نصوص ومقالات مختارة

  • القرآن الكريم في حديث رسول الله(ص) ق (3)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    مطارحات في العقيدة

    القرآن في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)

    القسم الثالث

    المقدم: السلام عليكم وتحية موصولة لسماحة آية السيد كمال الحيدري.

    سماحة السيد ذكرتم في الحلقات السابقة بعض النصوص الروائية في بيان محورية القرآن الكريم من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مصادر إخواننا أهل السنة، فهل هناك ما يناظرها في مصادر مدرسة أهل البيت وكتب الشيعة؟

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قبل أن أجيب على السؤال بودي أن أشير إلى أمرين مختصرين:

    أولا لو سأل سائل لماذا هذا البحث ومن لا يعلم أن القرآن له المحورية وأنه هو له المرجعية الأولى في معارفنا الدينية، الواقع أنا إنما وقفت عند هذا البحث لأمرين وهدفين:

    الهدف الأول: أنني أعتقد بأنه كل ما وقع فيه الاختلاف بين المسلمين فكثير منه كان منشأه الحديث وليس منشأه القرآن الكريم، وإلا لو من اليوم الأول نحن رجعنا إلى القرآن الكريم وجعلنا المحور هو القرآن الكريم لا أقول أنه لا توجد هناك اختلافات لأنه هناك مناهج في فهم القرآن، ولكن كثير من الاختلافات كان يمكن حلها لوجود مرجعية متفق عليها بين جميع المسلمين، ولكن عندما نأتي إلى الروايات نجد أن الأمر ليس كذلك، فإن مرجعية أهل السنة مجموعة من المصادر ومرجعية الشيعة مجموعة أخرى من المصادر ومرجعية ا وب وج من حيث الروايات مختلفة ومن حيث الرجال يختلفون ومن حيث الجرح والتعديل يختلفون ولكن في القرآن لا يوجد اختلاف، إذن من حيث المرجعية لا يوجد هناك أي اختلاف بين أي مسلم ومسلم آخر من أي جهة ومن أي مذهب ومن أي اتجاه ومن أي فرقة و… .

    إذن أتصور بأنه لو رجعنا إلى القرآن استطعنا أن نوحد مرجعية المعارف الدينية، نعم قد نختلف في فهم الآيات ولكن هذا غير الاختلاف في أصل المرجعية، أنتم تعلمون الآن نحن عندما نقرأ رواية الشيعة من أصول الكافي السني لا يقبل بها، يقول لأنه نحن لا نثق بكتاب أصول الكافي، وهم عندما يقرئون رواية من البخاري و مسلم أو مسند أحمد عند الشيعة لا تقبل، إذن اختلفت المرجعية أما إذا رجعنا للقرآن فالمرجعية واحدة.

    القضية الثانية: وهذا أقوله بنحو الفتوى والعنوان العام و إن شاء الله تعلى أرجوا أن أوفق في الليالي القادمة أن أقف عنده. أقولها صرحية وواضحة وأصرخ بها أمامكم وهو أن الإسلام الذي جاء في القرآن في محاوره الأساسية يختلف في كثير من أبعاده عن إسلام الحديث، أي حديث كان، حديث سنة قبل الشيعة وحديث الشيعة قبل السنة. وعندي استعداد أن أقف عند هذه المسألة وأبحثها للأعزة، طبعا هذه ليست دعوى للاستغناء عن السنة، أبدا، ليست دعوى لإلغاء السنة وتهميش السنة، لأنكم تعلمون هناك دعوات كانت للقرآنيون ووجدت كتب حتى كتب تقول القرآن مصدر للتشريع وكفى، لا، أنا لست بهذا الصدد، ولكن أريد أن أقول أن الحديث لو أعطيت له المرجعية الأولى سواء عند السنة من غير إرجاع الحديث إلى القرآن، أو عند الشيعة من غير إرجاعه إلى القرآن، وجعل القرآن هو المعيار لفهم الحديث فإن إسلام الحديث شيء وإسلام القرآن شيء آخر. علينا أن نلتفت إلى هذه الحقيقة وهي أن إسلام الحديث إذا أردنا أن نقف على إسلام الحديث لابد أن نعرف إسلام القرآن أولا، لابد أن نجعل من إسلام القرآن، الإسلام الذي يعرفه لنا القرآن، نجعله هو المحور والميزان والمعيار وعند ذلك ندخل إلى إسلام الحديث يعني الإسلام الذي جاءت به الأحاديث، الآن لماذا هذا؟ أليس أن الحديث هو بيان للقرآن؟ الجواب نعم ولكن أنا لا أتكلم عن السنة الواقعية التي صدرت عن النبي والأئمة عليهم السلام، بل عن ما دون، يعني أنا أتكلم عن السنة المنقولة إلينا عن السنة محكية لا عن السنة الواقعية الحقيقية، لا إشكال ولا شبهة أن ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الإسلام الحقيقي، {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، ليس عندنا شك في هذا، ولكن الكلام في ما نقل إلينا من الحديث، حتى صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في زمانه وقال: «كثرت الكذابة علي ألا فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار<.

    طبعا هذا الاصطلاح ليس لي حتى أنه تكون القضايا لأصحابها هناك كتاب كتبه المفكر المعروف جورج طرابيشي وهو من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث، أنا بودي أن الأعزة يراجعون، لا أقول أنني موافق لما قاله في ذلك الكتاب الكبير والضخم، وإنما أريد أن أبين أن الإسلام الذي بينه القرآن أو الإسلام القرآني يختلف في كثير من أبعاده عن الإسلام الروائي والحديثي واطمئنوا كثير مما ينقل على منابر الشيعة وكثير مما ينقل على فضائيات الشيعة ثم وأكثر منه مما ينقله دعاة السنة بمختلف اتجاهاتهم في صلوات الجمعة وفي منابرهم وفي قنواتهم إنما هو تأسيس لإسلام الحديث الذي لا يوافق عليه إسلام القرآن. ومن هنا تجدون يوما بعد يوم مع الأسف الشديد أن الشق بدأت تزداد بين المسلمين، وأن الفرقة بدأت تأخذ مأخذها حتى تبدلت المحبة والمودة والأخوة بين المسلمين إلى الكراهية والبغض والقتل وفتاوى التكفير والإقصاء و… ولا استثني، ولكن كما قلت مرارا بحمد الله تعالى أن هذه الفتاوى التي تصدر من الجانب الشيعي بحمد الله تعالى لا تصدر من علماء مدرسة أهل البيت وإنما هم مجموعة من الصبية الذين نسمعهم على هذه الفضائية أو تلك من الفضائيات التي تنتسب إلى أهل البيت، واقعا مجموعة من صبية لا يفهمون من الدين شيئا، لا أريد أن أقول أنهم ألعوبة بيد هذا وذاك ومرتبطين بهذه الجهة أو ذاك، هذه أمور مرتبطة بالنوايا ولكنه ليس لي إلا أن أقول أنهم صبية من الناحية العلمية، لا يفهمون من الدين والقرآن والحديث شيئا ولهذا أنتم لا تجدون مثل هذه الدعوات دعوات التكفير والإقصاء من كبار علماء مدرسة أهل البيت المعاصرين سواء على مستوى علماء النجف أو على مستوى علماء إيران وقم وغيرها وغيرها، في الطرف الآخر مع الأسف الشديد نجد أن فتاوى التكفير تصدر من هنا وهناك ومن وجوه معروفة ومن أشخاص لعله لهم تاريخ 50 سنة في الدعوة والتأليف وغير ذلك. إذن هدفي الأصلي من هذا البرنامج هو أنه اجعل القرآن لا فقط يوم أو يومين بل حتى لو بقينا الشهر كله في هذا البحث يستحق أن نقف عنده لأننا لابد أن نأخذ ديننا أولا من القرآن، إسلام القرآن، حقائق المعارف القرآنية، نجعلها هي المحور، هي الأساس، هي المعيار، ثم نقيس عليها إسلام الحديث، الآن لماذا هذا المشكلة وقعت في الحديث؟ إن شاء الله في الليلة القادمة أبينه.

    أما السؤال: الآن أيضا أرجع على الأصل الذي قلت وهو أنه ينبغي أنه نأتي بالروايات الصريحة والصحيحة والمجمع عليها، ونحن قرأنا مجموعة من الروايات واقعا لا يوجد عندي مجال أن أقرأ من كل كتب الشيعة أكتفي بهذا الكتاب المعروف الذي يعرفه القاصي والداني وهو أنه ماذا قال أمير المؤمنين في نهج البلاغة وعجيب عندما نقرأ هذه العبارات سيتضح لنا أنها نفس العبارات التي وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكأن أمير المؤمنين سلام الله عليه ليس له إلا أن ينقل أحاديث رسول الله، باب علم مدينة رسول الله، نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده، أقف عن بعض الخطب:

    في الخطبة 155 ومن كلام له خاطب به أهل البصرة على جهة الاقتصاص قال: « وعليكم بكتاب الله < كأنه لغة واحدة، كما قرأنا عندما قال ما المخرج من الفتنة؟ قال كتاب الله، « وعليكم بكتاب الله، فإنه الحبل المتين < وحقكم لا يوجد عندي وقت حتى أقايس، نفس العبارات، ليس المضمون واحد وإنما الألفاظ واحدة، « فإنه الحبل المتين والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسك، والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقام، ولا يزيغ فيستعتب ولا تخلقه كثرة الرد وولوج السمع، من قال به صدق، ومن عمل به سبق <. هذا في الخطبة 155.

    تعالوا إلى الخطبة 157، قال: « ينبه فيها على فضل الرسول الأعظم وفضل القرآن قال: والنور المقتدى به ذلك القرآن فاستنطقوه < تعلموا من القرآن، اسألوه، استخرجوا منه المعارف، الاستنطاق يعني الاستخراج، يعني يحتاج إلى جهد حتى تستخرج « فاستنطقوه < سلام الله عليك يا أمير المؤمنين قال: « ولن ينطق < لأنكم لا تعرفون لسان القرآن، يحتاج إلى من يستنطقه ويعرف منطق القرآن، وهذا هو أمير المؤمنين، لذا صار علي باب مدينة علم رسول الله، لأنه هو الذي يعرف أن يستنطق القرآن، طبعا يقول لي قائل إذا كان مختصا به إذن لما ترجعنا؟ أقول علمنا كيف نستنطقه، كل حسبه، « فاستنطقوه ولن ينطق < يا أمير المؤمنين كيف نعرف؟ قال: « ولكن أخبركم عنه < أنا أستطيع أن أستنطقه وأخبركم عما فيه، « ألا إن فيه علم ما يأتي والحديث عن الماضي ودواء داءكم ونظم ما بينكم <.

    الخطبة الثالثة رقم 175: في الموعظة وبيان فضل القرآن ونهيه عن البدعة: « واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل < والله العظيم لا توجد هذه الصفة إلا في القرآن، لأن الحديث قد يكون يغش الإنسان، لا حديث رسول الله بل الذي نقل إلينا، لا يأتي شخص يقول أن السيد الحيدري يريد أن يقصي الحديث ويهمش الحديث، أنا لو أسمع الحديث من رسول الله لا إشكال ولا شبهة أنا تابع لرسول الله، لو أسمع الحديث من أئمة أهل البيت أنا تابع لهم ولكن الحديث لم اسمعه منهم وإنما نقل إلي من أناس سواء كانوا من الصحابة أو كانوا من تلامذة الأئمة، ليسوا بمعصومين، إذن يخطأون وينسون ويسهون ويقطعون وينقلون بالمعنى ويضعون و… إذن نفس الحديث قد لا يكون ناصحا يعني الحديث المحكي لنا المنقول إلينا. قال: « والهادي الذي لا يضل < هذا فقط في القرآن الكريم، « والمحدث الذي لا يكذب < إذن يوجد هناك محدث يكذب، تقول حتى الأحاديث المتواترة؟ أقول لكم نعم بعض الأحاديث المتواترة قد تكون كذبا، حديث متواتر وكذب؟ نعم، إذن ماذا يبقى؟ بحثه إن شاء الله أقف عنده. قال: « والمحدث الذي لا يكذب وما جالس هذا القرآن احد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى أو نقصان من عمى < هذا هو القرآن، « واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة < انظروا أساسا الإمام يجعل المحورية كلها للقرآن، « واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ولا لأحد قبل القرآن من غنى < أبدا، لا يقول لنا أحد نرجع إلى الحديث، الروايات الروايات، نعم الروايات التي ثبت أنها بالقطع صدرت من النبي والأئمة، لا ما نقل إلينا وخصوصا واقعا أنا أستمع إلى بعض المتكلمين شيعة وسنة ينقل بعض الروايات أساسا هذه الروايات لا سند لها، لا أصل لها، كما يقرؤون دعاء صنمي قريش وحقكم لا أصل ولا سند ولا مستند ولا مرجع ولا يقرأه إلا الجهلة والعوام. تقول لي سيدنا الحديث موجود في البحار، كم له من نظير صاحب البحار، لم يتعهد هو سمى كتابه البحار، يعني يوجد فيه اللؤلؤ والحجر، من قال أن كلما في البحار صحيح؟، هو لم يتعهد بهذا. لا فقط إذا موجود في البحار، حتى وإن كان موجود في أصول الكافي، أيضاً لابد من ميزان لنرى أنه يقبل أو لا يقبل، الآن تقول لماذا هذه الحملة على الحديث؟ الجواب يأتي.

    ومن كلمات أئمة أهل البيت هم قالوا لنا إذا جاءكم الحديث عنا ماذا تفعلون؟ أرجع وأقول ليس الحديث في الواقعي وإنما الحديث والروايات المنقولة يعني السنة المنقولة إلينا والمحكية لنا، قال: « فاستشفوه من أدوائكم فإن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق، والغي والضلال < لا نجاة إلا بالقرآن.

    ثم في خطبة أخيرة وهي 197 قال: « ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه وسراجا لا يخبوا توقده وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضل نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوئه، وفرقانا لا يخمد برهانه، وتبيانا لا تهدم أركانه وشفاء لا تخشى أسقامه وعزا لا تهدم أنصاره، وحقا لا تخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم بحوره، ورياض العدل وغدرانه، وأثافي الإسلام وبنيانه < هذه كلمات أمير المؤمنين لا ابن القرآن بل هو الذي حمل القرآن بين جنبيه، هو نفس رسول الله، عدل القرآن، باب مدينة علم رسول الله، يقول « وأثافي الإسلام وبنيانه<. إذن هذا الإسلام بنيانه على القرآن ولذا قلت إسلام القرآن لا إسلام الحديث، « وأودية الحق وغيطانه، وبحر لا ينزفه المستنزفون وعيون لا ينضبها إلى أن يقول وأعلام لا يعمى عنها السائرون < يقول: علم لا يضل من يريده، « وأعلام لا يعمى عنها السائرون وآكام لا يجوز عنها القاصدون، جعله الله ريا لعطش العلماء وربيعا لقلوب الفقهاء < مراد من الفقهاء يعني الفقهاء بالمعنى القرآني {ليتفقهوا في الدين}، لا فقهاء الحلال والحرام والرسالة العملية، طبعا منهم هؤلاء ولكن ليس مختصا بهم، « وربيعا لقلوب الفقهاء، ومحاجا لطرق الصلحاء ودواء ليس بعده داء، ونورا ليس معه ظلمة، وحبلا وثيقا عروته ومعقلا منيعا ذروته وعزا لمن تولاه < فإذا وجدتم الذلة في الأمة منشأها أننا ابتعدنا عن القرآن، « وعزا لمن تولاه وسلما لمن دخله وهدى لمن ائتم به وعذرا لمن انتحله وبرهانا لمن تكلم به وشاهدا لمن خاصم به وحاملا لمن حمله و… < أنا لا أتصور بأنه يوجد بحث قيم وواسع على هذا المستوى أوسع من هذا البحث الذي أشرنا إليه.

    إذن أعزّائي مما تقدم يتضح بشكل واضح وصريح أن مسألة محورية القرآن ليست قضية مختصة بروايات أهل السنة، طبعا يكون في علمكم في أصول الكافي وكتبنا الأخرى روايات كثيرة من هذا المجال ولكن أنا اكتفيت بهذا القدر حتى يتضح أن هناك انسجام كامل بين معارف أهل السنة في القرآن ومعارف أئمة أهل البيت في القرآن.

    طبعا أقولها صريحة وواضحة في أكثر خطب نهج البلاغة هذه الحالة تجدوها، قد لا تجد الخطبة أنت في كتب علماء أهل السنة ولكنه المقاطع كاملة موجودة، يعني هذه الجملة موجودة في فلان موضع، فلو نجمعها على نظرية تفقير النص نجدها كاملة موجودة هنا، ومن هنا يتضح لك أنه لماذا هذا الرجل، لأنه هذه الحقائق الموجودة في نهج البلاغة خطيرة، ولكنه ابن تيمية على القاعدة عندما جاء إلى نهج البلاغة قال في منهاج السنة الجزء الرابع، ص 14: « وإنما يوجد مثل هذا في كتاب نهج البلاغة وأمثاله وأهل العلم يعلمون أن أكثر خطب هذا الكتاب مفترات على علي < أيضا قال أهل العلم، من هم أهل العلم؟ لا نعلم واقعا، لماذا مفترات؟ لا نعلم، هذا الذي قرأناه أي شيء منه مفترى على علي عليه السلام، وأي شيء مفترى على الإسلام. يقول: « مفترات على علي ولهذا لا يوجد غالبها في كتاب متقدم < ونتحداه بيني وبين الله مقطع مقطع لا أقول كله ولكنه كثير من خطب وكلمات الإمام الأمير المؤمنين نستطيع أن نفقرها فقرة فقرة ونجدها في أهم المصادر الموجودة في هذا المجال.

    المقدم: قبل الحلقة تحدثنا عن القرآن الكريم وأشرتم إلى أن للقرآن الكريم دورا غير معروف ودورا كبيرا في الحشر الأكبر، نقلتم بعض الأشياء حقيقة أنا ذهلت وربما الآخرين الذين استمعوا ذهلوا، ما هو دور القرآن الكريم في الحشر الأكبر؟ هذا كتاب صحيح أنه وحي من السماء لكنه كتاب، ما معنى أن يكون له دور في الحشر الأكبر؟

    سماحة السيد: في الواقع قضية محورية وأساسية، من الحقائق التي أكدها القرآن الكريم، من حقائق الحشر الأكبر واليوم القيامة، هذه من الحقائق التي لابد أن يعرفها الجميع لأنه واقعا سوف ننتقل إلى نشأة تختلف عن قوانين هذه النشأة ولها أحكام تختلف عن أحكام هذه النشأة ولذا تجدون القرآن الكريم قال: { وننشئكم في ما لا تعلمون }، إلهي إلى أين نذهب؟ يقول نعم تذهبون إلى نشأة لا تعرفون أحكامها، أشير إلى حقيقة من هذه الحقائق، القرآن الكريم أشار إلى حقيقة قال أن كثيرا، حتى لا أكون مبالغا وإلا كل شيء، أن كثيرا مما تعتقدونه في الحياة الدنيا أنه صامت لا لسان له ينطق به، وميت لا حياة له، سوف يأتي يوم القيامة تجدوه حيا ناطقا، وهذه قضية جد خطيرة، يعني أنا وأنت ننظر إلى هذا الشيء ليس له حياة، جماد، نعبر عنه جمادات، لا ينطق، تعالوا إلى أي جماد، الكتاب أو إلى أي شيء آخر نعبر عنه جماد، جماد يعني لا حياة له وإذا لم يكن له حياة فلا معنى لأن يكون ناطقا، ولكن أنا أقف عند آيتين من القرآن الكريم، فقط لموردين:

    المورد الأول: هو الأرض، ماذا نقول عن الأرض؟، الأرض من الجمادات، غير ناطقة، ولكن انظر إلى قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا *وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}، الأرض تحدث أخبارها؟ نعم هي من الأشهاد يوم القيامة، هذه الأرض من وقف عليها وأطاع الله ستشهد له بالطاعة ومن وقف عليها وعصى الله ستشهد له بالعصيان، {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}.

    المقدم: ولهذا يستحب أين ما ذهبت أن تصلي ركعتين.

    سماحة السيد: أحسنتم لأن هذه المواقع ستشهد، ولهذا إن شاء الله الذين يوفقون إلى المسجد الحرام إلى المسجد النبوي إلى المساجد المقدسة.

    المقدم: هذه الفكرة قمة.

    سماحة السيد: قمة المعارف القرآنية ولكنها غائبة، تتواصل مع الجماد ومع كل شيء، هذا مورد.

    المورد الثاني: وهذا أعجب الموارد، سورة فصلت الآية 21، {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا} يوم القيامة هذه الجلود، الأيدي، الأرجل كلها كل الأعضاء سوف تشهد على الإنسان، {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} يعني السمع والبصر والجلود سوف تشهد على الإنسان ما كان يعمل، لا يحتاج الله سبحانه وتعالى يرينا شيء، جلودنا تشهد علينا، سمعنا يشهد علينا، عند ذلك يعترض الإنسان: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا} يعني وجود مستقل له حياة، {قَالُوا أَنْطَقَنَا الله} يعني في الدنيا لم يسمح لنا بالنطق، لا لم نكن ناطقين، كنا ناطقين ولكن لم يسمح لنا بالنطق، التفتوا إلى هذه الجملة التي بعدها التي تهز كل إنسان، ولهذا قلت إسلام القرآن: {قَالُوا أَنْطَقَنَا الله الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} كل شيء ناطق، إذن ما يقوله المنطق الأرسطي الإنسان حيوان ناطق، هذه الرؤية الأولى، لأوائل الطريق هذه، هذه على حسب فهمه المنطق الأرسطي قال الإنسان حيوان ناطق وإلا كل الموجودات ناطقة، تقول القرآن يثبت هذه الحقيقة؟ أقول نعم، لا توجد عندما عموم أعم من هذه الآية قال: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} من المسبحين بحمده وثنائه، {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون} أنتم المشكلة فيكم لا المشكلة في هذه الأشياء أنتم لا تعرفون لسان هذه الأشياء، هذا هو إسلام القرآن أعزّائي، هذا هو الإسلام الحقيقي الذي نطق به القرآن الكريم، إذا اتضح ذلك إذن السؤال القرآن ينطق أو لا؟ شيء أو ليس بشيء؟ إذا كان الجلود تشهد، إذا كانت الحجارة تشهد؟ إذا كانت الأرض تشهد؟ إذا كان كل شيء يشهد بينكم وبين الله كتاب الله الذي به حياة كل حي إذا دعيتم إلى ما يحييكم، القرآن يحيي الإنسان كيف يمكن أن يعطينا الحياة ولا يكون حيا، كيف يمكن أن يعطينا الحياة ولا يكون ناطقا؟ كيف يمكن؟ ولهذا قال أمير المؤمنين: « استنطقوه< لا يعيى لسانه، « ناطق لا يعيى لسانه< ولكنه يحتاج إلى من يفهم لسان القرآن.

    لذا على هذا الأساس بعد ذلك سآتي للشواهد من الروايات، أنا أسست أولا للمقولة قرآنيا بعد ذلك نأتي للروايات التي هي في صراط الآيات القرآنية هي روايات شهد على صحتها القرآن الكريم، نحن لا نجعل من الرواية دليلا لصحة القرآن، بل نجعل من القرآن دليلا لصحة الرواية، عند ذلك سوف ندخل إلى البحث الروائي، لنرى بأنه ماذا قالت روايات الواردة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في أنه ماذا يقول القرآن. فقط جملة واحدة أقولها وإن شاء الله تعالى بحثه التفصيلي سيأتي في محله، هذا المنصف لبن أبي شيبة، تحقيق محمد عوامة، المجلد الخامس عشر، يقول هذا هو القرآن، يقول: «يمثل القرآن يوم القيامة رجلا فيؤتى بالرجل قد حمله < رقم الصفحة 473، أو في رواية أخرى: « إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عن قبره كالرجل الشاحب، يقول له هل تعرفني؟ (الرجل الشاحب يقول للإنسان) فيقول ما أعرفك، فيقول له: أنا صاحبك القرآن <، وهذا بحثه إن شاء الله إلى الليلة القادمة.

    المقدم: نستمع إلى المداخلات:

    حسن من المغرب: سلام عليكم… عندي آية تأكيدا لما قاله الإمام العلي أنه الهادي وهو قوله تعالى {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}، وقال الله: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليذكر أولى الألباب} فأولى الألباب هم الذي هداهم الله وآية تقول{بشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعونه أحسنه أولئك الذين هدى الله وأولئك هم أولى الألباب} فأولى الألباب هم الذين اهتدوا إلى التي هي أقوم إلى الصراط المستقيم.

    أبو علي من العراق: سلام عليكم… إن تكلمنا بالقرآن وبالحديث سوف نصل إلى حقيقة والحقيقة أحيانا تجرح الآخر أو الطرف الآخر يعني أكثر الأصدقاء أعني أهل الحق سيبتعدون عن الانتصار الذي ننتصر به بالقرآن. الآن عندما نأتي بكلام وخطبة أمير المؤمنين لننتصر بالقرآن ولكن هناك ناس لا يقبل الطرف الآخر هنا تتولد عندنا قنوات الفتنة التي أشار إليها سماحة السيد.

    أبو محمد من العراق: سلام عليكم… سماحة السيد اشعر بأنه بدأت بحركة تصحيحية في الفكر الشيعي. نحن نريد المزيد والكثير من منهج القرآن وكلام الإمام أمير المؤمنين.

    سماحة السيد: نعم نعم، وأقولها لألف مرة نعم، حركة تصحيحية وقراءة جديدة للفكر الشيعي لا أريد أن أقول أني منفرد بها ولكن أقول مغيبة في كثير من مفاصل الفكر الشيعي والمدرسة الشيعية، طبعا لا يتصوّر أحد بأنه الفكر السني قائم، لا بل هؤلاء أكثر غيبة من هؤلاء، وذهبوا خلف الاتجاه الأموي، ذهبوا خلف الاتجاه الكذائي والكذائي، ولذا أنا أعتقد لا طريق لنا إلا بالرجوع إلى القرآن مرة أخرى. نعم أقولها صرحية هناك قراءة جديدة وحركة جديدة لقراءة الفكر الشيعي من جديد، وإلا ما ذكره الشيخ الطوسي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق وأعلامنا مع كل احترامنا لما قالوه ولكن كانوا مجتهدين اجتهدوا وأعطوا رأيهم ومن حقنا أن نجتهد ضمن الآليات المتاحة لنا ونعطي رأينا، لسنا نحن أساسا التقليد للعلماء في المسائل العقائديّة لا معنى له وما ذكره الشيخ المفيد والطوسي وأمثال هؤلاء الأعلام ليس هو المذهب وإنما هذه هي قراءتهم واجتهادهم عن المذهب، لابد أن نميز بين المذهب الشيعي وبين ما يقوله العالم الفلاني، وأنا ما أقوله أيضاً كذلك يعني ما أقوله أنا ليس هو المذهب وإنما قراءتي التي أقدما عن المذهب فلا ينبغي الخلط بين المذهب ومن هنا بعد عند ذلك لا نخلط بين القدسية، المذهب له القدسية ولكن آراء العلماء قابل للنقد والجرح والرد، لا يتحول رأي الفقهاء إلى القدسية وهذا مع الأسف الشديد الذي يعيشه الفكر الشيعي والفكر السني وهو أن آراء العلماء تحولت إلى قدسية مع أن القرآن له القدسية، الإسلام له القدسية رسول الله له القدسية، الأئمة لهم القدسية أما آراء العلماء فليست لها تلك القدسية وإنما هي آراء قابلة للأخذ والرد والقبول والمناقشة وغيره، محترمة كل في محلها، ولكن لابد أن لا تعطى لها القدسية، ولا نجعل أحدهما عين الآخر، فإذا قال المفيد فكأنه قال المذهب، لا أبدا، المفيد يبقى المفيد علم من أعلام الطائفة، يبقى الطوسي علم الطائفة والصدوق كذلك والمجلسي والخوئي والصدر والخميني أعلام ولكن هؤلاء قراءاتهم عن المذهب واجتهاداتهم وهذه هي الميزة الأساسية في مدرسة أهل البيت والذي أبقى مدرسة أهل البيت إلى الآن لا يمكن لأي عاصفة أن تهز هذا المذهب، لأنه بحمد الله باب الاجتهاد مفتوح على مصراعه.

    هادي من بلجيكيا: سلام عليكم… لماذا عند الشيعة هناك تفاسير في باطن القرآن والشيعة وصلوا تقريبا إلى باطن القرآن، أنا رأيت تفاسير لباطن القرآن أما ظاهر القرآن مثل أهل السنة ليس عندهم تفسير لباطن القرآن.

    سماحة السيد: عزيزي هذه الدعوى لا أصل لها ولا هي مستند علمي لها، التفاسير التي تكلمت عن باطن القرآن عند السنة بمراتب أوسع من الكتب التي تكلمت عن باطن القرآن عند الشيعة، تفسير القشيري وتفسير السلمي وتفاسير متعددة تفسير القرآن بالباطن وبالبعد العرفاني والصوفي، وأما دعواك أن الشيعة لماذا لا يوجد عندهم تفاسير لظاهر القرآن يظهر أنك أيضا لم تتابع لا أقل أنا أقول لك صريحا أنا في مكتبتي لا في القرص، أنا لست من أهل الأقراص والكمبيوتر، في مكتبتي لا أقل يوجد عندي سبعين تفسير للسنة والشيعة، ولا أقل من تفاسير الشيعة 20 إلى 25 تفسير التي تتكلم عن ظاهر القرآن، هذا التقسيم الذي ذكرته ليس له أي أصل علمي صحيح.

    أبو فاروق من العراق: سلام عليكم… المشكلة ليست مرجعية القرآن كمرجع أساسي، المشكلة في تأويله وتفسيره.

    سماحة السيد: لا عزيزي الأمر ليس كذلك أنت عندما ترجع إلى كثير من الكتب الفقهية والعقائدية وغيرها تجد أن الاستناد أولا وبالذات إلى الرواية وليس إلى القرآن، يعني المرجعية الأولى ليست القرآن وإنما المرجعية الأولى إلى الحديث، أنا أقول لك هذا عن تتبع أما أنه التأويل البحث ليس في التأويل وإنما نتكلم عن التفسير، قلنا أن هناك اجتهادات ولكن الاختلاف الأصلي إذا جعلنا الحديث له المرجعية الأولى، حيث أن المرجعيات متعددة فبطبيعة الحال يكون اختلاف، وبخلاف القرآن إذا كان هو المرجعية الأولى.

    وأما أبو علي قال بأنه هذه القنوات والتناقضات، نعم عزيزي إذا جعلنا الحديث أولا وبالذات له المرجعية تحصل هذه التناقضات التي أنت تستمع إليها في القنوات وفي المنابر.

    المقدم: شكرا لسماحة السيد كمال الحيدري.

     

    • تاريخ النشر : 2013/07/14
    • مرات التنزيل : 2232

  • جديد المرئيات