بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قبل أن ننتهي أو نبين الجواب الأخير الذي ذكره السيد الخوئي+ في مقام الجواب عن تلك التساؤلات التي أشرنا إليها, ذكر بعض الأعزة بأنه أساساً ما هو علاقة هذا البحث بآية الخمس, نحن كنا نتكلم في آية الخمس وإذا بنا نخرج من مكان آخر, لا أعزائي هذا البحث في صلب بحث آية الخمس.
حتى تتضح الصورة للأعزة أنا أذكر ولو لدقيقتين الخارطة التي بدأنا بها البحث, الإخوة يتذكرون نحن وقفنا عند آية الخمس.
قلنا الاتجاه الأول في آية الخمس: أن هذه الآية كما هي شاملة لغنائم دار الحرب ايضا شاملة لأرباح المكاسب والتجارات.
وذكرنا وجوهاً متعددة في ذلك فيما يتعلق باللغة وكلمات المفسرين وقاعدة >الغنم بالغرم< والروايات الواردة في ذيلها ونحو ذلك, وناقشناها جميعاً واتضح بأنه بمثل هذه الوجوه لا يمكن إثبات عموم الآية لتشمل أرباح المكاسب أيضاً يعني تشمل الخمس في أرباح المكاسب أيضاً.
ثم انتقلنا إلى الاتجاه الثاني وهو الذي يقول: بأن هذه الآية مختصة بغنائم دار الحرب وبينّا أنه استدل لإثبات الاختصاص بوجوهٍ:
الوجه الأول: هو السياق.
الوجه الثاني: هي الأشباه والنظائر في القرآن.
الوجه الثالث: هو عن طريق قياس الخُلف أو الخَلف وهو أن الآية المباركة لو كانت شاملة لأرباح المكاسب لاعتنى رسول الله بالخمس كما اعتنى بالزكاة, ولأخذها من جاء بعده ولسأل المسلمون عن تفاصيلها والتالي باطل فالمقدم مثله يعني أن الآية لا دلالة فيها بنحوٍ تشمل أرباح المكاسب أيضاً.
فإذن نحن في صلب الآية المباركة لا خارج عن الآية, هذا استدلال بالآية المباركة ولكن من طريق برهان الخُلف أو الخَلف من طريق هذا البيان وهو أن الآية المباركة لا يمكن أن يكون فيها إطلاقٌ وشمولٌ وعمومٌ يشمل أرباح المكاسب وإلا لو كان هذا مفهوم من الآية المباركة, طيب لفهم المسلمون ذلك ولسألوا عن التفاصيل, كما هو الحال في باب الزكاة, كما هو الحال في باب الصلاة, كما هو الحال في باب الصوم, يعني عندما قال {أقيموا الصلاة} أو {كتب عليكم الصيام} المسلمون جاءوا إلى رسول الله وسألوا يا رسول الله هذه الزكاة الواجبة الصوم الواجب الحج الواجب الصلاة الواجبة ما هي أحكامها, ولكنه لم نعهد أن أحداً من المسلمين جاء إلى رسول الله’ الآن قد يقول لنا قائل أنه لا يوجد في عهد رسول الله من كان له مال حتى يؤخذ منه الخمس, هذا كلامٌ غير دقيق, لماذا لا يوجد هناك, يوجد هناك أغنياء أصلاً هم يدعون فلان وفلان وفلان كانوا من الأغنياء عندما دخلوا الإسلام وأنهم بمالهم قام الإسلام أليس هذا إدعائهم, طيب لماذا أن رسول الله’ لم يأخذ خمس الأموال من هؤلاء.
إذن القضية أعزائي مرتبطة بصلب وعمق هذه الآية المباركة.
فيما يتعلق بتلك التساؤلات الأربعة أو الخمسة التي أشرنا إليها أجاب السيد الخوئي بأجوبة متعددة وأعزائي تقريباً كل من جاء بعد السيد الخوئي لم يخرج عن إطار هذه الإجابات وقد اتضح إلى هنا أن هذه الإجابات غير تامة بنحو تفصيلي.
الجواب الخامس الذي ذكره السيد الخوئي في المقام, الجواب الخامس: أساساً كأن سيدنا الأستاذ السيد الخوئي+ يريد أن يقول أن كل تلك الأجوبة كانت تنزلية وإلا من قال لكم أن رسول الله’ لم يعتني بأمر الخمس كما اعتنى بأمر الزكاة, لا هناك نصوص كثيرة دلت على أنه كان يكتب إلى المناطق إلى القبائل كما كان يكتب إليهم بالصلاة بالصيام بالحج وأنه كذا كذا, كان يأمرهم ايضا بأن يدفعوا خمس المغنم وخمس المغانم, لماذا تقولون أن رسول الله’ لم يعتني بذلك.
هذا المعنى أعزائي بشكل واضح وصريح ذكره في -كما أشرنا- في المستند في ص197 قال: >على أن العامة< يعني أهل السنة >على أن العامة قد رووا هذا الخمس عن النبي< مراده هذا الخمس يعني أرباح المكاسب محل الكلام هو أرباح المكاسب لا يذهب ذهنكم لا يضيع عن ذهنكم هذا البحث- >قد رووا هذا الخمس عن النبي’ فقد ورد في صحيح البخاري والترمذي أن رجلاً من بني عبد قيس جاء إلى النبي’ فلما أراد الانصراف أمره’ بالصلاة والصيام والزكاة وإعطاء الخمس مما غنم< إذن من أين تقولون بأنه أساساً أن رسول الله’ لم يهتم بهذه الفريضة وهذا يكشف عن أن هذه الفريضة كانت ثابتة يعني أرباح المكاسب الخمس في أرباح المكاسب لا في غنائم دار الحرب, وبعد ذلك سيبين القرينة السيد الخوئي.
طبعاً لتأييد كلام السيد الخوئي+ في هذا المجال واقعاً هذه القضية ذكرت بشكل تفصيلي في كتب أهل السنة لا فقط هذه الرواية التي أشار إليها.
في مسند الإمام أحمد ابن حنبل الجزء الثالث -هذه الطبعة المحققة والتي هي من أهم الطبعات الموجودة لهذا الكتاب إلى يومنا هذا وهي الطبعة التي تقع في 52 مجلد بتحقيقات واسعة النطاق- التي مراراً ذكرنا ندعو الله (سبحانه وتعالى) في يوم من الأيام إن شاء الله الحوزات العلمية هنا عندنا أو في النجف أو في مكان آخر تطبع كتبنا الحديثية بهذه الطريقة من التحقيق الذي يوجد في هذا الكتاب كمسند الإمام أحمد أو الكتب الحديثية الأخرى, في كل واحدة من هذه الأحاديث طبعاً فقط المسند حدود لعله 27 أو 37 الآن ليس في ذهني ألف رواية الذي هو يقول بأنه هذه الروايات أنا جمعتها أو غربلتها من مجموع 750 ألف رواية, الآن أنظروا كم من الروايات كانت مكذوبة وموضعة وضعيفة في زمنه الذي وفاته 241 من الهجرة يعني بعدنا نحن في عصر الأئمة يقول غربلت هذا الكتاب المسند من 750 ألف رواية.
الآن انظروا التاريخ الإسلامي واقعاً استخراج الحقائق من هذا الكم الهائل من الروايات واقعاً يحتاج لا إلى نبي يحتاج إلى عصبة من الأنبياء حتى يميزوا الصحيح من السقيم في هذه الروايات, طبعاً هو يدعي بأنه إذا وقع الاختلاف في شيء فارجعوا إلى كتابي المسند فإنه الحجة يعني ما هو خارج عن ذلك فليس بحجة. ولذا نحن استدللنا بهذا الكلام لبيان أن حديث وسنتي ليس بحجة لماذا؟ لأن مسند أحمد لم ينقل >إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي< وإنما نقل >كتاب الله وعترتي< على أي الأحوال.
في هذا الكتاب -يعني مسند الإمام أحمد- المجلد الثالث في ص464 من الكتاب, الرواية طويلة الذل أنا أقرأ محل الشاهد >قال سمعت ابن عباس أن وفد عبد القيس -الذي يشير إليه السيد الخوئي- أن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله قال ممن الوفد أو قال القوم قالوا ربيعة قال مرحباً بالوفد أو قال القوم غير خزايا ولا نداما قالوا يا رسول الله أتيناك من شقة بعيدة وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر ولسنا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر حرام -باعتبار لا يوجد فلا يغيرون علينا- فأخبرنا بأمر ندخل به الجنة ونخبر به من ورائنا -وسألوه أسئلة متعددة عن الأشربة والأطعمة-عن أشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع -الرواية طويلة إلى أن يقول- أمرهم بالإيمان بالله -التفتوا توجد نكتة جداً لطيفة في هذه الرواية وموجودة في روايتنا ولكن بطريقة أخرى- أمرهم بالإيمان بالله, قال أتدرون ما الإيمان بالله؟ -الإيمان بالله بينكم وبين الله يحتاج إلى شرح ولكن رسول الله ماذا يسأل هؤلاء القوم- أتدرون ما الإيمان بالله قالوا الله ورسوله أعلم قال -التفتوا الإيمان بالله كيف يفسره رسول الله’- قال الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً’ رسول الله وأقامُ الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا الخمس من المغنم<
الآن توجد نكتتان في هذه الرواية:
النكتة الأولى: أنه إذا لم يؤمن الإنسان برسول الله فقد صح إيمانه أو إيمانه ناقص؟ أصلاً لم يصح إيمانه بالله أصلاً, لأن النبي يفسر الإيمان بالله يقول الإيمان بالله لا يتحقق إلا بإقامة الصلاة. >وأن تعطوا الخمس من المغنم<.
الآن انظروا أهمية هذه الرواية أنظروا ماذا يقول, يقول: إسناده صحيح -هذا التحقيق الذي أنا أقول ينبغي أن تكون في رواياتنا هذا- إسناده صحيح على شرط الشيخين -فلان وفلان- وأخرجه أبو داود عن أحمد ابن حنبل عن يحيى ابن سعيد بهذا الإسناد وأخرجه الطيالسي رقم الرواية كذا, وابن أبي شيبة في كذا والبخاري في كذا ومسلم في كذا والنسائي في كذا, وابن خزيمة في كذا وابن حبان في كذا والطبراني وابن منده والبيهقي والسنن وفي الدلائل والبغوي من طرق عن شعبة -سند آخر- وأخرجه أبو عبيدة في الإيمان والبخاري عن طرق أخرى وهكذا يعني أنت في صفحة واحدة تقع كاملاً على فهرسة هذا الحديث من قال بصحته وعلى أي أساس وما هي طرق إخراج هذا الحديث.
من باب المناسبة أنا الأعزة بودي أن يلتفتوا أنه مضمون هذا الحديث نحن أيضاً ورد عندنا في أصول الكافي, ولكن في أصول الكافي الرواية الواردة هذه, وهي رواية أيضاً جيدة في هذا المجال, وهي رواية مفيدة في هذا المجال إذا استطعنا أن نخرجها للأعزة في ص لعله 442 من أصول الكافي هذه الطبعة الحديثية في ص442 الرواية >قال: لي أبو جعفر -الرواية عن أبي حمزة- قال لي أبو جعفر إنما يعبد الله من يعرف الله فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالا -ضلالة ضال- قلت جعلت فداك فما معرفة الله< التفتوا إلى النكتة, إذن الروايات هذه الرواية مفسرة لتلك الروايات >أول الدين معرفته< التفتوا.
>قلت جعلت فداك فما معرفة الله, قال: تصديق الله عزوجل وتصديق رسوله وموالاة علي والإئتمام به وبأئمة الهدى والبراءة إلى الله عزوجل من عدوهم هكذا يُعرف الله عزوجل< عجيب معرفة الله ما هي علاقتها بالإئتمام بعلي وأهل بيته؟ نفس هذا المضمون الذي يوجد في مسند الإمام أحمد وهو أنه أساساً ما معنى الإيمان بالله؟ قال: الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وأنه’ رسول الله والإتيان بالصلاة والزكاة والحج و.. إلى غير ذلك, هنا ايضا تشير هذه يعني أن المعرفة لا تتحقق إلا بالإئتمام بهم والبراءة من عدوهم من أعدائهم هكذا يُعرف الله عزوجل, ثم روايات في هذا الباب تحت عنوان الأعزة يراجعوها باب معرفة الإمام والرد عليه. إذن تجدون أن هناك إصرار من أئمة أهل البيت على معرفة الله لا يتبادر إلى ذهنكم أن باب معرفة الله شيء ومعرفة الإمام شيء آخر لا, هذان بابان بحسب التحليل النظري والعلمي وإلا بحسب الإيمان هما باب واحد.
من الروايات الواردة في هذا الباب ما ورد في صحيح سنن الترمذَي أو الترمذِي, كما تعلمون بأن الترمذَي أعزائي سنن الترمذي هذا المشهور على الألسن -الصحاح الست- هذا كلام غير صحيح لأنه هؤلاء لا يوجد عندهم إلا صحيحان كما ذكرت مراراً والباقي عندهم سنن وبعد السنن عندهم مسانيد هذه مراتب, من قبيل افترضوا الصحيح والحسن والموثق ونحو ذلك.
ولذا الألباني نجده أنه جاء إلى السنن وكتب في السنن الأربعة يعني الترمذي والنسائي وغيرها كتب عندنا صحيح السنن وضعيف السنن, ولذا في كل السنن أنت تجد صحيح سنن الترمذي وضعيف سنن الترمذي وهو كتاب مفيد حتى تريدون أن تنقلوا رواية واقعاً لا تنقلوها وهي معدودة من الضعاف عندهم وإلا لا قيمة لها.
في صحيح سنن الترمذي المجلد الثالث في ص39 من هذا الكتاب أيضاً نفس الرواية -أنا لا أقرأها- نفس الرواية يقول أنه الرواية صحيحة السند ويشير إليها ثم فسرها لهم شهادة أن لا… قال صحيح إلى آخره. ايضا الأعزة بإمكانهم أن يرجعوا إلى هذه الرواية في هذا الصحيح.
ومن الروايات الواردة في هذا المجال, ما ورد في سلسلة الأحاديث الصحيحة -أنا أنقل الروايات الصحيحة حتى لأنه عندي بعد ذلك بحث مهم سأشير إليه- في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني -الذي أنا أيضاً أنصح الأعزة الذي واقعاً يريدون أن يدخلوا في مثل هذه الأبحاث ينبغي أن تكون هاتان السلسلتان موجودة عندهم سلسلة الأحاديث الصحيحة, وسلسلة الأحاديث الضعيفة لأنه واقعاً الآن في زماننا هذا يُعد بالنسبة إليهم إلى خصوصاً إلى كبار علماء مدرسة ابن تيمية يعني الوهابية ومن يتبع ابن تيمية التصحيح والتضعيف إنما هو ماذا, من قبيل ما تجدونه في حوزاتنا العلمية الآن معجم رجال الحديث هو المرجع الأول في مسألة توثيق وتضعيف الرجال إلا ما شذ, وإلا القاعدة بمجرد أن تقول يقول صححه في مجمع الرجال ضعفه في معجم الرجال, تعد هاتان السلسلتان من هذا القبيل يعني المرجع الأولي في زماننا- في هذا الكتاب الجزء السادس القسم الثاني -طبعاً في السلسلة الصحيحة تقريباً صحح أربعة آلاف وكسر رواية ولكنه في السلسلة الضعيفة حدوداً ضعف حدود أحد عشر ألف رواية وعندما ترجع إلى ذلك تجد أنه كثير من النصوص التي نحن نعتبرها رواها العامة .. موجودة أين؟ في سلسلة الأحاديث الضعيفة -ولذا أنتم تجدون الآن إذا تتابعون وتلقون نظرة على الفضائيات تجدون أنه هؤلاء الذين يصعدون المنابر هؤلاء الذين يتكلمون في الفضائيات أول قضية يؤخذ عليهم يقول انظروا ينقل رواية رواها العامة وهي رواية ضعيفة السند وهي رواية موضوعة وهي رواية مكذوبة وهي رواية فيها كذا وكذا, وهذا يسقط ما بأيدينا إن لم نلتفت إلى هذه المسألة.
أعزائنا نعيش في عصر غير العصر السابق الذي فقط نحن نأتي ونقول هذا النص نقله خمسون من المفسرين والمحدثين و.. إلى غير ذلك, ما عاد هذا يكفي لابد من تصحيح الرواية على مبانيهم وهذا هو المنهج العلمي يكون في علمكم يعني الحق معهم وليس الحق معكم لماذا؟ باعتبار أنه نفس هذا الكلام يرد علينا عندما ينقلون رواية من كتاب البحار ماذا تقولون لهم أنتم ما هو جوابكم له؟ تقول نعم وردت هذه الرواية في البحار وردت هذه الرواية في الوسائل وردت هذه الرواية في المستدرك ولكنها ما هي عندنا؟ ضعيفة السند لم يعمل بها علمائنا, عندكم جواب آخر علمي أكثر من هذا؟ طيب لماذا باءنا تجر وبائهم لا تجر. إذا أردتم أن يكون البحث علمياً كما أنكم تريدون أن يستدلوا بالروايات الصحيحة المقبولة عندنا لابد أن تستندوا إلى الروايات الصحيحة المقبولة عندنا. جيد.
في الجزء السادس كما قلت القسم الثاني ص847 هذه العبارة موجودة بشكل واضح في رقم الحديث 2857 قال: >إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وفارقتم المشركين وأعطيتم من الغنائم الخمس وسهم النبي..< إلى آخر الرواية.
إذن الرواية صريحة بأن رسول الله’ كان معتنياً بأمر الخمس, يقول >وأعطيتم من الغنائم الخمس< ولذا يقول وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين وجهالة الصحابي لا تضر كما تقرر. طيب إذا كان الصحابي مجهول لم يوثق كيف؟ يقول لا تضر باعتبار النظرية العامة عدالة الصحابة. هذه ايضا رواية.
ومن الروايات الواردة في هذا المقام ما ورد في كتاب المعجم, المعجم المتوسط للطبراني, في المجلد الخامس ص132, الرواية أيضاً واضحة الدلالة في هذا المجال, الرواية عن جده فلان >لما بلغه قدوم رسول الله وفد إليه وقبل إسلامه وسأله أن يكتب له كتاباً يدعو به إلى الإسلام< إذن هذا كان من فرائض الإسلام. فكتب له في رقعة من آدم أو من أديم بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتابٌ من محمد رسول الله’ لمالك ابن أحمر ولمن اتبعه من المسلمين أماناً لهم ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة واتبعوا المسلمين وجانبوا المشركين وأدوا الخمس من المغنم وسهم الغارمين وسهم كذا وسهم كذا فهم آمنون بأمان الله وأمان محمد’ في هذا المجال<.
ومن الروايات ايضا هذه الروايات التي أنا جئت ببعض هذه الكتب للإشارة إلى النكات الأصلية في هذه الكتب. أعزائي هذا الذي بيدي الآن تاريخ الطبري, للإمام أبي جعفر الطبري -طبعاً يكون في علمكم أن الطبري من أهم المراجع تأريخاً وتفسيراً يكون في علمكم يعني إذا أردت أن تستدل أنت بالتفسير أول تفسير تستدل به تفسير من؟ تفسير الطبري لأنه يُعد من المراجع افترضوا مثل الشيخ الطوسي عندنا تفسير التبيان الذي يُعد من المراجع الأصلية في التفسير.
هذا الكتاب أعزائي مطبوع بطبعة جديدة دار ابن الكثير دمشق بيروت, ولكنه قام بتحقيقه ومراجعته شخصان, حققه وخرّج رواياته وعلّق عليه محمد بن طاهر البرزنجي, بإشراف ومراجعة المحقق محمد صبحي حسن الحلاق, الآن التفتوا أعزائي نحن الآن لم نجلس في الكوثر حتى نريه للأعزة, مكتوبٌ عليه ضعيف تاريخ الطبري ملتفتين أم لا, لا تاريخ الطبري, ماذا؟ هذا الرجل وبإمكانات ضخمة جداً جاء وحقق في روايات الطبري من حيث السند فانتهى إلى الكتاب يقع في اثني عشر مجلد, فانتهى إلى أنه ثلثه صحيح وثلثان منه ضعيف, الآن أنت كم تريد تستند إلى تاريخ الطبري وتاريخ ابن الأثير وتاريخ البداية والنهاية وغيرها لبيان ما حدث على الحسين وأحداث واقعة الطف نفس الواقعة وما بعد الواقعة, تسعين في المائة إن لم أقل أكثر كلها داخلة أين هنا؟ في ضعيفه وأنت تقول هم رووه؟ يقول بلي رويناه ولكن بأسانيد ضعيفة بل بأسانيد مرسلة بل بأسانيد موضوعة حجة أو ليست بحجة؟
ولذا أعزائي التفتوا إلى هذه القضية في الطرف الآخر في الاتجاه الآخر في المدارس الأخرى أخذت تخلع منا أهم سلاحٍ كان بأيدينا, ما هو السلاح الذي كان بأيدينا لإثبات أسس عقائدنا لإثبات كثير من مظلومات أئمتنا وتأريخنا الاستناد إلى كتبهم؟ والآن بدؤوا الآن يحققون كتبهم وهذه الروايات بدؤوا شيئاً فشيئاً يأخذونها من أيدينا, وفي آخر المطاف نحن عندما نريد أن نستند, نستند إلى البحار وتأريخ أبي مخنف والمسعودي وغيرهم ولا يوجد شيء آخر أو طريق آخر, وهو ماذا؟ وهو أنه تتشكل عندنا مؤسساتنا في حوزاتنا العلمية التي الآن فقط في قم ثلاثمائة مؤسسة وتصرف عليها مئات المليارات أنه يبين تدليس هذه التحقيقات ويبين كذب هذه التحقيقات ويبين أنه صحيح هذا الطريق الذي ذكر هنا ضعيف ولكن لهذا الخبر في تواريخ أخرى أسانيد صحيحة غير هذا الطريق وليس بطريق واحد, ولكنه مع الأسف الشديد أن حوزاتنا العلمية غائبة, الذي يُعد من أهم الأسلحة, أنتم الآن لو ترجعون إلى الغدير, أهمية الغدير أين تكمن؟ أهمية الغدير تكمن في إثبات واقعة الغدير؟ لا, أهمية الغدير كتاب الغدير للعلامة الأميني تكمن أنه أراد أن يثبت هذه الحقيقة من أهم مصادرهم, فإذا كانت هذه الروايات في أهم مصادرهم مطعونة من قبلهم إذن لا طريق لنا لإثبات هذه الحقيقة من مصادرهم, التفتوا جيداً, هذه واقعاً تحذير واقعاً تنبيه لحوزاتنا العلمية أولاً.
ولأولئك الذين يبحثون البحث العلمي عندما يريد أن تكلم في فضائية أو يرتقي منبر أو يدخل في بحث علمي عليه أن يلتفت إذا أراد أن ينقل الرواية لابد أن يتثبت أن هذه الرواية مقبولة أو غير مقبولة عندهم, على أي الأحوال.
في ضعيف تاريخ الطبري المجلد السابع ص245 هذه عبارته, الرواية طويلة الذيل أنا فقط أنقل منها مطلب واحد يقول: الرواية >قالت وكان رسول الله بعث إلى بني الحارث ابن كعب بعد أن ولّى وفدهم عمر ابن حزم الأنصاري ثم ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة ومعالم الإسلام< إلى أن يقول >والغسل عند وفلان.. وأمره أن يأخذ من المغانم خمس الله وما كتب على المؤمنين في الصدقة من العقار عشر ما سقي< إلى غير ذلك. إذن أيضاً أشارت إلى مسألة الخمس.
وآخر المصادر الموجودة بيدي أيضاً هذا المصدر المهم وهو البداية والنهاية لابن كثير, الذي يُعد من التواريخ الأساسية الذي أيضاً محقق تحقق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الذي يقع حدوداً الذي يقع إذا يتذكر الأعزة يقع في ثمان مجلدات الذين عندهم هذا التأريخ في بيوتهم يقع في ثمان مجلدات, الآن طبع طبعة حديثة في 22 مجلد وكل مجلد 800 ص, أيضاً بنفس الطريقة التي وجدناها في مسند الإمام أحمد يعني أنت تنقل الرواية عن البداية والنهاية لأبن كثير ولكنها رواية قد ضعفت عندهم, في المجلد السابع أعزائي في ص318 العبارة واضحة يقول: >وأن الله قد هداكم بهداه إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من المغانم خمس الله< والرواية >قال ابن إسحاق وقد على رسول الله كتاب ملوك حمير ورسلهم بإسلامهم مقدمه من تبوك وهم الحارث ابن عبد كلال ونعيم وفلان فلان .. إلى أن قال فكتب إليهم رسول الله< إذن كل كتبه كان فيها الخمس.
إذن ليست فقط رواية واحدة كما يقول السيد الخوئي في هذا المجال.
وعلى هذا الأساس أعزائي نستطيع الآن نقرر جواب السيد الخوئي ببيان دقيق وببيان فني وهو أنه قلت أنه لو كان الخمس ثابتاً في عهد رسول الله لاعتنى به, والتالي -قلتم- والتالي باطل فالمقدم مثله, الجواب: التالي باطل أو ليس بباطل؟ لا ليس بباطل رسول الله’ كان يبعث إلى جميع هذه بالكتب بإعطاء الخمس. التفتوا جيداً إلى هذه القضية.
فإن قلت: أنه نحن نسلم أن الغنائم والمغانم والمغنم فيه الخمس, ولكنه لعل المراد من هذه النصوص يعني غنيمة دار الحرب, إذن يكون دالاً على محل الكلام أو لا يكون دالاً؟ ينفعنا في محل الكلام أو لا ينفع؟ لا ينفع لأنه حديثنا أين نحن؟ في أرباح المكاسب وإلا لا كلام في أنه يجب الخمس أصلاً وجوب الخمس بنص القرآن الكريم ما غنمتم فإن لله خمسه -هذه إن وأن توجد قراءتين لا يتبادر إلى ذهنكم لا قراءة واحدة, أيضاً فإن مقروءة على بيان وفأن أيضاً مقروءة على بيان آخر- طيب سؤالي أعزائي ماذا -السيد الخوئي ملتفت إلى هذه النكتة- فلهذا أجاب في آخر بعد أن قرر هذا, أجاب عن هذا السؤال المقدر يعني في ص197 أجاب عن هذا السؤال بهذا البيان, قال >فإن من الواضح< هذا جواب دفع دخل مقدر أو جواب عن سؤال مقدر أن هذه الروايات أثبتت الخمس في الغنائم ولكنه من قال أنها تشمل غنائم ماذا؟ يعني أرباح المكاسب لعلها مختصة بغنائم دار الحرب.
يقول: >فإن من الواضح عدم إرادة الخمس من غنائم دار الحرب< سيدنا لماذا واضح أنه ليس هذه؟ يقول >لعدم فرض قتالٍ أو غزوٍ في المقام< أصلاً في هذه الروايات لا يوجد أساساً مطلقة مما غنمتم أعم من أن يكون من الحروب أو من غير الحروب, بل المراد, طيب إذا لم تكن مختصة بغنائم دار الحرب إذن ماذا؟ >بل المراد خمس الأرباح والمتاجر كما لا يخفى<. هذا في سطر واحد.
طبعاً كما قلت للأعزة كل من جاء بعد السيد الخوئي وتكلم في هذه المسألة واقعاً عَيالٌ على هذه الأجوبة التي أشار إليها.
لذا السيد محمد سعيد الحكيم في كتابه مصباح المنهاج كتاب الخمس يحاول أن يفتح هذا المطلب أكثر, في مصباح المنهاج ص171 يقول: >وهي كالصريحة< التفتوا إلى الدعوى >وهي< هذه الروايات التي قراناها يقول >مضافاً إلى أنه روى الجمهور أن رجلاً من عبد القيس جاء إلى النبي< نفس الرواية التي قالها السيد الخوئي التي أضفنا عليها روايات متعددة, يقول: >وهي كالصريحة في أن الخمس المذكور من كل ما يملك الإنسان< يعني يشمل أرباح المكاسب بأي دليل؟ >ولا يختص بغنائم دار الحرب ولا سيما< التفتوا إلى النكتة, طبعاً جملة من الأعلام الذين جاؤوا بعد السيد الخوئي قالوا باعتبار أن هذه القرية أو هذا الشخص الذي قال كذا, هذا الذي كتب إليهم الكتاب أساساً كانوا من العشائر والقبائل الضعيفة تُغزى لا تَغزو حتى يكون لها غنائم, إذن بهذه القرينة التفتوا هذه عبد القيس بهذه القرينة إذن لا يمكن أن نقول أنها غنائم دار الحرب, الجواب: يا ليت أنها كتاب واحد عشرات الكتب طيب هذه كانت ضعيفة وتلك ماذا؟ تلك قوية, إذن هذا الجواب جداً ابتدائي.
ولذا أيضاً السيد الخوئي ما أشار إليها, نعم, نكتة فنية يشير إليها السيد محمد سعيد, وهي يقول: >ولا سيما بلحاظ أن دفع خمس غنائم الحرب لم يكن من وظيفة المحارب< يقول لو كان المراد منها غنائم دار الحرب طيب هذه يقسمها المكلف أم يقسمها الإمام؟ طيب نحن نعلم أنه أساساً مرتبطة بالإمام لا بالمكلف مع أنه نجد أن هذه الروايات أمرت بإخراج الخمس لمن؟ أمرت المكلف هذا يكشف عن أنها ليست غنائم دار الحرب.
>بلحاظ أن دفع خمس غنائم الحرب لم يكن من وظيفة المحارب بل يقوم به النبي’ بنفسه ولا يقسم الغنيمة بين المحاربين إلا بعد أخذ خمسها< فهذا قرينة على أنه ليس المراد من المغنم والمغانم والغنيمة يعني غنائم دار الحرب.
هذا أقصى ما يمكن أن يقال في هذا الجواب الخامس.
سؤال: هذا الجواب تامٌ أو ليس بتام؟ الوقت تقريباً آخر المطاف طبعاً عندنا أربع خمس مطالب في قبال هذا الجواب, إن شاء الله حتى لا تتقطع الأجوبة اتركوه إن شاء الله إلى غد.
والحمد لله رب العالمين.