بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قلنا: بأن هذه المسألة وهذا العنوان من البحث يعتبر من الأبحاث المهمة أو الأساسية في مختلف المعارف الدينية أعم من أن تكون مسائل عقائدية أو مسائل فقهية.
ولذا ينبغي على الأعزة أن يلتفتوا إلى هذه المسألة ومع الأسف الشديد أن هذه المسألة لم تعنون لا في علم الأصول ولا في علم الفقه, يعني أن هذه المسألة وإن كانت بتعبير السيد الشهيد تشكل عنصراً مشتركاً في عملية الاستدلال الفقهي, بل في اعتقادنا تشكل عنصراً مشتركاً في عملية الاستدلال الفقهي وغير الفقهي في المعارف جميعاً كما سنشير إلى بعض الأمثلة ولو إجمالاً.
لذا أتصور بأن الأعزة يحتاج منهم أن يقفوا عند هذه المسالة ويدققوا فيها لأنها تترتب عليها نتائج مهمة وخطيرة.
للتذكر والاستذكار فقط أقول بأنه كان البحث أنه إذا كان يوجد عندنا مفهوم وهذا المفهوم إما مطلق بالمعنى الأصولي يعني جرت فيه مقدمات الحكمة لإثبات الإطلاق, كان المفهوم مطلقاً لجريان مقدمات الحكمة فيه, فهل ينصرف إلى مصاديق معينة أو أنه لا ينصرف؟ كما تعلمون أن المشهور من الأصوليين قالوا في بعض الفروض أن المفهوم ينصرف إلى بعض المصاديق, ما هي تلك المصاديق؟ هي المصاديق المتعارفة هذا المعنى الأعزة إذا يريدون مراجعته في الدراسات في علم الأصول للسيد الخوئي تقريرات السيد علي الشاهرودي المجلد الثاني أعزائي في ص341 هذه عبارته, يقول: وأما الانصراف فهل يكون مانعاً عن الإطلاق يعني بعد أن جرى, طبعاً الإطلاق أعزائي تارة يقال الإطلاق في المسائل الأصولية يعني جريان مقدمات الحكمة وأخرى يقال الإطلاق في المعارف غير الفقهية والأصولية يعني قابلية المفهوم للشمول فهل ينصرف إلى المصاديق المتعارفة والمأنوسة أو لا؟
يقول: انصراف اللفظ عن فرد أو صنف تارة يكون ناشئاً من غلبة وجود بعض الأصناف غلبة الوجود, هنا المشهور بينهم أنه يؤدي إلى الانصراف يمنع عن الإطلاق أو لا يمنع؟ يقولون لا يمنع, وأخرى يكون انصرافاً حقيقياً ثابتاً عند العرف كما في الماهيات التشكيكية التي يكون صدقها على بعض الأفراد أولى من صدقها على البعض الآخر, أولى هنا يعني أوضح عندما يطلق اللفظ ينصرف إلى بعض المصاديق فإذا قلت أنه يشمل المصاديق الأخرى كأنه غير متعارف غير مأنوس بعيدة عن الذهنية العامة, من قبيل يقول إذا قال شخص أأتني مثلاً الأمثلة التي يضربها.
يقول: ولذا لو خوطب إنسان بلفظ أيها الحيوان يغضب باعتبار أن الحيوان ينصرف إلى البهائم وإلا بمعناه العام فكل, الحيوان كما يصدق على البهائم يصدق على الحيوان, ولو قيل لأحدٍ جئني بحيوان فجاءه برجل شريف معتبر ربما يضحك من فعله يقال هنا لا إشكال ولا شبهة أن الإطلاق لا يشمل تلك الأفراد الآن أنا ما أريد أن أناقش في الأمثلة أريد أن أبين أنه فقط في بعض الأحيان يقولون أن مقدمات الحكمة لا تجري لإثبات الإطلاق, إذن مع أن المفهوم فيه قابلية الصدق على الإنسان أيضا إلا أنه الإطلاق لا يشمله, وثالثة يكون الانصراف من جهة الشك في الصدق فإذا شككنا أنه يصدق أو لا, هذا معناه أنه متعارف أو غير متعارف, لو كان متعارفاً لكان يشمله بمجرد الشك يكون مانعاً يقول من الإطلاق, فإنه من أوضح المفاهيم العرفية والانصراف بهذا المعنى أيضا يمنع الإطلاق. إلى آخره.
إذن أعزائي محل النزاع وهو أن اللفظ -طبعاً عندما نقول اللفظ الذي وضع لمفهوم معين, ولذا الدقيق هذا وصف بمتعلق الشيء, عندما نقول لفظ يعني مرادنا المفهوم المعنى, أن المعنى إذا كان فيه قابلية الشمول الآن إما بمعنى الإطلاق الأصولي إما بمعنى غير الأصولي فهل وجود المصاديق المتعارفة والمأنوسة له, يمنع عن التمسك بالإطلاق أو لا يمنع من التمسك بالإطلاق؟ وأنتم تعرفون في النتيجة أن الاتجاه العام في الفكر الأصولي والفقهي عندنا أنه في بعض الصور يمنع الانصراف يمنع عن الإطلاق.
في قبال هذه الدعوى -نحن نتكلم في أصل الشيء في المقتضي- لا إذا وجدت قرينة تمنع من الإطلاق, لا إشكال ولا شبهة مع وجود قرينة هناك نرفع اليد عن الإطلاق إنما الكلام في المقتضي لا وجود المانع.
هنا توجد دعوى أعزائي في عالم الوضع في عالم وضع الألفاظ للمفاهيم ولهذا قلنا أن هذه مسألة مسألة كان ينبغي أن تدرس إما في علم أصول الفقه أو في الأوسع في علم أصول التفسير أيضا, هنا توجد دعوى هذه الدعوى قبلها أو ارتضاها جملة من الأعلام وهو أن المفهوم إذا كان فيه قابلية الصدق فمعروفية ومأنوسية بعض المصاديق هذا لا يجعل أن المفهوم مختص بتلك المصاديق المتعارفة والمألوفة, طبعاً الآن إنشاء الله في البحث الأصولي في محله ندخل مع الإخوة هذا البحث بإذن الله تعالى, وهو أنه عندما هؤلاء القوم يقولون بأنه مصاديق متعارفة, متعارفة في أي زمان في زمان النبي أو في زمان الإمام الهادي أي متعارفة؟ فلو فرضنا أنه في صدر الإسلام كانت المصاديق المتعارفة شيء وفي زمن الأئمة اللاحقين كان المتعارف شيء آخر؟ فأي المتعارفين يشمله الإطلاق, أو تقولون المتعارف في 250 سنة فقط فلا يشمل ما بعد 250 سنة, هذه ايضا قضية معقدة جداً أنه ينصرف اللفظ أو المفهوم إلى مصاديق المتعارفة متعارفة في أي زمان, متعارفة في زمن صدر الإسلام في زمان أواخر عهد الأئمة وأنتم تعلمون أن كثير من المصاديق تبدلت في قرنين ونصف من الزمان, على أي الأحوال هذا بحث في محله.
أعزائي هنا قلنا يوجد اتجاه يقول: أساساً أن الألفاظ وضعت, يوجد تعبيرين في الدرس السابق أشرنا إلى تعبيرين:
التعبير الأول: يقول أن الألفاظ وضعت لأرواح المعاني, ما معنى روح المعنى؟ يعني أنه لم يؤخذ الصورة معينة, كلما تحققت تلك الروح الآن القالب والصورة بأي شيء كان فإن المفهوم يكون شاملاً له, هذا التعبير تعبير الفيض الكاشاني في تفسير الصافي كما أشرنا في ص29 من الكتاب وضرب لنا مثال الميزان آخر المطاف في ص30 هذه عبارته, يقول: وبالجملة ميزان كل شيء يكون من جنسه, إذن لفظ الميزان موضوع هذا اللفظ موضوع لمفهوم هذا المفهوم مصاديقه ما هي؟ يقول: يشمل المحسوس والمتخيل والمعقول إلى آخره.
يقول: بعض هذه المصاديق غير مأنوسة أصلاً بعيدة عن الذهن, يقول لا علاقة لنا أنها بعيدة أو قرينة, فميزان كل شيء بحسب ذلك الشيء, ولفظة الميرزا -التفتوا إلى الضابط- ولفظة الميزان هذه اللفظة الموضوعة لمعنىً ولفظة الميزان حقيقة في كلٍ منها يعني في هذه المصاديق باعتبار حده وحقيقته الموجود فيه فكلما حقق هذه الغاية بتعبير السيد الطباطبائي فهذا المفهوم يكون صادقاً, باعتبار حده وحقيقته الموجودة فيه -التفت هذا الضابط العام- وهذا القياس كل لفظ ومعنى, إلا إذا دل قرينة على الخلاف نتكلم في الأصل الأولي في المقتضي الآن, وعلى هذا القياس في كل لفظٍ ومعنى.
حتى كما قلت للأعزة حتى يعرفوا أهمية هذا البحث ذكرنا قبل أيام هذا المعنى, قلنا أن الروايات قالت ماذا >صم للرؤية وافطر للرؤية< ما هو مصداق الرؤية في ذلك الزمان؟ الرؤية غير المسلحة الرؤية المتعارفة هذه مصاديقها فهل ينصرف اللفظ إليها أو لا ينصرف؟ إذن توجد ثمرة عملية لا فقط هنا في عشرات المسائل.
في باب الشهادة, ألسنا في باب الشهادة يقول >على مثل هذا فاشهد< في باب الشهادة فلو أن شاهداً شهد أحد يقتل شخصاً آخر ولكن بالميكروسكوب كان ينظر ولم ينظر بعينه, يعني العين ماذا كانت؟ فتلك الروايات التي قالت >على مثل هذا فاشهد< ينصرف إلى المصاديق المتعارفة في ذلك الزمان أو لا ينصرف؟ هذا الآن السيد الخوئي+ ماذا قال؟ لا أقل في بعض الفروض ينصرف. أما على هذا المبنى ينصرف أو لا ينصرف؟ لا ينصرف, لأنه في ذلك الزمان ذاك مصداق للرؤية في ذاك الزمان ذاك وهذا, لا مانع, أصلاً في ذلك الزمان أصلاً هذا المصداق كان يتصوره أو لا يتصوره أصلاً؟ لا يتصوره حتى يخرجه أصلاً.
إذن أعزائي, وهذا أعزائي أعبر عنه إن صح التعبير, هذا انقلاب في المباني الفقهية, إذا تمت هذه الرؤية لأنه هذه ليست فقط هنا كثير من الألفاظ وضعت فهل تنصرف إلى مصاديقها المتعارفة في ذلك الزمان أو لا تنصرف؟ الآن دعونا من الأبحاث التفسيرية دعونا من الأبحاث العقائدية المشكلة أكبر من هذا, ضعونا الآن في دائرة الاستدلال الفقهي, واقعاً الذي يأتي إلى الرؤية المسلحة هذه الآن لو تسال الناس في زماننا هذا, تقول له رؤية هذه أو ليست برؤية؟ يقول نعم قطعاً رؤية هذه, يقول لا إشكال أنها من مصاديق الرؤية ولكن أنت كيف تخرج هذه الرؤية المسلحة الآن بماذا تخرجها؟ بالانصراف وإلا لا يوجد الانصراف يشمل هذه رؤية أو ليست برؤية بل هي رؤية أدق من الرؤية الحسية, لأن الرؤية الحسية كثيراً ما تخطأ. ماذا تقول إذن؟
هذا مبني ومع الأسف وجدت كل من بحث هذه المسألة لم يكن ملتفتاً إلى أن هذه المسألة أصلها أين؟ في قضية الوضع أن الألفاظ وضعت للمعاني فهل أن تلك المعاني والمفاهيم تنصرف إلى مصاديقها المتعارفة والمألوفة أو لا تنصرف؟ وأصل القضية هناك مبناها أين؟ هناك, فإذن أنت في الرتبة السابقة لابد أن تعين مبناك أنه مبني على هذا أو مبني على ذلك.
هذا التعبير إذا يتذكر الأعزة أنا بودي المطلب ليس بكثير الأعزة إنشاء الله يطالعوه هذا تقريباً يقع في المقدمة الرابعة في نبذٍ مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله تقريباً خمس صفحات هذه طالعوها للفيض الكاشاني من القواعد المهمة في عملية فهم المعارف الدينية جميعاً.
التعبير الثاني: إذا يتذكر الأعزة. كان تعبير السيد الطباطبائي, تعبير الفيض الكاشاني قال أن الألفاظ موضوعة لا للمعاني بلحاظ مصاديقها المتعارفة بل بلحاظ روح المعاني, التعبير الثاني كان تعبير السيد الطباطبائي& الذي هو في مقدمة الميزان الذي يعتبروه هذه العشرة صفحات التي هي مقدمات الميزان, اعتبروها أصول التفسير التي يبني عليها السيد الطباطبائي في تفسيره.
يقول: وكذا الميزان المعمول أولاً: والميزان المعمول اليوم لتوزين ثقل الحرارة والسلاح المتخذ سلاحاً أول يوماً والسلاح المعمول اليوم إلى غير ذلك من الأمثلة, فالمسميات يعني المصاديق الخارجية, بلغت في التغير إلى حيث فقدت جميع أجزائها السابقة يعني لا يوجد من الصورة السابقة شيء, يعني الآن عندما نضع يدنا على الميزان أو السلاح في زماننا وعلى السلاح في الزمان السابق من حيث المصداق توجد مناسبة أو لا توجد مناسبة؟ أبداً, ذاك مصداق تلك صورة وهذه صورة أخرى, يقول فقدت جميع أجزائها السابقة ذاتاً وصفة والاسم مع ذلك باقٍ, يعني ماذا والاسم باقٍ يعني المفهوم بعد يصدق عليها, المراد من الاسم يعني اللفظ بلحاظ المفهوم, وليس إلا, لماذا أننا نجد أن المصاديق تتبدل مائة وثمانين درجة ومع ذلك المفهوم صادق عليها ما هو السبب؟
يقول: وليس إلا لأن المراد في التسمية يعني الوضع بحسب لغة علم الأصول بأن المراد في التسمية إنما هو من الشيء غايته, فكلما حقق الغاية فيكون مصداقاً لذلك المفهوم لا شكله وصورته فما دام غرض التوزين في الميزان, أو الاستضاءة في السراج أو الدفاع في السلاح باقياً كان اسم الميزان والسراج والسلاح وغيرها باقياً على حالها.
طبعاً الآن إلى هنا السيد الطباطبائي فقط يضرب أمثلة مرتبطة بعالم المادة, ما أدري واضح أم لا, ولكن بعد ذلك ساشير أنه يبين مفاهيم عندما تطلق تطلق على مصاديق من عالم المادة ومصاديق من غير عالم المادة.
طيب أنا أتصور أن المصاديق إذا كانت من عالم المادة فالمأنوسية والمعروفية محفوظة, أما إذا كانت المصاديق من غير عالم المادة فمأنوسة ومعروفة أو غير معروفة؟ غير معروفة فيقيناً أن اللفظ يشملها أو لا يشملها؟ بناءً على مباني الأصوليين فينصرف عنها لأنه أساساً لا تأتي إلى الذهن على الإطلاق.
يقول: وكان ينبغي لنا يقول هذا انطباق المفهوم على المصاديق مع تغير المصاديق مائة وثمانين درجة كان ينبغي لنا أن نتنبه أن المدار في صدق الاسم أقول -مراراً وتكراراً- مراده من الاسم يعني اللفظ بلحاظ وضعه للمفهوم يعني وصف للشيء بلحاظ نفسه أو بلحاظ متعلقه؟ بلحاظ متعلقه يعني المفهوم الذي وضع له الاسم, أن المدار في صدق الاسم اشتمال المصداق على الغاية والمقصود, كلما حقق الغاية والغرض فإن هذا الاسم صادق عليه, لا جمود اللفظ على صورة واحدة, فذلك مما لا مطمح فيه البتة, لماذا؟ لأنه لو كان اللفظ موضوعاً لمفهوم وذلك المفهوم مختص بصورة معينة بمجرد تتغير شيء من تلك الصورة فذلك المفهوم يصدق عليه أو لا يصدق؟ لا يصدق, ولكنه طيب أين المشكلة أذن, هذه التي قراناها قبل قليل, ولكن العادة والأنس منعانا عن ذلك, هذا الذي الآن أشرنا إليه وهو أنه المألوف المتعارف وهذا هو الذي دعى المقلدة من أصحاب الحديث من الحشوية والمجسمة أن يجمدوا على ظواهر الآيات في التفسير, هذه مشكلة ابن تيمية وإتباعه هذه مشكلة المجسمة وهو أنهم جاؤوا إلى الألفاظ القرآنية واقعاً الآن نقرأ بعض هذه الألفاظ نجد بحسب الظاهر القرآني أن الحق معهم ولكن بلحاظ المصاديق المتعارفة وليس في الحقيقة جموداً على الظواهر بل هو جمود على العادة والأنس في تشخيص المصاديق. الآن اقرأ لك بعض المطالب في القرآن.
القرآن الكريم يقول: إذا سمعنا ألفاظ اللوح في القرآن هذه الألفاظ موجودة اللوح والقلم والعرش والكرسي والملك وأجنحته والشيطان وقبيله وخيله ورجله طيب بحسب ما يقوله المنهج الأصولي ما هو المراد من مصاديقها؟ مصاديقها المتعارفة, طيب الآن الملائكة لهم كذا ألف جناح وأنه إذا جبرائيل فتح أجنحته كل السموات والأرض هذه موجودة في الروايات عندنا, تقول هذه المصاديقة ليست مرادفة, تقول استعمالها في غيرها يكون استعمالاً خلاف الظاهر, وإذا أردت استعمال اللفظ في غير معناه الموضوع له فماذا يصير؟ مجاز, وإذا صار مجزاً فيحتاج إلى قرينة وحيث لا قرينة إذن لابد من حلمها على ماذا؟ يقول المشكلة من أين جاءت؟ المشكلة أن هؤلاء هذه المفاهيم حملوها على ماذا؟ عندما سمع الجناح راح ذهنه إلى جناح الطير بمختلف أنواعه مع أن الأمر ليس كذلك, يقول: كان المتبادر إلى أفهامنا مصاديقها الطبيعية, وإذا سمعنا أن الله خلق العالم وفعل كذا وعلم كذا وأراد أو يريد أو شاء أو يشاء قيدنا الفعل بالزمان لماذا؟ حملاً على المعهود عندنا أننا عندما نفعل فعلنا في الزمان أو خارج الزمان, وإذا سمعنا {ولدينا مزيد} {لاتخذناه من لدنا} {وما عند الله خير}, أيدنا الحضور بالمكان وإذا سمعنا {إذا أردنا أن نهلك قرينة} {ونريد أن نمن} {يريد الله} فهمنا أن الجميع واحد من الإرادة لما أن الأمر على ذلك فيما عندنا, الآن انظروا التفتوا جيداً, هذه ظواهر الآيات.
انظروا الآن ابن تيمية مشكلته الأصلية أين وقعت, هذا كتاب الفتوى الحموية الكبرى من الكتب المهمة للشيخ ابن تيمية, يأتي إلى مسألة الله (سبحانه وتعالى) -أعزائي للمرة المائة هذه الموبايلات عندما تدخلون اطفأوها تحملوا أربعين دقيقة لا تأتيكم رسالة لا تأتيكم ما أدري ماذا تسمونها- انظروا ماذا يقول: يقول أن الكلام من أوله إلى آخره, يعني القرآن وسنة رسوله من أولها إلى آخرها, ثم عامة كلام الصحابة ثم كلام سائر الأئمة مملوء بما هو إما نصٌ وإما ظاهر في أن الله فوق السماوات جالس, في أن الله سبحانه فوق كل شيء تقول ما هي الشواهد ما هي الأدلة؟ يقول واحدة من أهم الأدلة أنت جنابك عندما تسأل الله ما تفعل هكذا ما تعمل هكذا, طيب إذا ليس بفوق فلماذا تفعل هكذا؟ لماذا عندما تريد أن تشير إليه تشير إليه أين؟ في الأعلى, وحقه ويقرأ عشرات الآيات أنت انظر إلى الآيات يقول: {إليه يصعد الكلم الطيب} طيب الصعود يكون لأي شيء أعزائي؟ الذي في الفوق يصعدون إليه وإلا هو تحت يصعد له أحد {إليه يصعد الكلم الطيب} {إني متوفيك ورافعك إليّ} غير هو في الفوق حتى يرفع, {أأمنتم من في السماء} يأتون بعشرات الشواهد المراد من في هنا المراد على من على السماء يقول كما أنه سيروا في الأرض يعني ماذا؟ يعني ليس في باطن الأرض يعني سيروا على الأرض.
بل رفعه الله إليّ تعرج الملائكة والروح إليه {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض} {ثم استوى على العرش} وعشرات النصوص إلى أن يقول بأنه في ليلة المعراج رسول الله’ والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه, باعتبار أن السموات يصورها بصورة ثم العرش فوق السموات والله ايضا فوق العرش أعزائي بحث مفصل إن الله لما خلق الخلق كتب في كتاب إلى آخره, ثم يقول المهم أنه الله (سبحانه وتعالى) في ليلة المعراج رسول الله’ صعد يقول ولم يقل أحد قط أن الله ليس في السماء ولا أنه ليس على العرش ولا أنه بذاته في كل مكان إذن له مكان مخصوص وإلا إذا لم يكن له مكان مخصوص يلزم أن يكون في كل مكان.
وجدت أن بعض المدققين من الفيزيائين له تعبير جيد في هذا المجال, قال: هؤلاء تصوروا أن السماوات والأرض أو أن الأرض مستوية فلهذا عندما يفعل هكذا الله أين؟ فوق, طيب أيها البشر الكرة الأرضية ما هي؟ كروية طيب هذا الذي فوق الكرة هنا يقول الله فوقي وهذا الذي هنا يقول الله أين؟ أين يرفع يده يرفعها إلى هنا أو يرفعها إلى التحت؟ إلى التحت طيب الله هنا أو هنا؟ لأنه هذه الكرة الأرضية طيب الناس كما هنا تعيش فهنا ايضا تعيش هنا يرفعون أيديهم هكذا الذين هنا أين يرفعون أيديهم بالعكس أو يرفعوه إلى الأسفل, طيب الله هنا أم هناك؟ هذه من أين نشأت وليسوا أناس صغار هؤلاء يكون في علمك ما يفهمون, يفهمون ولكن المشكلة ذهبوا إلى الآيات وعملوا بظاهرها من غير أن يلتفتوا لا إلى الأصل العقلي ولا إلى هذه النصوص.
هذا الذي نحن نقوله بأن الإنسان إذا لم يكن مسلحاً بالقواعد العقلية الصحيحة يقع في مثل هذه المطبات يقسم أنه أساساً محال أن يكون غير هذا لابد الله يكون في الأعلى وفوق, أما في مسألة الوزن فحدث ولا حرج, لماذا؟ لأن الروايات أشارت إلى هذا, واقعاً أشارة إلى هذا, ولكن المصاديق حيث أن المأنوس من المصداق هذه المصاديق المادية فحملوها على المصاديقها المادية, لا أريد أن أطيل على الأعزة إذا يريدون الإخوة أن يراجعون فيراجعون مسألة الكلام في الميزان المجلد الثاني ص325, ما هو الكلام, أنت عندما نقول تكلم الله متكلم أنا وأنت نتكلم, الآن الله دعوه الآن ليس محل بحثنا أنا وأنت نتكلم صدر منه كلام ذهنك إلى أين يذهب مباشرة إلى المصاديق المتعارفة, فإذا قلت أن اللفظ مطلق يشمل المصاديق ماذا؟ يقول: لا يوجد إنصراف إلى المصاديق المتعارفة.
إذن القرآن الكريم عندما يعبر عن الوجودات الإمامية بأنها لا تنفد كلمات الله فاستعمال الألفاظ أو الكلمة في الوجود فاستعمال حقيقي أو استعمال مجازي يكون؟ بناءً على أن اللفظ ينصرف الاستعمال مجازي, فلهذا بمجرد أن تقول يقول هذا تأويل هذا خلاف الظاهر, أما بناء على المبنى أن المصاديق ما هي؟ المألوفة وغير المألوفة البحث يراجعونه الأعزة هناك.
سؤال: حتى نتمم البحث في هذا اليوم وغداً أريد أن أشير إلى بعض المصاديق الفقهية فقط.
كلمات أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أحاديث أهل البيت تشير إلى هذا الاستعمال أو لا تشير؟ يعني تطلق الألفاظ على المصاديق غير المألوفة أو لا تطلق؟ هذا مهم عندنا, طبعاً بحث الوضع له مقامه, ولكن نريد أن نعرف أن أهل البيت سلام الله عليهم, ديدنهم ما هو؟ أنا أشير فقط إلى روايتين أعزائي: الرواية الأولى في البرهان في تفسير القرآن البحراني المجلد الثامن ص84, الرواية هذه, >قال: عن الصادق في تفسير الحروف المقطعة في القرآن قال: وأما نون فهو نهر في الجنة -الآن ليس محل كلامنا هذا- محل كلامنا هذا, قال سفيان فقلت له يا ابن رسول الله بيّن لي أمر اللوح والقلم والمداد فصل بيان وعلمني مما علمك الله, فقال: يا ابن سعيد لولا أنك أهل للجواب ما أجبتك< طيب هذه قاعدة مهمة أن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كانوا يجيبون كل سائل أو لا يجيبون كل سائل كما ينبغي؟
الجواب: لا, لأنه أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم< >فيقول: لولا أنك أهل للجواب ما أجبتك, فنون ملك يؤدي إلى القلم, وهو -أي القلم- ملك يؤدي إلى اللوح< عجيب أنت لفظ القلم موضوع لأي شيء؟ لهذه الآلة, فصدقه على الملك حقيقي أم مجازي؟ إذا قلت ينصرف إلى المصاديق المتعارفة فصدقه على الملك ماذا يكون؟ مجازي, أما إذا قلت لا؟ أن الذي وضع له لفظ القلم يراد ما يؤدي بتعبير السيد الطباطبائي هذه الغاية, وهو أن يخرج المكنون إلى الظاهر, القلم ماذا يفعل؟ هذا الذي هو مستور يخرجه إلى الظاهر, وكل من قام بهذا العمل فهو قلم, قلم مجازاً أو حقيقة, فهو قلم حقيقة ولذا تجد أساساً الفيض الكاشاني ايضا في ص29 من تفسيره يقول, هذه عبارته, يقول: فلفظ القلم إنما وضع لآلة نقش الصور في الألواح من دون أن يعتبر فيها كونها من قصب أو حديد ولا أن يكون جسماً ولا كون النقش محسوساً أو معقولاً إلى غير ذلك, لأن الجميع يحقق هذه الغاية والمراد.
ولذا أعيد العبارة, قال: فنون ملك يؤدي إلى القلم وهو ملك والقلم يؤدي إلى اللوح< التفت جيداً, أنت عندما تسلم الآن لوح ذهنك إلى أين يذهب؟ إما إلى قطعة من الخشب إما إلى قطعة من الجلد إما إلى قطعة من الجلد إما إلى قطعة من الورق ونحو ذلك. يقول: والقلم يؤدي إلى اللوح وهو ملك إذن اللوح من مصاديقه الملك, واللوح يؤدي إلى إسرافيل وإسرافيل يؤدي إلى ميكائيل وميكائيل يؤدي إلى جبرائيل وجبرائيل يؤدي إلى الأنبياء والرسل ثم قال له قم يا سفيان فلا نأمن عليك أكثر من ذلك< هذه رواية.
الرواية الثانية: واردة في تفسير القمي, في الجزء الثاني ص379, الرواية >عن الإمام الصادق عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن القصير أو عبد الرحيم القصير عن أبي عبد الله الصادق, قال: سألته عن نون والقلم, قال: إن الله خلق القلم من شجرة في الخلد أو من شجرة في الجنة, يقال لها الخلد< طيب بطبيعة الحال الأقلام إنما تؤخذ من الأخشاب وبطبيعة لابد أن يكون لها شجرة ولكنه هذه الشجرة حسابها يختلف. من شجرة في الجنة يقال لها الخلد ثم قال لنهر في الجنة كن مداداً فجمد النهر وكان أشد بياضاً من الثلج, وأحلى من الشهد ثم قال للقلم أكتب طيب المصاديق المتعارفة للقلم حية شاعرة أو غير حية ولا شاعرة؟ طيب هنا الإمام يشير إلى أنها مصداق للقلم ولكنه حيٌ وشاعرٌ فيخاطب من قبل الله قال وما أكتب يا ربي, قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم في رق أشد بياضاً, الذي هو اللوح الإمام سلام الله عليه في رواية البرهان قال هو ملك. إذن الكاتب ملك والمكتوب فيه أيضا ملك, يعني القلم موجود حي والمكتوب فيه ايضا ماذا؟ طيب استعمال الألفاظ في هذه المصاديق استعمال حقيقي أو استعمال مجازي؟ يعني الإمام سلام الله عليه يستعمل هذه مجازاً مع قرينة أو لا, هذه استعمالات حقيقية.
إذن أعزائي فيما يتعلق بمسألة الألفاظ موضوعة للمعاني هذه المعاني نحن نعتقد في المسائل العقائدية هذا المبنى الذي أشار إليه جملة من هؤلاء الأعلام, يبقى عندنا أمر وهو أنه أشير إلى بعض المصاديق الفقهية لهذه المسألة.
اليوم أشرنا إلى مصداق أو مصداقين لعله هناك العشرات بل المئات من المصاديق المتوقفة على هذه المسألة. وتحقيقها يأتي.
والحمد لله رب العالمين.