نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (73)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    قلنا: أنه توجد هنا جملة من المقدمات لابد أن يلتفت إليها الأعزة.

    المقدمة الأولى: التي وقفنا عندها بالأمس وهي أهمية النص الروائي في الوقوف على المعارف الدينية. لا يمكن أن نتصور أننا يمكن أن نقف على المعارف الدينية في مختلف الأبعاد من تفسيرية وتاريخية وأخلاقية وعقائدية وفقهية وأصولية إلا من خلال هذا الركن الثاني وهو: النص الروائي.

    وقد أشرنا بالأمس إلى أهمية هذا النص أي النص الروائي, سواء كان وارداً عن النبي الأكرم’ أو وارداً عن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    المقدمة الثانية: ما هي آفات وأمراض النص الروائي.

    يتذكر الأعزة, نحن في السنة الماضية في بحث تعارض الأدلة, أشرنا إلى مجموعة من الآفات التي ابتلي بها النص الروائي, ولكن عموم تلك الآفات كانت مرتبطة بالرواة لا عن قصد وعمد, من قبيل: أنه ينقل الرواية بالمعنى, من قبيل: أنه يقطع الرواية, من قبيل: أنه يحذف الشروط المحيطة بالرواية, القرائن المحيطة بالرواية, مجموعة من العوامل التي يتذكرها الأعزة التي وقفنا عندها في السنة الماضية.

    ولكن من أهم الآفات التي ابتليت بها النصوص الروائية عموماً أعم من أن تكون نصوص النبي الأكرم أو أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هي مسألة الوضع والدس والتزوير في الروايات. هذه الآفة بحسب عقيدتي لا يمكن لأحد أن يتلخص منها, بلغ ما بلغ من العلم, وكل الكتب التي كتبت بعد ذلك في علم الرجال وفي الموضوعات وفي بيان الروايات الضعيفة وغيرها.., كلها لتخليص الرواية من هذه الآفة ومن هذا المرض وهو وضع الروايات والدس والتزوير فيها.

    ولا يتبادر إلى الذهن كما أشرنا سابقاً وألمحنا إليه أن الوضع كان مختصاً بالمتون, لا, أن الوضع شمل المتون والأسناد معاً, يعني الذي كان يريد أن يضع الرواية لا أنه فقط يضع الرواية بسند مجهول بسند غير معلوم بسند غير موثوق, فكما كان يضع الرواية متناً يضع الرواية سنداً, يقول عن فلان .., عن محمد بن مسلم عن الإمام الصادق, وإذا كان هو ثقة, وإذا كان هو معروف بالخير بظاهر الصلاح كان عابداً أيضاً, الناس يقبلون منه أو لا يقبلون؟ الآن في وضعنا بينكم وبين الله الآن لو تنقلون أنتم عن بعض الأعلام عن بعض المراجع عن بعض الدروس والناس يثقون بكم يقبلون أو لا يقبلون؟ يقبلون.

    ومن هنا, أنا أنصح الأعزة الذين إما يريدوا أن يأتوا حقيقةً إلى هذه المعارف فلا أقل لابد أن يقرؤوا بعض الكتب الأساسية التي كتبت في ظاهرة الوضع والدس والتزوير الذي وقع في الروايات. وخصوصاً الروايات المنقولة عن النبي الأكرم’. لأنكم كما ذكرنا مراراً أن ظاهرة تدوين الحديث بدأ في أواسط القرن الثاني يعني بعد حدود 130- 140 عام من رحلة الرسول الأعظم’ بعد أن ذهب كل الصحابة أكثر التابعين ذهبوا عند ذلك بدؤوا بتدوين الحديث.

    ومن هنا لا أقل كتابين ثلاث من هذه الكتب التي دونت في وضع الأحاديث وفي أن الأحاديث الموضوعة ما هي, لا بأس أن الأعزة يطلعوا عليها.

    من الكتب المعروفة في هذا المجال وهو (اللئالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة, للسيوطي) ويقع في مجلدات ثلاث, لا بأس أن الأعزة أن يتصفحوا مثل هذا الكتاب.

    من الكتب الموجودة في هذا المجال وهو من الكتب الأساسية ومورد الاعتماد عند الكثير وهو كتاب (الموضوعات لابن الجوزي) هذا الكتاب يقع في ثلاث مجلدات كبيرة كل مجلد يتجاوز سبعمائة ثمانية صفحة وكلها جمع فيها الروايات الموضوعة.

    ولذا أنت عندما ترجع إلى كتب علماء أهل السنة في الأعم الأغلب عندما يقول, يقول ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات, ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات…, من الكتب الأساسية في هذا المجال. وهو كتاب (الموضوعات من الأحاديث المرفوعات لابن الجوزي) طبعاً ابن الجوزي يكون في علم الأعزة هو الرجل كان في القرن السادس يعني لا أنه جديد كالسيوطي الذي هو في القرن التاسع والعاشر.

    ومن الكتب المعروفة المتأخرة كتاب الشوكاني وهو من علماء الزيدية (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) متوفى 1250 من الهجرة.

    ومن الكتب التي حاولت أن تحصي مهم الروايات الضعيفة والموضوعة هذه السلسلة المعروفة بـ(سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني) الذي هو من الأعلام الوهابية أو السلفية المعاصرين, يعني: من باب أنه أقرب مقام هذا الرجل إلى ذهن الأعزة كتبه تعد من قبيل معجم رجال الحديث عندنا عند السيد الخوئي, كيف أنه إذا الآن في أواسطنا العلمية قالوا ضعفه السيد الخوئي في معجم رجال الحديث يُعد من المسلمات, الآن عندما يقال ضعفها الألباني أو ضعفه الألباني هو كذا, بتعبيرهم هم كما يعبرون عنه: (بخاري الزمان) يصطلحون على الألباني أنه (بخاري الزمان) لأنه بالنسبة إليهم هم يعتقدون أن البخاري هو أمير المؤمنين في الحديث. ولذا صار كتابه أصح كتاب بعد كتاب الله, الألباني أيضاً يعبرون عنه بخاري هذا الزمان.

    والحق والأنصاف الجهد الذي بذله هذا الرجل في مسألة الأحاديث وتصحيحها وتضعيفها واقعاً لا تستطيع أن تقوم بها مؤسسات متعددة, يعني: فقط هذه سلسلته المعروفة بـ(سلسلة الأحاديث الصحيحة, وسلسلة الأحاديث الضعيفة) تقريباً تقع في أربعة وثلاثين مجلد, خمسة وثلاثين مجلد, وكلها مستندة لا فقط أنه فتوى ليس كما افترضوا العلامة المجلسي في مرآة العقول يقول صحيح أو ضعيف أو حسن أو…, لا, وإنما عندما يقول صحيح يقول لماذا أقول صحيح, يقف عند السند. إذا توجد مناقشات يذكر المناقشات, عندما يقول ضعيف يقول لماذا ضعيف ويناقش إذا قال البعض بالصحة يقول لماذا نحن لا نقول بالصحة. والكتاب يقع هذا الجزء الأخير منه الذي بيدي هو في أربعة عشر مجلد, المجلد الرابع عشر, طبعاً بعض أجزاء هذا الكتاب يقع في أقسام متعددة, مثلاً هذا المجلد الرابع عشر يقع في أقسام ثلاثة, إذا المجموع تحسبها يتجاوز العشرين مجلد. أعزائي.

    هذا الرجل استعرض في كتابه هذا سبعة آلاف ومائة واثنين وستين رواية, وفي (سلسلة الأحاديث الصحيحة) استعرض حدود الأربعة آلاف وسبعمائة رواية, مجموع الروايات التي استعرضها حدود اثنا عشر رواية, ولكن تقول سيدنا رواياتنا أكثر من هذا بكثير, أقول: نعم, ولكنها تمثل عمدة روايات الفكر الإسلامي في العقيدة والتفسير والتاريخ والمواعظ وغيرها. عمدة الروايات حاول ماذا؟ وكثير من الروايات التي أشرت إليها بالأمس قلت للأعزة, وكثير من الروايات التي نحن نستند إليها أو بعض كتّابنا يستندون إليها في كتبهم هنا تجدها أين؟ تجدها في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة, ولذا بال الأعزة إذا يريدون أن ينقلون رواية لا يقولون أجمع عليه الشيعة والسنة لا, هذه الإجماعات قليلة, من الناحية العلمية جداً قليلة.

    أما أصل ظاهرة الوضع. أعزائي الوقت لا يسع أن أقف طويلاً عند هذا البحث, ولكنه أيضا ارجع الأعزة إلى (الغدير).

    طبعاً أنا عندما أقول الغدير تعلمون ما بعد الغدير كثير من الروايات كما أن الألباني بعد كتاب الغدير, كثير من الأبحاث توجد ما بعد الغدير ولكن الأعزة يقين عندي في الأعم الأغلب كتاب الغدير موجود لا أقل في مكتباتهم, في (الغدير, طبعة: مركز الغدير للدراسات الإسلامية, تحقيق: مركز الغدير, ج5, ص301) الذي بحسب هذه الطبعات الموجودة بأيديكم يعني (11 مجلد) يصير (ج5, ص210) هذه تصير (ج5, ص301) هناك يبدأ بحثاً بهذا العنوان عنوانه [سلسلة الكذّابين والوضاعين] أصلاً هؤلاء كانوا فاتحين دكان يكذبون ويضعون الحديث معروفون, عجيب, وكان لهم دكان؟ نعم كان لهم دكاكين سوق رائجة أصلاً, يبدأ من رقم حرف ألف, من رقم واحد أبان, وينتهي في (ص446) تحت الرقم 702, سبعمائة هؤلاء في التاريخ طبعاً الذين أحصاهم من؟ العلامة الأميني لعله ألف لعله ألفين, إذا الآن الإمكانات التي كانت موجودة عند الأميني واقعاً العمل الذي قام به شبه كرامة من الله له, وإلا مع عدم وجود الإمكانات التي عندنا, مراجعة هذا الكم الهائل ليس أمراً سهلاً إلا بعناية إلهية. ثم بعد ذلك يقول: [هذا غيض من فيض] أنا هذا الذي استطعت أن أجمعه, [ولعل القارئ يستكثره أو يستعظمه ذاهلاً عن أن وضع الحديث والكذب على النبي الأعظم وعلى الثقات من الصحابة الأولين والتابعين لهم بإحسان] المشكلة هنا كانت التفت إلى الأصل [لا ينافي عند كثير من القوم الزهد والورع واتصاف الرجل بالتقوى] يعني لا يتبادر إلى الذهن هؤلاء كانوا يكذبون وكانوا يعلمون أنه فسق وفجور كانوا يكذبون ويتصورون أنهم يتقربون بهذا العمل إلى الله سبحانه وتعالى.

    وهنا تكمن الخطورة, لأنه إذا الآن واحد فاسق فاجر كذّاب وضّاع شارب للخمر يكذب الناس يقبلون منه أو لا يقبلون؟ لا يقبلون, أما إذا ورع عالم زاهد فقيه ويكذب الناس يقبلون منه أو لا؟ من الواضح أنه يقبلون منه.

    ولذا يبدأ يقول: بأنه في جملة من هذه الكلمات إذا ترجعون إليها يقول بأنه أساساً [فمن هنا ترى كثيراً] في (ص449 من هذا) و(278 من ذاك) [ترى كثيراً من الوضاعين المذكورين بين إمامٍ مقتدى وحافظ شهير وفقيه حجة وشيخ في الرواية وخطيب بارع وكان فريق منهم يتعمدون الكذب خدمة لعقيدتهم] يعتقد أن هذا خدمة للدين خدمة للقرآن خدمة للرسول الأعظم, إلى أن يأتي في (ص446) يشير إلى بعض هؤلاء الذين أشاروا إليه في (ص449) ثم يأتي في (ص464) يقول: [قائمة الروايات الموضوعة في المقام] فيبدأ الذين وضعوا الروايات ويعد بعضها ويصل بحسب العد إلى أربعمائة وثمانية آلاف رواية وستمائة وأربع وثمانين رواية, طبعاً أرجع وأقول هذا الكلام للقرن الماضي, وإلا بحسب الإحصاءات الحديثة أنا أتصور تتجاوز المليون إذا ما أقول الملايين.

    سؤال: البخاري وحده يقوله هذا في كل الكتب المعتمدة [أحفظ مئتي ألف حديث غير صحيح] إذا واحد كان يحفظ 200 ألف حديث غير صحيح, الباقي بيدك أنت, إلى أن يأتي في أبحاث بودي أن الأعزة وواقعاً الوقت ما يسعني أنه أنا أشير إلى كلمات هؤلاء الأعلام وماذا كانوا يقولون في هذا المجال. فقط بودي الأعزة أنه يرجعوا إلى بعض هذه الكلمات, في (ص447) [يقول القائل أن رجلا من الزهاد انتدب في وضع أحاديث في فضل القرآن وسوره] أصلاً كانت هناك أجهزة للقيام بهذا العمل [فقيل له: لمَ فعلت هذا, فقال رأيت الناس زهدوا في القرآن فأحببت أن أرغبه فيه, فقيل له: فإن النبي قال من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار, فقال: أنا ما كذبت عليه إنما كذبت له] فالرواية تشملني أو لا تشملني؟ إذن كانوا من المجتهدين ولم يكونوا من البقالين هؤلاء الذين يضعون الروايات.

    رواية أخرى: [قال إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق, فوضعت الحديث حسبةً] هذه من الأمور الحسبية القربية عند الله سبحانه وتعالى, واقعاً وجدت بأنه معارف الدين تضيع في الحوزات العلمية فماذا فعلت؟ قلت هذا ثوابها هذا ثوابها.. . ارجعوا إلى هذه وحيف أن الإنسان بهذه البساطة أنا ما أريد أن أقف عندها كثيراً.

    مصداق أريد أن أذكر لكم حتى بعد ذلك ننتقل إلى بحثنا الأصلي إن شاء الله تعالى في غد, فقط مصداق أذكره لك.

    بالنسبة إلينا أنا وأنتم معاوية ويزيد ماذا؟ أنا أتصور في ثقافتنا أساساً نحتاج أن نقيم دليل على أنه يزيد ليس بإنسان جيد, نحتاج؟ ما نحتاج, ولكنه لا أقل الآن في مكتبتي توجد عدة كتب كلها لا تدافع فقط عن يزيد بل تبين خطأ الذين خرجوا على يزيد, وبأدلة وروايات كثيرة, ولكن في الأعم الأغلب روايات ما هي؟ إما بتعبيرنا ضعيفة وإما موضوعة.

    أضرب لكم مثال: هذا الكتاب يعجبني أن الأعزة يرجعون إليه, كتاب الذي يعد من الكتب الدرسية في المملكة العربية السعودية, (فضل الخلفاء الراشدين والصحابة وبحث في تمحيص أحداث الفتنة وتبرئة الصحابة عامة, أستاذ بالمعهد العالي للدعوة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) الذي هو يقول في مقدمة الكتاب: [أن الوالد كتب هذا الكتاب حتى يكون له دور في تصحيح كتب التاريخ ويدرس في المعاهد العلمية]. في هذا الكتاب في (ص182) أنظروا ماذا يقول في الكتاب, وهذه روايات يستندون إليها ولا تتصورن بأنه ادعاءات, يقول: [ولما قتل الحسين] طبعاً لا رضي الله عنه ولا يوجد شيء.. والأمر إليكم [ولما قتل الحسين ووصل الخبر إلى دمشق بكاه القريب والبعيد وبكاه بنو أمية رجالاً ونساءً وأطفالاً ولم يوقدوا في بيوتاً ناراً طوال أسبوع وبكى يزيد بكاءً عظيما] الآن بينك وبين الله يتحمل منك أنك تلعنه أو ما يتحمل منك؟ لا تقول لي سيدنا آخر لماذا هكذا؟ الجواب: بيني وبين الله يعني نحن عوام مجتمعاتنا يرجعون إلى علماء الوهابية أو علمائنا؟ نحن في منابرنا وفضائياتنا الثقافة ماذا نغديهم؟ نغذيهم بهذه الثقافة التي باعتقادنا هي الثقافة الصحيحة, في المقابل أيضاً ماذا يغذي؟ طيب لماذا تستغرب أنت منه, المشكلة ليس في الناس المشكلة في هذه الطبقة, الطبقة النخبة التي تثقف الناس بهذه الثقافة, ولذا عندما يجدك أنك تلعن الصحابي أو التابعي فيعتقدك خارج من الدين فيتقرب إلى الله بأن يفجرك مائة بالمائة, ويفجرون أيضاً.

    أنا ما استطيع أن أقبل أن هؤلاء الذين يفجرون أنفسهم لأجل المال, هذا الذي يفجر نفسه مال أو عقيدة؟ بينك وبين الله أي مستوىً من العقيدة واصل حتى عنده استعداد أن يفجر نفسه, لأجل ماذا؟ لأجل العقيدة.

    يقول: [وأنظر بنو أمية آل البيت ومن معهم في أحسن مكان في دمشق ثم خرج أربعون امرأة من نساء بنو أمية يشيعن بنات عمهن, حتى وصلن إلى المدينة المنورة] هذه ثقافة.

    وإذا مع الأسف أنتم من البعيد ما ترون, وإلا لو ترون الشخص المؤلف واقعاً عندما تنظرون إليه تجدوه لا مرجع, من حيث الصورة يساوي خمس مراجع أنظروا إلى صورته, طيب بينك وبين الله عوام ناسهم يصدقون هذا أو لا يصدقونه؟ أنت ماذا تتوقع بينك وبين الله الذي جالس في أفريقيا والذي جالس في دول كذائية يسمعني أنا الذي معادي له أو يسمع من؟ يعني قرانا وأريافنا ومدننا تسمعنا أو تسمعهم؟ تسمعنا, طيب هم أيضا يسمعون علمائهم, وهؤلاء علمائهم.

    إذن تعاملوا بمنطقية بواقعية إذا عندنا مشكلة فعندما مشكلة مع هذه الطبقة لا مع عموم الناس. هذا بالنسبة إلى يزيد.

    أما معاوية, مثال فقط, أنا فقط أشير لك إلى بعض المصادر وبودي أن تراجعها.

    الكتاب الأول: (إسكات الكلاب العاوية بفضائل خال المؤمنين معاوية) يعني كل من يعترض على معاوية مصداق لماذا؟ هذا أمامكم, وهذا الكتاب (مكتبة العلوم والحكم السعودية). هذا الكتاب أنت لا تصدق لم يعترض على علماء الرافضة وعلى غيرهم يعترض على الذهبي صاحب (سير أعلام النبلاء) الذي هو واحد من أركان الاتجاه الأموي, يقول: [فمثلاً ترى الذهبي صاحب السير ينقل ترجمة هذا الصحابي بنفس عجيب تفضحه الكلمات] أصلاً نفسه نفس معادي لمعاوية, الآن ماذا قال تعلمون أم لا؟ كثيراً يمدحه, يعني لو أقرأ لك عبارات الذهبي في بيان مقامات معاوية يقول: [رجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه وله هناتٌ] يقول كيف تقول عن معاوية له هنات؟ فنفسك نفس معادي أو موافق؟

    أما عندما يأتي والله يا أخي…, هذا كلام من؟ كلام ابن حجر, يقول: [معاوية ابن أبي سفيان أمير المؤمنين ملك الإسلام الأموي المكي] يقول هذا طعن في معاوية, طيب ماذا أقول حتى ما أطعن؟ يقول: [قلت: لم يزكه بصحبته] ما قال صحابي, هذا محب أو معادي؟

    وأخيراً حتى لا أطيل, هذا واحد من كبار علمائهم (سل السنان في الذب عن معاوية بن أبي سفيان, لفضيلة الشيخ المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد, دار المحدث السعودية).

    ولعل من أهم هذه الكتب هذا الكاتب الليبي المعروف وهو (الدكتور علي محمد محمد الصلابي) لعله الذين يتابعون الفضائيات والمواقع يعرفون, هذا الرجل كاتب في كل الشخصيات يعني كاتب في أبي بكر, كاتب في عمر في عثمان في علي في الحسن و.., ولكن أوسع ما كتبه كتب في (معاوية ابن أبي سفيان شخصيته وعصره, الدكتور علي محمد محمد الصلابي, دار ابن كثير دمشق) الكتاب يقع في ثمانمائة صفحة, وأنا فقط أشير إلى بعض العناوين الموجودة, واقعاً المبحث الثالث معاوية بن أبي سفيان, يأتي إلى المبحث الرابع, يقول: [بيعة معاوية وأهم صفاته: العلم, الفقه, الحلم, العقل, التواضع, الورع, البكاء من خشية الله] وهذه كلها فيها روايات, وكلها في الأعم الأغلب الروايات من من؟ من النبي’, من نقلها؟ أصحاب رسول الله. طيب بينك وبين الله المسلم ماذا يفعل؟ إلا أن يصير مبناه مبنى مدرسة أهل البيت يكذب الصحابة, توجد هكذا قدرة أو لا توجد؟ بينك وبين الله ما يستطيع عقله يوافق.

    [مباشرة معاوية بنفسه وحرصه على توطين الأمن] مباحث هذه, [النمط المالي, القضاء في عهد معاوية, الولاية والإدارة في عهد معاوية, حركة الجهاد في الفتوحات في عهد معاوية, حركة الجهاد فتوحات الشمال الأفريقي, فتوحات الجناح الشرقي…] وهكذا الإنسان يقرأ رسائل دكتوراه هذه, لا أقل أنا الآن في بيتي عندي عشرة إلى خمسة عشر دراسة عن معاوية, وإلى الآن ثلاثين دراسة مكتوبة عن معاوية.

    إذن, أرجع إلى بحثي.

    سؤال: بناء على هاتين المقدمتين:

    أولاً: ضرورة السنة وأهمية السنة.

    وثانياً: – دعونا من العوارض والآفات التي تقدمت- ظاهرة الوضع في السنة, ماذا نفعل حتى نتأكد هذه الرواية صحيحة أو غير صحيحة؟ طبعاً الآن ما أريد أن أتكلم على مباني السنة, أريد أن أتكلم على مباني مدرسة أهل البيت, يعني أنت جنابك الآن تقرأ كتب التفسير تقرأ كتب العقائد, تقرأ كتب التاريخ, تقرأ كتب المواعظ, تقرأ كتب الأخلاق, تقرأ كتب الفقه, سؤال: وتوجد مئات الآلاف من الروايات كيف تمحص الصادق عن الكاذب, الغث عن السمين, ما هو الطريق؟

    الجواب: في مدرسة أهل البيت وجدت اتجاهات خمسة, أنا إن شاء الله تعالى مع اعتذاري الشديد للأعزة لأنه سوف أشير إلى المنهج الذي أنا أختاره, ولكن حتى تتطلعوا بأن القضية جدُ معقدة, لأنه الآن هذا التراث كله بأيديكم. تقول هذا التراث موجود بالسنة, أقول: لا, في الشيعة أيضاً عندنا وضعت ماذا؟ ولهذا عندك الآن علماء الشيعة كتبوا عشرات إن لم أقل تصل إلى مائة الموسوعات الرجالية لتمحيص الرجال, إذا صار بكرة أشير إلى بعض الموسوعات من عصر الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بدؤوا مسألة توثيق الرجال إلى زماننا هذا لماذا؟ أصلاً هم الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كم رسالة صدرت منهم للعن أمثال أبي الخطاب و.. الذين وضعوا الأحاديث في أحاديث آباءهم قليل عندنا نحن؟

    إذن ما العمل أنت كطالب علم أهل تحقيق ما العمل؟

    الجواب: وجدت هنا اتجاهات ثلاثة أربعة خمسة إن شاء الله تعالى غد ندخل في ذلك حتى نصل إلى المنهج المختار.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/04/23
    • مرات التنزيل : 972

  • جديد المرئيات