نصوص ومقالات مختارة

  • من اسلام الحديث إلى اسلام القرآن ق (2)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    مطارحات في العقيدة

    من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن

    القسم الثاني

    المقدم: السلام عليكم وتحية لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري.

    سماحة السيد ذكرتم في الحلقة السابقة اتجاهين ورفضتم هذين الاتجاهين وقلتم أنني أتبنى اتجاها ثالث، السؤال: ما هي أهم المعطيات التي أدت إلى اختيار هذا الاتجاه؟

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا إلى هذه النتيجة وهي أنّه أساسا أرفض رفضا قاطعا النظريّة الأولى التي تقول القرآن وكفى، طبعا أصحاب الاتجاه الأوّل لهم أدلتهم وأنا لا أريد أن أقول أنّه قالوا كلام بلا دليل ولكن أنا شخصا لا أقبل ذلك الاتجاه وإلّا له علماء كبار وتبنوا هذا ولهم كتب في هذا المجال.

    الاتجاه الثاني وهو الاتجاه الذي لا أقل قلنا أنّه في مدرسة أهل البيت تقريبا، أمّا المدرسة الإخبارية والاتجاه الإخباري الذي بدأ على يد الشيخ الصدوق ودعوى أن الشيخ الصدوق متكلم دعوى لا أساس لها وإنّما رجل محدث إخباري لا علاقة له بشيء آخر، بخلاف مدرسة الشيخ المفيد ومدرسة الشيخ الطوسي، التي تقوم على أساس العقل والاستدلال العقلي الكلامي لا الاستدلال العقلي الفلسفي، لابدّ أن نميز جيدا بين العقل الكلامي والعقل الفلسفي، لا يصير خلط بين العقل الكلامي الذي هم المعتزلة والمفيد والطوسي و… والعقل الفلسفي الذي هو الفارابي وابن سينا و… وكذلك أيضا لابدّ أن نميز بين التأويل البياني والتأويل العرفاني، كثير يتصوّر أن كل ما قيل تأويل يراد منه التأويل العرفاني لابن عربي ومن هم على شاكلته، لا، التأويل عند المعتزلة موجود ولكن تأويل قائم على أساس بيان. أنا كان بودي عندما أذكر أي اصطلاح أن أوضحه حتى عندما نستعمله يتضح ولكن الوقت لا يسع. أمّا الاتجاه الثاني وهو اتجاه الحديث والرواية قلنا بأنه يوجد من يمثله عند السنة الذي هو إمامهم أحمد بن حنبل وفي الواقع المعاصر أيضا ، وفي الواقع الشيعي، اتجاه المدرسة الإخبارية التي أسقطت القرآن عن الاعتبار مطلقا، نعم الاتجاه الأصولي جاء وأعطى صبغة للبحث الروائي، صبغة، صبغة، يعني لم يدخل البحث القرآني إلى عمق عملية الاستدلال والاستنباط وإنّما اكتفى أنّه إذا تعارضت الأدلة نسأل القرآن لمن نرجح هذا أو هذا؟، فقط في مقدار التعارض، وهنا لابدّ أن أشير إلى أن العقل الأصولي الشيعي المتكون من زمان الشيخ الأنصاري وإلى يومنا هذا والآن سواء في مدرسة النجف الحديثة أو في مدرسة قم أو في غيرها، طبعا أتكلم الحالة العامة ويوجد لكل حالة عامة استثناءات، العقل الأصولي وإن كان أصوليا وعقليا بالمعنى الذي يدعي ولكنه في الفروع وأمّا على مستوى الفقه الأكبر والعقائد فهو منهجهم منهج أخباري، يكون في علمكم وعندي استعداد أنّه لا يقبل هذه القواعد أن ندخل في بحث علمي معه. إذن حوزاتنا العلمية سواء كانت في النجف أو كانت في قم أو في أي حواضر أخرى هذه الحوزات على مستوى البحث الفقهي وإن صارت أصولية كما يقال إلّا أنّها بقيت أخبارية على مستوى العقائد يعني المدار هو الرواية وليس القرآن الكريم، وهذا بحث في محله، أمّا الاتجاه الثاني ما هي المعطيات التي أدت إلى أن نرفض الاتجاه الأوّل والاتجاه الثاني؟ أنا أحتاج لعله حلقة أو حلقتين لأبين بعض المعطيات.

    لكي تتضح هذه المعطيات والأدلة على رفض الاتجاه الأوّل والثاني بالخصوص عند علماءنا الأصوليين أنا أشير إلى نقطتين:

    النقطة الأولى من الواضح تاريخيا ولا أحتاج إلى الأدلة أن عملية تدوين المصنفات الحديثية والتفسيرية والتاريخية واللغوية والنحوية و… كل الدوائر المعرفية إنّما بدأت من أواسط القرن الثاني، وهذا ما صرح به الجميع ومنهم الذهبي في تاريخ الإسلام المجلد الثالث ص 776 قال: > وفي هذا العصر <(سنة 143) شرع علماء الإسلام في تدوين الحديث والفقه والتفسير فصنف فصنف فصنف فصنف < طبعا لا تحتاج إلى الدليل لأنّه نحن عندما نرجع إلى المصنفات الموجودة بأيدينا على الحديث والتفسير والنحو واللغة والأصول و… أيضا لا توجد قبل النصف الأوّل من القرن الثاني، بدأت من أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وشافعي والمالكي وأبو حنيفة و سيبوي و… بدأت هذه المرحلة واضحة، إذن نحن حدودا 140 إلى 150 سنة التراث والموروث الإسلامي لم يدون، بقي في صدور الصحابة والتابعين وتابع التابعين وتابع تابع التابعين، باعتبار أربعة أجيال، هذه النقطة الأولى.

    النقطة الثانية أن الأحداث التي وقعت بعد رحلة الرسول الأعظم من السنة الحادية عشرة للهجرة إلى سنة تدوين الحديث، أحداث جسام جدا، على مختلف الأصعدة، على مستوى العقائد، والفقه، والسياسة، والإدارة، والفتوحات، المال الذي دخل من خلال الفتوحات، على جميع المستويات أحداث اجتماعية و… يعني أنتم تعلمون واحدة من الأمور في هذه الفترة صارت عندنا فتوحات ضخمة في عصر الخليفة الثاني والأمويين وانتهوا إلى مناطق كذا، أموال وجزية و… ثم بعد رسول الله مسألة الخلافة وكيف عين الخليفة الأوّل في سقيفة بني ساعدة وكيف عين الخليفة الثاني والأحداث التي حدثت في زمان الخلفاء، والتي وقعت في زمن أبي بكر ثم كيف عين الخلفية الثاني ثم كيف عين الخليفة الثاني الخليفة الثالث ثم كيف انتهت الأمور إلى بني أمية في زمن عثمان والأحداث التي حصلت ومقتل عثمان وكيفية انتخاب أمير المؤمنين ثم الحروب ثم الانتقال من الخلافة إلى ملك عظوظ، وما شاء الله من الأحداث، بعبارة أخرى أتصور المشاهد يقول لي في النتيجة ماذا؟ الجواب: أن كل هذه الأحداث كان تحتاج إلى غطاء ديني، لأنّ الحكم القائم حكم ديني، ادعاءه حكم خلافة رسول الله وكل هذه الموضوعات تحتاج إلى أحكام، وهذه الأحكام ليست موجودة في القرآن إذن لابدّ من الرجوع إلى غطاء الحديث، فبدأت ظاهرة الحديث، ماذا يفعلون بالحديث في كل حادثة تحتاج يا أبو هريرة ماذا تقول؟ يا ابن عباس ماذا تقول؟ يا صحابي ماذا تقول؟ يا تابعي ماذا سمعت من الصحابة؟ وحيث أنّه لا توجد مدونات حتى يُرجع إليها ولا يوجد قانون مدون ولا مصنفات مدونة إذن تبقى على محفوظات الصحابة والتابعين وتابع التابعين، وتأثيرات الفتوحات على الصحابة والتابعين، وتأثير السلطة والعلاقات الاجتماعية، ومن الواضح أن السلطة عندما تسأل صحابي عن حديث تريد حديثا يؤيد ويغطي لها ما هو عليه وتنفي ما ليس هو عليه، أساسا تختار الذي تسأله، وهذه ديدن السلطات والحكومات التي قائمة الآن، بينكم وبين الله أنتم أمامكم الآن، اذهبوا إلى البلدان العربية والبلدان الإسلامية اذهبوا إلى بلداننا كالعراق، تجدون المرجع الذي يغطي للسلطة فبها نعم، أمّا المرجع الذي يعارض السلطة لا يعطى لها مجال، هذه سنة الحياة، ومن هنا بعد ذلك ستفهمون لماذا أن المذاهب صارت الرسمية أربعة، لأنّه هذه كل خليفة عندما أتى استند إلى واحد من هؤلاء المجتهدين أو أصحاب المذهب لتغطيته دينيا فروج بمذهب، وأعطاه كل الإمكانات، وهكذا في كل زمان ولا يستثنى منه الشيعة، الشيعة أيضا غير مستثنين من هذا، أنت ارجع إلى تاريخنا من 4 أو 5 قرون، إلى يومنا هذا وعصرنا هذا والآن في العراق وأنتم تعلمون والأرقام بأيديكم، إذن من هنا أنقل لكم رواية جدا هذه الرواية معبرة، الرواية ينقلها الإمام الصادق عن سلمان، باعتبار سلمان من الصحابة، فينقل مقولة عن سلمان، انظروا كم كانت هذه المقولة قيمة أن الإمام الصادق ينقلها عنه، الرواية من كتبنا الرجالية المهمة، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، هذا الكتاب اختيار المعرفة أصل الكتاب للكشي الذي لم يصل إلينا رجال الكشي، اختصره شيخ الطائفة شيخ الطوسي وسماه اختيار معرفة الرجال، الآن هذا الكتاب كم معتبر وكم غير معتبر وكم في خلل واضطراب؟ له بحثه في الموضع المناسب. عفوا الرواية عن الإمام الباقر، > ذكر عند أبي جعفر عليه السلام سلمان، فقال ذلك سلمان المحمدي، إن سلمان منا أهل البيت < الإمام عندما ينقل مقولة عن سلمان يعني يريد أن يقول هذه المقولة مقبولة عندنا وإلّا إذا مرفوضة لا معنى للاستشهاد بها، > إنه كان يقول للناس < الإمام الباقر ينقل ماذا كان يقول سلمان للصحابة والتابعين، لأنّه سلمان كان مع أمير المؤمنين، > إنه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلى الأحاديث <، يا سلمان المسلمين هربوا؟ يقول نعم، لماذا هربوا؟ يعني بين وبين الله أيهرب أحد من كلام الخالق إلى كلام المخلوق؟، الحديث حتى لو كان كلام رسول الله فهو كلام المخلوق، والقرآن كلام الخالق، قال: > وجدتم كتابا دقيقا رفيعا حوسبتم فيه على النقير والقطمير وحبة الخردل < كتاب يتكلم بالمعايير والموازين، لا يمكن لأحد أن يتلاعب به، > فضاق ذلك عليكم وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكم < بهواكم، ضعوا ما تريدون، والله هذه وثيقة تاريخية خطيرة جدا، أن الإمام الباقر يعني في أواسط القرن الثاني يستدل بكلام سلمان الذي المسلمين رجعوا إلى إسلام الحديث، تركوا إسلام القرآن لأنّه يقول {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} أمّا إسلام الحديث ضرب ظهرك واخذ مالك تجب طاعته، طبيعي عزيزي، منطقي جدا أن لا يذهب إلى إسلام القرآن، لأنّ إسلام القرآن يقول الإمام إمّا إمام هدى، {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا أو يدعون إلى النار}، إذن الإمامة إمامتان، إمامة تهدي وإمامة تدعوا إلى النار، أما إسلام الحديث يقول ما لم يصدر منه كفر بواح فتجب طاعته حتى لو شرب الخمر في المسجد الحرام، وقرأنا العلامة شيخ العثيمين قال حتى لو شرب الخمر في المسجد الحرام إمامته لا تسقط عن الاعتبار. هذه حتى لا يقولون سيدنا فقط تضرب أمثلة من هناك، أضرب مثال من هنا، القرآن يقول {فمن يعمل سوء يجزى به} الآن فمن أو ومن الآن ترددت، {من يعمل سوءا يجزى به } ولكنه عندما تأتي إلى الحديث يقول >حب علي حسنة لا تضر معها سيئة < يعني افعل ما تشاء، حِب علي وانتهت القضية، طبر ليلة العاشر ويغسل كل ذنوبك، امشي للحسين وافعل ما تشاء في 364 يوم، هذا لا يقبله القرآن، مخالف للمنطق القرآني، إذن هربتم من القرآن إلى الحديث، لأنّ القرآن واضح، واضح، يحاسبكم على كل صغيرة وكبيرة، أمّا الحديث فأيديكم مفتوحة متسع فيه، جيد جدا، على هذا الأساس، تعالوا لنقرأ هذه الحقبة التي ما بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبالأخص الحقبة الأموية، يعني من تصدي الملك العظوظ معاوية ومن بعده إلى عصر التدوين. أريد أن أقف قليلا عند بعض الأمور:

    تعالوا معنا إلى ابن أبي الحديد، في المقدمة لابدّ أن أشير إلى أن ابن أبي الحديد معتزلي، سني، بتمام معنى الكلمة، والذي يقول أنّه شيعي إمّا جاهل وإمّا مغرض، يريد أن يسقط كلماته عن الاعتبار لأنّه يتهمه بالتشيع حتى لا يكون لكلامه اعتبار وحجية، وإلّا فهو من أشد المخالفين للشيعة، ولذا في الشافي للسيد المرتضى أهم المناقشات موجودة في ابن أبي الحديد، يكون في علمكم، وهو يصرح بهذا المعنى، هذا الجزء الأوّل، شرح نهج البلاغة، دار الكتب العلمية، ص 7 يقول: > اتفق شيوخنا كافة المتقدمون منهم والمتأخرون والبصريون والبغداديون على أن بيعة أبي بكر الصديق بيعة صحيحة شرعية <، هذا شيعي بينكم وبين الله؟، يمكن لشيعي أن يقول بيعة أبي بكر بيعة شرعية؟، هذا معناه أنّه لا يؤمن بالنص، هذا معناه أنّه ليس شيعيا، لأنّه من مقومات مدرسة أهل البيت الإيمان بأن الإمامة بعد رسول الله والخلافة بالنص وهي لعلي، يقول لا، > وأنها لم تكن عن نص وإنّما كانت بالاختيار الذي ثبت بالإجماع < إذن نظريّة واضحة، نعم يقول > اختلفوا علماءنا يعني المعتزلة فيما بينهم أن الأفضل هو علي و تقدّم المفضول على الفاضل أو الأفضل هو أبو بكر ولم يتقدّم المفضول على الفاضل <، بل تقدّم الفاضل على المفضول، يقول > يوجد اتجاهان قال البغداديون كأبي سهل وفلان وفلان أن علي أفضل من أبي بكر وقال آخرون يجعلون ترتيب الأربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة <، فإذن الاختلاف ليس في صحّة خلافة أبي بكر وإنّما الاختلاف في أفضلية علي وعدم أفضليته، أنت ماذا تقول؟ يقول: > وأمّا نحن فنذهب إلى ما يذهب إليه شيوخنا البغداديون < يعني نعتقد بأفضلية علي وإن كانت خلافة أبي بكر صحيحة وشرعية ولا يوجد فيها أي إشكال، إلى أن يأتي في ص 17 يقول: > وقد عرفت أن أشرف العلوم هو العلم الإلهي لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم ومعلومه أشرف الموجودات فكان هو اشرف العلوم وكان من كلامه اقتبس وعنه نقل وإليه انتهى ومن ابتدأ فإن المعتزلة الذين هم أهل التوحيد والعدل <، لا الإمامية بل المعتزلة، ولهذا لا يأتي غدا أحد ويقول لماذا تنقل من الشيعة للاستدلال على السنة، أنا أنقل من السنة للاستدلال على السنة.

    الآن تعالوا لنرى ابن أبي الحديد ماذا يقول عن هذه الحقبة بنحو الإجمال: أنا أقف عند خطوتين أو أمرين مع بعض الكلمات:

    ابن أبي الحديد في كتابه توجد خريطة كاملة لما حدث بعد رسول الله إجمالا ولما حدث في زمان معاوية والعهد الأموي تفصيلا، أنا أجعلها في خطوته، الخطوة الأولى التي قام بها أو قامت بها السلطات الحاكمة بعد رسول الله و عموما وفي عهد معاوية وبعد ذلك خصوصا، وهو أنّه بقدر ما يستطيعون إغلاق المنافذ على باب مدينة علم الرسول، بأي طريق لابدّ أن الذي يريد أن يقوله علي عن حديث رسول الله أن لا يصل إلى أسماع المسلمين، إذن الخطوة الأولى إغلاق الطريق على السنة أو على علي وأهل بيته، الآن لا أتكلم عن معصوم وإمام، أتكلم عن صحابي تقبلون أنّه أحد إن لم يكن هو الباب الوحيد لمدينة علم الرسول فهو أحد أهم أبواب مدينة علم رسول الله، هذا لا يوجد خلاف فيه، تقول أين قال هذا الكلام؟

    تعالوا إلى شرح نهج البلاغة، لبن أبي الحديد، دار الكتب العلمية، المجلد 11، ص 44، يقول: > كتب معاوية نسخة إلى عماله بعد عام المجاعة، أن برأت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته <، وأنا أتصور معالم الإسلام الأموي وكتاب السلطة ذكرنا عشرات الشواهد على ما قام به بنو أمية في إقصاء علي ولعن علي والوقوف أمام علي، > ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة < باصطلاح اليوم تعميم، يعني كتاب أو فرمان، أو عبر عنه أن صدر تعميم، الآن من قائد العام للقوات المسلحة، رئيس الجمهورية، الزعيم الأعلى، الزعيم الأوسط المهم صدر تعميم على كل الدوائر، > ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان انظروا إلى من قامت عليه البينة أنّه يحب علي وأهل بيته فامحوه من الديوان واسقطوا عطاءه ورزقه وشفع ذلك بنسخة أخرى < أول قال من قامت عليه البينة > قال: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به وهدموا داره < مجرد الظن، كما كان في عهد النظام البائد في العراق، يعني بمجرد الظن أنّه معارض هو وعائلته وأولاده إلى الطبقة السابعة من عائلته يعدمون يقتلون يشردون، نفس السياسة، إذن يظهر أن السياسية التي كانت في النظام البائد هي أصولها أموية، قال: > فنكلوا به واهدموا داره إلى آخره… <، أنا بودي أنّه لا يقول لي قائل سيدنا هذا الكلام لماذا فقط تنقله من ابن أبي الحديد، تعالوا معنا إلى تاريخ الطبري، بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم المجلد الخامس، ص 235، يقول: > إن معاوية لما ولى المغيرة بن شعبة الكوفة في جمادي سنة 140، دعاه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أمّا بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصى، وما علم الإنسان إلّا ليعلما < كل هذه المقدمات لماذا يا خليفة رسول الله يا أمير المؤمنين؟، > وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم < أنت لا تحتاج يا مغيرة أحد يعلمك، > وقد أردت إيصائك بأشياء كثيرة فأنا تاركها اعتمادا على بصرك بما يرضيني ويسعد سلطاني ويصلح به رعيتي ولست تاركا إيصائك بخصمك< تلك الأمور أنت تعرفها أنا ماذا أريد وماذا لا أريد ماذا ينبغي ان تفعل وماذا لا ينبغي أنت تعرفها، > لا تتحم عن شتم علي وذمه < ماذا تريد أن تفعل أفعل، ماذا تريد ان ترى الحكمة إلّا هذه القضية من محكمات بني الأمية، ماذا تريد أن تقول قل ولكن في قضية علي بن أبي طالب من محكمات بني أمية لابدّ من إقصاءه فكريا طبعا بعد ذلك أقصي أولاده جسديا، كما واضح عندنا، فقال المغيرة: > قد جربت وجُربت وعملت قبلك لغيرك<، اطمئن فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع فستبلوا فتحمد أو تذم قال بل نحمد إن شاء الله <، نعرف ماذا ستفعل ونحمدك على فعلك، طبعا على القاعدة الذي حقق كتاب تاريخ الطبري وهو محمد بن طاهر البرزنچي المعروف بأسلوبه الخشن ومبانيه الأموية، عندما يأتي إلى هذا الحديث مباشرة يقول > والحديث إسناده تالف وفي متنه نكارة<، كيف يمكن معاوية أن يسب عليا ويقول هذا، باعتبار خال المؤمنين؟، كيف يفعل؟ في متنه نكارة، لا قيمة لمثل هذه التحقيقات لأنّها مؤدلجة سابقا، إذن الخطوة الأولى هذه. طبعا حتى يتضح مقدار الإقصاء أنا أنقل قضية واحدة من سير أعلام النبلاء، حتى يتضح للمشاهد الكريم أي إقصاء كان لعلي ولأهل بيته، وليس فقط من معاوية، أنا وضعت هذا لأنّه في عصر الخليفة الأوّل والثاني والثالث لم توضع الأحاديث لأنّه كان يمنع تدوين الحديث، أو ذكر الحديث، إنّما بدأ ذكر الحديث في عصر الأمويين، لهذا أنا وضعت يدي على هذه الحقبة، أعزائي في سير أعلام النبلاء في مؤسسة الرسالة حتى تعرفوا مقدار الضغط الذي كان، في سير أعلام النبلاء المجلد الخامس ص 102، رقم الترجمة 35، عُلي بن رباح، يقول: > سئل عنه احمد بن حنبل، (عُلي بن رباح) فقال ما علمت إلّا خيرا، قال أبو عبد الرحمن المقرء كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه <، لا يوالي بل أبوه سماه علي لا هو المسكين، هو أموي، ولكن أبوه سماه علي، أنا لا أعلم الوضع كيف كان، قال > إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه <، يعني على طريقة الفرعون بالنسبة لموسى، حتى انه لا يولد، >فبلغ ذلك رباحا، ( أبو علي ) فغير اسمه وجعله عُلي < ففي التاريخ ارجعوا تجدون كم من كانوا علي صاروا عُلي، هذا وضع علي فما بالك بأحد يريد أن ينقل رواية عن علي، أو في فضائل علي، أو إلى غير ذلك، هذه الخطوة الأولى.

    الخطوة الثانية: هنا بتعبيرنا سوف يحصل هناك فراغ، لابدّ أن يملأ هذا الفراغ، كيف يملأ؟ تعالوا معنا إلى شرح نهج البلاغة لبن أبي الحديد قال بعد ما كتب إليهم بأنه اقتلوا وكذا، الجزء الحادي عشر ص 44 >وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته < واحد منهم يمدح بني أمية العشيرة كلها تعيش في رفاهة، والله الآن نعيشه، لا فقط في أنظمة الأخرى، في العراق، فليكن من الحزب الكذائي ومن الجهة الكذائية يعيش كما يريد، أو يرتبط بالمرجعية الكذائية، تفتح له المليارات، ولكن لابدّ أن يوجد الغطاء الذي يغطي سواء كان السياسي أو الديني، ولا أريد أن أذكر المصاديق حتى يقولون لماذا تذكر، والله عندي المصاديق، والناس بأعينهم أمامهم يرون في العراق ماذا يحدث، > ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع ويفيضه في العرب منهم والموالي فكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في المنازل والدنيا فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية <، الناس ردوه لأنّه فاسق لأنّه فاسد لأنّه ساقط لأنّه سارق لأنّه كذا، يخرج من هذه المحافظة يذهب إلى محافظة أخرى، يخرج من هذه القائمة يذهب إلى قائمة ثانية، من هذه الوظيفة إلى وظيفة ثانية، يسقط إلى الأعلى، وأمثلته لا أقل كما قلت في العراق واضحة، أنتم العراقيون تعرفونها وأنا معكم أعرفها، يثبت سرقته ويصير مسئول في فلان مكان، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلّا كتب اسمه وقربه وشفعه فلبثوا بذلك حين، هو مطرود من قبل الناس، يأتي بقصيدة إلى أمير المؤمنين يعينه عامل، يقول > ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشى <، طبعا عندما نقول عثمان يعني بني أمية، > في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين <، إذن بدأت موسوعة وجهاز ضخم لوضح الحديث في فضائل الصحابة، > ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلّا وتأتوني بمناقضا له في الصحابة < إذا قالوا علي بمنزلة كذا أنتم أيضا قولوا بمنزلة كذا، وهكذا، ولهذا أتحدى الآن ما من رواية مدحا لعلي أو ذما لعلي إلّا وتجدها هناك، > فإن هذا أحب إلى وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته <، وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضله<، هذا تأثيره أكثر، ثم يقول >فظهر حديث كثير موضوع، في هذه المنظومة الكاملة من الخلافة والصحابة والخلفاء والإمامة والسياسة والدين والفقه وكل شيء لتغطية وإعطاء الشرعية لحكومة بني أمية، من فراش رسول الله إلى بصل عكة، فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة، صارت تأسيس عقل، عقل رسمي، > وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء والمراءون < هؤلاء الذين أبلوا بلاء حسنا، > والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيد الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون أنّها حق ولو علموا أنّها باطل لما روها ولا تدينوا بها <، ثم يقول > وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تاريخه وقال: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم <، لأنّ المعركة بين بني أمية وبني هاشم، القضية قديمة هذه قبل الإسلام.

    إذن إلى هنا واضح أن النظريّة إلى أين انتهت، لا يتبادر إلى ذهن أحد بأنه فقط هنا في المجلد الرابع من شرح نهج البلاعة لبن أبي الحديد يقول > وكان عبد الله بن الزبير يبغض عليا وينتقصه وينال من عرضه < هذا كلام السني المعتزلي ابن أبي الحديد، وروى عمر بن شبة وبن الكلب والواقدي وغيرهم من رواة السير أنّه مكث أيام ادعائه الخلافة أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي (صلى الله عليه وآله)<، يعني حدود السنة، > وقال لا يمنع من ذكره إلّا أن تشمخ رجال بآنافها<.

    وفي رواية > أن له أهيل سوء<، يعني قوله تعالى { إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}، بعبارة عبد الله بن الزبير أهيل سوء.

    والخص حديثي في جملة واحدة يقول في ص 63 من الجزء الرابع، يقول >إن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين < هذا وزارة الإعلام، گوگلز الهتلري الذي قام بدور كبير جدا في النظريّة الهتلرية، واقعا في المشروع الهتلري أحد الأركان كان گوگلز، هو أدار الإعلام والمشروع، الآن معاوية راح يوكل المجال الإعلامي ووضع الحديث إلى گوگلز عصره من صحابة رسول الله، قال: > أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام، تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جُعلا <، يعني رواتب رسمية عمل رسمي، >يرغب في مثله<، يعني عطاء ما بعده عطاء، يعني بعبارة أخرى وظائف خاصّة، أنتم تعرفون العراقيين وظائف خاصّة يعني يعطى من النثرية الذي ليس لها حساب، لا تدخل في الميزانية العامة، > وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب فيه مثله، فاختلقوا ما أرضاه < ماذا يرضي معاوية وبني أمية الله أعلم؟ > منهم أبو هريرة وعمر بن العاص ومغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير<، تبين هذا الرباعي الذي نحن قرأنا قبل قليل مغيرة بن شعبة عندما عينه قال له > لا تتحم عن شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب على أصحاب علي والإقصاء لهم <، هذه هي النظريّة نظريّة الإقصاء، الآن لا يفرق إقصاء سياسي فكري ديني مرجعي لا يفرق، فقط إقصاء لأنّه لابدّ هناك من قدسية، لابدّ أنّه تعطى قدسية، هذه القدسية من أين تأتي؟ أمّا السلطة السياسية تقول الناس انتخبتني، أمّا المرجعية تقول بلي الحجة بن الحسن عينني، بيني وبين الله من يستطيع أن يتكلم على تعيين الحجة بن الحسن؟، لهذا أتت هذه النظريّة التي أصولها أموية، وهي أنّ الحجة هو الذي يعين المرجع الأعلى، هذه أصول أموية حتى يقطعوا الطريق على أي نقد على المرجع، مع أنّه أنت عندما ترجع إلى تاريخنا إلى الإمام الحسن تجد انه كبار أصحاب أمير المؤمنين وأصحاب الإمام الحسن دخلوا عليه واعترضوا وقالوا ولم يقل لهم أنتم تعترضون على إمام معصوم، قال لا تعالوا أبين لكم القضية ما هي، هذه قضية النقد كانت موجودة، لماذا لابدّ أن يغلق الآن باب النقد للمؤسسة الدينية وما قصرت وما قامت به؟، لماذا؟ لابدّ أن يحصن، كيف حصن؟ حصن بأنه تعيين واختيار، وهل يعقل أن يكون مرجعا عاما والإمام لا يتدخل؟ وهنا أنا أدعوا دعوتي واضحة من يدعي أن الإمام الحجة، قلت من يدعي أن أحدا رأى الإمام الحجة في عصر الغيبة الكبرى قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وأتحداكم كل حواضركم العلمية والكتب العلمية إذا استطعتم أن تأتوا بدليل واحد مستند أنّه رآه أحد، وأتحداكم ثانية أن يقول أحد ما هو الدليل أن الإمام يتدخل في تعيين مرجعية، نعم قد يكون المرجع مؤهلا له صفات كذا وقد الإعلام يخلق المرجع، المال يخلق المرجع وإلى غير ذلك. والحديث ذو شجون.

    المقدم: يعني سماحة السيد فقط للتوضيح ليس من المراجع هناك من ادعى التعيين. هناك الذين يرجون فقط.

    سماحة السيد: أنا ما تكلمت عن المراجع لا أتكلم عن الأشخاص. بل أتكلم عن النظريّة، وإلّا الأشخاص بيني وبين الله الأشخاص متدينون أهل العلم درسوا سبعين سنة بيوتهم مائة متر عشرين متر ثلاثين متر لم يبدلوا ثيابهم لمدة ثلاثين عاما هذا ليس همي، لا أتكلم عن القضية الشخصية، وعن السلوك الشخصي، أنا أتكلم عن النظريّة التي يحاول أن يروج لها بأن المرجعية معينة، أنا حديثي مع المروجين لا مع أشخاص المراجع.

    المقدم: حتى النظريّة ليست منتشرة بذلك الشكل.

    سماحة السيد: غدا سوف أذكر ماذا فعل هذا الجهاز الإعلامي وما هي الخطوات التي قاموا بها لتشكيل العقل الإسلامي والحديث والروائي للمسلمين.

    المقدم: نستمع إلى المداخلات:

    أم حسن من العراق: سلام عليكم… أنّه النقد لمن موجه بشكل خاص؟

    عباس من إيران: سلام عليكم… أنا أقول المهم عند الله هو المعنى الحقيقي يعني إطاعة الله، هل هو في القرآن يوجد أو في الحديث؟

    سماحة السيد: الجواب في القرآن، كل ما نحتاج إليه موجود في القرآن والحديث له دور خاص سأبينه. المعنى الحقيقي الذي نحتاج إليه موجود في القرآن.

    أبو محمد من العراق: سلام عليكم… أنا لا أقول أن منهجك هذا منهج يليق بشيعي ولكن أقول منهج قرآني محمدي أكيد.آرائك متقدمة جدا.

    سماحة السيد: نعم أحاول في هذا الشهر الفضيل بقدر ما أستطيع أن أصحح القراءة الموجودة لأصول المذهب ولقواعد المذهب وأقدم قراءة اعتقدها بالنسبة إلى المذهب فإن شئت أن تسميها حركة تصحيحية ما عندي مانع.

    أبو علي من السعودية: سلام عليكم… عندي مداخلة في البداية نتصور أن موضوع الحلقة هو حول إسلام الحديث أو إسلام القرآن، لا أدري سبب إدخال رؤية الإمام المهدي ومشاهدته بالمرجعية هل له علاقة بالحلقة ؟

    سماحة السيد: عزيزي لا علاقة له ببحثنا على الإطلاق، أنا لم يكن بحثي عن المرجعية أنا تكلمت دقيقتين أو ثلاثة قلت بأنه أساسا كيف يستطيع الإعلام أن يخلق شيء من لا شيء، ثم انتقلت إلى قضية الرؤية الذي أعتقد أن الإعلام وأن الفكر الشيعي من خلال الحكايات والقصص يعني من خلال الإسلام التاريخي ومن خلال الحكايات اوجد حقيقة قائمة الذي الآن جنابك تستفز عندا أقول لا يرى الحجة، أو عندما أقول المرجعية لا تعيّن من قبل الإمام الثاني عشر، مباشرة تستفز حتى تتصل، لأنه أساسا راكز في ذهنك أن هذه ثابتة، هذه من أصول التي أقدمها ومن أصول الحركة التي أعتقد بها لابدّ أنّ هذا الموروث الذي عشعش في ذهن العقل الإسلامي عموما وفي ذهن العقل الشيعي خصوصا لابدّ أن نحفره حفريات العقل الإسلامي وحفريات العقل الشيعي للوصول إلى الحق الذي نطق به القرآن الكريم.

    المقدم: أساسا لماذا ندعو الآخرين لمراجعة نقدية ونستثني أنفسنا بغض النظر أني أوافق رأي سماحة السيد أو لا أوافق لكن هذه الرؤية أنّه تطالب الآخرين بقراءة فكرهم وتاريخهم وتتهمهم أن إسلامكم أموي وكذا، إن كانت حالة النقد إيجابية فهي للجميع إيجابية.

    شكرا لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري.

    • تاريخ النشر : 2013/07/20
    • مرات التنزيل : 5120

  • جديد المرئيات