بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته أحييكم في هذه الحلقة من مطارحات في العقيدة تأتيكم مباشرة من استوديوهات قناة الكوثر الفضائية من مدينة قم المقدسة, موضوعنا وللحلقة الثانية على التوالي (علي عليه السلام والقتال على التأويل) أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, سماحة السيد بدأنا في الحلقة السابقة هذا البحث وتحدثتم عن التنزيل والتأويل, في هذه الحلقة نبدأ حقيقة بهذا السؤال: ما هي أهم الحقائق المستفادة من هذا الحديث النبوي الشريف.
السيد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
في المقدمة أحاول أن أستجيب لكثير من الطلبات التي وردت وكذلك أكد عليها عزيزي أستاذ علاء وهي أنه أساساً هناك بعض الأحيان تكون عجلة في البحث وتطرح مطالب كثيرة خصوصاً في آخر الوقت فالمشاهد الكريم لا يستطيع أن يأخذها أو يسجلها كما وجدنا بالأمس أن بعض الأعزة اتصل في مداخلته قال لا نستطيع أو لا نكتب هذه الأبحاث.
المقدم: الكثير يكتبونها.
السيد: وكثير في هذا اليوم اتصل بعض الأعزة من بلاد متعددة وطلبوا مني أن أتكلم بهدوء أكثر حتى يستطيعوا أن يسجلوا مثل هذه الأبحاث, وأنا أرجو الله سبحانه وتعالى أن أوفق لأن أستجيب لطلبات الأعزة المشاهدين.
وأطلب من أخي أستاذ علاء أنه إذا وجدني أسرع في البحث أن ينبهني أنه هذا على خلاف ما وعدت به المشاهد الكريم.
أعزائي هذا الحديث يُعد كما أشرنا من الأحاديث المهمة والخطيرة لفهم حقيقة ما جرى في صدر الإسلام سواء في عهد رسول الله’ أو سواء على عهد الإمام علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة والسلام) وباقي عهود الخلفاء الذين جاؤوا بعد رسول الله’.
ومن هنا أرجو الله سبحانه وتعالى أن أوفق لبيان هذا الحديث ومضمون هذا الحديث وفقه هذا الحديث.
أشرنا في الحلقة السابقة إلى أن هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة والصريحة والمجمع عليها بين علماء المسلمين سواء كانوا من أهل السنة أو كانوا من مدرسة أهل البيت, وعلى هذا الأساس يحصل لنا اطمئنان بل قطعٌ وجزم بأن هذا الحديث صادر عن الرسول الأعظم’ لما ورد مراراً وتكراراً أن أمتي لا تجتمع على خطأ ولا تجتمع على ضلالة, وحيث أنها اجتمعت هنا على هذا الحديث لما أشرنا إليه في الحلقة السابقة من الأسانيد وطرق هذا الحديث الواردة من المدرستين إذن لا إشكال في صدور هذا الحديث من النبي الأكرم’.
المقدم: ويشكل حجة.
السيد: ويشكل حجة على الجميع, يعني علينا وعليهم على السواء لا أنها حجة إلزامية, بل هي حجة على الجميع علينا وعليهم, هذا أولاً.
وثانياً: أن من أهم خصائص هذا الحديث أن الألفاظ فيها مشتركها بين المدرستين, يعني لم يرد, وهذه نقطة مهمة وامتياز خاص لهذا الحديث, من قبيل حديث >أنت مني بمنزلة هارون من موسى< نجد أن هذه الألفاظ وبهذا التركيب كما ورد في كتب علماء المسلمين وبمختلف الأسانيد والطرق بنفس هذا التركيب والألفاظ ورد من طرقنا, وهذا يكشف عن أنه هذا ليس نقل بالمعنى, ليس نقل بالمضمون وإنما نقل باللفظ بالنص إن صح التعبير, من قبيل >من كنت مولاه فعلي مولاه< هذا لا إشكال ولا شبهة أنه نصٌ نبوي وألفاظ نبوية وتركيب للألفاظ من النبي الأكرم الذي أوتي جوامع الكلم, هذا الحديث من ذلك مع بعض الاختلافات اليسيرة ولكن أصل المطلب وأصل الألفاظ محفوظة.
هذا الحديث إذا يتذكر الأعزة بدأنا نحن فيه في الحلقة السابقة, قلنا من أهم مصادر هذا الحديث ما ورد في (المنصف لابن أبي شيبة للإمام أبي بكر بن أبي شيبة العبسي الكوفي المولود 159 من الهجرة) جد مهم هذا الحديث يعني أنه ولادته معاصرة مع الإمام الصادق والكاظم (عليهم أفضل الصلاة والسلام) والمتوفى سنة 235 من الهجرة, وهذا معناه أنه في زمن الإمام الهادي والعسكري, لأنه قبل ولادة الإمام الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام). إذن هو قريب العهد بالنصوص الواردة من النبي الأكرم’.
يعني لم يمر إلا قرن أو أقل من قرن على رفع منع تدوين الحديث وكتبت هذه الموسوعة, من أوائل من كتبوا, (حققه من المحققين المعروفين, محمد عوامه, وهو شركة دار القبلة مؤسسة علوم القرآن, ج17, ص105, رقم الحديث 32745) هذا الحديث بودي أن المشاهد الكريم والبناء أننا لا نستعجل [إسناده صحيح] من يقول؟ المحقق [وقد رواه أحمد والنسائي وأبو يعلى وابن حبان والحاكم] أي النيسابوري على المستدرك [وصححه على شرطهما] شرط البخاري ومسلم [ووافقه الذهبي] أي الإمام الذهبي أيضاً أيد كلام النيسابوري ثم قال: [ورواه ورواه…] لا نطيل, ماذا قال رسول الله في هذا الحديث؟
الحديث: >عن أبي سعيد الخدري< الذي هو من أعلام صحابة رسول الله’ >كنّا جلوساً في المسجد< في المسجد النبوي >فخرج رسول الله’ فجلس إلينا ولكأن على رؤوسنا الطير لا يتكلم أحد منّا< وهنا أبين حقيقة إجمالاً وإلا التفصيل في محل آخر, أن رسول الله’ إذا كانت هناك قضايا أساسية ومحورية في منظومة المعرفة الدينية كان هو يبتدأ المسلمين ببيان الحقيقة, حتى وإن لم يسأله سائل, أما المسائل الثانوية غير الأساسية غير المحورية فإن كان هناك سؤال فيجيب, وإن لم يكن فلا يجيب, ولذا هنا يقول >فقال< إذن من غير سؤال وهذا يكشف عن أهمية أن رسول الله يريد أن يبين حقيقة من أهم حقائق المعرفة الدينية >إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله فقام أبو بكر< وبطبيعة الحال لو لم يفهم الخليفة الأول أن هذا مقام ما بعده مقام لما أسرع إلى أن يقول أنا هو يا رسول الله, أو ليس كذلك.
المقدم: لأنها قضية مهمة.
السيد: مهمة, لأنه الرسول يبشر الأمة من بعده أنه منكم من يقوم بهذا العمل وبطبيعة الحال أنه هذا الرجل يكون بعده لأنه هو يقول >كما قوتلتم< لأنه هو قاتل على تنزيله إذن ليس في حياته وإنما بعد حياته >فقام أبو بكر: فقال أنا هو يا رسول الله – على نحو الاستفهام- قال لا, فقام عمر فقال أنا هو يا رسول الله قال لا, ولكنه خاصف النعل في الحجرة قال فخرج علينا علي ومعه نعل رسول الله’ يصلح منها] من هذا النعل.
ما هي الحقائق أهم الحقائق المستفادة كما أشرنا.
أهم الحقائق المستفادة من هذا النص:
الحقيقة الأولى: أن الحروب المشروعة في الإسلام على قسمين: القتال لأجل التنزيل والقتال لأجل التأويل, وهذا ببيان رسول الله’, >منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله أو قوتلتم على تنزيله< وهذا يكشف أن الحروب إذا أردنا أن تأخذ صبغة مشروعة وصبغة دينية وتكون تحت لواء الإسلام لابد أن تكون إما قتال على تنزيل القرآن وإما قتال على تأويل القرآن وإلا إذا لم يكن لا في هذا ولا في هذا, لا يمكن أن نجعله تحت الراية الإسلامية, هذا واضح من هذا الحديث الصحيح الذي أشرنا إليه.
المقدم: بمعنى أن القتال الأول أو النوع الأول قتال على عبودية الناس.
السيد: الآن ما أريد أن أدخل في بيان المعنى, فقط أريد بشكل إجمالي أبين وبعد ذلك يقينا سوف نصل أنه ما هو المراد من هذا التنزيل وما هو المراد من هذا التأويل.
الحقيقة الثانية: ولعلها من أهم الحقائق أن الرسول الأعظم’ كانت حروبه كلها هي من أجل التنزيل, >كما قاتلت على التنزيل< أو >قوتلتم على تنزيله< إذن كل حروب النبي الأكرم’ في العهد المدني كلها تدخل في أي دائرة؟ لأجل التنزيل, الآن ما هو المراد من التنزيل هذا سنتعرف له لاحقاً. هذا أولاً.
والأهم من ذلك أن كل ما قام به علي بن أبي طالب في قتاله وحروبه في عهد إمامته وخلافته للمسلمين كانت هي حروب تأويل, لأن النبي’ الآن من أين أقول هذه الحقيقة, قد يقول قائل من أين تقول هذا؟
الجواب: هناك قاعدة أسسها العلماء يقولون أن القسمة قاطعة للشركة, ما معنى القاعدة؟ يعني إذا جاء أحد وقال الكلمة إما اسم أو فعل, فلا يعقل أن يكون الاسم فعلاًو الفعل اسماً فإذا صار اسماً فليس بفعل وإذا صار فعلياً فليس باسم لا يعقل أن يكون اسماً وفعلاً في آن واحد لأن هذا خلاف التقسيم خلاف وإما وإما وإما وإلى غير ذلك.
مثلاً نقول الماء إما بارد وإما حار, فلا يعقل أن يكون الماء البارد حاراً أو الماء الحار بارداً هذا غير معقول لا يجتمعان نقيضان أو ضدان أو نحو ذلك له بحث, ولكن أريد أن أقول هذه النقطة وهي أن النبي’ عندما قال في هذا الحديث >إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله< أو >يقاتلكم على تأويله كما قاتلت على تنزيله< يعني أن الحروب التي حاربت أنا فيها هي حروب لأجل التنزيل وأن الحروب التي يقاتل فيها علي هي حروب لأجل التأويل, يعني حربه في الجمل كانت حرب تأويل, حربه في صفين حرب تأويل, حربه في النهروان حرب تأويل.
وهنا بحث سنعرض له لاحقاً إن شاء الله وهو أن هذا وعدٌ أو وعيد؟ الآن قد يقول قائل ما هي ثمرة هذا البحث؟ الجواب: إذا كان هذا وعيد من رسول الله فالوعيد قد يقع وقد لا يقع, أما إذا كان وعد فلابد أن يقع وعد رسول الله.
بعبارة أخرى هذه بشارة هذا يريد أن يقول أن هذه في مصلحة الأمة أو هذه في ضرر الأمة, وهذه نقطة أساسية وسنتوفر عليه لاحقاً.
وهو أنه إذا كان هذا وعد يعني هذا في مصلحة الأمة كما كان التنزيل في مصلحة الأمة, أما إذا كان وعيد كما يحاول البعض أن يقول أن هذه حروب الفتة يعني كانت بضرر الأمة أو كانت بنفع الأمة؟ يريد أن يصورها أنها حروب فتنة يعني بضرر الأمة.
ولذا نجد أن جملة من الاتجاه الأموي والنهج الأموي حاولوا أن يقولوا أنه لو لم يحارب لكان أفضل, وهذا خلاف نص هذا الحديث وبعد ذلك سنقف عندما نقف عند حروب وما قام به علي بن أبي طالب أثناء خلافته.
المقدم: أساساً لو كان الأمر وعيداً لما اشرأبت له الأعناق.
السيد: ولهذا قلت لا أريد أن أقف الآن لأن بحثه بعد ذلك سيأتي, وهو كذلك كما تفضلتم.
الحقيقة الثالثة وهي أيضاً من الحقائق المهمة: أن الرسول الأعظم’ صرّح هنا أن الذي يقاتلهم علي على التأويل هم نفس أولئك الذين قاتلهم رسول الله على التنزيل.
المقدم: هذه قضية خطيرة.
السيد: جداً خطيرة, قد تقول سيدنا ما الدليل على هذه الحقيقة؟ الجواب: هناك قرائن ثلاث لإثبات هذه الحقيقة:
القرينة الأولى: قال >كما قوتلتم على تنزيله< الضمير موجه لمن؟ إلى الجالسين إلى الذين كانوا, الذين كانوا جالسين من هم؟ صحابة رسول الله, علية القوم. ولعل فيهم ويقيناً فيهم من المبشرين بالجنة كما عندهم حسب اعتقادهم, هذه القرينة الأولى.
القرينة الثانية: الشواهد التاريخية أن علي بن أبي طالب في الجمل وصفين من قاتل والنهروان والمهم هو في الجمل وصفين من قاتل؟ من كان في قباله في الجمع؟ كان طلحة والزبير وهم من صحابة رسول الله, من كان في قباله في صفين؟ معاوية وعمر بن العاص و.. إلى آخره, إذن القضية واضحة الشواهد التاريخية تثبت ما ندعي وهو أن هذا القتال لم يكن خارج الدائرة الإسلامية, لم يكن من قبيل الحروب التي قام بها الخليفة الأول أو الثاني أو غيره لتوسعة دائرة الإسلام وإنما كانت في داخل الأمة الإسلامية.
المقدم: حروب غربلة كما يقال.
السيد: حروب داخلية إن صح التعبير ولهذا حاول أن يقولوا حروب فتنة هي؟ هذه القرينة الثانية.
القرينة الثالثة: وهي القرينة التي أشار إليها العلامة الألباني والحق معه حيث قال: في (سلسلسة الأحاديث الصحيحة, ج5, ص641) هذه عبارته قال: [لقد ساق الحديث الشيعي المذكور في حاشية الكتاب] مراده من الشيعي المذكور العلامة شرف الدين, [قال كما قوتلتم على تنزيله, فحرف قوله’ قاتلت إلى قوله قوتلتم غمزاً في الصحابة وطعناً فيهم]
الجواب: أجبنا على هذا التساؤل أنه لو قال قوتلتم نعم يريد أن يقول قاتل الصحابة وليس هذا طعناً وإنما هذا حديث صحيح ورد من رسول الله’. فما قاله العلامة شرف الدين كان قائماً على أساس رواية صحيحة السند كما قرأناها في المصنف.
المقدم: وقد أثبتها الواقع.
السيد: الحقيقة الرابعة ولا أدخل في التفاصيل وهذه جدُ مهمة وهي: نحن نعلم جميعاً أنه وقعت هناك حروب بعد رسول الله’ أي شيء سميتموها حروب الردة تسمونها أحرار, حروب أولئك الذين سمعوا رسول الله في غدير خم أنه نصب علياً للإمامة والخلافة فلم يقبلوا بخلافة الأول أيضاً حروب المعارضة حروب الذين رفضوا أبو بكر, أيا ما تريدون أن تسمونها.
المقدم: حروب الزكاة.
السيد: أياً تسمونها واقعاً الآن لست بصدد التسمية, ولكن أنا أعتقد أن هذه التسمية تاريخياً فقط للإشارة بين قوسين أن هذه التسميات من قبيل التسميات التي الآن تقال في المعارضة السياسية التي تخرج في البلدان على أنه إرهاب خارجي وأنه عملاء وأجندة خارجية ومن هذا القبيل, لأنه لا يجدون بأي دليل يحاربون, ذاك بحث آخر.
سؤال: هذه الحروب أين نضعها؟ قلنا في الحقيقة الأولى قلنا أن الحروب قسمها رسول الله’ إلى تنزيل وإلى تأويل, لا إشكال ولا شبهة أن الحروب التي حصلت في عهد الخليفة الأول والثاني والثالث ليست داخلة في القتال على التأويل بأي دليل؟ بدليل أنه قام الخليفة الأول قال أنا هو قال لا, مع أن رسول الله كان يعلم أنه سيحارب من بعده فإذا كانت داخلة في حروب التأويل وقتال التأويل كان يقول نعم وأنت هو.
المقدم: كان يقول أنت وخاصف النعل.
السيد: أحسنتم جزاك الله خيراً, وهكذا ما قام به الخليفة الثانية كل ما قام به داخل في التأويل أو غير داخل في التأويل, لا يدخل, صريح الرواية أرجع وأقرأها للأعزة حتى لا يقول لي قائل سيدنا وإن كان يأخذ وقت ولكنه مهم >فقام أبو بكر فقال أنا هو يا رسول الله قال لا, فقام عمر فقال أنا هو يا رسول الله, قال لا< إذن بشكل واضح وصريح, ومن باب أولى حروب عثمان, يبقى أنها هذه الحروب حروب التنزيل.
الجواب: أن رسول الله’ أيضاً لم يشر لا من قريب ولا من بعيد أن هذه الحروب حروب تنزيل, ولا أقل كان هذا موضعه أن يقول لأبي بكر لا يا أبا بكر أنت تحارب على التنزيل كما أنا حاربت على التنزيل أليس هذا موضعه, إذا كانت الحروب.
المقدم: ما دام لم يقل هذه علامة استفهام.
السيد: واقعاً, لا أقل هذا التساؤل مطروح مع أنه موضعه, تارة تقول أن هذا الموضع ليس محله أساساً رسول الله ما يتكلم عن الحروب من بعده فلا معنى لأن يتكلم عن حروب أبي بكر أو حروب عثمان او عن حروب عمر, لا, يتكلم عما بعده, عما يحدث بعده قال علي يقاتلكم على تأويله, فهنا المناسبة وخصوصاً أن الخليفة الأول قام وتصور أنه هو مشمول كان بالإمكان أن رسول الله يقول له لا, أنت ليست ممن تقاتل على التأويل ولكن إذا كانت حروبه قائمة على أساس التنزيل كان يقول له لا, أنت عملك كعملي أو شبيه بعملي, كما قاله لعلي >تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل< كان يقول لأبي بكر أنت تقاتل على التنزيل كما قاتلت على التنزيل.
المقدم: يعني من مهمة الرسول’ أن يبين الحقائق ويعطي صورة واضحة, لأنه يتعارض مع المنطق أن تكون الحقيقة ناقصة.
السيد: من هنا يطرح هذا التساؤل إذن أين نضع هذه الحروب التي وقعت بعد رسول الله في عهد الخليفة الأول والخليفة الثاني والخليفة الثالث؟!
واقعاً هذه قضية تحتاج إلى دراسة مستقلة وإلى دراسات مستقلة لنعرف ما هي الدوافع وراء هذه الحروب ما هي الأهداف التي كانت مرسومة لهذه الحروب, أساساً هل كان مشروعة, لا يقول لي قائل الآن يريد أن يضع علامة استفهام على التاريخ الإسلامي السيد الحيدري, لا لا أبداً, أنا أريد فقط أن أفتح نافذة على التحقيق وعلى أهل التحقيق وأهل المعرفة ليعرفوا هذا حديث رسول الله يقسم القتال إلى التنزيل والتأويل ثم يخرج تلك الحروب التي وقعت في زمن الخلفاء الثلاثة الأول يخرجها من التأويل صريحاً ولا يشير إلى أنها من حروب التنزيل ولو إشارة, مع أن الموقع يستحق يستوجب ذلك.
إذن إلى هنا ننتهي إلى هذه القضية المركزية وهي أنه لابد أننا إذا أردنا أن نتعرف على حرب من الحروب لابد أن نتوفر هل أنها داخلة في التنزيل أو أنها داخلة في التأويل, عرفنا أن حروب النبي داخلة في التنزيل لأجل التنزيل وأن ما قام به علي في زمان إمامته وخلافته للأمة كانت لأجل التأويل.
المقدم: نتوقف مع فاصل, وثم نستكمل الحديث عن (علي عليه السلام والقتال على التأويل في قسمه الثاني).
المقدم: السلام عليكم ثانية, وصل لنا خبر للتو من غرفة السيطرة أن هناك تشويشاً للأسف الشديد بدأ يظهر على بث القناة إن شاء الله يتمكن المشاهدون الأعزاء من مشاهدة ومتابعة هذه الحلقة أرحب ثانية بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, يعني أشرتم إلى أن هناك حروب تنزيل وهناك حروب تأويل, ما هو المراد من قوله’: أنه قاتل الناس على التنزيل.
السيد: في الواقع أنا أتصور لكي نفهم أن قتال علي على التأويل ماذا يراد من قتاله على التأويل لابد أن نفهم التنزيل, وماذا يراد من قتاله على التنزيل, وبعبارة أخرى: واحدة من أهم طرق المعرفة التي ذكرت في محلها تعرف الأشياء بأضدادها, أنت إذا عرفت هذا أبيض تعرف معنى السواد, إذا عرفنا معنى التنزيل نستطيع أن نقف على معنى التأويل. إذن في المرحلة الأولى لابد أن نتوفر على أنه ما هو مراد رسول الله’ أنه قال >كما قاتلت على التنزيل أو كما قوتلتم على تنزيله<.
طبعاً هذه القضية إذا اتضحت سوف تتضح عندنا قضايا كثيرة, ولكن أولاً أوضح هذه الحقيقة وبعد ذلك سأشير إلى النتائج المترتبة على فهم هذه الحقيقة. رسول الله’ حتى لا أطيل على المشاهد الكريم قال بكلمة واضحة وصريحة لا إبهام فيها أن المسؤولية التي أنا مسؤول عنها وألقيت على عاتقي في المرحلة التي أنا عشتها هي أنه وظيفتي أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله, التفتوا إلى العبارة أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله حتى يؤمنوا حقيقة بالتوحيد أو فقط يقولون بأفواههم لا إله إلا الله؟
المقدم: هذه أنت تفسرها.
السيد: الآن لا, الآن نقرأ النص لا أذهب يميناً ويساراً أحاول أن أقرأ النص أن رسول الله ماذا يقول, أنا لا أريد أن أقول شيء من عندي وبعد ذلك أفسر ما قاله رسول الله, نعم, تعالوا معنا إلى (سلسلة الأحاديث) وهذه الأحاديث التي ننقلنا لكم من الأحاديث الصحيحة بل وبعضها متواترة فلهذا لا نحتاج إلى أن نذكر عشرات المصادر لها, إذا كان أعلام المسلمين يقولون أنها متواترة فلا نحتاج إلى البحث السندي.
هذا كتاب (سلسلة الأحاديث الصحيحة, تأليف العلامة الألباني, ج1, ق2, ص764 رقم الحديث 407) [أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله] التفتوا واللطيف أنه أقاتل, يعني كما قاتلت على تنزيله إذن القتال على ماذا كان؟ أن يقولوا الناس لا إله إلا الله, أو قوتلتم على تنزيله يعني أن يقولوا الناس لا إله إلا الله, إذن هذا الحديث يفسر معنى التنزيل الذي ورد هناك, [قاتلت على التنزيل وقوتلتم على تنزيله< ما هو التنزيل؟ أن يقول الناس لا إله إلا الله, يا رسول الله إذا قال الناس لا إله إلا الله ماذا يحدث, قال [فمن قال لا إله الا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه< التفت جيداً, قالها وهو مؤمن بها؟ الجواب: ليس بالضرورة ذلك, لأنه قال فقط يقول لا إله إلا الله سواء كان هناك إيمان في القلب أو لم يكن إيمان.
قد يقول قائل سيدنا لا, عندما يقول رسول الله حتى يقولوا لا إله إلا الله يعني حتى يؤمنوا بذلك, الجواب: لا, توجد قرينة في آخر الحديث الذي يعبر عنه العلامة الألباني: [وهو حديث متواتر قطعي الصدور] قال: [وحسابه على الله].
المقدم: قضية الإيمان وقضية الباطن وقضية هل عقد القلب أو لم يعقد القلب أو هل دخل الإيمان في قلبه أو لم يدخل, هذه كلها أنا مسؤول عنها في هذه المرحلة أو لست مسؤولاً؟ لا لا أبداً غير مسؤول, والأحاديث في هذا المجال كثيرة جداً.
حديث آخر (رقم الحديث 408, ص767): >أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً’ رسول الله< تقول سيدنا هنا يوجد يشهد لا يوجد يقول؟ إذن هذا مرتبط بالبعد الإيماني, بالبعد العقد القلبي على ذلك.
أنا لاأجيبهم من نفسي هذا (القرآن الكريم) كما ورد في سورة المنافقون, الآية 1) قال تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله} الله يقول {والله يعلم أنك لرسوله} واقعاً ما يقولونه صحيح {والله يشهد أن المنافقين لكاذبون} إذن ليس بالضرورة إذا شهد أشهد أن لا إله إلا الله إذن بالضرورة هو مؤمن لا, قد يكون منافق, أنا لا أريد أن أقول كل من قال, حسب الآية الصريحة يقول: إذن ليس كل من شهد الشهادتين فهو بالضرورة دخل الإيمان في قلبه, بل لعله لم يدخل الإيمان بل هو يبطن الكفر ويظهر الإسلام. إذن لا يقول لي قائل الرواية >حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة< بلي نعم, كانوا يقيمون الصلاة ولكنه كان كذا وكذا, >ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله< نفس البيان, يعني أنا لست مسؤولاً عن باطنهم وإنما مسؤول عن الظاهر عن القول عن الشهادة الظاهرية وهذا هو المراد من التنزيل. هذه الرواية أخرجها البخاري.
ورواية ثالثة: أخرجه مسلم >قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله< كلها تنتهي هذه الأحاديث >وحسابهم على الله< لماذا؟ باعتبار أنه هذا كان صادقاً في دعوى الإيمان أو كان كاذباً في ذلك أنا لا أعلم ذلك أنا عليّ بظاهر الإسلام وهم شهدوا أنهم يشهدون بالإسلام.
المقدم: أو يعلم ولكن مهمته.
السيد: نعم أحسنتم, تنحصر, جداً نكتة مهمة, نعم يعلم المنافقين وكان يعرفهم فرداً فرداً ولكن ما كان يتعامل على أساس بواطنهم على أساس سرائرهم على أساس حقائقهم.
ولذا أنتم تجدون القرآن الكريم تكلم بشكل واضح وصريح لبيان هذه الحقيقة وإن كنا نتأخر ولكنه لتتضح الحقيقة. تعالوا معنا إلى سورة الحجرات, في سورة الحجرات الآية 14, قال تعالى: {قالت الأعراب آمنا} من الأعراب؟ أولئك الذين دخلوا في دين الله أفواجاً {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} هؤلاء قالوا آمنا, القرآن الكريم على أدبه الرفيع قال لرسوله {قل لم تؤمنوا} طبعاً هذا من باب الأدب وإلا {قل لم تؤمنوا} بل تكذبون أنتم كاذبون, بأي دليل؟ بدليل الآية 17 في نفس السورة {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين} يعني دعواكم تلك ماذا.
المقدم: إن كنتم صادقين يمن عليكم, فأنتم كاذبين كيف.
السيد: أحسنتم, فما حالكم, إذا كنتم صادقين ولستم بصادقين يعني كاذبون, أنتم فإذا كنتم صادقين فالمنة من الله عليكم فما بالكم وأنتم كاذبون. لماذا.
المقدم: لكن بشكل أدبي.
السيد: أحسنتم, لم يقل أنت كذاب, وهذا من أدب القرآن هذه أخلاقية القرآن {قل لم تؤمنوا} ولكن ماذا؟ {ولكن قولوا أسلمنا} هذا الإسلام مقبول عند الله أو ليس بمقبول؟ يقول جملة من المحققين وأعلام المفسرين أن هذا الإسلام حتى هذا الإسلام لم يكن مقبولاً لماذا؟ لأنه لو كان مقبولاً لقال الله ولكن أسلمتم, قال لا ما قال قولوا أسلمتم, {قولوا أسلمنا} لا أقل تكونون صادقين في هذا القدر وهو دعواكم الإسلام وإن كان لا قيمة, نطقكم بالشهادة كافي {ولكن قولوا أسلمنا} ولكن ما هو الإيمان؟ {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} إذن الإيمان قضية أخرى, الإسلام شيء والإيمان شيء آخر, ورسول الله كان مأموراً بأن يقبل إسلام يسلموا يسلموا, أعم من أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا. نعم, لا إشكال أن ثلة عالية وواسعة من الذين أسلموا من المهاجرين والأنصار بالإضافة إلى إسلامهم آمنوا وبلغوا أعلى درجات الإيمان وإلا أولئك الذين قاتلوا معه في الحروب في بدر والخندق وحنين وأحد هؤلاء كانوا مسلمين لا, كانوا والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار, ولكن ليس كل من حول رسول الله’, لا, ليس كل من حوله ينطبق عليهم بأي دليل؟ بدليل هذه الآية {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}.
ولذا نجد أن العلامة الآلوسي عندما جاء إلى ذيل هذه الآية المباركة من تفسيره الكبير (روح المعاني في ذيل الآية, ج25, ص403) قال: [قل لم تؤمنوا اكذاب لهم بدعوى الإيمان] إذن ما هي الحقيقة؟ قال الحقيقة [بيان ذلك: أن الغرض المسوق له الكلام توبيخ هؤلاء في منّهم بإيمانهم بأنهم خلو عنه أولا] يوبخهم يقول أولاً أنتم خلوتم عن الإيمان, لا إيمان لكم.
المقدم: هذه البضاعة التي تدعونها هي فارغة, لا توجد.
السيد: لا توجد, وثانياً: حتى لو وجدت فالله يمنّ عليكم. قال: [في توبيخ هؤلاء في منّهم بإيمانهم بأنهم خلو عنه أولاً, وبأنهم الممتنون إن صدقوا ثانياً] يعني الله يمن عليهم, لا أنه هم يمنوا إن صدقوا وليسوا بصادقين.
المقدم: هؤلاء صحابة بالتأكيد.
السيد: يقيناً لأن هؤلاء الحديث موجه إلى الرسول {قل} لهم, الحديث معهم.
المقدم: إذن هذه أيضاً تبطل نظرية عدالة الصحابة.
السيد: نظرية أنهم كلهم عدول وأنهم كلهم على أعلى درجات وكلهم في الجنة لا, هذا صريح الآية القرآنية.
المقدم: ظهر أنهم لم يؤمنوا.
السيد: لم يؤمنوا, وبعد ذلك ستأتي الشواهد هذه مقدمة تمهيدية للبحث. ولذا في آخر المطاف يقول: [كأنه قيل] من يقول؟ العلامة الكبير الآلوسي [كأنه قيل: قل لم تؤمنوا فلا تكذبوا ولكن قولوا أسلمنا لتفوزوا بالصدق في قولكم وإن فاتكم الإيمان والتصديق] لا أقل اصدقوا في قولكم.
المقدم: الأخ يقول أنا كافر.
السيد: لا أقل لا لا تقول كافر, لا أقل قل أنا مسلم حتى تكون صادق في دعواكم لماذا تريد أن تكذب في كل شيء لا أقل أنت لا تؤمن لا تؤمن لا أقل احترم نفسك وقل أنا مسلم صادق.
المقدم: هذا لأنه لا يؤمن بالغيب لأنه لو كان يؤمن بالغيب ويعلم أن الله يعلم سرهم.
السيد: أحسنتم, وسيخبر رسوله. قال: [ولكن أسلمتم.. والمطلوب ولا يحتاج هذا ..] إلى آخره.
إذن بهذا البيان اتضح بشكل واضح وصريح أن رسول الله بمقتضى الروايات المتواترة, وبمقتضى الآيات القرآنية أن الوظيفة والمسؤولية التي كانت بمقتضى شروط المرحلة أنه من أظهر الإسلام فقد عصم منه ماله ودمه وانتهى له أحكام الإسلام وحسابه على الله.
وهنا سيتضح للمشاهد الكريم, وهذا ما سنقف عليه لاحقاً, ولكن أشير إليه إجمالاً. وهنا ستقف عند ذلك أنه كيف أنه في زمن الإمام علي بن أبي طالب أن الآلاف من المسلمين وقفوا وحاربوا من؟ حاربوا علياً.
المقدم: حاربوا إمامهم.
السيد: حاربوا إمامهم حاربوا ولي أمرهم حاربوا من قال رسول الله حربه حربي وسلمه سلمي >من أحب علياً فقد أحبني, ومن أبغض علياً فقد أبغضني, ومن حارب علياً فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله< كيف وقع؟ الجواب: أن كثير من هؤلاء المسلمين واقعاً كانوا من هذه الطبقة الذين لم يتمكن بعدُ الإيمان من قلوبهم {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} ولكن من أساء؟ ومن أساء الاستفادة منهم أن هناك بعض الصحابة وعلية الصحابة جاؤوا إلى هؤلاء فخدعوهم عن الواقع. تقول سيدنا هذا التعبير وخدعوهم عن الواقع لعله عبارة منك وثقيله.
أقول: هذه أمامكم أنا أنقل كلام من بعض أعلام أهل السنة, هذا كتاب (الروضة الندية شرح الدرر البهية, تأليف محمد صديق حسن خان القنوجي البخاري, حققه: محمد صبحي حسن حلاق, مكتبة الكوثر الرياض) الكلام ليس مني الكلام من القنوجي البخاري, يقول: [بيان حكم من حارب عليا] وسيأتي هذا البحث, ولكن إجمالاً كمقدمة توطئة, أقول: [وأما الكلام فيمن حارب علياً كرم الله وجهه] كما في الكتاب [فلا شك ولا شبهة أن الحق بيده في جميع مواطنه] بيد من؟ بيد علي, قد تقول سيدنا أو قد تقول للكاتب كيف تستطيع أن تقول هذا وفي قباله الطلحة والزبير وهؤلاء من أعلام ماذا.
المقدم: وأمهات المؤمنين.
السيد: أحسنتم, [أما طلحة والزبير ومن معهم] تأدباً لا يقول من معهم [فلأنهم قد كانوا بايعوه فنكثوا بيعته بغياً عليه وخرجوا في جيوش من المسلمين فوجب عليه قتالهم وأما قتاله للخوارج فلا ريب في ذلك والأحاديث المتواترة قد دلّت على أنهم يمرقون من الدين] مع أنهم كانوا يقولون أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله أو لا يقولوا؟ هذا أي دين الذي يمرقون منه ظاهر الدين أم حقيقة الدين؟ أي شيء كانوا يمرقون يخرجون منه وهم على أنهم أصحاب الصلاة والصيام وحفظ القرآن وقراءة القرآن وبعد ذلك سيأتي الحديث عنهم.
المقدم: فقط لو تسمح لي هذا الكلام الذي ينقل والذي طبع في الرياض لو كان أحد كتب مدرسة أهل البيت تقول به.
السيد: كانوا اتهموه بألف رفض ورفض.
المقدم: الآن يقول بغياً.
السيد: لا, بعد أكثر, مروق بلي, [كما يمرق السهم من الرمية, وأما أهل صفين] وعلى رأسهم كاتب الوحي, معاوية بن أبي سفيان بتعبيرهم أمير المؤمنين, أنظر ماذا يقول عنه من؟ القنوجي البخاري, [وأما أهل صفين فبغيهم ظاهر لو لم يكن في ذلك إلا قوله’ لعمار تقتلك الفئة الباغية لكان ذلك مفيداً للمطلوب ثم ليس معاوية ممن يصلحوا لمعارضة علي] أين الثرى من الثريا, يقول هذا أين وذاك أين, [ولكنه] من؟ معاوية [أراد طلب الرياسة والدنيا] الآن حديثي عن معاوية سيأتي لاحقاً أنا محل شاهدي هذه الجملة, كيف استطاع معاوية أن يفعل ذلك؟ مع أن الذي يقابله من هو؟ علي بن أبي طالب >لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق< قال: بين قوم أغتام لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً] {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} {قولوا أسلمنا} وهذا يفسر لك أنه كيف استطاعوا أن يجيشوا.
المقدم: هذه الأرضية الخصبة التي جعلت معاوية وأمثال معاوية.
السيد: في الجمل وصفين والنهروان وغيرها واستمرت هذه.
يقول: [بين قوم أغتام] أغتام يقول رجل أغتم يعني لا يفصح, [لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً, فخادعهم] هذا أمير المؤمنين معاوية كاتب الوحي. مخادع هذا ليس كلامي [فخادعهم بأنه طلب بدم عثمان فنفق ذلك عليهم] مرة عليهم هذه المؤامرة [وبذلوا بين يديه دمائهم وأموالهم ونصحوا له حتى كان يقول علي لأهل العراق إنه يود أن يصرف العشرة منهم بواحد من أهل الشام] صارفت معاوية الدينار بالدرهم, [وليس العجب من مثل عوام الشام] يقول العجب ليس هؤلاء.
المقدم: طبعاً مع احترامنا لكل أهل الشام هذا الكلام كلام في جيش معاوية, يعني لا يأتي غداً شخص ويقول.
السيد: نعم, يقول: [وليس العجب من مثل عوام أهل الشام] ممن العجب قال: [إنما العجب ممن له بصيرة ودين كبعض الصحابة المائلين إليه] إلى معاوية [وبعض فضلاء التابعين الذين يدافعون] وإلى يومك يدافعون عن أمير المؤمنين معاوية, [فليت شعري أي أمر اشتبه عليهم في ذلك الأمر حتى نصروا المبطلين وخذلوا المحقين وقد سمعوا قول الله تعالى:{فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}.
المقدم: هذا أيضاً محسن الظن فيهم كثيراً, يعني داخل قوسين أعزائي المشاهدين هذا الكتاب غداً سيمنع في السعودية.
السيد: الآن اسمحوا لي, هنا المعلق منهجه منهج من؟ منهج ابن تيمية المنهج الأموي أنظروا ماذا يعلق على كلام من؟ هو الذي حقق الكتاب, انظروا ماذا يعلق, وهذا الذي أنا قلت مراراً أن منهج أهل السنة يختلف عن منهج الإسلام الأموي أو منهج بني أمية وابن تيمية ومن يتبعه من الوهابية, يقول: [دخل الشارح في].
المقدم: لو تكررون اسمه.
السيد: اسم المحقق, (حققه: محمد صبحي بن حسن حلاق) والكتاب مطبوع في الرياض كما قلنا.
المقدم: هذا الكلام الآن للمحقق.
السيد: نعم للمحقق, يقول: [دخل الشارح في مأزق لا قبل له به, ولا قوة لديه فيه, فما له ومال الصحابة].
المقدم: هناك عنوان يعني عدالة الصحابة.
السيد: عنوان مقدس, يعني إذا نحن قلنا عن الأئمة عن علي وأولاده أن هؤلاء الأئمة كذا يقولون لماذا تقدسون, أما عندما تصل إلى الصحابة لا يحق لأحد أن, من قبيل تضرب الأمثال ولا تقاس واقعاً, من قبيل قضية ما وقع على اليهود في ألمانيا.
المقدم: الهولوكست.
السيد: الهولوكست, قضية مختومة تاريخياً لا يحق لأحد أن يناقش فيها, يا أخي أريد أن أكتب تحقيقاً, لعلي أنتهي إلى نفس النتيجة يقول أبداً, هذا الباب خط أحمر في منظومة المعارف الدينية. وهذه من بركات أهل البيت أنه لا يوجد عندنا خط أحمر في المعارف. قال: [ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه] يعني هذا الإنسان تجاوز حدوده, [والحاضر يرى] بدأ بالتسويق وبدأ بالتبرير والتوجيه [والحاضر يرى ما لا يراه الغائب وهذه الفتن] يعبر عنها فتن يعني علي كان صحاب فتنة أو لا أقل طرف في الفتنة, لا أنه كان منفذاً لمسؤولية أوكلها إليه رسول الله >تقاتلهم على التأويل<.
المقدم: {وما ينطق عن الهوى} يعني هي مسئولية إلهية.
السيد: لا, لابد أن نضع رسول الله حتى في خانة الاستفهام لأجل حفظ كرامة معاوية ولأجل حفظ كرامة طلحة والزبير وعمر وأبو بكر كل ما يرتبط برسول الله نضعه تحت الاستفهام لأجل حفظ كرامة حتى معاوية الذي هو من الطلقاء وهكذا.
المقدم: وعمر بن العاص.
السيد: وهكذا, قال: [وهذه الفتن قد تنسي الحليم حلمه والذكي عقله فلا ندري عذر من كان مع معاوية من الصحابة] لابد كان لهم عذر [وقد غلب على الشارح] التفتوا هذا المنطق الذي الآن نجده بمجرد أن يأتي شخص على موقع على فضائية على كتاب يدافع عن الحق عن الحقيقة بالأدلة أنظروا ماذا يتهم [وقد غلب على الشارح ما يغلب على الأعاجم من التشيع].
المقدم: صار أعجمياً.
السيد: صار أعجمياً أولاً وصار رافضياً ثانياً, [وظهور المزري بأهل الإنصاف وظهور الحجة وقيام الأدلة على أن الحق بجانب] الآن هذا كل الكلام [واعلم أن أهل السنة] هذا الكلام كله من أين ينقله من؟ هذا المحقق (العقيدة الواسطية, لابن تيمية, ص25) إذن هذا ليس كلام المعلق, هذا كلام من؟ كلام ابن تيمية, اتضح المنهج.
ولذا أعزائي, في مورد آخر نجد هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح, أقرأ جملتين أو ثلاث من كتاب آخر أنا أريد أن أقول بأنه هذه الآية المباركة وهذا الذي استعمله رسول الله لأسباب تاريخية مرحلية ضرورة كانت الضرورة التاريخية تقتضي هذا المعنى وهو أنه أن يوسع دائرة الأمة الإسلامية ولكنه بغض النظر أنهم آمنوا دخل الإيمان أو لا, كانت لها نتائج هذه النتائج كان مسؤول عن تصحيحها من؟ علي بن أبي طالب >وتقاتلهم على تأويله< هذا كتاب آخر (الأنوار البهية بفضائل أهل البيت النبوي والذرية الطاهرة, جمع: أبي الفتوح التليدي, مكتبة الإمام الشافعي, دار ابن حزم, ص71) أولاً ينقل عبارة, يقول: [قال النووي في شرح مسلم, قال العلماء هذا الحديث حجة] أي حديث؟ >تقتلك الفئة الباغية< [حجة ظاهرة في أن علياً كان محقاً, والطائفة الأخرى بغاة] من؟ يعني معاوية [لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم]. أنظروا ماذا يعلق التليدي عالم من علماء أهل السنة [قلت: الأمر كما قال] وهو أنهم هؤلاء بغاة, [لكنه ها هنا إشكال طالما اختلج في صدور أهل الإيمان وطالبي الحق لم نجد له حلاً عند أهل السنة] أجيبونا عندنا سؤال والسؤال موجه [وهو أنه كيف يبقى للفئة الباغية اجتهاد] إذا هم بغاة, هذا طعن في رسول الله, لأنه يقول بغاة, يقول أنت لا, اجتهد فأخطأ.
المقدم: هو باغية كيف.
السيد: باغي, طيب رسول الله كان بإمكانه أن يقول وطائفة تجتهد فتخطأ, لماذا يعبر عنهم باغية, ولكن يطعن في رسول الله وفي حديث رسول الله الحديث متواتر هذا الحديث, وسيأتي بعد ذلك إن شاء الله تعالى لأجل من؟ لأجل حفظ كرامة عمر ابن العاص, لأجل حفظ كرامة معاوية, لأجل حفظ كرامة هذا الإنسان الذي فعل ما فعل, ومخالفته لسنة رسول الله أشرنا إليها.
يقول: [وأنه كيف يبقى للفئة الباغية اجتهاد وأجرٌ ورفع الإثم وقد اتضح لهم حقية علي وخطأهم وبغيهم بقتل عمار] إلى أن يأتي في (ص72) يقول: [ومع ذلك قد أصروا جميعهم على عداوة الإمام علي] يقول لو كان اجتهاداً. إصرار يعني توجد منهجية عقدية دينية سياسية اعلامية جهاز كامل لأجل ماذا [على عداوة الإمام علي وأهل بيته ولعنه على منابرهم حتى بعد موته فكيف يتفق هذا مع الاجتهاد].
المقدم: يعني اجتهد وأخطأ لربما في واقعة أما أن يستمر سبعين سنة.
السيد: بعد [إنا نأمل الإجابة عن هذا الإشكال] أي إشكال؟ أنهم اجتهدوا فأخطئوا ولهم أجر [إنا نأمل الإجابة عن هذا الإشكال من أهل العلم والحق بكل صراحة وبلا تعسف ولا تحيز ولا مداهنة علماً بأننا جميعاً من أهل السنة وطالبي الحق].
المقدم: يعني لا تزايدني.
السيد: أحسنتم, مباشرة تقول صرت أعجمي وصرت رافضي وصرت شيعي لا لا أبداً, أبقى أنا من أهل السنة ولكن هذا ليس معناه أنه إذا كنت من أهل السنة لا أسال عن الحق والحقيقة.
المقدم: وأهل السنة يعني.
السيد: ولهذا أنا قلت مراراً وتكراراً أنه لابد أن نميز في المنهج بين أهل السنة نحن لا نوافق على هذا المنطق الذي نجده في بعض الفضائيات والقنوات وبعض المتكلمين الجهلة الذين يحاولون أن يجعلوا كل المسلمين في دائرة واحدة وفي خانة واحدة وينسبوا إليهم النصب والعداء لعلي وأهل بيته, هذا كلام لا أصل له, عموم أهل السنة من المحبين لعلي ولأهل بيته, والدليل هذا. نعم قد لا يتفقون معنا في عصمتهم ذاك بحث آخر, قد لا يتفقون معنا في النص عليهم ذاك بحث آخر, ولكنهم ممن أحبوا, نعم نحن مشكلتنا مع النهج الأموي, نحن مشكلتنا مع النهج التكفيري نحن مشكلتنا مع أولئك الذين فعلوا ما فعلوا في صفين وبقوا يلعنونه إلى عشرات السنين بعد ذلك.
المقدم: يعني سماحة السيد هنا لربما المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه النقطة وهي جلية يعني أنت عندما تنتقد صحابي بمستوى معاوية كما يسميه الآخرون يصفونك بأنك خارج عن الدين وأنك كذا ورافضي وشيعي وأعجمي وصفوي ومجوسي إلى آخره, لكن يقتل صحابي آخر ويعتبر اجتهاد وله حسن.
السيد: ويلعن بعد ذلك, لا فقط يقتل.
المقدم: لا أنا أقصد عمار سماحة السيد.
السيد: بلي أحسنتم, لعنوه هو من معه, ومن ناصره, المهم, يقول: [علماً باننا جميعاً من أهل السنة وطالبي الحق ومن أعداء الروافض وغلاة الشيعة] لا يزايد علينا أحد, نحن أيضاً لا نوافق على الشيعة وعلى معتقدات الشيعة.
المقدم: ونحن أيضاً من أعداء الغلاة.
السيد: واقعاً, المهم, يريد أن يبين اعتقاده, ولكن هذا لا يعني, الآن سؤالي الأخير وهو أنه: كيف حصل هذا؟ حصل باعتبار {قل لا تمنوا عليّ إسلامكم بل الله يمن عليكم} الآية المباركة التي قرأناها {وقالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا} الآية التي قراناها الآية 17 {وقالت الأعراب آمنا قل لن تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} ليس بالضرورة أنا أريد أن أدعي أن هؤلاء كلهم كانوا من المنافقين لا, مقصودي أنه لم يتمكن ولم يستقر الإيمان لم يعرفوا شيئاً, ولذا قال: {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمنون عليكم…} إلى آخره.
تتمة الحديث لابد..
المقدم: إن شاء الله, أعزائي المشاهدين نتوقف عند فاصل قصير نستمع بعده إلى مداخلاتكم, أذكر السادة الأعزاء أن تكون المداخلة في الموضوع اولاً ومختصرة جهد الإمكان لكي نفسح المجال أكثر لأكثر عدد ممكن من الأخوة فاصل ونعود.
المقدم: أعزائي المشاهدين أحييكم في الفقرة الأخيرة من البرنامج نستمع إلى مداخلاتكم وأتصور أن لدينا ما يقرب عشرين دقيقة أقل أو أكثر إلى نهاية البرنامج استمع إلى أبي محمد من مصر تفضل:
الأخ أبي محمد: سلام عليكم, أستاذ علاء, نحن موضوع هذه المغالطات التي تصير ويصرون على أنه اجتهد فأخطأ أنا اعتقد يحتاج إلى محاضرة السيد الحيدري يتكلم بها عن موضوع العشرة المبشرين في الجنة, لأنه لا يعقل أن يكون الزبير والطلحة أو عمر من المبشرين بالجنة, وبنفس الوقت يقومون بهذه الأخطاء, لهذا السبب نحتاج إلى رأي الشيخ في هذا الحديث.
المقدم: إن شاء الله إن كان لديكم سؤال آخر نستمع وإن شاء الله سماحة السيد سوف يتحدث عن هذا الموضوع أرجو أن يخصص حلقة أو أكثر من حلقة كاملة في هذا الاتجاه, شكراً لك, الأخ أبو علي من أمريكا تفضل:
الأخ أبو علي: سلام عليكم, سؤالي: في حديث الرسول’ أنه كل من نطق بالشهادتين قد عصم منه دمائهم, هل تقع هناك شبهة في قتال الإمام علي على تأويل القرآن, لأن أولئك كانوا مسلمين أيضاً وإن كانوا بغاة وحتى بالنسبة لسيد شباب أهل الجنة, عندما قاتل البغاة فهل هناك من مقياس لكي نعرف من هو الذي ينطق بالشهادتين ودمه غير معصوم ومن يحدد ذلك هل هناك حديث آخر للرسول يحدد من هو الذي ينطق بالشهادتين ودمه غير معصوم وشكراً لكم.
المقدم: شكراً لك, محمد من الجزائر:
الأخ محمد: سلام عليكم, قال الله عز وجل {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضوانا} أنا أريد أن أسأل الشيخ من هؤلاء الذين يراهم المؤمنين ويراهم الله عز وجل ركعاً سجدا, إذا كانوا أصحاب رسول الله’ فكيف نقول بأنهم غير صادقين أو يدخلهم في دائرة النفاق والعياذ بالله هذا أولاً, وثانياً.
المقدم: طيب أخ محمد الآية التي قرأتها {محمد رسول الله والذين معه} أرجو أن تكملها, للأسف الشديد انقطع الاتصال. من السعودية الأخ شاكر:
الأخ شاكر: سلام عليكم, أحب أن أشكر كلام السيد عل الكلام الحلو وأريد أن أسأله عن العشرة المبشرين بالجنة هل هم معصومين أو غير معصومين.
المقدم: إذن نحتاج إلى حلقة في هذا المجال لكي يستمع الأخوة, شكراً لشاكر, الأخ سامي من السعودية:
الأخ سامي: سلام عليكم, أنا من مدينة جيزان جنوب المملكة العربية السعودية وكنت أدرس في المعهد العلمي في جيزان, المعهد العلمي أدرس دراسات الوهابية, وكانوا يقولون لنا أنه يزيد أفضل من الحسين والحسين غلطان وهذا الكلام, ولكن الحمد لله من ما يقارب عشر سنوات عرفت الحقيقة الحمد لله بفضل الكتاب الذي أخذته بعنوان (رأس الحسين) من المكتبة عندهم, فأقول لك أننا الحمد لله محافظين في منطقتنا ولو على الأسماء لا نسمي إلا علي حسن حسين حمزة هل يعتبر ولو لنا فضل ولنا أجر فيه خاصة ونحن من أبناء السادة, وكذلك أريد أن أبلغك بحاجة بسيطة, أنه الناس هنا جداً غافلين لا يعرفون أي شيء بصراحة, أنا اعتقد أنهم لا يعرفون حتى الحسن والحسين ثق تماماً أقسم بالله لك لا يعرفون شيئاً, فهل عليهم إثم أو شيء من هذا القبيل لأنهم جداً جهلة يعني في مناطق نائية قلت صحراوية لا يوجد فيها حتى كهرباء وشكراً لكم.
المقدم: شكرا لك, أتصور أن جيزان أو جازان تقع في جنوب غرب السعودية وقريبة من اليمن, هناك لربما هم من حيث النسب أقرب إلى اليمن منه إلى السعودية, وهذا الإعلام هو الذي جعل هؤلاء الناس يعرفون يزيداً ومعاوية ويفضلونهم أكثر مما يعرفوا بفضل واسم أئمة أهل البيت وأهل بيت رسول الله, وسيدا شباب أهل الجنة.
السيد: بغض النظر أنهم أئمة أو معصومون.
المقدم: ماجد من العراق تفضل:
الأخ ماجد: سلام عليكم, حياكم الله وحيا الله مرجعيتكم الشمولية الناطقة المدافعة عن الحق وعن مذهب أمير المؤمنين, ثلاث دقائق أريد من الوقت.
المقدم: لا ثلاث دقائق كثيرة, أخ ماجد للأسف ليس لدينا مثل هذا المتسع إذا توجز بدقيقة واحدة أكون شاكراً لك تفضل:
الأخ ماجد: إذا أمكن الوقت, طيب, ذكرتم سماحة السيد في الأسبوع الماضي كيفية انتقال الخلافة من الأول والثاني من طرق الشيعة, وأنا أؤيدكم الآن من طرق عامة المسلمين, فقد ذكر تاريخ ابن الأثير ج3, ص67, والبداية والنهاية لابن كثير, ج7, ص144, ودول الإسلام للذهبي, ص10, عندما طعن عمر بن الخطاب أوصى منتخب رجل من ست رجال هم علي بن أبي طالب عثمان بن عفان..
المقدم: ماجد هذا ذكرناه في الحلقة السابقة وأنت ذكرت المصادر على أية حال وهو أيضاً ذكر المصادر شكراً للأخ العزيز ماجد من العراق, هل هناك اتصال آخر أم نستمع, محسن من العراق تفضل:
الأخ محسن: سلام عليكم, عندي عدة نقاط: مسألة النهج الأموي ينتشر بالإقليم بالسليمانية باسم مدارس الشافعية, هنا من يصر على مسألة الحديث على التأويل يعني الآن الحديث بداية الحلقة أريد أن أناقشه يعني يجوز التأويل أو ما يجوز, ..
المقدم: التأويل سيأتي لاحقاً إن شاء الله, هل لديك أمر آخر.
الأخ محسن: أريد أن يسمح لي سيد كمال هذه المحاضرات على الانترنت وفي أوقات أنا أضطر أن أترجمها للغة الكردية حتى أفهم الناس لأنه صراحة يعني ما أستطيع أن كلها أرتبها إذا يصير تعاون أن أأخذ إجازة من الدوام أأتي لقم ونرتب شيء .. والله أنا تعبت وحدي ولا أعرف ماذا أفعل.
المقدم: إن شاء الله يمكنك التعاون مع موقع سماحة السيد الحيدري أو موقع قناة الكوثر ويمكنك الاتصال من خلال موقع سماحة السيد وإن شاء الله سوف يعني تستمع الإجابة.
الأخ محسن: يعني ما يصير أن أأتي إلى هناك لأنها مسألة كثيراً ..
المقدم: إن شاء الله اتصل وسوف يكون إن شاء الله هناك تعاون, اكتفي بهذا القدر من الأسئلة لكن استمع إلى أجوبة سماحة السيد يعني هناك أسئلة كثيرة.
السيد: في الأعم الأغلب إما المهم, نجيب عليها ما فيها مشكلة, الأخ أبو محمد من مصر قال العشرة المبشرة, وهذا بحث لابد أن نقف عنده لنرى أنه أساساً هذا الحديث معقول أو غير معقول, يعني هذا المضمون يمكن أن يصدر من رسول الله أو لا يمكن, هناك ضوابط لمعرفة المضمون وفقه الحديث فلابد من تطبيق الضوابط عليه فإن أمكن تطبيق تلك الضوابط وصح الحديث مضموناً لا سنداً فقط, عند ذلك نأخذ به أما إذا كان الحديث متناقض في نفسه كما تقدم فيما سبق قلنا أن حديث اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر عمر, هذا حديث متناقض لماذا؟ لأن أبو بكر وعمر اختلفوا فيما بينهم فنتقدي بهذا أو نقتدي بذاك, هذا بغض النظر عن السند, إذن أعزائي إن شاء الله تعالى لأنه كانت طلبات متعددة للوقوف عند هذا الحديث وأنه علي كان من المبشرة بالجنة. وطلحة والزبير أيضاً كانوا من المبشرة بالجنة, إذن كيف يمكن أن يقتل أحدهما الآخر, كيف يمكن أن يكون القاتل والمقتول كلاهما في النار, كيف يعقل هذا, هذا حديث إن شاء الله سنقف عنده لاحقاً.
المقدم: وهناك أحاديث كثيرة تنقض هذا المعنى.
السيد: سنأتي ولهذا قلت لابد أن نقف بحثاً تفصيلياً عند هذا الحديث.
المقدم: إذن قضية أنهم معصومون أو لا أيضاً سيجاب عليها ضمن هذه البحوث. سؤال أبو محمد والأخ شاكر من السعودية أتصور أجبنا عليه, فيما يتعلق بسؤال أبو علي من أمريكا قال أن هؤلاء أيضاً الذين قاتلهم الإمام علي هؤلاء مسلمون بشكل عام. وإن كانوا بغاة يعني كيف نحل هذا الإشكال.
السيد: الإشكالية قال رسول الله’ هو أجاب عن هذا الإشكال لا أنا الذي أجبت عليه, قال رسول الله’ كما قرأنا في الحديث قال: >أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام< فإذن هناك حقوق, مثلاً على سبيل المثال لو قتل إنسان عمداً طيب يقتص من الذي قتل عمداً, ومن موارد الخروج على إمام زمانه ولكن الإمام الحق, لا مطلق إمام الزمان وهذا له شروطه في مبحث الإمامة, وإذا كنا في عصر الغيبة الكبرى, يعني لا في عصر الإمام المعصوم, في عصر الإمام المعصوم يعين ذلك الإمام المعصوم في عصر الغيبة أوكل ذلك إلى العلماء الذين نصبوا من قبل الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في عصر الغيبة الكبرى, >وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله<.
المقدم: أساساً حتى مسألة القصاص التي هي عادة تقع بين مسلمين.
السيد: وأيضاً بيد الحاكم, يعني لا يستطيع القاتل يذهب أقول لا يستطيع ولي الدم أن يذهب ويقتل وإلى غير ذلك.
المقدم: سؤال محمد من الجزائر كان أنه يقول {محمد رسول الله..}
السيد: أنا قلت له أن تقرأ الآية للآخر ولو كان قرأها لوجد أن هناك مجموعة من الشروط لابد أن تتوفر, ومن تلك الشروط الإيمان والآية المباركة أشارات من الأعراب من لم يدخل الإيمان في قلوبهم إذن.
المقدم: وأشرتم أيضا في الحلقة أن هؤلاء الذين قاتلوا في بدر والذين قاتلوا كثير منهم دخل الإيمان قلوبهم وهم الذين كانوا رسل هذه الدعوى.
السيد: أن كل الصحابة أنه كذلك هذا غير صحيح. وبعبارة أخرى: أريد أن انقض الموجبة الكلية مائة في المائة ليست صحيحة, لكن لا أريد أن أؤمن بالسالبة الكلية يعني كل الصحابة ليسوا من المؤمنين هذا كلام باطل.
المقدم: أتصور لدنيا اتصال من فرنسا أبو بكر تفضل:
الأخ أبو بكر: سلام عليكم, أنا أريد أن اسأل فضيلة الشيخ في قضية البغي, هل البغي هو اجتهاد في الحق أم اجتهاد في الباطل. والسلام عليكم.
المقدم: والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, بدقيقة واحدة هل البغي اجتهاد في الحق أم في الباطل.
السيد: في جملة واحدة سيأتي إن شاء الله تعالى عندما نقف على الحروب التي خاضها الإمام أمير المؤمنين في خلافته لنعرف أساساً ما هو البغي ومتى يكون حقاً ومتى يكون باطلاً, هنا سيميز أما الآن فبعد لم نبحث ذاك البحث أولاً لابد أن نعرف البغي وبعد ذلك لابد أن نرى هل ينقسم إلى حق وباطل أو لا ينقسم, بعبارة أخرى: هل البغي من قبيل بعض الأمور التي تنقسم إلى حق وإلى باطل أو البغي من قبيل الكفر هل يعقل أن نقول الكفر إما حق وإما باطل أيعقل أن يكون الكفر حقاً مثلاً, هذا بحثه سيأتي عندما نعرف البغي في محله.
المقدم: شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, أعزائنا المشاهدين نعتذر للتشويش الذي طال بث القناة في هذه الليلة ولربما سنشاهد مثل هذا التشويش في حلقات أخرى لا أدري لهذا البرنامج أم لكل بث القناة, على أية حال أشكركم على حسن المتابعة حتى لقاء آخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.