسجم مع الخط العام الظاهري أو العرفي لبيانات أئمة أهل البيت, يعني: عندما نأتي إلى بيانات أئمة أهل البيت نجد أنه بنحو العموم هذه البيانات موجودة, هذه البيانات أو هذه المعارف تنسجم مع هذا الخط العام أو لا تنسجم؟ لا تنسجم, يقول: [إنه توجد].
طبعاً هذه عندما أقرأ عبارات السيد الشهيد لا يتبادر إلى الذهن فقط مبنى السيد الشهيد هو هذا, لا إخواني الأعزاء هذا هو المبنى العام في الاتجاه الفقهي الذي يوجد عندنا في حوزاتنا العلمية وبعد ذلك سأميز بين المنهج الكلامي الفقهي والمنهج الكلامي الفلسفي, هذه منهجين لا منهج واحد.
ولذا أنتم تجدون أن المحقق الطوسي عندما يتكلم في الكلام يقول شيء وأنه الصدوق أو المفيد عندما يتكلم يتكلم ماذا؟ وكلاهما متكلم, هذا من متكلمي مدرسة أهل البيت وهذا أيضاً من متكلمي مدرسة أهل البيت, إن شاء الله من خلال الأبحاث ستتضح وإن كانت الآن الصورة غير واضحة ولكن ستتضح.
يقول: [إنّه توجد في رواة هذه الروايات ظاهرة مشتركة تناسب لسان هذه الروايات الصادرة منهم وتلك الظاهرة هي ظاهرة تبعيد الناس عن ظاهر الشرع] الآن أنا ما أعلم الآن سيدنا الشهيد+ من أين استفاد أن هؤلاء كانوا بصدد تبعيد الناس عن ظاهر الشرع, بعد ذلك إذا قرأنا بعض الروايات نجد أن هؤلاء لم يكونوا بصدد التبعيد وإنما كانوا هم بصدد بيان عمق آخر للمعارف غير هذه المعارف الظاهرية, وفرق بين المقامين بين من يريد أن يجعل المعارف الباطنية في قبال الظاهرية ويبعد الناس ويسقّط الظاهر, وبين من يريد أن يقول لا يمكن الاكتفاء بالظاهر بل وراء هذا الظاهر باطن, فرق كبير بين الأمرين, وأنا أتصور أن الخلط واقع في هذه النقطة, تصوروا الأعلام أن هؤلاء بصدد إسقاط الظاهر, لا, هذه إشارة إلى تلك المضامين التي وردت أن لهذا القرآن ظهراً وبطنا, ولبطنه بطناً التي هي الروايات الواردة من المدرستين معاً, هذه لا تريد أن تقول نسقط الظاهر لحساب الباطن, كما فعل أصحاب الظاهر على حساب الباطن, أصحاب الظاهر ماذا قالوا؟ قالوا ظاهر بشرط لا من الباطن, أولئك لو كانوا يقولون باطن بشرط لا من الظاهر بلي هذه المقولة كانت تصح ولكن بعد ذلك سيتضح أن هؤلاء لم يكونوا بصدد نفي الظاهر بل بصدد بشرط شيء مع الباطن, يعني ظاهرٌ ولكنّ الدين والمعارف الدينية لا تقف عند هذا الحد, لماذا؟ لأنه هم قالوا لنا >أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم< فبطبيعة الحال عندما يأتيه عالم من علماء أصحابه يتكلم معه بنحوٍ وعندما يأتيه إنسان عادي من أصحابهم ومن شيعتهم يتكلمون معه بنحوٍ آخر والروايات تشير إلى هذه الحقيقة.
ولكن سيدنا الشهيد يفهم القضية لا, أن هؤلاء كانوا بصدد تبعيد الناس عن الظاهر, وأنا أقول لا, أنهم كانوا بصدد إضافة معرفة وراء هذه المعرفة الظاهرية [وجابر ابن يزيد أحد هؤلاء الرواة, يقول: >خلت على الإمام الباقر× وأنا شابٌ<] الروايات التي قراناها بالأمس [>أعطاني كتاب كذا<] المهم هذه العبارات ينتهي إلى هذه النتيجة, الآن هذا جابر ابن يزيد بعد ذلك إن شاء الله كنموذج أقف عند جابر ابن يزيد في كتب القوم يعني عند مدرسة الصحابة وعند مدرسة أهل البيت لنرى بأنه جابر أساساً من هو؟ [ونحو ذلك من الأمور التي لو ضممناها إلى شهادة الأكابر من سلفنا الصالح] الآن شهادة الأكابر من هم؟ يعني شهادة الرجاليين السابقين الذين شهدوا على فلان بالجرح وعلى فلان بالتعديل وإلا سلفنا الصالح من هم سلفنا الصالح؟ يعني الكتب الرجالية التي كتبت في هذا المجال.
[يحصل لنا الظن القوي بأن مثل مذاق هذا الشخص] يعني جابر ابن يزيد [يريد غلق أبواب المعرفة وحكرها لنفسه وجعل الإسلام أمراً عجيباً لا يصل إليه إلا من كان مثله من الناس فبحساب الاحتمالات يحصل الظن القوي بكذب هذه الروايات] بكل وضوح, الآن عدم الصدور نشك في الصدور لا أن هؤلاء ماذا؟ هذا الذي بالأمس قلت بأنه مباشرة يردفون كلمة الغلو بكلمة الكذّاب, هذا منشأه وهو انه مباشرة باعتبار أن ذاك المنهج ذاك إذن يقول هؤلاء كذبوا على أئمة أهل البيت وإلا لم تصدر لا أنها صدرت ولها احتمالات أخرى. يقول: [بكذب هذه الروايات وكونها من إيحاءات هذا الذوق الذي كان اتجاهاً عاماً في جماعة من غير سلفنا الصالح من أمثال زرارة ومحمد ابن مسلم من فقهاء ظاهر الشريعة] هؤلاء الذين أخذنا منهم الأحكام العامة, [الذين أخذنا عنهم أحكامنا وذاك الاتجاه هو مسلك تعقيد المطالب وتأويل القضايا الدينية بما لا يناسب ذوق أولئك السلف الصالح] ومن هنا ينبه على قاعدة التفتوا ويا ليت أن هذه القاعدة كان عملوا بها في كل الموارد لا فقط في جابر ابن يزيد, قال: [ومن هنا نحن ننبه على مطلب عام وهو أنه في جملة من الموارد تنفعنا في مقام تقدير رواية الراوي وتقويمها مراجعة حال الراوي وتأريخه ومجموع ما نقله من الروايات] ما نكتفي أن نأتي إلى الكشي أو نأتي إلى النجاشي يقول ثقة أو ليس بثقة, بل لابد الوقوف على كامل حياته الفكرية والثقافية والعقدية لتشخيص أنه يمكن الاعتماد, وهذا هو المنهج الدلالي, ولكن المنهج الدلالي في فهم الرواة لا المنهج السندي فقط وهو أنه أساساً الراوي ثقة أو ليس بثقة. قال: [فقد نرى مثلاً عدداً كبيراً من أحاديث] طبعاً هذا ينفعنا تعلمون أين؟ ينفعنا في باب التواتر لانه الآن السيد الشهيد يحاول أن يسقط التواتر يقول إذا وجدتم ظاهرة مشتركة بين طبقة معينة من الرواة حتى لو كانت بالظروف الاعتيادية تفيد التواتر ولكن وجود هذه الظاهرة المشتركة تمنعنا من حصول التواتر وحصول العلم, وهذه قضية جد خطيرة في المعارف الدينية, يعني أنه الآن نحن عندما ننظر إلى الرواة نجد بأنهم متعددون, ولكن يقول لأنه يوجد هناك نفسٌ فكري مشترك بينهم هذا قوة لهذه القضية أو ضعف, يقول مانع وضعف لهذه القضية التي يشيرون إليها.
[فقد ترى مثلاً عدداً كبيراً من أحاديث متفقة على مضمون ما بحيث كان المفروض حصول العلم به بعنوان التواتر لكن تكشف بالفحص أو تُكشف بالفحص ظاهرة مشتركة عن حال رواتها تناسب الإيحاء المشترك بمضمون تلك الأحاديث مما يسقطها عن درجة التواتر المفيد للعلم, فالإطلاع على خصوصيات الراوي وحاله ومزاجه وما ينقل من سائر الروايات قد يدخل في علمية الاستنباط].
الآن هذا الذي أنا الآن فقط إشارة جزئية وإن شاء الله إذا صار وقت أقف عنده, هذا الذي عبر عنه جابر ابن يزيد, وقال بأنه [هناك ظن قوي بكذب هذه الروايات] يعني من الكذاب؟ جابر يعني وإلا الكذب ليس معلق بين السماء والأرض, إذا اتضح كذب هذه الروايات فالكذّاب من هو؟ جابر. أنا فقط هكذا جملتين أقول عن جابر وإذا توفقنا إن شاء الله بعد ذلك سنقف عنده.
في (ميزان الاعتدال, للذهبي) والإخوة يتذكرون أساساً أن الذهبي كيف كان متطرف ونقلنا كلماته فيما سبق وأنه من النهج الأموي لا من مدرسة الصحابة, هذا الإنسان عندما يأتي إلى جابر انظروا ماذا ينقل عن جابر, أو من هو جابر؟ يقول: [أحد علماء الشيعة, قال: ابن مهدي عن سفيان كان جابر الجعفي ورعاً في الحديث ما رأيت أورع منه في الحديث] هؤلاء الأعداء يشهدون في حق من؟ الآن انظروا هذا المسكين جابر الآن بعد ذلك يرفضوه, يقولون مع كل هذا ولكن مع ذلك لا نقبل لماذا؟ لأنه كان يقول بالرجعة, كان يقول أن علم النبي منحصر في علي ومن علي إلى الحسن وهل يوجد أكذب من هذا الكلام إذن فهو ماذا؟ المسكين هذا واقع في خان النص, لا من هنا ولا من هنا, التفتوا جيداً, الآن كل المشكلة أين؟ كل المشكلة سأنقل بعض الروايات التي ينقلها التي لا تنسجم مع الفهم العام لفهم تلك الروايات وإلا بيني وبين الله لم يقل لا باجتماع النقيضين ولا قائل بأن الله اثنين ولا بأن رسول الله أربعة, أبداً, المسكين ذكر بعض المضامين لا تنسجم مع الفهم -دعوني أكون أوضح- مع الفهم الفقهي للرواية, يعني مع الفهم الذي أشار إليه محمد ابن مسلم وزرارة ومع الفهم الذي الآن في زماننا يفهمه الخط الفقهي العام أنت تأتي تقول برواية مضمونها يمكن أن تفسر هكذا؟ يقولون لا, هذا خرج عن الإطار العام للمدرسة الرسمية والمشهورة.
انظروا إلى العبارات, يقول: [ما رأيت أورع منه في الحديث, وقال شعبة: صدوق, قال يحيى ابن أبي بُكير عن شعبة كان جابر إذا قال أخبرنا وحدثنا وسمعت فهو من أوثق الناس, وقال ويكيع: ما شككتم في شيء فلا تشكوا أن جابر الجعفي ثقة] هذه الكلمات لم توجد حتى في كتبنا الرجالية, في كتبنا الرجالية بين هن وهن عندما يوثقون جابر ابن يزيد الجعفي, [وقال ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول: قال: سفيان الثوري لشعبة لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمنّ فيك] أصلاً هذا غير قابل للكلام جابر, [وقال سلاّم أبن أبي مطيع قال لي جابر الجُعفي عندي خمسون ألف باب من العلم] يظهر أن القضية في ذاك الزمان كانت واضحة لا أنه والله روايات ضعيفة كانت مشهورة أن جابر يدعي أنه من مواضع أسرار آل محمد (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وكان مشهوراً عنه في الوسط الإسلامي في ذلك الوقت, [خمسون ألف باب من العلم ما حدثت به أحد فأتيت أيوب فذكرت هذا له فقال أما الآن فهو كذّاب] أحسنتم انتهت.
إذن اتضح ميزان الصدق والورع والكذب. ثم بعد ذلك مجموعة من النصوص مشكلته ماذا؟ مشكلة جابر هذا >سفيان: سمعت جابر الجُعفي يقول: انتقل العلم الذي كان في النبي إلى علي ثم انتقل من علي إلى الحسن ثم لم يزل حتى بلغ جعفراً] إذن صار ماذا؟ صار كذا, الآن اتضح هذه حيثية الكذب كما يقولون أن الإجماع إذا صار مدركي فيمكن الرجوع إليه لمعرفة أنه لماذا اتهم هذا الرجل بالكذب, المهم.
هذه عبارات الأعلام في هذا الاتجاه.
إذن هذا الاتجاه أنا أركز على هذا باعتبار حتى لا أقل يتضح للإخوة الأعزاء بأنه واحدة من أهم مفاتيح عملية فهم الدين عندي ما هو, يعني أنا عندما أتكلم عندما أكتب عندما أحاضر عندما أدرس لابد أن يعلم الإخوة أن واحدة من أهم المفاتيح وأهم الأسس والقواعد التي أنطلق منها هذه القضية وهو: أنه لابد أن نعرف أن المعارف التي جاءت من الدين سواء كان على مستوى النص القرآني أو على مستوى النص النبوي أو على مستوى الولوي لا فرق مجموعة هذه المعارف الدينية, هذه جميعاً تعبر عن درجة واحدة وهو ما يفهمه العوام وعموم الناس أو أن المعارف الدينية بالإضافة إلى ذلك هناك ماذا؟ هناك معارف ما ورائها يفهمها من؟ يفهمها المختصون, يفهمها المطلعون, يفهمها العلماء في هذا المجال وإن طرحت هذه المعارف إلى العموم يفهمون منها أمراً, ولكن إذا طرحت على أولئك يفهمون منها أمراً آخر, وليس فهمهم بصدد أن يقولوا أن الفهم الأول باطل, التفتوا إخواني الأعزاء.
انظروا أنا أضرب لكم مثال: يوجد بحث في مسألة المعاد, هل المعاد جسماني أو المعاد روحاني, معركة توجد بين علماء الكلام والفلسفة والفقهاء والمحدثين, هؤلاء يقولون جسماني وهؤلاء يقولون روحاني, مع أن القضية ليست ثنائية, القضية ثلاثية, يعني: رأي يقول بالمعاد الجسماني فقط, ويوجد هناك معاد روحاني وبُعد روحاني أو لا يوجد؟ لا يوجد, وقول يقول يوجد معاد روحاني فقط والجسم موجود أو غير موجود؟ لا يوجد هذا رأي, وكلاهما باطل نحن نعتقد, الصحيح ما هو؟ لا نقبل بالمعاد الجسماني وحده وإنما بالإضافة إلى الجسماني يوجد معاد روحاني, وهذا الذي ذهب إليه الحكماء, ولكن لأنهم القضية الجسمانية المعاد الجسماني كان واضح فركزوا على المعاد الروحاني فتصور أن هؤلاء يريد أن يقولون بالمعاد الروحاني دون الجسماني.
الآن تعالوا إلى محل كلامنا, ماذا يستفاد من النصوص الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أن أحاديثهم التي وردت عنهم هل هي للطبقة العامّة ولا يوجد ما ورائها شيء أو أن الأحاديث التي صدرت عنهم لها طبقات يعني طبقة درجة من المعارف هي لعموم الناس, ودرجة أخرى من المعارف هي لأواسط الناس, ودرجة أخرى هي للخواص من الناس, ودرجة من المعارف هي مختصة بهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يعني لا توجد عند غيرهم, في كل المعارف لا يتبادر إلى ذهنك أخصص المعارف العقدية لا, حتى في العبادات أيضاً لهم درجات من المعرفية العبادية توجد عند غيرهم أو لا توجد؟ لا توجد.
أما النصوص الدالة على ذلك بنحو الإجمال بالنحو الذي يسمح به الوقت, هذا الكتاب إن شاء الله بأيادي الإخوة وإن شاء الله يراجعونه ولكن أنا بالقدر الذي أحتاج إليه أشير إليه, في كتاب (علم الإمام) أنا وقفت عند هذه الروايات بشكل تفصيلي والإخوة بإمكانهم أن يرجعوا إليه, إخواني الأعزاء صنف من المعارف لا يقبلها ولا يفهمها ولا يؤمنها إلا شيعتهم هؤلاء شيعتهم وإلا غير شيعتهم يقبلونها أو لا يقبلونها؟ لا يقبلونها, مثل ماذا؟ مثل عصمة أهل البيت الآن الحد الأدنى من العصمة افترض, يعني: القضية المهملة, هذه من يقبلها شيعة أهل البيت, الآن أي واحد من شيعة أهل البيت سواء كان عامي سواء كان عالم سواء كان كبير صغير مسألة أهل البيت بالنسبة إليه معصومين أو ليسوا معصومين؟ بلي القضية واضحة, أما هذه القضية قابلة لأن تقبل من غير أتباع مدرسة أهل البيت أو غير قابلة لأن تقبل؟ لا تقبل. هذه صنف من المعارف. والتي الإيمان بأنه ماذا؟ معصومون.
الإيمان بأن الثاني عشر منهم حيٌ يرزق, هذه أبداً ليست من خواص الشيعة وإنما كل شيعي يؤمن بنحوٍ من الأنحاء الآن كيف يريد أن يؤمن هذه القضية المهملة يؤمن بها, وهذا ما أكده أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذا الحديث التفتوا إليه الحديث مفصل, أنا ما أبين كل الحديث باعتبار أنه مفصل الحديث ولكنّه أشير إلى بعض نقاطه. (كلام أحد الحضور) بلي في كتاب (علم الإمام, ص413- 414) يقول: >وعلماً أمرنا بتبليغه فبلغنا عن الله عزّ وجلّ ما أمرنا بتبليغه, فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه..< إلى أن يقول الإمام×: >فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك< احتملوا فيها معاني منها فهموا ذلك, >وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا< وأنا أتصور الآن أنتم في المجالس الشيعية العامة تذكر هناك مجموعة من المعارف تجد أنه الناس بطبيعية الحال ينسجمون معها أو لا ينسجمون؟ بلي ينسجمون معها و… وإلى غير ذلك, هذا الصنف, والروايات أيضاً بينت الآن لماذا هؤلاء قبلوا والآخرين لم يقبلوا ذاك حديث آخر, الآن ذاك حديث آخر لا أريد أن أدخل فيه.
صنف آخر من هذه المعارف: لم يحتملها إلا خواص شيعتهم, ليس كل شيعتهم, لو تذكر لهم تجد أنهم يقبلونها أو لا يقبلون؟ لا أقل أقل كلمة مع الأسف هؤلاء المثقفين الجدد بمجرد أن تقول له جملة يقول والله عقلي باعتبار أنه الله سبحانه وتعالى جعله هو مركز الكون وعقله هو الميزان للعالم كله, فإذا عقله ما يحتمله فإذن هو ماذا؟ لا يوجد, عقلي ما يحتمل, والروايات في هذا المجال أيضاً كثيرة, منها هذه الرواية القيمة التي أقرأها لكم روايات كثيرة أنا نقلتها, منها رواية أو روايتين:
الرواية: >عن الصادق عن قول أمير المؤمنين: إن أمرنا صعب مستصعب لا يقر به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل< الآن الملك المقرب والنبي المرسل الآن خارج عن ابتلائنا, محل ابتلائنا >أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان< هذا الذي أنا وأنت فيه.
رواية ثانية: >قال يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لا تدري ما كنهه, قلت ما هو؟ قال: قول علي ابن أبي طالب إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان<.
إذن تبين هناك صنف ومجموعة من معارفهم الدينية لا أقل متصفة بأنها صعبةٌ مستصعبة من يحتملها؟ >عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان< طبعاً في الصنف الأول من الروايات عندما نأتي إليها نجد بأنه الإمام يقول لا, الصنف الأول يحتملها كل شيعتنا, >إن حديثنا هذا تشمئز< إنه لابد أن فلان حتى يسقط عن أبي >إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا من كتب الله في قلبه الإيمان< لا >عبد امتحن الله قلبه للإيمان< فرق كبير >عبد كتب في قلبه الإيمان< >صعب مستصعب< واقعاً لا يحتمل العصمة كل أحد هل يحتملها كل أحد؟ هذه أمامكم الآن مئات من المسلمين يحتملون أو لا يحتملون؟ إلا من كتب في قلبه الإيمان وإلا من لم يكتب في قلبه هذا الإيمان الخاص هذا المعنى لا يحتمله.
ولكن هذا النصف الثاني من المعارف لا يحتمله إلا ماذا؟ إلا >عبد مؤمن< طيب هذا القسط الأول, بعد إضافة, >امتحن الله قلبه للإيمان< الآن أنتم ارجعوا إلى الروايات من هو الممتحن؟ لأنّه نحن مع الأسف الشديد في كثير من الأحيان نحاول أن نفسر النصوص بمشتهياتنا, بلي مصائب صارت كذا هذا مؤمن امتحن الله قلبه مع أن الروايات هي بشكل واضح وصريح بينت من هو الممتحن العبد المؤمن الممتحن بالإيمان.
الرواية: >وهي رواية سماعة ابن مهران< التي هي رواية جنود العقل وجنود الجهل, بعد أن يذكر الإمام جهود العقل وجهود الجهل يقول: >فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلاّ في نبي أو وصي أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان< إذن من هو المؤمن الممتحن قلبه للإيمان في نصوص أهل البيت؟ لا الذي رأى مصيبتين ما هي علاقته, بلي تلك آثار هذا الإيمان لا ذاك, إذن من؟ هذا الذي اجتمعت فيه جنود العقل وزويت عنه جنود الجهل, طيب من الذي يدعي هذا المعنى؟ أيوجد أحد يدعي هذا المعنى؟ هذا هو المؤمن الممتحن, يقول: >وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض جنود العقل< هؤلاء شيعتنا عموم شيعتنا, عموم شيعتنا الآن وحدة توجد اثنين توجد ثلاثة توجد على حسب درجاتهم >فلا يخلو أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل الإيمان وينقى من جنود الجهل فعند ذلك يكون في الدرجة العليا من الأنبياء والأوصياء< وهو العبد المؤمن الذي امتحن الله قلبه للإيمان. هذه أيضاً طبقة ثانية من المعارف الذي هؤلاء يحتملون وإلا غيرهم يحتمل أو لا يحتمل؟ وأنا لا أحتاج أن أضرب الأمثلة, الآن كثير من المعارف الموجودة التي يؤمن بعض علماء مدرسة أهل البيت تجد عندما يأتي إلى بعض آخر من علماء مدرسة أهل البيت يعبرون عنها ماذا؟ أنها غلو وأنتم وجدتم مصاديق كثيرة له, وإلا واقعاً المدرسة القمية شيعة أو ليست بشيعة؟ أم هؤلاء أيضاً خارجين عن المذهب؟ هؤلاء شيعة, ولكنّه يعتقد أنه من اعتقد أن النبي لا يسهو فهو مغالي.
إذن ليست المشكلة أنه عالم من العلماء, بلي عالم من علماء مدرسة أهل البيت ولكن هل يعتقد بأن الأئمة^ هم وساطة الفيض بين الله وبين خلقه أو لا يعتقد؟ لا يعتقد, شيعي أو ليس بشيعي؟ بلي شيعي, لا يؤمن بالولاية التكوينية لأئمة أهل البيت يقول ما عندنا دليل, شيعي أو ليس بشيعي؟ ماذا تقولون؟ لا واقعاً شيعية لا إشكال, لا يؤمن بأن أهل البيت يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة حكماً وموضوعاً شيعي أو ليس بشيعي؟ ليسوا بشيعة, طيب الآن تسعة وتسعين بالمائة من علماء الشيعة ماذا نخرجهم عن الشيعة, ارجعوا إلى كلماتهم واقرؤوها.
وفي المقابل نجد من يعتقد في أئمة أهل البيت من المقامات واقعاً إذا قستها إلى التوحيد عند بعض العلماء لوجدت هذه الإمامة فوق ذاك التوحيد, هذه أحفظوها عني, لأنه الله عنده هو عرفه قامة معينة, توحيده ومعرفته التوحيدية إلى هذه الدرجة وأنت تعطي مجموعة من المعارف لأئمة أهل البيت تفوق توحيده, لا تفوق التوحيد التفت, تفوق توحيده, طيب من حقه أنه يتهمك أو ما يتهمك؟ طيب يتهمك, ما أدري ذكرتها للإخوة هذه القضية, كنت في الحج وفي مجلس خاص نحن ثلاثة واثنين من العلماء الفضلاء من أصحاب البحث الخارج, فأردت أن أقوم من مقامي قلت يا علي, قال الآن لا يوجد أحد هنا ألم تقول يا الله أحسن, لأنه بالنسبة له واقعاً هذه القضية إذا قيست إلى يا الله ماذا؟ إذن تبين أنه نحن إذا لم نقل طيب الآخرين يتهمون بأن هذا ماذا؟ شرك, ولكن جنابه يعتقد هذا أولى أو خلاف الأولى؟ خلاف الأولى, طيب واقعاً إذا كان هذا خلاف الأولى فلماذا نحن نثقف شيعتنا عليه؟ هذا منشأه ما هو؟ منشأه أنه فهم الإمامة أو لم يفهم الإمامة؟ وإلا لو فهم الإمامة بيني وبين الله يقول ماذا؟ هذا هو الأولى كما أهل البيت علمونا بذلك, إذن التفتوا جيداً آثارها العملية في حوزاتنا العلمية لا تذهب بعيداً. هذه أيضاً لا أطيل الكلام لأن الوقت ينتهي, هذه أيضاً طبقة ثانية من معارفهم, وصنف ثاني من معارفهم.
صنف ثالث من معارفهم: لا يحتملها حتى خواص شيعتهم يعني حتى مثل أبو ذر, أبو ذر يحتملها أو لا يحتملها؟ لا يحتملها, هذه النصوص أنا نقلتها الإخوة إذا يريدون أن يراجعون وهي في (ص431, من الكتاب) هذه العبارة, الرواية أقرأ لكم واحدة منها. >قال: إن حديثنا صعب مستصعب شريف كريم ذكوان ذكي وعرٌ لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن< عجيب, إذن إذا هؤلاء كلهم ما يحتملون إذن من يا ابن رسول الله >قلت: فمن يحتمله جعلت فداك؟ قال: من شئنا يا أبا الصمت< إذن هذه نحن ما يمكن بالطريق المتعارف بالتعليم والتزكية الإنسان يصل إلى ماذا؟ هذه تحتاج إلى عناية خاصة من الإمام لهم, ولهذا أنتم اذهبوا وابحثوا في التاريخ تجدون بأنه واقعاً هناك الأئمة كان عندهم أصحاب أسرار يعني هذا صاحب سره يعني كل قضاياه كان يقولها هنا, لماذا؟ إذا شاء ذلك طبعاً لا مطلقا.
ومنه تتضح تلك الروايات التي قالت: >لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله لكفره..< إلى آخر ذلك, لماذا؟ باعتبار أن أبو ذر كان عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان, ولكن سلمان من أي طبقة كان؟ كان من ما فوق الخواص كان من الذين إذا شئنا, الذي طبقتهم سلمان, كميل, أويس, جابر ابن يزيد, يونس ابن عبد.. هذه الطبقة, تقول لي سيدنا إذن عمّار و.. الآن ذاك بحث آخر بأنه أساساً عمّار نستطيع أن نضعه في هذه الطبقة أو ما نستطيع كلها فيها نصوص, القضية لا أنه رأينا رؤيا ولا أحد جاءنا وأخبرنا أبدا فيها نصوص كاملة وانظروا إلى الروايات في مسألة الارتداد بعد رسول الله’ في عمار ماذا ورد, أنظروا الروايات ما أريد أن أنقلها هنا, هذه أيضاً طبقة. كم طبقة صارت إلى الآن؟ ثلاثة.
والطبقة الرابعة ماذا؟ وهو علمهم الخاص بهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قال (عليه أفضل الصلاة والسلام): >يقول إن من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن, قلت: فمن يحتمله إذن, قال: نحن نحتمله< هذه لنا.
رواية أخرى: >قال يا أبا محمد إن عندنا والله من سراً من سر الله وعلماً من علم الله والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان< وجدت بعض هؤلاء الذين لا خبرة لهم عندما جاؤوا إلى هذه الروايات يقولون يوجد تصحيف في هذه الروايات هذه ليست لا بل إلا ولكن صار فيها تصحيف, مع أنها هذه ليست رواية ولا روايتين واردة بعبارة لا لا, لا إلا, لأنه نحن عندنا روايات إلا فهو أيضاً تصور في درجة واحدة فتصور أن فيها تصحيف >والله ما كلف الله أحداً غيرنا ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا< طيب هذه معارف مختصة بنا. كم واحدة إلى الآن صارت؟ إذا أضفنا إليها أولئك الذين ماذا؟ ضيفوا إليهم هؤلاء >ثم قال: إن الله خلق أقواماً لجهنم والنار< هذه لام العاقبة لا لام الغاية لا غايتهم, لا لا عاقبتهم هكذا >فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناكم< نفس الذي تكلمنا به معكم تكلمنا به معهم, >واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به< لم نقل لهم تلك الخواص هذا الذي قلناه لكم قلناه لهم ولكن ماذا فعلوا؟ اشمأزت قلوبهم, إذن كم صارت؟
السؤال المطروح هنا وهو: أن الناس طبقة واحدة, الآن نتكلم على مستوى التشيع كم طبقة صاروا؟ واحد خاص, أخرجه من القائمة, كم صاروا الباقين؟
السؤال: أن المعارف التي بينت من أهل البيت على صنف واحد أو على أصناف ثلاثة أي منها؟ النظرية الفقهية القائمة في حوزاتنا العلمية تقول ماذا؟ صنف واحد, لأن البعض يسأل يقول لماذا تقولون هذا المنهج يختلف عن هذا المنهج؟ لا, هذه واحدة من أمهات الخلاف بين المنهج الفقهي العام, الآن قد يوجد هناك فقيه بالإضافة إلى أنه فقيه أيضاً حكيم وعارف مثل السيد الإمام+ يؤمن بهما ولكن أنا أتكلم عن ماذا؟ عن المنهج الفقهي العام, يرى أن المعارف الدينية عموماً إنما هي من صنف واحد وفي المقابل يرى الخط الفلسفي وبتبع ذلك الخط الكلامي والخط التفسيري النابع من هذا المنهج يقول لا أن المعارف التي بينت في القرآن وفي الرواية لا أقل على ثلاثة أصناف وعلى ثلاث درجات.
الآن جنابك عندما تدخل إلى الدين وتريد أن تفهم الدين, يا هو مبناك هذا أو هذا؟ إذا تدخل ولم تنقح المسألة والله تدخل أعمى في أعمى سبعين أعمى جر معه إلى يوم القيامة, لماذا؟ لأنه واقعاً ما تستطيع أن تفهم المعارف, لأن المعارف واقعاً أنت في الرتبة السابقة لابد أن تحدد منهجك, كما حدد سيدنا الشهيد منهجه, قال: الذي يقوله محمد ابن مسلم وزرارة وهذه الطبقة ماذا؟ أوكي رسمي, الذي هذا الخط ما ينقله ماذا؟ خط أحمر انتهى, هذا منهج. ولذا ما يفرقه جابر جيد أو ليس بجيد يقول ليس مهم عندي هذا, أنا أبحث عن أحوال جابر أرى أنه ينقل روايات يتفق مع محمد ابن مسلم أو لا يتفق؟ هذا منهج إخواني.
ولذا تجدون أن المعارف واختلف فقهائنا اختلف علمائنا اختلف المتكلمون ولذا أنا ما أستطيع المتكلم من أمثال المجلسي في الطبقة التي فيها السيد الطباطبائي, الطباطبائي متكلم أو ليس بمتكلم؟ نعم هذا تفسيره كله كلام من أوله إلى آخره, كتبه الكلامية قليلة؟ ولكن هذا كلام وهذا كلام آخر, هذا منهج في فهم العقائد وهذا منهج آخر في فهم العقائد.
انظروا إلى العبارة, في (البحار) عنده تعليقة السيد الطباطبائي يقول: مشكلتنا مع صاحب البحار أمرين:
[الأمر الأول: أنه سوء الظن بالباحثين من الحكماء]
يقول أنه يسوء الظن بهم, يقول هؤلاء كلهم علامة استفهام عليهم, الآن هذه مشكلة شخصية عنده صاحب البحار مع من؟ مع الحكماء.
[الثاني: الطريق الذي سلكه في فهم معاني الأخبار حيث أخذ الجميع في مرتبة واحدة من البيان وهي التي ينالها عامة الأفهام, وهي المنزلة التي نزّل فيها معظم الأخبار المجيبة لأسئلة أكثر السائلين مع أن في الأخبار حقائق عالية لا تفهمها إلا الأفهام العالية والعقول الخالصة فأوجب ذلك اختلاط المعارف الفائضة عنهم وفساد البيانات العالية بنزولها منزلة ليست هي منزلتها وفساد البيانات الساذجة أيضاً لفقدها تميزها وتعينها, فما كل سائل من الرواة في سطح واحد من الفهم وما كل حقيقة في سطح واحد من الدقة والمتانة واللطافة والكتاب والسنة مشحونان بأن معارف الدين ذات مراتب مختلفة وأن لكل مرتبة أهلا وأن في إلغاء المراتب هلاك المعارف الدينية].
والحمد لله رب العالمين.