نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (66)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    كان الكلام في الاتجاهات التي اتبعت في مسألة حل تعارض الأدلة.

    أعزائي هذا البحث له أهمية خاصة باعتبار أنه من خلاله سوف يتضح لنا أن بحث تعارض الأدلة بالنحو المكتوب عندنا الآن في الحوزات العلمية, ويدرس كمنهج درسي هل هو بحث ينسجم مع جميع المباني والاتجاهات والنظريات, أو أنه مبني على تصور خاص؟

    أضرب لكم مثال, حتى تعرفون بأن القضية بأنه لماذا أنا واقف عند هذه المسألة, ولماذا أن الأعلام واقعاً لم يقفوا عندها هناك في أول بحث تعارض الأدلة.

    الآن بحوث الخارج عندنا في الحوزات العلمية, قائمة على أساس النهج الأخباري في فهم الروايات أو قائم على أساس النهج الأصولي في حوزاتنا العلمية أي منهما؟

    الجواب: النهج الأخباري, الأعزة يتذكرون قلنا ماذا يقول؟ يقول: بيني وبين الله الروايات صحيحة السند من حيث السند الكتب الأربعة, ومن حيث التعارض >بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك< انتهت القضية, فإذن نحتاج أربعين سنة دراسات في الحوزة العلمية أو لا نحتاج؟ نحتاج علم الرجال أو لا نحتاج؟ نحتاج علم الأصول أو لا نحتاج؟ لا نحتاج.

    ولذا تجدون أنهم هم لا يعتنوا لا بعلم الرجال ولا بعلم الأصول, والشاهد على ذلك الذي هو في الحالة الوسطية بين الأصولي والأخباري المحدث البحراني صاحب الحدائق, صاحب الحدائق الآن أنت إذا تذهب إلى كتابه (الحدائق) وأنا أنصح الأعزة يقرؤون دورة حدائق من الأول إلى الآخر, لأنه كاملاً ذوقها يختلف عن الدورات الفقهية الأخرى التي مكتوبة على أساس أصولي لا على أساس المذاق الأخباري, أنت تجد كل علم الأصول له لا يتجاوز الفوائد المعدودة التي أشار إليها في مقدمة الحدائق حدود سبعين إلى ثمانين صفحة, مجموعة فوائد التي ذكرها التي هي قواعد الاستنباط عنده, وجداً مفيدة, اقرؤوه كل علم الأصول الذي يحتاج إليه الفقيه لعملية الاستنباط يقول هذه الفوائد التي أشرت إليها في المقدمة, هذا أولاً.

    وثانياً: نادراً تجد أن صاحب الحدائق يدخل في البحث السندي, أبداً لا علاقة له بالبحث السندي, ونادراً تجده يدخل في هذه الدقيات التي أنت تجدها في كتاب (التنقيح) للسيد الخوئي, أبداً لا يدخل بها, لماذا؟ لماذا لا أصول ولا رجال؟ لأن النهج الذي يعتقده في فهم الفتوى والحكم الشرعي يختلف عن النهج الذي يعتقده السيد الخوئي, ذاك نهج وهذا نهج آخر.

    إذا اتضحت هذه, تعالوا معنا هذا تعارض الأدلة الذي بأيدينا, الذي نقرأه نسميه باب تعارض الأدلة, هذا مكتوب على أي أساس؟ ما أدري واضح محل البحث أين؟ على أي اتجاه على أي مسلك على أي نظرية مكتوب, من الواضح لم يكتب على مسلك الاتجاه الأول, وإنما مكتوب على ماذا؟

    هذا تعارض الأدلة الذي بأيدينا الذي الآن نقرأه في الحوزات العلمية يقوم على الأسس التالية:

    الأساس الأول أو الأصل الأول أو الخطوة الأولى في عملية الاستنباط, الذي نقرأ في تعارض الأدلة عمرنا سنة سنتين ثلاث خمسة نقضيها في بحث تعارض الأدلة.

    الخطوة الأولى: يعني تعالوا نتكلم أنا أضرب مثال سيدنا الأستاذ السيد الخوئي باعتبار أنه الآن السيد الخوئي هو وجملة من تلامذته يشكلون الحالة العامة في حوزاتنا العلمية سواء كان على مستوى النجف او على مستوى قم, وعموماً بعض المتصدين للمرجعية أيضاً من تلامذته+, ولذا أنا أضرب مثال السيد الخوئي حتى أبين الحالة التي تحكم الوضع العلمي في حوزاتنا العلمية.

    الخطوة الأولى: السيد الخوئي يأتي يريد أن يستنبط حكماً شرعياً, يقول بالخطوات التالية:

    أولاً: يأتي مباشرة إلى الرواية ليتعرف على سندها, أن السند صحيح أو أن السند ضعيف. ما هو المراد من الصحة والضعف عند السيد الخوئي؟ ليس المراد من الصحة والضعف الصحة والضعف عند المتقدمين, بل المراد من الصحة والضعف, الصحة والضعف عند المتأخرين, ومتأخر المتأخرين ويعني ماذا؟ يعني أن الشخص ماذا قال عنه الشيخ الطوسي, ماذا قال عنه النجاشي, ماذا قال عنه ابن الغضائري إذا قبلنا, ماذا قال عنه الرجاليون الذين كانوا في عصر الغيبة الصغرى أو بُعيدها بخمسين سنة مائة سنة هذا الحدود, وإلا الشيخ الطوسي تعلمون رحلته عن هذا العالم سنة 460 من الهجرة, يعني بعبارة أخرى: بعد الغيبة الصغرى بمائة وثلاثين عام, الفاصلة, يعني إذا أردنا أن نحسب الفاصلة بينه وبين أصحاب الإمام الصادق الفاصلة كم؟ ثلاثمائة سنة, بينك وبين الله شهاداته حسية أو حدسية؟ في الأعم الأغلب شهاداته حدسية, بينك وبين الله الآن أنت تريد أن تحكم على طبقة من الناس كانوا يعيشون قبلنا بمئتين سنة, بينك وبين الله هذه شهادات قريبة من الحس؟ ما الذي منها حسية, وحقك حوادث صارت قبل عشرين سنة ما نستطيع أن نثبتها حسية, فما بالك بالحوادث.

    أما إذا جئنا إلى صدر الإسلام صحابة رسول الله فالفاصلة كم تكون؟ أربعمائة وخمسين سنة, خمسة قرون, الآن دعونا ما أريد أن أدخل في هذا البحث ولا أريد أن أناقش المنهج السندي للسيد الخوئي, أو المنهج السندي القائم أساساً عند بعض أعلامنا.

    السيد الخوئي أول ما يأتي إلى الرواية يقول: قولوا لنا أن رواة السند فيها قال عنهم الطوسي ثقة أو لم يقل؟ قال عنهم النجاشي ثقة أم لم يقل, فإذا قال فهو حجة إن لم يقل فهو ليس بحجة.

    أحد الأعزة بالأمس سألني سؤال وهو سؤال منطقي وأنا أيضاً قرأته ولكنه أريد أن أجيب عنه الآن, قال: سيدنا من حق المتقدمين أنهم كانوا يبنون على جمع القرائن, لماذا؟ لأن القرائن كانت قريبة منهم؟ والآن اتضح انه كانت القرائن قريبة منهم أو لا؟ لا, ليست قريبة منهم, هذا اجتهاد أيضاً ولكن أريد أن أسلم أنها كانت قريبة منهم, وعلى أساسه قالوا لنا أن ما في الكتب الأربعة يعد من الصحيح, من خلال جمع القرائن.

    السيد الخوئي وافق على هذه النظرية أو لا؟ لا, قال: بالنسبة لك كانت القرائن مفيدة للاطمئنان لماذا أنا لابد أتبعك في هذه القرائن حتى تكون قرائنك حجة ماذا؟ يقول لأنه أنا قريب من عصر صدور الروايات جمعت لك القرائن أنا جداً قريب, يقول: بلي في النتيجة هذا اجتهاد أو حس؟ تقول له لا, اجتهاد, مولانا سيدنا الجليل إذا أنت لم تقبل من الشيخ الطوسي جمع القرائن لصحة الرواية إذن لماذا تقبل منه في علم الرجال؟!

    أيضا قل في علم الرجال هذه أيضاً اجتهاده الشخصي, إلا إذا ثبت أنه كان عن حس, نعم عند ذلك شهادته تكون حسية عند ذلك تقول أقبل, ولكنه عندما يتكلم عن ثلاثة آلاف رجل أربعة آلاف رجل, خمسة آلاف رجل والذين يتكلم عنهم تفصله عنه وعنهم لا اقل قرنين ثلاثة قرون أربعة قرون بينكم وبين الله أي عاقل يستطيع أن يقول شهادات حسية هذه أو قريبة من الحس.

    تعلم ماذا يجيبوك؟ يقولون لك هذا إذا انسد فلا يبقى حجر على حجر, طيب هذا إذا انسد قولوا الروايات صحيحة وإلا لا يبقى حجر على حجر.

    إذا أنت اضطررت أن تقبل الشهادات الحدسية وتجعلها حسية أو قريبة من الحس وإلا لو لم يكن كذلك لانهار كل شيء, طيب نفس هذا المنهج الذي أنت انتخبته في صحة الرواية وعدمها أيضاً انهار به كل شيء, فلم يبقَ عند شيء صحيح.

    ولذا أنتم الأعزة حضرتم قبل قليل درس الفقه, ولذا اضطر السيد الخوئي أن يقول أن الفقيه لا ولاية له في عصر الغيبة, لماذا؟ لأنه عشرات الروايات وردت ولكن طبق عليها المنهج السندي وجدها ضعيفة, فصارت ضعيفة رمى بها عرض الجدار. مع انه هذه الروايات الواردة التي تقول: >جعلته حاكما< >خلفائي< >مجاري الأمور بيد العلماء<.. هذه كلها روايات وردت في أفضل كتب الحديث عند الإمامية, ولكن المبنى الذي عنده مبنى السند قال, أبداً أنا لا علاقة لي أذهب إلى السند مثل الرياضيات اثنين زائد اثنين كم يساوي؟ أربعة, تقول له: قليلاً من هنا من هناك؟ يقول: أبداً ما فيها مجال اثنين زائد اثنين أربعة, تقول له هذه الرواية صحيح ضعيفة ولكن رواية ثانية توجد ثالثة توجد رابعة توجد, نجمع القرائن, يقول أبداً منفصلة كالجزر المنفصلة كل واحدة على انفراد أعاينها وكل واحدة منها فيها صحة السند أو ما فيها إذن كلها ارموا بها عرض الجدار, النتيجة ماذا؟ النتيجة يقول: [لم يثبت بأي دليل أي مقام للولاية للفقيه في عصر الغيبة] هذا ليس معناه أنه لا توجد روايات, لا, إن شاء الله غداً الأعزة سيجدون عشرات الروايات التي وردت التي أعطت أعلى المقامات للفقيه الجامع للشرائط.

    بين القوسين (أتكلم في الكبرى لا في الصغرى) ليس كل من عرف الطهارة والنجاسة صار فقيهاً جامعاً للشرائط, لا, بيني وبين الله لا فقيه ولا جامع للشرائط من يعرف الحلال والحرام فقط. من يعرف النجاسة والطهارة فقط, من يعرف الحيض والنفاس والصوم والحج, هذا ليس فقيهاً بالمعنى الذي قصدته الروايات, الفقيه هو عالم الدين كله. يعني أن يكون مفسراً قبل أن يكون فقيهاً بالمعنى الأخص, أن يكون متكلماً قبل أن يكون فقيهاً بالمعنى الأخص, وإلا لا فقيه ولا شرائط, أبداً, نعم بيني وبين الله حفظ مجموعة روايات وفتاوى هنا وهناك يقولها بعنوان الفقيه.

    مجموعة من المقلدين ولكن من المقلدين في الدليل لا في المدلول, لأن المقلد على قسمين: عموم الناس مقلد في المدلول يعني يقول لك طاهر أو نجس, تقول له طاهر, هو أيضاً يقول لك طاهر دليل ما عنده, والبعض مقلد في الدليل هو ما عنده شيء والآخر قائلين وهو يكرر, وإلا ما عنده شيء, عموم هؤلاء الذين يقال عنهم فقهاء هؤلاء مقلدون في الدليل, كثيراً درجتهم أعلى من المقلدين في المدلول.

    من هو العالم الديني؟ الشيخ الطوسي, الذي تفسيره قبل كلامه وكلامه قبل فقهه, السيد المرتضى, المجلسي, هؤلاء علماء مدرسة أهل البيت. في زماننا حتى لا تذهبوا, وذكرت في درس الفقه, من؟ السيد السبزواري, أنت اقرأ هذه دورته التي أنا عندي 14 مجلد من التفسير تجد بيني وبين الله, ما أريد أن أقول الآن من الطبقة الأولى ولكن بيني وبين الله مباني التفسير بيده مباني العقائد بيده الروايات بيده الفلسفة عرف منها شيئاً العرفان عرف منه شيئاً. ما أريد أن أقول موافق له لا أبداً, ولكنه مقصودي هذه رآها.

    أما عندما أجد بيني وبين الله بعض هؤلاء الأصوليين أو الفقهاء عندما يأتون إلى بعض المسائل الفلسفية أو المسائل العقائدية في علم الأصول أو علم الفقه كونوا على ثقة لا يستطيع أن يميز أصالة الوجود عن أصالة الماهية, تقول سيدنا هذه ما هي علاقتها بعملية الاستنباط؟ والله أنا لم اقل توجد علاقة, ولكن هم الآغايون في اجتماع الأمر والنهي ربطوها بأصالة يقولون بناء على أصالة الوجود هكذا يصير بناء على أصالة الماهية ماذا؟ فإذا ما يعرف أصالة الوجود وأصالة الماهية.

    بعبارة أخرى: يوجد كتاب أخيراً خرج بودي أن الأعزة الذين يطالعون الفارسي, يطالعون هذا الكتاب وهو كتاب جيد, (جذور المسائل الأصولية في المسائل الفلسفية) لا أقل مائة مسألة فلسفية داخلة أين؟ في الأصول, فإذا جنابك هذه المائة مسألة لم تعرفها بصورة جيدة تصير أن تصير أصولي أم تصير مقلد؟ طيب تقول سيدنا فقط أذهب وأتعلم مائة مسألة, الجواب: هذه المائة مسألة الفلسفية مرتبطة بثلاثمائة مسألة فلسفية أخرى, إذا أنت ما تقرأ دورة دورتين فلسفة لا يمكن أن تكون أصولي, والمنهج القائم في حوزاتنا العلمية إذا لم يكن أصولي يستطيع أن يصير فقهي, حوزاتنا العلمية الآن ترى إمكانية الفقاهة بلا أصول أو لا يمكن؟ لا يمكن, هذا السيد الخوئي يقول أنه لا يكون فقيهاً إلا بعلم الرجال وعلم الأصول, دعني أقرأ العبارة حتى لا تتصور أن هذا إدعاء, (ص25 من تنقيح الأصول, ج1) يقول: [والعمدة فيما يتوقف عليه الاجتهاد علم الأصول علم الرجال] والسلام, تفسير يقول دعك عن هذا تفسير ماذا نفعل به قرآن ماذا نفعل به, عقائد؟ يقول عقائد من قال أصلاً لا تعرف عقائد من قال لك عقائد اعرف, مجتهد في الدين, لا مجتهد في الفقه مجتهد في الدين, ولكن قرآن ما تفهم, هذا سببه ماذا؟ سببه هذا المنهج وهو أنه يعتقد أول ما أدخل عملية الاستنباط أأخذ الرواية فإن كانت صحيحة السند ماذا نفعل مباشرة؟ إن كانت الرواية معتبرة عملنا بها مباشرة, ولكن بشرط واحد أن لا يكون لها معارض. إذا كان له معارض لابد أن ننتقل للخطوة الثانية. التفت.

    إذن ما أسهل هذه العملية ادخل وسائل الشيعة خذ الرواية طبق عليها المعيار الذي ذكره السيد الخوئي في (معجم رجال الحديث) الرواية صارت صحيحة السند, ابحث لم يكن لها معارض, أنت ماذا تصير؟ مجتهد متجزي في المسائل. أسهل ما يكون. وقد ذكروا في محله أن المجتهد المتجزي يستطيع أن يقلد نفسه, يعني أن يعمل بآراء نفسه, نعم لا يجوز للآخرين أن يرجعوا إليه, الذي يمكن الرجوع إليه لابد أن يكون مجتهد مطلق, أما إذا متجزي فقط يستطيع أن يعمل لنفسه لا حاكم شرعي لا تلك الولاية المعطاة أبداً أي أثر ليس لها إلا ماذا؟ لماذا؟ باعتبار أن الأدلة قالت رجوع الجاهل إلى العالم وهذا جاهل أم لا؟ إذا استطاع أن يجتهد في مسألة هذا جاهل أو ليس بجاهل؟ طبعاً على بعض المباني, وإلا الشهيد الصدر يقول هذا جاهل. تقول: هو يقول أنا مجتهد في المسألة, يقول: بلي إذا كان قد وصل إلى مرحلة ناقش الأعلم واعتقد أنه يغلب الأعلم يجوز العمل, أما إذا احتمل أنه يُغلب لا لا يجوز له العمل حتى برأيه. يقول مجتهد, يقول بلي هذا عوام, بلي بالنسبة إلى العوام هو مجتهد ولكن بالنسبة إلى الأعلم هو مقلد وعوام. على أي الأحوال هذه مسالة معقدة لا أريد أن أدخل فيها.

    إذن, الخطوة الأولى السيد الخوئي يقول أتوا بمسطرة (معجم رجال الحديث) وأتوا بوسائل الشيعة اقرؤوا الرواية فإن لم تجدوا لها معارضاً وكانت صحيحة السند فهي ماذا؟ سيدنا التفت, سيدنا يحتاج نعرضها على الكتاب؟ يقول لا أبداً, احتمال مخالفة للكتاب؟ يقول ما يحتاج إلى عرضها على الكتاب ولا موافقة للكتاب ما يحتاج, كل الذي تحتاجه رجال وأصول والأصول أيضاً بشقيه تمامية المقتضي ورفع المانع, ماذا يعني تمامية المقتضي؟ قلنا: المراحل الثلاث, ما هي المراحل الثلاث؟ قلنا: بأنه وجود الظهور وحجية الظهور وخبر الواحد هذا كل ما تم شرحناه مفصلاً, قلنا علم الأصول قائم على ركنين: أولاً: تمامية المقتضي وثانياً رفع المانع, فإذا كان الخبر الواحد صحيح السند وله ظهور وليس له معارض فهو حجة.

    وهذه هي الرؤية التجزيئية لفهم النصوص الروائية, تتذكرون في القرآن نحن عندنا منهجان لفهم القرآن, المنهج الأول: تأخذ آية وتفهمها وتقول القرآن هكذا يقول, هذا أي منهج؟ هذا المنهج التجزيئي, المنهج الثاني ماذا يقول؟ يقول صحيح هذه الآية موجودة ولكن لابد أن تذهب إلى غيرها حتى تضي الضوء المنهج الموضوعي أو الاتجاه الموضوعي, هذا المنهج يقوم على التجزيئي يقول هذه الرواية ما عندك شغل بالرواية الأخرى, هذه الرواية صحيحة السند معارض لا يوجد فيها إذن ماذا؟ يجوز العمل بها.

    الخطوة الثانية: إذا كان لها معارض.

    التفت إلى هنا نحتاج إلى القرآن أو ما نحتاج؟ ما نحتاج إلى القرآن.

    الخطوة الثانية: إذا كان للرواية معارض منافٍ هنا ندخل في البحث ماذا؟ نقول هل يوجد بينهما جمع عرفي أو لا يوجد؟ فإن وجد جمع عرفي نجمع بينهما ونعمل وما نرجع إلى القرآن, إن لم يكن هناك جمع عرفي يوجد جمع دقي عقلي دقيق أو لا يوجد؟ إذا وجد, من قبيل انقلاب النسبة, انقلاب النسبة ليس جمع عرفي جمع ماذا؟ وإن حاول البعض أن يجعله جمع عرفي, جمع دقي لا يعرفه إلا الخواص من الأصوليين.

    إذن الخطوة الثانية: فإن وجد معارض إن أمكن الجمع العرفي أو الدقي جمعنا وعملنا, بلا حاجة إلى الرجوع إلى القرآن, الآن هنا الجمع العرفي له مصاديق؟ قد يكون عام وخاص, قد يكون وارد ومورود, قد يكون حاكم ومحكوم, قد يكون خاص وعام, قد يكون مطلق ومقيد, هذه كلها من مصاديق الجمع العرفي.

    الخطوة الثالثة: فإن لم يوجد جمع عرفي, هذا الذي يعبر عنه في الخطوة الثانية علماء التعارض أو علماء الأصول بالتعارض غير المستقر, يوجد تعارض ولكن فيه استقرار واستحكام أو يزول بعد الجمع بينهما؟ يزول, ولذا عبر عنه بالتعارض غير المستقر.

    الآن الخطوة الثالثة: إذا لم نستطع أن نوجد الجمع العرفي وكان التعارض مستقرا, واحد يقول تجب الصلاة والآخر يقول تحرم الصلاة, تنافي يوجد تناقض يوجد, ما يصير واحد نحمله على الاستحباب وواحد على الوجوب إذا صار فيصير جمع عرفي, واحد يقول توجد ولاية ورواية تقول لا, واحد يقول طهارة أهل الكتاب والرواية تقول نجاسة أهل الكتاب هذه متعارضات, هنا ماذا نفعل؟ الذي يصطلح عليه بالتعارض المستقر. هنا الآغايون يدخلون إلى باب المرجحات يقولون تعالوا نرجح إحدى الروايتين على الأخرى, إحدى الطائفتين على الأخرى, ما هي المرجحات؟ ماذا قرأتم في السطح؟ موافقة الكتاب ومخالفة العامة و.., إلى آخره.

    هنا هذا المنهج يقول القرآن لابد العالم ماذا؟ في أي خطوة؟ بالكعب أحسنتم, آخر المطاف يقول الآن القرآن أيضاً لابد أن يتعلمه أين؟ يقول فقط في آيات الأحكام وإلا ما هي علاقتك أنت بغير آيات الأحكام, نعدهن آيات الأحكام خمسمائة ستمائة سبعمائة ألف باختياركم ولذا تجدون تقريباً الكثير من علماء الإمامية لم يكتب تفسير ولكن كتب آيات الأحكام لماذا كتب آيات الأحكام اهتماماً بالقرآن؟ لا لا, لأنه في النتيجة في آخر القائمة لابد أن يصير عرض على الكتاب. وعرض على الكتاب أيضاً فقط في خصوص ماذا؟ يعني أنت فقط سدس القرآن عشر القرآن أيا كان العدد خمسمائة ستمائة يعني عشر القرآن هذه افهمها منعزلة وكأنه لم تأتي في إطار مفاهيم القرآن وعقائد القرآن ومسائل القرآن أبداً, هذه اقطعها من الآيات القرآنية من الجو القرآني العام قل هذه الآيات ماذا تقول؟ ما فيها دلالة على عدم الجواز, انتهت القضية. ما أدري واضح الاتجاه العام.

    فإذا لم تجد لا ما يوافق لا ما يخالف أين تذهب؟ للعامة, >خذ بما خالف العامة< فإذا كان كلاهما مخالفاً للعامة, او كلاهما موافقاً للعامة, يأتي الترجيح الشهرة, فإذا كان كلاهما مشهوران يأتي الترجيح بالصفات, فإذا كلاهما كان جيدا وكذا, هنا وقع الاختلاف أنه في النتيجة تخيير أو توقف وإرجاع وتساقط ماذا نفعل؟

    هذا هو تسلسل البحث في تعارض الأدلة.

    ولذا أنتم إذا تأخذون أي كتاب أصولي في تعارض الأدلة, اليوم يعجبني أنت خذ كتاب السيد الخوئي أنظر ماذا يقول السيد الشهيد ماذا يقول, تجد نفس هذا التسلسل الذي أنا قلته أين موجود؟ يعني علم التعارض عندنا أو باب التعارض مكتوب على أي منهج؟ هذا المنهج السندي الذي الآن يمثله السيد الخوئي, فإذا صار مبناك أنت هذا المنهج باطل فأنت هذا التعارض ينفع أو لا ينفع؟ ما أدري استطعت أن أوصل لك الفكرة أو لا.

    يعني: لو فرضنا أنه أنت قلت أن التفسير التجزيئي غير نافع, طيب ما تستطيع أن تستفيد منه فلابد أن تذهب إلى التفسير الموضوعي, ولهذا تجدون تعالوا معنا إلى السيد الشهيد& لأنه واحد من أعمدة هذا الاتجاه الذي بنى عليه السيد الخوئي, (كتاب التعارض الذي له) يقول: [أولاً: القسم الأول: التعارض غير المستقر] أي ذكر للقرآن لا يوجد [الورود التزاحم مرجحات باب التزاحم القرينية القرينية الشخصية الحكومة القرينية العامة التخصيص أقسام التخصيص أحكام عامة للتعارض غير المستقر..] إلى آخر الخطوة الثانية التي أشرنا إليها, بعد ذلك يبدأ [القسم الثاني: التعارض المستقر] ماذا نفعل في التعارض المستقر؟ يقول: عند ذلك نأتي إلى المرجحات أولاً: الترجيح أولاً موافقة الكتاب ومخالفة العامة, ثانياً: الترجيح بالشهرة, ثالثة: الترجيح بالأحدثية, رابعاً: الترجيح بالصفات, وآخرها أخبار التوقف والإرجاع. ما أدري واضح صار الآن باب التعارض مكتوب على أي نهج.

    فإذا جنابك صار منهجك منهج آخر في عملية الاستنباط فهذا التسلسل الموجود في باب التعارض صحيح أو ليس بصحيح؟ ليس بصحيح, ولذا بالأمس أنا قلت واليوم أبين لكم المطلب, قلت بأنه: ثبت العرش ثم انقش, إذا تريد أن أقرأ هذا أولاً: قل لي أن هذا هو المنهج الصحيح في عملية الاستنباط وبعد ذلك أقرأ لي كتاب التعارض, أما إذا أنا عندي إشكال في هذا المنهج. من قال لكم التفتوا, من قال لكم: أننا أول خطوة لابد أن ننظر إلى السند, لو جاء شخص وأدعى هذا المعنى قال: أول خطوة في أي رواية سواء كانت في باب فقهي أو تفسيري أو عقائدي لابد من عرضها على كتاب الله, فإن كانت موافقة عند ذلك أسأل هل لها معارض أو ليس لها معارض, أما إذا كانت مخالفة للكتاب قالوه أو لم يقولوه؟ ماذا قالت روايات العرض؟ فإن كانت مخالفة قلناه أو لم نقله؟ إذن اضرب بها عرض الجدار حتى والله ستين قسامة توجد على السند اضرب بها عرض الجدار.

    إذن, أنظروا الفارق المنهجي كم بين ذاك وبين هذا, وهذا ما يحتاج إلى توضيح وهو المنهج المختار عندنا في عملية الاستنباط لا هذا المنهج الذي أسس له جملة من الأعلام ومنهم سيدنا الأستاذ السيد الخوئي, نحن لا نوافق على هذا المنهج في عملية الاستنباط, لنا منهجٌ آخر في عملية الاستنباط ولا نوافق على الاتجاه الأول أو المنهج الأول الذي قاله بعض علمائنا الأخباريين, لا أبداً, وإنما لنا منهج آخر, وهذا المنهج إن شاء الله ستأتي بعض ملامحه غداً, وعلى أساس تلك سندخل في باب التعارض, لا على أساس هذا المنهج. يعني: إذا ثبت الخطوة الأولى العرض على الكتاب إذن أول المسألة سوف نبحثها في باب التعارض ما هي؟ نعرضها على الكتاب, ما معنى روايات العرض على الكتاب, ما معنى الكتاب ما معنى العرض, ما المراد من الموافقة ما المراد من المخالفة ما المراد, هذا أولاً, فإذا ثبت عند ذلك ننتقل إلى الخطوات اللاحقة.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/04/23
    • مرات التنزيل : 1281

  • جديد المرئيات