بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة من مطارحات في العقيدة والتي سوف نتناول فيها (القسم الثاني من موقف ابن تيمية من حديث الغدير) أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, سماحة ندخل في صلب الموضوع ونستغل الوقت حفظاً على المداخلات, خلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة حول ما ذكره ابن تيمية في حديث الغدير.
السيد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
أعزائي في المقدمة لابد أن أشير بان كلام الشيخ ابن تيمية الذي عرضنا له في الحلقة السابقة كان يرتبط بسند حديث الغدير أما ما هو موقفه من مضمون حديث الغدير ومن دلالة حديث الغدير يعني >من كنت مولاه فهذا علي مولاه< فذاك له بحث آخر سنعرض له ونتوقف عنده إن شاء الله تعالى في الأقسام والحلقات القادمة.
الآن كل كلامنا الذي عرضنا له في الحلقة السابقة وسنشير إليه إجمالاً ونبينه منقطاً في هذه الحلقة إنما يتعلق بسند حديث الغدير وبالزيادات أو متن حديث الغدير, لأنكم تتذكرون أن حديث الغدير يوجد فيه أصلٌ ومتنٌ أساسي وهو >من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه< من كنت أنا وليه فهذا عليٌ وليه, التفتوا, هذا أصل حديث الغدير.
ولكنه بالإضافة إلى ذلك توجد هناك مجموعة من العبارات ومن المقاطع ومن الزيادات والإضافات التي ذكرت مع حديث الغدير. منها: >اللهم والي من والاه< ومنها: >اللهم انصر من نصره< ومنها: >اللهم اخذل من خذله< ومنها: >ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه< يعني أن الرسول الأعظم’ أولاً: أخذ إقرار المسلمين على أنه هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أعطى مقام الأولوية لمن؟ لعلي بن أبي طالب, هذه من الزيادات أو من الإضافات الموجودة لأصل حديث الغدير.
ماذا يقول الشيخ ابن تيمية فيما يتعلق أولاً: بهذه الزيادات والإضافات, وثانياً: فيما يتعلق بمتن وأصل يعني المقطع الأصلي في حديث الغدير.
حتى لا أطيل أدخل مباشرة: أما أن الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) هو أولى بكل مؤمن ومؤمنة, هذه هي الزيادة التي رسول الله أخذ فيها إقرار المسلمين قال: >ألست بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه< يقيناً أن المولى هنا بمعنى الأولى وإلا لو لم يكن كذلك لماذا أن رسول الله’ يجعل ذلك في مقدمة حديث الغدير.
وهذا ما التفت إليه الشيخ ابن تيمية في (منهاج السنة) بشكل واضح وصريح قال: [وكذلك قوله أنت أولى بكل مؤمن ومؤمنة] هذا لم يرد هذا النص في حديث الغدير ولكنه مستفاد من تلك المقدمة قال: [كذب أيضاً].
إذن أولاً: يدعي أن هذا المضمون لا يوجد في حديث الغدير وهو ما يستفاد منه أولوية الإمام أمير المؤمنين بالنسبة إلى جميع المؤمنين والمؤمنات. هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: >اللهم والي من والاه وعادِ من عاداه< قال أن هذه الزيادة التفتوا قال: [وأما الزيادة وهي قوله >اللهم وال من والاه وعاد من عاداه<] التفتوا إلى العبارة [فلا ريب أنه كذب] يعني من المسلمات كيف أن القرآن يقول: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} يعني قطعاً أنه لا يوجد هناك ريب في القرآن وشك فيه, يقول: [لا ريب] من المسلمات من القطعيات أن هذه الزيادة ليست ضعيفة السند لا, كذبٌ.
بل أكثر من ذلك, في (مجموع الفتاوى) يقول هذا المقطع التفتوا في (مجموع فتاوى ابن تيمية, ج4) يقول: [أن هذا المقطع: >اللهم وال من والاه وعاد من عاداه< في (ص418, ج4) [مخالف لأصل الإسلام] أنا لا أعلم أنه لماذا إذا قال رسول الله لعلي دعا لعلي >اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه< يكون هذا قد انهدم الإسلام يعني إذا كان قد دعا لمعاوية أيضاً كان ينهدم الإسلام ومخالف لأصل الإسلام؟! على أي الأحوال.
إذن, التفتوا جيداً يقول: [مخالف لأصل الإسلام] طبعاً يبين لماذا مخالف لأصل الإسلام؟ يقول: [فإن القرآن قد بين أن المؤمنين أخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض] التفتوا هو ملتفت جيدا, إذا ثبت >اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه< إذن معاوية عاد علياً إذن يكون معادياً لله سبحانه وتعالى, يريد أن يحفظ كرامة معاوية يريد أن يحفظ كرامة بني أمية يريد أن يحفظ من حارب علياً في الجمل أو في غير ذلك, عند ذلك يقول: [هذا مخالف لأصل الإسلام]. يعني نسقط حديث رسول الله لأجل حفظ كرامة معاوية وبني أمية. هذا الأمر الثاني.
الأمر الثالث: >اللهم انصر من نصره وأخذل من خذه< قال: [هذا خلاف الواقع] أصلاً خلاف, لا يمكن كذلك لماذا؟ لأننا وجدنا أنه علي قاتل في صفين والله لم ينصره, فلا يمكن أن نقول أن هذا حديث رسول الله’, هذا الأمر الثالث.
هذا فيما يتعلق بالزيادات, إذن الزيادات أما قضية الأولية فهي كذب, وأما قضية >اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه< فلا ريب في الكذب, وأما قضية أنصر من نصره واخذل من خذه فهو مخالف لأصل الإسلام إلى آخره.
والمهم من كل هذا, أن كل هذه الدعاوى يقول أن هذه الزيادات كذب والذي قال بكذبها الإمام أحمد بن حنبل, يقول: [وسئل عنها الإمام أحمد, وأما الزيادة] في (ص417, من مجموع الفتاوى) [وأما الزيادة فليست في الحديث وسئل عنها الإمام أحمد فقال: زيادة كوفية ولا ريب أنها كذب لوجوهٍ] إذن أولاً: يدعي أنها كذب, وثانياً: ينسب ذلك إلى الإمام أحمد بن حنبل, هذا فيما يتعلق بالزيادات.
المقدم: طيب سماحة السيد هنا في إسناده هذه القضية إلى أحمد بن حنبل أراد أن يورد شاهداً لما يراه هو.
السيد: نعم, يريد أن يقول بأنه أنا عندما قلت هذه كذب لا فقط أنا قلتها, وإنما إمام الحنابلة أحمد بن حنبل أيضا يرى أنها كذب.
أما أصل المقطع وهو >من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه< أنظروا ماذا فعل؟ التفتوا, وأنا أتكلم في السند لا في المضمون لا في الفقه لا في الدلالة أنه تدل على الإمامة السياسية والأمارة والحكومة أو لا تدل ذاك بحث آخر.
فيما يتعلق بهذا المقطع الأصلي يقول: [هذا فيه قولان] فأول الأمر ماذا يفعل؟ يقول للمسلمين يقول لقارئ كتبه أن القضية متفق عليها أو مختلف فيها؟ مختلف فيها, إذن لا تهتموا فيها كثيراً إذا طعنا فيها لأن القضية ليست من المتواترات وليست من المسلمات, التفتوا, يقول: [وأما قوله: >من كنت مولاه فعلي مولاه< في (منهاج السنة, ج4, ص256) [فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازل الناس في صحته, إذن القضية مسلمة أو مختلف فيها؟
المقدم: متنازع فيها.
السيد: أحسنتم, القول الأول هو أنه ضعيفٌ مطعونٌ فيه, من الطاعن؟ التفتوا إلى الطريقة طريقة البحث, التفتوا إلى طريقة ما أريد أن أقول تدليس لأنه بعد ذلك سيتضح ماذا فعل الشيخ ابن تيمية؟ ماذا يقول؟ [فنقل عن البخاري] المهم هو وإلا إبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم هؤلاء كلها واقعاً أيضا ما أريد أن أقول كذب وطائفة من العلم من هم؟ فلينقل لنا من هم؟ المهم, هو البخاري.
المقدم: حسب الطريقة لا يحدد.
السيد: وهذه طريقة نفسية لمن يثق بهذا الرجل يقول: قال: وطائفة من أهل العلم بالحديث [أنهم طعنوا فيه] طعنوا في أصل هذا المقطع, هذا هو الاتجاه الأول.
الاتجاه الثاني, ويقدم هذا الاتجاه لا أنه يقدم, يعني عنده هذا أقوى من الاتجاه الثاني.
الاتجاه الثاني: ما هو؟ يقول لا, ليس مطعون فيه ولكنه حسن, وليس بصحيح, أعزائي قد يقول قائل سيدنا ما الفرق بين الصحيح والحسن؟ هذا كتاب مصطلح الحديث للعلامة العثيمين من أعلام الوهابية المعاصرين في (ص13) يقول: [الصحيح لذاته ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل وسلم من الشذوذ والعلة القادحة] هذا صحيح أما الحسن ما هو [قال والحسن ما رواه عدل خفيف الضبط] يقول الاتجاه الثاني يرى أن هذا الحديث ما هو؟ حسنٌ وليس بصحيح, أين قال؟ قال: [ونقل عن أحمد بن حنبل] هناك ينسبه الزيادات, [ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنّه كما حسنّه الترمذي] جيد جداً, إذن أولاً: الحديث ما هو؟ الحديث حسن وليس بصحيح, وثانياً: أنه أساساً نظره النهائي هو لا يقبل حتى كون الحديث حسن, لماذا يقول؟ الآن أبين لماذا يقول؟ يقول: لأنه لم يرد في الأمهات إلا عن الترمذي, ولذا عبارته ماذا كانت؟ قال في كتابه (مجموع الفتاوى) [فهذا ليس في شيء من الأمهات] إذن أمهات المصادر الصحاح الأصلية الكتب الأصلية لعلماء أهل السنة لم يوردوا الحديث وهذا طعن آخر في الحديث.
في النتيجة يا شيخنا يا ابن تيمية أنت ماذا تقول؟ أما الزيادات فكذبتها وقلت أنها كذبٌ بلا ريب, طيب أصل الحديث ماذا تقول؟ أنت مع الاتجاه الأول الذي يرى بأنها مطعونها أو مع الاتجاه الثاني الذي يقول حسن وإن لم ترد في الأمهات ولكنه حسن؟
الجواب: بشكل أيضاً فني من غير أن يلتفت إليه يقول بأنه ضعيف, فهو يضعّف حديث الغدير التفتوا للعبارة يقول (في مجموع الفتاوى, ج4, ص418) [فمن أهل الحديث من طعن فيه كالبخاري وغيره, ومنهم من حسنه] جيد. يا شيخ الإسلام ابن تيمية أنت ممن طعن أو ممن حسن؟ يقول: [فإن كان قاله] يعني قاله أو لم يقله؟ يعني يوجد فيه ترديد؟ لم يقل, لأنه إذا كان حسن يقول كان قاله رسول الله, [فإن كان قاله فلم يرد به ولاية مختصة بها] هذا يدخل في المضمون, الآن ما أريد أن أدخل.
إذن, قد يقول لي قائل: سيدنا لماذا تتهم الرجل أنه لا يقول بأن الحديث حسن؟
أعزائي: أنا لم أتهم الرجل, هذا أحد أعلام اليمن المعاصرين وهو العلامة الوادعي في كتابه (المقترح في أجوبة بعض أسئلة المصطلح, تأليف أبي عبد الرحمن الوادعي يعني العلامة الوادعي من كبار أعلام اليمن ويعرفه أهل اليمن, دار الآثار صنعاء, ص163) هذه عبارته, يقول: [وهكذا فيما يظهر شيخ الإسلام ابن تيمية فإنهما حكما على الحديث بالضعف الأول صاحب نصب الراية والثانية ابن تيمية] يقول حكما على الحديث بالضعف.
المقدم: كلامه واضح.
السيد: الآن قد يقول لنا قائل سيدنا هذا فهمك من العبارة, هذه قراءتك من العبارة, الجواب هذا أيضاً أحد الأعلام الذي يعبر عن ابن تيمية بأنه شيخ الإسلام يقول ماذا يقول؟ يقول: أن الحديث ضعيف.
إذن إلى هنا اتضح لنا في جملة واضحة ولا أريد أن أطيل, أنه من حيث ما يتعلق بالزيادات قال كلها كذب, ومن حيث الأصل ذكر اتجاهين الأول طعنوا في الحديث كالبخاري كما نقل والثاني حسن كما في الترمذي وهو اختار أن الحديث مطعون.
إذن حديث الغدير أصلاً وفرعاً فهو ساقط عن الاعتبار.
المقدم: من حيث السند.
السيد: طبعاً إذا سقط السند فلا قيمة عند ذلك للمتن, حتى لو كان المتن يدل على الإمامة السياسية إذا كان السند مطعون في أمره فما قيمة ذلك المتن.
المقدم: لربما هذا الكلام سماحة السيد هو جواب للمتصل في ليلة أمس الأخ محمد من السعودية, الذي قال أن ابن تيمية ليس له هذه المواقف إزاء أمير المؤمنين عليه السلام.
السيد: هذا جواب.
المقدم: هذا جواب للأخ محمد.
السيد: واقعاً أنا ما قلت هذا لأنه أنتظر أبين أن الحديث صحيح أو لا, وبعد ذلك يتضح ماذا.
المقدم: وسيتضح هذا من خلال البحث.
السيد: يعني فليتابعنا ليرى أن هذا الرجل كان منصفاً, طبعاً لماذا أقول كان منصفاً أو لا؟ لأنكم وجدتم في الحلقة السابقة أن الأحاديث الموضوعة عندما تأتي في الخليفة الثاني عمر بن الخطاب [لو لم أبعث فيكم لبُعث فيكم عمر] وهي من الروايات الموضوعة يجعلها من المسلمات في كتبه, أما هذه الرواية التي سيتضح بعد ذلك أنها من المسلمات يجعلها مطعونه.
المقدم: وقد كرر هذا في حق أكثر من حديث في هذا الأمر, طيب سماحة السيد هنا نأتي ابن تيمية نسب أمراً إلى أحمد بن حنبل من تكذيب الزيادات الواردة في حديث الغدير, وأنها زيادات كوفية كما أشرتم في الحلقة السابقة, لنأتي أحمد بن حنبل لنرى ما الذي قاله في هذا, هنا يتبين حقيقة.
السيد: أحسنتم, ليتبين أن هذا الرجل ما هي أمانته العلمية لا أقول شيئاً آخر أترك الحكم للمشاهد, سأقرأ لكم أولاً: في المقدمة سأبين لكم اعتقاد الشيخ ابن تيمية في الإمام أحمد بن حنبل, لأنكم تعلمون أنه لا يمكن أن نحاكم الشيخ ابن تيمية بكلمات علماء هو لا يقبلهم, لأنه هو جملة من أعلام الحديث افترض الحاكم النيسابوري لا يوافق على تصحيحاته, ولكنه يوافق على أحمد بن حنبل أو لا يوافق؟ فلنقرأ ماذا يقول عن أحمد بن حنبل.
أنا أولاً: أشير إلى اعتقاد الشيخ ابن تيمية في الإمام أحمد بن حنبل, وبعد ذلك أدخل إلى أحمد بن حنبل لنرى أنه يعتقد أنها زيادة كوفية وأنها كذب أو ليس كذلك.
المقدم: ويتضح موقف ابن تيمية المجمل, أمانته العلمية.
السيد: نعم, أمانته العلمية تتضح.
أعزائي، هذا أمامكم كتاب (منهاج السنة النبوية لابن تيمية, تحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم, الطبعة التي ذات أربع مجلدات, ج4, ص303, والطبعات الأخرى ثمان مجلدات ج7, ص399) يقول: [يقال: أولاً: أحمد له المسند المشهور] وهو مسند الإمام أحمد الذي حققه جملة من الأعلام والمحققين, [وله كتاب مشهور في فضائل الصحابة] وهذان الكتابان الكتاب الأول مسند أحمد والكتاب الثاني فضائل الصحابة [روى فيه أحاديث] في أي كتاب؟ في كتاب فضائل الصحابة [لا يرويها في المسند] يعني في فضائل الصحابة كان متساهلاً من حيث السند يروي في فضائل الصحابة روايات يرويها في المسند أو لا يرويها؟ لا يرويها, لماذا لا يرويها في المسند؟ يقول: [لما فيها من الضعف] إذن ما رواه في المسند يوجد فيها ضعف أو لا يوجد؟
المقدم: كلها صحيح.
السيد: لو لم يكن كلها صحيح فلا أقل حسن, أحسنتم, إذن يميز الشيخ ابن تيمية, وأنا أحاكمه, طبعاً تقول سيدنا أنت توافق, أقول لا, قد لا أوافق ولكن الكلام أنا أتكلم مع الشيخ ابن تيمية الذي يعتقد أن ما جاء في المسند لا يوجد فيه أي ضعف, [لما فيها من الضعف, لكونها] تلك الروايات [لا تصلح أن تُروى من المسند, لكون تلك الروايات إما مراسيل أو ضعاف بغير الإرسال] يقول في كتاب فضائل الصحابة قد ينقل روايات مرسلة وقد ينقل روايات ضعيفة بغير الإرسال ولكنه في المسند لا يوجد عنده لا ضعف بغير الإرسال ولا ضعف مع الإرسال, أبداً, إذن لا توجد في المسند لا روايات مرسلة ولا روايات ضعيفة, فالأمر يدور فيها إما صحيحة أو حسنة لا يوجد لها طريق آخر على حد قول ابن تيمية. هذا مورد.
المورد الثاني: أقول هذه القضية لأنه منهج عام لابد أن يلتفت, إذن نحن إذا حاكمنا الشيخ ابن تيمية بما ورد في المسند لا يقول لنا قائل أن شعيب الأرنؤوط ضعف الرواية, لا علاقة لنا بشعيب الأرنؤوط نحن نحاكم ابن تيمية, يرى أن المسند أحاديثه ليست ضعيفة وليست مرسلة, إذن لابد أن يقبل كل ما في المسند, بل يصرح في كتاب آخر له اسمه (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الحجيم, لابن تيمية, تحقيق: الدكتور ناصر العقل, ج1, ص440) يقول: [وكان أحمد على ما تدل عليه طريقته في المسند إذا رأى أن الحديث موضوع أو قريب من الموضوع لم يحدث به] إذن ما نقله في المسند موضوع أو قريب من الموضوع؟ أبداً, لا موضوع ولا قريب من الموضوع, لا أقل باعتقاد من؟ باعتقاد الإمام أحمد بن حنبل [ولذلك ضرب على أحاديث رجال فلم يحدث بها في المسند] لماذا؟ لأنه إما كانت موضوعة وإما قريب من الوضع, هذا أيضاً المورد الثاني.
المورد الثالث: وهو أوضح منها جميعاً لعله ما ورد في (مجموع فتاوى ابن تيمية, ج1, ص248) يقول: [بخلاف من يتعمد الكذب فإن أحمد لم يروي في مسنده عن أحد من هؤلاء] إذن إذا يوجد هناك كذابون روى عنهم أحمد أو لم يروي؟ لم يروي, هذه تصريحات من؟ تصريحات شيخ الإسلام بحد زعمكم عن تقييمه للإمام أحمد بن حنبل.
المقدم: وكتابيه.
السيد: والمسند بالخصوص, سؤال: الآن أرجع وأذكركم قال: >من كنت مولاه< هذا في (مجموع الفتاوى, ج4, ص417) أذكر المشاهد >من كنت مولاه فعلي مولاه< فهذا ليس, [وأما الزيادة فليست في الحديث] ما هي الزيادة >اللهم والي من والاه عادي من عاداه< [وسئل عنها الإمام أحمد فقال زيادة كوفية].
تعالوا معنا إلى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده لنرى بأنه ماذا قال عن هذا الحديث, أساساً نقل هذا الحديث أو لم ينقل؟ أنتم تعلمون والتفتوا إلى هذه النكتة مهمة جداً علمية ومنهجية, بمجرد أن ينقل أحمد بن حنبل الحديث في كتابه هذه الزيادة إما صحيحة أو حسنة, انتهينا, إذن زيادة كوفية أو ليست بزيادة كوفية؟ ليست بزيادة كوفية, إذن كذب أو ليست بكذب؟ ليست بكذب, إذن لا ريب في كذبها أو ليست لا ريب في كذبها؟ هذه كلها سيبطل كله هذا البناء الذي بناه سينهار, لا هو فقط, كل من يبني عليه في هذه الفضائيات والقنوات التي يستندون فيها إلى آراء الشيخ ابن تيمية وأنا استمع إلى بعضهم واقعاً استغرب كثيراً, ولكنه اعذرهم لأنهم يثقون بهذا الرجل ثقة عمياء مع أنه بقليل من التحقيق كان سيتضح لهم أنه كيف تلاعب بهذه الأحاديث.
تعالوا معنا إلى مسند الإمام أحمد, هذا أمامكم (مسند الإمام أحمد) طبعاً سأضيفكم نكتة اضافية ما هي؟ أولاً: أقرأ الروايات في مسند الإمام أحمد, بل أبين ما قاله العلامة شعيب الأرنؤوط في سند هذه الأحاديث أيضاً, يعني إضافة على الإضافة.
(مسند الإمام أحمد بن حنبل, حققه: شعيب الأرنؤوط, ج32, ص55) [حدثنا فطر عن أبي الطفيل قال جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس, وقال أبو نعيم فقام ناس كثير فشهدوا حينما أخذه بيده فقال للناس أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم] هذا الذي قال عنه ابن تيمية, كذب, هذه من الإضافات الكذب, [قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا مولاه] التفتوا جيداً كلامنا في الزيادة, [اللهم والي من والاه وعادي من عاداه] هذه اين موجود؟ في المسند.
دقيقة واحدة: ماذا قال ابن تيمية, عبارته ما هي كانت في قال: [أما الزيادة فلا ريب أنه كذب] وفي (مجموع فتاواه) قال: [مخالف لأصل الإسلام] أعزائي لا نبتعد كثيراً >اللهم والي من والاه وعادي من عاداه مخالف لأصل الإسلام] هذا الذي جاء مخالف لأصل الإسلام أين جاء؟ في مسند أحمد, [يقول السائل: فخرجت وكأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت عليا يقول كذا وكذا, قال: فما تنكر] زيد بن أرقم, [قد سمعت رسول الله يقول ذلك له]
المقدم: هذه إضافة.
السيد: التفتوا, السند ما هو؟ ماذا يقول أولاً ورد في مسند أحمد, إذن يوجد مجال للبحث أو لا يوجد؟ لا يوجد انتهى على مبنى ابن تيمية, [إسناده صحيح, رجاله ثقات, رجال الشيخين] يعني البخاري ومسلم [غير فطر, وهو ابن خليفة, هذا الرجل ليس من رجال الشيخين [فمن رجال أصحاب السنن] سنن النسائي ابن ماجة الترمذي داود, [فمن رجال أصحاب السنن وروى له البخاري مقروناً وهو ثقة] هذا الذي يقول عنه لا ريب كذب وأن الإمام أحمد قال زيادة كوفية, هذا مورد.
المورد الثاني: في (ص29 من نفس المجلد) أنا أنقل الأحاديث ذاك الحديث الأول (رقم الحديث 19302) المورد الثاني: في (رقم الحديث 19279) أيضاً التفتوا قال: [وهو آخذ بعضد علي فقال أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه قال فقلت له هل قال اللهم والي من والاه وعادي من عاداه, قال: إنما أخبرك كما سمعت] هذه كلها كما سمعتها, الحديث ما هو [صحيح بطرقه وشواهده] نعم, قد يكون في بعض إسناده ضعف ولكن يتقوى بعضها ببعض. هذا المورد الثاني.
وكذلك أنا فقط في مجلد واحد لأنه ما كان بإمكاني أن أأتي بكل المجلدات, وكذلك في (ص75, الرواية19328): [فجاء رجل من أقصى الفسطاط فسأله .. فقال: إن رسول الله قال ألستم أولى بالمؤمنين] أنا مضطر أن أقرأ الرواية كاملة حتى تتضح أن كل ما عبر عنه كذب لا ريب أنه كذب وأنها زيادة كوفية كلها موجودة في مسند أحمد [قالوا بلى, قال من كنت مولاه فعلي مولاه قال ميمون إلى آخره, قال: اللهم, فحدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله قال, اللهم والي من والاه وعادي من عاداه] التفتوا [قال صحيح].
وكذلك ما ورد في (ص73, رقم الحديث 19325) قال: [وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمر من الشمس فقال ألستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى, قال فمن؟] هذا تفريع كمن يقولون [فمن] إلى آخره.
وهكذا, هذه موارد متعددة, من تلك الموارد في (ج2, مسند الإمام أحمد, تحقيق: شعيب الأرنؤوط, ج2, ص262) قال: [يقول لعلي يوم غدير خم أليس الله أولى بالمؤمنين قال المسلمين قالوا بلى, قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه] التفتوا [صحيح لغيره] يعني الرواية شعيب الأرنؤوط يعتقد أنها حسنة.
دعني أبين للأعزة هذه النقطة مهمة جداً, صحيح لغيره ما هو تعريفه؟ هذا أمامكم (مصطلح الحديث للعلامة العثيمين, ص14) قال: [الصحيح لغيره الحسن لذاته إذا تعددت طرقه] لا أنه طريق واحد, بل أسانيد متعددة وطرق متعددة وهو يقول [لا ريب في كذبه] طبعاً هذه الرواية من الزيادات التي ذكرها عبد الله بن أحمد بن حنبل, لأنه توجد عليها علامة, حتى بكرة لا يقول لي قائل سيدنا لماذا لم تشر إلى ذلك, أنظر هذه العلامة السوداء التي توضع بجنب الحديث رقم الحديث توجد علامة سوداء, هذه معناه إشارة إلى الروايات التي أضافها ابنه عبد الله بن أحمد بن حنبل إلى مسند والده حتى يتضح أصل المسند والزيادات أيضاً تتضح.
هذا كله فيما يتعلق بأي كتاب بكتاب مسند الإمام أحمد.
ومصادر أخرى: أشير إلى مصدر واحد حتى ننتهي من هذه القضية, ما ورد في (مسند الإمام أحمد بن حنبل, تحقيق شعيب الأرنؤوط, ج30, ص430, رقم الحديث 18479) قال: [ألست تعملون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم, قالوا بلى, فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم والي من والاه وعادي من عاداه] التفتوا جيداً, هذه الرواية يعبر عنها [صحيح لغيره] يعني ماذا؟ يعني حسنة لذاتها, الآن هذه الرواية جداً قيمة, قد يقول المشاهد لماذا؟ لأنه فيها ذيل قال: [فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئاً يا ابن أبي طالب, أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة].
سؤال: ما معنى مولى هنا؟ أيها المشاهد.
المقدم: المحبة.
السيد: إن كانت المحبة والنصرة, هل أن علياً في يوم الغدير صار مورداً للمحبة والنصرة أم كان قبل ذلك أيضاً كذلك, ألم يقول رسول الله في حقه >لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق< ألم يقل >من أحبك فقد أحبني, من أبغضك فقد أبغضني, من سبك فقد سبني< هذه كلها لم يكن سمع بها عمر بن الخطاب, ألم تكونوا تقولون أنه كان مجاوراً لرسول الله؟!
أنتم بين أمرين لا ثالث لهما إما أن تقولوا أن عمر إلى ذاك اليوم لم يكن يحب علياً ولم يكن ينصر علياً, ما أريد أن أقول كان معادياً له, وإما أن تقولوا أن المراد من المولى ما هو؟ ما حدث في ذلك الآن, حدث شيء جديد لم يكن قبل ذلك, وإلا لو أريد به معنى وهذا إن شاء الله ما أريد أن أستبق البحث سيأتي في بحث المضمون وفي فقه هذا الحديث المبارك الأساسي.
[فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة] بعد هذا الحديث, يعني كانت المحبة موجودة النصرة موجودة ولكن الأمارة السياسية ماذا؟
الآن قد يقول قائل والواقع الإنسان يستغرب من بعض كلماتهم التي يسمعها من هنا وهناك, يخرجون يقولون كيف يكون إمام ورسول الله حي؟ أيبشر صدر الرواية تقول بأنه: كان في كذا وأنه يتكلم عمّا بعده, لا أنه يتكلم في ماذا؟
المقدم: سماحة السيد أنا أضحك على هذا التعبير أيبشر..
السيد: واقعاً أيبشر, وإلا يا أخي لهم من الحظ, الإنسان الذي لا يحترم الحقيقة واقعاً يستحق الإنسانية أو لا يستحق الإنسانية, الله يعلم أنا أحترم ذلك الإنسان الذي يحترم عقله ويحترم الحقيقة أينما وجدت, أنا لا يهمني الآن الذي يسمعني يقبل بما أقول أو لا يقبل, ولكنه أريد أن يحترم عقله ويحترم الحقيقة, هذه أعزائي, أنظر يقول: [صحيح لغيره] عزيزي ما هو الصحيح لغيره؟ قرأت لكم قبل قليل ما هو الصحيح لغيره؟ قال: [الحسن لذاته إذا تعددت طرقه] يعني طرق حديث أن الخليفة الثاني بايع علياً في يوم الغدير مما لا مجال لإنكار ذلك, وبعد ذلك الآن لماذا خالف تلك البيعة له حديث آخر.
المقدم: وماذا يقول ابن تيمية حول هذا.
السيد: لا أعلم واقعاً أنا أمامكم قرأت ماذا يوجد. أنا الآن كلامي مع مسند الإمام أحمد الذي يقول بأنه, أولاً: نقلها مسند الإمام أحمد إذن الشيخ ابن تيمية لابد أن يقبل هذا الحديث, وثانياً: أن العلامة شعيب الأنؤوط قال صحيح لغيره, إذن حسنة إذا تعددت طرقها, إذن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بايع علياً بايع علياً, الآن بايعه حقاً وواقعاً أو بايعه ظاهراً فله بحث آخر, المهم لابد أن نعرف, هذه اعتقادات مدرسة أهل البيت.
المقدم: التزم بالبيعة أم لم يلتزم.
السيد: التزم بالبيعة ظاهراً أو واقعاً, المهم التزم بها أما لماذا خالفها بعد ذلك؟ هذا هو حديثنا نحن. هذا بحث آخر. ولكن أريد أن أبين أن هذه حقيقة موجودة في كتب القوم لماذا تنكرون هذه الحقائق.
جيد, تعالوا معنا إلى (فضائل الصحابة, للإمام أحمد بن حنبل, تحقيق وصي الله بن محمد عباس, ج2, ص848, رقم الحديث 1167) قال: [حدثنا فلان جمع علي الناس في الرحبة .. إلى أن قال: فقام ناس فشهدوا حينما قال للناس أتعلمون أني أولى بالمؤمنين, قال: من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه] انظروا ماذا يقول محقق الكتاب (رقم الحديث 1167) [إسناده صحيح] إذن لا يقول قائل سيدنا فضائل الصحابة ليس كل أحاديثه صحيحة بل فيه ضعيفة بل فيه مرسلة المهم هذه ليست لا من المرسلات ولا من الضعاف.
وكذلك في (ج2, رقم الحديث 1042 نفسه) قال: [هذا مولى من أنا مولاه] أنا لا أعلم والله يعني بأي لغة يتكلم رسول الله بعد ذلك, وبعد ذلك يقولون لماذا لم يأت بتصريح.
المقدم: وهو وحي.
السيد: [اللهم والي من والاه وعادي من عاداه, فلقيه عمر فقال هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة, إسناده حسن لغيره] إذن الحديث أيضاً له طرق متعددة.
إذن إلى هنا اتضح لنا بشكل واضح وصريح أن كل ما نقله وما نسبه إلى الإمام أحمد بن حنبل من أنها زيادة كوفية وكل ما قاله عن هذه الزيادات من أنها كذب ومن أنها مخالفة لأصل الإسلام ومن أنها مخالفة للواقع كلها ساقطة عن الاعتبار.
المقدم: كلها المشاهد يعطي رأيه فيها.
السيد: انتهت.
المقدم: أعزائي المشاهدين فاصل ونواصل هذه الحلقة من مطارحات في العقيدة.
المقدم: أعزائي المشاهدين أحييكم مرة أخرى وأحيي سماحة آية الله السيد كمال الحيدري مرة أخرى, أيضاً سماحة السيد ثبت أن ما نسبه ابن تيمية إلى الإمام أحمد في مسنده أو في غير مسنده لم يكن كما قال.
السيد: لم يراعي فيها الأمانة العلمية.
المقدم: لم يراعي بحسب تعبيركم, طيب, قال قولةً أخرى ابن تيمية, أن هذا الحديث لم يرد في الأمهات من الكتب إلا ما نقله الترمذي, وأنه حديث حسن وليس بصحيح, الأصل, لا الزيادات أسقطها تماما. الآن نأتي إلى هذا القول نحقق فيه لنرى صحة قول ابن تيمية في هذا الصدد.
السيد: أعزائي: فيما يتعلق بمتن وأصل حديث الغدير الذي قلت مراراً وهو قوله >من كنت مولاه فهذا علي مولاه< أشار إلى عدّة أمور:
أولاً: قال أنه لم يرد في الأمهات, ويا ليت أن الشيخ ابن تيمية عرف لنا ما هي ضابطة أنه يُعد مصدر من المصادر من الأمهات ومصدر من المصادر ليس من الأمهات حتى نتعرف واقعاً, أما أنه يكون على هواه الرواية إذا كانت كذا فهي واردة في الأمهات وإذا لم تكن, وأنا لا أعلم إذا كان هو يبحث عن الأمهات لماذا إذن نقل حديث [إن لم أبعث فيكم لبُعث فيكم عمر] يعني نسي هذه المقولة, نسيها, لماذا لم يبحث في الأمهات ليرى أن هذا الحديث ورد في الأمهات أو لم يرد في الأمهات؟ لماذا عندما يصل الأمر إلى علي وإلى إمامة علي وولاية علي وإمارة علي يبحث عن الأمهات, هذا حديثه, الآن اتركونا من هذا. أولاً قال أنه لم يرد في الأمهات. ثانياً: قال أنه لم يحسنّه إلا الترمذي, ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه, نقل, ثالثاً: آخر المطاف ضعفه, يعني مال إلى ما نسبه إلى البخاري, طبعاً في هذه الليلة أنا أعتذر للمشاهد لأنه الوقت لا يسعني سوف لا أتكلم أن النسبة إلى البخاري صحيحة أو ليست بصحيحة, إن شاء الله أعده في الأسبوع القادم لنتحقق أن النسبة إلى البخاري, يعني واقعاً يا أعزائي الإنسان يستغرب وبتعبير أستاذ علاء واقعاً هذا بشر أو ليس ببشر؟ لا أعلم, يعني ما بقي عالم إلا وكذب عليه, ودلس عليه, هذا سيأتي. الآن بحثه ما أريد أن استبق الأبحاث. تعالوا معنا.
إذن نحن نريد في هذه العجالة لا يوجد إلا عندي ربع ساعة أو أكثر إذا سمح لنا أستاذ علاء, وهو أنه أساساً ما هي المصادر التي نقلت المتن, لا أتكلم عن الزيادة, الآن همنا >من كنت مولاه فعلي مولاه< ما هي تلك المصادر. ليحكم المشاهد أنها من الأمهات أو ليست من الأمهات. هذا أولاً.
وثانياً: وهل هي صحيحة السند أو أنها مطعونة السند, لأنه هو قال طعن فيها البخاري وغيره, فلو قاله لكان معناه كذا يعني لم يقله كما قال العلامة الوادعي أنه أساساً ضعف حكم على حديث الغدير بالضعف.
تعالوا معنا حتى لا نطيل, هذا (مسند الإمام أحمد) أيضاً أرجع لمن يثق به الشيخ ابن تيمية, ولمن يعتقد به أنه لا ينقل في كتابه الضعيف, والمرسل لا ينقل كما قال, هذا أمامكم (مسند الإمام أحمد بن حنبل, تحقيق: شعيب الأرنؤوط, ج38, ص32) [عن سعيد بن جبر عن ابن عباس عن بريده قال غزوة مع علي اليمن, فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله ذكرت علياً فتنقصته فرأيت وجه رسول الله يتغير’] نفس واحدة, يعني من يتنقصه لمن يتنقص؟ يتنقص رسول الله, بمقتضى آية المباهلة {أنفسنا وأنفسكم} >من سبه فقد سبني ومن تنقصه, فإن التنقص نحو من السب, ليس المراد السب العرفي هذا السب العام, قال: [فرأيت وجه رسول الله’ يتغير فقال يا بريده ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه< هذا أصل المقطع انظروا ماذا يقول من؟ أولاً: وارد في مسند الإمام أحمد وهي من الأحاديث رقم الحديث 22945, وليست من الأحاديث الزائدة من ابنه التي أضيفت من ابنه, وماذا يقول العلامة الأرنؤوط قال: [إسناده صحيح على شرط الشيخين] يعني لو كان البخاري ومسلم منصفين لكان ماذا ينبغي عليهم؟ نقل هذا الحديث بمقتضى الضابطة التي وضعاها لأنفسهم. الآن لماذا لم يخرجاه لعله لم يروه الحمل على الصحة لا أقول شيء آخر, قال: [إسناده صحيح على شرط الشيخين] إذن ذهبت كلماته أنه أساساً حسنه لا صححه, أين ذهب أنه مطعون فيه أين ذهب أنه ضعيف أين ذهب كل هذا.
المقدم: أين ذهب أنه لم يرد في أمهات الكتب.
السيد: نعم, إلا يا حنابلة العالم يا أتباع الإمام أحمد هذا إمام الأمويين ابن تيمية يقول لم يرد في الأمهات إذن يرى أن المسند من الأمهات أو ليس من الأمهات؟ ليس من الأمهات, إلا أن تقولوا غفل, جيد إذا كان الإنسان يغفل في مثل هذه, كيف تسلمه دينك وعقيدتك وآخرتك, هذا المورد الأول.
المورد الثاني: الحديث ورد أين؟ أيضا في السنن أي سنن ابن ماجة (السنن للإمام الحافظ ابن ماجة القزويني, تحقيق: شعيب الأرنؤوط, ج1, ص84, رقم الحديث 116) [عن البراء بن عازب قال أقبلنا مع رسول الله في حجته التي حج فنزل في بعض الطريق] يعني حجة البلاغ لا حجة الوداع, طبعاً كانت حجة البلاغ وبني أمية جعلوها حجة الوداع لتضييع مضمون ما ورد في هذه الحجة في غدير خم والكتب الأساسية القديمة تقول أنها كانت معروفة بحجة البلاغ, وصارت ماذا؟
ولذا من هنا أدعو جميع من يكتب من محبي علي أن لا يقولوا حجة الوداع وإنما يقولوا حجة البلاغ, لأنه فيها {بلغ ما أنزل إليك من ربك} قال: [فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعاً فأخذ بيد علي فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلي, قال ألستم أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى, قال فهذا] قال من؟ رسول الله, هذا أوضح [فهذا ولي من أنا مولاه] لا هذا مولى من كنت مولاه, لا لا.
المقدم: ولي من أنا مولاه.
السيد: أحسنتم, إذن يفسر المولى بمعنى ماذا؟ الولي, لابد أن نرجع واقعاً إلى الآيات إلى الروايات إلى الاستعمالات لنرى أن الولي ماذا تعني تعني المحبة والنصرة أو تعني الإمارة والحكومة.
[اللهم والي من والاه اللهم عادي من عاداه] إذن ابن ماجة نقل ماذا؟ إلا أن يعتبر الشيخ ابن تيمية أن سنن ابن ماجة ليست من الأمهات, انظروا إلى سند الحديث, قال: [صحيح لغيره] يعني ماذا؟ يعني حسن, جيد جداً, هذا مورد.
ولكنه العلامة شعيب الأرنؤوط قال: [صحيح لغيره] ولكنه العلامة الألباني قال صحيح, ولذا في (صحيح سنن ابن ماجة, ج1, ص56, من الجزء الأول) [عن البراء بن عازب قال: أقبلنا.. فهذا ولي من أنا مولاه اللهم والي من والاه.. قال صحيح] لا أنه صحيح لغيره بل صحيح لذاته.
هذا أيضاً المورد.
إذن أولاً مسند أحمد, وثانياً: سنن ابن ماجة, وثالثا: طبعاً هذا غير الترمذي.
المقدم: صحيح ابن ماجة وسنن ابن ماجة.
السيد: أحسنتم, التفتوا جيداً, في (شرح مشكل الآثار للإمام الطحاوي أيضاً تحقيق شعيب الأرنؤوط, ص18) هذه عبارته, بعد أن ينقل الحديث [فقد يحتمل أن يقول ..] إلى أن يقول (الحديث 1763) قال: [قدم علي من اليمن] في (رقم 1762) نفس الحديث [من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه] الإمام الطحاوي ينقل الحديث مرة أخرى يقول قال قدم علي من اليمن ببدن النبي ثم ذكر بقية الحديث أي حديث؟ الذي تقدم, انظروا ماذا يقول؟ يقول: [إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح] إذن العلم الثالث من أعلام أهل السنة الذي نقل الرواية من هو؟ الإمام الطحاوي.
المصدر الرابع وقد يطول وقوفي عند هذا, ما ورد في (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للإمام النسائي) الذي قلنا أنه أحفظ من مسلم وأدق في الرجال من من؟ ولكنه جعل بعد ذلك لأنه كان يتشيع ويبغض معاوية أو أنه كان فيه كذا حتى فُعل به ما فُعل, في هذا الكتاب (الخصائص) واقعاً أدعوا الأعزة جميعاً, أن هذا الكتاب لابد أن يكون في بيوتهم واقعاً ويطالعوه, لا أطيل كثيراً, الحديث واردة في (رقم الباب27, باب قول النبي: >من كنت وليه فعلي وليه<) ينقل الأحاديث أنا أشير إلى بعضها.
الرواية الأولى: (رقم الحديث 80) قال: >فأما شكوته أنا وإما شكاه غيري, فرفعت رأسي وكنت رجلاً فلان فإذا بوجه رسول الله قد احمر< لأنه انتقص علي, >فقال من كنت وليه فعلي وليه< أنظروا إلى السند ماذا يقول, يقول: [إسناده صحيح] دعني أشير تحقيق: الداني بن منير آل زهوي وهو من المحققين المعروفين وأيضاً من المتشددين في تصحيح الروايات, أنظروا ماذا يقول هذا الحديث. طبعاً النسائي عندما ينقل عدة روايات لا أنها كلها بسند واحد بأسناد متعددة وبطرق متعددة, يقول: [إسناده صحيح, أخرجه أحمد وابن أبي شيبة في مصنفه وابن حبان والبزار والحاكم وابن أبي عاصم في السنة من طريق أبي معاوية عن الأعمش قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وكذا الألباني] وسيأتي في سلسلة الأحاديث الصحيحة هذا الطريق الأول.
الطريق الثاني: >يا بريدة من كنت مولاه فعلي مولاه< انظروا إلى رقم الحديث [إسناده صحيح أخرجه البزار في كشف الأستار].
الحديث الثالث رقم 81, >يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين< قلت هذه طرق وكلها ماذا؟ ليست حسنة كلها صحيحة. ولكنه هو يقول ماذا؟ [حسنّه الترمذي ونقل عن أحمد أنه حسنّه] انظر كيف يضعف.
الحديث الآخر: قال الرواية: >فقدمت على النبي فذكرت علياً فتنقصته فجعل رسول الله يتغير وجهه وقال يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين إلى أن قال من كنت مولاه فعلي مولاه< انظروا إلى كلام الخصائص قال: [إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين] التفتوا إلى من أخرج الحديث [أخرجه أحمد في المسند وفي الفضائل وابن أبي شيبة والحاكم والخوارزمي في المناقب والآجري و.. قال الحاكم صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي, وقال … وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني فلان.. قلت بل أخرج له مسلم وهو من رجال] إذن فالحديث صحيح.
(رقم الحديث 83) >من كنت مولاه فعلي مولاه< يعني سند آخر [إسناده صحيح] وهكذا أعزائي مجموعة من الأحاديث يشير إلى أن الحديث صحيح.
وممن أيضاً صحح الحديث كتاب (الشريعة للإمام المحدث الآجري المتوفى 360, ج4, ص2204) قال المحقق: [إسناده صحيح].
وممن أيضا صححه (الحافظ ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية بزوائل المسانيد الثمانية, ج16) بعد أن نقل الحديث قال ابن حجر: [هذا إسنادٌ صحيح] ما أدري كم حركة ستة أربعة عشرة, والمهم أن المحقق وهو تحقيق: عبد الله بن ظافر بن عبد الله الشهري, تنسيق: الدكتور سعد بن ناصر عبد العزيز الشتري, دار العاصمة للنشر والتوزيع وهو من المحققين المتشددين يعني لا يصحح حديثاً ببساطة يقول: [وقد سبق بيان أن الحديث متواتر في الجملة] لا أحاديث آحاد متواتر, هذا تصريح منه. متواتر في الجملة.
ولذا تجد عبارة قيمة وأختم به كلامي, ولذا تجد عبارة قيمة للحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري, طبعة دار طيبة, ج8, ص425) يقول: [وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه, فقد أخرجه الترمذي والنسائي] التفتوا إلى العبارات ليس إنسان عادي عوام لا يعرف القواعد الرجالية, يقول: [وهو كثير الطرق جدا] لا طريق وطريقين وثلاثة وأربعة وخمسة حتى يمكن إحصائها [كثير الطرق جداً, وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد] التفت إلى عبارة العلامة ابن حجر [وكثير من أسانيدها صحاح وحسان] وكثير لا واحد ولا اثنين ولذا قال متواترة في الجملة [وقد روينا] ثم يعلق تعليقة جداً عجيب التفتوا [وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب] يعني الفضائل والمقامات والدرجات التي وردت عن رسول الله في حق علي لم ترد في أحد من الصحابة, من القائل؟ الإمام أحمد بن حنبل.
وأختم حديثي في جملة واحدة: سؤال: لماذا هذا الإصرار من ابن تيمية على إنكار سند الحديث وعلى بيان أن الحديث ماذا؟
أنا بيني وبين الله أقسم بالله أن هذا الرجل على معرفتي به لو لم يكن قد فهم من الحديث مسألة الإمارة والحكومة والولاية السياسية لما أنكر السند, وإلا كان بالبساطة يستطيع أن يقول بأنه سلمنا معكم أن السند صحيح ولكنه الدلالة لا تدل على الإمامة كما فعل غيره, ولكن هو وجد بأنه واقعاً لا مجال لإنكار الدلالة مطلقا أبداً, الأفضل أن ننكر الأمر من أصله وإلا إذا قبلنا الحديث فلا مجال لإنكار دلالة الحديث على إمامة وولاية وإمارة علي السياسية بعد رسول الله’.
المقدم: يعني أنا صراحة أجد أن الأخوة أهل السنة يجب أن يقوموا بعملية غربلة وعملية نقد أساسية.
السيد: وتنقية وقراءة جديدة.
المقدم: يعني الآن وليس فقط ابن تيمية, الآن الإمام أحمد يقول وصلنا من فضائل علي ما لم يصلنا من غيره, في أحد من الصحابة, إذن لماذا تفضل عليه فلان وفلان وفلان لماذا؟ هذا سؤال منطقي واقعاً.
السيد: لابد أن يجيبوا عليه علماء أهل السنة, لابد أن يجيب عليه المسلمون, المسلم لابد أن يجيب على هذا التساؤل هذا تراث أهل السنة, وهنا لابد أن أقول كلمة, إذا لم تكن هذه أمهات مصادر أهل السنة.
المقدم: أين الأمهات.
السيد: لا نعلم.
المقدم: أين هي الأمهات, أعزائي المشاهدين نصل إلى مداخلاتكم لكن قبل ذلك في الحلقة السابقة في الأسبوع الماضي كانت هناك مداخلة من الأخ أبو مريم أتصور من المملكة العربية السعودية وجه فيها جملة من الأسئلة إلى سماحة السيد وأوكلنا الإجابة عليها في هذه الحلقة, سماحة السيد السؤال الأول كان السؤال حول المنهج الذي تعتمدوه في النقل من مصادر أهل السنة في حين أن أهل السنة لا يستندون إلى مصادر علماء الإمامية.
السيد: هذه قضية منهجية وطلب مني عزيزي أستاذ علاء أن لا أطيل في الجواب وإلا واقعاً هذه القضية تستحق أن نقف عندها حلقة أو حلقات أنه ما هو السر أن علماء الشيعة ومدرسة أهل البيت هكذا ينفتحون على تراث المسلمين بمختلف اتجاهاتهم ولكن الآخر لا ينفتح على تراثنا, أين الإشكالية؟
في الواقع: أنا فقط أذكر بعنوان العناوين العامة ولا أدخل في التفصيل, هناك أسباب عديدة: أن علماء مدرسة أهل البيت انفتحوا على تراث الآخر أي آخر كان, من علماء المسلمين وغير علماء المسلمين لعدة أسباب:
السبب الأول: الآن أنا أتكلم أنه لماذا انفتحوا على تراث علماء أهل السنة, لعدة أسباب ولعدة عوامل:
العامل الأول: أننا لنحصل الإجماع, لأنه إذا ورد هذا الحديث الذي عندنا ورد عندهم يحصل الإجماع فلا تجتمع فندخل في ضمن دائرة >لا تجتمع أمتي على ضلالة ولا تجتمع أمتي على خطأ< إذن واقعاً يعطي قيمة أساسية إذا كان الذي نعتقده يوجد له ما هو دليله عند الآخر يحصل الإجماع.
المقدم: على مستوى العقيدة وعلى مستوى الفقه.
السيد: وهو كذلك ولكن نحن الآن حديثنا على مستوى العقيدة.
العامل الثاني: وهو لعله من أهم العوامل هو أنه لبيان هذه الحقيقة أن جميع اعتقاداتنا الأساسية نحن نقول أنها موجودة في تراث علماء المسلمين جميعاً فلا يأتي أحد ويقول من أين جئتم بمثل هذه الاعتقادات, أنتم تجدون الآن هناك محاولات لبيان أن اعتقادات مدرسة أهل البيت لا يوجد لها أصل في القرآن وفي السنة, أنا استند إلى كلمات علماء أهل السنة لأقول للآخر لماذا تتهمني, هذا موجود, نعم قل نختلف معكم في القراءة, هذا من حقكم, أنتم تفسرون المولى والولي والأولى بمعنى ونحن نفسره ماذا؟ ولكن لا تقولوا أصله, أصله موجود في تراث المسلمين. وهذه من امتيازات مدرسة أهل البيت ونحن نتحدى فيها أي مدرسة أخرى, أن يوجد شيء من اعتقاداتهم عندنا.
العامل الثالث: وهو أنه هذه قضية مركزية التفتوا, نحن نعتقد أن كثيراً مما ورد في مصادر علماء أهل السنة من المحدثين والمتكلمين والمفسرين هذا مقبول عندنا, وليس كما يقال عنا نحن نكفر كل الصحابة, لا, هذه رواياتهم نقبلها, إذا تمت سنداً دلالة اتفقنا عليها لماذا تتهموننا أننا لا نقبل الصحابة, لا, نحن نقبل الصحابة ولكنه ضمن الشروط وضمن القواعد التي وضعها لنا القرآن الكريم, بدليل أننا نستند إليها ولكن أنتم لا تستندون.
الأمر الرابع: لسبب الإلزام, >ألزموهم< أنت تقول إذا أقرأ لك رواية من أصول الكافي تقول روايات أصول الكافي كلها موضوعة كلها مختلقة كلها من وضع علماء الشيعة من وضع محدثي الشيعة وهؤلاء لا يؤتمنون, طيب الآن كتبكم مسند أحمد مسلم بخاري آجري آخر آخر لماذا لا تلزموهم >ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم<.
والأمر الأخير حتى أنتهي من هذه القضية, أعزائي أنا أتصور أن هذه واحدة من أهم الأساليب العلمية والمنهجية لقبول الآخر. يعني: أنا عندما أطلع على تراثه سوف أعرف من هو, ولهذا أطلبه أن يتعرف على تراثي أيضاً.
المقدم: سيدنا هذه لوحدها صارت خمس دقائق.
السيد: وحقك, انتهت. ولهذا أنتم وجدتم هذه النقاط الخمس واقعاً تحتاج إلى حلقة مستقلة حتى نقف عليها منهجياً.
المقدم: بالتأكيد. طيب لماذا طرح القضايا الهامشية في فكر ابن تيمية.
السيد: أعزائي, أنا لا أعلم أي حديث هامشي أنا طرحته عن ابن تيمية, أنا طرحت عن ابن تيمية مسألة التوحيد ووقفنا عندها أكثر من السنة.
المقدم: وهذه كانت هامشية.
السيد: لا أعلم إذا كان التوحيد هامشياً, وطرحت الآن وبدأت أطرح الإمامة ويكفي أن يعرف المشاهد الكريم ما هي أهمية الإمامة في تاريخ الإسلام, أعزائي هذا كتاب (الملل والنحل للشهرستاني, تحقيق: محمد سيد كيلاني, ج1, ص24) يقول: [الخلاف الخامس في الإمامة وأعظم خلاف بين الامة خلاف الإمامة إذ ما سُل سيفٌ في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سُل على الإمامة في كل زمان] لا أعلم إذا كانت الإمامة هامشية إذن ما هو الأمر الأصلي.
المقدم: على الأقل ثلاثة حروب بين الصحابة كانت بسبب الإمامة.
السيد: نعم في الضمن قد نطرح بعض العناوين الهامشية وإلا أصل الأبحاث كلها أبحاث أساسية ومحورية في تاريخ المسلمين.
المقدم: لماذا لا تنقون في مدرسة أهل البيت تراثكم من القضايا الشركية.
السيد: في كلمة واحدة: بيني وبين الله هذه القضايا لا تحل بهذه الطريقة, كما أنه أنتم توجد عندكم ملاحظة على بعض تصرفاتنا واعتقاداتنا وسلوك أتباع مدرسة أهل البيت, أنتم تتصورون أننا لا توجد عندنا ملاحظات على بعض اعتقاداتكم وسلوككم, نفس هذا السؤال الذي توجهوه لي أوجهه إليكم, أنتم لماذا لا تنقون تراثكم من إسلام بني أمية, ومن تجسيم التوحيد عندكم, ومن وجوب الطاعة الظالم وإن فعل ما فعل وإن ضرب ظهرك وسرق مالك, أليس هذا في تراثكم لماذا لا تنقونه, إذن كما يقال هذا جواب نقضي, بحسب المنهج العلمي, كما تطالبوننا نحن أيضاً نطالبكم.
تقول ماذا نفعل؟ أقول: نجلس ونتفق على المشتركات ونجعل الأمور المختلف فيها.
المقدم: لكن الآن يقولون أنت ترفض الحوار.
السيد: لا لا, أبداً أنا أتكلم الآن ليس في الحوار العام, أنا أتكلم في المجالس العلمية الخاصة لأن هذه على الملأ العام لا تنفعنا وأنا أتصور أن القنوات التي دخلت في حوارات مباشرة ماذا كانت نتيجتها, السبات في الأخير الاتهام هذا أولاً.
وثانياً: كثير مما أن تعبر عنه مظاهر شركية, عزيزي نحن قرائتنا وفهمنا لها ليست مظاهر شركية أنت تعتبرها ما هي؟ مظاهر شركية, أنت ترى أنه إذا قلت يا علي هذا شرك, أنا اختلف معك أن هذا ليس بشرك, أنت تقول كل دعاء فهو عبادة أقول لا أقبل ذلك, إذن لابد أن نأتي إلى كل مفردة مفردة للتعرف على ذلك.
المقدم: نأخذ أولى المداخلات من فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي من المملكة العربية السعودية أهلاً ومرحباً بفضيلة الشيخ المالكي تفضلوا:
فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أشكركم جميعاً, أشكر السيد كمال الحيدري على هذه الحلقة الممتعة وأشكر الأخ علاء في قسم إدارته لهذه الحلقة ولحلقات أخرى, طبعاً عندي تعليقات سريعة: الأول ما يخص ابن تيمية طبعاً أنا لي تجربة مع ابن تيمية على مدار تقريباً عشرين سنة, وأنا أشهد أيضاً شهادة لله بأنني كنت من المقلدين له والمتحمسين لآرائه ثم بالتدرج وبالبحث اكتشفت أنه لا يوثق بنقله وأنه ناصبي وأنه مجسم, وهنا الجماعة يعني المتعصبين له قد لا يفهمونه ومن دلائل عدم الفهم هذا الحديث الذي ذكر أنه عن أحمد أنه زيادة ضعيفة أو قال عنها كذب وما أشبه ذلك, من منهج أحمد أنه قد يستنكر حديثاً إذا أتى من طريق معين وليس بالضرورة أن يكون مستنكراً لأصل المتن, ومن طالع كتابه العلل أو كتاب المنتخب من علل الخلال فإنه سيعرف هذا فمثلاً حديث ما نفعني مال يعني مال أبو بكر واستنكره أحمد وقال استنكاراً شديداً لماذا لأنه عند أحمد ليس موصلاً عن الزهري عن عروة عن عائشة وإنما هو عن الزهري عن ؟؟ المسيب مرسلاً, فكذلك حديث الخوارج يقرؤون القرآن ولا يتجاوز حناجرهم مع أنه يحتج به, إلا أنه استنكره في نفس العلل استنكاراً شديداً عندما أتى من طريق آخر, إذن فابن تيمية لبس على القارئ على افتراض أن أحمد قال زيادة كوفية وما أشبه ذلك, طبعاً الإمام أحمد لم يقل أن هذه الزيادة كوفية قط في جميع كتبه, خذوها مني, ابن تيمية ألقم أحمد هذه العبارة, كل تراث أحمد قرأته ليس فيه كلمة زيادة كوفية ولا زيادة مدنية ولا زيادة بصرية ولا غيرها, وابن تيمية معروف بأنه يضع, إنما الإمام أحمد يستنكر هذا الحديث من رواية الحسن بن الحسين الأشقر عن ابن عيينة فقال هما كذب ليس من حيث ابن عيينه كما في ترجمة الحسن بن الحسين الأشقر في تهذيب التهذيب. الإمام أحمد يرى صحة الغدير كما سأنقل يرى صحة حديث الغدير بالزيادات, كما في السنة لأبي بكر الخلال, ج1, ص491) عندما قال أبو طالب أحد تلامذته قال: سألت أبا عبد الله عن قول النبي’ لعلي: >من كنت مولاه فعلي مولاه< ما وجهه؟ قال لا أتكلم في هذا دع الحديث كما جاء, هذا من يعرف من له دربة بمذهب أحمد يعرف أنه إذا استعظم حديثاً فإنه يقول أمروها كما جاءت كما يفعل بأحاديث الصفات.
إذن فالحديث عند أحمد حديث الموالاة هو صحيح ولعظمته يمر كما جاء, لأنه قد حدث أيضاً بحديث المنزلة فقال أمروها كما جاءت وبلفظ آخر لقد روي في علي ما تقشعر له القلوب >علي مني بمنزلة هارون من موسى< فهذا فهم السلف الذي ينادون به حتى لو تنزلنا بأن السلف أحمد بن حنبل فما دون فإنه يستعظم هذه الأحاديث.
فلذلك من راجع عبارات أحمد يجد يعظم هذا الحديث.
جواب أخير على لماذا أحمد يفضل أبا بكر وعمر وعثمان و.. أيضاً هناك جواب هناك اختلاف في موقف أحمد في التفضيل فقد روى ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد عندما سُئل من أفضل الامة؟ فقال: أبو بكر وعمر وعثمان قيل: فعلي, قال: هذا من أهل بيت النبي ولا يقاس بهم أحد, فهذا مذهب أيضاً لأحمد في تفضيله الإمام علي على أبي بكر وعمر وعثمان موجود في مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ويجب أن ينصف الإمام أحمد رغم الملحوظات على الإمام أحمد وشكراً لكم مرة أخرى.
السيد: شكراً لك عزيزي.
المقدم: شكراً لفضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي شكراً لك على هذه المداخلة القيمة. الحاج عدنان من السعودية وأتصور أن بهذا الاتصال نختم البرنامج,
الأخ عدنان: سلام عليكم, حقيقة جزاه الله خير على عمله القيم وهو أثرى المادة هذه بشكل رائع, لا شك ولا ريب بأن مسألة إمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لا يرتقي إليها أي شيء, ولكن أنا مجرد تعليقة بسيطة إذا سمح لي سماحة الشيخ, أعتقد بأن المحاسنة في التعاطي مع الآخر مطلوبة في هذه المواطن, يعني أقصد بالمحاسنة أنه لا نلجأ إلى تسمية الآخر بمثلاً على سبيل المثال الوهابية, أو الأمويين أو .. نحن أخوان وأعتقد أن سماحة الشيخ يعني يرى هذا الأمر وأنت أيضاً ترى هذا, هذه مجرد نصيحة لا أكثر ولا أقل, الأمر الثاني: يعني أهل السنة والجماعة يفهمون هذه الروايات والأحاديث وسماحة الشيخ ذكر هذه المسألة, يفهمونها بمعاني أخرى تختلف تماماً عن فهم الأخوة الشيعة في هذه المسائل العقائدية, ثم الحديث الذي يدور في مجالس أهل السنة والجماعة فيما يتعلق بالعقائد بعيد كل البعد عن المسائل التي تتعلق بأهل البيت, فسماحة الشيخ يعني أنا أرى أنه يوجه الحديث بشكل تشجيعي حق الأخوة أهل السنة والجماعة بحيث أنهم يأخذون ما يريد..
المقدم: اكتفي منك بهذا القدر حاج عدنان, شكراً لك, انتهى وقت البرنامج يعني هي دعوة جيداً وأصولية في الحوار.
السيد: لا, أنا ما مختلف بيني وبين الله ذكرت مرارا أنه لا توجد عندنا أي مشكلة مع كل المسلمين في العالم نحن المشكلة التي عندنا مع من يكفرونا مع من يخرجونا من الإسلام.
المقدم: مع من يكذب على رسول الله. شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري شكراً لكم أنتم أعزائي المشاهدين أعتذر عن الأخوة الذين لم يتمكنوا من الاتصال والحديث مع سماحة السيد إن شاء الله نستمع إليهم في حلقات قادمة, حتى ذلك الحين نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.