نصوص ومقالات مختارة

  • مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته الحلقة الأولى

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله بركاته.

    اللهم صلّ على محمد وآل محمد.

    مختارات من مقامات المصطفى (صلى الله عليه وآله) في قسمه الخامس. في هذه الليلة أعزّائي المشاهدين سوف ندخل إلى صلب الموضوع، إلى مشروعية التوسّل بالنبي الأعظم عليه وعلى آله أفضل التحيّة والسلام.

    قبل ذلك أحيّي مشاهدينا، وأحيّي من يشاهدنا على موقع الفيس بوك مباشرةً، وأيضاً مستمعينا عبر إذاعة طهران العربيّة. وتحية موصولة لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بك سيدنا في هذه الليلة وفي هذه الحلقة من مطارحات. أدخل مباشرةً لكي لا نأخذ الوقت ولدينا الكثير من الأسئلة.

    بما أنّكم سوف تدخلون في صلب مباحث مقامات الرسول من هذه الليلة، هل هناك منهجيّة محدّدة سوف تتبعونها في هذه القضايا وهذه المسائل؟

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    يتذكّر المشاهد الكريم أنّنا في بداية هذه الدورة الجديدة من مطارحات في العقيدة، قلنا بأنّنا سوف نحاول أن نعطي لهذه البحوث طابعاً تأسيسياً، وكان مرادنا من الطابع التأسيسي هو أنّه ليس فقط نناقش ما يقوله الآخر الذي لا نعتقد به، وعندما أعزّائي أقول الآخر الذي لا أعتقد به، ليس بالضرورة يعني الآخر السلفي، أو الآخر الذي هو ابن تيميّة وأتباع ابن تيميّة، أو الآخر السنّي الأشعري ، أو الآخر السنّي ألمعتزلي، بل حتى عندما أقول الآخر، لعلّي أقصد الآخر الشيعي الذي لا أتّفق معه في الرأي، لأنّه هذه الأبحاث ليست أبحاث نقلّد فيها أحداً، وإنّما هي أبحاث اجتهاديّة لنا رأينا فيها، ولذا نبيّنها من خلال ما انتهينا إليها من أدلّة القرآنيّة والروائيّة والبحوث العقليّة.

    من هنا أعزّائي الطابع الذي يطبع هذه الدورة هو أنّنا لسنا فقط بصدد مناقشة الآخر، (أيّ آخر كان كما قلنا) وإنّما بعد ردّ ما يقوله الآخر، نذكر أنه ماذا نعتقد نحن في هذه المسألة. من هنا أعزّائي سوف يأخذ البحث منهجاً آخر، وطبيعةً أخرى، وطريقةً آخري من التحقيق. أمّا ما هو المنهج الذي أعتمده في هذا المجال؟ أعزّائي مرجعيّتي في تحقيق هذه المسائل سوف تكون الأمور التالية:

    المرجعية الأولى: وقبل كلّ شيء هو القرآن الكريم، القرآن الكريم، القرآن الكريم، واقعاً هذه المرجعيّة التي هي غائبة في كثير من أبحاثنا، وهذا ما أحاول أن أرجع إليه الفاعليّة. ولذا أرجو الله سبحانه وتعالى أن أوفّق في هذه الأبحاث و في كلّ مسألةٍ من المسائل أن أرجع أوّلاً إلى القرآن الكريم، لنرى أنّ القرآن تكلّم في هذه الدائرة؟ وماذا يقول القرآن؟

    نعم، إن لم نجد أنّ القرآن تعرّض لذلك، عند ذلك نتحوّل إلى الدوائر المعرفيّة الأخرى، وإلى المرجعيّات الأخرى.

    المرجعيّة الثانية: أعزّائي هي مرجعية السنّة، عندما أقول السنّة يعني ما صدر من النبي (صلى الله عليه وآله) قولاً أو فعلاً أو تقريراً. ما هو طريقنا لهذه السنّة؟ طريقنا لهذه السنّة: هو ما صدر منه وثبت عن طريق السنّة الصحيحة والصرحية والمجمع عليها. طبعاً إن لم نجد تلك السنّة الصحيحة الصريحة المجمع عليها، سوف أشير للمشاهد الكريم وأقول هذا ورد فقط من طريق علماء الشيعة، من طريق أهل البيت، وفي مصادرنا ولم يظهر هناك، أو صدر هناك، ورد هناك، ولم يوجد في مصادرنا، سوف أبيّن ذلك. وإن وجدنا الإجماع واقعاً نورٌ على نور. هذه المرجعيّة الثانية وهي السنّة. ونحاول قدر ما يمكن أن نحصّل القطع بصدور هذه السنّة، وعندما أقول القطع ليس مرادي التواتر، أهل العلم يعلمون جيّداً ما أقول، ليس بالضرورة كلّ قطعٍ لابد أن يكون متواتراً، لعلّ هناك من الأمور، قطعيّة لكنّه ليس متواتراً، يعني نقلت بخبرٍ واحدٍ أو اثنين ولكنّ هناك قرائن كثيرة تشير إلى قطعيّة الصدور. إذن أحاول أن أستند إلى السنّة القطعية، أعمّ من أن تكون متواترة بحسب الاصطلاح أو غير متواترة.

    هاتان هما المرجعيّتان الأصليّتان: الكتاب والسنّة. طبعاً هاتان المرجعيّتان، اتفّقت كلمة علماء المسلمين عليها، وأنا عندما أقول علماء المسلمين ليس مرادي أنّه لا يوجد هناك مخالف، قد الصوفيّة بعضهم يخالف، بل أنا أريد أن أقول أنّ الحالة ليست قضيّة مذهبيّة، يعني كما هو موجودٌ عند الشيعة موجودٌ عند أهل السنّة، تعالوا معنا أعزّائي إلى مصدر من أهمّ مصادر علماء الشيعة الإماميّة، وهو شيخ الطائفة، الشيخ الطوسي، في كتابه اختيار معرفة الرجال، المعروف برجال الكشّي، لشيخ الطائفة الإماميّة الشيخ الطوسي، المتوفى 64 من الهجرة، بتحقيق العلّامة المصطفوي، أعزّائي هناك في صفحة240، في رقم الحديث 401، سوف طبعاً أقف قليلاً عند هذه الأبحاث لأنّها أبحاث منهجيّة، لابدّ أن يعرف المشاهد الكريم ما هو المنهج الذي أتّبعه، حتّى لا يأتي بعد ذلك معترض لماذا قلت هذا ولم تقل هذا؟، لماذا استندت إلى هذا ولم تستند إلى ذاك؟. رقم الرواية أعزّائي 401، رقم الصحفة240، الرواية هذه: >حدّثني محمد بن قولويه والحسين بن حسن بن بندار القمّي، قالا حدّثنا فلان عن فلان، عن يونس بن عبد الرحمن أنّ بعض أصحابنا سأله وأنا حاضرٌ، فقال له: يا أبا محمد ما أشدّك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا؟، فما الذي يحملك على ردّ الأحاديث؟<. هذه قضيّة تبيّن إذن كانت في زمن الإمام الصادق والكاظم (عليهما السلام)، يعني في القرن الثاني، أنّه الخواصّ من أصحاب أئمة أهل البيت ما يكونوا يقبلون أيّ حديثٍ يأتي. إذن من هنا لابدّ أن يتّضح لشيعة أهل البيت ولأتباع مدرسة أهل البيت، لا يقولون أنّ الرواية وردت في الكتاب الكذائي، نحن لا يوجد عندنا صحيح، الرواية ضمن الضوابط، تُقبل أو لا تُقبل، بدليل أنه هنا ننقل عن يونس بن عبد الرحمن وهو ينقل عن الإمام الصادق، المستشهد في سنة 148 من الهجرة، يقول: >وما أكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا، فمن الذين يحملك على ردّ الأحاديث؟ فقال: حدّثني هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبد الله الصادق يقول: لا تقبلوا علينا حديثا إلّا ما وافق القرآن والسنّة<. الإمام الصادق (عليه السلام) يعطينا الضابط، الملاك والميزان بأيدينا وهما القرآن والسنّة، هذا الذي قلته، المرجعيّة الأولى القرآن، والثاني السنّة. >أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدّمة<، لا يكفي أن تقرءوا الرواية، لابد أن تجدوا ما يصدّق هذه الرواية من رواياتنا الأخرى.

    المقدّم: لا يتعارض معها

    سماحة السيد: أحسنتم، نكمل الحديث: > فإنّ المغيرة بن سعيد دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي، (وضعت روايات موضوعة سنداً ومضموناً في أصولنا)، فاتّقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا وسنّة نبيّنا (صلى الله عليه وآله) فإنّا (هذا الذي نحن نقوله، نحن إنّما نتعبّد بأقوال وكلمات وأحاديث الأئمّة لأنّها القرآن والسنّة الحقيقيّة عندنا) إذا حدّثنا قلنا قال الله عز وجل، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)<. نحن حديثنا حديث جدّنا رسول الله وآباءنا، حديثنا هو القرآن، قال يونس بن عبد الرحمن الذي كان يكثر الإنكار: > وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر الباقر، ووجدت أصحاب أبي عبد الله صادق متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم (يعني الكتب التي يتدارسونها فيما بينهم) فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا ( الإمام الثامن من أئمة أهل البيت) فأنكر منها أحاديثُ كثيرة ( قال: هذه الأحاديث التي تتداولونها ليست أحاديث آبائي وأجدادي ورسول الله) أن يكون من أحاديث أبي عبد الله الصادق، وقال لي: إنّ أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله صادق… ( إلى أن قال) … يدسّون هذه الأحاديث في يومنا هذا في كتب أبي عبد الله الصادق ( يبن رسول الله ما هو الضابط؟ كيف نميّز الموضوع من غير الموضوع؟) فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، (إذا جاءكم شيء يخالف القرآن فلا تقبلوه علينا) فإنّا إن تحدّثنا، حدّثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة، إنّا عن الله وعن رسوله نحدّث<.

    المقدّم: عدل القرآن

    سماحة السيد: نعم، أحسنتم بنصّ حديث الثقلين، يقول أيضاً: >ولا نقول قال فلان وفلان فيتناقض كلامنا، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أوّلنا، وكلام أوّلنا مصادقٌ لكلام آخرنا، فإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به، فإنّ مع كلّ قولٍ منّا حقيقة، وعليه نور، فما لا حقيقة معه، ولا نورٌ عليه، فذلك من قول الشيطان.

    هذا ميزان أئمة أهل البيت وتنقله كتبنا الصحيحة و المعتبرة، الرجاليّة والحديثيّة، وفي وسائل الشيعة وغير وسائل الشيعة. ولا أطيل على الأعزّة هذا المورد أكتفي به.

    تقول سيدنا أنت قلت مجمعٌ عليه، جيّد إذن نذهب إلى ابن تيميّة مباشرةً لنرى بأنّه يخالفنا في هذا المنهج أو لا يخالفنا؟. أنظروا ماذا يقول ابن تيمية في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميّة، المجلّد الثالث عشر، الطبعة الأصليّة التي قلنا مراراً وتكراراً، في صفحة 28 يقول: >وكان من أعظم ما أنعم الله به عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنّة<

    المقدّم: إذن الكتاب والسنّة

    سماحة السيد: إذن الأصل واحد، نعم إذا وقع الاختلاف ما الطريق إلى الكتاب والسنّة؟، بعض أهل السنّة أقصوا أهل البيت عن الكتاب والسنّة، فقط ذهبوا إلى أبي هريرة وأمثال أبي هريرة، ونحن ذهبنا إلى الأئمة، طبعا أقولها صريحة، بعض علماء الشيعة أيضاً فقط اقتصروا على روايات الأئمة وأقصوا روايات الصحابة. أما منهجي ليس كذلك أعزّائي، منهجي أنا ما صح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندي بحسب الموازين، سواءً كان في كتبنا أو في كتب أهل السنة، في مصادرنا الحديثية أو في مصادر الحديثية لأهل السنة. إذن نعود إلى قول ابن تيمية: >فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم انه لا يقبل… (إلى أن يقول)… فكان القران هو الإمام الذي يقتدى به ولهذا لا يوجد في كلام احد….< إذن صريح انه الأصل الكتاب والسنة، ولكن كما قلت مشكلتنا مع ابن تيمية أنه مباشرةً يقول: >والشيعة لا يكاد يوثق برواية احد منهم<.

    المقدّم: أقصى طائفة

    سماحة السيد: أقصى كل الروايات الواردة عن طرق الشيعة، والغريب أن الألباني وبن حجر يقولون أن المدار ليس على صحة الاعتقاد، وإنما الوثاقة والصدق في النقل، ولكن عندما يأتون عملاً يقصون كاملاً، طبعا مع الأسف الشديد، لعله أيضاً في بعض أعلام مدرسة أهل البيت أيضاً يوجد إقصاء لكل الصحابة، وهذا أيضاً لا نوافقه، إذن نحن أعزائي ندور في المنهج على ما يوثق بنقله، سواءً كان في مصادرنا أو في مصادرهم، يقول: >والشيعة لا يكاد يوثق برواية احد منهم، من شيوخهم لكثرة الكذب فيهم<، الآن هذه بيني وبين الله أنا الحكم على مثل هذا الكلام اتركه للمشاهد الكريم، هذا كلام علمي، هذا كلام منطقي، >ولهذا اعرض عنهم أهل الصحيح<، لا عزيزي لم يعرض عنهم أهل الصحيح، أنت أعرضت عنهم وبعض المصادر الحديثية، >فلا يروي والبخاري ومسلم<، نعم البخاري ومسلم لا ينقلان ولكنه عندما تأتي إلى مسند احمد ترى انه يروي، لماذا فقط تضع يدك على البخاري ومسلم، على كل حال، يقول: > فلا يروي البخاري والمسلم أحاديث علي إلا عن أهل بيته كأولاده مثل الحسن والحسين وهذه أيضا لم ينقلا كثيرا….<.

    إذن هذا المنهج أعزّائي نحن لا نوافق عليه، وهو إقصاء جهة على حساب جهة أخرى.

    إذن المرجعية الأولى القرآن، المرجعية الثانية السنة، وعندما نقول السنة لا نقتصر على مصدر معين من الشيعة فقط أو من أهل السنة فقط، بل من الشيعة ومن السنة ولكن بشرطها وشروطها ومن أهم شروطها: الصراحة والصحيح والمجمع عليه.

    الآن من حق السائل أن يقول سيدنا المعروف عنكم أنكم تستندون إلى الأبحاث العقلية، ومنهجكم منهج عقلي، فلماذا لم تقولوا هنا شيئا عن مرجعية العقل؟ الجواب: المرجعية الأخرى هي مرجعية العقل، ومن قال لكم أن العقل ليست له المرجعية؟. ولكن بودي أن المشاهد وإن كنا نتأخر ولكنّه مهم جدا، ما هو المراد من العقل؟ ما المقصود من العقل؟

    أعزائي قد يطلق العقل (التفتوا إلى هذا الأصل الذي أؤصله للأعزة حتى لا نذهب يميناً ويساراً) في اصطلاح العلماء، ويراد به القوة التي ندرك ونفهم بها الأشياء، كما قد يطلق البصر ويراد به القوة التي نبصر بها الأشياء، في الإنسان توجد قوة يدرك بها الأشياء وهذه القوة ما موجودة في البهائم ولذا تمسى العجماوات، ولذا يسمى الإنسان ناطق وتلك لا تسمى ناطقة، لان البعض يقول المراد من الناطقة يعني وجود هذه القوة التي يدرك، هذا له مدخلية أو لا؟ نعم أعزائي لا يمكن فهم الكتاب والسنة إلا بالعقل.

    المقدّم: إذن هو الأداة

    سماحة السيد: أحسنتم هو الأداة، هي القوة التي من خلالها ندرك الآيات والروايات. وإلا الآن أعطي القرآن الكريم وأعطي السنة النبوية لإنسان لا يملك عقلاً يعني المجنون، يدرك شيئا أو لا يدرك؟

    المقدّم: كيف يميز بين الصحيح وغير الصحيح؟

    سماحة السيد: لا يميز شيئا أصلا، كالبهائم، والعقل مرجعيته لا خلاف فيها بين احدٍ من المسلمين، هذا المعنى الأول للعقل.

    المعنى الثاني وهو الذي محل الاختلاف وهو أن هناك منتجات وقواعد ينتجها العقل، وهي التي يصطلح عليها بالأمور العقلية، بالمسائل العقلية، وهي الأبحاث الفلسفية، إذن قد يطلق العقل ويراد به المنتج الذي تنتجه هذه القوة. سؤال: فإذا أنتجت هذا القوة منتجاً، هل له المرجعية؟ نحاكم به الأشياء أو لا نحاكم؟ هذه هي المعركة، هذه هي التي قالها بعض المتداخلين بأنه ابن تميمية لا يوافق عليها، نحن علينا بالكتاب والسنة فقط

    المقدّم: وغير ابن تيمية أيضاً يقول ذلك

    سماحة السيد: طبعا، طبعا، طبعا المنهج الحنبلي وغيره. أعزّائي أنا أريد أن أقف هذه الليلة عند أيضا عالم من أعلام الشيعة وواحد من أعلام أهل السنة، لنرى بأنهم يقبلون مرجعية العقل بالمعنى الثاني وحجية العقل وانه إذا تعارض معه شيء من السنة، ترجح السنة أم يرجح المنتج العقلي؟، ليس العقل بل المنتج العقلي. (التفتوا جيّدا(ً العقل لا معنى أن يتعارض مع السنة، العقل هو أداة فهم السنة كيف يتعارض مع السنة؟، إنما الذي يتعارض مع السنة المنتج العقلي، أيهما نقدم؟. يعلم علماء أهل العلم والطلبة وعموم الحوزات العلمية من هو الشيخ الأنصاري، الشيخ الأنصاري احد أعلامنا الكبار الذي هذه المدارس الأصولية المتأخرة كلها عيال عليه، انظروا ماذا يقول في فرائد الأصول للشيخ مرتضى الأنصاري، الجزء1، لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم، صفحة 57، هذه عبارته (التفتوا جيّدا(ً، يقول: >كلما حصل القطع من دليل عقلي، ( يعني إذا قطعت بمنتج عقلي) فلا يجوز أن يعارضه دليل نقلي، (لماذا؟ لأن الدليل النقلي قد يكون ظنياً، و العقل قطعي والقطعي يقدم على الظني، كما لو تعارض خبر متواتر مع خبر آحاد، يقدم القطعي على الظني). وإن وجد (يعني في النقل) ما ظاهره المعارضة (يعني عارض الدليل القطعي) فلابد من تأويله (لان الأصل في المرجعية القطع، لأن الأصل مرجعية للعقل)، ….ووجهه في تقديم النقل ما ورد من النقل المتواتر على حجية العقل<، الأدلة متواترة أن العقل حجة باطنة كما أن الشرع عقل ظاهر. نحن عندنا الله أعطانا حجتان، حجة باطنة وحجة ظاهرة، الباطنة هي العقل والظاهرة هي الشرع. كما انه يقول: >وأنه حجة باطنة وانه مما يعبد به الرحمن ويكتسب به الجنان …< . هذا احد أعلام الإمامية المعاصرين. تقول سيدنا: ماذا يقول علماء السنة؟ أنا اذهب إلى المتطرفين من علماء السنة الذين نسب إليهم أنهم لا يقبلون حجية الدليل العقلي، أنا لا أذهب إلى المعتزلة من السنة، أنا لا أذهب إلى الفلاسفة من السنة، أنا أذهب إلى المتطرفين من السنة.

    المقدّم: أهل الحديث

    سماحة السيد: أهل الحديث، مثل الشيخ ابن تيمية، بعد أوضح من ابن تيمية. في رأس المنهج الذي كتب الرد على المنطقيين، كتب الرد على الصوفية، كتب الرد على الفلاسفة، هذا أمامكم كتاب درء تعارض العقل والنقل، للشيخ ابن تيمية تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، الجزء الأول، صفحة 131 أعزّائي، والطبعات الأخرى الجزء الأول صفحة 87، (التفتوا جيّدا(ً يقول: > وإمّا أن يريد به ما احدهما قطعي، فالقطعي هو المقدم مطلقا<، إذا صار قطعي فهو مقدم، عقليا كان أو نقليا، إذن لا تقولون بأنه دائما السنة يقدمون على العقل، يقول لا أنا أدور مدار القطعي والظني، فما كان قطعياً يقدم على الظني، الآن هذا القطعي كان عقلا أو نقلا لا فرق. إذن من قال لكم أنه لا يقدم العقل؟، ثم يوضح يقول: >أن يقال: لا نسلم انحصار، إذ من الممكن أن يقدم العقلي تارة والسمعي أخرى في التعارض<، عندما يتعارضان يعني العقل قال: >أ< والنقل قال: >ب<، وتعارضا، أيهما نقدم؟

    المقدّم: هو بهذا الكلام افرغ الكثير من الأحاديث

    سماحة السيد: طبعا، هذه قاعدة هو يلتزم بها، إذن أعزّائي هذا المنهج الذي يتبعه ابن تيمية.

    إذن لا يأتيني متداخل ويقول أنت بدأت تدخل منتجات العقل والقواعد العقلية، وابن تيمية لا يحتكم إلى القواعد العقلية، لا عزيزي أبدا، هذه من الاشتباهات الشائعة، هذه من عدم علم بعض المتصدّين، يتصورون أن العقل لا دور له. لا عزيزي ابن تيمية من أهم الشخصيات العلمية ومن الأعلام، يقول نحن ندور مدار القطعي، فكلّ ما كان قطعياً يقدم على الظني، سواء كان عقلياً أو كان نقليا. التفوا: > إذ من الممكن أن يقال يقدم العقلي تارة والسمعي أخرى فأيهما كان قطعيا قُدم<.

    واختم هذا البحث أعزائي في المنهج حتى ندخل إن شاء الله في البحث، ثم اختم بكلام للعلامة الألباني، العلامة الألباني يعترض على الشيخ ابن تيمية يقول له: يا ابن تيمية أنت قلت لنا لا تعتنوا بالقواعد العقلية والمنتجات العقلية كثيراً، ولكننا وجدنا انك تفرط في البحث وفي الاستناد إلى القضايا العقلية، قلل، خفف من هذا قليلا، هذا معناه أن ابن تيمية كتبه ما هي؟!. تقول سيدنا ألباني يقول لبن تيمية هذا الكلام؟! هذه أمامكم أعزائي، سلسلة الأحاديث الصحيحة، للعلامة الألباني، المجلد الأول، القسم الأول، صفحة 258، انظروا إلى العبارة، يقول: >وقد أطال ابن تيمية في الكلام في رده على الفلاسفة، محاولا إثبات حوادث لا أول لها<، إذن ابن تيمية يعتقد أن هذا العالم المادي والعالم الامكاني له أول أو ليس له أول؟ يعني قديم لو حادث؟، ابن تيمية من القائلين بأن العالم قديم. نحن نكفر الفلاسفة قائلين بأن العالم القديم، الجواب أن ابن تيمية من المصرين على قدم العالم. تقول: سيدنا هذه إلى الآن أنت لم تطرحها في ابن تيمية!، أقول إن شاء الله تعالى في فرصة اعد المشاهد الكريم أن أطرحه. إن أولئك الذين كفّروا الفلاسفة لقولهم بقدم العالم كالغزالي، لابد أن يكفروا ابن تيمية وهذا كلامهم، إذن يقول: > محاولا إثبات حوادث لا أول لها (يعني أن العالم قديم)، وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول (يعني كلّه بحث عقلي)، ولا تقبله أكثر القلوب حتى اتهمه خصومه (لا ليس اتهام و إنما واقع) بأنه يقول أن المخلوقات قديمة لا أول لها، (هذا ليس خصومه بل واقع نظرية ابن تيمية، إذا تسمح لي دقيقة أو دقيقتان حتى أكمل البحث) مع انه يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إلا مسبوق بالعدم ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث لا إلى نهاية<. يقول نحن في الحوادث نقول: أين ما نضع يدينا يوجد حادث قبله، تقول نصل إلى حادث ليس قبله شيء؟ يقول لا أبدا، أبدا، فالحوادث قديمة. فابن تيمية من القائلين بقدم العالم، أعيد، ابن تيمية من القائلين بقدم العالم، ولعلي لأول مرة أطرح هذا على القنوات الفضائية، أنه أولئك الذين يكفرون الفلاسفة أول من يكفرونه لابد أن يكون ابن تيمية، لأنه قائل بأنه بنفس المنهج. إلى أن يقول >فذاك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض، وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية هذا المولج،

    المقدّم: هو اشترك الآن في خصوم ابن تيمية

    سماحة السيد: نعم نعم نعم، لأنه ابن تيمية واقعا أساساً كتابه درء تعارض العقل والنقل، ملئ بالمنتجات العقلية، أعزائي لا يمكن مناقشة المنتج النقلي بمنتج عقلي، ولا يمكن مناقشة منتج العقلي بمنتج نقلي، إذا أردنا أن نناقش المنتج العقلي لابد بمنتجٍ من سنخه ومن شاكلته، وهذا ما فعله هو، إذن من قال لكم أنه لا يبحث ولا يوجد عنده منتوجات ومنتجات عقلية؟، يقول > فذالك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا، وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية هذا المولج لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام<، نعم عين الفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير ولكن صدق الإمام مالك حيث يقول: >ما منا من احد إلا رَد و رُد عليه إلا صاحب هذا القبر<، إذن هو بصدد الرد على ابن تيمية.

    إذن أعزائي الخلاصة في جملة واحدة: ما هي مرجعيتنا في هذه الأبحاث، هي الكتاب والسنة والمنتجات العقلية القطعية.

    المقدّم: أعزائي المشاهدين فاصل وسنعود

    (بعد الفاصل)

    اللهم صلّ على محمد وآل محمد.

    سماحة السيد نصل الآن إلى أصل القضية، هناك توسل وهناك استغاثة، الكلام الليلة في مشروعية التوسل، لكن قبل ذلك نريد أن تميّز لنا ما الفرق بين التوسل و الاستغاثة لكي لا يختلط البحث في هذه القضية.

    سماحة السيد: في الواقع انتم تعلمون أن هذه المسألة هي من أهم المسائل التي وقع الحديث فيها، وهي مسألة التوسل. ومن هنا كتبت الكتب الكثيرة، قديماً وحديثا، أنه أساسا ما هو التوسل؟، ما هي الاستغاثة؟، ما الفرق بين التوسل والاستغاثة؟، هل يجوز التوسل أو لا يجوز التوسل؟، هل للتوسل أصل قرآني أو ليس له أصل قرآني؟، هل يجوز التوسل بالنبي أو لا يجوز؟، هل يجوز ذلك في حياته فقط، أو يجوز ذلك بعد مماته؟، هل يجوز التوسل بالأولياء، أو لا يجوز؟، وهذه قضية ليس فقط هي مبتلى بها، أساسا أنت الآن أي بلد وأي نحلة وأي مذهب وأي اتجاه تذهب، ترى أنه محل الابتلاء عندهم مسألة التوسل

    المقدّم: لما يترتب عليها من آثار كثيرة

    سماحة السيد: نعم نعم نعم، تكفير وشرك وبدعة و هدم قبور ومزارات، وصدامات دامية و…، ولذا أعزائي واقعا من هنا أستميح الأعزة المشاهدين عذرا أنه لا يتوقع مني سوف أسرع في هذه الأبحاث، لا بل سوف نقف حلقة وحلقتين ولعله خمسة أو عشرة حلقة

    المقدّم: المهم نصل إلى نتيجة

    سماحة السيد: لنصل إلى نتيجة ونتيجة ضمن المنهج الذي اشرنا إليه. وهو القرآن والسنة الصحيحة والصريحة المجمع عليها و المنتجات العقلية القطيعة.

    إذن هذا هو المنهج الذي سوف نسير عليه، من هنا أعزّائي سوف أجيب على هذا السؤال في أمرين:

    الأمر الأول: ما هو المراد من التوسل والوسيلة؟

    نرجع مباشرةً إلى كلمات اللغويين، لأنه نحن نعلم أن هذا القرآن نزل بلسان عربي مبين، إذن لابد أن نرجع إلى كلمات أعلام اللغة، ليحددوا لنا ما هو المفهوم وما هي المصاديق؟ أعزّائي (التفتوا جيّدا(ً لا تخلطوا بين المفهوم والمصداق. المفهوم يعني معنى الكلمة، مفهوم الكلمة، أما المصاديق، يعني الأمور التي ينطبق عليها ذاك المفهوم كما قالوا في المنطق.

    المورد الأول:تعالوا معنا أعزائي إلى كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر، للإمام ابن الأثير، اشرف عليه وقدّم له علي بن حسن الأثري، دار ابن الجوزي، في مادة >وسل<، يقول: >هي الوسيلة، الوسيلة هي في الأصل ما يُتوّصل به إلى الشيء ويُتقرب به<. يعني أنت تتخذ شيئا موصلا إلى شيء آخر، بعبارة أخرى عندك هدف، وعندك طريق يوصل إلى الهدف فتجعل من هذه الوسيلة هي المقربة إلى الغاية والهدف.

    المقدّم: سلك كهربائي

    سماحة السيد: أحسنتم، مثال جيد، أو أي شيء آخر، راكب تركبه أو سيارة تركبها للوصول إلى مكان معين، إذن أعيد الجملة: >ما يُتوصل به إلى الشيء ( يعني إلى الشيء المقصود والمطلوب والغاية) ويُتقرب به، وجمعها وسائل يقال وسل إليه وسيلة، وتوسل، والمراد به القرب من الله تعالى<. إذن الوسيلة يعني الأصل أن تتقرب إلى الله ولكنه تتخذ شيئا طريقا للوصول إليه. هذا المورد الأول.

    المورد الثاني: أعزائي معجم المقاييس في اللغة، (أعلام اللغة أعزّائي)، لبن فارس حققه شهاب الدين أبو عمر، في نفس المادة أيضاً 1091 أعزّائي، هذا المعنى بشكل واضح وصريح أشار إليه، في مادة >وسل<، قال: >الرغبة والطلب<، يعني أنت بهذا الشيء تطلب شيئا آخر، هذا المورد الثاني حتى لا أطيل على الأعزة.

    المورد الثالث: من الأعلام في هذا المجال، وهو المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني، المتوفى 502 من الهجرة، في مادة >وسل<، انظروا ماذا يقول، يقول: >الوسيلة التوصل إلى الشيء، (يعني الشيء الذي يوصلك إلى الهدف)، برغبة وهي أخص من الوصيلة<، يعني إذا قلت وصيلة هذه عام، أما إذا قلت وسيلة هذه أخص، لأنه طلب برغبة، >لتضمنها بمعنى الرغبة<، الوسيلة فيها رغبة وطلب. هذا من المورد الثالث أعزّائي.

    المورد الرابع: وهو ما ورد عند ابن منظور، للإمام ابن منظور في لسان العرب، المتوفى711 من الهجرة، دار إحياء التراث، أيضاً في نفس المادة، المجلد15، صفحة 301، يقول: >الوسيلة: (التفتوا جيّدا(ً وسّل فلان إلى الله وسيلة، إذا عمل عملاً تقرب به إليه<،(يعني أن تقوم بعمل يقربك إلى الله تعالى) والوسيلة ما يُتقرب به إلى الغير<. يعني إلى الهدف. هذا أيضا مورد.

    قد تقول على القاعدة، سيدنا هذا ما يقوله أعلام اللغة من السنة، ماذا يقول أعلام اللغة من الشيعة، أمامكم أعزّائي التحقيق في كلمات القرآن الكريم، للعلامة المصطفوى، المجلد13، صفحة118، قال: > وسلت إلى الله وسيلة فتوسل بها، أي جعلت له في السير إلى الله تعالى وفي طلب قربه ورضاه وسيلة<، اتخذت شيء لأن يقربني إلى الله.

    إذن من هنا يتضح لنا في كلمة واحدة، وواضحة، ما هو التوسل؟ هو أن تعمل شيئاً يقربك إلى الله، أن ترغب بشيء ليقربك إلى الهدف.

    من هنا يأتي هذا السؤال الثاني أستاذ علاء، وهو أنه ما الاستغاثة؟ وبماذا تتميز الاستغاثة عن التوسل؟ أعزائي الاستغاثة هي نفس الوسيلة، (التفتوا لي جيّدا(ً ولكن تفترق عنها في شيء، وهو في الوسيلة يكون الطلب من الله، و لكن في الاستغاثة يكون الطلب من المستغاث به، التفتوا جيدا، مرة تقول: إلهي بمحمد إعطني كذا، هذه نسميها توسل، مرة تقول يا محمد اعطني كذا، هذه استغاثة. أعيد الكلام، مرة تقول: إلهي، ربي، بمحمد أو بجاه محمد أو بحق محمد اعطني كذا، هنا المتوسل به هو الله، والسؤال من الله ولكن بتوسل وبواسطة خاتم الأنبياء؛ وأخرى تأتي مباشرةً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتطلب منه اعطني كذا، اكشف همي وكربتي، هنا بعد لا يسمى توسل وإنما يسمى استغاثة، أعزائي يوجد هذا المعنى في كتاب الاستغاثة في الرد البكري، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، دراسة وتحقيق الدكتور عبد الله بن دجين السهلي، مكتبة دار المنهاج، في المقدمة يعني المقدم يشرح هذا وليس كلام ابن تيمية، المقدم يقول: > والفرق بين الاستغاثة والتوسل، أنه في الاستغاثة لا يقال استغثت إليك بفلان، أن يفعل بي كذا وإنما يقول استغثت بفلان أن يفعل بي كذا< استغثت به أن يفعل، ليس استغثت به أن يفعل فلان، بل استغثت به أن يفعل لي. >وفي التوسل يقال ذلك، كما أن من سئل بشيء أو توسل به، لا يكون مخاطباً له ولا مستغيثاً به لأن التوسل يقول: أتوسل إليك يا الهي بكذا<. أتوسل إليك يا إلهي بمحمد، هذا توسل، أو أطلب منك يا الهي بمحمد، هذا توسل، أما إذا قلت أطلب منك يا محمد أن تفعل بي كذا، هذا استغاثة.

    إذن أعزائي اتضح ما المراد من التوسل، وما المراد من الاستغاثة، وبحثنا في مشروعية التوسل وليست الاستغاثة. إذن لا يأتي شخص الآن ويقول بأن الطلب من النبي أو الأولياء شرك، ويقرأ لي آيات ادعوا الله، لا لا لا هذا خلط، إما خلط عن علم وإما خلط عن جهل. لا يقرأ لي آيات أنه لابد أن الدعوة تكون لله فقط، نعم نحن أيضا ندعو الله سبحانه وتعالى، ونطلب من الله في التوسل، ولكن بجاه النبي.

    إذن أعزّائي، المشاهد الكريم، لابد أن يلتفت جيدا أن حديثنا في التوسل، وليس حديثنا في الاستغاثة، تقول سيدنا يعني لا تريد أن تتكلم في الاستغاثة؟ نقول إن شاء الله بعد أن تكلمنا في التوسل، نتكلم في الاستغاثة. طبعاً ابن تيمية كاملاً هذا المعنى في كتابه الاستغاثة في الرد على البكري، هناك في صفحة 111، أيضاً أشار إلى هذا المعنى، قال: >صور السؤال وحكم كل صورة؛ الأولى: أن يسأل الله تفريج الكربة بالمتوسل به، (هذا هو التوسل) ولا يسأل المتوسل به شيئا<، هو لا يسأل الميت أبداً، ولا يسأل الحي، وإنما يسأل من الله، حتى في حياته (صلى الله عليه وآله) لا يقول له: يا رسول الله اعطني، افعل لي، اكشف عني، لا لا يقول له: يا رسول الله أتوجه بك إلى الله أن يفعل بي الله كذا.

    إذن لا يأتي أحد يخلط بين الاستغاثة وبين التوسل، وابن تيمية بعد ذلك يقول: > وأما الأول فهو سائل لله وحده<، هذا ليس فيه شرك. إذن أعزائي التفتوا لي جيدا، أن البحث الآن في السؤال من الله وحده لا شريك له، ولكن بتوسل شيء، الآن لا نقول نبي لأن النبي من المصاديق، نحن نتكلم الآن في التوسل، في المفهوم.

    المقدّم: سماحة السيد لأنكم طرحتم منهجية في البحث وقلتم أن منهجنا في البحث يعتمد القرآن، السنة و

    سماحة السيد: أحسنت، يعني مباشرةً تريد مني أن أطبق المنهج

    المقدّم: نعم

    سماحة السيد: واقعا أولئك الذين يقولون لنا مباشرة أين في القرآن؟ أين في القرآن؟ أين في القرآن؟ ومن حقهم ذلك، ومن حقهم ذلك، لأن القرآن هو الإمام الذي يقتدى، هو المرجعية الأولى، ولذا أدعو الله سبحانه وتعالى أن أوفق لهذا، كما أنه بعض أعزة تلامذتنا إن شاء الله سيكتبوا شيء في هذا القبيل، وهو مرجعية القرآن، ما هي مرجعية القرآن؟

    تعالوا معنا أعزّائي مباشرة إلى القرآن الكريم. القرآن الكريم أعزّائي لا أقل في آيتين منه عرض لهذه المسألة، جداً مهم هذه، للكرسي لم يتعرض إلا لآية واحدة، ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ﴾، فإن قبلنا أن تعدد الآيات يكشف عن شدة الاهتمام، إذن القضية جد مهم، وإن كان نحن لا نقبل هذا الأصل، ولكن أقول لمن يقبل.

    الآية الأولى: أعزّائي الآية 35 من سورة المائدة، الخطاب موجه للمؤمنين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ (سورة المائدة: 35) وابتغوا إليه، تريدون أن تتقربوا منه، ولكنه تتقربون مباشرة أو تحتاجون إلى وسيلة؟ وبينا معنى الوسيلة، يعني الذي يقربك إليه، إلى الهدف، لأن الهدف هو القرب الإلهي، القرب المعنوي، ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (سورة المائدة: 35)، إذن لا تصلون إلى الفلاح إلا من طريق الوسيلة وابتغاء الوسيلة. تقول سيدنا هل يوجد فرق بين الوسيلة وابتغاء الوسيلة؟ الجواب نعم، أعزائي في اللغة الابتغاء هو الاجتهاد وشدة الطلب الأكيد في اتخاذ ذلك، يعني ما قال لكم اطلبوا الوسيلة، قال: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾،

    المقدّم: جاهدوا في طلب الوسيلة

    سماحة السيد: أحسنتم، جزاك الله خيرا، تقول سيدنا من أين تقول هذا؟ هذه مفردات الراغب الأصفهاني أعزّائي في غريب القرآن، في صفحة 56 في هذه المفردة، يقول: > وأما الابتغاء فقد خص بالاجتهاد في الطلب<، إذن الآية المباركة عندما قالت هذا، ما قالت اتقوا الله واطلبوا إليه الوسيلة

    المقدّم: أو اتخذوا

    سماحة السيد: أو اتخذوا إليه الوسيلة وإنما قالت: ﴿وَابْتَغُوا﴾، يعني اجتهدوا، جاهدوا، اطلبوا طلب الشدة والتأكيد. إذن أعزائي هذه الآية الأولى التي أشار إليها القرآن الكريم، أن الطريق للفلاح يمر من ابتغاء الوسيلة، الآن من حقك أن تقول الآية ما عينت المصاديق؟ أقول الحق معكم أنا أتكلم في المفهوم، نحن نتكلم في أن هذه التوسل والوسيلة للقرب إلى الله له أصل قرآني أو ليس له؟. هذه الآية الأولى.

    الآية الثانية: في سورة الإسراء، آية 57، قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ( إذا أردت أن تدعو أيها المؤمن ماذا ينبغي عليك؟) يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾(سورة الإسراء: 57)، إذن أعزّائي مخ الدعاء، أن تبتغي إليه الوسيلة. هذا القرآن يقول، أنا لا أذهب لا إلى رواية ولا إلى كلمات المفسرين، أبداً، يقول الدعاء طريقه الوسيلة، من أين يمر الدعاء؟، يقول: ﴿يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ هذه يبتغون يعني بيان للدعاء،

    المقدّم: الغريب في الآيتين يذكر الابتغاء.

    سماحة السيد: أحسنتم، لم يقل يطلبون، ولا يتخذون ولا…، وإنما قال يبتغون، وهذا هو الأصل الذي أنا أسير عليه في المنهج القرآني، كما أوضحت مفصلاً في كتابي منطق فهم القرآن في ثلاث مجلدات، الذي قرره عزيزي الدكتور طلال حسن، التفتوا جيداً، المفردة مهمة، ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (سورة محمد: 24)، ﴿يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ ، يعني الدعاء حقيقة لا يكون إلا بابتغاء الوسيلة.

    تعالوا معنا أعزّائي إلى المفسرين لنرى ماذا قالوا في ذيل هذه الآية، الآن لا أتكلم ما هي الوسيلة يعني ما هي الوسائل، بل أتكلم عن المفهوم.

    انظروا أعزّائي هذا تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير، تحقيق مجموعة من المحققين، دار عالم الكتب، المجلد5، صفحة200 قال في ذيل هذه الآية: > وقال قتادة:… ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾، وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف فيه، (ما هي الوسيلة؟) والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود<.

    المقدّم: بخلافها لا يمكن.

    سماحة السيد: لا يمكن لأن هذا هو الطريق، يعني أعزّائي إذا أردت نقطة >ب<، وأنت في نقطة >أ<، هناك طريق للوصل إلى نقطة >ب<، أنت إذا ذهبت يميناً ويسارا تصل إلى >ب< أو لا تصل؟ بعبارة أخرى أقرب الطريق بين النقطتين هو الصراط المستقيم، هو الخط المستقيم، إذا رحت يمينا ويسارا تصل إلى نقطة >ب <أو لا تصل؟. أعزّائي القرب الإلهي لا يمكن أن يتحقق إلا بابتغاء الوسيلة. قال: > هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود<. هذا عن ابن كثير، وهذا نفسه ذكره ابن تيمية.

    كم دقيقة عندي وقت أستاذ علاء

    المقدّم: أعطيك خمسة دقائق

    سماحة السيد: جزاء الله خيراً، أكمل البحث واستمع إلى المداخلات.

    انظروا اقتضاء الصراط المستقيم، لمخالفة أصحاب الجحيم،ابن تيمية، تحقيق وتعليق الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، المجلد الثاني، دار العاصمة، الجزء الثاني صفحة 312، هذه عبارته يقول: ﴿ فإن ابتغاء الوسيلة إليه، (ما هو ابتغاء الوسيلة؟) هو طلب من يُتوسل به، (للوصول إلى الهدف) أي يُتوصل ويُتقرب به إليه سبحانه< فإذن الهدف الوصول إلى الله، القرب المعنوي من الله، ولكن يحتاج إلى مسار إلى وسيلة إلى طريق، أعزّائي الدعاء هي الأداة، هذا الدعاء يحتاج إلى وسيلة، إلى طريق، والطريق هي الوسيلة، ومن هنا أعزّائي، إذن القضية ليست فقط مرتبطة بالنبي أو بالأولياء، أنا أريد أن أتقرب أيضا، أصلا خلقة الإنسان لهذا: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (سورة الذاريات: 56)، إلهي لماذا أعبد؟، يقول واعبد ربك حتى تتقرب إليه، ما زال عبدي يتقرب إلي، إلهي كيف أتقرب؟ هل يمكن بلا وسيلة؟، يقول لا يمكن أن تأتي بلا وسيلة إلي. من هنا لابد أن نبحث عن الوسائل، ما هي أقرب الوسائل؟، ما هي أفضل الوسائل؟ ما هي أشرف الوسائل؟. هذه من ابن تيمية،

    وكذلك تلامذة ابن تيمية على منهجه، تفسير القرآن الكريم للعلامة العثيمين في سورة المائدة الجزء الأول: صفحة 331، قال: >﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، أي اطلبوا إليه الوسيلة يعني اطلبوا الوسيلة إليه، والوسيلة هي التقرب إلى الله<، إذن نريد أن نصل إلى الله، لابد أن نتخذ وسيلة، كما فسرها كثير من المفسرين بأن معناه ابتغوا القربة إليه، يعني اطلبوا وهي في الأصل ليست اطلبوا، وهذا واقعاً مما نؤاخذ به العلامة العثيمين، الابتغاء ليس الطلب وإنما الاجتهاد في الطلب، وإنما شدة الطلب، وإنما تأكيد الطلب، هذه واقعاً فيه مسامحة، قال: >يعني اطلبوا ما يقربكم إليه<، من الواضح >ما< موصولة، يعني الذي يقربكم إليه، فإذن المقصود والهدف شيء، والذي يقرب والوسيلة شيء آخر، (التفتوا جيّدا(ً لا يقول لنا قائل أن الوسيلة والهدف شيء واحد، لا أبداً، الوسيلة شيء والهدف شيء آخر. وهذا هو المعنى الذي أكده أيضاً العلامة الألباني، أعزّائي أنا اعتذر من المشاهد الكريم، هذا الكتاب ما استطعت أن احصل على النسخة المطبوعة، ولذا سحبته من المواقع، ولكنه بكاملها، كتاب التوسل، أنواعه وأحكامه، للعلامة المحدث الألباني، نسقه وآلف بين نصوصه محمد بن عيد العباسي، الطبعة الشرعية الوحيدة، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع لصاحبها في الرياض، في صفحة 13 من الكتاب، هذه عبارته، يقول: > معنى الوسيلة في القرآن هو معنى اللغة (وقد بيّننا ما قلناه في اللغة، يعني الشيء الذي يتوصل به إلى الغير) إنما قدم من بيان معنى التوسل هو المعروف في اللغة ولم يخالف فيه احد وبه فسر السلف الصالح وأئمة التفسير الآيتين الكريمتين<. التين قرأناهما.

    إذن أعزّائي من هنا اتضح لنا أن التوسل والوسيلة لهما أصل قرآني، من هنا لابد أن نرجع لنبحث ما هي الأمور التي يصح التوسل بها؟ وما هي الأمور التي لا يصح التوسل بها؟

    المقدّم: المصاديق

    سماحة السيد: المصاديق أحسنتم، وهذا هو الذي بعض الأحيان أنا أجد في بعض المداخلات أو الكتابات أو الفضائيات، واحد يتكلم في المفهوم والآخر في المصداق، والمشكلة في المصداق، الذي لابد أن نقف وهذا إن شاء الله تعالى بحثنا في الأسبوع القادم في الحلقة القادمة بإذن الله. ومن الآن أنا أرجوا من الأعزة أهل العلم أن يطالعوا حتى يكونون على بيّنة من الأمر.

    المقدّم: أعزّائي المشاهدين فاصل ونستمع إلى مداخلاتكم

    (بعد الفاصل)

    المقدّم: أحييكم مشاهدينا الكرام و نستمع إلى مداخلاتكم لكن قبل ذلك أرجوا من المتداخلين وهذه وصيتي في كل برنامج في هذا القسم، أن تكون المداخلة مختصرة وفي صلب الموضوع، لذلك أرجوا من الإخوان الذي يقدمون فقط التحايا والسلام أن يوكلوها إلى وقت آخر أو يختصرون على أقل التقديرات.

    فاروق من تونس تفضل.

    فاروق من تونس: سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل

    فاروق من تونس: اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل بيته الذي طهرهم الله من الرجس تطهيرا، حياكم الله سيدنا وسلام من غرفة الغدير المباركة، سيدنا الكريم هناك ثلاث أو أربعة روايات صحيحة، في صحيح البخاري وصحيح مسلم والإمام أحمد بن أبي حنبل و أبي داود. صحيح البخاري عن علي بن عيان عن شعيب بن أبي حمزه، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الفضيلة وابعثه مقاماً محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة، وفي صحيح مسلم

    المقدّم: طيب ما هو السؤال؟

    سماحة السيد: السؤال مولاي الكريم أنا كمستبصر عندما أقرأ هذه الرواية وأعرضها على كتاب الله سبحانه وتعالى أجد أن الله سبحانه وتعالى تحدث مثلا في سورة المائدة.

    المقدّم: الأخ فاروق تريد أن تعرف أنها تتعارض مع القرآن أم لا.

    سماحة السيد: سيأتي بحثها إن شاء الله

    المقدّم: شكراً لك أخ فاروق، عبد الله من السعودية.

    عبد الله من السعودية: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل

    عبد الله من السعودية: بالنسبة للوسيلة هي زي كلمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله،

    المقدّم: عبد الله عفواً، لا تتحول إلى المصداق، سوف نأتي إلى بحث المصداق في الحلقة القائمة، حديثنا في مفهوم التوسل إذا عندك شيء في مفهوم التوسل تفضل.

    عبد الله من السعودية: التوسل حق بمحمد وآل بيته، هذا ما يدعو إليه الإمام المهدي، توسل بمحمد وآله بيته، التوسل بحق فاطمة وأبيها وبنيها والسر المستودع فيها.

    المقدّم: شكراً عبد الله وصلت الفكرة، السيد نزيه من لبنان تفضل:

    السيد نزيه من لبنان: سلام عليكم شيخ

    سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل

    السيد نزيه من لبنان: هل ممكن أسأل شيء في الإمامة،

    المقدّم: لا، إذا كان السؤال في الموضوع، في مشروعية التوسل تفضل،

    السيد نزيه من لبنان: والله أنا عندي سؤال في الإمامة سؤال ماضي

    سماحة السيد: أعطوه رقم الهاتف

    المقدّم: طيب ما في مشكلة، اخذ من الإخوة في غرفة السيطرة رقم سماحة السيد وسله بما شئت إن شاء الله، يعطيك العافية نزيه من لبنان، أبو محمد من المملكة العربية السعودية

    أبو محمد من السعودية: سلام عليكم

    سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل

    أبو محمد من السعودية: عندي سؤالين، سؤال تابع للحلقة هذه وسؤال تابع من أول حلقة من هذا البرنامج

    المقدّم: طيب اسأل السؤالين.

    أبو محمد من السعودية: طيب، السؤال الأول: هو ما حكم من أنكر الوسيلة؟ وهل ابن تيمية يؤمن بالوسيلة أم لا؟ السؤال الثاني: الرسول (صلى الله عليه وآله) في عالم الذر، هل كان الرسول له وصي أو هل كان يوصي في ذلك العالم أم لا؟

    المقدّم: طيب شكراً لك أبو محمد، هل كان للنبي وصي في عالم الذر أم لا. حيدر من العراق تفضل:

    حيدر من العراق: سلام عليكم

    سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل

    حيدر من العراق: سيدنا الجليل لدي سؤال حول الحلقة السابقة إذا سمحتم، قال تعالى مخاطباً للنبي (صلى الله عليه وآله) : ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ (سورة الحِجْر: 72). هل القسم في حياة النبي في هذه الآية شامل لحياة النبي في هذه الدنيا أم للعوالم الأخرى؟

    المقدّم: طيب شكرا لك، أبو محمد من العراق

    أبو محمد من العراق: سلام عليكم

    سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل

    أبو محمد من العراق: مساكم الله بالخير سيدنا والأخ العزيز مقدم البرنامج الكريم، سيدنا بالنسبة إلى الآية الكريمة: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ أيهم أقرب؟ هل نحن مكلفون إضافة إلى أن أستقرب الله بالوسيلة مكلفون أيضاً بالتحرر على أيهم أقرب؟

    المقدّم: يعطيك العافية أبو محمد شكراً لك، أبو ياسر من السعودية تفضل

    أبو ياسر من السعودية: سلام عليكم

    المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل

    أبو ياسر من السعودية: عندي سؤال على حسب ما فهمت من الشيخ كمال، أنه في الدعاء لابد الواحد أن يأخذ الوسيلة، إذا كان الواجب علينا أخذ الوسيلة، فماذا عن الآيات الكريمة ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ (سورة الجن: 18) وهل أنه واجب علي أن آخذ الوسيلة؟ يعني ألا أستطيع أن اسأل الله بينه وبين نفسي في جوف الليل.

    المقدّم: طيب واضح السؤال أبو ياسر. لو تجيبون سماحة السيد على بعض الأسئلة.

    سماحة السيد: نعم تفضلوا.

    المقدّم: الأخ فاروق من تونس قال كان هناك روايات صحيحة

    سماحة السيد: أحسنتم عزيزي إن شاء الله تعالى إذا الأعزة يصبرون واقعاً سوف نقرأ روايات الوسيلة الواردة في البخاري وغيره لنرى بأن المراد من الوسيلة في تلك الروايات، هي نفس الوسيلة التي وردت في الآيات أو غيرها، إذا كانت نفسها فما المحذور، وإذا كانت غيرها فنتعارض ونسقطه عن الاعتبار، هذا بحثه سيأتي أنا إلى الآن لم أتعرض إلى الروايات التي نطلب للنبي الوسيلة. ذاك بحث آخر وسيأتي

    المقدّم: لكن حسب المنهج إذا الرواية تعارضت مع القرآن.

    سماحة السيد: لا أصلا الوسيلة مستعملة هناك بمعنى آخر، مستعملة بمعنى المقام ألذي يصله خاتم الأنبياء والمرسلين. أقول أنا عندما أتعرض للرواية عزيزي اطمئنوا كل الأبحاث أنا رأيتها ولكنه لا يمكن طرحها في ليلة واحدة، سيأتي ذلك البحث.

    المقدّم: طيب أبو محمد من السعودية ، سأل ما حكم من أنكر الوسيلة؟

    سماحة السيد: الجواب أعزّائي هذه الأبحاث واضحة من اسمها مطارحات في العقيدة، أما البحث الفقهي والحكم على الناس، هذا طاهر، وهذا نجس، وهذا كافر، وهذا مسلم أعزّائي، اعذروني موجودة في رسالتي العملية، الفتاوى الفقهية بإمكان الإخوة أن يراجعون هناك، البحث ليس في الحكم على الناس وإنما البحث في الحقائق.

    المقدّم: وأشرتم في الحلقة السابقة إلى أن قضية الحكم على الناس موكولة إلى الله.

    سماحة السيد: القضية الفقهية لها بعد آخر لذا أعزّائي واقعا لا تشغلون أنفسكم في الحكم على الناس، هذا مؤمن أو كافر، بعض الفضائيات تشغل ساعات أن الآخرين الذين لا يؤمنون بولاية علي بن أبي طالب مسلم أو مؤمن؟!. الآن ما علاقتك أنت أنه مسلم أو مؤمن؟. تعالوا أعزّائي ابحثوا الحقائق، والإيمان والإسلام، الله سبحانه وتعالى هو التي يزكيها.

    المقدّم: هل كان للنبي وصي في عالم الذر

    سماحة السيد: المقصود من الوصي في عالم الذر أنا ما فهمت.

    المقدّم: يعني كما له وصي في الدنيا هل له وصي في عالم الذر؟

    سماحة السيد: لا عزيزي هذه الوصاية من شؤون عالم الدنيا، أما عالم البرزخ لا تحتاج لا إلى وصاية، ولا إمامة، وليس هناك أحكام شرعية، وليس هناك إدارة وقيادة وخلافة ونحو ذلك، هذه كلها أحكام الدنيا وليست أحكام الآخرة.

    المقدّم: أبو محمد من العراق سأل حول قضية ابتغاء الوسيلة والقرب في هذه القضية.

    سماحة السيد: لا الأخ حيدر كان عنده سؤال حول القسم بحياته. الجواب أعزّائي هذا سيأتي في الأبحاث اللاحقة، وهو أنه أساسا هذا من موارد الخلاف بين المسلمين، وهو أنه القسم به أو القسم به على الله، أو التوسل به، هل هو مختص بحياته أو يشمل ما بعد مماته؟ كذلك مقام الوسيلة يعني نريد أن نطلب بجاهه، نقول يا محمد بجاهك توسل إلى الله أن يعطينا كذا. هل مختص بحياته ؟، أصلاً أكثر من ذلك، في حياته نذهب إلى رسول الله نقول له يا رسول الله جاءوك، استغفر الله لهم، واستغفر لهم الرسول، هل استطيع الآن بعد مماته أن أذهب إليه وأطلب منه أن يستغفر لي؟، أطلب منه أن يشفع لي عند الله وأن يقضي حاجتي؟ هذا من موارد الخلاف بين المسلمين، يعني ابن تيمية وأتباعه، وبين باقي علماء المسلمين. أولئك الذين قالوا بحياته، وأنه له ارتباط بهذا العالم، قالوا: نعم يجوز، و أولئك الذين قالوا انقطع عن هذه الدنيا، قالوا: لا يجوز. إذن هذه القضية ضمن تلك المسائل التي سنعرض لها.

    المقدّم: نعود إلى سؤال أبو محمد من العراق.

    سماحة السيد: الذي قال أيهم أقرب؟. نعم عزيزي باعتبار أن الوقت انتهى، أنا قلت إذا تتذكر عزيزي ودققت فيما قلته في آخر البحث قلت لابد أن نبحث أنه بعد أن ثبت أن ابتغاء الوسيلة ضروري للعبادة، نسأل أنه ما هي تلك الوسائل؟ وما هي أفضل تلك الوسائل؟ وما هي أشرف تلك الوسائل؟ وما هي أقرب تلك الوسائل؟ هذه كلها لابد أن نبحثها كلها لابد أن نقف عندها.

    المقدّم: نأتي إلى المصداق

    سماحة السيد: أحسنتم، هذه المصاديق لابد أن نبحث عنها، ولذا الآية من سورة الإسراء كما قال الأخ العزيز، أيهم أقرب؟، نعم أقرب الوسائل لابد أن نبتغيها للوصول إلى القرب الإلهي.

    المقدّم: أنا أتصور أنه نأخذ بعض الاتصالات ثم نكمل الحديث

    سماحة السيد: لا يوجد مانع

    المقدّم: كاظم من العراق تفضل

    كاظم من العراق: سلام عليكم

    سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل

    كاظم من العراق: عندي سؤال، إذا كان أكو فرق في التوسل العبادي وغيره يعني يوجد عندنا وسائل لقبول الصلاة مثلا، هل يوجد فرق في التوسل برسول الله أو غيره؟

    المقدّم: عفواً هذا أيضاً يأتي بحثه

    سماحة السيد: نعم، حقهم الأعزة، لأنه المهم ليس هو فقط المفهوم، ولكن أنا أردت أن اثبت أن التوسل له أصل قرآني، أما بمن نتوسل؟، هل نتوسل به تعالى؟، هل نتوسل بالنبي بأعمالنا؟، هل نتوسل بالقرآن؟، هل نتوسل بعباد الله الصالحين؟، هل نتوسل بالأولياء؟، هل نتوسل بالقبور؟، هذه كلها سيأتي بحثها.

    المقدّم: أبو حسن من السعودية تفضل

    أبو حسين من السعودية: سلام عليكم ورحمة الله

    سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل

    أبو حسن من السعودية: إذا سمحتم في هناك ملاحظة، في موضوع ابن تيمية يقول بقدم الأشياء، لعله كما قال الألباني، يقول: بحدودها ولكنها لا تنتهي، التسلسل أو غيره لا أدري ما مقصوده، وأمر أخر فقط للتوضيح، أنه قلتم بالنسبة إلى البرزخ المقصود منه عالم الذر أو البرزخ شيء آخر. أعذرونا فقط للتوضيح.

    سماحة السيد: عزيزي نعم، الحق كما قلتم لأنه نحن عندنا برزخ نزولي وبرزخ صعودي؛ في البرزخ النزولي يعني قبل هذا العالم، نعم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصياء، ولكنه في الصعود لا ليس له بالمعنى الدنيوي أوصياء، وإلا بالمعني الحشر الأكبر له أوصياء وهو يحمل اللواء إن شاء الله وبحثه سيأتي. وأما ما قلته عن ابن تيمية، نحن ما قلنا أنه قائل بقدم هذا الشيء، قلنا قائل بقدم العالم، وهذا العالم فيه حوادث، حادث بعد حادث، إذن حدوث الأشياء لا ينفي قدم العالم.

    المقدّم: يبقى السؤال الأخير أبو ياسر سأله من السعودية، إذا كان الواجب هو اتخاذ الوسيلة يعني فما مصير الآيات الأخرى.

    سماحة السيد: الجواب وأنتم أشرتم إليه في الفاصل، قلتم إذن أنه: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾، هذا سنبحثه إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم وهو أنه من جهة القرآن يقول: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، ومن جهة أخرى يقول ﴿حُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾، إذن كيف هذا؟ الجواب أعزّائي أن القرآن يفسر بعضه بعضا، لا ينبغي أن نأخذ بآية ونترك آية أخرى.

    المقدّم: ويقول ادعوا لكن يبين طريقة الدعاء

    سماحة السيد: كما قال يدعون يبتغون، وهذا ما سأوضحه إن شاء الله في الأسبوع القادم.

    المقدّم: شكرا لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لمستمعينا ومشاهدينا عبر إذاعة طهران العربية وقناة الكوثر ومن شاهدونا على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، حتى الأسبوع القادم في أمان الله.

    • تاريخ النشر : 2013/03/22
    • مرات التنزيل : 2648

  • جديد المرئيات