نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (65)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    قلنا واحدة من أهم الأبحاث التي لابد أن يلتفت إليها الأعزة هو أنه لا ينبغي أن نخلط بين اصطلاح الصحة أو الصحيح وعدم الصحيح باصطلاح المتقدمين والصحيح والضعيف باصطلاح المتأخرين. فإن الصحيح عند المتقدمين لا يدور مدار السند هل أفراده يحكمون بالصحة أو لا يحكمون, وإنما يدور مدار جمع القرائن أن هذه الرواية صادرة عن المعصوم أو غير صادرة. ثابتة أو غير ثابتة, فلعل هناك سند ضعيف بحسب اصطلاح المتأخرين والرواية ثابتة بحسب اصطلاح المتقدمين, ولعل العكس وهي: أن الرواية صحيحة باصطلاح المتقدمين ولكنها غير ثابتة باصطلاح المتقدمين, ولذا تجدون أن هناك قاعدة أسسها المتقدمين قالوا: كلما ازدادت الرواية صحة ومع ذلك نجد أن جملة من الأعلام أعرضوا عنها, لماذا يعرضون عنها, لأن الرواية بحسب الموازين السندية ما هي؟ صحيحة السند.

    من هنا أسسوا قالوا كلما ازدادت صحة واعرضوا عنها ازدادت ضعفا, طيب عجيب لماذا تزداد ضعفاً مع أن الرواية من حيث السند صحيحة.

    الجواب: لأن ميزان المتقدمين كان يختلف, المعيار كان عندهم يختلف, الضابط والملاك كان يختلف, هم كانوا يجمعون القرائن ومن خلال جمع القرائن يقولون هذه الرواية صدرت ثابتة, تقول في السند فلان وفلان, يقول لا تعتني لا تنظر في السند من هو, هذه الرواية مجموعة القرائن تثبت أنها صادرة.

    وهذه قضية التي قراناه بالأمس عن الفيض الكاشاني, لا يتبادر إلى الذهن أن هذا فقط كلام الفيض الكاشاني, كل الذين جاؤوا وكتبوا وحققوا تكلموا بهذه اللغة, منهم الشيخ حسن صاحب كتاب (منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان, ج1, ص2) هناك هذه عبارته هناك, يقول: [أنا اضطررت أن أكتب هذا الكتاب] لماذا؟ يقول: [والذي حدانا على ذلك ما رأيناه من تلاشي أمر الحديث, حتى فشى فيه الغلط والتصحيف وكثر في خلاله التغيير والتحريف, لتقاعد الهمم عن القيام بحقه..] إلى أن يقول: [ومرجع الفتاوى في أغلب المسائل الفقهية إليه] إلى الحديث, إذن لابد أن يعتنى بأمر الحديث [ولقد] محل الشاهد [ولقد كانت حاله مع السلف الأولين] يعني قدماء الإمامية إلى زمان ابن طاووس والعلامة [ولقد كانت حاله مع السلف الأولين على طرف النقيض مما هو فيه مع الخلف الآخرين] أصلاً أولئك كان عندهم مسلك, وهؤلاء أيضاً عندهم مسلك آخر, يقول: [فأكثروا لذلك فيه المصنفات] في كتابة الحديث [وتوسعوا في طرق الرواية وأوردوا في كتبهم ما اقتضى رأيهم إيراده من غير التفات إلى التفرقة بين صحيح الطريق وضعيفه] يعني بهذا الاصطلاح الذي عندنا صحيح وضعيف لا, لم يلتفتوا إليه, يعني كانوا ينقلون كل شيء؟ يقول لا أبداً, ما كانوا ينقلون كل شيء [ولا تعرض للتميز بين سليم الإسناد وسقيمه] لماذا؟ يقول: [اعتماداً منهم في الغالب على القرائن المقتضية لقبول ما دخل الضعف طريقه] يقول حتى ما دخل الضعف طريقه ولكن كان عندهم قرائن ماذا؟ يعتمد عليه, ولهذا أورده في كتبهم. فلا يأتينا شخص ويقول بأنهم هم صححوا هنا وضعفوا في علم الرجال لا, ما قالوه في علم الرجال باب وما صححوه هنا باب آخر.

    [وتعويلاً] اعتمدوا على القرائن [وتعويلاً على الإمارات الملحقة لمنحط الرتبة بما فوقه] يقول هذه الإمارات كانت الرواية درجات ما هي من حيث السند؟ منحطة ضعيفة سافلة ولكن هذه الإمارات رفعت درجتها [بما فوقه كما أشار إليه الشيخ في فهرسته حيث قال: إن كثيراً من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة] عجيب, وهذه واحدة من إشكالات السنة على الشيعة, يقول: هؤلاء يعتمدون على من كانت عقائدهم ما هي؟ فاسدة, يقول: [ومع ذلك وكتبهم معتمدة] عجيب, اعتقاده باطل, لكن كتابه ما هو؟ معتمد, على أي أساس؟ على أساس أن القرائن والأمارات دلت على أن هذه الروايات صادرة من الإمام أو لم تكن صادرة من الإمام؟ لأننا نعلم جيداً أن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) حوزاتهم العلمية كانت مختصة بالشيعة؟ أم عندهم تلامذة من مختلف الاتجاهات؟ عندهم تلامذة من مختلف الاتجاهات, فنقلوا النصوص عن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) واقعاً الحوزة التي أسس لها الإمام الصادق كانت من واقعاً من أكثر الحوزات تطوراً وانفتاحاً فكرياً, نحن الآن نعيش حالة الانغلاق وحالة الموت الفكري في حوزاتنا العلمية. بينك وبين الله الآن أنت جنابك لو أربعة منحرفي المذهب يدرسون عندك الدنيا تقوم ولا تقعد كيف يدرس فلان, طيب فليدرس عندي ما علاقتي به, لو أنت تذهب إلى واحد منهم, عند إنسان مخالف لك في المذهب بينك وبين الله يبقى لك دين أو لا يبقى لك دين؟ ماذا يفعلون لك في الحوزات العلمية؟ لكن هذه كانت متعارفة في حوزاتنا, أنتم اذهبوا إلى الشيخ المفيد إلى الشيخ الطوسي إلى العلامة تجد بأنه جملة من أساتذتهم كانوا من كبار علماء أهل السنة, هذا الانفتاح الذي عاشته حوزاتنا العلمية نحن من حيث نشعر أو لا نشعر نعيش حالة الانغلاق الموجودة عند بعض الاتجاهات واقعاً منحرفة فكرياً نعيش نفس الحالة, لابد شيعي يحضر عند شيعي, لا من قال هذا؟ من أين هذا؟ طيب هذا تاريخ الأئمة, على أي الأحوال ما أريد أن أخرج عن إطار البحث.

    يقول: [ينتحلون المذاهب الفاسدة وكتبهم معتمدة, قال المرتضى] نحن بالأمس قرأنا عن من؟ قرأنا عن الكليني وقرأنا عن الطوسي وقرأنا عن الصدوق والآن نقرأ عن المرتضى, [قال: في جواب بعض المسائل المتعلقة بأخبار الآحاد, إن أكثر أخبارنا المروية في كتبنا معلومة مقطوع على صحتها] لا بمعنى أنها متواترة بل بمعنى أنها ماذا؟ هناك مجموعة من القرائن تثبت صحتها إما بالتواتر من طريق الإشاعة أو الإذاعة [أو بأمارة وعلامة دلت على صحتها وصدق رواتها فهي موجبة للعلم مقتضية للقطع, إن وجدناها مودعة في الكتب] يعني في كتب أصحابنا [بسند مخصوص معين من طريق الآحاد] عجيب, طيب إذا كان الطريق آحاد كيف تقول مقطوع, يقول لا, هذه نقلت آحاد ولكن لها قرائن تثبت صحتها. هذا كان منهج السلف.

    ولذا تجدون أن السيد المرتضى قال: [الإجماع قائم على عدم حجية خبر الواحد] عجيب, إذا كان الأمر كذلك, طيب هذه كل الكتب الأربعة روايات آحاد, يقول ومن قال لكم كل هذه روايات آحاد, هذه الروايات إما متواترة وإما هناك قرائن دالة على صدقها وصدورها.

    ثم يأتي في (منتقى الجمان, ص14) من المقدمة, وإن شاء الله الأعزة يقرؤوها مقدمة جيدة قيمة مفيدة لا تقضون أوقاتكم فقط هؤلاء المتأخرين تقرؤون لهم, اقرؤوا المتقدمين أيضاً [فإن القدماء لا علم لهم بهذا الاصطلاح] هذا الاصطلاح في الصحيح والضعيف المتأخر لماذا لا علم لهم؟ يعني ما كانوا يعرفوا, يقول لا, يعرفون ولكن لا يحتاجون إليه. [لاستغنائه عنهم في الغالب بكثرة القرائن الدالة على صدق الخبر] ما يحتاج أن يذهبوا إلى علم الرجال ويرون أن هذه الرواية صادرة أو ليست بصادرة أبداً, [وإن اشتمل طريقه على ضعف] أوضح من هذه الجملة, يقول حتى لو كان الطريق بحسب علم الرجال ضعيف, ولكن هو صادق وصادر ومعتبر لأن القرائن دالة, [فلم يكن للصحيح كثير مزية] يعني الصحيح بالمعنى المصطلح المتأخر [توجب له التمييز باصطلاح أو غيره] أما [فلما اندرست تلك الآثار واستقلت الأسانيد بالأخبار اضطر المتأخرون] باعتبار تلك القرائن ذهبت, الآن نعيش تلك القرائن أو لا؟ لا نعيش, جئنا ونحن الكتاب الصامت, معه القرائن أو بلا قرائن؟ بلا قرائن اضطررنا أن نوجد ميزاناً جديداً ومنهجاً جديداً ما هو المنهج, إذا قال في الرجال نقبل غير صحيح ما نقبل.

    يقول: [فلما اندرست تلك الآثار واستقلت الأسانيد بالأخبار اضطر المتأخرون إلى تمييز الخالي من الريب وتعيين البعيد عن الشك فاصطلحوا على ما قدمنا بيناه] هذا اصطلاح المتأخرين.

    بينكم وبين الله, ألستم قرأتم في كل علم أن أول العلم معرفة الاصطلاح, أليس كذلك, بينك وبين الله هم عندهم اصطلاح وأنت عندك اصطلاح أمن المنطقي أن تحاكمهم باصطلاحك هذا منطقي؟ إذا تريد أن تحاكمهم فلابد أن تحاكمهم بأي اصطلاح؟ وهذا الذي مع الأسف الشديد في (معجم رجال الحديث للسيد الخوئي) حاكم المتقدمين باصطلاح المتأخرين, ما علاقة هذا بذاك. أنت لابد أن تبحث أن هذه الرواية فيها قرائن أو ليست, من حقك أن تقول لا توجد, لا أنا بحثت عن القرائن فلم أجد إذن الرواية ليست من حقك هذا, أما لا أن تحاكمهم باصطلاحك تحاكم المتقدمين.

    قال: [فاصطلحوا على ما قدمنا بيناه ولا يكاد يعلم وجود هذا الاصطلاح قبل زمن العلامة إلا من السيد جمال الدين ابن طاووس] إذا الذي الآن في حوزاتنا العلمية دارج, يعني (معجم رجال الحديث) ونظائر ذلك منشأه ما هو؟ منشأه السيد المرتضى منشأه الشيخ المفيد, منشأه الشيخ الصدوق, منشأه الشيخ الطوسي, منشأه ابن إدريس الحلي, أو منشأه العلامة أو من تأخر عنه؟ والأمر إليك أنت تنتخب أي منهج تريد هذا المنهج أو تريد ماذا؟ لا يخطر على ذهنك أن هذا المنهج هو منهج أساطين الطائفة لا أبداً, هذا ليس منهج أساطين الطائفة, هذا منهج متأخر وهناك منهج متقدم.

    إذا اتضح هذا ما هو منهج المتقدمين؟ قال: [وإذا أطلقت الصحة] أحفظ هذه الجملة هذا الإنسان صاحب فن يقول هذا الكلام متتبع يقول هذا الكلام [وإذا أطلقت الصحة في كلام من تقدم] يعني على ابن طاووس ومن تأخر عنه [فمرادهم منها الثبوت أو الصدق] لا علاقة لهم أن السند صحيح وأن السند ضعيف لا علاقة لهم, يقولون هذه الرواية صحيحة يعني صادقة, هذه الرواية صحيحة يعني ثابتة, سندها؟ يقول: بيني وبين الله إذا سندها فيها عدول إمامية فطوبى لنا, وإذا لا يوجد فيها فلا يؤثر على المقام شيء. واضح هذا المعنى.

    هذا المنهج على هذا المنهج وهو أنه كل ما ورد في الكتب الأربعة فهو صحيح, بمعنى ماذا صحيح؟ لا يصير خلط في ذهنك, ما معنى صحيح؟ لم يكن بمعنى أن علم الرجال يقول صحيح, يعني ثابت يعني صادر بمجموعة القرائن التي ادعاها هؤلاء الأعلام في صدر الغيبة الكبرى, هذا من حيث السند بالأمس قلنا.

    ماذا نفعل من حيث الدلالة المضمون؟ قلنا من حيث الدلالة والمضمون هذه الروايات ما هي؟ متعارضة ماذا نفعل؟ المنهج الأول قال بأنه نحاول أن نعمل بها من باب التسليم, >بأيهما عملت به من باب التسليم وسعك< هذا المسلك الأول في هذا الاتجاه الذي يعتقد بصحة هذه الروايات.

    طبعاً هذا المسلك فيه لوازم من يلتزم به لابد أن يلتزم بلوازمه, وهذه اللوازم كثيرة, والأخوة الذين يريدون أن يرجعون إلى هذه اللوازم بإمكانهم أن يرجعوا إلى (الفوائد المدنية, للمحدث الاسترابادي, ص308) في الحاشية وليس كلام المحدث الاسترابادي يعني كلام من هو في الحاشية يعني السيد نور الدين الموسوي العاملي المتوفى 1062 من الهجرة عنده تعليق على كلام الفوائد المدنية يقول: [ونهاية المفهوم من كلامه] يعني كلام المحدث الاسترابادي [صحت جميع ما في الكتب الأربعة من الأحاديث] هذا ليس كلام المحدث الاسترابادي هذا كلام, كل القدماء, [وأنها وافية بأحكام الله, فيلزم على قوله] هذه لوازم كلام من؟ كلام المحدث الاسترابادي ومن يلتزم بهذا المبنى [فيلزم على قوله أن كل من فهم منها حديثاً يعمل به, حيث لم يكن له قدرة على غير ذلك, وكذلك لغيره أن يعمل بضد ذلك] باعتبار >بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك< هذا يأخذ بالطهارة ذاك يأخذ بالنجاسة, هذا يأخذ بالحلية وذاك يأخذ بالحرمة, هذا يأخذ بالاستحباب ذاك يأخذ بالكراهة, أيهما الحجة؟ كلاهما حجة.

    قرأتم مراراً وتكراراً أن الأحكام الظاهرية كلها حجة حتى لو كانت مخالفة للأحكام الواقعية. حتى مع العلم بمخالفة الواقع فإن الحكم الظاهري يبقى ماذا؟ تقول يعقل, أقول يعقل وصرحوا به الأصوليون في كل كتبهم, قالوا أن الحكم الظاهري يبقى حجةً حتى مع العلم بمخالفته للواقع, كيف؟ أنا صليت بأصالة الطهارة أو بالوضوء, وبعد ذلك شككت, أصالة الصحة ماذا تقول؟ صلاتك ماذا؟ ولكن يقولون لك اغتسل للصلاة القادمة, في النتيجة إما بلا وضوء كنت أو مع الوضوء, فإذا مع الوضوء فالصلاة القادمة ما تحتاج, أو بلا وضوء فالصلاة الأولى باطلة, يقول لا, هذه أحكام الواقع نحن مسؤولين عن ماذا؟ عن الظاهر. مثال أوضح: شخص جاء وأقر على نفسه بالسرقة ولكن أقر مرة واحدة وبينة لا توجد, يؤخذ منه المال أو لا يؤخذ؟ يقول أنا سرقت من فلان مائة درهم, قاعدة الإقرار ماذا تقول؟ >إقرار العقلاء على أنفسهم نافذ< طيب تقصون أصابعه أو ما تقصون؟ لم يقصها أحد لماذا؟ يقول لأنه نحتاج إلى إقرارين, تقول له في النتيجة إما هذا سارق إذن كما يؤخذ منه لابد أن تقطع يده, أو ليس بسارق كما لا تقطع لابد أن لا يدفع المال, يقول لا هذه أحكام الواقع نحن نتكلم في أحكام الظاهر.

    إذن لا محذور, ما هو المحذور أنت تأخذ بأحكام الطهارة وأنا أخذ بأحكام النجاسة, تقول لي في النتيجة حكم الله الواقعي واحد إما طاهر أو نجس؟ الجواب: تلك أحكام الله الواقعية, نحن نتكلم في الأحكام الظاهرية.

    إذن, هذه الإشكالات فقط يخوفون الناس وإلا هذه كلها قد أجابوا عنها في محله, وأنا ما أريد أن أدخل في هذه التفاصيل وأجيبها واحدة واحدة.

    قال: [وكذلك لغيره أن يعمل بضد ذلك الحديث المنافي وله نفسه أن يعمل به في وقت آخر لأنها كلها صحيحة] هذا إشكال آخر, يقول لازمه أنه أنت تستطيع في اليوم الأول تلتزم بالطهارة في اليوم الثاني تلتزم بالنجاسة أو بالعكس, في اليوم الأول تلتزم بالنجاسة وفي اليوم الثاني تلتزم بالطهارة, في اليوم الأول تعمل على رواية الحلية وفي اليوم الثاني تعمل على رواية الحرمة فيه إشكال؟ لا, ما هو الدليل أنه ما فيه إشكال؟ جنابك اليوم قلد من يقول بنجاسة أهل الكتاب بكرة اعدل ثبت لي أن فلان اعلم اعد لمن يقول بطهارة أهل الكتاب, سؤال: الآن سوف تصلي بطهارة أهل الكتاب وبالأمس صليت بنجاسة أهل الكتاب أي الصلاتين صحيحة؟ تقول لي بيني وبين الله تلك حجة عندي وهذه أيضاً, وهذا أيضاً يقول كلاهما عندي حجة, تلك عندي حجة >بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك< ما المحذور, (هو كردن) هذا, ثم ماذا, نعم اليوم آخذ بالطهارة وبكرة أأخذ, أصلاً شخص قال لك المدن الكبيرة تقصر الصلاة أو ما تقصر؟ واحد قال لك لا, تتم الصلاة, وواحد قال لك تقصر, اليوم قلد من يقول يقصر وبكرة قلد من يقول تتم, أي من الصلاتين صحيحة هذه أو ذاك؟ الجواب: كلاهما صحيحة لأن تلك كانت مع الحجة وهذه أيضاً مع الحجة. على أي الأحوال, هذه لوازم.., هذه حيلة العاجز هذه.

    قال: [لأنها كلها صحيحة وليس من قدرته كما هو الفرض تمييز شيء منها ولا ترجيحه ولا مجتهد يرجع إليه بل ولا يجب عليه الاستفهام والسؤال إذا تعذر] الجواب: هؤلاء كلهم إذا تسألهم كل هذه الإشكالات تعرفون ماذا يجيبونك في كلمة واحدة؟ يقولون هذه لوازم انقطاع أيدينا عن الحجة هذه, انقطعت أيدينا عن إمام زماننا فهذه حيلة المضطر أكثر من هذا ما عندنا, تقول له اجتهاد, يقول من, ثبت العرش ثم النقش من أين دل دليل يجب الاجتهاد, لا روايات قالت: >بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك< هذا المسلك الأول.

    المسلك الثاني – بعدنا في الاتجاه الأول الذي يقول كل الروايات صحيحة. المسلك الثاني يقول لا, روايات كلها صحيحة ولكن نحاول قدر ما أمكن أن نجمع بين الروايات المتعارضة, لا أن نأخذ منها ما شئنا, لا, أن نوفق نوجد جمعاً بينها, وبعد ذلك نعمل, لماذا؟ لأنه (كلما أمكن الجمع فهو أولى من الطرح).

    طبعاً هذا الأصل ابحثوا عنه وانظروا فيه أصل رواية صحيحة معتبرة او يعتمد عليها أو لا جاءت من باب ضيق الخناق أيضاً, من أين جاءت هذه القاعدة؟

    هذا المعنى أشار إليه الشيخ, هذا المسلك الثاني في (تهذيب الأحكام ج1, ص3) قال: [ومهما تمكنت من تأويل بعض الأحاديث من غير أن أطعن في إسنادها فإني لا أتعداه وأجتهد أن أروي في معنى ما أتأول الحديث عليه حديثاً آخر يتضمن ذلك المعنى من صريحة أو فحواه حتى أكون عاملاً على الفتوى والتأويل بالأثر].

    إذن, (مهما أمكن الجمع فهو أولى من الطرح) هذا هو الاتجاه الأول.

    إذن إذا أردنا أن نلخص لكم الاتجاه الأول التفتوا هذا الاتجاه الأول يقوم على أصلين أساسيين الأصل الأول يقوم على أنه ينظر إلى الرواية كأنها صحيحة السند في الكتب الأربعة, هذا الاتجاه الأول إذن لا يبحث عن الصحة والضعف باصطلاح المتأخر.

    من حيث المضمون يوجد مسلكان:

    المسلك الأول يقول: >بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك<.

    المسلك الثاني يقول: (مهما أمكن الجمع فهو أولى من الطرح).

    فقط أعطيك فتوى إن شاء الله أشرحها لك غداً.

    بناء على هذا الاتجاه, فتحتاج إلى علم الرجال أو ما تحتاج علم الرجال؟ يعني لكي تصير مجتهد تحتاج علم رجال أو لا؟ الجواب لا, لماذا؟ لأنه كل الروايات الموجودة في الكتب الأربعة, إذن يسقط الركن الأول لنظرية الاجتهاد عند السيد الخوئي الذي يقول: [أن الاجتهاد لا يحصل إلا بأن يكون الإنسان عالماً بالرجال]. تنظرون المناهج كيف مختلفة, ونحن من حيث لا نشعر نتبع منهج واحد من حيث لا نعلم أي منهج هذا.

    الآن لو جاء واحد إلى الحوزات وقال لا نحتاج إلى علم الرجال يقبل منه أو لا يقبل؟ هذا منهج السيد الخوئي هذا منهج المتأخرين وليس منهج المتقدمين, وإلا منهج المتقدمين يحتاجون علم الرجال أو لا يحتاجون؟ لا يحتاجون.

    ثانياً: في علم تعارض الأدلة التفت, هذا علم تعارض الأدلة, الجمع العرفي والعرض على الكتاب, والعرض على الروايات العامة هذه المرجحات هذه بناء على الاتجاه الأول نحتاج إليها أو لا نحتاج إليها؟

    الجواب: لا نحتاج لماذا؟ لأنه جمع عرفي لا أحتاج لأنه أأخذ من أي واحد من باب التسليم وسعك.

    إذن هذا الذي نقرأه بتعارض الأدلة مبني على مناهج المتقدمين أو على مناهج المتأخرين؟ على مناهج المتأخرين. توضيحه يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/04/23
    • مرات التنزيل : 975

  • جديد المرئيات