بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في أنّه في مقابل القرينة التي ذكرها بعض الأعلام التي يحتمل منها أنّ الألف واللام في >الحوادث< ليست للاستغراق وإنما للعهد وحيث أن تلك الأسئلة والحوادث غير معلومةٍ لنا, إذن لا يمكن لنا أن نجري الإطلاق في نفس كلمة الحوادث. هذه هي القرينة المانعة من التمسك بإطلاق الحوادث.
في مقابل ذلك كانت هناك محاولات لإثبات الإطلاق لكلمة الحوادث, أشرنا إلى بعض هذه المحاولات, من هذه المحاولات قلنا إجراء الإطلاق في كلمة الحجة في قوله (عليه أفضل الصلاة والسلام) >حجتي< ولكنّه أيضاً تأملنا في هذه المحاولة وقلنا أنّه إما أنها لا فائدة منها إذا تم الإطلاق في الحوادث, وإمّا لا تفيد الإطلاق إذا لم يتم الإطلاق في الحوادث فليس وجهاً مستقلاً عن الوجه السابق.
والمحاولة الثالثة هي: المحاولة التي أشرنا إليها بالأمس وهي ما أشار إليه صاحب الجواهر حيث أنّه لما كان الإمام حجة من قبل الله ومن الواضح أنّه حجيته غير مقيدة في مطلق الأمور الإمام الحجة هو الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) فبقرينة المقابلة نقول كل ما ثبت للإمام يثبت للحجة في عصر الغيبة وهم رواة الحديث إلا ما أخرجه الدليل الخاص, وليس فقط الأولوية افترض أخرج الدليل الخاص أن صلاة الجمعة مقيدة بحضور إمام الأصل نخرجه أيضاً, أن الجهاد الابتدائي مقيد بحضور وظهور الإمام الأصل نخرجه من الدليل, أن الخمس مقيدٌ بحضور الإمام أيضاً نخرجه بالدليل, هذه عندما نقول إلا ما أخرجه الدليل نحن ودليل كل قضية وكل مسألة في محله.
لا يتصور أنّه يوجد فرقٌ بين حجتي والحجة, لأنّه هذا التعبير إنما جاء ونسب الإمام الحجة إلى نفسه وأمّا كونه حجة نسبه إلى الله ليبين أنّ جعل راوي الحديث رواة حديثنا جعلهم حجة ليس بجعل إلهي وإنما بجعل الإمام نفسه فهي من صلاحياته, يعني كأنّه أمرٌ ولائي صدر من الإمام في عصر الغيبة الكبرى, هذا التقييد بحجتي وهناك حجة الله ليقول أنّ الحجية هناك مجعولة من قبل الله وأنّ حجية رواة الحديث مجعولة من قبل من؟ ليست من قبل الله وإنما مجعولة من قبل الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) فله أن يجعلها وله أن يرفعها, وإلا دائرة الحجية واحدة.
قلنا: هذا الوجه الثالث هو الوجه الفني ولكنه فيه مشكلة واحدة أشرنا إليها بالأمس ولكنّه في مقام بيان توضيح ورد تلك المشكلة قلنا, التفتوا جيداً هذا توضيح -إن صح البيان- الوجه الرابع أو المعالجة الأخيرة التي من خلالها نثبت الإطلاق في الحوادث, >أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا< وهو أنه هذه القضية نحن في السنوات الماضية أشرنا إليها تفصيلاً وهو أننا إذا أردنا أن نفهم نصاً صادراً من الإمام لابد أن نلتفت إلى الظروف والشروط الزمانية والمكانية التي أحاطت بصدور ذلك النص من الإمام, ولا يمكننا في الأعم الأغلب أن نجرد النص عن الظروف المحيطة به. وهذا أصلٌ مهم في عملية الاستنباط وإلا لو لم نفعل ذلك لوقعنا في كثيرٍ من موارد التعارض وهذا الذي أنتم تجدون واحدة من الإشكالات التي توجه الآن إلى مدرسة أهل البيت لماذا أن الإمام الباقر يقول شيء والإمام الكاظم يقول شيء آخر, وكلها, ولذا نحن دخلنا وكتبنا عشرات ومئات الكتب في حل التعارض في كلماتهم, فجعلنا التعارض مستقر وغير مستقر وجمع عرفي و… كلها, هذا كله يرجع إلى نكتة واحدة وهي: أن الأعلام تعاملوا مع النصوص الواردة عن الأئمة مجردةً عن الظروف التي صدر بها النص من الإمام, هذا جعلوه مطلق وذاك أيضاً جعلوه مطلق لم يلحظوا الزمان والمكان فوقع بينهما التعارض, أما إذا أنتم قرأتم النص وفهمتم النص فهمتموه النص الأول في ظروفه والنص الثاني في ظروفه لما كان هناك أي تعارض.
ومن باب التقريب إلى الأذهان لو فرضنا رواية قالت بأنه يجب عليك صلاة التمام لا تقصر, ورواية يجب عليك صلاة القصر, أنت إذا نظرت إلى ظروف الصدور ذاك يقول للحاضر يجب التمام وهذا يقول ماذا؟ للقصر يجب القصر, طيب من الواضح يوجد تعارض أو لا يوجد تعارض؟ لا تعارض لماذا؟ لأنه هذا حكم الظاهر وتلك حكم المسافر, أما إذا جردت النصين عن الظروف الصادرة يعني حذفت الحضور والقصر, طيب يحصل تعارض في كلمات الأئمة.
ولذا أنا معتقد بناءً على دخالة الشروط التي صدر فيها النص الديني, طبعاً الكلام ما أقوله فقط أعزائي فيما يتعلق بروايات, نعم, أيضاً أقوله في كثير من الآيات القرآنية أيضاً لكي نفهم وإلا الآن واحدة من الإشكالات الموجودة أن الآيات القرآنية أيضاً ماذا؟ وكتبت كتب لرفع التناقض بين الآيات القرآنية, أيضاً واحدة من الأسباب ماذا؟ أنّ الآية لم تعرف ظروف نزولها وشأن نزولها والسياق التاريخي الذي نزلت فيه الآية. هذا الذي يعبر عنه شيخنا الأستاذ شيخ جوادي بفضاء النزول, فضاء النزول غير شأن النزول, هذا الفضاء هذا الجو هذه الصدور التي صدرت. لو جئنا إلى حياة رسول الله نجد في مكان يحارب المشركين وفي مكانٍ يجري الصلح مع ماذا؟ الآن جردهم تقول يوجد تهافت في فعل رسول الله, لماذا؟ لأنه مرة يصالح ومرة يحارب؟
الجواب: لا, لأن الصلح كان في ظروفٍ وشروطٍ وسياقٍ تاريخي والحرب ماذا؟ كان في سياق آخر هذا في محله وذاك في محله.
وكذلك انظر إلى ما اتفق عليه الإمام الحسن مع معاوية, وما حارب به الحسين يزيد, طيب لماذا اختلف الموقف, أساساً لماذا أن الإمام الحسين عشر سنوات في زمن معاوية لم يقم بثورة ولم يطلب الإصلاح ولكن في زمن يزيد يطلب الإصلاح لماذا؟
إذن القضية ليست قضية تعلمون بأنه معاوية كان موجود إلى سنة 60 والإمام الحسن ذهب في سنة 50 عشرة سنوات الإمام الحسين عاش في عصر معاوية لم يفعل شيئاً, إنما خرجت لطلب الإصلاح, طيب يا ابن رسول الله لماذا لم تخرج قبل ذلك في زمن معاوية؟
إذن أعزائي كونوا على ثقة هذا الأصل إذا لم تلتفتوا إليه تقرؤون تاريخ الإسلام تقرؤون الآيات القرآنية تفهمون الروايات فهماً يختلف كثيراً عن السياق الذي صدرت فيه الآيات والروايات, هذا أصلٌ أحفظوه ليس فقط هنا.
ولذا أنا في مسألة المتعة أيضاً كذلك, الروايات الدالة على جواز العقد المنعقد لابد أن تقرأ في السياق التاريخي الذي صدرت فيه هذه الروايات, لابد أن نفهمها واقعاً صدرت مثل النكاح الدائم أو أنها صدرت في ضم شروط معينة أي منهما؟ إذا لم نقرأها تصير عندنا هذه التعارضات.
أعزائي, هذا النص هذا التوقيع الصادر من الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) لابد أن نلتفت إلى السياق والظرف والوقت الذي صدر فيه هذا التوقيع, هذا التوقيع صدر في أواخر الغيبة الصغرى, من أقول أواخر يعني لم يبقى من الغيبة الصغرى إلا عشرين خمسة وعشرين سنة لا أكثر, تعلمون عمر الغيبة الصغرى حدود سبعين عام, يعني في الثلث الأخير من الغيبة الصغرى, وإذا لم تقرأ, هذا افهموه إذن هذا أصل أحفظوه لي, يعني أن الإمام اقترب إلى أن ينقطع عن شيعته وبعبارة أصح: أن ينقطع شيعته عنه, وإلا هو ليس منقطع عنّا, هذا أصل.
الأصل الثاني: أعزائي, بودي أنّه الأعزة يراجعون من زمن الإمام, طبعاً الأئمة الثلاثة الأخيرين يعني من زمن الإمام الجواد وخصوصاً الهادي وبعد ذلك العسكري, نجد أن الأطروحة المهدوية بدأت تدخل في ثقافة الشيعة, تدخل بشكل عميق, وهي كيف, وهو تهيأت الشيعة لانقطاعهم عن إمامهم وعدم الارتباط المباشر بإمام الأصل.
ولذا عندما تصلون إلى زمان الإمام العسكري (عليه أفضل الصلاة والسلام) أساساً هو أيضاً بدأ الغيبة ما كان يلتقي بشيعته حتى بأعيان شيعته إلا قليلاً, لماذا؟ لتهيأت الثقافة, لأنه تعلمون أن الوضع الشيعي كان منظم على مدى مئتين وخمسين سنة أن الشيعة يرتبطون بإمامهم مباشرة لا توجد وسائط, ولذا كانوا يأتون يا ابن رسول الله ماذا نفعل في مناطقنا فيعين لهم شخص, الأصل من كان؟ الإمام المعصوم, يرجعون إليه في كل شيء يدير شؤونهم يدبر أمورهم في كل شيء حتى انظروا إلى روايات مثل مقبولة عمر ابن حنظلة وأمثالها عندهم مسائل القضايا ومشاكل يرجعون إلى الإمام, الإمام يعين اذهبوا إلى فلان واذهبوا إلى فلان, فالوضع الشيعي الفكر الشيعي الثقافة الشيعية كله كان قائم على أساس الارتباط بالإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) الآن مرةً واحدة نريد أن نثقف الشيعة باتجاه أنه لا طريق للارتباط بالإمام وإنما يرتبط به بالواسطة, هذه تتصورون سهلة على الفكر الشيعي.
أنا أضرب لك مثال: الآن لا أقل في المئتين سنة الأخيرة الثلاثمائة سنة الأخيرة, الواقع الشيعي تنظم على أنّه يرجع في شؤون دينه لمن للحكومات أو للمؤسسة الدينية والمراجع؟ الآن بينك وبين الله الآن تريد أن تأتي نظرية تقول انقطعوا عن مراجعكم هذا أمر سهل ممكن, أصلاً يتقبله الواقع الشيعي أو لا يتقبل؟ هذه الثقافة هذه الرؤية واصلة إلى حد حتى من تقمص بهذا اللباس ولبس هذا اللباس وادعى هذا الموقع وليس من أهله تجد الشيعة أيضاً كثير منهم يخدعون. هذا سببه ماذا؟ سببه أنه هذا الفكر هذه الثقافة صارت جزء لا ينفك من الفكر الشيعي, في مئتين وخمسين سنة الشيعة كان يعيشون تلك الحالة, فليس من السهل مباشرة بكرة يقولون لهم الإمام× ماذا؟ وهذه واحدة من أهم حكم وفلسفات الغيبة الصغرى, وهو أنه أساساً الإمام لا يرتبط بأحد لا يراه أحد ولكن الشعور الشيعي الثقافة الشيعية قائمة على أن الإمام, الارتباط قائم به, ولذا عصر الغيبة الصغرى هؤلاء السفراء والعلماء يعني أمثال ثقة الإسلام الكليني هؤلاء كان لهم دور كبير, السفراء والعلماء علماء الدين قاموا بدورين أساسيين:
الدور الأول: هو أنّهم هيئوا الشيعة لما بعد الغيبة الصغرى, بشكل مباشر من هنا إلى سينتهي إلى أن صدر التوقيع الأخير فلا يوجد سفير بعد السفير الرابع وهو السمري, هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: وهو الأهم, وهو: أنه ثقافة الشيعة صارت في سبعين عام, سبعين عام يعني جيلين إلى ثلاثة إن لم أقل أربعة أجال كلها ارتباطها المباشر بالإمام أو بالسفراء والعلماء؟ نعم, تهيأت النفسية الشيعية إذا قالوا له انتهى إمام لا ارتباط انقطاع كامل يقبل أو ما يقبل؟ يقبل هذا.
ولذا أنا واقعاً أعزائي أنصحهم بمراجعة هذا الكتاب (الغيبة الصغرى, للشهيد سيد محمد الصدر+) في هذا الكتاب, أنا بودي أن هذه الجملة من هذه النكات التي أنا أشرت إليها موجودة هناك الإخوة يراجعونها فقط أشير إلى الموضوع (ج1, هذه الطبعة التي هي منقحة الموجودة, ج1, ص353) عباراته هذه, يقول: [والغرض الأساسي من السفارة أمران: الأول: تهيأ الأذهان للغيبة الكبرى, وتعويد الناس تدريجاً على الاحتجاب وعدم مفاجأتهم بذلك فإنه ينتج نتيجة سيئة إذ قد يؤدي إلى الإنكار المطلق لوجود المهدي (عليه أفضل الصلاة والسلام)] هذا الغرض الأول [والغرض الثاني: القيام بمصالح المجتمع وخاصة القواعد الشعبية الموالية تلك المصالح] لأنّه سوف ينقطعون عن الإمام إذن لمن الشيعة يرجعون؟ ومن هنا يتضح لكم بأنه السفراء كانوا يقومون بالدور والعلماء كانوا يقومون بدور آخر, الآن ما أريد أن أدخل, لماذا مثل ثقة الإسلام الكليني لا يكون هو السفر, مع أنّه يقيناً هو الأعلم من بعض هؤلاء السفراء. أين كنت النكتة؟ ذاك بحث آخر لا أريد أن أدخل فيه.
جيد, إذا فهمنا هذا المعنى إذن الشيعة لمدة جيلين ثلاثة كانوا يتهيئون للانقطاع عن من؟ عن إمامهم, ويظهر أنّهم كانوا قد قبلوا أو قبلوا فكرة أن المرجعية تكون لمن؟ المرجعية للإمام الأصل وإنما المرجعية لهذه الوسائط من السفراء والعلماء.
هنا تعالوا معنا إلى التوقيع مرة أخرى لنفهمه جيداً, هنا في التوقيع السائل من؟ إسحاق ابن يعقوب, وعلى ما بينا أن إسحاق ابن يعقوب يُعد من أجلاء الأصحاب بالقرائن التي أشرنا إليها هذا فهمنا لهذا. إسحاق ابن يعقوب وهو قريب, طبعاً التوقيع ورد متى؟ وارد عن في زمن محمد ابن عثمان العمري, محمد ابن عثمان, ولابد أن يكون في علم الأعزة محمد ابن عثمان سفارته أطول السفارات لعله تبدأ من سنة 265 إلى سنة 305 أو ثلاثة يعني حدود أربعين سنة كان ماذا؟ هو السفير, وإلا سفارة الأول عثمان ابن سعيد ما تتجاوز أربع أو خمس سنوات, نعم وسفارة الثالث تقريباً أعزائي حدود العشرين سنة, وسفارة الأخير حدود ثلاث أربع سنوات, السفارة الأصلية لمن كانت؟ لمحمد ابن عثمان الذي التوقيع في زمانه, يقول: >سألت محمد ابن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيها عن مسائل أشكلت عليّ< أنا أدعي هنا وإدعائي من خلال القرائن أن أهم مسألتين أشكلت على إسحاق ابن يعقوب هما هاتان المسألتان:
المسألة الأولى: يا ابن رسول الله نحن في زمان آبائك عندما كانت تشكل علينا المسائل نرجع إلى من؟ إلى آبائك, وفي زمانك في الغيبة الصغرى عندما كنا تشكل علينا المسائل في النتيجة ولو بصعوبة كان لنا طريق للوصول إليك, ولكن يا ابن رسول الله إذا تحققت الغيبة الكبرى إلى من نرجع؟ وإلى من نؤول وعن من نأخذ وبمن نثق, ومن يكون هو المرجع النهائي لنا في كل المسائل؟ مشكلة أو ليست مشكلة هذه؟ بينكم وبين الله مشكلة أو ليست بمشكلة هذه؟ السائل كما قلت هذه النكتة التي أشار إليها الشيخ الأنصاري& قال: ما أستطيع أن أقبل أن إسحاق ابن يعقوب يسأل أن الحكم الشرعي من من آخذه؟ طيب أي إنسان عادي كان يعرف أن الحكم الشرعي لابد أن يؤخذ من رواة الحديث, هو يسأل عن مسألة >أشكلت عليّ< بيني وبين الله هذه مشكلة هذه, رجوع الجاهل إلى العالم هذه مشكلة, المشكلة أنه إذا انقطعت أيدينا عنك من المرجع الأصلي في هذا, فقال: >فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا<.
ولذا أنا من أولئك الذين أحدس حدساً قوياً أن السؤال كان عاماً لم يكن السؤال عن حوادث خاصة حتى تكون قرينة عهدية, السؤال لمن نرجع بمن نثق؟ بمن نؤول؟ قلت لكم في عصر الغيبة الصغرى في النتيجة هذا العالم كان يقول ذاك كان يقول ذاك كان يقول, في النتيجة أعيان الشيعة علماء الشيعة كبار الشيعة حكماء الشيعة كان يبعثون, أخي ما تنحل المشكلة يبعثون برسالة لمن؟ إلى الإمام× فيأتي الجواب في التوقيع, أما في الغيبة الكبرى فيوجد ملجأ غير العلماء أو لا يوجد؟ لا يوجد, ماذا نفعل يا ابن رسول الله؟ هذا الأمر الأول.
ولذا أنا معتقد أن الوجه الأول أيضاً تام من الوجوه التي أشرنا وهي المراد من الحوادث مطلق الحوادث, لمن نرجع بعدك, ولذا الإمام× أصلاً لم يقيد أما ما قلته من الحوادث أبداً, قال >وأما الحوادث< مطلق الحوادث أنا أريد أن أذهب ومرجعكم بعدي لمن؟ إلى رواة حديثنا.
وبهذا يتضح أعزائي أيضاً أن المسألة في الخمس أيضاً لم تكن في المناكح لماذا؟ لأنه مسألة المناكح كانت هناك روايات كثيرة من زمن الإمام أمير المؤمنين دالة على ماذا؟ على الإباحة, لماذا تشكل على إسحاق, دعه يسأل الأصحاب الموجودين حوله, كان ينقلون له عشرات الروايات قال أمير المؤمنين قال الإمام الصادق قال الإمام الجواد قال الإمام الكاظم قال الإمام الرضا كلهم قالوا في المناكح لا خمس, في زمن حضورهم فما بالك بزمن غيبته.
إذن إن لم أدعي التفتوا جيداً بهذه القرائن قرائن السياق التاريخي للتوقيع, إن لم أدعي أن إسحاق ابن يعقوب يسأل عن خمس أرباح المكاسب فلا أقل جزماً يسأل بما هو شاملٌ لأرباح المكاسب, هذه مشكلة أيضاً, الآن لماذا أقول أدعي هذا المعنى؟ باعتبار أن مسألة أرباح المكاسب أعزائي قلنا أن الذهنية الشيعية كانت قائمة على أنها هذه من وضع من؟ من وضع الأئمة, ولذا الإمام الجواد مرة يجعلها خمس ومرة يجعلها سدس ومرة يجعلها نصف السدس ويأتي الإمام الهادي ويرجعها على الخمس, إذن الذهنية الشيعية ماذا كانت؟ واضحة عند هذه القضية فيها زيادة ونقيصة وإلى .. فلهذا سأل ماذا نفعل بالخمس إما مطلق الخمس إذا لم يقبل هذا فلا أقل ماذا؟ عن مورد الحاجة التي يقول >أشكلت عليّ< وماذا جاء الجواب, >وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا< ولكن متى؟ >إلى وقت ظهور أمرنا< يعني في عصرنا نحن المسؤولين أن نأخذ الخمس منكم ولكم عندما انقطعتم عنا ماذا؟ أبحناه لكم.
تقول لي سيدنا ماذا تفعل بالروايات التي دلت على الخمس قبل ذلك؟ الجواب: لا يمكن أن تعارض هذه الرواية, لأن هذه متأخرة زماناً وأنا لست من أولئك الذين أقول تعالوا نجرد الأولى عن زمانها وهذه أيضاً عن زمانها ونجعل بينهما تعارض حتى نرى بأنه ماذا الجمع العرفي لا, هذه تكون رافعة لتلك, بل حتى لعمله (عليه أفضل الصلاة والسلام) لأنه في عصر الغيبة الصغرى كان يأخذ خمس أو ما يأخذ خمس؟ بلي كان يأخذ خمس.
تقول لي سيدنا: طيب النتيجة هذا معناه أن الخمس أبيح ماذا؟ ماذا يفعل ما أدري السادة ماذا يفعل أولئك؟ الجواب: من قال لكم أن الخمس هو مختص بأرباح المكاسب, طيب موجود في أمكان أخرى غير أرباح المكاسب الذي ثابت بالقرآن الكريم.
هذا مضافاً إلى أنه أنا معتقد أن هذا حكم ولائي فإذا وجد الفقيه الذي عنده هذه الصلاحية بحسب نظري ضرورة أن يضعها يضع خمساً أصلاً يضع ربعاً, وفي مكان آخر يضع نصفاً أصلاً, من حقه هذا؟ لماذا؟ كما الآن أنتم ترون الآن التفتوا, الآن الدول التي تقع فيها مجاعة وتقع فيها سيول وتقع فيها إشكالات مالية, أول عمل يقومون به ماذا يفعلون؟ أجيبوا؟ تصير حروب ويريدون أن يبنون البلد ماذا يفعلون أول شيء؟ يزودون الضرائب على من يزودنها؟ والله ما يزودنها الذي لا يجد عشاء ليله (بتعبيرنا) يزيدون الضرائب على أصحاب المليارات يقال لهم ادفعوا. ادفعوا لبناء البلد ليس باختياركم أنتم.
جملة معترضة: الآن ترون هذه الأزمة الموجودة في أمريكا وأوروبا وفي كل العالم الغربي هذه التظاهرات حدود ألف مدينة في العالم توجد فيها تظاهرات نفس هذه, وهي أنه واحد بالمائة من الناس يملكون سبعين بالمائة من ثروات العالم واحد بالمائة, يعني في أمريكا مليونين إنسان يملكون سبعين بالمائة من الثروات تسعة وتسعين من الناس يملكون ثلاثين بالمائة من الثروات, وعندما تصير أزمة من لابد أن يدفع الثمن, هؤلاء التسعة وتسعين بالمائة المساكين أو هؤلاء؟ وهذا بحسب تشخيص من؟ بحسب تشخيص راوي الحديث -أتكلم بلغة الرواية- هذا من الأحكام الولائية التي يضعها يرفعها ينقصها هذا بحث آخر إن شاء الله يأتي.
وأنا من أولئك الذين هذه فتاوى أذكرها وإن شاء الله تفصيلها بعد ذلك سيأتي, أنا من أولئك الذين أعتقد بأنه ما يتعلق بأرباح المكاسب لا يجري فيه التصنيف المعروف سهم الإمام وسهم السادة, هذا التصنيف المعروف مرتبط بالخمس الثابت بحسب الآية, والخمس الثابت بحسب الآية يشمل أرباح المكاسب أو لا يشمل؟ أكثر الفقهاء يقولون لا يشمل ولا توجد رواية واحدة صريحة أن أرباح المكاسب يجري فيها التصنيف المعروف ولكن الأعلام قالوا أن هذه لما كانت خمساً إذن مصرفها وطريقة تقسيمها كما هو ثابت في غنائم دار الحرب, طيب هذا بحث إن شاء الله سيأتي.
إذن أعزائي أنا معتقد أن هذه الرواية بصدد الإشارة إلى هذين الأصلين الأساسيين:
أولاً: في عصر الغيبة الكبرى تكون المرجعية لمن؟ لرواة حديثنا, ولذا لابد أن نعقد بحثاً مستقلاً ما المراد من رواة الحديث, هل المراد من رواة الحديث كما فهمه جملة من أعلامنا الأخباريين بأنه يعني الذين ينقلون الروايات إلينا كما صرحوا بذلك أو المراد من رواة الحديث يعني المجتهد في الحلال والحرام, أو المراد من رواة الحديث يعني العالم بمعارف آل محمد أي منهما؟ (اللهم صل على محمد وآل محمد) التفتوا جيداً.
بعض النصوص قالت: >من عرف حلالنا وحرامنا< بعض النصوص لسان آخر, بعض النصوص >رواة حديثنا< في النتيجة لمن المرجعية؟ المرجعية ماذا؟ يعني لمن الحجية, >فإنهم حجتي عليكم< من جعل حجةً على الشيعة في عصر الغيبة الكبرى.
إذن أعزائي إلى هنا انتهينا إلى أنّه لا إشكال ولا شبهة أن هذا الحديث تلك القرينة وهي أنه لا نعلم السؤال إذن يؤدي إلى إجمال الحوادث أو إجمال الخمس بالنسبة إلينا غير, أولاً: غير تامة, وعلى فرض التمامية فنثبت الإطلاق بالطريق الذي أشرنا إليه.
تتمة الكلام تأتي. وهو بحث رواة الحديث إن شاء الله غداً.
والحمد لله رب العالمين.