نصوص ومقالات مختارة

  • مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته الحلقة الثانية

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، أحييكم من استديوهات قناة الكوثر الفضائية بمدينة قم المقدسة، ومعكم في هذه الحلقة من مطارحات في العقيدة.

    مختارات من مقامات المصطفى(صلى الله عليه وآله) في قسمه السادس، مشروعية التوسل بالنبي(صلى الله عليه وآله)، في حياته ومماته، في قسمة الثاني.

    أحيي مشاهدينا عبر الفيس بوك وأيضاً مستمعينا عبر إذاعة طهران العربية، وأيضا قناة المصطفى للإخوة في جنوب كندا، وشمال الولايات المتحدة، أحيي وأرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلا ومرحبا بكم سيدنا في هذه الحلقة من مطارحات.

    قبل أن نعود إلى حديث التوسل وموضوع التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله)، هناك كلام كثير عن أهمية مثل هذه المباحث، وقد يرى البعض أنها تسيء، خاصة وأن الأمة الإسلامية تعيش اصطفافات مذهبية على مستوى العالم، وخاصة في منطقتنا، وربما في الأيام الأخيرة شاهدتم وسمعتم بالتفجيرات التي أودت بحياة العشرات، سواء كان في باكستان أو في العراق، وأيضاً في سوريا وغيرها من البلدان الإسلامية، ما أهمية مثل هذه المباحث؟

    سماحة السيّد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    طبعاً القضية أو المسألة المطروحة وهي مسألة التوسل، ليس الحديث فقط في مسألة التوسل، نحن بعد ذلك سوف نعرض لمسألة الشفاعة، وبعد ذلك سوف نعرض لمسألة الاستغاثة، ومسائل من هذا القبيل. واقعا مَن الذي دعاني في هذه الدورة أن أقف عند هذه المسائل؟ أحاول أن أجيب عن ذلك من خلال ما يلي:

    الأمر الأول: هذه المسألة وهي مسألة التوسل وأشباه ونظائر هذه المسألة، نحن نجد في الآونة الأخيرة أنها هي الأساس الذي بدأ ينطلق منه البعض لتكفير المسلمين، ولهتك المسلمين، بل ولإراقة دماء المسلمين، على أي أساس؟ على أساس أن هؤلاء من المشركين، أن هؤلاء من أهل البدعة، أنه هؤلاء غلوا في دينهم، و…، ولذا تجدون الآن من أفريقيا إلى آسيا إلى أوروبا إلى غيرها من المناطق، أن الذريعة التي يتوسل بها هؤلاء، هو الاعتماد على مثل هذه المسائل. من هنا أريد أن أقف عندها قرآنيا، لنرى هل أنها تستحق واقعاً إراقة الدماء، أو لا تستحق؟، هل هي تسوغ ما نجده من هذه الانتهاكات ومن هذه التفجيرات، ومن هذا القتل على المذهبية والطائفية وغيرها، أو أنه لا يوجد أي مسوغ حتى لو اختلفنا دينيا وعقديا في هذه المسألة؟. إذن ليس الغرض هذه المسألة بما هي هذه المسألة، وإنما الغرض منها بيان أنه هل يوجد له أساس في القرآن الكريم؟، في كلمات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) تسوغ لهذه الجماعات التكفيرية، أن تقوم بما تقوم به كما أشرتم إليه عزيزي سواء في باكستان أو في أفغانستان أو في العراق أو في لبنان أو في سورية أو في شمال أفريقيا أو في تونس في المغرب في أندونسيا و…؟، وهكذا أعزّائي، واقعا ما هو الأساس الذي يستند إليه هؤلاء؟ هل له أساس قرآني محكم، متقن، يستحق مثل هذا التصرف أو لا يستحق ذلك؟، وأنا أتصور أن القضية واقعاً تستحق أن نقف عندها، لنرى أن الأساس الشرعي الذي يستند إليه هؤلاء.

    المقدّم: سيدنا قد يرى آخرون أن هؤلاء يؤمنون أساسا بمثل هذه البحوث أو لا؟

    سماحة السيّد: المهم أن العناوين التي يطرحونها، سواء كانت من عناوين النصرة أو عناوين الإسلام، أو أي عنوان آخر، يعني يرفعون شعارات لا إله إلا الله، محمد رسول الله، إذن يعني يقاتلون تحت لواء الإسلام، الآن هؤلاء اختُرقوا أو أن هناك أيادي، ذاك بحث آخر، ألآن أنا أتكلم عن العنوان والشعار العام لهؤلاء. هذا الأمر الأول.

    الأمر الثاني: الذي دعاني إلى أن أقف إلى هذه المسائل أعزّائي، وبودي أن الأعزة يلتفتوا حتى لا نحتاج أن نكرر البحث مرة أخرى. الأمر الثاني الذي بودي أن أشير إليه هو أن المسائل العقدية بالخصوص، (عموم المسائل الإسلامية كذلك) يمكن تقسيمها إلى القسمين أساسيين:

    القسم الأول: هي المسائل التي يوجد فيها اصطفاف مذهبي. بمعنى أننا عندما نأتي إلى بعض المسائل نجد أن الشيعة يقولون كذا ولا خلاف بينهم، وأن السنة على اختلاف اتجاهاتهم يقولون كذا ولا خلاف بينهم. هذا معناه بأن هذه المسألة فيها اصطفاف مذهبي، شئنا أم أبينا. بغض النظر عن أنه الآن نبحث أدلة هذا الطرف أو أدلة ذاك الطرف، ولكن هي بطبيعتها سجالية وفيها اصطفافات مذهبية وطائفية. من قبيل أن النبي (صلى الله عليه وآله) هل نص على شخص علي بن أبي طالب من بعده على الخلافة، أو لم ينص؟ وترك القضية شورى، أو ترك القضية لأهل الحل والعقد، أو أشار بعض الإشارات إلى بعض الصحابة ونحو ذلك؟. أنتم تعلمون أن من أوليات وأبجديات مدرسة أهل البيت، تعتقد أن النبي نص على علي من بعده بالإمامة والخلافة، والاتجاه الآخر ومدرسة أهل السنة، باختلاف اتجاهاتهم يقولون لم يثبت عندنا هذا المعنى. هذه المسألة بطبيعتها فيها اصطفاف مذهبي، شئت أم أبيت، القضية ليست أنه أنا أختار أو لا أختار. أو مسألة العصمة، أنه هل يوجد هناك شخص معصوم بعد رسول الله؟ أو أنه الجميع يصيب و يخطئ إلا الخاتم (صلى الله عليه وآله)، أي منهما؟. أنتم تعلمون أن مدرسة أهل البيت يوجد عندهم إجماع على أن هؤلاء معصومون أو يوجد هناك عدد وهم أمير المؤمنين و أولاده من المعصومين، ولكن المدارس الأخرى ولو على مستوى البحث النظري لا يؤمنون بذلك. إذن المسألة بطبيعتها تقتضي اصطفاف مذهبي. ومسائل أخرى الآن لا أريد أن أدخل فيها. هذا الصنف الأول.

    القسم الثاني: هي المسائل ذات الطابع الإسلامي، ما معنى ذات الطابع الإسلامي؟ يعني في طبيعتها وفي جوهرها لا تحمل أي اصطفاف مذهبي، بمعنى يوجد اختلاف بين المسلمين، ولكن ليس اختلاف بين شيعة وسنة، قد نجد مسألة يتفق عليها كثير من المسلمين بمختلف اتجاهاتهم المذهبية من الإمامية والزيدية، والأشاعرة و… وفي قبالهم يوجد اتجاه إسلامي آخر قد يصطف معه بعض الشيعة، وهنا أيضا يصطف معهم بعض الشيعة، أضرب مثال، طبعا هذا المثال الذي اضربه الشيعة لا يقول أحد منهم، من قبيل التجسيم، الله جسم أو ليس جسم؟، أنا أتذكر والأعزة يذكرون التوحيد عند الشيخ ابن تيمية ومباحث التوحيد، التي وقفنا عندها تفصيلا، اتضحت أنه ليست فقط مدرسة أهل البيت تنفي الجسمية عن الله سبحانه وتعالى، بل عموم علماء المسلمين ينفون الجسمية عن الله، نعم ابن تيمية وأتباع ابن تيمية يصرون على أن الله جسم لا كالأجسام. وبحمد الله تعالى أخيرا خرج للأسواق وبإمكان الأعزة أن يأخذون من الموقع. هذه من بركات برنامج مطارحات في العقيدة، التوحيد عند الشيخ ابن تيمية التي هي الأبحاث التي طرحناها، بقلم خليل العاملي.هناك بيننا بشكل واضح وصريح بأنه مسألة جسمية الحق تعالى، لا يوجد فيها اصطفاف مذهبي، يعني ليس فقط الشيعة يقولون بعدم الجسمية والسنة يقولون بالجسمية، بل كثير من علماء المسلمين يقولون بعدم الجسمية. هذا هو القسم الثاني من المسائل، يعني المسائل التي يوجد فيها اختلاف إسلامي، ولكن لا يوجد فيها اصطفاف مذهبي.

    السؤال المطروح هو: أن مسألة التوسل ومسألة الشفاعة ومسألة مقامات النبي الأكرم هل يوجد فيها اصطفاف مذهبي أو لا؟ الجواب هذه من المسائل من القسم الثاني، التي لا يوجد فيها أي اصطفاف مذهبي على الإطلاق.

    المقدّم: فلا يحاول البعض أن يخلق من ذلك اصطفاف

    سماحة السيّد: أحسنت، جزاك الله خيرا. إذن لا يقول البعض أن هذا البرنامج أيضا يصب الزيت على النار ويوجد حالة من الاصطفاف المذهبي الذي يغذيه، بل بالعكس، الآن أبين، وهو أن هذه المسائل أنا إنما طرحتها لأبين أن هناك كثير من الأمور العقدية، هي مسائل مشتركة بين عموم المسلمين، ولا أتكلم أعزائي عن التقريب أو لغة التقريب، موروث التقريب، ذاك بحث له مجال آخر. أنا أتكلم الآن في البحث العلمي والبحث العقدي أعزّائي. ومن هنا أنا صرت بصدد طرح مثل هذه المسائل ألتي لا يوجد فيها أي اصطفاف مذهبي، بل تعطينا مجالات للانسجام بين الأمة الإسلامية على اختلاف اتجاهاتهم. يعني تجده شيعي، تجده اشعري، تجده معتزلي، تجده سلفي غير وهابي ولكنه يعتقد بمثل هذه المقامات الذي سنشير إليها. هنا يأتي السؤال الذي طرحه الأستاذ علاء، وهو أنه الآن المنطقة تعيش حالة من الغليان، ولعل من يريد السوء بهذه المنطقة وبهذه الأمة، يحاول أن يذكي هذه المسائل التي هي ذات طابع اسمي، ذات طابع عرقي، ذات طابع مذهبي. أنا أتصور البعد الأول أعزّائي نحن شئنا أم أبينا (التفتوا جيّدا(ً أبناء هذه المنطقة يحكمنا وحدة الجغرافيا والتأريخ والمصير، يعني لا يستطيع الشيعة أن يخرجوا السنة من المنطقة، لأنهم جزء ومكون أساسي في هذه المنطقة على اختلاف بلدانهم وأوطانهم.

    المقدّم: ونسبتهم في بلدانهم

    سماحة السيّد: بغض النظر عن ذاك. ولا يمكن للسنة بلغوا ما بلغوا من الغرور والقوة والإمكانات، أن يخرجوا الشيعة من المنطقة، لأن مصير الشيعة والسنة مرتبطة بالبعض، عندما أقول الشيعة على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية، الذي يؤمن بولاية الفقيه، الذي لا يؤمن بالولاية الفقيه، والذي يؤمن بالمرجعية من الاتجاه الأول، أو المرجعية من الاتجاه الثاني، أصولي، أخباري، فلسلفي، كلامي، سمهم ما تشاء. في المقابل أعزّائي عندما نأتي إلى السنة أيضاً لا يفرق أن أيكون أشعري، معتزلي، زيدي، إباضي، سلفي، دعوي، جهادي، سمهم ما تشاء، كلهم أبناء هذه المنطقة. إذن وحدة التأريخ ووحدة الجغرافيا، ووحدة المصير تفرض علينا التعايش السلمي فيما بيننا، ولا يمكن لأحد أن يفرض، لا بمنطق الأكثرية ولا بمنطق الأقلية، ولذا أنا دعوت مراراً في هذه القضية العراقية التي انتم تعلمون أنها موجودة هذه القضية، ويحالون أن يذكون فيه البعد الطائفي والبعد المذهبي، قلنا ينبغي أن نتعاون جميعاً على أن نثبت قانون وأصل المواطنة. في النتيجة هو سواء أن كانوا الشيعة أكثرية، كما نعتقد أو هم يعتقدون أن السنة أكثرية، أعزّائي هذا لا يفرق كثيرا، الجميع لابد أن يعيش في العراق وبسلم أهلي، ولا يسمح لأعداء الأمة أن يذكوا هذه الخلافات. ولذا أنا اطرح أي مسائل التي لا يوجد فيها اصطفاف مذهبي. أنا كان بإمكاني أن أضع برامج أعزّائي لمقامات أمير المؤمنين كما اعتقدها، وأدلتي اطمئنوا قطعية من القرآن والروايات على مقامات أمير المؤمنين وخلافة أمير المؤمنين، وأئمة أهل البيت ولكن لم اطرح هذه المسألة في مثل هذه الظروف، لأنها هذه من الصنف الأول من المسائل، قد تذكي حالة الاصطفاف المذهبي والطائفي وأنا لست الآن بصدد هذا المعنى. هذا إذا أردنا الآن نتكلم بلغة السياسة، بلغة الاجتماع، بلغة السلم الأهلي. أما إذا أردنا أن نتكلم أعزّائي بلغة الدين، بلغة القرآن، بلغة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، (بودي أن الأعزة يلتفتوا لهذه الحقيقة)، قال تعالي: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ (سورة الأنبياء: 92)، وفي آية أخرى: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾(سورة المؤمنون: 52)، واقعاً اتقون، واقعا اتقوا الله، نقطة أساسية جدا أن الآية ذكرت ﴿اتقون﴾، يعني أيها المسلمون اتقوا، أيها المسلمون في أن يقتل بعضكم بعضا، لماذا تنتهكون حرمة الفرد المسلم. ولذا من هنا أفتح هذا القوس لأعزتي جميعا، أنا شخصاً من أولئك الذين أحرم شرعا وكتبت ذلك في الرسالة العملية، في الفتاوى الفقهية، أحرم شرعاً، أنه لا يحق لأحد أن يستهين بمقدسات الآخر، أن يحتقر مقدسات الآخر، أن يستهزئ بمقدسات الآخر، أن يسب مقدسات الآخر، لا الآخر المسلم فقط، بل الآخر غير المسلم أيضاً، لأن لكل أمة ولكل شعب ولكل جماعة ولكل طائفة أعزّائي مقدساتها، نعم تريد أن تبحث علمياً، ابحث علمياً عزيزي، الطريق مفتوح للبحث

    المقدّم: بكل احترام

    سماحة السيّد: بكل احترام، بيّن الحقائق كما نفعل نحن، تجدون نبين الحقائق.

    أما على المستوى اللغة الدينية، تعالوا معنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنا أتصور أنه لا توجد هناك كلمة يدعى إليها جميع المسلمين أفضل من الالتفاف حول رسول الله (صلى الله عليه وآله). تعالوا معنا أعزائي إلى هذه النقطة الأساسية التي لا يمكن لأحد أن يناقش فيها، هذه أعزّائي أمامكم، المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ ابن حجر العسقلاني، المجلد الثامن عشر، دار العاصمة، ودار الغيث، صفحة 586، الرواية عن سلمان قال: ( يوم القيامة يأتون محمد (صلى الله عليه وآله) ( يعني أن الناس في المحشر يأتون رسول الله) فيقولون له يا نبي الله، أنت الذي فتح الله بك وختم بك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، جئت في هذا اليوم آمنا، ( يا رسول الله أنت آمن في الحشر الأكبر، وترى ما نحن فيه) فاشفع لنا إلى ربنا، فيقول: أنا صاحبكم، (نعم هو لها، الروايات صريحة وإن شاء الله في الشفاعة سأقرها يأتون إلى آدم، يدلهم على نوح، يأتون إلى نوح يدلهم على إبراهيم، يأتون إلى إبراهيم يدلهم على موسى، يأتون إلى موسى يدلهم على عيسى، يأتون إلى عيسي يقول أدلكم على رسول الله، ويأتون إلى محمد يقول أنا صاحبكم) فيخرج فيحوش الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة، فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب فيقرع الباب، فيُقال من هذا؟ فيقال محمد، فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله عز وجل، فيستأذن في السجود، فيُأذن له، فينادي يا محمد ارفع راسك، وسل تُعطه، واشفع تُشفع، وادعوا تُجب) هذه هي خصائص خاتم الأنبياء في الحشر أكبر وسنقف عليه إن شاء الله في المرحلة الرابعة إذا يتذكر الأعزة، قال: (فيفتح له باب من الثناء عليه والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق (محل الشاهد) فينادي يا محمد ارفع رأسك… واشفع تشفع، فيقول: يا ربي ( هذا رسول الله، بعد أن يأخذ الضمان من الله أنه يجيبه، يقول: (أمتي، ربي أمتي، مرتين أو ثلاث)، لا ربي شيعة علي، ولا ربي سنتي أو السنة وأهل السنة والشيعة خارجين عن الأمة، لا ربي السلفية والوهابية وأتباع ابن تيمية،و… وإنما رسول الله خطابه أمتي، ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ هذا خطاب خاتم الأنبياء والمرسلين. طبعا تقول لي سيدنا إذن لا فرق بين السنة والشيعة؟ لا لا لا أنا لا أريد أن أقول هذا المعنى أريد أن أقول كل بحسب أدلته، أنا الآن شيعي وأفتخر بتشيعي، ولكن هذا ليس معناه أنه أقصي الآخر، لأن رسول الله أيضا شملهم بشفاعته، قد يقول قائل: سيدنا (التفتوا جيّداً) من قال لكم بأن المراد من الأمة يعني ما يشمل أهل السنة؟ وإنما هذا مختص بشيعة علي،

    المقدّم: أو يشمل الشيعة فقط

    سماحة السيّد: أو يختص بالشيعة، أنا أريد أن أتكلم مع الشيعة الذين يقصون أولئك، هؤلاء يقصون أولئك وأولئك يقصون هؤلاء، مع أن رسول الله لا يقصي أحدا، يقول: ربي أمتي.

    تعالوا معنا أعزّائي إلى كتاب من أهم كتبنا وهو تفسير القمي، لعلي بن إبراهيم القمي، المتوفى تقريبا في 307 من الهجرة، يعني إبان الغيبة الصغرى للإمام الثاني عشر، تفسير القمي من أعلام القرن الثالث الهجري، الجزء الثاني، دار الحجة أعزّائي، صفحة 176، أنا أريد أن أقرأ الرواية كاملة حتى تعرفون ماذا يقول. الرواية من الروايات المعتبرة والصحيحة سنداً لشهادة علي بن إبراهيم القمي في مقدمة الكتاب: انه لا ينقل إلا الروايات الصحيحة والمعتبرة. الرواية عن الإمام الباقر، يقول: ( أما لو قد رأيت أفزاع القيامة، لقد احتجت إلى شفاعة محمد، ويلك فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار، (التفتوا جيّدا، أنا لا أريد أن أدخل في بحث الشفاعة) ثم قال الإمام: ما من احد من الأولين والآخرين، إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد،) عجيب، تبين أن رسول الله ليس فقط يشفع لأمته بل يشفع لغير أمته، لأن البشرية جمعاء هي رعايا محمد، نبي الرحمة، لماذا نحن نضيق رحمة الله، ونضيق ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (سورة الأنبياء: 107)، لماذا نقولها فقط لهذه الجماعة، فقط لهذه الجماعة؟. رسول الله رحمة للعالمين، رحمة للعالمين. من أنا وأنت حتى نأتي ونضيق دائرة هذه الراية وهذا اللواء، لواء الحمد المحمدي يوم القيامة، ونقول هذا مختص بهذا ولا يشمل غيره، من نحن؟. وحقكم الآن لا أريد أن أدخل في التفاصيل، سيأتي هذا البحث في الوقت المناسب، قال: (ما من أحد من الأولين والآخرين، إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة، ثم قال أبو جعفر: (عليه السلام) (التفتوا إلى محل الشاهد) إن لرسول الله الشفاعة في أمته ولنا الشفاعة في شيعتنا)، إذن دائرة الأمة مساوية للشيعة لو أوسع دائرة من الشيعة؟

    المقدّم: بالتأكيد أوسع

    سماحة السيّد: إذا كانت الأمة تساوي التشيع، خب لا معنى لأن رسول الله له الأمة والأئمة لهم الشيعة.

    إذن أعزّائي على هذا الأساس لو أردنا أنت نتكلم بمنطق القرآن، أو نتكلم بمنطق رسول الله، أو نتكلم بمنطق التأريخ، أو بمنطق الجغرافي، أو بمنطق وحدة المصير، ينبغي علينا أن نضع يدنا في هذه المرحلة على تلك المسائل التي لا يوجد فيها اصطفاف. من هنا دعوتي واضحة لجميع الفضائيات، لجميع القنوات، لجميع أهل المنبر، لجميع أهل العلم، إذا وجدتم أحد، خطابه خطاب يريد أن يوجد اصطفاف، اعلموا أنه عليه علامة استفهام، لا أقول أكثر من ذلك.

    المقدّم: إما جاهل و إما مغرض

    سماحة السيّد: قلت لا أريد أن أتهم أحدا، وليس من طبعي أن أتهم أحد على النوايا، ولكن عليه علامة استفهام، لأنه هذه المرحلة، ليست مرحلة طرح المسائل، نعم، قد نطرح في بعض الأحيان بعض المسائل المذهبية، يعني من الصنف الأول، ولكن بكل احترام للاتجاه الآخر، هذه هي فلسفة وهذه هي حكمة طرحِنا لهذه الأبحاث في هذه الظروف التي تعيشها الأمة، وتعيشها المنطقة، ويعيشها أبناء الأمة الإسلامية في منطقتنا.

    المقدّم: أحسنتم سماحة السيد، أنا لا أضيف شيئا وإنما أقول لربما هذه مسألة الشفاعة والتوسل يحتاجها الصوفي، والشافعي، والحنبلي، كلهم يحتاجون

    سماحة السيّد: الأشعري، المالكي، الشيعي، السني إذن نحن نضع يدنا عليها. إذن هي التي سوف ترفع هذه الجدران السميكة في هذه الاصطفافات المذهبية، بل سوف توجد نحواً من الانسجام النفسي والاجتماعي في أبناء البلد الإسلامي.

    المقدّم: ليجد الشيعي كم هو قريب من الصوفية وكم هو قريب من المسلم الآخر،

    سماحة السيّد: أحسنتم، وهكذا من المسلمون الآخرون، عندما يرى شيعي لا تحاول بعض الفضائيات أن يصورونه وكأنه يفترق مع الآخر.

    المقدّم: جزاكم الله ألف خير. أعزّائي المشاهدين نتوقف عند فاصل قصير نعود بعده إلى استئناف هذا الحوار الشيق مع سماحة آية الله السيد كمال الحيدري.

    (بعد الفاصل)

    المقدّم: أحييكم مرة أخرى مشاهدينا ومستمعينا الكرام، وأحيي سماحة آية الله السيد كمال الحيدري.

    سماحة السيّد أشرتم في الحلقة السابقة إلى آية التوسل، طيب هل هناك إضافات؟ ويظهر أن هناك إضافات كثيرة، تودون أن تضيفونها على ما تفضلتم به في الحلقة السابقة

    سماحة السيّد: في الواقع بأنه يتذكر المشاهد الكريم نحن وقفنا عند الآية 35 من سورة المائدة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (إذن الخطاب موجه إلى أهل الإيمان) اتَّقُوا الله﴾، سؤال: التقوى أمر مشروع فقط أو أنه واجب على كل مؤمن؟ لا يشك أحد أنه الآية لا تريد فقط أن تبين مشروعية التقوى وجواز التقوى،بل تريد أن تقول أصلا قوام الإيمان بالتقوى، وأنه من الواجبات على المؤمن أن يكون متقيا. التفتوا جيدا، ثم قال:﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، ما معنى وابتغوا إليه الوسيلة؟ يعني أن ابتغاء الوسيلة ليس فقط أمرا مشروعا، بل هو من الواجبات الشرعية، أمر قرآني، من قبيل يا أيها الذين أمنوا أقيموا الصلاة، أقيموا الصلاة يدلنا على مشروعية الصلاة أو وجوب الصلاة؟

    المقدّم: على وجوب الصلاة

    سماحة السيّد: أقيموا الصلاة، ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، هذا أمر، وقد ذكروا في علم الأصول، أهل المعرفة يعرفون، أن صيغة الأمر ظاهرة في الوجوب، إذن هو واجب أن نبتغي الوسيلة، وبيننا في الحلقة السابقة، أن المراد من الابتغاء هو غير الطلب، وإنما هو الطلب الشديد الأكيد، والاجتهاد في الطلب، ما هي الوسيلة؟ قلنا أن الوسيلة يعني أن الواسطة التي تقربنا إلى الهدف الأصلي، وهو الوصول إلى الله سبحانه وتعالى. ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، إذن نحتاج الوسيلة حتى نتقرب إليه، حتى ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، إذن السؤال المطروح: ما هو الطريق للوصول إلى الفلاح؟ الجواب: الطريق للوصول إلى الفلاح يمر بالطرق التالية: أولا: الإيمان، ثانياً: التقوى، ثالثا: ابتغاء الوسيلة. فمن أخل بركن من هذه الأركان لا يصل إلى الفلاح. هذا نص القرآن الكريم. لأنه بعض المتداخلين يقول سيدنا هذا الذي تقوله، لا نريد بحثاً عقلياً، لا نريد رواية، نريد نص قرآني، هذا نص قرآني بشكل واضح وصريح يقول أن الوصول إلى مقام الفلاح القرآني، يمر من خلال ما يلي: الإيمان ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، التقوى ﴿اتَّقُوا الله﴾، ابتغاء الوسيلة ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، ﴿وجاهدوا في سبيله﴾، هذا هو الركن الرابع الذي هذا له بحث آخر الآن ليس محله.

    سؤال: ما هي الوسيلة؟ يتذكر الأعزة قلنا أنه لابد أن يلتفت الأعزة أن الوسيلة شيء وأن الاستغاثة شيء آخر. قلنا الوسيلة، الطلب من الله، ولكن توسط أحدا أو شيئاً أو عملا للطلب من الله، فالذي يُسأل هو الله ولكن بتوسط احد وهو ليس الوسيط. هذا ما أشار إليه الشيخ ابن تيمية، في كتابه الاستغاثة في الرد على البكري لبن تيمية، مكتبة دار المنهاج، قال: ( أن يسأل الله تفريج الكربة بالمتوسل به)، الذي يُسأل هو الله ولكن بواسطة هذا المتوسل به، الآن بحقه، بجاهه، بعمله، بأي شيء، الآن أنا لا أريد أن ادخل بالتفاصيل لأنه بحثها بعد ذلك سيأتي، وهذا المعنى هو الذي أشار إليه جملة من أعلام المفسرين، أشرنا إلى بعضهم و قرأت ابن كثير وابن تيمية، وقرأت ابن تيمية وقرأت مجموعة من أعلام السنة، الآن أريد أن أشير إلى واحد من أعلام تونس وهو ابن عاشور التونسي، في كتابه التحرير والتنوير، في المجلد 5، صفحة 97 في ذيل هذه الآية المباركة من سورة المائدة، يقول: ( فالوسيلة أريد بها ما يُبلغ به إلى الله )، يعني الذي يوصلك إلى الله هو عبَّر عنه الوسيلة. الآن أرجع وأقول: ما هي الوسائل؟ ما هي المشروعة؟ ما هي غير المشروعة؟ هذه مصاديق. وفقط من باب الاستذكار هو الذي أكد عليه أيضا العلامة العثيمين في تفسير القرآن الكريم، من سورة المائدة، الجزء الأول، صفحة 331، قال: (اطلبوا إليه الوسيلة أي اطلبوا الوسيلة إليه، ( ما هي الوسيلة؟) قال هي التقرب إلى الله). إذن إذا أردت القرب إلى الله لابد من ابتغاء الوسيلة. لا يقول لي قائل سيدنا ماذا تفعل في قوله تعالى، في سورة البقرة الآية 186﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ﴾، نعم، الله يجيب دعوة الداعي، ولكن بمقتضى آية المائدة، يجيب دعوة الداعي إذا كانت هناك وسيلة.

    المقدّم: الله يقول لا تأتي وحدك

    سماحة السيّد: أحسنتم، وسّط، لابد من وسيلة، إذن لا يمكنك أن ترفع يدك إلى الله بلا وسيلة، عجيب، سيدنا هذا المنطق خلاف ما يقولون بأن الأصل أن تدعوا الله بلا واسطة؟ أقول أعزّائي هذا أنتم والنص القرآني، أمامكم أعزّائي.

    ولهذا تجد القرآن الكريم،( أذكر شاهد أستاذ علاء)، بشكل واضح وصريح أشار إلى هذا المعنى، في سورة النساء، واقعاً عجيبة هذه الآية المباركة، الآية 64، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾، إذا ظلمت نفسك، إما بذنب، إما بمعصية، ماذا علينا أن نفعل؟ أن نستغفر الله طبعا، واقعا الاستغفار، لأنه من يغفر الذنوب إلا الله؟، الله يغفر الذنوب، ولكن الله سبحانه وتعالى قال: إذا أردتم أن تستغفروا لذنوبكم فعليكم أن توسّطوا.

    المقدّم: تعالوا إلى رسول الله في نص الآية

    سماحة السيّد: تعالوا إلى رسول الله، إلهي يعني نحن لا نستطيع أن نقول اللهم اغفر لي؟، يقول هكذا أنا أريد، ادعني من حيث ما أريد، لا من حيث ما تريد. وأنا أتصور أن هذه الدعوات التي نسمعها من هنا وهناك، واقعاً هذه خلاف النص القرآني، هذه خلاف الإرادة الإلهية، الله يقول وسّطوا ووسّلوا إلي، إذا أردتم أن تأتوا إلي توسلوا، يعني ابتغوا إلي الوسيلة، الله هكذا يقول، الآن أنا أقول لا لا لا، بلا واسطة أذهب إلى الله، هذا معناه انك إما جاهل في القرآن، وإما واقعاً علامة استفهام. واقعا هذا النص القرآني. يقول الله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهم جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ (طبعا أنا لا أريد أن أقرأ آية أن أبناء يعقوب طلبوا منه استغفر لنا، قال: سأستغفر لكم ربي، لأنه يقولون هذه مرتبطة بالشرائع السابقة وليست حجة، وإلا آيات كثيرة في القرآن أشارت إلى هذه الحقيقة) وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ﴾ يعني وسّطوا استغفار الرسول لهم، عند ذلك ﴿لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً﴾، هناك سنن جعلها الله، هناك سنن في الدعاء القرآني، كيف أدعوا؟ قال الله: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ﴾، نعم نعم، ولكن كيف أدعوك إلهي؟ في هذه الآية المباركة من سورة النساء، وفي تلك الآية المباركة من سورة المائدة، بينت لنا بشكل واضح وصريح بأنه هناك وسيلة. تقول هذه كانت عند المشركين!، أقول نعم، أعلم المشركين كانوا يتوسلون، القرآن ما نفى أصل مسألة الوسيلة، وإنما نفى مصاديق الوسيلة عند المشركين، الذين كانوا يوسّطون الأصنام أو يوسّطون غيرهم، إذن هؤلاء اختلطوا عليهم، ولذا من هنا افتحوا لي بابا أعزّائي وافتحوا لي عنوانا، وهو أنه الاستدلال بآيات المشركين، هذا قياس مع الفارق، لأن آيات القرآن ما قالت أن الوسيلة شرك، قالت بعض مصاديق من يُتوسل به شرك، لا أن ابتغاء الوسيلة شرك. بعض الأعزة يقولون سيدنا هذه الآيات التي قرأتموها من سورة الإسراء وهي الآية 56 و57﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً* أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً﴾ (سورة الإسراء: 56و57) هذه الآية نفت أولئك الذين زعموا من دون الله، لا من أذن الله بأن يُتخذ وسيلة، إذن التفتوا إلى هذا النص القرآني، فرق بين اتخاذ الوسيلة بإذن الله، واتخاذ الوسيلة من دون الله، وهذا هو التدبر في القرآن الكريم.

    المقدّم: أساسا الوسيلة في الآية هي إلى الله سبحانه وتعالى

    سماحة السيّد: كلها إلى الله، ولكن هؤلاء كانوا يتوسلون بأمور من دون الله، من غير الله، يعني بدل عن الله. عزيزي الوسيلة التي نحن نعتقد بها هي الوسيلة التي هي بأمر الله، بإذن الله، وتعيين المصاديق من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بل من القرآن الكريم، كما قرأناه في سورة النساء، لأن هذه الآية من سورة النساء بينت مصداق من مصاديق الوسيلة، يقول الله تعالى: ﴿ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ﴾ (سورة النساء: 64)، إذن أول مصداق للوسيلة، أنت أيها المذنب وكلنا وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطاءين التوابون، إذن لابد أن نتوب إلى الله، لابد أن نستغفر الله، ما هو الطريق؟ الطريق هو أن نأتي إلى رسول الله. من حق القائل أن يقول هذه الآية مرتبطة بحياة رسول الله، قال: ﴿ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ﴾، وهذا ما أكده العثيمين في تفسير هذه الآية. التفتوا أريد أن أبين المنهج، تعالوا معنا إلى تفسير القرآن الكريم للعلامة العثيمين، سورة النساء، الجزء الأول أعزّائي، في ذيل هذه الآية المباركة يقول: (لهذا قال جاءوك أي جاءوا على الرسول عليه الصلاة والسلام ومن المعلوم أن المراد جاءوك في حال حياتك) الآن أنا لا أعلم هذه من أين صار معلوم؟ ولكن الآن لا أريد أن أدخل في نقاش مع العثيمين، من أين قال جاءوك يعني في حياتك؟ لو كان يقصد هذا كان يقول جاءوك في حياتك. إذن هذا فهمك يا علامة عثيمين، تفسيرك، اجتهادك، قراءتك من الآية.

    المقدّم: وهي محترمة

    سماحة السيّد: أحسنتم، على القاعدة، قال ( ويدل لهذا قوله واستغفر لهم الرسول لأنه بعد موته لا يمكن أن يستغفر لهم،) وهذا هو الأصل الذي بنا عليه ابن تيمية، وهو أن رسول الله عندما مات، انقطع عن هذه الدنيا، وإن كان حيا في البرزخ ولكن انقطع. ولهذا قلنا أن هذه المسائل كلها تعود إلى جذر أساسي، وهو أن نثبت أن رسول الله انقطع عن هذا العالم أو لا؟ فإن انقطع فالحق مع عثيمين وابن تيمية و أتباع الوهابية، وإن لم ينقطع ارتباطه عن هذا العالم، إذن فالحق مع المسلمين جميعاً أن يأتوا رسول الله يقولوا يا رسول الله استغفر لنا، عند ذلك الآية المباركة ( لا أريد أن أدخل في البحث التفسيري أستاذ علاء الوقت ضيق كما تعلمون وأنا واقعا أقدم اعتذاري للمشاهد الكريم أنه الوقت يمر بسرعة وأبحاثي كونوا على ثقة، كلها أنا أتيت بها حتى أعطيها للأعزة ولكن الوقت ضيق) ما قالت فاستغفروا الله لوجدوا الله توابا رحيما،

    المقدّم: ﴿ استَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُول﴾

    سماحة السيّد: إذن عزيزي إذا تريد أن تطمئن بأن الله تاب عليك، فلابد من توسيط رسول الله، هذا هو الطريق، لا طريق غيره، أبدا الصراط المستقيم واحد، لا يمكن أن تتعدد الطرق إلى الله، تقول الطريق إلى الله، سبل السلام، ﴿لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾(سورة العنكبوت: 69)، قد الطرق متعددة، أقول نعم الطرق متعددة ولكن ما عينها الله من طرق، لا أنه ما تشتهيه أنت، ابتغوا إليه الوسيلة.

    إذن أعزّائي إذا شخص استغفر الله بلا أن يوسط استغفار رسول الله ليس معلوم لوجدوا الله توابا رحيما، متى يطمئن بأن الله تواب رحيم؟

    المقدّم: مع وساطة رسول الله

    سماحة السيّد: من هنا أعزّائي تتضح المغالطة، وواقعا أنا أستغرب من البعض، لأنه هذا الكتاب الذي سأقره لكم (التفتوا جيدا) هو التفسير الميسر، أعده نخبة من علماء المملكة العربية السعودية، يعني ليس شخص، بل لجنة علمائية كبيرة جداً، وواقعاً أنا بودي أن الأعزة ينظروا، هنا مكتوب: المقدمة بقلم صالح عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية، إذن هذا الاتجاه الرسمي، هذا التفسير معتمد، أنظروا عندما يأتي إلى ذيل الآية المباركة وهي 35 من سورة المائدة، انظروا كيف يغالط، يقول: ( يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه (يعني اتقوا) خافوا الله، وتقربوا إليه بطاعته،) لا هذا ليس تفسير الآية، هذا بيان المصداق للآية، هذه مغالطة. ابتغوا إليه الوسيلة، فسرها ببيان المصداق، يعني حتى إذا أراد أحد أن يتوسل برسول الله يقول له شرك، هذه المغالطة. نعم لو يقولها عوام الناس، أولئك الذين ليسوا من أهل العلم، واقعا نقول لا يميزون بين المفهوم وبين المصاديق، أما أن يقوله النخبة والجهة الرسمية من علماء المملكة العربية، يعني الحوزة العلمية للمدرسة الوهابية، كيف أنه الحوزات العلمية لو قالت لنا شيئا يكون هي المقالة الرسمية، والحوزة العلمية هي المقالة الرسمية عندهم. هذه مغالطة، تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه هذه مصاديق الوسيلة، ليست الوسيلة. كان ينبغي أن تقول ابتغوا إليه الوسيلة كما قالت الآية.

    إذن أعزّائي فتحصل إلى هنا أن الأصل القرآني والقاعدة القرآنية أنه لا يحق لنا أن ندعو الله بلا أن تكون في اليد أخرى وسيلة نتقرب بها إليه. إذن بيد نقول اللهم، وباليد الأخرى لابد أن نضع فيها وسيلة نتقرب بها إلى الله، وإلا هذه اليد الواحدة لا تصفق، لا يمكن أن نطير بجناح واحد. الصعود إليه، يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه، هذا الصعود لا يكون إلا بجناحي الدعاء وابتغاء الوسيلة، وهذا هي فترة المسلمين، نعم قد يخطئون في بعض المصاديق، قد توجد هناك بعض الخرافات، قد توجد هناك بعض الكلمات والألفاظ، هذه بعد ليس من دأب العالم أن يناقش الألفاظ والأمثلة، وإنما نحن حديثنا مع الوهابية، مع ابن تيمية، مع أتباع هذا النهج، أيا كانوا، سواء كانوا في السعودية، أو كانوا في مصر، أو كانوا في شمال أفريقيا، أو كانوا في العراق، أو كانوا في سوريا، إذا كنا نحن والقرآن، فالقرآن يقول باليد الأولى اللهم، وباليد الثانية ابتغاء الوسيلة.

    المقدّم: طيب إلى الآن سماحة السيد ما عدا هذه الآية الأخيرة في سورة النساء، كنا نتحدث عن المفهوم، لربما لا نختلف كثيرا في المفهوم.

    سماحة السيّد: بل اختلفنا وهذه أمامكم

    المقدّم: أنا من باب المسامحة أقولها

    سماحة السيّد: جيد

    المقدّم: اختلفنا في المصداق

    سماحة السيّد: نعم

    المقدّم: طيب، هل لكم أن تبينوا لنا أهم الوسائل التي أجازها الشارع المقدس لاتخذها للتقرب إليه جل وعلا.

    سماحة السيّد: يعني أستاذ علاء إذا يسمح لي المشاهد الكريم، في هذه الليلة، فد مقدار آخذ من وقته،

    المقدّم: لا بأس

    سماحة السيّد: أحسنتم، ولذا أستميح الأعزة الذين يشاهدون البرنامج أنه سآخذ قليل من وقتهم حتى أنتهي من جواب هذا السؤال.

    المقدّم: أنا أقول سماحة السيد أنت أمضي في البحث، إذا بقي الوقت نأخذ اتصالات، إذا لم يبقى وقت، نحيلة إلى الحلقة القادمة، لأن في هذا الكلام هناك اتصالات.

    سماحة السيّد: جيد، أحسنتم.

    من الواضح أعزّائي وهذا مما لا إشكال فيه أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لأجل العبادة، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، هذا أصل لا يختلف عليه أحد. هذا الأصل الأول.

    الأصل الثاني: و أن العبادة لأجل التقرب إلى الله، لماذا نعبد الله؟ حتى نتقرب إلى الله. وذكرنا مراراً أن الذي يقول بالجسمية يقول التقرب الجسماني والمكاني، أما نحن الذين لا نؤمن بالجسمية، فنقصد التقرب المعنوي والروحاني. هذا الجامع الصحيح للبخاري أعزّائي بتحقيق شعيب الأرنئوط، المجلد4 صفحة 537، باب التواضع، رقم الحديث 6502، كتاب الرقاق، عن أبي هريرة، قال: ( قال رسول الله: إن الله قال من عادا ولياً فقد آذنته بالحرب)، افتح لي قوس، بعد ذلك لابد أن نبحث هل الآيات والروايات القرآنية، عينت الولي أو لم تعين الولي، هذا لابد أن نعرفه، لا أقل حديث الغدير قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه، من كنت أنا وليه فهذا علي وليه، إذن الروايات المتواترة عينت الولي، إذن من نصب له الحرب، فقد عاد الله، وأنتم تعلمون في صفين معاوية ماذا فعل؟. أنا ألآن لا أريد أن أدخل في هذا البحث، بحثه سيأتي. ( من عادا لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت علي، وما زال عبدي يتقرب إلي) إذن هدف العبادة هو التقرب. هذا هو الأصل الثاني وهو التقرب. بماذا نتقرب؟ بالدعاء والعبادة.

    الأصل الثالث: أنه لا تقرب ولا عبادة إلا بابتغاء الوسيلة، كما قالت الآية المباركة في سورة المائدة. إذن هدف الخليقة والخلق لا يتحقق إلا بابتغاء الوسيلة،

    المقدّم: هذه نتيجة منطقية

    سماحة السيّد: منطقية، قرآنية، روايات صحيحة معتبرة من كتب علماء المسلمين ومنها البخاري قرأناها.

    ما هي أهم هذه الوسائل؟ أعزّائي الوسائل على قسمين: وسائل متفق عليها، ووسائل مختلف عليها. وهنا لابد أن ندخل كما قدمنا في أول الأبحاث من الصنف الأول ومن الصنف الثاني. يعني ما يوجد فيه اصطفاف مذهبي وما لا يوجد فيه اصطفاف مذهبي.

    الصنف الأول: ولعله أستطيع هذه الليلة أن أقف عند بعضها. أشير إلى وسيلتين لم يختلف فيها أحد من علماء المسلمين، لا شيعة ولا سنة ولا وهابية ولا ابن تيمية، ولا أشاعرة ولا فلاسفة، ولا صوفية، ولا معتزلة ولا زيدية ولا… إلى ما شاء الله، الجميع اتفقوا على هاتين الوسيلتين:

    الوسيلة الأولى: وهذه التي سأقف عندها كثيراً والوسيلة الثانية إن شاء الله من الآن أقول للمشاهد الكريم إلى الأسبوع القادم.

    الوسيلة الأولى وهي أنه إذا أنت أردت أي شيء من الله، (أنتم قلتم إذا أردنا شيء لابد أن نطلب من الله) تأتي إلى الله، تقول له اللهم إني أسألك، إذن المسئول الله، قلنا في التوسل لا تُسأل الوسيلة، تلك الاستغاثة فيه تُسأل الوسيلة، وإلا في الوسيلة، الله هو المسئول. اللهم إني أسألك باسمك الغفور الرحيم الرءوف أن تغفر لي، أن ترحمني، إذن هنا وسّطت اسماً من أسماء الله الإلهية، الغفور، الرحيم، الرءوف. يدك ضيقة، رزقك ضيق، تقول اللهم إني أسألك باسمك الرزاق أن ترزقني، وهكذا. إذن الدعاء يكون لله، ولكن بتوسط اسم من أسمائه. سيدنا ما الدليل على صحة هذا التوسل، لماذا لا نقول اللهم اعطني؟ أقول لا لا لا القرآن الكريم أمرنا بذلك، قال في سورة الأعراف، قلنا المنهج، منهج قرآني، الآية 180، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ ماذا نفعل بهذه الأسماء: ﴿ فَادْعُوهُ بِهَا﴾

    المقدّم: هذا مصداق

    سماحة السيّد: أحسنتم هذا مصداق من مصاديق الوسيلة.

    المقدّم: وهذا يؤكد المفهوم

    سماحة السيّد: أحسنتم يؤكد أن الله قال أنا ذكرت أسمائي في القرآن قلت عالم، قادر، واسع، رءوف، رحيم، كلها حتى تتعرف عليها وتوسطها لسؤالي، وإن لم توسطها، ليس معلوم استجيب أو لا أستجيب، وأيضاً دعوة أستاذ علاء ـ التفتوا ـ قال: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ يعني الله له الأسماء الحسنى. إلهي فقط نتعرف عليها ونعلم بها؟، يقول لا ﴿ فَادْعُوهُ بِهَا﴾، الله يقول إذا أردتم أن تدعوه، ادعوه بأسمائه الحسنى، هذا على مستوى النص القرآني.

    أما على مستوى الروايات أعزّائي:

    المورد الأول: صحيح السنن النسائي للعلامة الألباني، الجزء الأول، صفحة 417 حتى لا أطيل على الأعزة الرواية رقم 1300، ( أن رسول الله دخل المسجد، إذا رجل قد قضى صلاته، وهو يتشهد، فقال: اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلم ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، (إذن وسّط أسماءه حتى يغفر الله له) فقال رسول الله قد غفر له ثلاثا) لأنه وسّط أسماءه الحسنى، يعني أقسم على الله بأسمائه الحسنى التي أمرنا الله أن نوسطها، أمرنا هو قال فادعوه بها وإن لم نفعل لما وعدنا باستجابة الدعاء، متى وعدنا باستجابة الدعاء؟ إذا وسطنا.

    المورد الثاني: نفس هذا الحديث في كتاب الآحاد والمثاني، (الرواية صحيحة السند كما قال العلامة الألباني) تأليف ابن أبي عاصم، المتوفى 287، تحقيق باسم الجوابرة، المجلد الرابع، دار الراية رقم الحديث 2385 قال في الرواية التي ذكرناها: ( رجاله كلهم رجال الصحيح). وكذلك عزيزي في كتاب مسند الإمام أحمد، الجزء 31، صفحة 310 مؤسسة الرسالة بعد أن ينقل الرواية يقول: (إسناده صحيح، رجاله ثقات).

    هذه القضية إلى هنا من المسلمات. ولكن البحث الذي يستحق أن أقف عنده لخمسة أو ستة دقائق وبعده أستمع إلى المداخلات.

    بودي أن المشاهد شيئا قليلا يلتفت إلى في هذا البحث.

    سؤال: ما معنى أن نوسّط اسماً من أسماء الله إلى الله؟ وهل أن أسماء الله غير الله حتى نوسّطها إلى الله؟

    التوسيط معناه أنه توسط الغير حتى يوصلك إلى الله، يعني الوسيلة شيء والهدف شيء آخر. وهنا الوسيلة والهدف صارت عنوان واحد وهو الله. أسمائه والله، إذن صار الطريق والهدف شيئاً واحداً. ما معنى هذا التوسل؟ ما معنى أن نتوسل بها؟ أسماء الله هي غير الله أم هي الله؟ لا أسمائه هي الله ليست شيء غيره. نعم لو نوسّط استغفار رسول الله من الواضح أن استغفار رسول الله شيء والهدف الذي هو الغفران والله شيء آخر. أما أن نوسط الغفور، من هو الغفور؟ الله هو الغفور، من هو الرحيم؟ الله هو الرحيم. من هنا أعزّائي ينفتح باب أساسي وهذا الباب الذي مع الأسف أن بعض علماء المسلمين أو من يدعون العلم، أغلقوه على أنفسهم فحرموا بركات هذا البحث، وهذا هو البحث المسمى في علم العرفان النظري بعلم الأسماء الإلهية. طبعا تعلمون أن العرفان النظري من العلوم الأساسية في المعارف الدينية، يعني نحن عندنا علم التفسير، عندنا علم العقائد، عندنا علم الكلام، عندنا علم الفلسفة، عندنا علم الأصول، عندنا علم الفقه، عندنا علم النحو و… وعندنا علم اسمه أعزائي علم العرفان النظري وله كتب أساسية في الحوزات العلمية، لا أقل في حوزة قم أعزّائي، ونرجو الله سبحانه وتعالى إن شاء الله تعالى قريباً أن هذه المعارف أيضاً تنتشر في حوزة النجف، وهو أنه يدرس علم العرفان النظري.

    أولا في الكتاب الأول يعني بعد أن ينتهي الطالب من مجموعة من المقدمات العقائديّة والفلسفية والتفسيرية، يصل إلى علم العرفان النظري، يدرس كتاب تمهيد القواعد لبن تركه الاصفهاني، ثم يدرس كتاب فصوص الحكم للشيخ ابن عربي، بشرحه المعروف لمحمود القيصري الذي هو تلميذ القاساني أيضا هو شارح الفصوص، طبعاً هذه الفصوص له شروح كثيرة. وبعد ذلك يُدرس كتاب مصباح الأنس لبن فنار، هذه الكتب الثلاثة بحمد الله تعالى عند أعلام مدرسة قم، من تلامذة العلامة الطباطبائي صاحب الميزان، أنا درستها عند أستاذي الكبير الشيخ حسن زاده آملي، وعند أستاذي الشيخ أنصاري، درست عندهم التمهيد والفصوص والمصباح وبحمد الله تعالى درّست التمهيد والآن أدَّرِس الفصوص وإن شاء الله أنتهي منه، وبحمد الله تعالى قناة الكوثر سجلت دروسي في فصوص الحكم إلى 520 درس إلى الآن، أرجوا الله في اليوم المناسب تطرح هذه الأبحاث.

    سيدنا إذا أمكن تبين لنا علم أسماء الإلهية ما هو؟

    أعزّائي علم الأسماء الإلهية، أنت عندما تريد أن تدعو الله، لابد أن تنظر إلى المناسبة بين الاسم الذي تدعوه وبين الحاجة التي تريدها، ولا يجوز لك إذا تطلب الرزق أن تقول له يا قابض أو يا جبار. إذا أردت الشفاء من الله لا تقول له يا مميت، وإنما تقول له يا محيي، إذا تريد بسط الرزق لا تقول له يا قابض لأنه من أسمائه القابض، بل تقول له يا باسط. إذا تريد غفران الذنوب تقول يا رحمان، يا رحيم، يا غفور، لا تقول له يا شديد العقاب، وهذا أمر فطري.

    ومن هنا أعزّائي تبين أن الدعاء له قانون. وأرجوا أن الأعزة يراجعون هذا البحث في كتابي، ألدعاء، اشتقاقاته ومعطياته لعزيزي الدكتور طلال الحسن، هناك بينت فلسفة الدعاء وهو أنه أساساً إذا لم يعرف الإنسان سنن الدعاء، يدعو فلا يُستجاب له، ولذا وردت عندنا في بعض الروايات سأقرها لكم في الأسبوع القادم.

    المقدّم: أنا أتوقف عند فاصل ونعود لاستكمال الحديث. أعزّائي المشاهدين فاصل ونعود.

    (بعد الفاصل)

    مشاهدينا الكرام أحييكم مرة أخرى وأيضا مستمعينا عبر إذاعة طهران العربية، وأيضاً مشاهدينا على موقع الفيس بوك، أحييك سماحة السيد، كنت تتحدث عن علم الأسماء الإلهية، أو الذي هو العرفان.

    سماحة السيّد: أحسنتم، العرفان النظري، أعزّائي واقعا من لم يتعرف على علم العرفان النظري أو بعبارة أدق ، علم الأسماء الإلهية، أساساً لا يعرف سنن الدعاء، لأن الدعاء قائم على معرفة الأسماء الإلهية، ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾، فمن لم يعرف خصوصيات الأسماء الإلهية لا يستطيع أن يدعو. لا طريق له إلى الدعاء. هذا المعنى ليس هو فقط أمر فطري، بل النص القرآن، تعالوا معنا إلى القرآن، الآية 255 من سورة البقرة، بعد أن ذكر آية الكرسي قال: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾. سؤال: لماذا لم يقل هو الرءوف الرحيم؟ لماذا لم يقل وهو شديد العقاب؟ لماذا لم يقل وهو القدير العزيز؟ لماذا جاءا هذان الاسمان دون غيرهما؟ الآية التي بعدها قال: ﴿ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. هناك ﴿الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾، هنا ﴿سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ ، لماذا جاء ﴿سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ عليم ولي يأتي غيره؟. الآية التي بعدها أعزّائي 259 قال: ﴿ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. في قضية أو كالذي مر على قرية. في قضية إبراهيم: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ﴾ قال: ﴿وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (سورة البقرة: 260). لماذا هناك ﴿قَديرٌ﴾ وهنا ﴿عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ ، أو في الآية 261 بعد أن ذكر ﴿مَثَلُ الذينَ يُنفِقونَ﴾، قال: ﴿ اللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. لماذا لم يقل رءوف رحيم؟ لماذا لم يقل قدير؟.

    إذن أعزّائي ألخص كلامي واستمع إلى الأعزة. أعزّائي أن علم الأسماء الإلهية واحدة من أهم أبواب ومفاتيح الدعاء لاستجابته، لأنه اتضح لنا أن الدعاء لا يتم إلا بابتغاء الوسيلة ومن أهم الوسائل هي الأسماء الإلهية، فمن لا يعرف علم الأسماء الإلهية، يعني أولئك الذين واقعا أنا لا أريد أن أقول شيء عنهم، فقط أضع علامة استفهام، أولئك الذين يحرمون كتب العرفان واقعا ليس لي إلا أن أقول لهم ليس لهم إلا الجهل، ليس لهم إلا عدم الفهم، والناس كما قال جدي أمير المؤمنين (والناس أعداء ما جهلوا). أيّ منطق هذا؟ حتى نحرم العلم؟ الحكمة ضالة المؤمن، الآن افترضوا ابن عربي مسلم كافر موحد مشرك، شيعي، سني، الحكمة الضالة المؤمن. أيّ منطق هذا الذي نسمعه من بعض من يدعي العلم، سواء كانت عمائم كبيرة أو صغيرة أنه أساسا يحرم هذا العلم، أو يحرم ذلك العلم. العلم لا معنى لتحريمه، نعم لابد من البحث في العلم لمعرفة أنه صحيح أو لا؟ يعني سلاح الرد على العلم هو العلم وليست الفتوى، الفتوى لها مجالها، والتحريم والتحليل له مجاله، والعلم له مجال آخر.

    المقدّم: نستمع أعزّائي المشاهدين إلى مداخلاتكم، يوسف من السودان تفضل

    يوسف من السودان: سلام عليكم

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    يوسف من السودان: هذا البرنامج برنامج مفيد، ونحن نتابعه في السودان ولكن اليوم قناة الكوثر اختفت من عندنا

    المقدّم: نعم هذا من الاصطفاف المذهبي ومع الأسف الشديد الوضع الذي نعيش فيه

    سماحة السيّد: لعله غدا في الإعادة يشاهدونه

    المقدّم: إن شاء الله تفضل الأخ يوسف سؤالك

    يوسف من السودان: والله سؤالي إذا هناك يجوز التوسل برسول الله (صلى الله عليه وآله) هل آية تدل على ذلك؟

    المقدّم: هذا سوف يأتي الحديث إن شاء الله في الحلقات القادمة عندما نأتي إلى المصاديق بمجملها خارج بحث عن هذه الحلقة، شكرا على اتصالك، زيد من اليمن تفضل

    زيد من اليمن: السلام عليكم

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    زيد من اليمن: أحييكم أنت ووالدي وأخي وابن عمي السيد كمال الحيدري الله يحفظكم ويوفقكم لما فيه الخير والصلاح، أحييكم وأدعوكم من اليمن السعيدة، كانت القناة مقطوعة ولم نستطع المشاهدة، أقول إلى الذين نسميهم إخواننا الذين يقولون أن التشفع بالنبي (صلى الله عليه وآله) محرمة وأنها بدعة و… فبمن نستشفع بغير رسول الله، نسألهم بالله الواحد الأحد هل هم مؤمنين أو ما نسميهم؟، نحن لا نريد أن نجرح أحد، نحن نتشفع بأي رجل، مثلا أنا أحتاج أي واحد، أو رجل معين، يأتي إلي يقضي حاجتي،

    المقدّم: طيب زيد يعطيك العافية، وصلت الفكرة شكرا لك، أبو أحمد من السعودية تفضل

    أبو أحمد من السعودية: سلام عليكم

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    أبو أحمد من السعودية: سيدنا بالنسبة للتوسل نحن دائماً نحاول أن نشرح للقوم أنه نحن أهل ذنوب، أهل حاجة إلى الله في التوسل، لذلك نحن نحاول عن طريق الرسول لأنه أقرب إلى الله من كل شيء، هم يقارنون الرسول بأصنام قريش، كيف كانوا يدعون يسوع و مسوع، وهذه المقارنة باطلة لأنه رسول الله خير ما خلق الله وأفضل ما خلق، وأقرب إلى الله

    المقدّم: طيب إذن أنت ترد على الذين يقولون أن التوسل يشبه توسل المشركين وهذا ما أشار إليه سماحة السيد.

    سماحة السيّد: بحمد الله أنه كان يرى البرنامج في السعودية

    المقدّم: أبو عامر من ألمانيا

    عامر من ألمانيا: سلام عليكم

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    عامر من ألمانيا: سؤال فيما يتعلق بالذي أشار أنه ادعوني أستجب لكم، أو مثلا قريب إذا دعاني مثلا، أكو آية كما أشار إليها طبعا يجب على هذه الأسئلة، سماحة السيد كما تعلمون له شروط، القرآن الكريم يقول: ﴿ َأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾.

    المقدّم: طيب عامر من ألمانيا وصلت الفكرة.شكرا لك

    سماحة السيّد: لا عزيزي هذه الآية ليس لها ارتباط بذاك البحث على الإطلاق عزيزي، هذه الآية يقصد العهد الذي أخذ علينا في الميثاق شيء، وبحثنا في الدعاء شيء آخر، فلا يختلط عليك الأمر عزيزي.

    المقدّم: أبو مرتضى من النرويج تفضل

    أبو مرتضى من النرويج: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    أبو مرتضى من النرويج: تحياتنا لكم الأستاذ علاء وللسيد كمال الحيدري الله يحفظكم، أولا سيد الكريم أحب أن أبارك لكم ولجميع المسلمين انطلاق بث قناة المصطفى والتي نرجو من الله لها الدوام والموفقية، واتساع رقعة البث لها لتصل إلى جميع أنحاء العالم، ببركة دعاءكم سيدنا الكريم الغالي وإن شاء الله نعرفكم أن هذا البرنامج ينقل مباشرة في قناة المصطفى وفي غرفة الغدير المباركة التي حملتني الكثير من التحايا إلى جنابكم الكريم. سؤالي سيدنا الكريم أن البعض من الذين يتحدثون بالنقد الطائفي والذين يكفرون المسلمين في مسألة التوسل، يوهمون الناس أن الآيات المتعلقة بالتوسل متعلقة بحياة النبي وأنتم أوضحتم هذا الأمر سيدنا ولكن هناك أمر آخر أرجوا التوضيح هل أن سياق الآيات لأنه الناس يقولون سياق الآيات تتعلق بما قبل وبعد الآية التي تحدثهم فيها بمسألة وما أرسلنا من رسول. السؤال أنه يقولون أن هذه الآيات متعلقة بالمنافقين وأن حكمها حكم المنافقين

    المقدّم: طيب شكرا شكراً أبو مرتضى.

    سماحة السيّد: أقدم شكري واقعا إلى قناة المصطفى الذي تبث هذا البرنامج قد بعض المكانات لا تصل لهم قناة الكوثر، فجزاهم الله خير قناة المصطفى الذين يوصلون هذا البرنامج

    المقدّم: إن شاء الله استمرار هذا البحث سيكون في الأسبوع القادم ونعد المشاهدين الكرام أن نأخذ المزيد من الاتصالات، اليوم حاولنا نعطي فرصة أكبر لسماحة السيد لكي ينجز مقدار من البحث على أمل التكملة إن شاء الله في الأسبوع القادم.

    أشكر سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لمشاهدينا ومستمعينا حتى الأسبوع القادم في أمان الله.

    • تاريخ النشر : 2013/03/24
    • مرات التنزيل : 3888

  • جديد المرئيات