نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (208)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    كان الكلام في تأثير البحث العقائدي والمعارف العقدية على عملية الاستنباط في الفقه الأصغر, وأنّه هل يمكن الاستنباط في الفقه الأصغر من غير النظر إلى المباني العقدية في منظومة المعارف الدينية أو أنّ هذا أساساً غير ممكن, وهنا لا بأس أن أشير ولو من باب ما بالعرض لا ما بالذات هو أنّه نحن عندما نقول بأنّ البحث العقدي والمنظومة العقدية والمعارف العقدية مؤثرة في عملية الاستنباط الفقهي لا يتبادر إلى ذهن أحدٍ أننا نريد أن نقول يؤثر في كل مجالات عملية الاستنباط, لا ليس الأمر كذلك, هناك أعزائي دائرة واسعة في الفقه الأصغر عموماً في العبادات وكثير من المعاملات هذه من مسلمات فقه الإمامية.

    ولذا أنا أتصور الأعزة الآن يرجعون إلى رسالة الشيخ الطوسي مثلاً وإلى رسالة عملية في زماننا مثلاً يجدون أن المشتركات في الفتاوى فيها تصل إلى نسبة عالية جداً, إذن لا يتبادر إلى الذهن أنه عندما نقول مؤثر يعني في العبادات صلاة الصبح تصير ثلاث ركعات مثلاً, صلاة المغرب تصير ركعتين لا ليس هكذا.

    والشاهد على ما أقول: أنتم لو تنظرون إلى هذه المائة سنة أو المائة وخمسين الأخيرة يعني من زمان الشيخ الأنصاري إلى زماننا هذا تجدون أنّ المباني الأصولية تطورت كثيراً, يعني الشيخ الأنصاري مجموعة من المباني, صاحب الكفاية مجموعة النائيني العراقي الأصفهاني الخوئي الصدر, هؤلاء كلهم السيد الحكيم كلهم جاؤوا بمباني هنا وهناك ولكنّه عندما تنظر إلى رسائلهم العملية تجد فارقاً شاسعاً مثلاً بين الفتاوى التي صدرت.

    إذن نحن عندما نقول مؤثرة ليس مرادنا مؤثرة على هذه المساحة, لا لا, وإنّما تؤثر على بحث المعاملات بالمعنى الأعم, هذا أولاً, وتؤثر على كيفية التعامل مع الآخر, هذا ثانياً, وتؤثر في إعطاء الأبعاد الاجتماعية لمدرسة أهل البيت ثالثاً, وأبواب متعددة أخرى.

    ولذا أنتم تجدون أن الأعلام عندما يصلون إلى مسائل عامة يختلفون أشد الاختلاف, أما عندما تدخل في المسائل الفردية والعبادية, الاتفاق قائم, يعني افترضوا نظريات السيد الإمام+ في ولاية الفقيه في الحكم في الزمان والمكان, هذه كلها نظريات طرحها, هذه أين أثرت؟ أثرت في بناء الدولة, أما ما أثرت على تحرير الوسيلة وكيف يكتب العبادات, لا أبداً ليست مؤثرة هنا.

    إذن أعزائي أنا عندما أقول الفقه الأصغر لا يذهب ذهنكم فقط إلى الرسالة العملية, الفقه الأصغر يعني الفقه الفردي الفقه الاجتماعي فقه الدولة, فقه العلاقات العامة فقه العلاقات الدولية, فقه السلم فقه حقوق الإنسان, هذه التي عادةً أساساً لا بحث عنها في حوزاتنا العلمية. هذه كلها داخلة في دائرة الأبحاث الفقهية, يعني الآن تجدون بأن الدول قائمة على أساس المواطنة لا على أساس العقدية, يعني ماذا؟ يعني سواءً كان مسلماً سنياً شيعياً أو كان كتابياً أو كان ملحداً في النتيجة على مستوى المواطنة له حقوق متساوية, هذا ما هو تخريجه الفقهي؟

    ما يمكن أنه كلها نخرجها بأحكام ولائية وأحكام ثانوية, أنا مراراً ذكرت هذه القاعدة قلت بأنه: إذا أردنا أن ندير العالم والمجتمع من خلال الأحكام الولائية ومن خلال الأحكام العناوين الثانوية هذا إقرارٌ ضمني أنّ الإسلام بالعناوين الأولية صالح أو غير صالح؟ هذا غير صالح, هذا معناه إذن ما يقال عن أن الإسلام لا يصلح لإدارة المجتمع, هذه الإشكالية واردة أو غير واردة؟ لماذا واردة؟ لأنه يقول بعناوينك الأولية ما تحكم, عناوين ثانوية, اطمأنوا حتى الدول الملحدة أيضاً تدير المجتمع بعناوين ثانوية مصالح ومفاسد, إذا كان نريد أن نجعل الشريعة إلى جانبك, ونأتي ونشخص نحن مصالحنا؟ إذن لماذا نحتاج إلى الدين فنحن نشخص مصالحنا. الآن هذه إشكاليات, أقول: هنا تظهر أثر الرؤية العقدية والمباني العقدية أين تظهر؟ في عملية الاستنباط, لا أنه تقول لي الآن تقول لي سيدنا: طيب أنت الذي تعتقد بأن الفلسفة والعرفان والعقائد لها آثار في عملية الاستنباط, طيب عندما تكتب فتاواك الفقهية لا تختلف؟ نعم في دائرة لا تختلف لأن هذه من مسلمات الفقه.

    أكثر من ذلك, الآن اذهبوا إلى الحج تجدون مساحة واسعة من مسائل الحج متفق عليها بين جميع المذاهب أعم أن تكون مؤمنة بمدرسة أهل البيت أو منكرة لمدرسة أهل البيت أو معادية لمدرسة أهل البيت, لأن هذه من مسلمات الفقه الإسلامي, هذه ليس مجال للبحث فيها حتى نقول تؤثر أو لا تؤثر.

    ولذا أنتم تجدون في أول الرسائل العملية تقولون بأنّه فيما يتعلق بالأمور الضرورية يقلَّد أو لا يقلد؟ لا حاجة إلى التقليد ليس أمور ضرورية, واطمأنوا هذه الرسائل العملية التي بأيدينا ما أريد أن أبالغ وقدر متيقن تسعين بالمائة منها ماذا هي؟ من الضروريات, نعم الآن قد أنت تختلف مع الآخر هو يستدل برواية زرارة أنت تقول لا رواية زرارة ما فيها دلالة, رواية جميل بن دراج فيها دلالة, طيب هذا اختلاف في الدليل وإلا النتائج واضحة ما فيها مجال للإشكال.

    ما أريد أن أدخل في الأبحاث الأصولية, كثير من أبحاثنا الأصولية هكذا, متفق عليه حجية خبر الواحد من زمان الشيخ الطوسي إلى يومنا هذا, هذه اطمأنوا أنه نعم إذا جاء شخص وقال خبر الواحد ليس بحجة هذا يصير تغير جذري في عملية, أما من زمان الطوسي الذي ادعى الإجماع على حجية الخبر الواحد إلى ماذا؟ إذن أين الاختلاف المعركة على ماذا؟ المعركة على الغطاء الأصولي لها وليس إلا, واحد يقول أدلة من الكتاب, واحد يقول أدلة الكتاب ليست بكافية من السنة, واحد يقول السنة ليست كافية السيرة العقلائية وهكذا, وإلا لا يوجد خلاف أن خبر الواحد ماذا؟ حجةٌ.

    فلهذا هناك بحث مهم أشرنا إليه لعله في بعض الأبحاث في السنين الماضية, قلنا بأنه: الفقه الإمامي كان يقوم على مجموعة من الأسس ما قبل الشيخ الأنصاري, كان يقوم على حجية الإجماع, كان يقوم على حجية الشهرة, كان يقوم على حجية عمل الأصحاب وإعراض عمل الأصحاب, كان يقوم مجموعة من القواعد, عندما وصلنا إلى زمن الشيخ الأنصاري هذه القواعد ماذا فعل بها, تقريباً نظرياً انتهت, لا الإجماع صار حجة, ولا الشهرة بقيت حجة, ولكنّه لم يؤثر في العملية الفقهية لماذا؟ لأنّه نحتوا لهذه المسائل الفقهية التي كان دليلها الإجماع نحتوا لها ماذا؟ دليلاً آخر سموه السيرة العقلائية, ولذا أنتم تجدون في المائة سنة الأخيرة السيرة العقلائية توسعت توسعاً أخذت ربع الأصول وهذا لا أثر له لا في العدة ولا في المعارج ولا في أي كتاب أصولي ما قبل الشيخ الأنصاري.

    إذن واحدة من الأعمال التي يقوم بها الأصولي لا أنه يبدل النتائج وإنما النتائج كأنه مفروغ عنها, يتلاعب بها أو لا يتلاعب؟ لا يتلاعب إنما إذا سقط دليل أن نوجد دليلاً يغطي لها, هذا الذي أنا أعبر عنه دليل ما بعد الوقوع, وهذه هي التي يسموها مسلمات الفقه الإمام أو لو قلنا بذلك للزم تأسيس فقه جديد, وكأنّه مسلم لابد أن هذا الفقه بإطاره الموجود نعم إذا جاء أصول واستطاع ضمن قواعد أن يغير من مباني الفقه ذاك الوقت يحصل الإبداع. على أي الأحوال.

    إذن المسألة العقدية والرؤية العقدية ومنظومة المعارف العقدية لها تأثير, وأنا أتصور بالأمس اتضح للأعزة مسألة التوحيد التي هي مقوم الإسلام هذه من أهم الأمور التي تؤثر في عملية الاستنباط الفقهي.

    مثالٌ ثالث: المثال الثالث ما يتعلق بمسألة الإمامة السياسية لأئمة أهل البيت, أنتم تعلمون أن واحدة من أركان مدرسة أهل البيت أنّ الإمامة بعد رسول الله ما هي؟ بالوصية, هذه الوصية عبروا عنها أفضل من التعبير بالنص, لأن الوصية متداول أصلاً كان هو المفهوم المتعارف في ذلك الزمان, هذا مفهوم النص لم أجده كما قلت مراراً, لم أجده إلا في رواية أو روايتين, لا يكون الإمام إلا منصوصا, هذه ما موجودة فيها الآن ما أدري الرواية صحيحة أو لا, عن الإمام السجاد, وإلا مسألة الوصية لا لا, متداولة متوارثة عن سابقٍ بلاحق, على أي الأحوال.

    هل أن النبي’ أوصى بالإمامة السياسية من بعده وذكر ونص على ذلك أم لا؟ هذه المعركة القائمة وعمرها الآن بعمر الإسلام من 1420 عام يعني بعد رحلة الرسول الأعظم’ إلى يومنا هذا لا أتصور أن أحداً يستطيع أن ينكر أثر هذه المسألة في كل منظومة المعارف الدينية, في هذه المسألة عدّة أبحاث وهذه كلها لابد أن تبحث وفي الأعم الأغلب أبحاثها ليست فقهية:

    البحث الأوّل: أنّ الإيمان بها وأنّ النبي أوصى بعلي خليفةً من بعده هل أن ذلك من ضروريات الدين أو ليس من ضروريات الدين؟ هذه قضية لابد أن تبحث كالنبوة كالتوحيد ألسنا نقول أن التوحيد من ضروريات الدين, الاعتقاد بنبوة الخاتم من ضروريات, بنحوٍ لو أنكر خرج عن الإسلام, هذه قضية, طبعاً ما أتكلم في العصمة, أتكلم أوصى بالإمامة من بعده.

    المسألة الثانية: وإذا كانت من الضروريات, والمراد من الضروري أعزائي واضح يعني من الواضحات, كالصلاة الصبح ركعتان, صلاة المغرب ثلاثة ركعات, ولذا لم يقع الخلاف بينهم, وقع الخلاف في أن صلاة الصبح ركعتان أبداً, وقع الخلاف في أن الحج واجب أبداً, وقع الخلاف في أن الصوم واجب أبداً, وقع الخلاف في أن الزكاة واجبة, أبداً لم يقع هذه من الضروريات, فهل الإمامة السياسية من ضروريات الدين أم لا؟ وإذا كانت كذلك فهل هي من الضروريات حدوثاً وبقاءً أم أنّها من الضروريات حدوثاً ولكن بعوامل متعددة انقلبت وصارت بقاء من النظريات؟

    الآن تقول لي سيدنا هذه أين تظهر ثمرتها؟ ثمرتها تظهر إذا ثبت أن الإمامة السياسية من ضروريات الدين فإنكارها ماذا؟ يؤدي إلى الكفر, ولهذا التزم جماعة من كبار علمائنا بأنه إنكار الإمامة يؤدي إلى الكفر, صاحب الحدائق وغير صاحب الحدائق كلهم التزموا, وحكموا لا فقط بالكفر, حكموا بالكفر والنجاسة على المبنى, لأنه قالوا كما أنه من أنكر النبوة ما هو حكمه؟ كافر, كما من أنكر التوحيد ما هو حكمه؟ كافر, طيب هذه أيضاً على حد تلك, على القاعدة.

    نعم, الآن عندك بحث أن الكافر ليس بنجس باعتبار طهارة أهل الكتاب, هذا بحث آخر, ولكنّه أصل الكفر ما فيه كلام.

    سؤال: ماذا تقولون أنها من ضروريات الدين أو ليست كذلك؟ التفتوا جيداً, السيد الصدر& في (بحوث في شرح العروة الوثقى, ج3, ص396) هذه عبارته, يقول: [إنّ المراد بالضروري الذي ينكره المخالف] باعتبار أنه ينكر الإمامة [إن كان هو نفس إمامة أهل البيت] التفت جيداً إلى العبارة [فمن الجلي] يعني من الواضح [أنّ هذه القضية لم تبلغ في وضوحها إلى درجة الضرورة] لا حدوثاً ولا بقاءً, يعني حتى في صدر الإسلام حتى بالنسبة لمن كانوا يعيشون حول رسول الله كانت ضرورية أو لم تكن ضرورية؟ هذا علم من أعلام من يقول؟ الإمامية المعاصرة, فما بالك إذا هذه حدوثاً لم تكن ضرورية فبقاءً تبقى ضرورية أو ليست ضرورية؟ وبتعبير علمٍ آخر يقول: [بقاء الضرورة على خلافها] لأنه الآن الواضح بين المسلمين عموماً مليار وثلاثمائة مليون مسلم في العالم أنّ الإمامة من ضرورات الدين أو ليست من ضرورات الدين؟ أصلاً من مسلماتهم أنها ماذا؟ ليست من ضروريات الدين, وهؤلاء ليسوا معاندين أبداً, في الأعم الأغلب أتكلم عموم المسلمين ليسوا معاندين, الوضوح على خلافها لا الوضوح فيها, نعم توجد مجموعة أنا أعبر عنهم أتباع الخط الأموي وأتباع ابن تيمية والوهابية هؤلاء معاندين أما عموم المسلمين ليسوا معاندين أبداً, ولذا عندما تتضح له حقيقة التشيع ماذا يفعل؟ إذا معاند لم يتشيع لم يستبصر, هذا كلام من؟

    ثم بعد ذلك يقول: [لم تبلغ في وضوحها إلى درجة الضرورة ولو سلّم بلوغها حدوثاً تلك الدرجة فلا شكّ في عدم استمرار وضوحها بتلك المثابة] إذن أولاً: أنها بلغت الضرورة الدينية في صدر الإسلام أم لم تبلغ؟ لم تبلغ. ثانياً: لو سلّمنا بلغت حدوثاً منزلة الضرورة فبقاءً بقيت أم لم تبقَ؟ لم تبقَ.

    ولهذا السيد الإمام+ في (كتاب الطهارة, ج3) وأنا بودي أن الأعزة هذا البحث يراجعونه تفصيلاً هناك في (ص329) قال: [ويمكن أن يقال] التفتوا جيداً [إنّ أصل الإمامة كان في الصدر الأول من ضروريات الإسلام] يعني في العهد المدني هذه العشرة سنوات الإمامة بتبليغ النبي بلغت إلى حد الضرورة ولازمه إذا بلغت ذلك أولئك الذين خالفوا الإمامة في عصره ينبغي أن يكونوا أنكروا ضروري من ضروريات الإسلام, ومن الواضح أن هذا الإنكار يؤدي إلى الخروج لماذا؟ لأنهم كانوا يسمعون رسول الله, يعني لا إشكال سواء قلنا أن إنكار الضروري سببٌ مستقل أو إذا أدى إلى تكذيب النبي, طيب هو يسمع رسول الله ومع ذلك ماذا؟ لا يقبل, طيب هذا يلزم منه.

    ولكنه السيد الإمام ملتفت, لازمه عند ذلك أن نقول ماذا؟ هذه بعض الروايات التي قالت أنه >ارتد الجميع إلا ثلاثة< إلا كذا, وهذا ما لا يقبله أحدٌ من كبار العلماء إلا جهة معينة إلا الأخباريين, ولذا يقيد الإمام يقول: [والطبقة الأولى المنكرين لإمامة المولى أمير المؤمنين ولنص رسول الله على خلافته ووزارته كانوا منكرين للضروري من غير شبهةٍ] من الطبقة الأولى المحيطين بمن؟ لا عموم المسلمين بدأت عندهم الضروري من؟ أولئك الذين كانوا, وبتعبيره هو يقول: [من كانوا أصحاب الحل والعقد حول رسول الله] والعاقل تكيفيه الإشارة, يقول هذه الطبقة بلغت عنده الإمام ماذا؟ لأنه يومياً كانوا يعيشون مع رسول الله ذهاباً إياباً قياماً صلاةً خروجاً حرباً سلماً كلهم ويسمعون أن رسول الله ماذا؟ باستمرار يؤكد على الإمامة السياسة, أما غيرهم؟ يقول: [ثم وقعت الشبهة للطبقات المتأخرة لشدّة وثوقهم بالطبقة الأولى وعدم احتمالهم تخلفهم عمداً عن قول رسول الله ونصه وعدم انقداح احتمال السهو والنسيان من هذا الجم الغفير ولعل ما ذكرناه هو سر ما ورد من ارتداد الناس بعد رسول الله] هؤلاء وثقوا حتى الذين كانوا معاصرين لهم, وثقوا بمن؟ بهذه الطبقة التي كانت محيطة برسول الله وهؤلاء بعد رسول الله قالوا لا, رسول الله نص أوصى أو لم يوصي؟ والناس كانوا يثقون بهم, صدقوهم, فما بالك في هذا الزمان.

    ولذا عنده تعبير آخر في نفس الكتاب في (ص325) يقول: [أنّ الإمامة بالمعنى الذي عند الإمامية ليست من ضروريات الدين] لماذا؟ أولاً ما هو الضروري يقول: [فإنها عبارة عن أمور واضحة بديهية عند جميع طبقات المسلمين] هذا الضروري [ولعل الضرورة عند كثيرٍ على خلافها] لا أنه بقاءً ما بقيت على الضرورة بل لعوامل كثيرة تحولت إلى ماذا؟ إلى ضرورة معاكسة ضرورة مضادة, يعني أن الذين انقلبوا على {أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} هذه الحركة الانقلابية بعد رسول الله عملت عملاً لمدة لا تتجاوز ثلاثين أربعين سنة صار الوضوح على ماذا؟ وهذا هو دور الإعلام في ذلك الزمان, فما بالك في هذا الزمان, إذا كان الإعلام والدوائر الدينية هذه كلها عمل الدوائر الدينية كان يكون في علمكم, لم يكن استيراد من دول أخرى, هؤلاء كانوا ماذا؟ صحابة رسول الله, هذا الإعلام استطاع أن يقلب الشيء من الضد إلى الضد, الذي في ذاك الوقت لا إمكانات موجودة لا اتصالات موجودة لا فضائيات موجودة لا قنوات موجودة لا لا, واستطاع معاوية وأتباع معاوية بني أمية أن يفعلوا ذلك, فما بالك في هذا الزمان, مع فضائيتين ثلاثة تستطيع أن تجعل من الشيء لا شيء ومن اللاشيء شيء.

    ولذا نحن قلنا وذكرنا ونؤكد: أنّ الشياع في زماننا ليس مطلق الشياع حجة, لا قيمة للشياع عندنا إذا لم يكن قائماً على أسس موضوعية دقيقة وإلا بمجرد شياع هذا لا يثبت, بمجرد أنّه والله مجموعة من أهل الخبرة يوقعون لا يكفي, لماذا؟ لأن هؤلاء أهل الخبرة لو ترجع إليهم لتجدهم أيضاً متأثرين بالجو العام, لا سامح الله ليس هذا معناه الطعن في أحد أبداً, أنا أتكلم عن مباني نظرية, أذهانكم لا علاقة, أنا لا علاقة لي بالمصداق أنا أتكلم عن المباني النظرية للشياع عن المباني النظرية لأهل الخبرة, عن المباني النظرية, ولذا دعوت قلت أخيراً: أنّ تعيين المرجعيات في حوزاتنا العلمية لابد أن تكون شفافة ولا أن تكون بهذه الطريقة التي لا نعلم أسسها, كيف تتعين المرجعيات في حوزاتنا العلمية, بالليل يموت واحد منهم, الله يطيل في أعمارهم غداً صباحاً يقولون فلان ماذا؟ طيب كيف صار مرجع هذا, من عينه من الذي اجتمع من الذي قال؟ كله مبهم, من هنا لابد.

    أنا من الداعين إلى أن المرجعيات لابد أن تتعين لا أقل أهل الحل والعقد, من أهل الحل والعقد؟ ليس الحواشي أبداً, ولا البيوتات أبداً, هذه ليست أهل الحل والعقد, أهل الحل والعقد هم فضلاء الحوزة علماء الحوزة أساتذة الحوزة كبار الحوزة المؤثرون في النظام المعرفي وهؤلاء ليسوا قليلين في الحوزات العلمية, لماذا ليس لهم أي دورٍ في تعيين المرجع؟ الآن ممكن, أنتم الآن تجدون في الآونة الأخيرة هذا المعنى موجود, حتى أنا أضرب مثال لا أريد أن آخذ كوبي أو استنسخ, انظروا الآن عندما يراد أن يعين القائد في الجمهورية الإسلامية ماذا فعلوا؟ جاؤوا قالوا بأنه انتخبوا لجنة لتعيين القائد, سبعين ثمانين مائة من خيرة القوم من الأعلام من العلماء من .. يجلسون فيعينون من هو القائد.

    لماذا لا توجد مثل هذه اللجان العلمية والقوية والمأمونة والأمينة وأهل الخبرة بمختلف التوجهات والاتجاهات تجتمع عندما يذهب مرجع أساساً هذه سنة مدرسة أهل البيت نحن الذين قلنا بنظرية الوصية, الآن لماذا عندما وصلت إلى المرجعية في غرف لا نعلم ماذا يحدث فيها تعين المرجعية, تعالوا نفس الوصية, أنتم ألستم تقولون أن بعد رسول الله أن رسول الله خوفه على الأمة وعلى وضع الشيعة, أما تركها سُدىً من الذي يريد فليأتي, لا ليست بهذه الطريقة, على أي الأحوال.

    إذن أمامكم الآن, أولاً: من الضروريات أو ليست من الضروريات؟ وإذا كانت من الضروريات من الضروريات حدوثاً وبقاءً أم أنها حدوثاً لا بقاء؟ هذه المسألة الثانية, المسألة الثالثة: أما إذا أنكرنا أنها من ضروريات الدين كما أنكرها جملة من الأعلام وقرأنا, أو أنكروها أنها من الضروريات بقاءً كما وجدنا أن السيد الإمام أنكرها, فهل هي من ضروريات المذهب أو ليست من ضروريات المذهب؟

    لا تقول لي سيدنا: إذن اليوم ماذا تريد أن تبقي, إذا لا ضروري دين ولا ضروري ماذا؟ لا لا أبداً, لم تبحث هذه القضية, لم تبحث أنا الآن بيني وبين الله أطلب من الأعزة كلهم يراجعون بأي دليل ثبت أنّ الإمامة السياسية, التفت ما أتكلم عن العصمة, لا, العصمة مسلم من ضروريات المذهب من أنكرها يخرج عن المذهب بلا كلام والأدلة واضحة على ذلك, الكلام أين؟ في الإمامة السياسية, يعني جنابك بينك وبين الله كأستاذ كمحقق غداً ذهبت إلى الأدلة وقلت لا إشكال أنّ علياً معصوم وأنّ المرجعية الدينية لعلي بعد رسول الله وأن تفسير الدين إلى علي ولكن لم يثبت عندي بدليل واضح أن رسول الله أوصى إلى علي بالإمامة السياسية, أنت شيعي أو خارج عن التشيع؟ في أذهان الأعزة مسلم أنه تخرج ماذا؟ تمام, ولكن ابحثوا عن الدليل بيني وبين الله, أبحثوا عن الدليل؟ لا تقولون لي سيدنا أنت عندك, أنا بحسب مبانيّ عندي بحسب الرؤية عندي, أنا أتكلم عن أولئك الذين جعلوه ضروري المذهب, يكون في علم الأعزة هذه التمييز بين الإمامة بين ضروري الدين وضروري المذهب تعلم من صاحبها؟ صاحبها المحدث الاسترابادي, وإلا قبل هذه لم تطرح أساساً وإنما كانت من مسلمات أنها من ضروريات الدين, يعني متأخرة جداً, إذن أعزائي القضية الثالثة أنها من ضروريات المذهب, فإذا صارت من ضروريات المذهب عند ذلك إنكارها يؤدي بالإنسان الخروج من المذهب, أما إذا لم يثبت أنها من ضروريات المذهب؟ لنفس السبب الآن قد تقول معقول هذا؟ أقول نعم معقول, لنفس السبب الذي أدى أن تخرج من كونها من ضروريات الدين في صدر الإسلام وفي زماننا صارت من النظريات قد الإشكالات تكثر بنحوٍ تفقدها أنها من ضروريات المذهب فهل يخرج الإنسان أو لا يخرج؟

    أعزائي هذه مجموعة من المسائل مرتبطة بالبحث العقدي حتى لا أطيل على الأعزة أغلق البحث العقدي هنا, يعني هذه الأمثلة كافية لأهمية البحث العقائدي ومنظومة المعارف العقائدية في عملية الاستنباط الفقهي.

    يبقى عندنا دور التفسير والقرآن وعلوم القرآن في عملية الاستنباط, وهذا ما نؤجل الحديث عنه إلى ما بعد, باعتبار أن التعطيلات ستبدأ إلى ما بعد التعطيلات, ولكنّه أعزائي هذه القضية من القضايا المهمة اعتنوا بها ما أريد أن أقول أعتنوا بها حتى تتبنوا أرائي ونظرياتي في هذا المجال لا الله يعلم, اعتنوا بها, ابحثوا عنها لتصل إما بهذا الاتجاه وإما بهذا الاتجاه, نحن بعد ذلك إن شاء الله تعالى سوف نقف عند البحث التفسيري بعد التعطيلات, وكذلك سوف نشير إجمالاً إلى البحث الفلسفي والمنطقي, هذا الذي عبّر عنه سيدنا الأستاذ السيد الخوئي أنّه لا حاجة إلى المنطق أصلا, لأنه يعرفه الصبيان فضلاً عن غيرهم, فقط بحسب الاستقراء الذي أنا استقرأته هكذا استقراء إجمالي لا أقل هناك مائة قاعدة أو مسألة فلسفية يستعملها الأصوليون والفقهاء في عملية الاستنباط. كم أعزائي, مائة قاعدة أو مسألة فلسفية, أضرب لك مثال في دقيقة أو نصف دقيقة: أنتم تعرفون أن جريان الأصول في أطراف العلم الإجمالي ممكن أو غير ممكن؟ يقولون لا يمكن لأنه جريانه في جميع الأطراف يؤدي إلى المخالفة القطعية, جريانها في بعض الأطراف دون بعض ماذا يلزم منه؟ هو من قال الترجيح بلا مرجح هنا محال؟ أنت سامع شيء في الفلسفة يقولون ترجيح بلا مرجح محال, تصورت أنه (كل مدعبل جوز بتعبير العراقيين) تصورت أين ما وقع الترجيح فهو من مصاديق ماذا؟ مولانا ذاك مرتبط بالوجود والعدم وإلا ما هو المحذور أن الشارع يقول لا تجري البراءة في جميع الأطراف لأنه عندك علم إجمالي بوجود النجاسة, أما فيما إذا يقول أجرها في أحدهما يا هو؟ يقول أيهما يعجبك على التخيير, ما هي المشكلة, لا يلزم منه والله لا اجتماع النقيضين, ذاك الذي قالوا هناك ترجيح بلا مرجح محال لأنه يلزم منه اجتماع النقيضين ما هي علاقته بمحل الكلام, للترجيح بلا مرجح ستة معاني واحدة منها محالة, خمسة منها جائزة, ولكن لأنه لم يقع تحقيق في كلمات من؟ الفلاسفة أنه ما هو مقصودهم من استحالة الترجيح بلا مرجح, فتصوروا أينما صار ترجيح بلا مرجح فهو محال, أولئك ذكروا شروط لاستحالة الترجيح بلا مرجح.

    أعزائي ختام بحثي إلى هنا, وإن شاء الله تعالى إلى ما بعد التعطيلات, والتعطيلات أنا كان بودي نبدأ الدرس بعد تعطيلات العيد ولكنّه وجدت بأنه يوم 15 ذي الحجية إذا أردنا أن نبدأ يعني ليس هذا السبت السبت الذي بعده, والأسبوع القادم تعطيل باعتبار أن يوم الأحد عرفة ويوم الاثنين يوم العيد وما أتصور أن أحد من الأعزة يأتي يوم الثلاثاء فقط للدرس, أو يريدون أن يسافرون إلى مشهد بيني وبين الله أو غيرها أو إلى كربلاء إن شاء الله يتوفقون فلابد أن نأتي في أي يوم؟ السبت, والسبت شهادة الإمام الهادي, فشهادة الإمام الهادي يوم السبت فنأتي إلى يوم الأحد والاثنين الثلاثاء عيد الغدير, عرفت كيف (كلام أحد الحضور) عفواً ولادة .. جيد المهم بأنه فيبقى عندنا أحد واثنين وثلاثاء عيد الغدير والإخوة ما يأتون فيصير يوم 22 ذي الحجة, ويوم 22 ذي الحجة فيأتي أحد إلى الدرس مولانا! أو يريدون أن يأخذون رواتبهم ويذهبون إلى ولايتهم … فلهذا وجدنا أنه نحن عندنا درسين أو ثلاثة في هذه الخمسة وعشرين يوم القادمين فلذا سوف يتعطل الدرس إلى ما بعد العاشر من محرم, على القاعدة بلي, ما بعد العاشر قاعدة ولست أنا اطمأنوا غيرنا أيضاً هكذا الأسبوع القادم تعطيل ورائه أسبوع يدرسون و23 الكل يعطل, هذه الحوزة وليست بيدي واطمأنوا الآن إذا أضع درس, أنا أأتي هنا بتعبيركم أنت (على وحوزش) فقط يبقى وإلا … بلي على أي الأحوال فيذهب إلى أربعة عشر أو خمسة عشر من المحرم, والأعزة الذين لم يكتبوا أرقام هواتفهم يكتبوها حتى إذا كانت هناك حاجة يعطونها إلينا.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/10
    • مرات التنزيل : 1090

  • جديد المرئيات