نصوص ومقالات مختارة

  • المحاضرة (109)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    إلى هنا اتضح لنا مجموعة من الفروق بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي على تفسير المحقق النائيني, إذا يتذكر الأعزة قلنا بأنه توجد هناك أبين فهرسة البحث وخارطة طريق البحث, إذا يتذكر الأعزة قلنا: أن هناك أقوالاً ثلاثة في المعنى الحرفي:

    القول الأول: بمنزلة حركات الإعراب.

    القول الثاني: أن الاختلاف بينهما بحسب اللحاظ لا بالتباين الذاتي كما اختاره الخراساني.

    القول الثالث: وهو القول المشهور بين المحققين أن هناك تبايناً ذاتياً بين المعنى الحرفي والمعنى الاسمي.

    قلنا في هذا القول الثالث أو الاتجاه الثالث, توجد تفسيرات متعددة:

    التفسير الأول: هو الذي ذكره النائيني في التمييز بين المعنى الحرفي والمعنى الاسمي قال أن المراد منهما أن الاسمي إخطاري وأن الحرفي إيجاديٌ, كنّا بصدد تفسير هذا القول أو بيان هذا التفسير للذي قاله النائيني. قلنا يوجد بيانات:

    البيان الأول: أشرنا إليه إجمالاً, والمهم كان بيان الثاني.

    في البيان الثاني, قلنا توجد هناك أربعة فروق بين المعنى الحرفي وبين المعنى الاسمي, وانتهينا بالأمس إلى الفرق بين الرابع ما بين المعنى الحرفي والمعنى الاسمي.

    ما هو الفرق الرابع؟ هو: أنه أساساً المعاني الاسمية إذا جاءت إلى الذهن يمكن أن تلحظ بلحاظين: بلحاظ ما فيه ينظر وبلحاظ ما به يُنظر, أما بلحاظ ما فيه ينظر, فسوف يكون موجوداً من موجودات عالم الإمكان ولكن وجودٌ ذهني قائم بالنفس, كليٌ أو جزئيٌ شخصي؟ الجواب: الشيء ما لم يتشخص لم يوجَد فهو شخصي فهو جزئي ولكن الجزئي الحقيقي لا الجزئي الإضافي الذي قرأتموه في المنطق.

    لأن الجزئي له اصطلاحات ثلاثة إذا ما يلتفت إليه يصير منشأ للإشكال: عندنا جزئي منطقي وعندنا جزئي فلسفي وعندنا جزئي عرفاني.

    أما الجزئي المنطقي فمقسمه المفهوم, المفهوم إما كلي وإما جزئي, من هنا أشكلوا قالوا أن المفهوم طبيعته الحكاية فلا يكون إلا كليا, قالوا المراد من الجزئية الجزئية الإضافية لا الجزئية الحقيقية, هذا الجزئي المنطقي.

    الجزئي الفلسفي: مقسمه الجزئي الفلسفي المراد به الوجود جزئي يعني التشخص يعني هذا الوجود جزئي, ما معنى جزئي؟ ليس مفهوم جزئي يعني وجود يعني متشخص, ولهذا يعبر عنه جزئي حقيقي.

    وعندنا جزئي عرفاني يعني ضيق الوجود في قبال الكلي التي هي السعة الوجودية.

    الآن نحن نتكلم هنا عن الجزئية نقول أن المفهوم الاسمي إذ لوحظ بلحاظ فيه ينظر فيكون جزئياً ليس مرادنا الجزئي المنطقي الجزئي الفلسفي, يعني وجود من الوجودات, هذا اللحاظ الأول في المعنى الاسمي.

    اللحاظ الثاني: أن يكون حاكياً عن الخارج, فلهذا تقول قابل للصدق على كثيرين, هذه من أهم خصائص المعنى الاسمي.

    أما المعنى الحرفي؟ بلحاظ ما تقدم في الفرق الأول أن المعنى الحرفي الحقيقي لا مفهومه حقيقته, هذا لا يمكن أن يربط بين شيئين إلا بالحمل الشائع لا بالحمل الأولي, يعني إذا الماء والإناء في الخارج فنحتاج إلى معنى حرفي بالحمل الشائع لربطهما معاً أحدهما ظرف والآخر مظروف, وهكذا في الذهن إذا عندك معنيان اسميان وهو الماء والإناء لكي يحصل بينهما جملة كاملة لا يكفي أن تأتي مفهوم الظرفية لابد أن تأتي المعنى مصداق الظرفية تأتي به, بالحمل الشائع, إذن دائماً وأبداً المعنى الحرفي لا يكون إلا جزئياً, وأي جزئية؟ جزئية الوجود لا جزئية المفهوم. جزئية الوجود.

    وبعبارة أوضح: أن نسبته نسبة المعنى الحرفي في الذهن إلى نسبة المعنى الحرفي في الخارج نسبة المماثل إلى المماثل هذا وجود وهذا وجود, ولكن هذا وجود خارجي وهذا وجود ماذا؟ ولكن المعنى الاسمي لا له لحاظان: بأحد اللحاظين يقول نسبة المماثل إلى المماثل, وبلحاظ آخر يقول نسبة الحاكي إلى المحكي. ما أدري واضح هذا إلى هنا.

    سؤال: هذه المقدمة ذكرتها بالأمس شرحتها تفصيلاً, أما السؤال الإشكال الذي قلنا بالأمس لابد أن نشير إليه, جيد: الآن عندك في الواقع الخارجي ماء في إناء, هذا هو الإناء هذا هو الماء وهذه الظرفية التي هي معنىً حرفي قائمة بهذين الطرفين, أنت تشكل جملةً لتحكي هذا الواقع ماذا تقول؟ الآن هذا دعه على جانب تعال إلى عالم الذهن ماذا تقول؟ الماء في الإناء, هذه القضية صادقة أو كاذبة؟ متى تكون القضية صادقة ومتى تكون كاذبة؟ إذا كانت القضية مطابقة للواقع الخارجي فهي صادقة وإذا كانت غير مطابقة فهي كاذبة, الآن الماء في الإناء صادقة أم كاذبة؟ صدقها بماذا؟ بحكايتها عن الواقع الخارجي, الماء يحكي عن من؟ عن هذا لفظ الماء يحكي عن ماذا؟ الإناء يحكي عن ماذا؟ يحكي عن هذا, في يحكي عن ماذا؟ عن النسبة, إذن لماذا تقولون أن المعنى الحرفي ليست فيه حكاية؟ وإلا إذا لا يوجد فيه حكاية كيف تكون هذه القضية صادقة, إذا أنت لم تعطي للمعنى الحرفي بُعداً حكائياً عن الخارج طيب تصير مجموعة من المعاني الاسمية منفكة بعضها عن البعض جملة ما يتركب منها, ما أدري واضح الإشكال.

    إذن لا فرق بين المعنى الاسمي وبين المعنى الحرفي, فكما أن المعنى الاسمي يلحظ بلحاظين لحاظٌ فيه يكون جزئياً ولحاظ يكون فيه كلياً حاكياً عن الخارج المعنى الحرفي أيضاً كذلك, لحاظ يكون جزئياً ولحاظ يكون حاكياً عن الخارج. ما أدري واضح هذا المعنى أو لا. الإشكال واضح.

    الجواب: التفتوا جيداً, تارةً توجد دقة في المطلب التفتوا جيداً, تارة نتكلم عن المفردات التحليلية للجملة, المفردات التحليلية للجملة يعني ماذا؟ يعني الماء, يعني الإناء, يعني في التي هي الظرفية, ونقول لكل منها حكاية ومطابق في الخارج, إذا كان كذلك في الواقع لا يبقى أي فرق بين المعنى الحرفي وبين المعنى الاسمي, لماذا؟ لأنه الماء يحكي عن هذا, والإناء يحكي عن هذا, والظرفية في تحكي عن الظرفية الخارجية, يعني ثلاث مفردات تحكي عن ثلاثة أمور مفردات في الواقع الخارجي, إذا كان الأمر كذلك, فالإشكال وارد لماذا؟ لأنه كما أن المعنى الاسمي وهو الماء والإناء يحكي المعنى الحرفي أيضاً يحكي, وأخرى لا, ليس الأمر كذلك, وإنما المجموع يحكي عن واقع معين, لا المفردات تحكي, يعني: هذه الجملة التي يصح السكوت عليها حاكية عن ماذا؟ حاكية عن واقع خارجي. هنا ليس بالضرورة أيضاً المعنى الحرفي يحكي الواقع الخارجي أبداً, وإنما الحكاية أولاً وبالذات, التفتوا جيداً, أولاً وبالذات: للمعاني الاسمية وحيث أن المعنى الحرفي دائماً وأبداً قوامه بمن؟ بالغير, فيكون حاكياً بذاته أو بتبع قوامه بالمعاني الاسمية, فإذن ليس بالذات هو حاكياً, إذا وجدته يحكي ليس بلحاظ نفسه يحكي بلحاظ متعلقه.

    فإذن إذا كان المقصود أن المعنى الحرفي لا حكاية له عن الخارج, لا بالذات ولا بالتبع ولا بالعرض فكلامٌ غير صحيح, لا له حكاية, نحن الذي نفيناه من كون المعنى الحرفي حاكياً أن يكون حاكياً كحكاية المعنى الاسمي وليس للمعنى الحرفي حكاية كحكاية المعنى الاسمي.

    سيدنا هذا الكلام الميرزا النائيني صاحب النظرية يقبل أو لا يقبل؟ والله هو علمنا هذا+ ولكنه عدم التدقيق في كلماته ينتج جملة من الاشكالات التي لا أساس لها إن شاء الله بعد ذلك سنقرأ إشكالات سيدنا الأستاذ يعني تلميذه يعني تلميذ الميرزا النائيني السيد الخوئي أنظروا ماذا فسّر سننظر ماذا فسّر وماذا أشكل ثم نرجع إلى كلماتهم.

    تعالوا معنا إلى (فوائد الأصول, ج1, ص42) هذه عبارته يقول: [وبيان ذلك, أن شأن أدوات النسبة ليس إلا إيجاد الربط بين جزئي الكلام] كما في الواقع الخارجي المعنى الحرفي يوجد الربط بين أمرين تكوينين في عالم الذهن يوجد الربط الواقعي بين أمرين ذهنيين] ولكن يبقى معنى حرفي واقعي لا مفهوم المعنى الحرفي نفس المعنى الحرفي, ولكنه إذا كان الطرفان خارجيين فالنسبة أيضاً ماذا تصير؟ خارجية, إذا كان الطرفان ذهنيين فالنسبة أيضاً تصير ذهنية, لأنه هو له حكم لنفسه المعنى الحرفي أو لا يوجد له حكم؟ لا يوجد له حكم, هو حكم تابع لمن؟ قوامه بطرفيه, ليس إلا إيجاد الربط بين جزئي الكلام, [فإن الألفاظ في عالم الذهن بالوجود اللفظي بما لها من المفاهيم متباينة بالهوية وبالذات, من الواضح الهواء الماء السماء النار الموقد المكان البيت لوضوح مباينة لفظ زيد بما له من المعنى للفظ القائم بما له من المعنى, وكذلك لفظ السير مباين للفظ الكوفة والبصرة بما لها من المعاني وأداة النسبة إنما وضعت لإيجاد الربط بين جزئي الكلام بما لهما من المفهوم على وجهٍ يفيد المخاطبة فائدة تامة يصح السكوت عليها] وإلا اطمأنوا إذا المعاني الحرفية لم توجد تتشكل عندنا قضايا وجمل يصح السكوت عليها أو لا تتشكل في اللغة العربية؟ لا تتشكل, [فكلمة من وإلى إنما جيء بهما لإيجاد الربط وإحداث العلقة بين السير والبصرة والكوفة الواقعة في الكلام بحيث لولا ذلك لما كان بين الألفاظ ربط وعلقة أصلاً. هذه المقدمة, النتيجة التي هي محل كلامنا. [ثم بعد إيجاد الربط بين جزئي الكلام بما لهما من المفهوم] الآن صارت بعد أجزاء ثلاثة او كل واحد؟ يعني ينظر إليه بنظرة تحليلية أو بنظرة إجمالية هذا المجموع, يقول: [بعد إيجاد يلاحظ المجموع من حيث هو مجموع] لا المفردات لا التحليل الماء الإناء في, لا لا, وإنما هذه الواقعية هذه بحسب الواقع واقعية واحدة وهو الماء في الإناء, [يلاحظ المجموع منه من حيث مجموع أي يلاحظ الكلام بما له من النسبة بين أجزائه] لا يلاحظ المفردات بما هي مفردات. [فإن كان له] الضمير على من يعود؟ مفردات أو الكلام؟ [فإن كان له مطابقٌ صار صادقاً إن لم يكن له مطابق صار كاذب].

    إذن المطابقة وعدم المطابقة للمفردات التحليلية أو للمجموع الكلي؟ ما أدري استطعت أن أوصل الفكرة للأعزة, قال: فإن كان للكلام خارج يطابقه يكون الكلام صادقاً لا المفردات صادقة [أي كانت النسبة الخارجية على طبق النسبة الكلامية] وإلا إن لم يكن للكلام مطابق يكون كاذباً. [وذلك فيما إذا لم تطابق النسبة الكلامية للنسبة الخارجية] الآن بعد أن بين قال: [وأين هذا من كون النسبة الكلامية حاكية عن النسبة الخارجية] أصلاً لا توجد حكاية نسبة عن نسبة, حتى يكون المعنى الحرفي حاكياً كما أن المعنى الاسمي حاكياً يقول أين هذا من ذاك, نحن نقول الكلام حاك لا النسبة حاك, إذا كنا نقول أن النسبة, كما أن الماء يحكي هذا والإناء يحكي هذا والنسبة تحكي النسبة إذن لا فرق بين المعنى الاسمي وبين المعنى الحرفي ولكن نحن لا نقول هذا, لا نقول أن النسبة في الذهن تحكي النسبة في الخارج إذا كان هكذا يصير مفهوم, يقول: [وأين هذا من كون النسبة الكلامية حاكية عن النسبة الخارجية, بل النسبة الكلامية ليست حاكية إذن ماذا تفعل؟ يقول: [بل إنما توجد الربط بين أجزاء الكلام والمجموع المتحصل يحكي الواقع الخارجي لا النسبة الكلامية تحكي النسبة الخارجية, إذن ما هي وظيفة النسبة الكلامية, النسبة القائمة في الألفاظ؟ ليست حكاية عن النسبة الخارجية هذه النسبة الكلامية توجد ولهذا عبر عنها بأنها ما هي إيجادية لا إخطارية.

    يقول: [كما أن النسبة في الخارج توجد الربط بين واقعين تكوينين النسبة في الكلام توجد الربط بين واقعين لفظيين] فهذا المجموع عندما تكون ننسبه إلى الخارج, لا ننسب النسبة الكلامية إلى النسبة الخارجية, حتى تكون حاكية كما أن المعاني الاسمية تكون حاكية].

    يقول: [بل النسبة الكلامية إنما توجد الربط بين أجزاء الكلام والمجموع المتحصل يكون إما مطابق للخارج أو غير مطابق, والمتحصل] والحاصل خلاصة الكلام, [وفرقٌ واضح بين كون النسبة الكلامية حاكية عن النسبة الخارجية وبين أن تكون النسبة الكلامية موجدة للربط بين أجزاء الكلام ويكون المجموع المتحصل حاكياً عن الواقع الخارجي]. أتصور العبارات واضحة جداً.

    إذن النسبة في الذهن تحكي النسبة في الخارج أو لا تحكي؟ لا تحكي النسبة, لا علاقة لها بالخارج, النسبة وظيفتها أينما وجدت وظيفتها أن توجد الربط بين الأشياء فإذا كانت الأشياء خارجية توجد ربطا خارجياً إذا كانت أشياء ذهنية توجد ربطاً ذهنياً, هي لا تحكي إذن من الحاكي؟ هذا المجموع حاكي, وحيث أنه في المجموع معانٍ اسمية والمعنى الحرفي قائم فيها فيكون حاكياً بالذات أو بتبع المعاني الاسمية؟ واضح هذا الفرق الرابع ماذا يريد أن يقول.

    أقرأ العبارة مرة أخرى, يقول: [وفرق واضح بين كون النسبة الكلامية حاكية عن النسبة الخارجية وبين أن تكون النسبة موجودةً للربط بين أجزاء الكلام ويكون المجموع المتحصل من جزئيّ الكلام بما لهما من النسبة خارج يطابقه, فظهر] أنظروا إلى النتيجة [فظهر أن الحروف النسبية أيضاً تكون معانيها إيجابية وليست إخطارية كالمعاني الاسمية].

    هذا البيان الذي بينه هنا سيدنا الشهيد عبر عنه بتعبيرٍ آخر, وإلا نفس هذا البيان عبر عنه بعبارة أخرى في (تقريرات السيد الهاشمي, ص241) قال: [وأما كيفية حكاية المفهوم الحرفي عن الخارج مع عدم انطباقه عليه على حدٍ انطباق الكلي على فرده] كالمعنى الاسمي كيف إذن ينطبق إذا لم تكن له حكاية؟ [فهي بسبب الطرفين] الذي عبر عنها ماذا المحقق النائيني؟ قال: [لا النسبة الكلامية حاكية عن النسبة الخارجية بل المجموع بما له من النسبة الكلامية] هنا عبر عنها [فهي بسبب الطرفين إذا نظر إليهما بالنظر] إلى الطرفين [بالنظر التصوري] يعني نظر إليهما بالحمل الأولي نظر إليهما بما به ينظر لا ما فيه ينظر, [بل حمل التصوري الآلي بما هما عين الخارج فبهذا النظر] يعني الحمل الأولي [تُرى النسبة تبعاً بأنها عين النسبة الخارجية] تبعاً لأي شيء؟ للمعاني الاسمية لما قام به في المعاني الاسمية [إذ لا تعدد ولا تغاير بين النسبتين إلا بلحاظ التغاير والتعدد في أشخاص الطرفين] وإلا هذه نسبة وهذه نسبة أخرى يعني هذه شخص من النسبة وهذه نسبة, كما زيد فرد من الإنسان وعمر فرد آخر من الإنسان, كذلك النسبة الظرفية في الذهن معنىً حرفي والنسبة الموجودة في الخارج معنى حرفي ماذا؟ هذه ظرفي, يعني هذا شخص من الظرفية وهذا شخص آخر من الظرفية, فيكون نسبة المماثل إلى المماثل, [فإذا لوحظ طرفا النسبة الذهنية بما هما خارجيان] يعني بلحاظ الحكاية [فبهذا اللحاظ لا ترى النسبة الذهنية مغايرة للنسبة الخارجية] لماذا؟ لأن قوام النسبة الذهنية بالطرفين فإذا نظر إلى الطرفين بلحاظ الحكاية فالنسبة تصير حكائية ولكن ليست بذاتها حكائية وإنما بتبع مقوماتها لأنه ذكرنا بالأمس أن المعاني الحرفية جنسها وفصلها في طرفيها.

    هذا هو الفرق الرابع بين المعنى الحرفي والمعنى الاسمي على التفسير الذي ذكره في الإخطارية والإيجابية.

    فتلخص مما تقدم في (ص45, فوائد الأصول) يشير إلى أصل كلي التفتوا إليه, هذا الأصل الكلي إذا لم تلتفتوا إليه يعني هذا الكم يوم الذي بحثنا في نظرية النائيني وجدتُ تقريباً إشكال مشترك الورود بين الأعزة ودائماً يسألوني فيه, هذا جواب ذاك الإشكال وهو أنه أعزائي, أن المعنى الحرفي بالحمل الشائع حقيقته واقعه لا مفهومه, المعنى الحرفي بحقيقته له خاصة هذه الخاصية إذا لم تكن موجودة من غير أن تلتفت يتحول إلى معنى اسمي, ما هي؟ وهي الفناء في الغير, فبمجرد أن تلتفت إليه مباشرة ماذا يصير؟ هذا ليس معنى حرفي, حقيقته ما هو؟ حقيقة الماء هي ماذا؟ ما هي؟ هذا الوجود السائل, إذا أنت حولته إلى مفهوم فحقيقته أو شيء آخر؟ شيء آخر هذا ليس حقيقة الماء, إذا قلت ماء هذا حقيقة الماء أو لفظ الماء, مفهومه في الذهن أحضرته هذا مفهوم الماء أو حقيقته الماء؟ فله خصائص المائية أو ليست له؟ المعنى الحرفي أعزائي ما دل على معنىً في غيره فإذا أنت سلخته من الغير فمعنى حرفي؟ لا وجود له, فلهذا الأعزة يأتونني ويقولون سيدنا نحن نتصور .. هذا ليس المعنى الحرفي هذا المعنى الاسمي من ذلك المعنى الحرفي, هذا انتزاع معنى اسمي مستقل عن معنى حرفي فانٍ في القائم في الغير.

    ولذا النائيني ملتفت إلى هذه النكتة قال: [أن المعنى الحرفي المعنى لا يكون معنىً حرفياً إلا حين كونه مغفولاً عنه وغير ملتفت إليه] وإلا بمجرد أن تلتفت إليه ماذا يصير؟ فليس معنىً حرفي هذا معنى اسمي, [وهذا لازم كون المعنى إيجادياً وكون موطنه الاستعمال بداهة أنه لو كان المعنى الحرفي بما أنه معنىً حرفي ملتفت إليه قبل الاستعمال أو ملتفت إليه حين الاستعمال لما كان معنىً حرفياً بل صار معنىً اسمياً] هذا قانون. هذه في (ص45) اقرؤوها من فوائد الأصول.

    إذن, قوام المعنى الحرفي أنه في الغير, كما أن قوام الإنسان الذاتي بحسب باب الإيساغوجي الكليات قوامه بماذا؟ بالحيوانية والناطقية, فإذا سلخته عن الحيوانية والناطقية فإنسان أو ليس بإنسان؟ ليس بإنسان, المعنى الحرفي سنخ معنىً قوامه بأطرافه على نحو العموم الاستقرائي, كل معنى حرفي قوامه إما بطرفين أو ثلاثة ليس مهم, فإذا أنت ماذا فعلت له؟ يعني قوامه فانٍ في الغير, فإذا نظرت إليه بشكل مستقل, فمعنى حرفي أو معنى اسمي؟ وأنت من حقك أن تفعل ذلك, أصلاً هذه من أهم معجزات العقل الإنساني هذه القدرة على تعدد اللحاظات, هذه من أهم لعل مميزات الإنسان عن باقي الحيوانات, الآن نحن ما ندري أن الحيوانات الأخرى كيف تفكر, وفي كثير من الأحيان نأتي نعطي أحكام, الحيوانات ما عندهم هكذا الإنسان عنده هكذا, أي ما أدري من أين آخر من أين أنت تقول … بل أنت تجد في بعض الأحيان لهم من الدقة في السلوك والتصرف والعمل يفوق الإنسان بمئات المرات, من أين تقول أنه ما يدرك كليات, من غير أنه يعرف تفكير, هذه .. نعم له نوع آخر من التفكير والفهم تلك لا نعرفها, نعم إن شاء الله دعوها هذه في قائمة الأسئلة التي تسألها إذا رأيت الحجة× قل له الحيوانات كيف يفكرون, وإلا تجلس وتبدي تنظر نحن هكذا والحيوانات ليست هكذا, من قال لك, وحقك إذا ذاك أيضاً في اليوم الذي ينطقه سوف يقول له نحن هكذا وأنت هذه لا توجد عندك {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا} هذا الجلد الآن يقول هذا, يقول اشكر ربك بأنه أنا ما أتكلم الآن وإلا كنت أعرف ماذا أفعل بك في هذه الدنيا, لأنك استعملتني في غير ما خلقه الله لك, الله خلقني هذه اليد حتى أنت تفعل بها فلان شيء وفلان شيء ولكن أنت تستعملها في محلها أو في غير محلها؟

    ولكن نحن الآن في هذا العالم مأمورون بالسكوت {وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا, قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء} هذه الجملة التفتوا إليها, ولكنه أنت تتوقع بأنه إذا قلنا ناطق لابد أن يصيروا مثل الإنسان هو من جعلك محور الكون حتى كل شيء يصير مثلك, طيب نطق كل شيء بحسبه, هو أيضاً ناطق ولكنه أأتي بتلك الأذن السميعة والبصير والقلب الواعي حتى يسمع نطق الأشياء.

    والحمد لله رب العالمين.

     

    نعم تعطيل إلى ما بعد عشرة محرم إن شاء الله تعالى ولا تنسونا بالدعاء.

    • تاريخ النشر : 2012/09/02
    • مرات التنزيل : 1538

  • جديد المرئيات