أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في حقيقة الملكية المصطلحة في الفقه الأصغري وفي باب المعاملات، قلنا: لبيان حقيقة هذه الملكية توجد أقوال ثلاثة في المسألة القول الأوّل يعتقد أن الملكية الفقهية أو بحسب الاصطلاح الفقهي هي من الأمور المتأصلة في الواقع ولكنها عرض من الأعراض.
القول الثاني: يعتقد أن الملكية الفقهية إنَّما هي من الأمور الانتزاعية التي ليس لها ما بإزاء في الواقع الخارجي ومنشأ انتزاعها مجموعة الأحكام التكلفية فمثلاً يجوز لك التصرف فيما بيدك ولا يجوز للآخرين أن يتصرفوا في هذا الكتاب إلاَّ بإذنك هذا الجواز وعدم الجواز حكمان تكليفيان وضعهما الشارع أو وضعهما العرف والعقلاء، فينتزع من هذين الحكمين التكليفيين أو الاحكام التكليفية ينتزع حكم وضعي وهو الملكية وقد ادعى الشيخ الأنصاري (قدس الله نفسه) أن هذا هو المشهور عند محققي الإمامية بناء على هذين القولين فانه يستحيل أن يتصل الله بالملكية الفقهية، أنا وأنت يمكن أن توجد عندما ملكية فقهية ولكن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يتصف بالملكية الفقهية بناءً على القول الأوّل وعلى القول الثاني.
من هنا يطرح هذا التساؤل: وهو أنه إذا دلّ الدليل العقلي على شيء وكان هناك ظهور نقلي على خلافه فأيهما يقدم الآن الظهور اللغوي، الظهور الاستعمالي، الظهور الموجود في كلماتنا أن اللام تفيد الملكية الفقهية، الملكية المتعارفة، والله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال أشار إلى هذه قال: {فإنَّ لله خمسه} واللام ظاهرة في الملكية الفقهية! ولكن الدليل العقلي الذي بيّناه، قلنا: إذا كان المراد من الملكية الفقهية العرض أو الأمور الانتزاعية فيستحيل أن يتصف الله بها.
الآن إذن يوجد عندنا في كفة الاستدلال العقلي وفي كفة أخرى الظهور النقلي الآن وقع بينهما تصادم أيهما يقدّم؟ وهذه مسألة سيّالة في مئات المسائل النقلية والعقلية، أنا يوجد عندي بحث مفصل ولكن إلى الآن مع الأسف الشديد لم أجد من يقرره حدود ثمانمائة صفحة في العلاقة بين العقل والنقل، أساساً ما هي هذه العلاقة التأريخية، المعرفية، أيهما يقدم، متى يقدم، دور العقل ما هو، دور النقل ما هو، إلى أي حد يحق للعقل وفي أي دائرة يحق للعقل أن يتكلم وإلى أي دائرة يحق للنقل أن يتكلم، هذه أبحاث مع الأسف الشديد غير موجودة في نظرية المعرفة المتعارفة في حوزاتنا العلمية.
ولكن بنحو الإجمال أقول: هذا الأصل ما لم يكن دخولك إلى ظواهر الأدلة قرآناً ورواية دخولاً مختلاً؛ لأنه أنت في عشرات الموارد سوف تصدم، من قبيل: -إذا أردت أن أقرب إلى ذهن الأخوة- أنك لم تتخذ قرراً أن خبر الواحد حجة في علم الأصول أو ليس بحجة، فأنت عندما تدخل في الأبحاث الفقهية تسعين بالمائة يواجهك خبر الواحد ، تدخل في الأبحاث التأريخية: خبر الواحد، تدخل إلى الأبحاث الأخلاقية: خبر الواحد، إلى الأبحاث العقائدية: خمس وتعسين بالمائة من أبحاثنا العقائدية أخبار آحاد، أنّ تتطاير الكتب كذا، رواية، أو رواية لا يوجد أكثر، أن الصراط أحد من السيف، رواية فقط، لا يوجد تواتر، إذن ماذا تفعل إذا أنت لم تتخذ قرار في الرتبة السابقة أن خبر الثقة حجة أو ليس بحجة، وما هي دائرة الحجية واقعاً سوف تتخبط في كلّ المعارف الدينية من العقائد إلى الأخلاق إلى الفقه إلى التأريخ إلى كلّ شيء ولذا لابدَّ في الرتبة السابقة تجد العلماء ماذا فعلوا في علم الأصول، قالوا: أن خبر الواحد حجة في العمليات في الفقيهات وخبر الواحد ليس حجة في الاعتقاديات ، مقولة شائعة على الألسن، والله ليس لها قيمة نصف درهم ؛ لأن المحققين من علماء الإمامية قالوا: أن خبر الواحد حجة في العقائد. مَن الذين قال ليس بحجة؟ هذه كتبهم من السيّد الخوئي من أعلامنا المعاصرين إلى المحقق الأصفهاني إلى الشيخ الأنصاري إلى البهائي كلّهم صرّحوا، قالوا: بأنَّ خبر الواحد حجة في الأمور العقائدية، ولكن في الأمور العقائدية التي ليست هي من الدرجة الأولى، أي ليس في إثبات وجود الله ، أما في كيفية الميزان، خبر الواحد حجة، تطاير الكتب حجة، ما يجري في الحشر الأكبر حجة، ما يجري في البرزخ حجة، ما يجري في سكرات الموت حجة، أصلاً لو أسقطنا خبر الواحد عن الحجية أصلاً لا يبقى لك أي شيء في المعارف الدينية، لأن التواتر على الموازين الموجودة لا تجدها إلاَّ في عشر موارد.
إذن أعزائي: واللطيفة كلهم يكتبون في الرسائل العملية في أولها: التقليد في الفقهيات أو العقائديات فلابدّ أن يصير مجتهداً! هو الناس لا يستطيعون في الفقهيات يصيرون مجتهدين يريدون في كلّ العقائد يصيرون مجتهدين! فيصير هذه الفوضى التي عندنا الآن كلّ واحد يقول والله عقلي هكذا يقول، لا يوجد واحد يقول في الفقه أنا رأيي هكذا؟ لا. لأنه في الفقه الأصغر خط أحمر! لا يجوز أن تتكلم كلمة! أما في العقائد فتكلم بما تشاء، فليس بمهم، لأن أنت مجتهد، كلّ الناس مجتهدين .
على أي حال المحققون من علماء الإمامية، المحققون: بشرطها وشروطها، فليس كلّ واحد من علماء الإمامية عندي محقق، نعم عالم يسمى ، ولكنه ليس بمحقق، المحققون من علماء الإمامية يعني يعرفون مداخل المباحث، مخارج المباحث، تجذير المسائل، هذه المسألة بأي باب مرتبطة، هذه المسألة بأي باب مرتبطة، فليس كلّ أحد يستطيع أن يجذّر المسائل، ولذا ذكرت أن واحدة من خصوصيات محمد باقر الصدر هي تجذيره للمسائل، يعني المسألة التي يريد يبحثها يقول هذه المسألة مرتبطة بأي علم من العلوم الدينية، مرتبطة بالكلام، مرتبطة بالفلسفة، مرتبطة بالفقه، مرتبطة بالأخلاق، لأنه كلّ باب معرفي قواعده وأدواته الخاصة به.
على أي حال هذه المسألة عند المحققين قالوا: إذا تصادم دليل عقلي قطعي مع دليل نقلي فلا إشكال يقدم الدليل العقلي، سوف أقرأ حتّى لا تتسغرب، الشيخ الأنصاري في فرائد الأصول، طبعة التراث الشيخ الأعظم، الجزء الأوّل صفحة سبعة وخمسين إلى تعسة وخمسين، يقول: «كلما حصل القطع من دليل عقلي فلا يجوز أن يعارضه دليل نقلي ، – أبداً لا مجال- وإن وجد ما ظاهره المعارضة فلا بد من تأويله إن لم يمكن طرحه». فهل توجد عبارة أوضح من هذه، ويقلون ماذا تفعلون بالأدلة العقلية، هذا مؤسس علم الأصول الحديث في النجف وغيرها الشيخ الأنصاري، يقول: أن الدليل العقلي إلى تم في مورد وجئنا إلى ظهور نقلي هذا الظهور إن أمكن طرحه فيطرح يضرب به عرض الجدار، وإن لم يمكن باعتباره أنه نصوص صحيحة معتبرة من ثقات نقول إذن أن الأمام بعبارة ارجعوا علمه إلينا، الأئمة قالوا لنا، إذا لم تستطيعوا أن تفهموا شيء لا تقلوا أنه ليس بصحيح أرجعوا علمه إلينا، ردوه إلينا.
نعم ، وقع البحث عندهم ما هو المراد من الدليل العقلي، هل كلّ ما انتهى إليه العقل فهو دليل عقلي، قطعي ، دلالة الأدلة العقلية ضيقة، هذه نقطة مهمة، يعني كلّ ما انتهى إليه الفلاسفة في الكتب الفلسفية تعد أدلة عقلية، أو لا المقصود من الأدلة العقلية التي أشار إليها الشيخ هي الأدلة العقلية البديهية الفطرية الواضحة من قبيل أن الاثنين نصف الأربعة من قبيل أن الضدين لا يجتمعان هذه أحكام عقلية بعد من قبيل أن النقيضين لا يجتمعان…. أما الأدلة العقلية التي هي نظرية وفيها مقدمات نظرية طويلة كثيرة مختلف فيها من قبيل حدوث العالم أو قدم العالم، فالحكماء يدعون أو ينسب إليهم من المسائل التي كفروا بها الفلاسفة أنهم قائلون بقدم العالم، كما كتبوا في تهافت الفلاسفة، إذن تلك شاملة أيضاً؟ الشيخ يقول: لا، لأني إذا قلت الدليل العقلي يقدم ليس مرادي مطلق الأدلة العقلية ولو كان الأدلة العقلية على أن العالم قديم، ولذا يضرب مثال، يقول: إذا قام الدليل العقلي على أن العالم قديم وعندنا أدلة نقلية قطعية – ليس ظنية- على أن العالم حادث هنا نشكك في عقلنا لا أننا نشكك في الدليل النقلي، ولكن بشرطها وشروطها، ليس مطلق الدليل النقلي، بل الدليل النقلي القطعي سنداً ودلالة، وهذا دون إثباته خرط القتاد واقعاً، أي يوجد دليل نقلي قطعي سنداً ونص وصريح دلالة نادر جداً حصول هذا مورد.
المورد الثاني: من أعلامنا المعاصرين السيّد الخوئي ، وهذه المسألة طرحها في أول بحث جعل الحجية للأحكام الظاهرية للظن، خبر الواحد يفيد قطعاً أو ظناً؟ يفيد ظناً، الظهور يفيد قطعاً أو يفيد ظناً، أو يفيد ظناً؟ يفيد ظناً، ولذا تقول أن النهي ظاهر في الحرمة، والظهور قطع، أو ظنٌ، لا ظنٌ، خبر الواحد يفيد ظناً؟ لا. يفيد قطعاً؟ لا. بل يفيد خبر الظني. الكل يقولون.
سؤال: الآن دلت الأدلة على أن خبر الواحد حجة، فلو فرضنا أن العقل قال: جعل الحجية للظنون من الحكيم العالم محال وقوعه، لماذا؟ لأنه يجعل الحجية لخبر الواحد، هذا عقد يوقعك في خلاف الواقع، يعني ما هو واجب عليّ يقول مباح، ما هو حرام عليك يقول: جائزٌ. يعني أوقعك في خلاف الواقع، بل أوقعك في خلاف المصلحة والمفسدة، يعني وجود مصلحة يقول لا توجد، وجود مفسدة يقول لا توجد مفسدة، فهل يمكن للحكيم أن يجعل حجية ظن توقع المكلف في خلاف الواقع على مباني العدلية، يمكن أو لا يمكن من هنا جاء البحث – الذي هو ربع علم الأصول- الجمع بين الأحكام الظاهرية والواقعية. وأول بحث بحثوه هو أنه هل يمكن أو لا يمكن، (الإمكان الوقوعي) هل هو محال وقوعاً أو ممكن وقوعاً. فإذا ثبت أن جعل الحجية للظن ممكن وقوعاً عند ذلك نبحث هل يوجد دليل على الوقوع أو لا يوجد دليل؟ وإلا الإمكان أعم من الوقوع.
أما إذا فرضنا – كما ذهب البعض، كما ينسب إلى ابن قبة من متكلمينا السابقين- لو ذهب إلى الاستحالة قال: أنا عندما راجعت الأدلة العقلية وجدت أنه يستحيل من المولى الحكيم أني جعل الحجية لخبر الواحد، فإذا كان عندك عشر روايات دالة على حجية خبر الواحد بناء على كلام الشيخ الأعظم لابد إما تطرحها أو تؤولها. ولذا تجد كلّ الأعلام – من الشيخ الأعظم وما بعد يعني المائة والخمسين سنة أو المائتين سنة الأخيرة- كلهم أول بحث عندما دخلوا في بحث الظنون قالوا: هل يمكن جعل الحجية للظن أو لا يمكن. وهذا يكشف لك أنه إذا قال العقل لا يمكن إذن الدليل النقلي ينفع أو لا ينفع؟ لا ينفع.
كلّ هؤلاء الأعلام المحققين من الأنصاري والخراساني والاصفهاني والنائيني ، والخوئي والصدر، والحكيم والخميني، والحائري كلهم هؤلاء بحثوا هذه المسألة، يعني صارت من ثوابت المسائل الأصولية، الآن لا يدخل أحد إلى علم الأصول إلى مباحث الظن إلاَّ أولاً لابدَّ أن يحقق أن جعل الحجية للظن ممكن أو ليس بممكن.
أنا أريد أن أستفيد من هذه القاعدة الكلية يعني أنه في أي مسألة تريد أن تدخل إليها فانظر هل هي ممكن أو غير ممكن ، فإذا ثبت عدم الإمكان فلا تقل ظواهر الأدلة. وهذا مع الأسف الشديد للمرة الرابعة الخامسة هذه الثقافة مفقودة إلاَّ نادرةً ولذا أشير لموردين لما قاله السيّد الخوئي لمباني الاستنباط للكواكبي في صفحة مئة وستة وسبعين، مع الأسف الذي موجود عندي من مباني الاستنباط مفصل كثيراً ومفيد أيضاً وهي من التقريرات المفصلة للسيد الخوئي ولكن مع الأسف الشديد أنا الذي عند هذا الجزء منها فإذا الأخوة رأوا أجزاء أخرى له جيد لأنه هذا فقط في مباحث القطع، مباني الاستنباط للسيد ابو القاسم الكواكبي، الذي دكتور القلب ابنه، الذي موجود كان في قم وهذا الرجل كان ليس من الفضلاء بحسب من أعلام تلامذة السيّد الخوئي ولكن لأسباب صار وضعه كما انتهى إليه، على أي حال الصفحة مئة وستة وسبعين يقول وتوضيح الكلام في ذلك يستدعي تقديم مقدمة وهي أنه ليس المراد بالإمكان (الإمكان الذي يقولون أن جعل الحجية لخبر الواحد للظن ممكن) يقول ليس مرادهم من الإمكان الذاتي في قبال الاستحالة الذاتية وليس مرادهم بالإمكان بمعنى الاحتمال الذي كلما قرع ذهنك شيء فذره في بقعة الإمكان كما يقول ابن سينا، يعني الاحتمال، وإنما المراد من ذلك الإمكان الوقوعي، بمعنى عدم ترتب تال فاسد على وقوعه يعني لو قلنا أن المولى جعل الحجية لخبر الواحد للزم منه أن يوقعنا الحكيم في المفسدة وهذا يصح من الحكيم أو لا يصح ، لحكمته لا يصح منه أن يفعل ذلك، يلزم نقض الغرض لان هذه الأحكام هي إيصال المكلفين إلى كمالهم.
إذا عرفت ذلك فنقول: استدل الشيخ الأنصاري من هنا بدأت المسألة تفصيلاً من كلمات الشيخ الأنصاري أولاً لابدَّ أن الإمكان ثمَّ ننتقل إلى الأدلة النقلية رأساً، نفس هذه القاعدة طبقناها: {فان لله خمسه} هذه اللام ظاهرها ملكية، قال كثرة الاستعمال أنها ملكية فقهية ، الملكية المتعارفة في باب المعاملات، نعم نحن نقول: الظاهر هو هذا، ولكن أنه إذا كان هناك دليل عقلي يمنع من هذا الظهور فطبق القاعدة إما التأويل وإما؟ والطرح هنا لا نستطيع لأنها آية قرآنية ولا يمكن طرح الآية القرآنية إذن لابدَّ أن توجه بالوجه التي يمكن أن تنسجم مع قواعد التوحيد.
وبهذا يتضح الجواب عن السؤال الذي طرحناه في الدرس السابق قلنا بأنه سيدنا أنتم قلتم {ليس كمثله شيء} هذه لا يمكن الاستناد إليها لنفي الجسمية عنه لنفي الشكل عنه لنفي اليد عنه! قلنا: أنه بأنه إذا قال أحد أن الله ليس بجسم ليس له صورة ليس له شكل ليس له طول ليس له يد ليس له وجه ليس له ساق… فلوا قال: ما الدليل على ذلك؟ لا تقول: {ليس كمثله شيء} لأن {ليس كمثله شيء} فقط يثبت لنا – كما يدعي الآخر- لا ينفي الجسمية لا ينفي الوجه يثبت أنه ليس كمثله اما له وجه أو ليس له وجه؟ لعل له وجه، ولكن ماذا ليس كمثله وجه؟ نحن وجوهنا أبو سبع سنتمرات هو وجهه ثلاث كيلو مترات ، فنحن لا نعلم، نحن من العظم واللحم وهو من ذرات أخرى! ولذا قلنا لكم: إن العثمين من كبار أعلام الكلام والفقه والتفسير عند الوهابية المعاصرين، أنا لم أجد من المعاصرين من هو أعلم منه في هذه المسائل، يعني الحق والإنصاف أنه تراثه جد ضخم في التفسير في الفقه في الكلام في الحديث وهو مرجع في كلّ هذا، باصطلاحي مرجع شمولي، والآن توجد قناة باسمه ، قناة العثيمين، كلّ محاضراته كلّ كتبه، ومؤسسات ضخمة له، هذا هو من يعرف قيمة العلماء، افتح قوس، الآن بعد ذهاب محمد باقر الصدر تقريباً كم مضى؟ أكثر من ثلاثين عاماً، الآن يوجد مؤسسة اعتنت بتراثه هذا، الرجل الكبير، ولكن هذا الرجل لم يمض خمس سنوات من ذهابه الآن جمع تراثه فقط فتاواه الفقهيه جمعت في تسع وعشرين مجلداً الآن موجودة، عمل علمي مرتب إبراز علمائهم ولكن مع الأسف الشديد الآن إيران مشغولة بعلمائها ولكنّا كنّا نتوقع من العراقيين بعد تسع سنوات أن يؤسسوا شيئاً لتراث محمد باقر الصدر.
علي أي حال، ارجع إلى بحثي الآية المباركة {ليس كمثله شيء} هذه لا تقول أن الله ليس له جسم – أقول قراءة الآخر لا يقول أحد أنت تقول- لا لو أراد أن يقول لك قائل هذا أنت لا تستطيع أن تنفي. إذن ما الطريق إلى ذلك؟
الجواب: لا طرق إلاَّ البحث العقلي، نفي أصل الجسمية عن الله، وليس جسم كأجسامنا، أصلاً لا جسم له، لا صورة له، لا شكل له، لا جلوس له، لا قعود له، لا انبطاح، لان كلّ هذا عندهم روايات بها، لان الله سبحانه وتعالى عندما خلق السموات والأرض في ستة أيام تعب فعند ذلك أنطرح ثمَّ وضع قدمه على الأخرى. ولهذا إما محرم عند الوهابية وعند السلفية، إما محرم وضع الرجل على الرجل، ولذا لا تجد أحداً يضع قدماً على قدم، أو مكروه، لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى قال: ما دام أنا وضعت قدمي على قدمي الآخر فهذا عليكم حرام، لا يصبح أحد مثلي، روايات صحيحة في هذا.
فإذا صرت أنت والدليل النقلي فعنده روايات صحيحة ودالة على أن الله … هذا الكتاب من أهم كتبهم (إثبات الحد لله) أولاً الله محدود ومن خمس جهات، من فوق فقط غير محدود، وإلا جلوسه، يمينه يساره، على الكرسي عندما يجلس يحصر نفسه هكذا ويخلي مكان أربع أصابع ليجلس رسول الله، وروايات صحيحة هم عندهم، إثبات الحد لله وبأنه قاعد على عرشه جالسٌ على عرشه، وليس بمستوٍ، فرق كبير بين العقود لأن العقود والجلوس يقابله العقود في مقابل القيام، والجلوس في قبال الاستلقاء، يقول على أي أساس يقول الروايات صحيحة، فإذا عندكم روايات صحيحة ماذا تفعلوا؟ فهذه الحوزة العلمية الآن من يصعدون ويتكلمون بالتوحيد، بالنبوة، بالمعاد، ماذا يتكلمون روايات صحيحة عندنا هو أيضاً عنده روايات صحيحة فلماذا تستنكر ما هو وجه الاستنكار إلاَّ شيء واحد، أن الرواية في هذه المسائل لابدَّ أن تكون مسبوقة ببحث عقلي، هل هذا ممكن أو ماذا لا يمكن وحيث أنهم عزلوا العقل عن هذه المباحث.
إذن بحث الإمكان لم يبحثوه على الإطلاق وهذا هو المنهج الذي ظهر عندنا مرة بلباس الأخبارية ومرة أن العقل كيف يفهم، الأئمة عقولهم فوق ما لا يتناهى نحن ماذا! نحن نضع عقولنا قبال الأئمة ، ومرة أيضاً بلغة التفكيك هذه النظرية الآن التي تطرح، هذه كلها تنتهي إلى هذه النتيجة وهي أن العقل عطل دوره وادخل ضع قدمك المباركة في المعارف الدينية بعد أن تعطل هذا المصباح الذي جعله الله فيه هذا المصباح الذي يميز بين الحق والباطل، وكل هذه الاتجاهات منشأها من الحنابلة وسرت إلينا في ظلمة من الليل أنه من تدخل إلى المعارف الدينية وتضع قدمك المباركة في المعارف الدينية عطل العقل، ولكن هم أيضاً عندما يقولون عطل العقل الناس لا يقبلون، قالوا عطّل الفلسفة لأن الفلسفة جاءت من سؤر اليونان وهذه كلها كفريات والى آخره…
إذن هذا الأصل وقفت عنده قليلاً لأهميته ليس في هذه المسألة بل في مئات المسائل العقدية والأصولية والفقيهة، الآن اتضح ولذا ثبت عقلاً أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، إذن يصدر العصيان منهم أو لا يصدر فإذا جاءت رواية فطرس خبر واحد تقول عصى وجاء وهز المهد وصعد، بعد ماذا تفعل لها؟ والأمر إليك.
والحمد لله رب العالمين.