نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (89)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    كان الكلام في الموانع التي قد تذكر في المقام لتضعيف جابر ابن يزيد الجعفي أو للتوقف في أمره, أشرنا إلى المانع الأول والمانع الثاني وانتهينا إلى المانع الثالث وهو أنه قد يقال أنه لم ينقل عنه الثقات وأنّه في الأعم الأغلب إنما يروي عنه الضعفاء.

    طبعاً أنا لا أريد أن أدخل في هذه المقولة وهو أنه أساساً لماذا أن البعض من الرجال والبعض من الأصحاب لا ينقل عنهم الثقات, لأنّه أساساً لابد أن نعرف بأن هؤلاء الذين قيل أنهم نقلوا عنه أنهم ضعفاء في الواقع أنهم ضعفاء أو ليسوا بضعفاء. وعلى فرض قبول أنّه لم ينقل عنه هؤلاء المعروفون بالثقة والوثاقة فهذا ليس بالضرورة أنّ سببه ضعف جابر ابن يزيد الجُعفي, لعل هناك أسباب أخرى متعددة لم تؤدي إلى أن ينقل عنه, واحدة منها: أنه أساساً لا يعرفون الرجل, ثانياً: أنه لو عرف لم يكن في أوساط طبقة خاصة من الرواة حتى ينقلوا عنه.

    إذن بشكل عام أتكلم, وهو أنّه عدم نقل الثقات عنه هذا لازم أعم للضعف, ليس بالضرورة أنه لم ينقل إذن هو ضعيف, وقد يكون ضعيفاً ولكنّه ليس بالضرورة أن هناك ملازمة بين عدم نقل الثقات عنه وبين ضعف الرجل, لا ملازمة عرفية ولا ملازمة شرعية ولا ملازمة بحسب القواعد الرجالية, بأي ميزان فرضنا لا توجد هناك ملازمة بين عدم نقل الثقات وبين ضعف ذلك الإنسان, هذا مضافاً إلى كل ما تقدم أنّه من قال بأنه لم ينقل عنه الثقات, بل هناك مجموعة من الأعلام الثقات نقلوا عنه, نعم وفي ضمن أولئك أيضاً نقل عنه غير الثقات ولو كان هذا الميزان تاماً واقعاً للزم سقوط جملة من الأعلام لأنه نقل عنهم مجموعة من الثقات ونقل عنه مجموعة من الضعفاء, إذا كنا نريد أن نقول بمجرد أنه ذكر أو نقل عنه جملة من الضعفاء أو كثير من الضعفاء إذن لابد من أن نقول ذلك ضعيف واقعاً يلزم سقوط كثير من أعلام أصحاب أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    بالمناسبة, انظروا هذه المشاكل التي تولدها, وطبعاً على مبانينا بشكل أو بآخر قابلة للحل ولكن للآخرين واقعاً صعبة جداً, كنت أرى برنامجاً في الفضائيات باللغة الفارسية, كان ذاهب بشكل دقيق جداً حاصي أولئك الصحابة أو الأصحاب الذين لعنهم أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) والعدد قد يصل إلى ستين شخصاً ملعونون من قبل أئمة أهل البيت وذكر مجموعة من الأسماء وهي صحيحة أيضاً أنّه هم مدار الفقه عليهم, يعني أمثال زرارة وهذه الطبقة التي هي لعنة في كلمات أئمة أهل البيت, فلذا كان يأخذ نتيجة أن كل روايات أصول الكافي أو في الأعم الأغلب روايات الكتب الأربعة منقولة من من؟ من ملعونين هذا فقه ومعارف مدرسة أهل البيت, هؤلاء إذا عندهم معارف افترضوا صحيحها مأخوذة من كتب السنة, وإلا التي لهم فهي عموماً نقلتها معلونين.

    انظروا الآن هذه كم يحتاج لها بحث رجالي قوي حتى يمكن الدفاع عن مثل هذه الشبهة, وهي في كتبنا الرجالية ووجدت أنه ينقل من كتاب النجاشي يعني عبارات النجاشي بالضبط راجعها, بالطريقة التي نحن نراجعها الآن في كتبهم أيضاً مؤسسة علمية معروفة ومشتغلين على هذا, المهم, ومع الأسف الشديد نحن هذا العمل الرجالي لم يصر إلى الآن عندنا أنه كيف ندافع دفاع علمي منهجي صحيح لتخليص هؤلاء مما ذموا به ومما لعنوا به, على أي الأحوال.

    في (خاتمة المستدرك) يحصي عدد كبير من الأعلام الذين نقلوا عن جابر ابن يزيد الجعفي, في (خاتمة المستدرك, ج4, طبعة مؤسسة آل البيت, ص194) بعد أن ينقل الشبهة يقول: [ويكذبه رواية الأجلة عنه واعتمادهم عليه فروى عنه الثقة أبو الحسن أحمد ابن النظر كثيراً ومحمد ابن خالد الطيالسي ويونس ابن عبد الرحمن كما في الكافي في باب العفو وباب بر الوالدين وباب أن الميت يمثل له ماله وولده, والحسن ابن محبوب في باب الرفق وباب نصيحة المؤمن وباب ما أخذه الله على المؤمن وعثمان ابن عيسى وحماد ابن عيسى في التهذيب في باب الوصية ووجوبها وفي الكافي في باب الإشارة والنص على الحسن ابن علي, وعبد الله] وهؤلاء كلهم من الثقات هؤلاء الأعلام أعلام ثقات أصحاب أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) [وعبد الله ابن المغيرة فيه أي في التهذيب في باب فضل الخبز وهؤلاء الخمسة من أصحاب الإجماع ومحمد ابن خالد البرقي والحسين ابن المختار وعلي ابن سيف ابن عميرة وإسماعيل ابن مهران السكوني ونصر ابن مزاحم والحسين ابن علوان وإبراهيم إلى فلان … ومنهم ابن أبي عمير ومحمد ابن سنان وكيف يحتمل في حقه الضعف بالكذب والوضع مع اعتماد أمثال هؤلاء عليه, وفيه أمثال يونس وحماد الذي بلغ من تقواه وتثبته واحتياطه أنه كان يقول سمعت من أبي عبد الله× سبعين حديثاً فلم أزل أدخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين, وهل يروي مثله عن غير الثقة المأمون] هذا مضافاً إلى كل ذلك رواية علي ابن إبراهيم لا في مورد ولا موردين في تفسيره.

    وهذا المعنى كما أشار إليه (السيد الخوئي, في معجم رجال الحديث, ج1, ص49, في المقدمة الثالثة في التوثيقات العامة) يقول: [قد عرفت فيما تقدم أن الوثاقة تثبت بأخبار ثقة أو بإخبار ثقة فلا يفرق في ذلك بين أن يشهد الثقة بوثاقة شخص معين بخصوصه وأن يشهد بوثاقته في ضمن جماعة] هذه التوثيقات العامة التي عندنا, [فإن العبرة إنما هي بالشهادة بالوثاقة سواء أكانت الدلالة مطابقية أو تضمنية ولذا نحكم بوثاقة جميع مشائخ علي ابن إبراهيم الذين روى عنهم في تفسيره مع انتهاء السند إلى أحد المعصوين^ فقد قال في مقدمة تفسيره ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي إلينا من مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم].

    الآن هناك بحث أنه أساساً إذا تعددت الواسطة بين علي ابن إبراهيم وبين الإمام أكثر من واسطة هل يشمل ذلك, يعني يشمل أيضاً السند مع الواسطة أو ماذا؟ إذا لم تكن إلا واسطة واحدة؟ نفس القضية الموجودة في (كامل الزيارات) وهو أنه أساساً التوثيق فقط لمشايخه أو لمشايخ مشايخه ومشايخ مشايخ الذي السيد الخوئي كان يذهب إلى الأول وبعد ذلك عدل عن هذا, الآن المهم لا يفرق باعتبار أنه علي ابن إبراهيم نقلاً تكراراً عن جابر ابن يزيد الجعفي مباشرة, وهذا توثيق له.

    إذن القضية دعوى أنّه لم ينقل عنه إلا الضعاف أو في الأعم الأغلب الضعاف لا الأمر ليس كذلك, هذا مضافاً إلى ما أشرنا إليه في الدرس السابق وهو أنه أساساً جملة من هؤلاء الذين رموا بالضعف أيضاً لعل حالهم من أمثال محمد ابن سنان الذين هم أيضاً لا يوجد فيهم ضعف.

    إذن المانع الثالث أيضاً غير تام.

    المانع الرابع -الذي ذكر في كلماتهم- وهو: أنه وجود رواية صحيحة كما في (اختيار معرفة الرجال أي رجال الكشي, ج2, ص436) الرواية صحيحة السند وهي لعله من أهم الموانع الرواية >عن أبي بُكير عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله× عن أحاديث جابر فقال: ما رأيته عند أبي قطُ إلا مرة واحدة وما دخل عليّ قطُ< طيب إذا لم يكن عنده علاقة بأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كيف يمكن أن تنسب إليه مثل هذه الروايات.

    في مقام الجواب إخواني الأعزاء: هذه الرواية تقريباً اتفقت كلمة المعلقين على هذه الرواية بأنه أساساً أن الإمام× كان بصدد التورية, الآن لماذا؟ لأسباب قد نعرفها وقد لا نعرفها, بأي قرينة؟ بقرينة أنّه لو لم يكن معروفاً أنّه من تلامذة الباقر والصادق أساساً لما كثر السؤال أنه أساساً ينقل عنكم كذا وكذا, طيب لم يدخل على الصادق فعلى أي أساس يسألون أحاديث أحاديث؟

    ولذا السيد الخوئي+ في (ج4, في هذا المجال في تعليقته على هذه الرواية) يقول: [لا إشكال ولا شبهة بأنه فلابد من حمل هذه الرواية على نحوٍ من التورية] وخصوصاً بالإضافة إلى ما تقدم فيما سبق أنه القرار كان أن هؤلاء يعرفون أو لا يعرفون؟ علاقتهم بأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)؟ قال: [إذ لو كان جابر لم يدخل عليه السلام وكان هو بمرئً من الناس لكان هذا كافياً في تكذيبه وعدم تصديقه إذن فكيف اختلفوا في أحاديثه أنها صحيحة أو غير صحيحة] يعني إذا لم تكن هناك مراودة بين جابر وبين الإمامين الباقر والصادق أساساً هذه الأحاديث لها موضوع أو ليس لها موضوع؟ ليس لها موضوع, موضوعها إنما يتم إذا فرضنا أن جابر كان يراود أئمة أهل البيت, ثم يشير إلى نكتة أنا المهم عندي هذه النكتة, يقول: [حتى احتاج زياد إلى سؤال الإمام عن أحاديثه على أنّ] التفتوا على هذه النكتة [على أنّ عدم دخوله على الإمام لا ينافي صدقه في أحاديثه] ما هي الملازمة أصلاً, افترضوا أن الإمام قال ماذا؟ لا يراودنا كثيراً, طيب هذا معناه أنه يعني الرجل ضعيف مثلاً كذّاب مثلاً وضّاع مثلاً أين الملازمة بين عدم الدخول عليهم وبين عدم الاعتماد على الرجل؟

    ولذا في روايات أخرى الآن لا يوجد وقت أن أشير إليها في روايات أخرى أن هذه الطبقة الخاصة من تلامذتهم أساساً ما كانوا يلتقون بالأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في المجالس العامة, نعم فقط ما كان يرونهم -بتعبيرنا إن صح التعبير تضرب الأمثال ولا تقاس يعني أنت ما كنت تجدهم حاشية الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)- هؤلاء ما كانوا في الحاشية في أي وقت تدخل الدفتر أو المؤسسة تجدهم أو لم تجدهم؟ ما تجدهم, ولكن هذا ليس معناه أنه لا علاقة لهم ماذا؟ لأسباب خاصة الآن لا يدخلون إلى هذه المكانات أو لأي سبب كان, الآن إما لقضايا أمنية أو لقضايا أخرى أصلاً لا علاقة لنا بها, إذن أي ملازمة بين عدم الدخول وبين عدم الصدق أو أنه كذّاب أو يتوقف في أمره ما هي الملازمة؟ على أن عدم دخوله على الإمام لا ينافي صدقه في أحاديثه لماذا؟ لاحتمال أنّه كان يلاقي الإمام× في غير داره أو في غير المجالس العامة, والإمام× استعمل التورية, قال بأنه لا لا يدخل عليّ وواقعاً أيضاً هذا البيت لم يدخل عليه إلا مرة مثلاً أو في المجالس العامة لم يدخل عليه ولا مرة.

    إذن هذا الحديث الوحيد الصحيح الذي يُذم به من؟ أو جُعل منشأً للتوقف وهو أن جابر قال عنه الإمام الصادق (عليه أفضل الصلاة والسلام) أنه لم يدخل على أبي ولم يدخل عليّ ولا مرة واحدة, دخل على أبي مرة وعليّ لم يدخل ولا مرة واحدة.

    إذن هذا المانع أيضاً غير صحيح.

    يبقى هنا سؤال واقعاً: هذا السؤال هو أنه أساساً إذا كان هذا هو حال الرجل, إذن ما هي الأسباب التي أدّت بالبعض, التفتوا إلى هذه القضية وهي قضية كلية عامّة ليست مختصة بجابر وغير جابر بل شاملة لأمثال جابر, ما هي الأسباب الحقيقية الآن إما لتضعيف الرجل وإما للتوقف في أمره؟

    في الواقع بأنه في اعتقادي أنّ هناك سببين أساسيين وهذان السببان على مر التاريخية موجودة, يعني في كل زمان هذان السببان يمكن أن يتكررا ولكن باختلاف الظروف:

    السبب الأول: وهو نقله, التفتوا جيداً, نقله لبعض المعارف والحقائق عن أئمة أهل البيت بما لا يناسب المذاق الذي يعيشه ذلك الإنسان في ذلك الوسط الفكري والعقائدي والثقافي, هذا سببٌ كافي لاعتزال الناس عنه, وسببٌ كافي لعدم النقل عنه, وسببٌ كافي للاتهام وسببٌ كافي للتهمة, وسبب كافي للظن, ولذا أنتم تجدون بشكل واضح وصريح أن كلمات أعلام المنهج الأموي الذي أشرنا إليهم يعني ابن حجر والذهبي, يقولون أننا لم نجد أورع منه لم نجد أصدق منه صدوق كل هذا كلام, ولكن بمجرد أنه آمن بالرجعة, بمجرد أنه قال بأنه وصي الأوصياء, بمجرد أنه كان يشتم الصحابة أو يلعن الصحابة هذا كافٍ لاتهامه بالوضع والكذب والدس والتزوير ونحو ذلك, وعلى مستوى فكرهم طبيعي هذا, باعتبار أنه هذا ينسجم مع مبانيهم أو لا ينسجم مع مبانيهم؟ لا ينسجم مع مبانيهم, ولذا تجد ماذا؟ اتهموه مباشرة مع أنهم يصرحون أنه أوثق الناس.

    إذن العامل الأول: هو أنّك تقول بجملة من الحقائق معارف مباني نظريات سمه ما شئت, تقول وهو ينسجم مع الوضع الثقافي والفكري للمجتمع الذي تعيش فيه أو لا ينسجم؟ وعندما أقول لا ينسجم ليس مرادي عموم الناس مرادي الطبقة الخاصة يعني النخبة, الآن سواء كانت نخبة فكرية ثقافية أو نخبة ماذا؟ النخبة الحوزوية, وعندما أقول النخبة الحوزوية يعني الخط الرسمي العام, الخط الرسمي العام ينسجم مع هذه الحقائق أو لا ينسجم؟ لا ينسجم, هذا منشأ لا أقل للتوقف, يقولون.

    ولذا أنتم تجدون بشكل واضح وصريح يعني كلمات سيدنا الشهيد+ واضحة في هذا المجال, لما لم ينقل هذه المعارف أمثال محمد ابن مسلم وزرارة إذن نتوقف في جابر, انتهت القضية, هذه قضية في كل زمان, كلٌ بحسب ذلك الزمان, وهذا تصريح فيه يوجد في كلمات الأعلام, من مدرستنا ومن مدرستهم.

    على مستوى مدرسة القوم, في (صحيح مسلم) هذا المعنى بشكل واضح وصريح في هذه (الطبعة التي عندي هي دار الخير) التي واقعاً تُعرف الأشياء بأضدادها (دار الخير, ج1, ص24).. ما نستطيع أن نقول شيئاً آخر, الرواية هذه >سمعت جريراً يقول لقيت جابر ابن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه< لماذا >كان يؤمن بالرجعة< انتهت, إذن ما ننقل عنه, وهذا هو الذي قلناه نحن قبل قليل ينقلون عنه أو لا ينقلون؟ لا ينقلون. صدوق أورع الناس أصدق الناس يقول هذا كله لا ينفع ما دام يقول بما لا نقول, ما دام يرى ما لا نرى وما أريكم إلا ما أرى, وهذا منطق عام لا تتصوره في السياسة في العقيدة في كل مكان, وما أريكم إلا ما أرى, إن وافقت فبها ونعمت وإن لم توافق فتصير خارج عن القانون إرهابي إلى آخره كل هذا يصير, في الوضع العلمي ماذا يصير؟ متهم بالوضع متهم بالكذب متوقف في أمره ينقل الغرائب ينقل كذا … إلى آخره, وهذه سنة موجودة على مر التأريخ ولم تكن مرتبطة بجابر في كل زمان هذه موجودة.

    رواية أخرى: الرواية >قال: كان الناس يحملون عن جابر< يحملون ينقلون عنه يروون عنه >كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر< يعني بعد أن عرف أنه من موالي أهل البيت وفي ذلك الزمان واقعاً لم يكن أحد يجر أنه يصرح بمباني, هي نحن الآن بعد ألف وأربعمائة وثلاثين سنة نستطيع أن نصرح بمباني أهل البيت أو ما نستطيع؟ واقعاً بيني وبين الله هذه أمامكم الفضائيات, بمجرد أنه قليلاً نخرج عن الخطوط الحمراء يقولون ليس مناسباً انتهت القضية, فما بالك في ذلك الزمان, بمجرد كان يقول قال وصي الأوصياء وخير الأوصياء, طيب هذه تتحمل في الوضع الثقافي العام والعقدي العام أو لا تتحمل؟ لا تتحمل, >قال: قبل أن يظهر ما أظهر, فلما أظهر ما أظهرَ اتهمه الناس في حديثه وتركه بعض الناس< يعني بعبارة أخرى: بعض قالوا كذّاب بعض توقفوا, لأنه يقول: >اتهمه الناس في حديثه< يعني اتهموه بالوضع, >وتركه بعض الناس< يعني توقفوا في أمره, >فقيل له وما أظهر؟ قال الإيمان بالرجعة< لم يعمل شيء آخر, طبعاً في ذلك الزمان إظهار هذه العقيدة تعد من الأمور الكبائر, الآن في زماننا واحد يظهر الرجعة لعله ليست بذلك المعنى.

    رواية ثالثة, الآن نموذج من الروايات, التفتوا جيداً, قال: >سمعت رجلاً سأل جابر عن قوله عز وجل {فلن أبرح الأرض} -الإخوة الذين يحضرون عندنا الفصوص يدرون هذه الرواية كم تنفع- {فلن أبرح الأرض} -في أخوة يوسف, {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين} فالقضية التي صارت ذاك الأخ الذي كان مسؤول عنه وضاع, قال بأنه أنا أرجع أو ما أرجع؟ أبقى هنا إلى أن الله سبحانه وتعالى يحل المشكلة. >فقال جابر: لم يجئ تأويل هذه الآية< يعني ماذا تأويل أي شيء؟ طيب الآية مرتبطة بأخوة يوسف وكذا, يقول لا هذه من مصاديق الآية الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) فإنه لن أبرح الأرض لن يخرج إلا أن يأذن لي أبي, وأبوه من؟ علي, وواقعاً أيضاً كذلك لابد أن يأتي الإذن منه وإلا يحصل الظهور أو لا يحصل الظهور؟ يقول: كفر, هذه الآية ما هي علاقتها بالحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام).

    مشكلة جابر في هذه؟ هذه تنسجم مع الاتجاه العام في التفسير أو لا تنسجم؟ هذه ما تنسجم ولكنّه جابر ينقل مصداق, أنا مراراً ذكرت أن هذا ليس تفسير الآية كما قال تأويل الآية يذكر مصداق من مصاديق الآية. يقول: >فقال جابر لم يجئ تأويل هذه, قال سفيان: وكذب< كذّاب هذا, ما ربط هذا, >فقلنا لسفيان وما أراد بهذا< طبعاً جابر لم يصرح ولكن يدرون مبانيه ما هي >قال وما أراد بهذا قيل لسفيان, قال: فقال: أن الرافضة تقول أن علياً في السحاب فلا نخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي منادٍ من السماء يريد علياً أنّه ينادي< والروايات عندنا >اخرجوا مع فلان< مع من؟ مع المهدي× >يقول جابر: فهذا تأويل هذه الآية وكذب, كانت في أخوة يوسف< هذا الآية مربوطة بأخوة يوسف ما الذي أخذها للمهدي وللإمام علي؟ مشكلة جابر ماذا كانت؟ هذا السنخ من الروايات.

    طيب بيني وبين الله أنا أسألكم أنتم, الآن في حوزاتنا العلمية واحد يجلس يفسر بعض الآيات هذا التفسير الاتجاه العام يوافق عليه أو لا يوافق, حوزاتنا العلمية لا الوضع السني, حوزاتنا العلمية يوافق على هذا النهج من الفهم للآيات أو لا يوافق؟ هذا غريب هذا, لا أقل يتوقف, لا أقل يقال أنه يعتني بظواهر الآيات أو لا يعتني؟ لا يعتني. هذا على مستوى مدرسة الصحابة.

    أما على مستوى مدرستنا, مدرسة أهل البيت, خلاصة الكلام كما قال المحدث النوري قال: المشكلة في جابر هي هذه, التي قلت هي المشكلة العامة, المشكلة في جابر هذه؟ [قلت: قد كانت جملة من المسائل المتعلقة بالمعارف عند جماعةٍ من أعاظم هذا العصر] مقصوده من هذا العصر يعني عصر من؟ عصر جابر, يقول مجموعة من القواعد العقدية كانت الخروج عنها يعني خروج عن ماذا؟ لأنه أنا أخاف أتكلم ببعض الكلمات وأنتم ذهنكم يذهب يميناً ويساراً, كونوا على ثقة بأنا أتكلم هنا لا يميناً يصير خروج عن المذهب, يصير ضآل مضل, لماذا؟ لأن الإطار العام يسمح بها أو لا يسمح؟ بغض النظر أنّه أريد أن أقول أن الذي قال صحيح أو كان لا لا, الآن لست بصدد أنّه الصحة أو الخطأ, لا يتبادر إلى الذهن أنّه أنا أريد أن أؤيد أو أن أنفي.

    يعني بعبارة أخرى: أنا ما أريد أن أقيم أنه الآن صحيح أو خطأ, بصدد تقرير الواقع, تقرير الواقع, كونوا على ثقة, أنا عندما كنت أخرج كان عندنا أيام دروسنا العقائدية كنا نتكلم في بعض هذه القضايا, بعض الإخوة الأعزاء الأجلاء الفضلاء أصحاب بحث الخارج نصحوني قالوا لي سيدنا بأنه ماذا تفعل بهذه, هذه عادةً تنقل إلى فلان وفلان, وفلان وفلان من الأعلام لا يوافقون على هذه المباني فالنتيجة ماذا تصير؟ يتوقف أمري أنه هذا الكلمات ماذا؟ على ماذا أنت تشير إلى هذه المباني, بعض الأعلام لا يوافق على أن أهل البيت هم واسطة الفيض بين الله وبين خلقه يعتبر ذلك من التفويض الباطل. طيب نحن نصر على هذا المبنى عقائدياً, طيب هذه بالنسبة إليه ولا أريكم ما أرى طيب اعتقاده هو بأنه الحق هو ما يذهب إليه فمن يخرج, يخرج عن أصول وعن قواعد المذهب.

    المهم, يقول: [أن جملة من المسائل المتعلقة بالمعارف عند جماعة من أعاظم هذا العصر, جملة من المسائل من المناكير التي يضللون معتقدها وينسبونه إلى الاختلاط] كان هذا مبنى في ذلك الزمان.

    الآن ما هي تلك المسائل في ذلك الزمان, الآن ما هي تلك المسائل في ذلك الزمان لا في زماننا, في زماننا الآن الولاية التكوينية وساطة الفيض هذه الأبحاث, في ذلك الزمان كان يقول لا كانت مسائل أخرى, [كمسألة وجود عالم الذر] يقول في ذلك الزمان هذه المسألة من يؤمن بها الآن نأتي بالأسماء وواقعاً اذهبوا وراجعوا أنا راجعت بعض الروايات ووجدت أن الحق معه, لأنه هو لم يقل شيء خلاف لأنه البعض يتصور أنه قائل بحقائق هي ما أدري كذا, لا لا, قائل بجملة من المباني الوضع العام كان يقبلها أو لا يقبلها؟ يضرب مثال: [كوجود عالم الذر والأظلة عند الشيخ المفيد] عالم الظل [وطي الأرض عند علم الهدى] أنّه أساساً هذا طي الأرض هذا صحيح أو من المناكير؟ [ووجود الجنة والنار الآن عند أخيه الرضي] أصلاً هذه الآن كيف شخص يؤمن بأن الجنة والنار الآن ماذا؟ موجودتان, مع أنه في الروايات الصحيحة عندنا >ليس منّا من لم يؤمن أن الجنة والنار مخلوقتان< طيب عندنا روايات محل خلاف المسألة, [وأمثال ذلك ممّا يتعقل بمقاماتهم ^ وغيرهم مع تواتر الأخبار بها وصيرورتها كالضروريات في هذه الأعصار] في زماننا الآن واحد لو يؤمن بعالم الذر أو يؤمن بأن الجنة, الآن يوجد مشكلة أو لا مشكلة؟ ولكن في ذاك الزمان ماذا؟ فلهذا قلت كل زمان بحسب ذلك الزمان ليست القضية مختصرة بهذه, [وظاهرٌ أن هؤلاء كانوا إذا خالفهم أحد فيما يعتقدون نسبوه إلى الضلال] هذه نظرية إقصاء الآخر, إما هذا وإما ما باللازم, [بل نسبوه إلى الاختلاط بل الزندقة ومن سبر روايات جابر في هذه الموارد وغيرها يعرف أنّ نسبة الاختلاط إليه اعتراف لهم ببلوغه المقامات العالية والذروة السامية من المعارف] الآن هذه قراءة, أيضاً أرجع وأقول أنا لست بالضرورة أريد أن أقول أن المحدث النوري كل ما يقوله صحيحه, أريد أن أقول هذه قراءة يقدمها المحدث النوري في قبال قراءة النجاشي الذي يريد أن يقول أنه في رجال النجاشي أنه مختلط لماذا مختلط؟ لأنه ينقل هذه, انتهى.

    إذن واقعاً نحن إذا صار البناء -هنا أعلق تعليقة مختصرة- واقعاً إذا صار البناء المنهج السندي هذه القضية قابلة للحل أو ليست قابلة للحل؟ ليست قابلة للحل واقعاً, كيف تحلها, طبعاً يكون في علمك إن شاء الله بعد ذلك سأبين أن هذا الإشكال مشترك الورود على المنهج الدلالي أيضاً يرد, لأنه أنت لابد في النتيجة هذه المضامين مقبولة أو غير مقبولة؟ إما أن تقبل بمقبوليتها أو لا تقبل بمقبوليتها, فإن قبلت بمقبوليتها لك مبنى يصير وإذا لم تقبلها, ولذا أنت في الرتبة السابقة لابد أن تحدد أن بيانات أئمة أهل البيت باتجاه واحد أو باتجاهات أو بأبعاد ومستويات متعددة, هذا هو المانع الأول الذي أدى أو السبب الأول الذي أدى بجملة من الأعلام في أن يتوقفوا في أمره أو يضعفوا.

    المانع الثاني أو السبب الثاني في هذا المجال: إدعائه أنّه توجد عنده روايات خاصة ومعارف خاصة, هذه الروايات التي قال بأنها يعرف ثلاثين ألف رواية وسبعين ألف رواية سبعين رواية ليس مهم العدد الآن واقعاً لسنا بصدد بيان العدد وهي روايات متعددة وكثيرة فقط أنا أشير إلى رواية واحدة, التي واردة في (الفروع من الكافي, ج8, ص157) الرواية هذه وهي >عن جابر ابن يزيد نفسه قال: حدثني محمد ابن علي الباقر سبعين حديثاً لم أحدث بها أحداً قطع< طبعاً الرواية هنا مرسلة لأن الرواية عمّن حدثه ولكنه في الكشي لا, مسندة الرواية, طبعاً الروايات بحسب بعض المباني أيضاً ليست صحيحة السند أيضاً على المباني.

    >حدثني< طبعاً هنا موجودة سبعين حديث وفي (رجال الكشي, ج2, ص441) واردة سبعين ألف حديث هناك الرواية >قال: حدثني فلان أبو جعفر× بسبعين ألف حديث لم أحدث بها أحداً قط ولا أحدث بها أحداً أبدا قال جابر فقلت لأبي جعفر جعلت فداك إنك قد حملتني وقراً عظيماً بما حدثتني به من سركم الذي< بنفس البيان الذي موجود في (روضة الكافي) >الذي لا أحدث به أحداً فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون< ما أتحمل أريد أن أقول هذه, >فقال×: اذهب إلى الصحراء واحفر حفيرة وقلهن وطمهن وارجع, لأنه هذه ينبغي ان تقال أو لا ينبغي؟ في روايات أخرى إن أفشيت واحداً منها عليك لعنتني ولعنة آبائي< طبعاً مقسمة الروايات هذه >مادامت بني أمية موجودة< هذه لا تنقلها, ما دام فلان موجود هذه, تفاصيل توجد الآن ما أريد أن أدخل في هذا الباب.

    السؤال المطروح: السبب الثاني هو هذا, أنا ما أريد أن أقول أنه الآن أريد أن أدخل في بيان, طبعاً هذه الروايات إذا يتذكر الإخوة بالأمس أشرنا إليها, هذه الروايات أيضاً نقلناها من الذهبي ومن العسقلاني يعني بعبارة أخرى: كان مشهوراً جابر أنه عنده روايات خاصة عن الإمام الباقر والصادق, يعني لا فقط نحن نقلنا هذه الروايات, ولذا هذه بحساب الاحتمالات وجمع القرائن يطمئن الإنسان أن جابر كان يدعي هذا المعنى. التفتوا جيداً, أريد أن أصل إلى نتيجة مهمة, أن جابر كان يدعي هذا المعنى, بأي دليل؟ بدليل اتفاق المدرستين على أنّه نقل عن جابر أنه عنده ثلاثين ألف حديث سبعين ألف حديث لم يحدث بها وصحيح مسلم أيضاً عندما يقول عنده خمسين ألف حديث, دعني أقرأ لك الرواية, يقول عنده خمسين ألف حديث فقال له وهذا الحديث قال هذا واحد من الخمسين ألف, الرواية >سمعت جابر الجعفي يقول عندي خمسون ألف حديث من النبي< رواية أخرى >إن عندي لخمسين ألف حديث ما حدثت منها بشيء, قال ثم حدّث يوماً بحديث فقال هذا من الخمسين ألف حديث< (هذا مالتنا ما اخويطاتنا مال اخبال) تكلم بها وقال هذه من الخمسين.

    سؤال: إذن من حيث جمع القرائن لا أقل يحصل اطمئنان أن جابر كان يدعي هذا الإدعاء, الآن الشاهد الذي أريد أذكره ولا توجد رواية واحدة من أئمة أهل البيت في تكذيب جابر في هذا المجال, لو كان ما يقوله جابر غير واقعي وغير صحيح ولو على هذا المستوى لا على مستوى تكذيبه أو عدم توثيقه لا لا, أهل البيت كانوا يقولون صحيح جابر من تلامذة, كما أن أهل البيت في مواضع أقل من هذه دخلوا على الخط وقالوا أن هذا الذي يقوله ليس بصحيح, طيب هذا الإنسان يُعرف بين جميع الفرق والمسلمين والعلماء أنّه يدعي عن الأئمة أنه يحمل ثلاثين ألف حديث أو خمسين ألف حديث أو سبعين ألف حديث ولا مورد واحد أهل البيت يقولون لا لا يوجد هكذا شيء, لماذا أهل البيت سكتوا عن هذا؟ (كلام أحد الحضور) اسمحوا لي, لماذا أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) عادةً نحن بعد البحث نستمع, لماذا أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) سكتوا عن ذلك؟ لو لم تكن هناك واقعية لمثل هذه الدعوى التي صدرت من جابر كان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في قضايا أصغر من هذه عندما أدعوا بعض أصحابهم قالوا لا والله كذب على أبي, أبداً أبي لم يقل هكذا, إدعاء على هذا المستوى, هذا أنا ما أريد أن أجعله دليل ولكنه هذه قرينة صدق هذه الرواية, الآن بغض النظر عن السند أريد أن أجعل من عدم تدخل أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في رد هذه الأحاديث هذه لا أقل تكون مؤيدة أن ما كان يدعيه جابر لم يكن خلاف الواقع بذاك المعنى الذي يمكن أن يقال.

    ولكن العبرة التي نأخذها من هذا, هو أنه أساساً إذا حمل الإنسان, الإخوة يتذكرون عندما نقلنا الروايات قلنا على ثلاثة أقسام وأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كانوا يصيرون أن الذي تعرفوه لا تقولوه لمن لا يعرف وإنما ينكر, العبرة التي نأخذها أن الإنسان إذا كان يعيش في ظرف معين ويحمل من المعارف ما لا يحتمله ذلك الظرف ينبغي أن يصرح به أو لا ينبغي أن يصرح به؟ لا ينبغي أن يجلس هنا وهناك يقول عندي ما لا يوجد عند الآخرين, هذا يكون سبباً للتهمة وللظنة وللتوقف وللتشكيك و.. إلى آخر القائمة.

    ثم أريد أن أختم حديثي هذا البحث في جابر في هذا اليوم وهو أنه إخواني الأعزاء مسألة مقامات أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وأنه أي درجة منها غلو وأي درجة منها ليست بغلو وأنه إلى أي حدٍ يحق لنا أن نتكلم وإلى أي حدٍ لا يحق لنا أن نتكلم, الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) حددت بشكل دقيق وواضح ماذا يكون غلواً في حقهم وماذا لا يكون غلواً في حقهم.

    أولاً: دعني أشير لكم إلى مقدمة وهي أنه: عندما أقول بأنه, دعوها هذه في الأخير أبينها, هذه الرواية أنا نقلتها في مواضع متعددة ومنها في كتابي (علم الإمام) الإخوة بإمكانهم أن يرجعوا إلى كتاب (علم الإمام, ص476) الرواية من الروايات القيمة في هذا المجال عن الإمام الرضا >يقول: حضرت مجلس المأمون يوماً وعنده علي ابن موسى الرضا وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة فقال له المأمون يا أبا الحسن بلغني أن قوماً يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد, فقال الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام): حدثني أبي موسى عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن علي ابن أبي طالب قال قال رسول الله’: لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تبارك وتعالى اتخذني عبداً قبل أن يتخذني نبيا<.

    طيب واضح أن الإمام× يقبل الغلو أو يرفض الغلو؟ يرفض الغلو. ثم قال (عليه أفضل الصلاة والسلام): >عن علي, يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي محب ومبغض وأنا أبرئ إلى الله تبارك وتعالى من من يغلو فينا ويرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى ابن مريم من النصارى, ثم قال< محل الشاهد هذا السطر أحفظوه جيداً, هذه القاعدة التي يضعها الإمام الرضا× للغلو, يقول: >فمن ادعى للأنبياء ربوبيةً وادعى للأئمة ربوبيةً أو نبوةً أو لغير الأئمة إمامةً فنحن منهم براء في الدنيا والآخرة< إذن حدود الغلو أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بينوه بشكل واضح ودقيق أنه ما هو حدود الغلو.

    الآن سؤال: يأتي شخص يقول أنا لا أدعي لأئمة أهل البيت لا الربوبية ولا النبوة ولكن يبدأ يقول أشياء يوجد عليها دليل إما من عقلٍ أو من نقل أو لا يوجد عليها؟ لا يوجد عليها هذا أيضاً من الغلو وإن لم يكن نبوةً أو ماذا؟ التفتوا جيداً هذه الروايات التي قالت: >قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا< ليست معناه أنه ابكيفكم كل ما تريدون أن تفعلون, كما الآن نجد على بعض الفضائيات, هذه >قولوا فينا ما شئتم< مع حفظ ماذا؟ أنّه أنظروا بأنه صدر منّا أو لم يصدر منّا الآيات القرآنية تسمح بذلك لا تسمح بذلك لا فقط القضية أنه نبوة أنا لا أقول أنبياء, ربوبية أنا لا أقول ماذا؟ >قولوا أن لنا رباً نأوب إليه وقولوا فينا ما شئتم< لا, ولذا أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) حذروا قالوا أساساً هناك مجموعة من الناس, هذه الرواية عجيبة, يوجد وقت؟ (كلام أحد الحضور) مجموعة من الناس وضعوا في روايتنا روايات حتى يسقطونا, الرواية عن الإمام الرضا >إن مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا< من؟ التفت من وضع هذه الأخبار مخالفين أعداء أهل البيت, أعداء أهل البيت لم يقولوا هؤلاء أنبياء أو هؤلاء أرباب وربوبية أبداً, >وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلو, وثانيها التقصير في أمرنا, وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا< هذه من الإمام, الإمام يصرح أنه جملة من الروايات الواردة بمثالب أعدائهم التي هي واقعاً ينبوا عنها الفطرة والعقل والشرع يقول هذه من وضعها؟ أعدائها وضعوها لماذا؟ حتى يسقطونا في أعين الناس. الآن انظروا التركة كم ثقيلة علينا أنه أنت تميز الروايات والفضائل الواردة من مخالفيهم لهم, أو المثالب الواردة في أعدائهم ونسبت لمن؟ إلى أئمة أهل البيت, هذا موجود في تراثنا.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/06
    • مرات التنزيل : 1113

  • جديد المرئيات