نصوص ومقالات مختارة

  • مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته الحلقة الثالثة

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدّم: اللهم صل على محمد وآل محمد

    السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته.

    أحيي أيضاً من يشاهدونا عبر موقع الأصيل على الانترنيت، وأيضا عبر موقعنا على الفيس بوك، وأيضا مستمعينا عبر إذاعة طهران العربية.

    مختارات من مقامات المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) في قسمه السابع، مشروعية التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله) في حياته وبعد مماته في قسمه الثالث هو موضوع هذه الحلقة من مطارحات في العقيدة.

    نعتذر لأن البرنامج في الأسبوع الماضي لن يُنقل بشكل مباشر، إن شاء الله نستمر بهذه الحلقات بشكل مباشر ونستجيب لطلبات مشاهدينا الكرام بحضور آية الله السيد كمال الحيدري، أرحب بكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في هذه الحلقة. أنت أمام مشاهديك، لكن قبل ذلك نستمر في بحثنا السابق، ونسأل ما هو موقف القرآن الكريم من التوسل؟ هل هو ضروري في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى أم لا؟

    سماحة السيّد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    في الواقع قلنا من الحقائق القرآنية التي لا يمكن أن يشك فيها إنسان مسلم، هو أن الله سبحانه وتعالى بيَّن في سورة الذاريات هدف الخلق، ولماذا خلق الخلق. تعالوا معنا إلى سورة الذاريات الآية 56، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. إذن لو جاءنا هذا السؤال لماذا خلق الله الخلق؟ الجواب يأتي من سورة الذاريات لأجل العبادة. وهذا أصل قرآني لا مجال للمناقشة فيه.

    الأصل الثاني: وما هو الهدف والغاية من العبادة؟ لماذا يريد الله سبحانه وتعالى من الجن والإنس أن يعبدوه؟ الجواب: لأن يصلوا إلى القرب الإلهي. الآن هذا البحث وهو أنه ما المراد من القرب الإلهي؟، هل هو القرب المكاني؟ أو هو القرب المعنوي؟، أيضا لا إشكال عند أحد من أهل العلم أن المراد من القرب ليس هو القرب المكاني وإنما هو القرب المعنوي. وبعبارة أخرى أن يصل الإنسان إلى أن يكون موصوفا بالصفات الإلهية، يعني من الصفات الإلهية، العلم، من الصفات الإلهية، الرأفة، ولذا نجد القرآن الكريم كل الصفات الإلهية الحسنة والجميلة أضافها لرسوله (صلى الله عليه وآله)، باعتبار أن الرسول الأكرم هو اقرب المخلوقات إلى الله سبحانه وتعالى. فإذن هو أفضل من تجلت فيه جميع الأسماء والصفات الإلهية، ولذا تجد ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (سورة الأنبياء: 107)، الرحمة، الغناء، الرأفة، الهداية إلى آخره، كل هذه صفات إلهية، كلها تجدوا أن الرسول الأعظم أيضاً اتصف بها.

    إذن إذا أردنا أن نلخص في كلمة واحدة نقول ما هو الهدف من العبادة؟ الجواب في كلمة واحدة أن يصل الإنسان أن يتخلق بالأخلاق الإلهية، وبالصفات الربانية وبالمعاني الإلهية الجمالية والجلالية.

    الأصل الثالث: إذا اتصف بهذه الصفات ما الذي يحدث؟ الجواب سوف يصل إلى مقام الفلاح والسعادة الأبدية التي لا نهاية لها. السؤال المطروح هنا: وهو أنه لكي نصل إلى مقام الفلاح والسعادة الأبدية هل يمكننا أن نتقرب إليه بلا وسيلة أو أنه لا طريق إلا بالوسيلة للتقرب إليه؟. هذا أيضا لابد أن يجيب عليه القرآن الكريم. يعني هل يوجد طريق للوصول إلى القرب الإلهي من غير أن نتوسل إليه بوسيلة أو لا يوجد؟ بعبارة أصرح وأوضح ما هو الصراط المستقيم للوصول إلى القرب الإلهي؟ هل يمكن أن يتحقق من غير وسيلة؟ أو أنه لابد من الوسيلة لكي يتحقق القرب الإلهي؟

    تعالوا معنا إلى القرآن الكريم والذي قرأنا هذه الآية مراراً للأعزة، وهي الآية 35 من سورة المائدة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ (ما هو المراد من الجهاد؟ هذا هو الجهاد لتحصيل الوسيلة) لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. إذن أعزّائي ما هو الطريق إلى الوصول إلى الفلاح؟، القرآن الكريم بيَّن الصراط المستقيم، الذي من انحرف عنه فقد انحرف عن الصراط المستقيم، فهو إما إلى هنا وإما إلى هناك، إما يمينا وإما يسارا. من أراد أن يكون على الصراط المستقيم للوصول إلى مقام الفلاح، أولا: الإيمان، ثانيا: التقوى، ثالثا: ابتغاء الوسيلة. وإلا إذا كان الإيمان والتقوى بلا ابتغاء الوسيلة فلا طريق للوصل إلى الفلاح، وإذا كان تقوى وابتغاء الوسيلة بلا إيمان فلا يصل إلى الفلاح، وإذا كان إيمان وابتغاء الوسيلة بلا تقوى فلا يصل إلى مقام الفوز الإلهي والفلاح.

    إذن أعزّائي بعد هنا أتصور أن النص القرآني واضح. ما هو الطريق للوصول إلى مقام الفلاح والقرب والفوز والسعادة الأبدية؟ هذا هو الصراط المستقيم، الإيمان، التقوى، ابتغاء الوسيلة، ولذا قالت الآية المباركة: ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ يعني أمرت بابتغاء الوسيلة، كما قالت: ﴿ يا أيها الذين آمَنوا، آمِنوا﴾، أمرت بالإيمان، هنا أيضا أمرت بابتغاء الوسيلة.

    إذن أعزّائي لا يمكن لأحد أن يصل إلى الله إلا من خلال ابتغاء الوسيلة، بعد لا يأتينا أحد ويقول ما الدليل على ضرورة اتخاذ الوسيلة؟، الطريق إلى الله بلا حاجة إلى وسيلة، هذا لا يقوله إلا جاهل، لا فهم ولا فقه له بمعارف القرآن، لأن المعارف القرآنية واضحة وصريحة أنه لا طريق للوصول إلى الله والقرب، إلا من خلال الإيمان والتقوى وابتغاء الوسيلة. وهذا أيضا واقعا أنا لم أجد أحد من علماء المسلمين على اختلاف مبانيهم الفكرية والعقدية ناقشوا في هذه القضية.

    من هنا لابد أن ندخل في بحث آخر، وهو ما هي الوسائل التي أجاز لنا الشارع أن نتوسل بها؟. إذن ليس البحث في أصل ضرورة اتخاذ الوسيلة للوصول إلى القرب الإلهي.

    المقدم: الآن يأتي سؤال ما هي الوسيلة الأولى التي أجاز لنا الشارع أن نتوسل بها إليه؟

    سماحة السيّد: في الواقع أنا أتذكر أننا قبل أسبوعين لأنه باعتبار أن الأسبوع الماضي نعتذر إلى المشاهدين الكريم، لم نكن بخدمة الأعزة، طبعا أنا قسمت الوسائل التي يمكن أن نتوسل بها إلى الله على نحوين، وسائل متفق عليها بين جميع علماء المسلمين، ووسائل مختلف عليها. الآن نحن ندخل في الوسائل المتفق عليها:

    الوسيلة الأولى: هي أن نتوسل باسم من أسماء الله سبحانه وتعالى. يعني نقول إذا أردنا شيئاً من الله، لا نذهب ونقول إلهي اعطني، لا لا لا، لا طريق لذلك، لابد أن نقول: “اللهم إني أتوسل إليك باسمك” ونذكر اسما بما يتناسب مع الحاجة. أستاذ علاء أنتم تتذكرون كانوا يضعون جملة يعلمونا في الصفوف الأولى الابتدائية، جملة ولكن كلمة منها محذوفة، يقولون املأ الفراغات. واقعا كل حاجة وكل شيء يريده الإنسان لا يمكن أن يتوسل به بأي اسم من أسماء الله، أو بنقيضة كالحاجة. إذا كان هو يريد الشفاء من الله لابد أن يقول له يا معافي يا شافي، لا يقول له يا مميت، يا شديد العقاب، يا قابض. إذا قال هذا، معناه أنه جاهل، لا يعرف. إذن أعزّائي الطريق الأول هو التوسل بالأسماء الإلهية، وصفات الله سبحانه وتعالى، وهذا قبل الروايات المعتبرة هو وارد في القرآن الكريم، في سورة الأعراف، الآية 180، واضحة الآية المباركة، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾، لماذا إلهي سميت نفسك بأسماء متعددة؟ كان يكفينا اسم واحد، لماذا سميت نفسك بأسماء كثيرة، في القرآن وفي الروايات سميت نفسك بالأسماء الحسنى، الصفات العليا، وغيره، الجواب بيّنت الآية: ﴿ فَادْعُوهُ بِهَا ﴾. إذن الله سبحانه وتعالى سمّا نفسه بأسماء كثيرة لأجل أن يدعى بها. ولذا تجدون الآن عندما تأتون إلى آخر سورة الحشر، قال تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾، إذن هذه الأسماء الحسنى. إلهي لماذا تعددت الأسماء؟ باعتبار أن كل اسم من الأسماء له أثره الخاص به، الذي يصاب بالافلوانزا يذهب ليأخذ الدواء المرتبط بمرض آخر؟! لو فعل ذلك يقال للطيب أن أخطأت. طريق الشفاء يمر من هذه الدواء. عندك حاجة من الحاجات، الآن بيني وبين الله يوجد عندك نقص في الكلسيوم، يوجد عندك نقص في الحديد، لابد أن يعطى لك الفيتامين المرتبط بذلك النقص الموجود. وإلا لو أعطي شيء آخر لا يؤمن النقص.

    إذن أعزّائي التفتوا لي وهذه نقطة أساسية بودي أن المشاهد الكريم وخصوصا أهل العلم، وخصوصا طلبة الحوزات العلمية، هذا خطابي موجه إليهم بالخصوص في النجف وقم وكل مراكزنا العلمية، أعزّائي أننا لابد إذا أردنا أن ندعو الله سبحانه وتعالى، فادعوه بها لابد أن نتعرف على علم الأسماء الإلهية، لا طريق للدعاء إلا من خلال هذا، كما قالت أية سورة البقرة: ﴿أدعوني﴾ بماذا ندعوك يا إلهي؟ يعني الآية المباركة عندما قالت: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، إلهي كيف ندعوك؟ آية سورة الأعراف قالت: ﴿ فَادعُوهُ بِها﴾ أي بالأسماء الحسنى. سؤال: بينك وبين الله أيها الداعي الذي تريد أن تدعو الله ولا تعرف خصوصيات الأسماء وآثار الأسماء و…. كيف تدعو الله سبحانه وتعالى؟ لعلك تدعو لا فقط بما لا ينفعك، بل تدعو بما يضرك وأنت غير شاعر، يعني لو مرضت وبنفسك ذهبت إلى الصيدلية وأخذت الدواء، لعلك تضر نفسك قبل أن تنفعها.

    أعزّائي لابد أن نذهب إلى علم الأسماء الإلهية، وهو علم شريف، عظيم، عميق، مهم في دراساتنا الحوزوية، ولعلّه من أهم اختصاصات مدرسة أهل البيت، هو علم الأسماء الإلهية. الروايات أيضا كذلك، أنا قرأت الآيات، الآن أقرء الروايات، صحيح السنن النسائي، للعلامة الألباني، الجزء الأول، صفحة 417 قال: >عن محجر بن الأدرع، أن رسول الله دخل المسجد، إذا رجل قد قضى صلاته وهو يتشهد، فقال: اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم<، لماذا لم يقول إنك أنت شديد العقاب، لأنه لا مناسبة أنه هنا نقول إنك أنت شديد العقاب، لو قالها يدل على أنه جاهل بحقيقة الأسماء، >فقال رسول الله: قد غفر له <. لأنه جاء عن الصراط المستقيم، جاء بالوسيلة الصحيحة. إذن الرواية واضحة.

    المقدّم: عفوا سماحة السيّد وهذا يتنافى مع هو أقرب إليكم من حبل الوريد؟

    سماحة السيّد: لا هو صاحب القرب قال لي هذا هو الطريق إلي. واقعا نكتة جيدة أشار لها الأستاذ علاء. أنا أسأل ربي إلهي كيف أأتي إليك؟ ما هو الطريق الأقرب ألذي يوصلني إليك؟ قال توسل بأسمائي، هو قال لي، يعني هو أعطاني العنوان.

    المقدّم: فلا تناقش

    سماحة السيّد: لا تناقش، أحسنتم، من أنت حتى تقول لا نحتاج إلى وسيلة؟، إما جاهل أنت أو معاند، لأنه أنا أسأل صاحب البيت الذي دعاني للضيافة، ما هو الطريق الأقرب للوصول إليك؟، مرة يقول أنت ابحث عن الطريق، ومرة هو يدلني على أقرب الطرق الموصلة إليه، والذي هو الصراط المستقيم. هذا هو الصراط المستقيم، هذا هو الصراط المستقيم، إذن أحد لا يناقش أحد، أن الله لم يكن يستطيع أن يستجيب لي بلا وسيلة؟، نعم كان قادرا ولكن اقتضت حكمته وسنته هذا، ﴿ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ﴾ (سورة الأحزاب: 62)، أنه يريد عن هذه الطريق نأتي إليه.

    أرجع إلى البحث، إذن أعزّائي علم الأسماء الإلهية، من العلوم الأساسية لطالب العلم، لطالب العلم، لطالب العلم. في حوزاتنا بحمد الله تعالى هذا العلم موجود تحت عنوان العرفان النظري، وأنا كان بودي أن يسمى هذا العلم، علم الأسماء الإلهية، حتى يكون له اصطلاح قرآني.

    تعالوا معنا إلى الروايات، أنا أنقل رواية واحدة أستاذ علاء، حتى لا يقول لي قائل سيدنا من أين أتيت بهذا العلم، علم الأسماء الإلهية، نحن نعرف علم التفسير، علم الأصول، علم الفقه، علم الكلام، علم الفلسفة، أما علم الأسماء الإلهية من أين جئت بها؟، هذه أمامكم أعزّائي، خصوصا أتباع مدرسة أهل البيت، هذا كتاب الكافي لثقة الإسلام الكليني، المتوفى 329، تحقيق مركز بحوث دار الحديث، المجلد الأول، صفحة 273، كتاب التوحيد باب حدوث الأسماء، الرواية عن أبي عبد الله الصادق: >قال إن الله تبارك وتعالى، خلق اسماً بالحروف غير متصوت، (يعني هو ليس بلفظ، يقول ليس متصوت) باللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبيه غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفيٌ عنه الأقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور، فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء، ( أنا عندي يقين المشاهد يقول: سيدنا ما هذا الحديث؟ لا أعزّائي أريد أن أشير فقط حتى تعلمون) ليس منها واحد… ( إلى أن يقول) … فأظهر منها ثلاثة أسماء، لفاقة الخلق إليها (يعني الناس محتاجين إليها، الله أظهرها لهم) وحجب منها واحدا (وهو المعروف بالاسم المستأثر، أو الاسم الأعظم المستأثر) وهو الاسم المكنون المخزون، (ما هي هذه الأسماء؟ هذه الأسماء الثلاثة) فالظاهر الله، تبارك، تعالى، وسخر سبحانه لكل اسم من هذه الأسماء أربعة أركان، ( تبين يوجد هناك لكل اسم مسخرين، مؤتمرين، يأتمرون بأمر هذا الاسم، أنظروا إلى النظام مولانا، نظام كامل) فذلك اثني عشر ركنا، ثم خلق لكل ركن منها، ثلاثين اسما< إذن ثلاثة وكل واحدة منها لها أربعة مسخرين، وكل واحد من هؤلاء الاثنى عشر لهم ثلاثين مسخر، فالمجموع أصبح 360، ثم بدأ الإمام يعدد، قال :> فهو الرحمن الرحيم الملك القدوس <، هذه كلها الأسماء الثلاثمائة وستين التي هي تحت الأسماء الاثني عشر، والاثني عشر تحت الأسماء الثلاثة، والثلاثة أسماء تحت الاسم المكنون. الآن قد يقول لي قائل الرواية صحية السند أو لا؟ أنا يقين عندي أنه مباشرة يقول لي قائل هذا. الجواب أنا أشير إليه حتى لا يتألم. مرآة العقول للمجلسي يقول الرواية من حيث السند مجهولة السند، غير صحيحة، قال > مجهول ولكن الرواية من غوامض الأسرار التي لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون<. يعترف أن الرواية جد ثمينة وعظيمة، التفتوا لي، تقول سيدنا إذن لماذا تستند إليها؟، الجواب: استند إليها على المنهج الذي ذكرته مرارا وهو منهج تفقير النص الروائي. يعني أن الرواية قد تكون ضعيفة، تحدثنا في شهر رمضان وهذا هو المنهج الذي بنا عليه العلامة الألباني، قال: > رواية المسيح الدجال ضعيفة، لا يمكن الاعتماد ولكن تبين لي بعد الدراسة أن الحديث بجميع فقراته إلا قليلا منها هو من الصحيح لغيره<، يقول هذه الفقرة وجدنا له شاهد هناك، وأنا حتى أن الأعزة يلتفتون، في كتابي الاسم الأعظم، حقيقته ومظاهره، قمت بهذا العمل، وهو أنه أخذت فقَّرت الرواية، وشرحتها، ولكل فقره توجد هناك شواهد.

    إذن أعزّائي ألخص حديثي حتى لا أطيل على الأعزة. إذن الوسيلة الأولى للوصول إلى الله يمر من خلال معرفة الأسماء الإلهية، يعني علم الأسماء، وعلم الأسماء أعزّائي يدرسه طالب العلم حتى يستطيع أن يعرف عندما يريد أن يذكر الله ويسأل الله باسم، يسأله بأي اسم من أسمائه. التفتوا لي أعزّائي، هذه حقيقة وليست فقط سر، بل حقيقة من الحقائق أريد أن أبينها للمشاهد الكريم، واحدة من أهم أسباب عدم استجابة الدعاء أنك لا تأتي من الطريق المعد لاستجابة الدعاء، فلا يستجاب لك. يعني الله قال لك الطريق >أ< يوصلك إلى الحاجة، وأنت ذهبت في الطريق >ب<، فلا تصل، المشكلة أين؟ الله لا يستجيب أو أنت ضللت الطريق؟، وهذه الرواية موجودة في توحيد الشيخ صدوق، >قيل له يبن رسول الله ندعو الله فلا يستجاب لنا وقد قال ادعوني استجب لكم، قال: لأنكم تدعون من لا تعرفون<، المشكلة أنتم ضللتم الطريق، أنا عادة أضرب مثال للأعزة، أقول: لو قيل لك أن بيتي رقمه 255، فأنت ذهب ودقيت الباب رقم 270، يوجد أحد أن يفتح لك الباب أو لا يوجد؟ لا يفتح الباب أصلا، وأنت تقول: أنا ذهبت ولم يفتح لي الباب أحد، أنت لم تدق الباب أصلا. إذن علينا لاستجابة الدعاء أن نقف على علم الأسماء الإلهية، ولا طريق لاستجابة الدعاء إلا من هذا الطريق.

    المقدّم: يعني هنا سماحة السيد قد يرد هذا السؤال، ليس كل الناس أهل علم، لربما كثيرون يسألون على فطرتهم، فما هو مصير هؤلاء الناس؟

    سماحة السيّد: الله سبحانه وتعالى كريم، رؤوف، قد يعطي، قد يعطي، ولكن إذا لم يعطي ليس السبب هو، الآن أضرب لكم مثال، أنت تريد أن تصلي، ما هي شروط صحة الصلاة؟ ما هي موانع الصلاة؟ ما هي الأسباب التي تؤدي إلى بطلان الصلاة؟ لابد أن تتعلمها. ولهذا تجدون في الرسائل العملية يكتبون، يجب تعلم الشروط والموانع، والشكيات و… . لماذا لأن الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر لابد أن تكون بهذا الشروط. مثال أوضح: تذهب إلى الطبيب تقول له أنا مريض، وأريد أن أشفى من المرض الكذائي، ماذا أفعل؟ يضع لك دواء معينا ويقول الحمية الكذائية، فإذا أنت استفدت من الدواء ولم تستعمل الحمية أو النظام الغذائي الذي قاله لك، تنتفع أو لا تنتفع؟

    المقدّم: بالتأكيد لا ينتفع

    سماحة السيّد: قد أنت تقول ما هو ذنبي؟ ذنبك جهلك، ماذا أفعل لك، لأن الطبيب قال إنما ينفعك بشرطها وشروطها. سلام الله عليكم يا أئمة أهل البيت، سلام الله عليكم يا أئمة أهل البيت، الذين قال الله فيكم: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ (سورة الأحزاب: 33)، هذه الآية المباركة، من أهم الآيات التي نزلت واختصت بأئمة أهل البيت، أما ما هو الدليل إن شاء الله تعالى في الوقت المناسب أبين، وطرحته سابقاً، ولكن أقف عنده. قال: >كلمة لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي<، ثم قال كما قرأنا في الأبحاث السابقة: > بشرطها وشروطها، وأنا من شروطها <. الآن تقول كيف الوصول إلى الله؟ بالمعرفة أعزّائي. ولذا نحن قلنا أن قيمة العمل تزداد بالمعرفة، وقيمة العمل تقل بالجهل.

    المقدّم: جزاكم الله ألف خير، أعزائي المشاهدين نتوقف عند فاصل قصير، نستمر بعده بهذا البحث حول مشروعية التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته وبعد مماته.

    (بعد الفاصل)

    المقدّم: أحييكم ثانية مشاهدينا ومستمعينا الأكارم، سماحة السيد هذه كانت الوسيلة الأولى التي أجاز الشارع المقدس التوسل بها للقرب إليه، ما هي الوسيلة الثانية؟

    سماحة السيّد: الوسيلة الثانية أعزّائي في كلمة واضحة، أيضاً هذه الوسيلة مما اجتمعت عليها كلمة علماء المسلمين، لم يختلف عليها أحد من أهل العلم، لماذا؟ باعتبار أنه دلت الآيات والروايات على أنها هذه وسيلة يُتوسل بها إلى الله سبحانه وتعالى. وهي أن يتوسل الإنسان بعمله الصالح إلى الله. يقول: اللهم إني أسألك بإيماني بك أن تفعل بي كذا وكذا، اللهم إني أسألك بإيماني برسولك أن تفعل بي كذا وكذا، اللهم إني أسالك بمحبتي لنبيك وآل نبيك أن تفعل بي كذا وكذا، اللهم إني أتوسل إليك بعملي الصالح الذي عملته، من صوم وصلاة وحج، وصدقة وبر، وزكاة و… . بعبارة أخرى كل عمل صالح قام به العبد أعم من أن يكون عملا عقائديا، جوانحيا، قلبيا وهو الإيمان، أو أن يكون عملا جوارحيا وهو الأعمال الصالحة، والقرآن دل على ذلك في آيات كثيرة، ولهذا صار واقعاً من المسلمات أنه يمكن للإنسان أن يتوسل بأعماله الصالحة، طبعاً أريد أن أصل إلى نقطة مهمة من هذه الوسيلة الثانية، تعالوا معنا إلى سورة آل عمران، الآية 16، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ﴾، يعني وسّطوا إيمانهم، إذن إيمانهم بربهم صارت الوسيلة لطلب غفران الذنوب، أيضا الآية 53 من سورة آل عمران، قال تعالى: ﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾، كاملا واضح، بعد أن وسلوا بعد أن وسطوا وسيلة. تجد القرآن الكريم بعد أن قال ابتغوا إليه الوسيلة، إذن يعلم العباد أنه ما هي الوسائل المشروعة بالنسبة إليه: الوسيلة الأول: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾، الوسيلة الثانية: كل عمل صالح. الآية الثالثة أو الرابعة أعزّائي الآية 190 من سورة آل عمران: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾، إذن إذا أردت أن تصل إلى غفران الذنوب، وتكفير السيئات، والموت مع الأبرار، والحشر مع الأبرار هذا هو الطريق، لا يوجد طريق آخر، لا يقول لي أحد أنا بلا وسيلة ولا ابتغاء الوسيلة أصل إلى الفلاح وإلى الفوز الإلهي، ﴿رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ…﴾، أدّوا الشروط. إذن بالنسبة إلى الآيات القرآنية، واضحة الآيات تشير إلى هذه الحقيقة.

    على مستوى الروايات أيضا كذلك:

    المورد الأول: تعالوا معنا إلى مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرنئوط، مجلد 38، صفحة 45، رقم الحديث 22952 قال: > فإذا رجل يدعوا فقال: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، (التفتوا جيّدا، وسط الشهادة والإيمان بالله، بالتوحيد) الأحد الصمد … فقال النبي: والذي نفسي بيده ( أو قال: والذي نفس محمد بيده) لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب،<. واضح أعزّائي.

    إذن أعزّائي إذا لم تجد الاستجابة المشكلة أنك لم تهيئ الشروط اللازمة في أدب الدعاء، في مقتضيات الدعاء، في موانع الدعاء.

    المورد الثاني: أيضا نفس هذا الحديث أعزّائي في صحيح سنن أبي داوود الجزء الأول، صفحة 409، رقم الحديث 1493 الرواية هي : > أن رسول الله سمع رجل يقول: اللهم إني أسالك أني أشهد…. قال صحيح<. هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث: تلك كانت مرتبطة بالشهادة أريد أن آتي برواية مرتبطة بالأعمال، لأنه قلنا مرة أنه بالعقيدة ومرة بالجوارح. الرواية أعزّائي موجودة في صحيح البخاري، تحقيق شعيب الأرنئوط، المجلد الثاني، صفحة 258، والرواية طويلة الذيل في كتاب البيوع، الباب 98، باب إذا اشترى شيئاً لغيره بغير إذنه فرضي، الآن نقرأ الرواية تجد لا مناسبة بين العنوان وبين الرواية، ليس مهم. رقم الرواية 2215، الرواية عن النبي: > قال خرج ثلاثة يمشون فأصابهم المطر، فدخلوا في غار في جبل، فانحطت عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه فقال أحدهم: ( إذن يريدون أن يدعو بأفضل عمل عملوه، لا بأفضل اعتقاد بل أفضل عمل) اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران…. ( هذا القسم الأول، لا أريد أن أطيل على المشاهد) ففرج عنهم جزء من الباب، وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني كنت… ففرج عنهم الثلثين، وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت… فأفرج عنا، فكشف عنهم وفتح باب الغار<. وهذه الرواية الأعزة إذا أرادوا أن يراجعونها بإمكانهم أن يراجعوها في صحيح مسلم، رقم الرواية 2743، وكذلك في مسند أحمد رقم الرواية 5974.

    الآن محل الشاهد (التفتوا جيّدا(ً، الآن قد يقول لي قائل سيدنا ماذا تريد أن تصل بالعمل الصالح؟ الجواب هذه آية سورة الشورى، قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (التفتوا جيّدا) ﴿وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً (يعني جعل المودة في القربى حسنة، يعني عمل صالح، جيد جداً، إذن نص القرآن الكريم، أن حب أهل البيت عمل صالح) نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً (لأنه من جاء بالحسنة، فله عشر أمثالها، بل له سبعمائة ضعف، بل له ألف وأربعمائة ضعف، بل لا حساب له) إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (سورة الشورى: 23). سؤال: لماذا لم يقل إن الله شديد العقاب؟ لماذا لم يقل إن الله قابض مميت؟ ما المناسبة؟ الجواب: يريد أن يقول أن هذه الحسنة سنخ حسنة تورث غفران رب العالمين.

    المقدّم: بل يشكر عليها الله

    سماحة السيّد: أحسنتم، وهو أن الله ليس فقط يعطي، بل يشكر العبد عليها.عجيب حسنة هذه، عجيب حسنة، عجيب حسنة. بينكم وبين الله إذن لماذا تأخذون على شيعة أهل البيت أنهم يحبون أهل بيت النبي، يعني هل خالفنا القرآن في ذلك، لماذا تتهموننا بالغلو، لماذا تتهموننا بالشرك، لماذا تتهموننا بالبدعة، نحن نذهب إلى مراقد أهل بيت النبي، نذهب إلى الحسين، نذهب إلى الحسن، نذهب إلى علي، نذهب إلى سيد الساجدين، نذهب إلى الباقر، إلى الصادق نقول له اللهم إني أسألك بحبي لهذا العبد الصالح أن تفعل بي كذا وكذا. ما المحذور أعزّائي

    المقدّم: إن لم يكن عمل صالح فهذا نص القرآن

    سماحة السيّد: نص القرآن، أنتم قبلتم، أنتم صرحتم، تقول سيدنا من يقول أن الوهابية وأتباع ابن تيمية يقبلون، تعالوا معنا، هذا ابن تيمية أعزائي، مجموع فتاوى ابن تيمية، المجلد الأول، صفحة 143، يقول: > فابتغاء الوسيلة إنما يكون لمن توسل إلى الله بالإيمان بمحمد وإتباعه (وهنا الله أمرنا بأن نحب أهل بيته، إذن لمن نتبع نحن؟ نتبع القرآن) وهذا التوسل بالإيمان به وطاعته، فرض على كل احد باطنا وظاهرا وهو…<، صريحاً، إذن ابن تيمية يقبل الوسيلة الأولى ويقبل الوسيلة الثانية، ولذا نجد أن العلامة الألباني في كتابه التوسل، أنواعه وأحكامه، محمد عيد العباسي، مكتبة المعارف، في صفحة 32، هذه عبارته، بودي أن المشاهد الكريم يتلفت إليها جيدا: يقول: >التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به كأن يقول المسلم اللهم بإيماني بك، ( هذه العمل الجوانجي) ومحبتي لك، (هذا العمل جوانحي) وإتباعي لرسولك اغفر لي< اللهم إني أسألك بحبي لمحمد وإيماني، وعندنا من أحب علي فقد الرسول، ومن أحبهما (يعني الحسن والحسين) فقد أحب الرسول، ومن أحب فاطمة فقد أحب الرسول، ثم لماذا نذهب يمينا وشمالاً هذا نص القرآن الكريم قال: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾، قد تقول من قال أن المودة في القربى فيها حسنة وعمل صالح؟، قال: ﴿وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً﴾ (سورة الشورى: 23) سنة، إذن مودة القربى ما هي؟

    المقدّم: قربى الرسول

    سماحة السيّد: نعم، قربى الرسول، مما لا شك، وهذه من الواجبات بإجماع المسلمين، يجب محبة أهل البيت، الآن أنا أريد أن أدخل إلى المراقد المقدسة لأئمة أهل البيت، أريد أن أدخل إلى رسول الله، أقول له يا رسول الله، اللهم إني أسألك بحبي لرسولك أن تعطيني كذا وكذا، لماذا يقف هنا وهناك يقولون له شرك، شرك، شرك، اسألوا الله؟ هذه من أين؟ يعني واقعا أنا لا يوجد عندي كلام إلا أن أقول أن هؤلاء واقعا يعرفون شيئاً من القرآن أو لا يعرفون؟ ويتهمون الآخرين بأنكم أنتم لا تجعلون القرآن هو الحجة، أنتم لا تعتنون بالقرآن، أنتم ليست المرجعية الأولى عندكم القرآن، أنتم و… . يتضح بأنه إذن ليس لكم من القرآن إلا لفظ القرآن، لا تعرفون فقه القرآن، ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (سورة محمد: 24)، الآن تقول لي عوام الشيعة يطلبون مباشرة من الأئمة، الآن إن شاء الله بعد ذلك سنبحث أنه يجوز الطلب من الأئمة، يجوز الطلب من رسول الله أو لا يجوز؟ ذاك بحث آخر. الآن نحن نتكلم في المسائل المجمع عليها، المتفق عليها، وهي أنه يمكننا أن نتوسل إلى الله، بحبنا لأهل بيت النبي ولا أتصور أنه يوجد خلاف أن عليا من أهل بيته، وأن فاطمة من أهل بيته، وأن الحسن من أهل بيته، وأن الحسين من أهل بيته، وأن السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري وآخرهم الذي نعتقده أيضا من أهل بيته، لأنه هو قال: >المهدي من أهل بيتي من ولد فاطمة<، الآن أنتم لا تعتقدون بأنه حي، نحن نعتقد أنه حي، نتوسل بحبهم إلى الله سبحانه وتعالى، ما المحذور في ذلك؟ هذا دليلنا القرآني. تسألون أين القرآن؟ تعالوا حاججونا بالقرآن، وحقكم أنه ليس لكم من القرآن شيئا، لا تعرفون القرآن، وإلا لو كنتم أنتم أهل فقه القرآن، أهل التدبر في القرآن، لعرفتم أن القرآن قال: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ ﴾، ألهي أي مقدار تزد له؟ يقول البعض عشر أضعاف، البعض ﴿في كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ﴾، في بعض ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾، في بعض ﴿وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.

    إذن الوسيلة الثانية الواضحة التي لا مجال للبحث فيها هي التوسل بالعمل الصالح. إذن بعد لا يحق لأحد إذا وقفنا أمام رسول الله وقلنا له: اللهم (ارجع وأقول السؤال في التوسل وليس في الاستغاثة) إني أسألك، وليس أسأل الرسول، قلنا الفرق بين التوسل والاستغاثة أنه في التوسل الطلب من الله، ولكن بتوسل وبتوسط شيء. اللهم إني أسألك بحبي لمحمد وآل محمد أن تفعل بي كذا وكذا وكذا، فإذا قال لكم أحد أن هذا شرك، لا أقل قولوا له أنك إما لا تفهم القرآن، وإما لا تعلم كلمات أعلام الوهابية، وابن تيمية وأمثال ذلك وإلا هي السيرة القائمة بين المسلمين جميعاً.

    المقدّم: أعلام المسلمين وأئمة المسلمين جعلوه فرضا

    سماحة السيّد: أحسنتم، قرأنا بلا إشكال وبلا أي مجال للبحث

    المقدّم: طيب الآن نأتي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هل يجوز التوسل به في حياته لقضاء الحاجات وإنجاز الملمات؟

    سماحة السيّد: من هنا أستاذ علاء سوف ندخل إلى القسم الثاني والخلاف. إلى هنا لم يكن عندنا أي بحث في النوع الأول من التوسل والنوع الثاني والآن ننتقل إلى النوع الثالث.

    أنا في الواقع الوقت ليس كثيرا حتى أنه ندخل في صلب الموضوع، سوف فقط أعطي العنوان وإنشاء الله نستكمله بإذنه تعالى في الأسبوع القادم، أنا لا أذهب يمينا ويسارا وإنما أذهب إلى حديث خرج من فم خاتم الأنبياء والمرسلين، من فم ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾، التفتوا لي جيداً، لنرى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لكم إذا أردتم أن تذهبوا إلى الله لقضاء الحاجات ما هي الوسيلة التي تتوسلون؟ إلى الآن عرفنا الوسيلة الأولى وهي الأسماء، الوسيلة الثانية وهي العمل الصالح، تعالوا معنا إلى الوسيلة الثالثة.

    أعزّائي أبدأ بمسند الإمام أحمد بن حنبل، الجزء 28، مؤسسة الرسالة، تحقيق شعيب الأرنئوط، صفحة 478، رقم الرواية 17240، حديث عثمان بحن حنيف، قال: > أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال ادعوا الله أن يعافيني< سؤال: هذا الصحابي لماذا هو لا يرفع يده إلى السماء ويقول اللهم عافيني؟. هذا سؤال واقعا. لماذا يوسط؟ وهو يقيناً كان يعرف أنه يمكن أن يوسط الاسم الإلهي، ويمكن أن يوسط العمل الصالح، إذن أعزّائي واقعاً تعالوا من الآن فلنتفق، هذه نظريات الله أقرب إليكم، ولا ينبغي أن نوسط، هذا خلاف سيرة الصحابة، هذا مسند احمد بن حنبل، أنظروا إليه عزيزي، يقول العلامة شعيب الأرنئوط: >إسناده صحيح، رجاله ثقات<، بالمد ذو سبعة أحرف مولانا، وإن كان هنا لا يستحق المد ولكن أقوله حتى يتضح للمشاهد الكريم، >إسناده صحيح، رجاله ثقات<، جيد جداً، قال: >إن رجلاً ضرير البصر أتى النبي فقال أدعو الله أن يعافيني< إذن لا يقول لنا قائل لا نوسط، هذا جاء إلى رسول الله، مع أنه يقينا أن هذا الصحابي كان يعرف السبب الأول للتوسيط، والوسيلة الثانية للتوسيط، >قال الرسول: إن شئت دعوت لك، وإن شئت أخرت ذاك فهو خير<، رسول الله يخيره. يقول أدعو لك ويستجاب لي ولكن لو تصبر فهو خير، > فقال: أدعو، ( لا أريد أن أصبر على الأحسن، أريد العافية،) فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء<. أنا واقعا لا أفهم، هو طلب من رسول الله أن يدعو له، المفروض رسول الله يرفع يده إلى السماء، ولكن رسول الله هو علمه كيف يدعو. إذن تبين رسول الله أراد أن يعلمه كيفية الدعاء، لا يقول لي قال هذا توسل بدعاء الرجل الصالح أو النبي الصالح أو خاتم الأنبياء، خلو ذهنكم يمي أعزّائي، أريد أن تتضح حدود المسألة. مرة أنا أذهب إلى عبد صالح عند الله، أعتقد أنه عبد صالح، أقول له: ادعوا لي في صلاة الليل، أو في مضان الدعاء واستجابة الدعاء ادعوا لي، بعد أنا لا أدعوا وإنما الذي طلبت منه الدعاء، يدعو. ومرة أذهب إلى العبد الصالح أقول له علمني كيفية استجابة الدعاء، ما هو الطريق لاستجابة الدعاء، علمني الكيفية، والمسألة من القسم الثاني لا القسم الأول. إذن نكمل الرواية: > ويدعو بهذا الدعاء ( كيف يدعو؟) اللهم إني أسألك ( إذن توسل وليس استغاثة، لا يقول إني أسأل رسولك وإنما أسأل الله) وأتوجه إليك بنبيك محمد <

    المقدّم: يعني لا آتي مفرداً،

    سماحة السيّد: من الوسيلة هنا؟ الوسيلة الأولى كانت الأسماء الحسنى، الثانية العمل الصالح، الثالثة رسول الله. يعني أنت توسط شخص رسول الله >بنبيك محمد<، ليس بدعاء نبيك محمد، ليس بسؤال نبيك محمد، وإنما > بنبيك محمد نبي الرحمة، (بعد التفتوا لهذه الجملة واحفظوها عن رسول الله) يا محمد<. الآن أنا أسأل هذا السؤال: لو أن شخصاً وقف في المسجد النبوي وقال >يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه<، ماذا يفعل أولئك الذين يدعون أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؟، ماذا يفعلون؟ يقولون بأنه هذا منكر، هذا شرك، هذه بدعة، لم ترد بها السنة، إلى آخر القائمة التي يحفظونها، وهم واقعاً لا علم لهم بما في تراثهم، ولهذا واقعا أنا أشفق على كثير من هؤلاء الذين أجدهم يقومون بهذه الأفعال، وليس فقط على هؤلاء، أشفق على هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات والقنوات والمواقع، أقسم لكم بالله إني أشفق عليهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يوجد في تراثهم، ليس فقط لا يعلمون ماذا يوجد في تراثنا، هم لا يعلمون أيضاً ما يوجد في تراثهم الصحيح المعتبر. نكمل الرواية: > يا محمد (صلى الله عليك يا رسول الله) يا محمد (صلى الله عليك يا رسول الله) إني توجهت بك<، بك بك بك، ليس بدعائك، لا بسؤالك، بك، بشخصك. طبعا الآن مباشرة الوهابية أو أتباع ابن تيمية يقولون أن هذا مختص بحياته. نحن الآن نريد أن نثبت الحياة, فلنتفق في الحياة وبعده لنرى أنه هل يجوز في الممات أم لا؟ وأنه بعد مماته هل هو ميت أم حي؟ فإذا ثبت أنه انقطع عن هذا العالم، نقول لا يمكن التوجه به، أما إذا ثبت أنه كما كان حيا في هذه الدنيا، فهو حي بحياة أقوى وأشد وأشرف من الحياة الدنيوية وهي الحياة البرزخية، إذن لا معنى لأن نمنع التوجه والتوسل به. الآن هذا بحثه يأتي، أنا أريد أن يتضح للمشاهد الكريم نحن في أي بحث، إذن قال > يا محمد إني توجهت بك إلى ربي بحاجتي هذه، فتقضى لي، اللهم شفعه في < ولذا هنا أصحاب ابن تيمية يقولون إذن كان السؤال أنه رسول الله يدعو، هذا يأتي بحثه.

    أعزّائي السنن الكبرى للإمام النسائي المتوفى 303 من الهجرة، الجزء الثالث، أبو أنس الخداش، مكتبة الرشد، صفحة641، رقم الحديث 10419، أيضاً قال: >صحيح، اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد، نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى الله أن يقضي لي حاجتي…<. وكذلك ابن ماجه أعزّائي، في سننه بتحقيق شعيب الأرنئوط، الرسالة العالمية، الجزء الثاني، قال: > عن عثمان بن حنيف… (إلى أن قال) اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي<. هذا المورد الثالث. طبعا موارد أخرى عندي كثيرة ولكن الوقت ضيق.

    قد تقول لي أن الشيخ الإسلام ابن تيمية، من قال أنه يوافق على هذا الحديث؟، لعله لا يوافق, الآن تعالوا معنا لنرى أن الشيخ ابن تيمية يوافق أو لا؟

    أعزّائي هذا كتاب الاستغاثة في الرد البكري تأليف شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية، تحقيق السهلي، مكتبة دار المنهاج، صفحة 108، بعد أن ينقل الرواية، (التفتوا جيّدا(ً قال: > وحديث الأعمى (يعني الذي جاء رسول الله ) فإنّا بالحديث عاملون وله موافقون وبه عالمون<. بعد يا أتباع ابن تيمية، يا أتباع محمد ابن عبد الوهاب، يا أعزّائي يا أتباع احمد بن حنبل، لا أدري أنتم أتباع من لا أعلم. هذه كتبكم، تراثكم، يقول بأنه لا مجال لأن يشك فيها أحد، ومن المعاصرين العلامة ألباني، في كتابه التوسل، صفحة 86، هذه عبارته هناك، قال في حديث الضرير: > أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف… <.

    إذن أعزّائي لا مجال لمناقشة أننا في حياته يجوز أن نقول يا محمد إني أتوجه بك ( لا بدعائك، لا بسؤالك، لا باستغفارك، لا بشفاعتك) بك بك . إلا إذا كنتم تقولون أن اللغة العربية >بك< معناها يعني بدعائك، إلا أن تقولوا أن المراد من >بك< يعني باستغفارك، أقول ممكن أن يراد ولكن يحتاج إلى قرينة، لأنه هذا خلاف الظاهر كمال يقال.

    إذن على هذا الأساس من حق المشاهد الكريم أن يقول هذا الذي أثبتته في حياته، ولذا إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم سوف نقف تفصيلا عند هذه المسألة.

    المقدّم: إن شاء الله، أعزّائي المشاهدين فاصل ونستمع إلى مداخلاتكم

    (بعد الفاصل)

    المقدّم: مشاهدينا الكرام، أتصور أنه لا يحتاج أن أذكر بكيفية الاتصال، أن يكون الاتصال أو السؤال أو المداخلة، ضمن موضوع هذه الحلقة، وأن يتقيد المتصلون بوقت الاتصال دقيقة ونصف إلى دقيقتين كحد أقصى، داود من البحرين تفضل.

    داود من البحرين: سلام عليكم يا أخي علاء وسلام للسيد كمال الحيدري

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    داود من البحرين: سيدنا بالنسبة للأمر الآية القرآنية ﴿ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ لو رجعنا إلى الأنبياء السابقين، فالكل قال هذا، فيما عدا رسول الله.

    المقدّم: يعني أنت تسأل لماذا اختصت هذه القضية برسول الله (صلى الله عليه وآله)، أليس كذلك؟

    داود من البحرين: ولذويه، لذوي القربى

    سماحة السيّد: واضح السؤال

    المقدّم: شكرا داود، وصلت الفكرة، صالح من السعودية، تفضل

    صالح: ألو سلام عليك يا شيخ، كيف حالك يا شيخ

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبا بك عزيزي

    صالح: حبيت أسأل الشيخ الله يجزاه خير ويحفظه من كل شر، أنه الله قال في كتابه الكريم: ﴿أدعوني استجب لكم﴾ يعني الله قال: أدعوني أنا ولا تدعو غيري، ﴿إِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ إذن الله أمرنا أن ندعو ولا ندعو أحد غيره، فما رأيك يا شيخ في هذا الكلام هذا.

    المقدّم: جيد واضح، شكرا لك، يظهر أن الأخ لم يكن متابعا للحلقة من بدايتها لأننا أتصور نحن أجبنا على هذا السؤال.

    سماحة السيّد: ومع ذلك سنجيبه.

    المقدّم: أبو يوسف من بريطانيا

    أبو يوسف من بريطانيا: سلام عليكم ورحمة الله

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    أبو يوسف من بريطانيا: جناب السيد عندي فد تعليق بسيط على ما ذكرتموه جنابكم في صحيح مسلم، من الحديث الذي يتعلق بالصحابي لما نادى يا محمد، ممكن أن يعترض أحد الإخوة ويقول هذا ليس فقط في حياة محمد، هذا كان يدعو رسول الله، أما أنتم أيها الشيعة، أنتم تدعون الآن أناس آخرين، فكيف سماحكتم ممكن أن تثبت للإخوة الآن أنه دعاء الرسول أو دعاء أحد أهل بيته من الأئمة الصالحين أو من أهل بيته الكرام أنه هو بنفس المعنى، جزاكم الله خير

    المقدّم: أخ أبو يوسف، نحن الآن في هذه الحلقة نثبت مشروعية التوسل بالنبي وفي حياته، سيأتي الحديث إن شاء الله الحديث في مماته، وما يتعلق بالآخرين.

    سماحة السيّد: الأئمة له بحث آخر، نعم أحسنتم

    المقدّم: أبو علي من فلسطين، تفضل

    أبو علي من فلسطين: سلام عليكم ورحمة الله

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    أبو علي من فلسطين: سماحة السيد كمال الحيدري أنا لي سؤال وهو هم يتبرؤون بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) عندما ننادي نقول يا محمد لا يجيبنا مباشرة ولا نسمعه، فما ترد عليهم.

    المقدّم: طيب أبو علي هذا الكلام في جانب بعد مماته، وسيأتي الحديث عنه، يعني لنتفق في إطار هذه الحلقة على جواز الاستغاثة والتوسل للنبي في حياته، شكرا أبو علي، الأخ علي من السعودية، تفضل

    علي من السعودية: سلام عليكم ورحمة الله، كيف حالك يا شيخ كمال

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبا بك عزيزي

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    علي من السعودية: يا شيخ أنا بس عندي استفسار، طبعا أنا سمعتك يعني قبل فترة طالعت أنك قلت في آية العصمة أنها لا تدل على أئمتكم عفوا يعني أنه تفسير السنة لها هو الحق، يعني لا يحاول علماء المذهب يفسرونه غير هذا،

    سماحة السيّد: أطلت بلا موجب عزيزي، سوف أجيبه في دقيقة واحدة.

    المقدّم: إذن فقط نستمع إلى حيدر وبعد ذلك سوف نجيب، حيدر من العراق تفضل

    حيدر من العراق: سلام عليكم

    سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل

    حيدر من العراق: أسأل الله أولا أن يطيل عمر السيد كمال الحيدري، وأنا والله وبالله تعرضت لمرض، فدعوت الله أربعين ليلة وأقسمت عليه بشهداء معركة بدر، فلبى الله ندائي والحمد لله.

    المقدّم: اللهم صل محمد وآل محمد، حيدر وصلت الفكرة، شكرا لك، نبدأ من الأخ علي في آية التطهير

    سماحة السيّد: لا أبدء من داود. عزيزي في جملة واحدة، لا أفصل وبحثه سيأتي تفصيلا، كل الأنبياء كانوا يقولون، يطلبون لأنفسهم، ولذا تجدون في يوم الحشر الأكبر، من ذهب إليهم للشفاعة قال لست لها، اذهبوا لرسول الله، إلى آن جاؤوا إلى خاتم الأنبياء والمرسلين قال: >أمتي أمتي<، وهنا أيضا كل الأنبياء كانوا يطلبون الأجر لأنفسهم إلا رسول الله، طلب الأجر لأمته، تقول لا بل طلب حب أهل بيته، قال: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾(سورة الشورى: 23)، إذن أيضا ب طلب الأجر لأهل بيته ، الجواب في الآية الأخرى يقول: ﴿ قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ﴾ (سورة سبأ: 47)، إذن هذا الحب نهايته للأمة، وهذا هو فداء رسول الله، هذه هي كرامة رسول الله، هذه هي رأفة رسول الله، أنه حتى عندما يقول عليكم أن تحبوا أهل بيتي يقول لأنه نجاتكم في هذه المحبة، نجاتكم في هذه الطاعة، فما بالكم كيف تحكمون؟.

    المقدّم: صالح من السعودية، قال أدعوني أستجب لكم…

    سماحة السيّد: الجواب عزيزي أنا قلت الآية: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾(سورة البقرة: 186)، جيد نسأل الحق، نقول له إلهي كيف ندعوك، قال: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾(سورة الأعراف: 180)، أعزّائي أن القرآن يفسر بعضه بعضا، هذا القرآن ليس مبعض هذا كلام رب العالمين. أنت إذا جاءتك رسالة من أحد بينك وبين الله أيحق لك أن تقرأ السطر الأول ولا تقرأ السطر الأخير، أو أن سطر الأخير علامة وشارح للأول والأول شارح للأخير، أعزّائي القرآن صحيح أنه قال: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ (سورة غافر: 60)، ثم ماذا تفعلون بالسنة عزيزي، والله أستغرب، يعني أنتم من أولئك الذي تكفرون بالسنة، هذه السنة قرأناها لكم من مسند أحمد، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجه، وسنن الترمذي، والألباني، وابن تيمية، كلهم يقولون أن رسول الله علم الصحابي قال له: >إذا أردت أن تدعو تقول: اللهم إني أسألك بنبيي نبي الرحمة، يا محمد<، لماذا لم يقول له اذهب وقل يا الله، واقعا هذه الكتب ماذا تفعلون بها. هذا من الأخ صالح.

    الأخ أبو يوسف نجيبه، نعم عزيزي أبو يوسف الآن حديثنا ليس في باقي الأولياء، الآن هؤلاء يمنعون حتى التوسل برسول الله، نحن نريد أن نرى بأن التوسل برسول الله يجوز أو لا؟ وبعد ذلك نرى أن التوسل بأئمة أهل البيت يجوز أو لا يجوز؟، التوسل بالصالحين يجوز أو لا يجوز؟، ذاك حديث آخر. نحن حديثنا الآن مشروعية التوسل برسول الله (صلى الله عليه وآله).

    المقدّم: أبو علي من فلسطين يقول رسول الله لا يجيبنا.

    سماحة السيّد: الجواب قلنا بأنه هذا بعد الممات ونحن الآن نتكلم في حياة الرسول.

    أما علي من السعودية، عزيزي أنتم، واقعا أنا جملتين أقول للأعزاء. واقعا أنا أشعر بأنه أساساً هذا الذي يحاول البعض أن يقول أن السيد الحيدري يقول كذا في آية التطهير، وأنه يؤيد ما يقوله أهل السنة، كما يقول الأخ الذي نقل هذا الكلام. عزيزي هذا كلام كله لا أساس له من الصحة، وإنما أنا معتقد أن هذه الآية المباركة هي من أهم الآيات الدالة على عصمة أهل البيت، نعم الحديث من هم أهل البيت في الآية؟. أهل البيت في الآية أقول في جملتين ولا وقت لي، أعزّائي أن الآية يدور أمرها إما أن تكون مختصة بنساء النبي، وإما أن تكون مختصة بهؤلاء الخمسة، يعني رسول الله، علي، فاطمة والحسن والحسين، ولا يمكن الجمع، وهذه هي النظرية التي أنا أطرحها، لأن البعض يحاول من أهل السنة يقول أن الآية كما هي شاملة لأصحاب الكساء، شاملة لنساء النبي. أقول أتحداكم أنه تأتون برواية واحدة من رسول الله دالة على أن أهل البيت في الآية شاملة للنساء ولأصحاب الكساء معا، إذن يدور الأمر بين أمرين. إما نساء النبي وإما هؤلاء الخمسة. سؤال: قد تقول لي سيدنا هذه الآية تقول مختصة بنساء النبي أعزّائي فقط أقول لكم من المحال قرآنيا أن تكون مختصة بنساء النبي لقرينتين موجودة في نفس الآية المباركة، التفتوا جيدا أعزّائي، الآية المباركة انظروا قبلها، يقول: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ﴾(سورة الأحزاب: 33)، والآية التي بعدها ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ (الأحزاب34)، ولكن هذا المقطع من الآية33 قال: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾(سورة الأحزاب: 33)، سؤالي وأتحدى كل علماء السنة أن يجبوا على هذا السؤال وهو أنه إذا كانت الآية مختصة بنساء النبي، لماذا ذكّر الضمير في هذا المقطع؟ ولماذا استبدل البيوت بأهل البيت؟، لأنه قبله يقول بيوتهن، يعني نسب البيوت إلى النساء ولم ينسب حتى بيوت نسائه إلى رسول الله، يعني حتى لم يعطي للنساء أن يشرفهن أن بيوتهن بيت رسول الله، أبدا قال بيوتهن، ولم يقول بيوت رسول الله. أتحداكم أنا موجود وأسبوع القادم آتي، اذهبوا إلى علماءكم، اذهبوا إلى مراجعكم، أتحداكم أن تجيبوا على هذا السؤال وهو أنه هذا المقطع ﴿إنما يريد الله﴾ إذا هي مختصة بالنساء، لماذا ذُكّر الضمير ولم يقل عنكن؟، هذا أولا، وثانيا لماذا أفرد أهل البيت بعد أن كان بيوتكن؟

    المقدّم: شكرا لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكرا مشاهدينا ومستمعينا، حتى الأسبوع القادم، أستودعكم الله ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2013/03/25
    • مرات التنزيل : 3419

  • جديد المرئيات