نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (105)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    بحمد الله تعالى انتهينا في بحث الأمس أنه توجد هناك احتمالات أربعة في هذه الآية المباركة.

    قلنا أما الاحتمال الأول وأما الاحتمال الثاني فلا مجال لهما في فهم هذه الآية المباركة… قلنا بأن الاحتمالات أربعة:

    الاحتمال الأول والاحتمال الثاني لا يمكن الاعتماد عليهما.

    وأما فيما يتعلق بالاحتمال الثالث وهو الذي ذكره السيد الطباطبائي في الميزان فقلنا أن القرينة التي تثبت أو الشاهد الذي يثبت هذا الاحتمال فهو قائم على أساس منهج تفسير القرآن بالقرآن, يعني الاستعانة بقرائن وشواهد قرآنية لفهم المراد من الإمامة في الآية المباركة.

    الاحتمال الرابع: وهو الاحتمال الذي يرى أن الإمامة هي الإمامة السياسية والشأن السياسي, قلنا بأن الذي يؤيد هذا الاحتمال مجموعة من الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    وأشرنا إلى بعض هذه الشواهد كما يتذكر الإخوة بالأمس.

    وهناك شواهد أخرى ايضا في هذا النص الذي قراناه عن الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) والرواية طويلة الذيل وواقعاً نصيحتي للإخوة أن يقرؤوا هذه الرواية بشكل دقيق ويقفوا على مضمونها.

    الإمام بالإضافة إلى ما تقدم يقول: >الإمام أمين الله في خلقه, وحجته على عباده, وخليفته في بلاده< التفتوا جيداً, الخلافة في البلاد لا معنى لها إلا أن يراد منها الشأن السياسي وإلا بيان الأحكام والتشريعات لا يصدق عليه خلفية في البلاد.

    >والداعي إلى الله والذابُ عن حرم الله< إلى أن يقول الإمام×: >الإمام المطهر من الذنوب والمبرأ عن العيوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم< أيضا رجع الإمام قال: >نظام الدين وعز المسلمين وغيض المنافقين وبوار الكافرين< طيب من الواضح متى يكون الإمام غيضاً للمنافقين وبواراً للكافرين؟ لا عندما يكتب رسالة عملية أو يبيّن التشريعات, هذا لا يغيض الكافرين ولا هو بوارٌ للمنافقين, عندما يتصدى, عندما يشتد عوده يستطيع أن يكون غيضاً للمنافقين وبواراً للكافرين.

    وشواهد كثيرة موجودة في الروايات وجملة من هذه الروايات أيضاً صحيحة السند الآن نكتفي بهذا القدر.

    من هنا يأتي هذا التساؤل: أنه أي الاحتمالين هو الراجح هل الاحتمال الثالث هو الراجح أو الاحتمال الرابع هو الراجح؟

    إخواني الأعزاء, هنا تتجلى ظاهرة أو مسألة المنهج في فهم النص القرآني, ما ذكره السيد الطباطبائي قائم على منهج وما أشرنا إليه من الاستعانة بالروايات لفهم النص القرآني قائم على أساس منهجٍ آخر, وهذه قضية أساسية بودي أن الإخوة الأعزاء يلتفتوا إليها, ما لم يتضح منهجهم في فهم النص القرآني واقعاً يكون من الخبط والوهم الدخول في فهم الآيات المباركة.

    المنهج الذي اعتمد عليه السيد الطباطبائي وهو المعروف بمنهج >تفسير القرآن بالقرآن< وهذا المنهج ليس جديداً كما أشرنا في كتاب >أصول التفسير< من القديم هذا المنهج قائم وهو تفسير القرآن بالقرآن, يعني أن نأخذ آيةً ونستعين بآيات من القرآن لتوضيح ماذا؟ هذا النص, استناداً إلى مجموعةٍ من الروايات أولاً واستناد إلى نفس القرآن ثانياً أن القرآن يفسر بعضه بعضا, وأن القرآن يشهد بعضه على بعض.

    ولذا السيد الطباطبائي& هذه القضية بشكل واضح وصريح, أشار إلى هذا الأصل والمنهج في تفسيره, الإخوة الذين يريدون أن يتعرفوا على منهج السيد الطباطبائي في التفسير عليهم أن يراجعوا ذيل الآية السادسة والسابعة من سورة آل عمران, بحثه التفصيلي في منهجه التفصيلي ليس في مقدمة الكتاب وإنما موجود هنا في ذيل الآية سبعة يعني بيان المحكمات والمتشابهات.

    هناك في ص86 من الكتاب هكذا يقول, يقول: فالحق أن الطريق.

    ولذا ما لم تفهم منهج السيد الطباطبائي الحق والإنصاف لا تستطيع أن تستفيد من تفسير الميزان, تفسير الميزان قائم على مفاتيح من قبيل أنك تريد أن تفهم مباني السيد الصدر& من غير أن تقف على الأسس المنطقية, من غير أن تقف على منهجه الأصولي في إنكار قبح العقاب بلا بيان, فيمكنك عند ذلك أن تفهم مباني السيد الشهيد أو لا يمكن؟ لا يمكن, لماذا؟ لأن السيد الشهيد مبانيه العقلية والكلامية والفقهية والرجالية عبر ما تشاء كلها أقامها على أساس الأسس المنطقية للاحتمال والاستقراء هناك ولذا نحن أشرنا في كتاب >المذهب الذاتي< إلى هذه القضية أن السيد الشهيد ما لم تفهم هذه المقدمة في مبانيه لا يمكن الدخول لا إلى منهجه الكلامي ولا إلى منهجه الأصولي ولا إلى منهجه الفقهي ولا إلى منهجه الرجالي حتى فضلاً عن الأمور الأخرى.

    السيد الطباطبائي ايضا إخواني الأعزاء له منهج في التفسير هذا المنهج صحيح أو خطأ في محله, الكلام ما لم يتضح لك كيف يتعامل مع النص القرآني لا يمكنك أن تفهم لماذا هنا يقبل الرواية وهنا يرفض الرواية.

    يقول: فالحق أن الطريق إلى فهم القرآن غير مسدود – الطريق مفتوح لفهم القرآن- وأن – التفتوا محل الشاهد هذه الجملة سطر واحد- وأن البيان الإلهي والذكر الحكيم بنفسه هو الطريق الهادي إلى نفسه, عبارة أوضح من هذه العبارة, يعني ما هو الطريق لفهم القرآن من أين يمر؟ يمر من نفس القرآن فلابد أن تعرف هذا النهج كيف أن القرآن يفسر بعضه بعضا – هذه طريقة- أي أنه – أخاف لم تفهم يقول السيد الطباطبائي الجملة السابقة- أي أنه لا يحتاج في تبيين مقاصده إلى طريقٍ – يعني طريقٍ غير نفسه- فكيف يتصور أن يكون الكتاب الذي عرّفه الله تعالى بأنه هُدى وأنه نور وأنه تبيان يكون مفتقراً إلى هادٍ غيره, إذا قلنا أنه لفهمه يحتاج إلى غيره إذن يلزم ماذا؟ إذن لا يكون هادياً بنفسه يكون هادياً بغيره, يكون نوراً بغيره, يكون, ومن هنا أشكل أنه إذن ماذا تفعل سيدنا بحديث الثقلين الذي قال: >ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً< فإن قلت: قد صح عن النبي أنه قال, مباشرة ملتفت – دفع دخل مقدر- ويجيب الآن ليس محل كلامنا, هذا منهج الطباطبائي.

    إذن على القاعدة إذا يريد أن يفهم الإمامة في الآية المباركة أين يذهب إلى الرواية أو إلى الآيات القرآنية؟ هذه قاعدة واضحة, ما هي الإمامة {إني جاعلك للناس إماما} لا يذهب إلى الرواية ليقول أن الإمام الرضا قال ماذا؟ قال: أن الإمامة هي الإمامة السياسية.

    قد يقول قائل – هكذا بدقيقتين لا أكثر- بأنه: طيب سيدنا هذا هو منهج حسبنا كتاب الله, قد يقول قائل كما قال البعض أولئك الذين لم يفهموا السيد الطباطبائي جيداً مع الأسف الشديد وقالوا فيه ما قالوا و{أليس الصبح بقريب} إنشاء الله هو خصيمهم يوم القيامة ولسنا نحن, عرفت أنه, أن هذا الكتاب لا علاقة له بالرواية لا يهتم بالرواية هذا الكتاب سني هذه الكلمات التي لا أصل لها.

    الجواب: أن السيد الطباطبائي معتقد – التفتوا جيداً إلى المنهج- أن السيد الطباطبائي معتقد أن كل ما نحتاج إليه من أصول المعارف – وليس الفقه- من أصول المعارف والاعتقادات كلها أين موجودة؟ في القرآن, هذه نقطة تبيان كل شيء هذا أصل.

    الأصل الثاني: وأن هذه المعارف بتمامها لا يمكن استخراجها من دون الاستعانة بأهل البيت هذا ايضا أصل.

    تقول إذن هذا كيف ينسجم مع منهجي؟ الجواب: يقول أنا أذهب إلى الرواية وأفهم الروايات جيداً ثم هذه الروايات أجعلها نور وهداية لأرجع إلى القرآن لأجمع القرائن للذي قالته الرواية, فأحاول أن هذه الشواهد من أين أجدها؟ ليس من الرواية من ماذا؟ من القرآن.

    فأنت عندما تجدني, تجدني أفسر القرآن ماذا؟ بالقرآن ولكن أنا لماذا اتهجت بهذا الاتجاه ولم أتجه بذاك الاتجاه؟ الجواب: الذي أعطاني سهم الانطلاقة من؟ الرواية قالت لي اذهب بهذا الاتجاه في القرآن تجد الجواب.

    الآن بعض الأحيان السيد الطباطبائي يوفق في أن يجمع القرائن وبعض الأحيان لا القرائن لم يقدر لماذا؟ لأنه ليس محيطاً بكل معارف القرآن يقال عنه بأن هذه القرائن التي أشرت إليها ذوقية استحسانية وبعضها واقعاً كذلك, ولكن هذا هو منهجه لا بمعزلٍ عن الرواية.

    بعبارة أخرى: تفسير القرآن بالقرآن عنده دليل بعد الوقوع يعني بعدما استفاد الأمر من الرواية يحاول أن يذهب إلى القرآن, الآن هذا المنهج صحيح غير صحيح في محله في غير محله لا ندخل.

    وهناك منهج آخر الذي نحن اتبعناه في كتاب >اللباب< وغير اللباب, التفتوا جيداً (كلام أحد الحضور) يأتي بالأخبار شواهد ومؤيد, ولذا دائماً في الروايات في البحث الروائي يقول وهذا ما استفدناه من الآية عندما ينقل الرواية يقول وهذا ما استفدناه ماذا؟ طيب أنت هذه كيف استفادة استفدتها ماذا نزل عليك الوحي؟

    يقول: لا أنا قرأت الرواية البحار قرأته وجدت أنه يوجهني بهذا الاتجاه فذهبت إلى القرآن وجدت عجيب توجد شواهد لأن أهل البيت قالوا لنا أصلاً, قالوا: >كل ما قلناه لكم فاسألونا في كتاب الله< نحن نجيبكم في كتاب الله, السيد الطباطبائي معتمد على هذا الأصل, يقول: ما من شيء من معارف الدين إلا وأصله في الكتاب, هم قالوا لنا اسألونا أين؟ في الكتاب نحن نجيبكم, وعلمونا كيف ما هو الطريقة المنهج, قالوا تفسير القرآن اجمع هذه القرينة إلى هذه القرينة تخرج النتيجة, الآن بعض الأحيان نصيب وبعض الأحيان نخطأ.

    إذن السيد الطباطبائي لم يقل بنظرية حسبنا كتاب الله كما يقول بعض العوام, عرفت كيف, وإنما قائل بأن الأصل في فهم القرآن إنما هو ماذا؟ بيان العترة ولكنه العترة التي نستطيع أن نقيم الشواهد فيها من الآيات القرآنية, الآن هذا منهج في محله لا أريد أن أدخل فيه دفاعاً عن هذا السيد المظلوم الذي تعرفون – أقول مظلوم باعتبار أنه هذا الرجل عاش في زمان عندما كان يريد أن يصعد إلى الباص كانوا يقولون له لا تصعد أخاف عباتك تلمس عباتنا فتتنجس, عاش في قم في هكذا ظرف عندما كان يريد أن يصعد إلى باص الطلبة الموجودين في الباص يقولون له لا تصعد أخاف نتنجس هذا صاحب تفسير الميزان, بلي وعاش في بيت في خمسة وعشرين متر يفصله بردة واحدة عائلته في هذا الطرف وجلوسه في ذاك الطرف وما كان يعطى بيت للإجار لأنه بمجرد كان يعرفون أنه يدرس فلسفة وعلوم عقلية فيجوز تأجيره للبيت أو لا يجوز؟ بل بعض الأعلام أعطاه بيتاً وجلس فيه بعد أن علم منه أنه كذا وكذا فأمره بالخروج من ذاك البيت- على أي الأحوال, لهذا أقول مظلوم في حياته لهذا السبب, على أي الأحوال.

    أرجع إلى بحثي, لأنه أنتم تعلمون بأنه أنا كتبت رسالة في حياة السيد الطباطبائي فكل خصوصياته – طبعاً أقول هذا من جهة ومن جهة أخرى أنه في شهر رمضان ما كان يفطر إلا على قبلة على باب معصومة÷ يعني عندما يصير الإفطار قبل أن يأكل أو يفعل شيء يذهب إلى معصومة يقبل بابها أو ضريحها يفطر بهذه الطريقة ويرجع إلى البيت للإفطار- جيد أرجع إلى المنهج الثاني.

    المنهج الثاني: مرة إخواني الأعزاء نأتي إلى الآية المباركة وهي واضحة من قبيل قوله تعالى {يا نساء النبي لستُنّ كأحد من النساء} يتكلم مع من؟ يتكلم مع أزواج النبي واضحة القرائن بعدها وقبلها في سورة الأحزاب انظروا إليها تجدوها واضحة في هذا المجال, طيب نحن هنا نذهب ونرى أن الرواية ماذا تقول؟ لا لا أبداً, لأن الآية ماذا؟ حتى لو جاءت رواية تقول أن المراد من النساء يعني كذا, نقول لا هذا خلاف ماذا؟ وروايات العرض تقول ماذا؟ تقول هذا يؤخذ به أو يرمى به عرض الجدار؟ يرمى به عرض الجدار ما عنده عمل به, وهذا واضح, أن الآية كانت نصاً في بيان المطلوب, هذا أمر هذا ما عندنا شك في هذا أنه الأصلية والمحورية لأي شيء؟ للقرآن وروايات العرض ايضا تبين هذا.

    وأخرى لا إخواني الأعزاء يقع الخلاف يعني كيف يقع الخلاف؟ يعني عندما تأتي أنت إلى قوله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} من هم أهل البيت؟ الآن معركة موجودة أنه من هم أهل البيت؟

    طيب نظرية أن أهل البيت يشمل النساء يقولون عندنا شواهد من من؟ من القرآن, أولاً: قرينة السياق لأن ما قبل الآية ماذا؟ النساء ما بعد الآية النساء, ولا يقول لنا قائل هذا الكلام الذي صدر من بعض السنة أن تغيير الضمير دالٌ على عدم الشمول هذا كلام غير علمي, تغيير الضمير من نون النسوة إلى جمع المذكر السالم عليكم {إنما يريد الله ليذهب عنكم} هذا ليس لإخراج النساء بل لإدخال الرجال, لأن ضمير المذكر السالم ليس مختصاً بالرجال يشمل الرجال والنساء اقرؤوا في اللغة العربية.

    إذن هذا الذي الآن موجود في أواسطنا أنه غير الضمير لأجل إخراج النساء كلام غير صحيح إخواني, الصحيح كما هم يقولون وكما تقول اللغة العربية, لو بقي الضمير إنما يريد الله ليذهب عنكن إذن فكان يشمل علي والحسن والحسين أو لا يشمل؟ لا يشمل لأنه ضمير النسوة, إذن ماذا فعل القرآن؟ حتى يدخل علياً والحسن والحسين في أهل البيت فذكّر, وقاعدة إذا توجد نساء ورجال نريد أن نذكر ضميراً نغلب ماذا؟ لم نغلب النساء على الرجال نغلب الرجال على النساء.

    إذن هذه القرينة ليست كافية واضحة أيضا ليست كافية, فإذن القرينة السابقة واللاحقة يقولون ماذا؟ يشمل النساء, الأصل نساء النبي وأضيف إليه علي والحسن والحسين, التفتوا جيداً.

    مضافاً إلى ذلك عندنا قرينة أخرى قرآنية, أليس منهجكم – هذا أخيراً يقولونه في كل الموارد- يقولون أليس منهجكم تفسير القرآن بالقرآن, جيد جداً هذه الآية من سورة هود {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب* قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخنا أن هذا لشيء عجيب* قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت} إذن أهل البيت ما هو المقصود منه؟ الزوجة, هذا التصريح نص, وأنتم منهجكم ما هو؟ القرآن يفسر بعضه بعضا, إذن القرآن استعمل أهل البيت في ماذا؟ في الأزواج أو استعمله في الأولاد؟ أنتم ما نعرف على أي اسطوانة نمشي معكم, منهج تفسير القرآن بالقرآن هذا تفسير القرآن بالقرآن, منهج القرينة هذا منهج القرينة.

    الجواب: إخواني الأعزاء هذه القاعدة التفتوا إليها, خصوصاً أولئك الذين مبتلين بالحوار بالمنبر بالأبحاث العلمية الذين لديهم عمل مع الآخر واقعاً, إخواني الأعزاء في كل موردٍ من هذا القبيل الذي هو محل كلامنا أيضاً, إذا كانت هناك قرينة السياق – عبروا عنها القرينة الداخلية- إذا كانت هناك قرائن في الآية يعني تفسير القرآن بالقرآن هذا ثانياً, إنما يصار إلى قرينة السياق أو قرينة تفسير القرآن بالقرآن ما لم يأتي نصٌ من مفسر القرآن أن هذا هو المراد, يعني أولاً أنا أرجع إلى رسول الله’ لماذا؟ لأن أول مفسر للقرآن مبين للقرآن من هو؟ رسول الله {لتبين للناس ما نزّل إليهم}.

    ثم القرآن أيضاً أمرني قال {وما آتاكم الرسول فخذوه} فخذوه, أنا أولاً لمن أرجع؟ أقول له يا رسول الله من هم أهل البيت في هذه الآية؟ فإن قال أهل البيت في هذه الآية ألف وباء وجيم, فتصل النوبة بعد ذلك إلى السياق أو لا تصل النوبة إلى السياق؟ وإلا لكان اجتهاداً في قبال من؟ في قبال نص رسول الله, تصل النوبة إلى تفسير القرآن بالقرآن أو لا تصل النوبة؟ لا تصل النوبة, لماذا؟ لأن الآية بنفسها ليست نص تحتمل هذا وتحتمل ذاك, طبعاً هذه عشرات الآيات عندنا فيها بل مئات الآيات فيها هذه الإشكالية {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} من هم أولي الأمر؟ سياق الآية, الآيات الأخرى؟ أم بيان رسول الله أي منهما؟

    أنا الذي اعتمدته في المنهج التفسيري هو هذا, وهو أنه أولاً أرجع لمن؟ إلى الآية إلى النص النبوي المبارك فإن تم, فيكون السياق وتفسير القرآن بالقرآن من قبيل الظاهر وفعل رسول الله أو قول رسول الله من قبيل النص وإذا تعارض النص والظاهر أيهما يتقدم؟ قرأنا في علم الأصول أيهما يتقدم؟ يتقدم النص, فإذا قال لي رسول الله بالحصر أن أهل البيت مصداقهم هؤلاء ولا غير, بعد هذا أذهب إلى السياق أو ما أذهب؟ ليس لي الحق بأن أذهب لا أنه أذهب أو لا أذهب, أصلاً لي الحق أو لا؟ لماذا؟ لأن المبين للقرآن هو من؟ المفسر من؟ المفسر هو النبي المعصوم, ومأمور أنا أنه إذا قال رسول الله.

    وأنت فهمت أيهما مقدم؟ {ما آتاكم الرسول فخذوه}, فإن لم نجد نصاً عند ذلك ننتقل إلى الخطوة الثانية في فهم الآية.

    ننتقل إلى فهم الآية من خلال القرائن السياقية فإن دلت القرائن السياقية على معنىً في الآية لا تصل النوبة إلى تفسير القرآن بالقرآن لان هذه تكون نصاً والقرآن الأخرى تكون – من قبل القرينة المتصلة والقرينة المنفصلة- إذا تعارضا أيهما يقدم؟ المتصلة لأنها هي الشارحة للكلام, فإن لم تكن هناك قرينة سياقية متصلة تعين أنتقل إلى الخطوة الثالثة وهي أنه استعين بالآيات القرآن لفهم هذا النص القرآني, فإن لم استفد ذلك لا يوجد بحثت يميناً يساراً ما وجدت, عند ذلك نرجع إلى اللغوي نقول هذه المفردة لغة ما هي معناها؟ ما أدري صارت واضحة هذه الخطوات الأربع.

    الخطوة الأولى: النص, النص النبوي, أو النص الروائي.

    الخطوة الثانية: السياق.

    وإلا لو كنتم أنتم وآية التفتوا جيداً, والقرائن السياقية أو الآيات أو الروايات – عفواً- أو المعاني اللغوية في آية المباهلة {ندعوا أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونساءكم} النساء في القرآن مستعمل بمعنى بنات أيوجد عندنا مكان في القرآن؟ في اللغة مستعملة بمعنى البنات, أيوجد في القرآن مورد من القرآن في اللغة في السياق؟ أبداً لا يوجد, إذن لماذا تقولون أنها في فاطمة؟

    الجواب: والله بيني وبين الله لو كنا نحن ومقتضى السياق أو القرائن الخارجية أو المعنى اللغوي لما قلنا أن النساء من؟ لا أقل لما قلنا أنها مختصة بفاطمة, ولكن رسول الله يقول هذا النص ليس له مصداق إلا من؟ فأنا أليّ الحق أن أجتهد أو ليس لي الحق؟ انتهى يغلق الباب, وإلا هذا المنهج إذا ما يتبع اطمأنوا نحن ما نستطيع أن نستدل, لأنه مباشرة يقول لك {إنما وليكم الله} انظر الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها, والولاية المراد ولاية ماذا؟ ولاية النصرة و … لا علاقة لها بالولاية السياسية, كما يفعلون الآن انظروا ماذا يكتبون – مولانا علم الكلام القديم ما عاد ينفع للدفاع عن المذهب- لابد أن تنظرون إلى الإشكالات الجديدة حتى تجيبون ماذا؟

    كما فعل الشيخ المفيد كما فعل الشيخ الطوسي كما فعل المحقق كما فعل العلامة كما فعل المجلسي هؤلاء والله لم يكرروا يجتروا كلمات السابقين, في زمانهم نظروا ما هي الإشكالات وكتبوا وأجابوا عنها؟ لماذا نحن لابد أن نجتر كلمات السابقين! على أي الأحوال.

    إذن في اعتقادي أن المنهج الثاني هو الصحيح بهذا الترتيب الذي ذكرناه وعلى هذا الأساس فالترجيح يكون للاحتمال الرابع على الاحتمال الثالث, وأن الإمامة في الآية هي الإمامة السياسية.

    طبعاً, أنا كان بودي اليوم أنه أحاول أن أنهي البحث وإن كان يظهر ما كان ينتهي حتى ابحث أنه إنشاء الله تعالى من يوم السبت بأنه ما هي مصاديق التشريعات الولائية أو السلطانية التي صدرت من الرسول بعنوان الشأن السياسي وهي ليست قليلة إنشاء الله أشير إليها.

    ولكن تبقى عندي, طبعاً, الآيات الواردة في هذا المجال كثيرة, من الآيات المهمة – أنتم راجعوها- يظهر بأنه إذا نقف عندها يطول أمرها.

    من الآيات: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} هذه من أهم الآيات القرآنية, فلذا الرسول الأعظم في غدير خم أولاً استند على هذه الآية لإثبات ولاية أمير المؤمنين, قال: من كنت مولاه ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم, قال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه< يعني أراد أن يجعل ولاية أمير المؤمنين من مصاديق النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

    ولذا هم إصرار عندهم أصحاب النهج الأموي وهؤلاء السلفية, إصرار عندهم أن يقولوا أن قوله النبي أولى بالمؤمنين لا يوجد في صدر حديث خم, لأنه يعرفون أنه إذا هذا موجود في صدر الحديث فلا يمكنهم أن يؤولوا معنى الولاية في كلام الرسول من كنت مولاه فهذا علي مولاه.

    من الآيات: {إنما وليكم الله}.

    وأكتفي بهذه الآية وأنهي إنشاء الله هذا البحث اليوم.

    وهو: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} إخواني الأعزاء توجد كم نكتة توجد هكذا بنحو الفتوى أشير إليها حتى لا أطيل على الإخوة حتى نوفق يوم السبت ندخل في البحث.

    أولاً: أن تعدد الإطاعة في الآية كاشف عن أن هذه الإطاعة غير هذه الإطاعة وإلا لو كانت واحدة للزم التأكيد والأصل هو التأكيد أو التأسيس؟ التأسيس.

    النكتة الثانية: أن هذه الإطاعة مرتبطة أو لا أقل تشمل التشريعات الصادرة بعنوان أن له شأن سياسي لا بعنوان التشريعات التي أشرنا إليها ليست مختصة بتلك, إذا تتذكرون نحن في البحث السابق قلنا {أطيعوا الرسول} يعني إذا صدرت منه تشريعات خاصة منه تجب إطاعته, الآن نوسعها نقول لا فقط تلك التشريعات, بل لو صدرت منه تشريعات بعنوان الشأن السياسي يعني بعنوان أنها جزء من الشريعة لا بعنوان لتدبير الأمة, بأي قرينة؟ بقرينة عطف أولي الأمر على الآية, قالت: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} وعطفت على الرسول ماذا؟ {وأولي الأمر} يعني وأطيعوا أولي الأمر.

    سؤال: أي أمر هذا الذي تجب إطاعتهم فيه؟ التفت, أي أمر هذا؟ سوف أطبق لك الآية السابقة, أي أمر هذا؟ لأنه الآن الأمر قد يطلق ويراد به الأمر التكويني أي يطلق ويراد به الأمر التكويني؟ هذا نص القرآن الكريم في سورة الدخان قال تعالى {بسم الله الرحمن الرحيم* فيها يفرق كل أمرٍ حكيم} هذا أي أمر التشريعي أو الرزق والحياة والصحة والموت و … إلى آخره, أو في سورة القدر {إنا أنزلناه في ليلة القدر} {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} {فيها من كل أمر} أي أمر هذا؟

    طيب الآن هذا أي أمر في قوله {أولي الأمر} إذا كان منهجنا فقط تفسير القرآن بالقرآن لابد أن نذهب إلى ماذا؟ إلى الآيات الأخرى, ولكن ليس منهجي هذا أنا, أنا أرجع إلى ماذا؟ إلى أهل البيت إلى أمير المؤمنين إلى رسول الله أسأله عندما يقال الأمر المراد من الأمر ما هو؟ نجد أنهم من أوضح مصاديق الأمر هو الأمر السياسي.

    والشواهد على ذلك إخواني الأعزاء كثيرة جداً أنا أشير إلى بعضها – إجمالاً-.

    قال: >لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة< ما هو المراد من الأمر هذا أي أمر؟ تكويني, اجتماعي أو السياسي؟ >فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة< >ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمره< >إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله< >إن علياً لما مضى لسبيله ولاّني المسلمون< – الكلام للإمام الحسن×- ولاّني السلمون الأمر بعده< إلى آخر الشواهد من أول النصوص إلى آخره, إذن {وأولي الأمر منكم} هذا أي أمر؟ والآية أمرت بوجوب ماذا؟ {أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} تجب طاعتهم يعني إذا صدر منهم شأن مرتبط بأمور الأمة تجب طاعتهم أم هي توصيات؟ لا لا تجب طاعتهم على حد طاعة رسول الله.

    نعم الآن هناك بحث آخر وهو أنه الآن هذه الآية مختصة بأهل البيت أم شاملة – أتكلم في مدرسة أهل البيت ولا أتكلم في الآخرين هم يقولون شاملة حتى ليزيد ذاك هم أحرار فيه وفقهم الله طوبى لهم ويحشرون مع يزيد ما عنده شغل معهم- نحن كلامنا نحن عندنا في مدرسة أهل البيت هذه {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر} هذه أولي الأمر شاملة لغير الأئمة أو مختصة بمن؟ بالأئمة, يوجد اتجاهان والآن أيضا ليس محل بحثهما.

    إلى هنا إخواني الأعزاء انتهينا إلى أنه مسألة الشأن السياسي إما بالوراثة وإما بالأصالة ثابت لمن؟ ثابت للنبي’ ولأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    وقلت لك الأدلة القرآنية والروائية أنها فوق حد الإحصاء في إثبات هذه الحقيقة أدلة عامة وأدلة ماذا, وأدلة خاصة وإلا ماذا تفعل بقوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}؟ {خذ من أموالهم} تشريع أو حكومة أي منهما؟

    إذا كان تشريع يقول طيب أنت شرع الزكاة من يريد أن يعطي الزكاة ومن لا يريد أن يعطي الزكاة هنا لا, بعد أن شرعت ماذا تفعل؟ مأمور بأخذها منهم, والشواهد على ذلك كما قلت كثيرة جداً.

    إذن إنشاء الله تعالى, طبعاً, إنشاء الله تعالى الآن ما أريد أن أشير إلى هذا البحث إنشاء الله تعالى سوف ندخل في يوم السبت بإذن الله إلى تلك التشريعات التي صدرت من النبي الأكرم’ لا بعنوان أنه مشرّعٌ وجزءٌ من الشريعة بل بعنوان أنه قائدٌ وإمامٌ ومدبرٌ في الأمة.

    بعد ذلك لابد أن نقف على خصوصية هذه التشريعات.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/06
    • مرات التنزيل : 1062

  • جديد المرئيات