بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
عرضنا بالأمس إلى هذه المسألة وهي أنه: من أنكر إمامة وخلافة أمير المؤمنين× هل يخرج من المذهب أم لا. بل هل يخرج من الدين أم لا.
هذه المسألة إخواني الأعزاء أطروحة من القديم ليست مسألة جديدة, وبنحو الإجمال يمكن أن يقال أن هناك صورتين:
الصورة الأولى: أن يفترض أن يفرض أن هذه المسألة كانت ضرورية من ضرورات الدين, وهذه المسألة أيضاً يتذكر الأعزة أننا أشرنا إليها وقلنا أنه يوجد فيها خلاف.
قولٌ يرى بأنه كانت ضرورية من ضرورات الدين في صدر الإسلام أولاً, وللمحيطين برسول الله’. أن النبي’ بيّن هذه المسألة بما لا مجال فيه للشك لأحدٍ. هذا المعنى الذي أشرنا إليه قلنا أنها ضرورية من ضرورات الدين أو ضرورة من ضرورات الدين حدوثاً لا بقاءً, وهذا ما أشار إليه السيد الإمام+ في كتاب الطهارة المجلد الثالث ص329, قال: يمكن أن يقال: إن أصل الإمامة كان في الصدر الأول من ضروريات الإسلام, والطبقة الأولى المنكرين لإمامة المولى أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ولنص رسول الله’ على خلافته ووزارته كانوا منكرين للضروري, من غير شبهةٍ مقبولة.
سؤال: طيب هل هؤلاء كفار أو ليسوا بكفار؟ الجواب: مبني على هذه المسألة التي أشرنا إليها وهي أن منكر الضروري هل هو سببٌ مستقلٌ أو ليس بسببٍ مستقل, فإن قلنا أن منكر الضروري سببٌ مستقل فهؤلاء كفار, وإن قلنا ليس سبباً مستقلاً عند ذلك يأتي أنه إن أدى إلى تكذيب النبي فيحكم بكفرهم وإلا فلا يحكم بكفرهم. هذا على المبنى الذي يختاره الإخوة الأعزاء أنه ما هو مبناهم أو من يقلدون, فإن قلدوا من يقول بأنه سبب مستقل وثبت أنه ضرورة من ضروريات الدين كما يعتقد جملة من الأعلام, إذن فسوف يكون من أنكر ذلك – التفتوا جيداً- من أنكر ذلك فإنه سوف يكون كافراً.
ولكن ماذا أنكر؟ التفتوا جيداً, ماذا أنكر؟ أنكر الخلافة والإمامة, قال: ثبتت عن رسول الله وأنا ماذا؟ أنكر ذلك. هذه الحالة الأولى. هذه الحالة الأولى من الصورة الأولى.
الحالة الثانية من الصورة الأولى – نتكلم في صدر الإسلام أعزائي لا أنه نتكلم أين؟ في زماننا هذا الذي الآن مسألة الإمامة من ضروريات أو من ضروريات المذهب- بيّنا أن جملة من الأعلام قالوا الآن في زماننا من ضروريات المذهب وليست من ضروريات الدين, الآن لابد واقعاً أن يبحث أنها من ضروريات المذهب أو أنها الآن أيضاً ليست ضرورية هذا بحث آخر, الكلام الآن في الصورة الأولى وهي في صدر الإسلام توجد الحالة الأولى وهي مع أنها من ضروريات الدين أنكر الإمامة وجحد الإمامة, كافر أو ليس بكافر؟ على التفصيل المتقدم. فإن أدى إلى إنكار النبوة كافر, وإلا فليس بكافر.
الحالة الثانية: وهو أنه يقبل أن هناك نص على رسول الله’ وأنه هو الأحق بالخلافة ولكن مع ذلك أقصاه عن الخلافة وجلس في محله, هذا ما هو حكمه؟ هذا الإنسان لم يقل أنا أنكر الإمامة وأنه لا نص ولكن فعل فعلاً أقصى الإمام عن الإمامة وجلس في مكانه.
هنا الأعلام التفتوا جيداً هذه المسألة – مع الأسف لا صوتي لا يساعد وايضا الوقت ضيق- هنا الأعلام ذكروا اتجاهين أو صاروا على رأيين:
رأي قال: أن هذا الفعل بنفسه كاشف عن عدم الإيمان برسول الله, فإذن هؤلاء ماذا؟ منافقون.
ورأي قال: لا, هذا الفعل بنفسه لا يكشف عن النفاق وإنما يكشف عن حب الجاه والمقام والعصيان والفسق والفجور من أعظم الفسق والفجور ولكن هذا في مقام الإثبات لا يكشف عن ماذا؟ عن نفاق الفاعل.
أضرب مثال: الإنسان إذا أبغض علياً فهو منافق, باتفاق كلمة علماء المسلمين لم يخالف أحد إلا الأمويين, لماذا؟ للأحاديث الصحيحة الصريحة >لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق< إذن إذا وجدنا إنسان يبغض علياً ويعرفه علي ويعرفه أنه علي ابن أبي طالب ولكن مع ذلك يبغضه إذن هذا كاشف إثباتي إنّي أن هذا الإنسان ماذا؟ منافق.
سؤال: أن غصب الخلافة أيضاً فيه مثل هذه الكاشفية الإنية أو لا توجد؟ ما أدري واضح أم لا؟
هنا يوجد رأيان:
رأي يقول: بلي نعم, أن هذا يكشف أن هؤلاء آمنوا برسول الله أو لم يؤمنوا؟ لم يؤمنوا ويستشهد بشواهد كثيرة يقولون: حرق الباب, إقصاء علي, إذلال علي, هذه كلها يكشف عن أن هؤلاء آمنوا وهم في صدر الإسلام وعرفوا أن رسول الله ماذا قال في حق علي, إذن هذا كاشف إني على أن هؤلاء آمنوا بالرسول أو لم يؤمنوا بالرسول؟ لم يؤمنوا فهم منافقون.
ورأي آخر يقول: لا ليس الأمر كذلك, نعم يثبت أنهم فساق يثبت أنهم عاصون يثبت أنهم في الدرك الأسفل من النار, كله يثبت ولكن أن يثبت أنهم منافقون هذا ما فيه دلالة.
في كتاب فقه الشيعة للسيد الخوئي+ تقرير السيد محمد مهدي الخلخالي الطبعة الثالثة سنة 1418 مؤسسة الآفاق, يقول: وأما لو أريد من الخوارج – يتكلم في الخوارج- وأما لو أريد من الخوارج مطلق من خرج على الإمام علي× – التفت جيداً- طمعاً للرئاسة هذا نفس الكلام يرد فيمن خرج على علي بالحرب, هذا منافق أو ليس بمنافق؟ الكلام الكلام, نفسه, هل هذا كاشف إني عن النفاق أو لا حب الرياسة؟.
ابن زبير في نهج البلاغة كما يقول الإمام أمير المؤمنين يقول: خالفني لأنه قال أنه أنا أبايعك على المحاصصة على أن أكون شريكاً ماذا؟ أنا أوافقك على إمامة المؤمنين بشرط الشراكة في الحكم. وحيث أن أمير المؤمنين انفرد عنه, فلهذا ماذا فعل؟ هل هذا الخروج عليه في حرب الجمل يكشف عن النفاق أو لا يكشف عن النفاق؟
يقول: والأصول إلى الأغراض الدنيوية من المال والجاه مع الاعتقاد بإمامته والاعتراف بسيادته فيشكل اندراجه في عنوان الناصب – محل الشاهد- ومن هنا يحكم بإسلام الأوليين أي إسلام هذا؟ ليس الإسلام الذي مع النفاق يقول لأنه لا دليل على النفاق – كلام السيد الخوئي- ومن هنا يحكم بإسلام الأوليين – طبعاً الآن أنا موافق أو غير موافق بحث آخر أنا أشير إلى الآراء في المسألة, رأي في محل آخر في بحث آخر- ومن هنا يحكم بإسلام الأوليين الغاصبين لحق أمير المؤمنين× إسلاماً ظاهريا لعدم نصبهم عداوة أهل البيت, الآن تقول لعدم نصبهم عداوة أهل البيت واقعاً وظاهراً, يقول لا أنا واقعاً ليس بيدي أنا بحسب الظاهر ما عندي أي دليل إثباتي على أن هؤلاء نواصب.
قد يكونوا نواصب ولكن نفس غصب الخلافة فيه دلالة إثباتيه على النصب أو لا يوجد؟ لا يوجد, ما أدري استطيع أن أوصل الفكرة إلى الذهن أو لا, بكرة لا يخرج أحد ويقول بأن السيد الخوئي يقول بأن الأول والثاني ثبت إيمانهم أبداً أبدا لا ما يقول هكذا يقول لم يثبت نفاقهم, فرق بين أنه ثبت إيمانهم ولا يوجد عندنا دليل على نفاقهم.
فإن قلت: غصبوا الخلافة, يقول هذا المقدار كافٍ لإثبات نفاقهم أو غير كافي؟ هذا المقدار غير كافي, فإنه دليل إثباتي على نفاقهم.
يقول: لعدم نصبهم ظاهراً عداوة أهل البيت وإنما نازعوهم في تحصيل المقام والرئاسة العامة مع الاعتراف بما لهم من الشأن والمنزلة, وهذا – التفتوا جيداً- وهذا وإن كان من أشد الكفر والإلحاد حقيقةً باطناً, أن الإنسان يتجرأ على مقام أمير المؤمنين ولكن هذا لا علاقة له بالبحث الفقهي, هذا البحث الكلامي, إلا أنه لا ينافي الإسلام الظاهري ولا يوجب النجاسة المصطلحة, واضح هذا البحث.
إذن أنت هذه المسألة وهي أنه في صدر الإسلام لو بنينا على أن الإمامة والخلافة السياسية كانت ضرورة وضرورية, وبنيت جنابك على أن إنكار الضروري يوجب الكفر أو لا يوجب الكفر بنفسه؟ كما هو مشهور المحققين المتأخرين, الآن يأتي هذا التساؤل, هؤلاء الذين غصبوا؟ غصبوا لأجل هوا النفس أو غصبوا لأجل عدم الإيمان, رأيان في المسألة, هذا رأي.
والرأي الآخر الذي هو رأي كثير من الفقهاء ما أشار إليه السيد القمي في مباني منهاج الصالحين, قال: – بعد أن ينقل عبارة السيد الخوئي يعني أستاذه- فإنا نسأل من سيدنا الأستاذ أي عداوة أعظم من الهجوم على دار الصديقة, السيد الخوئي بإمكانه أن يجيب يقول بلي أنا أيضاً أقر على أنهم هجموا على دار الصديقة ولكن هذا ليس بكاشف إثباتي عن وجود النفاق, أنا قلت في مسألة الخلافة لا يوجد لا دليل إثباتي, التفتوا لا أنه نقول إذن غير منافق, لا لا أبداً, يقول يوجد دليل هذا كافٍ لإثبات النفاق أو غير كافي؟ هذا غير كافي, هو يقول لا هذا كافي, هذا على المبنى, أنت إما أن تجتهد جنابك وإما تقلد فإذا اجتهدت فبها ونعمت قلدت أيضاً تابعٌ لك. هذه الصورة الأولى.
رأيي: مولاي هذا يسجل فلهذا رأيي أنا لا أقوله هنا دعوه.
الصورة الثانية: بلي (كلام أحد الحضور) بعد البحث اسألوني أجيبكم, (كلام أحد الحضور) أقول أخي العزيز أنا أقرر المطلب أريد أن أبين المسألة لا يتصورون أنه جملة من المطالب مسلمات وضروريات ولم يختلف, إذا جاء اليوم فقيه قال أن رأيي هذا كثيراً لا تستنكرون عليه لا تستوحشون لأنه هذه المسألة محل الكلام بين الأعلام, أنا أريد هذه ثقافة قبول الآخر احترام رأي الآخر – طبعاً بالحمل الشائع بشرطها وشروطها لا أنه أي شخص يأتي ويقول أنا أيضاً عندي رأي- هذه مورد خلاف قد أنا أشد من هذين أكون ولكن الكلام أقول مسألة خلافية, بمجرد إذا فقيه قال لم يثبت لي نفاقهم لا ثبت لي إيمانهم, فرق كبير أعزائي, مرة شخص يقول ثبت إيمانهم ما هو الدليل, ومرة تقول لم يثبت نفاقهم, طبعاً القائل بأنه مؤمنين أو لا؟ يقول باعتبار أننا مأمورين بالظاهر وهذه الإقرار بالشهادتين دليل إيمانهم.
طبعاً الشيخ المفيد لم يتعرض لهذه المسألة بهذا الشكل ولكن من ظاهر كلماته يظهر أنه يوافق رأي السيد الخوئي أو لا أقل قريب منه, أين؟ التفت جيداً, وإن كان يقول قائل أنه يناقش في هذا, في المسائل العكبرية مصنفات الشيخ المفيد للمؤتمر العالمي مناسبة الذكرى الألفية لوفاة الشيخ+ المسألة الخامسة عشرة, وسئل أيضاً عن تزويج أمير المؤمنين ابنته أم كلثوم من الثاني عمر ابن الخطاب؟ والجواب وبالله التوفيق: أن المناكح على ظاهر الإسلام, طيب دون حقائق الإيمان والرجل المذكور وإن كان بجحده النصب ودفعه الحق قد خرج عن الإيمان – لا عن الإسلام- إلى هنا أيضاً لا يدل لعله منافق ولكنه, لأن أحكام النكاح قائمة على الإيمان أو قائمة على الإسلام الظاهري؟ قائمة على الإسلام ولكن في آخر المطاف هذه عبارته, يقول: للإجماع على جواز مناكحة الفاسقين.
إذا هؤلاء منافقين كان مقتضى العبارة ماذا تكون؟ أنه وإن كان كافر واقعاً إلا أنه يكفي الإسلام الظاهري لا أنه يقول أنه فاسق. قلت لك إشارة احتمال قد تفسرها أنت بالتفسير الآخر من حقك هذا, ولكن هذه المسألة لم تعنون بهذا الشكل الذي اشرنا إليه.
الصورة الثانية: وهي في زماننا, يعني بعد أن تحولت مسألة الإمامة والسياسة الخلافية من ضرورية دينية إلى ضرورة مذهبية, فهل أن إنكار هذه الضرورة المذهبية يخرج عن المذهب أو لا يخرج؟ تقل لي سيدنا: أنت تقول ضرورة مذهبية, فإذا أنكر الضرورة المذهبية يخرج أو لا يخرج؟ طيب بطبيعة الحال يخرج.
الجواب: ما تقدم فيما سبق لابد أن ننقح هل أن الاعتقاد بالإمامة السياسية من مقومات الدخول في المذهب أو ليس كذلك, فإن ثبت أنها من مقومات الدخول فمن أنكره يخرج عن المذهب, أما إذا لم يثبت أنه من مقومات الدخول من قبيل ما ذكرنا في بيان أنحاء الوحدة في التوحيد قلنا من مقومات الدخول في الإسلام أو ليس من مقومات الدخول, فمن أنكره لا يخرج عن الإسلام, هنا أيضاً لا يخرج عن المذهب حتى لو كانت الإمامة السياسية من ضرورات المذهب.
مثال أوضح أضربه لك: مسألة الرجعة قد شخص يأتي ويقول لأنه لا أقل توجد عندنا مئتين رواية في الرجعة, قد يقول أنها من ضروريات المذهب. فمن أنكر الرجعة يخرج عن المذهب أو لا يخرج عن المذهب؟ ما هو الجواب؟ الجواب: إن قلنا أن التشيع لا يتحقق إلا بالإيمان بالرجعة أيضاً طيب فمن أنكر الرجعة خرج عن المذهب, أما إذا قلنا أن المقوم للدخول الفصل المقوم للتشيع ليس من أجزائه الإيمان بالرجعة, حتى لو كان ضرورياً وأنكره يخرج أو لا يخرج؟ لا يخرج, كذلك الإمامة السياسية, آمن بالعصمة, آمن بأنهم أثنا عشر, آمن بأن الثاني عشر حيٌ ولكنه قال ليس من مقومات المذهب الإيمان بالإمامة السياسية, وأنا لم تثبت عندي الإمامة السياسية خرج او لم يخرج؟ هذه القضية أيضاً إخواني الأعزاء لا أقل يوجد فيها وجهان؟ لا أقل يوجد فيها احتمالان:
الاحتمال الأول: أنه يخرج.
والاحتمال الثاني: أنه لا يخرج, وإن كان ضرورياً من ضروريات المذهب.
الآن إذا أضفت إلى ذلك التفتوا, إذا أضفتم إلى ذلك هذه النكتة وهي: أن الضرورة قلنا فيما سبق مطلقة أو نسبية؟ قد تكون في زمانٍ ضرورية وقد تكون في زمانٍ آخر غير ضرورية, فالذي ينكرها يقول أساساً لم يثبت لي أنها من ضروريات المذهب, تسأله أنت تؤمن؟ يقول لا, أؤمن, تقول له من الضروريات, يقول: لا لم يثبت لي من الضروريات, لو كانت من الضروريات لآمنت بها, قضية اجتهادية وصار نظري أنه ما هو؟ ليست من الضروريات, لأنه الضروريات متفق عليها أم مختلف فيها؟ مختلف فيها, بعضها واضحة لا خلاف فيها.
رأيت شخصاً يدعي لنفسه العلم وكذا … فكان يصلي في جنبي في مكان, ووجدت بأنه لا توجد أمامه تربة فأنا عندما ذهب إلى السجود فأخذت تربتي ووضعتها أمامه رأيت جاء ورفع التربة وسجد على الأرض, فأنا عندما انتهى قلت له هل أنت شيعي؟ قال: بلي شيعي لماذا ما هو الإشكال؟ قلت له أنا وضعت لك التربة قال والله أنا راجعت الأدلة ورأيت بأنه ليس من الضرورة أن يسجد شخص على التربة على السجادة أيضاً يجوز. الآن افترض أنه جنابك أيضاً تعتقد أن السجود على ما لا يؤكل ولا يلبس وكذا من الضروريات هذا خرج عن المذهب أو لم يخرج عن المذهب؟
الجواب: واقعاً مرتبطة بان هذه المفردة داخلة في مقومات المذهب أو ليست داخلة في مقومات المذهب؟ فإن كانت داخلة هذا الإنسان ماذا؟ يعني من قبيل الإيمان بحياة الثاني عشر من الأئمة طيب هذا خرج عن المذهب, وإن لم تكن داخلة حتى لو كانت ضرورية فإنكارها يخرج عن المذهب أو لا يخرج عن المذهب؟
إذن أعزائي لابد أن نحتاط كثيراً عندما نريد أن نلزم القلم ونجلس في موقع رب العالمين او في موقع الإمام الصادق نقول هذا داخل وهذا خارج, نعم, قل الرأي العملي وهذا مخالف للمسلّم, بلي من حقك أن تقول, أما هذا كافر وهذا خارج عن المذهب وهذا مسلم وهذا ليس بمسلم قليلاً لابد أن نحتاط بها لا أقل الآن لا أقول كثيراً قليل نحتاط بها, طيب سؤال: اليوم هذه التسجيلات قلت لكم هذه التسجيلات مانعة, سؤال: رأيي ما هو؟ أيضاً لا أقول رأيي فيها. والسبب هذا التسجيل وليس شيئاً آخر, أو بتعبير جناب الشيخ يقول بأنه طيب عندما عرفنا تقول هذا مانع عرفنا رأيك ما هو؟ صحيح.
هذا بنحو الإجمال أعزائي ما يرتبط بهذه المسألة, وتحتاج إلى بحث كما بالأمس بعض الإخوة قال سيدنا أنت قلت أن تلك الأمور الثلاثة مقومات للمذهب, طيب ما هو الدليل عليها؟ أصلاً قد يأتي شخص وينكر الحياة الثاني عشر, قد شخص يأتي وينكر العصمة, طيب الجواب: طيب إذا هذه أنكرها أساساً فمذهب لا يوجد, أنت قل لي عرف المذهب حتى وإلا هذا يصير مسلم بلي لم نختلف في هذا, أنت هذه إذا رفعتها واقعاً يبقى مذهب أو لا يبقى مذهب؟ لا يبقى مذهب, أما رفع السجود على كذا ما يرفع المذهب, أما التكتف هذا لا يرفع المذهب, أما الخلافة السياسية على رأي البعض يقول لا يرفع المذهب يبقى المذهب قائم وأنا أتدين بدين ديني أخذه ممن؟ من علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
أعزائي هذا تمام الكلام في هذه المقدمة التي طالت شيئاً قليلاً وهي ما يتعلق بإنكار الضروري وأنه هل هو سبب مستقل أو لا.
إنشاء الله تعالى بعد التعطيلات سوف ندخل في مسألة واحدة في يومين أو ثلاث لا أكثر وهي مسألة ملكية أئمة أهل البيت للخمس كيف ينسجم مع ملكيتهم لكل عالم الإمكان أو للأرض وما فيها؟ تلك أي ملكية وهذه أي ملكية. لأنه بطبيعة الحال من يملك الخمس هو من؟ هو الإمام المعصوم, وإلى يومنا هذا تجدون أن جملة من الفقهاء يقول عندما تعطون سهم الإمام انووا به التصدق عمّن؟ عن الإمام× لماذا؟ لأن هذا المال ملك من سهم الإمام ملك من؟ سهم الله لرسوله وسهم رسوله لمن؟ للإمام المعصوم والآن ليس بموجود فماذا؟ نتصدق عنه (عليه أفضل الصلاة والسلام). الآن هذا فيه وجه ليس فيه وجه صحيح هذا أي ملك. هذا بيني وبين الله يحتاج إلى بيان في وقته المناسب حتى ندخل إلى آيات الخمس إنشاء الله تعالى.
في هذه الكم دقيقة الباقية, الأعزاء طلبوا مني بعض الملاحظات المتعلقة بالمبلغين.
أعزائي أنا كما هو واضح الوقت ليس بكثير, أشير إلى جملة من الملاحظات التي لابد أن يلتفت إليها وبعضها أرجع إلى المصادر حتى يطالعها الأعزاء.
الملاحظة الأولى: ما يتعلق بأخذ الأجرة على التبليغ, نصيحتي لأبنائي وأعزائي وإخواني بالقدر الذي يمكن أن يستغنوا عن أخذ الأجرة, وإذا كانوا محتاجين إلى هذا الأجر المادي لا أقل أن لا يدخلوا في معاملة لأخذ الأجر, وهذا فيه أصل قرآني, طبعاً لم أتكلم عن المسألة الفقهية يجوز أو لا يجوز, افترض أنه في محله ماذا ولو بعنوان المقدمات التي تذهب إليها الآن أنا ليس بحثي فقهي, بحثي أخلاقي نفسي اجتماعي تأثير كلام المبلغ على الناس, أنت أرجع إلى القرآن الكريم من أوله إلى آخره تجد هناك تركيز على مسألةٍ أساسية في عمل الأنبياء, {بسم الله الرحمن الرحيم, قل ما أسألكم عليه من أجر} هذا أي أجر الذي يقوله؟ طيب من الواضح ليس الأجر المعنوي وإلا الأجر المعنوي محفوظ عند الله (سبحانه وتعالى) الثواب محفوظ عند الله (سبحانه وتعالى) المراد من الأجر أي أجر هذا؟ الأجر المادي, وكل الأنبياء أكدوا على هذا ليست آية واحدة يمكن عشرين ثلاثين آية واردة في القرآن ماذا؟ في سورة الفرقان: {وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين} الشعراء {وما أسألكم عليه من أجر} الشعراء 127 {وما أسألكم عليه من أجر} الشعراء يذكر الأنبياء كلهم يقولون كأنه من المشتركات بين جميع الأنبياء {وما أسألكم عليه من أجر} ما هو سبب هذا التركيز؟ واقعاً أنت لو يثبت عندك تأريخياً الإمام الصادق صار إمام كان راتبه مليون درهم في ذاك الزمن فتحترم الإمام الصادق بينك وبين الله, في نفسك صحيح قربة إلى الله ليس البحث الفقهي, ذاك التأثير يضعه ذلك الكلام فيك أو لا يضعه؟ لو ثبت إن الأئمة – خصوصاً مثل هذه الأزمنة كلما المنصب يزداد الراتب أيضاً يزداد- فلهذا ترون يزودون المناصب حتى ماذا؟ تزداد الرواتب.
فلهذا تجد الرسول الأعظم’ عندما قال: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} هنا قد يقول قائل إذن طلب أمراً ولو معنوياً لمن؟ لعائلته لأهل بيته, مباشرة في آية أخرى قال: {قل ما سألتكم} هذه في رسول اله {ما سألتكم من أجر فهو لكم} هذا ليس نفعه لي لكم وليس لي, أخاف ذهنك يتصور بأنه أنا أريد أن أنتفع لا لا, هذا نفعه لكم لأنه هو الطريق الذي يوصلكم إلى الله.
لا أفصل نقطة جداً مهمة قرآنياً لا أقل أنتم الخطباء وأهل المنبر وتخرجون على الفضائيات هذا اشرحوه للناس, ولكن بشرط أنه لا أنه متعامل أنت لأنه متعامل قبلها لا أقل أثرها الوضعي لا يبقى اطمأن حتى لو الناس لم يدرون, يكون في علمك, ولذا تلك الرواية المنقولة عن رسول الله’ عندما جاء به أنه أنهى عن كذا لم ينهى قال لأنه الصبح أنا كنت عملت ذاك الفعل لا أنه ذاك الإنسان ما كان يدري أن رسول الله فعل ذلك في الصباح ولكن تأثيره النفسي والوضعي لا يبقى أعزائي.
ولهذا ارجعوا أنتم إلى تاريخ أولئك الذين وفقوا في المنبر وفي الخطابة وفي الفضائيات كونوا على ثقة الآن تجدون واحدة من أسباب توفيقهم أنهم لم يقبضوا شيئاً, وإذا كنت أنت معتقد بالحجة اطمأن أنه من أوسع الأبواب يردها عليك الإمام أو لا يردها؟ يردها هو صاحب أمرنا هو المتولي لأمرنا.
عالم من العلماء الكبار أنا ليس من طبعي أن أنقل قصص تعرفون مزاجي ولا من أهل الرؤية حتى أنقل رؤى, لكن هذه القضية وقعت على يدي, دُعي إلى منطقة والراتب جداً جيد كان جاؤوا وقالوا به بأنه أنت في هذا الموقع الراتب الذي تختاره نحن نوافق عليه, يعني لو قال في ذاك الزمان والحادثة قبل عشر سنوات, يقول هم مباشرة وضعوا لي قبل عشرة سنوات راتب خمسة آلاف دولار في ذاك الوقت, أنا بيني وبين الله يقول هو أنا خجلت من عمامتي أنه ماذا آخذ راتب قلت لهم أنا مستغني الله (سبحانه وتعالى) بل أكثر من ذلك قلت لهم بأنه نحن عندنا ولي أمر وصاحب أمرٍ هو يؤمن حاجتنا, يقول سألني ذاك المسؤول من صاحب أمركم, قلت له: الحجة, يقول سقط ما في يده قال طيب جزاكم الله خيرا في آمان الله, في آمان الله, يقسم وأنا أصدقه لأنه واقف, يقول هذه الحادثة الساعة الحادية عشر بالليل صباحاً صارت, العصر طرق شخص الباب تاجر من التجار المعروفين لا سابقة لي معه ولا سلام ولا تلفن معه طرق الباب ووضع أمامي مائة ألف دولار قلت له ما هذه؟ قال: بيني وبين الله نحن بين مدة ومدة نساعد بعض العلماء فوجدناك أنه أهل مساعدة هذه لك شخصية, لا أقل نحن معتقدين بهذه أو لسنا بمعتقدين؟ إذا لم نكن معتقدين فعلى ماذا نضحك على الناس, اطمأن أنك إذا استغنيت عن المال وعن الأجر وعن الأجرة اطمأن أن صاحب هذا المنبر وصاحب هذا العزاء وصاحب هذه المجالس يجلعك تفتقر أو لا تفتقر؟ اطمأن واقعاً, {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} عجيب لكن طيب يحتاج إيمان.
البعد الثاني: البعد العقائدي, – هذه خمس دقائق تكلم الآن خمس دقائق أتكلم في البعد العقائدي- أعزائي الآن تعرفون بأنه المعركة القائمة بيّننا وبين الآخر وخصوصاً النهج الوهابي وخصوصاً أتباع ابن تيمية النهج التيمي بعبارة أدق المنهج الأموي قائم على تفريغ الواقع الشيعي من البعد العقائدي وإلا اطمأن, طبعاً يشتغل على البعد الشعائري أيضاً بشكل شديد ولكن هو يعلم انه أساس هذه الشعائر كلها ماذا؟ في البعد العقائدي فإذا استطاع أن يسقط هذا البعد العقائدي يسقط كل لوازم البعد العقائدي من الشعائر والسلوك وغيره, هو مشكلته ليست معنا أنه نحن لم نتكتف وهو ماذا؟ وإلا المالكية أيضاً لا يتكتفون, ما عنده مشكلة معهم, المشكلة أين؟ في البعد العقائدي الذي يولد هذه اللوازم الشعائرية وغيرها.
أنا كم ملاحظة عندي للأعزة:
فيما يرتبط بالأبحاث العقائدية أعزائي, أولاً: عندما تطرحون الأبحاث العقائدية اطرحوا تلك المسائل التي يتحملها الناس منك, لا تتصور أنه أنت جالس في الحوزة وطلابك ما أدري يدرسون عقائد عالية أو فلسفة أو عرفان, وإنما افترض أنه كيف أن إمام الجماعة عليه أن يراعي أضعف المأمومين على المبلغ والخطيب أن يراعي أضعف السامعين, وهذه ليست وصية مني أعزائي, هذه وصية الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أكدوا عليها بشكل صريح وواضح وواسع النطاق ولكنه مع الأسف الشديد نحن لا نلتفت إليها, أنا هذا البحث عرضت له في كتاب علم الإمام ص457 قلت: قواعد تتعلق بالمتكلم, الإنسان عندما يريد أن يتكلم هذه القواعد ليست من عندي ليست من التجربة والممارسة حصلتها لا هذه قواعد أخذتها من أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أقرا لك بعض الروايات.
قال:>لا تحدث الناس بما لا يعرفون<, >أتحبون أن يكذب الله ورسوله< لا يعرفون يعني ماذا؟ يعني هذا الإناء يتحمل هذه المعارف أو لا يتحمل؟ لا يتحمل, طيب لماذا تقول له يا أخي, إذا تحمل الإناء فقل له.
>قال أمير المؤمنين: أتحبون أن يُكذَب الله ورسوله حدثوا الناس بما يعرفون وأمسكوا عما ينكرون< لا عمّا هو منكر في الواقع ولكن هو يتقبله عقله هذه اللغة واضحة أمامكم كثير من الناس عندما تتكلم معه ماذا يقول لك؟ يقول والله عقلي ما يشيل وحقه والله ليس بعميل ولا يأخذ من أحد مال, يتحمل أو ما يتحمل؟ ما يتحمل, >لماذا تحملوهم ما لا يطيقون ومن كسر مؤمناً فعليه جبر< أنت تدري ماذا تعمل.!!
الإمام الصادق× >رحم الله عبداً استجر مودة الناس إلى نفسه وإلينا< طيب كيف يا ابن رسول الله؟ >قال: بأن يظهر لهم ما يعرفون ويكف عنهم ما ينكرون<.
رواية ثالثة أو رابعة >ليس هذا الأمر< أي أمر؟ أمر الإمامة والولاية, >ليس هذا الأمر معرفته وولايته فقط حتى تستتره عمّن ليس من أهله< هذا من شروط الولاية, >وبحسبكم أن تقولوا ما قلنا وتصمتوا عما صمتنا فإنكم إذا قلتم ما نقول وسلّمتم لنا فيما سكتنا عنه فقد آمنتم بمثل ما آمنا به<.
>خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم عمّا ينكرون ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا إن أمرنا صعب مستصعب< كل معارفنا لا يحتملها الجميع, هذه كلها لخصوها تحت عنوان واحد وهو: >أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم<.
الآن هذا في أوساطنا الشيعية ولكن أنتم تعلمون الآن بعد أبحاثنا التي نتكلمها على المنابر حتى في مجالسنا الخاصة تختص بالشيعة أو تخرج على الفضائيات على العالم؟ إذن عليك ملاحظة أخرى, وهي أنه قل ما يمكن أن تثبته حتى لمن لا يعتقد بمدرستنا, إذا وجدت أنه غير قابل للإثبات من الطرف الآخر أيضاً حاول ماذا؟ طبعاً يكون في علمك تسعين بالمائة ما نعتقده موجود أين؟ ولكن يحتاج إلى تحقيق, فإذا أنت لا أقل على المنبر لا تقول أجمع المسلمون, لأنه هذه ترونها أول ما يخرجون على الفضاء يقولون أنظروا هؤلاء كيف يكذبون أين أجمع المسلمون؟ لا أقل قل علماء مدرسة أهل البيت هكذا, بعض علماء مدرسة أهل البيت هكذا, صيروا دقيقين في النقل في بيان الحقائق.
الوقت تجاوز, القضايا العقائدية هذا أصل فيه, من الأصول فيها, إخواني الأعزاء أطرحوا تلك الأمور العقائدية التي بها أبعاد اجتماعية وأخلاقية للناس, تلك الأمور النظرية التي هي لأهل التخصص مهمة ولكنها ماذا؟ لا يفهم ضرورتها, ولهذا يسأل أصلاً ما هي ضرورتها هذه موجودة أو غير موجودة, أعطوها البعد الاجتماعي والأخلاقي.
وألخص كلامي بجملتين ذكرهما المحقق الطوسي, لا الشيخ الطوسي, المحقق الطوسي شارح الإشارات, قال: على الخطيب على المتكلم أن يراعي أصلين: طبعاً أصول أخرى بينا هذين أصلين مهمان, أن يتكلم بما يفهمه العامة هذا الذي قراناه, وأن لا يعترض عليه الخاصة, لأنه قد أنت تريد أن تستجر عواطف الناس محبة الناس دمعة الناس, بعض الناس تقول له يقول إذا لم أقل هكذا لم يبكي أحد؟ الجواب: لا تستجر دمعة الناس بأمر غير واقعي وإنما استجر دمعتهم بما لا يعترض عليك الخاصة.
ونسألكم الدعاء.
والحمد لله رب العالمين.