نصوص ومقالات مختارة

  • مشروعية تعدد القراءات في مدرسة أهل البيت(ع) ق(1)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    مطارحات في العقيدة

    مشروعية تعدد القراءات في مدرسة أهل البيت(ع)

    القسم الأول

    المقدم: السلام عليكم وتحية لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري.

    سماحة السيد قبل أن أسأل سؤال هل هناك ما تريدون أن تشيروا إليه أو تضيفوه؟

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في المقدمة بودي أن أقدم الشكر الجزيل لكل الأعزة الذين اتصلوا أو بعثوا إلي برسائل أو بكلمات من هنا وهناك بين من يقبل الحديث الذي أشرنا إليه وبين من هو رافض لذلك الحديث، في الواقع لأنني أنا من أولئك الذين أقبل الرأي وتعدد الرأي وتعدد الاجتهاد، وإنما أطرح هذه الأبحاث لتثير دفائن العقول لكل المتلقين لمثل هذه الأبحاث، وأقولها صريحة أنا إنما أثير هذه الأبحاث لأوجد الحراك الفكري في هذا الماء الآسن الذي يعيشه العقل الشيعي في هذه المرحلة، وأرجع سبب هذا السكون وعدم الحركة أرجعه إلى أن المؤسسة الدينية ليست هي بصدد تحريك أفكار الناس وإنما هي من الناحية الفكرية حتى أقيد كلامي من الناحية الفكرية، طبعا عندما أتكلم، أتكلم خارج إيران لأنه إيران لها وضعها الخاص وأنا لست بصدد الحديث عن الحواضر العلمية والحوزات في داخل إيران وإنما أتكلم عن النجف وما هو تابع للنجف، أتكلم لأنه أساسا من الناحية الفكرية والعقدية من حيث الفكر غائبة ولا يوجد هناك أي إثراء وأي تحريك للفكر الشيعي في ضمن هذه الأحداث وفي ضمن هذا الهجوم الفكري على مدرسة أهل البيت. النقطة التي أريد أن أبينها في هذه الليلة أنّه هو من أهم مميزات مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام والتي قامت عليها ركائزها هو أنها مدرسة الاجتهاد. أنتم تعلمون بأنه المدارس الأخرى والاتجاهات الأخرى أغلق عندهم باب الاجتهاد منذ زمان بعيد، ولكنه بحمد الله مما تفتخر به مدرسة أهل البيت أن الاجتهاد مفتوح على مصراعيه ولكن لأهل الاجتهاد لا لكل من يدعي وصلا بليلا، بل لمن له آلية ومقدمات الاجتهاد والملكة والقدرة على الاجتهاد، هذا هو الأصل الأول.

    الأصل الثاني أننا عندما نقول الاجتهاد مما يؤسف له في القرنين أو الثلاثة الأخيرة عندما يقال مجتهد، ينصرف الذهن إلى الاجتهاد في باب الطهارة والنجاسة والحيض والنفاس والصوم والحج والخمس وأحكام الفرعية والرسالة العملية بشكل كامل، عندما يقال مجتهد أساسا لا ينصرف الذهن إلى الاجتهاد في التفسير والعقائد والفلسفة والتاريخ أبدا أبدا، أساسا لو استعمل هذا الاستعمال وقيل مجتهد في التاريخ لعلهم يستغربون أنه هذا لفظ متعارف أو غير متعارف؟، مع أنه بيني وبين الله نحن كما يوجد عندنا اجتهاد في الفروع وفي الفقه الأصغر يوجد عندنا في جميع دوائر المعرفة الدينية وغير الدينية، يعني في علم الاجتماع ابن خلدون يعد مجتهدا بل يعد لعله من المؤسسين لعلم الاجتماع، عندما نأتي إلى سيبوي مثلا أو إلى ابن جني أو إلى الشاطبي أو غيرهم نجد أن هؤلاء أيضا كانوا من المجتهدين ولكن كل في مجاله الخاص به، أنا عندما أقول الاجتهاد في مدرسة أهل البيت لا أريد الاجتهاد في الحلال والحرام وإنما أريد الاجتهاد في جميع دوائر المعرفة الدينية، أقول هذه من أهم خصائص ومميزات مدرسة أهل البيت التي أبقتها حية إلى يومنا هذا، وأبين لماذا أبقتها حية.

    إذن هذه هي النقطة الثانية وسأشير إلى الشواهد إن شاء الله في هذه الليلة إلى الشواهد، الأصل الثالث أو الأمر الثالث هو أنه ترتب على فتح باب الاجتهاد في جميع دوائر المعرفة الدينية والإنسانية تعدد الاجتهادات، طبيعة الحال هذه، لأنه من حيث النتيجة عندما يتعدد الاجتهاد وليسوا من المعصومين إذن بطبيعة الحال سوف يقع هناك تعدد الاجتهاد وسوف يكون هناك تعدد في القراءة إذا أردنا أن نتكلم بلغة حداثوية القراءة يعني اجتهاد قائم على أسس على رؤية على نظام معرفي، وأهل الاختصاص يعرفون عندما أقول نظام معرفي يعني منهج ورؤية، يعني أنت إما تستند إلى الحديث لاستنباط الرؤية في العقائد والفقه وإما تستند إلى العقل وإما إلى القرآن، هذا يسموه منهج، هذا المنهج يولد رؤية، إذن بطبيعة الحال عندما فتح باب الاجتهاد أدى ذلك إلى تعدد القراءات، وعندما تعدد القراءات بطبيعة الحال سوف يقع الاختلاف بين المجتهدين وهذه طبيعية جدا، وإلا البشر لم يخلق كلهم سواسي أمثال، كما يقال المثلان ممتنعان عقلا، لا يوجد شخصان يتماثلان من كل جهة وفي كل بعد، فإذا تتعدد القراءات، كونوا على ثقة أنا أتكلم في مدرسة أهل البيت وليس خارجها، وعندما نرجع إلى علماء مدرسة أهل البيت بيني وبين الله وسأقرأ لكم بعض الكلمات أجد أنهم كانوا يختلفون ولكن لا يتهم أحد الآخر بأنك ضال، بأنك مضل، خارج عن المذهب، بأنك بهذا الكلام والرأي الاجتهادي بدأت تضعف التشيع، تضعف المرجعية، عجيب تهمة هذه، أنا لا أعلم هذه التهمة أين الآية الدالة عليها؟ والرواية الدالة عليها؟، هي المرجعية ما هي حتى أنه تضعيفها تقويتها؟، لا أعلم، ولكنه يقال بأنك تضعف المرجعية والتشيع وغيرها من هذه العناوين التي هي جميعا في جيوب هؤلاء المتهمين، بمجرد أنهم اختلفت معهم في الرأي واحدة من هذه العناوين إلى أن تنتهي إلى آخر المطاف إلى إصدار الفتاوى وأنه ليس بمجتهد وأنه ليس بمتخصص وأنه و… واطمئنوا أقولها للتاريخ لعله قبل 50 سنة، 100 سنة هذا العناوين كانت تنفع لعله الآن لا فقط لا تنفع بل لعله تكون نافعة للشخص الذي يتهم، أنا أتصور أن هذه اللغة في زماننا هي لغة العاجز والضعيف والذي لا يملك البرهان والمنهج العلمي، وإلا إذا عنده منهج علمي أنا قلت هذه الدعوى «أ< فبالإمكان أن يأتي في المقابل يقول هذه الدعوى من قالها لا نقبلها أول ثانيا ثالثا، كما نحن تعودنا في هذه السنين في برنامج مطارحات والأطروحة، الآن قد يقول قائل هل يمكن ذكر بعض الشواهد لهذه القضية أو لا؟

    أعزائي سأذهب إلى أكابر مدرسة أهل البيت لأذكر الشواهد على هذه المبادئ ولو إجمالا، يقول الشيخ المفيد في حق الشيخ الصدوق وهما علمان من أعلام مدرسة أهل البيت، أنا لا أحتاج إلى تعريفهما، الشيخ المفيد واضح وأما الشيخ الصدوق أيضا واضح لا يحتاج إلى دليل، انظروا ماذا يقول الشيخ المفيد في حق الشيخ الصدوق، مع احترامهما وجلالة قدرهما و… وقدسيتهما ولكن لا قدسية النصب من فلان وفلان بل ناشئة من آثارهم العلمية ومن كتبهم ومن خدماتهم ومستواهم إلى آخره. تعالوا إلى موسوعة الشيخ المفيد تصحيح اعتقادات الإمامية للإمام الشيخ المفيد، المتوفى 413، من 336 ، في ص 49، بعد أن ينقل عبارة الشيخ الصدوق يقول: « الذي قاله الشيخ أبو جعفر ( يعني الشيخ الصدوق) في هذا الباب لا يتحصل ومعانيه تختلف وتتناقض<يقول الشيخ الصدوق كلامه متناقض، « والسبب في ذلك أنه عمل على ظواهر الأحاديث المختلفة < إذن كان منهج إخباري، يعمل بظواهر الحديث ولا يدخل العقل والاستدلال العقلي والقرآني، أبدا، قال عمل على ظواهر الأحاديث المختلفة > ولم يكن ممن يرى النظر < يعني والاجتهاد العقلي > حتى أنه يميز بين الحق منها والباطل < إذن يتهم الشيخ الصدوق أنه ليس عنده قدرة على تمييز الحق من الباطل. يقول الشيخ المفيد أن الشيخ الصدوق لا يميز الحق من الباطل، لأنه يختلف، يحترمه ولكن الاختلاف اختلاف منهجي، قال فيميز بين الحق منها والباطل ويعمل على ما يوجب الحجة، يعني لم يستطع أن يعمل على ما يوجب الحجة، الآن ما هي مشكلة الشيخ الصدوق، يقول: « ومن عول في مذهبه (منهجه) على الأقاويل المختلفة وتقليد الرواة < إذن الشيخ الصدوق مقلد وليس مجتهد بالنسبة إلى الشيخ المفيد، يعني مرجع يتهم مرجع؟ نعم مرجع يتهم مرجع، ولكن هذا بحث علمي ليس مرتبط بالأشخاص إلا مريض القلب يذهب بهذا البحث من القضية العلمية إلى القضية الشخصية، وهذا الذي الآن نحن في الآونة الأخيرة مع الأسف ابتلينا به، وهو أن بعض مرضى القلوب أو حاجة في نفس يعقوب، بمجرد أن نتكلم في قضية علمية مباشرة يقولون تكلم على المرجعية، بيني وبين الله أنا أربأ بنفسي أن أتكلم عن الأشخاص، لا أنه أرى لهم القدسية أربأ بنفسي أن أتكلم عن الأشخاص، قال: « وتقليد الرواة ومن عول في مذهبه على الأقاويل المختلفة (يعني الشيخ الصدوق) وتقليد الرواة، كانت حاله في الضعف ما وصفناه < يعني كم ضعيف هذا الإنسان في منهجه، شيخنا أن الذي تقول هكذا أنت منهجك ماذا الذي تحمل على منهج الشيخ الصدوق؟ التفتوا حتى تعرفون السيد الحيدري يحيي تراث من. قال في صفحة 44: «فصل وكتاب الله تعالى مقدم على الأحاديث والروايات <، الروايات مستفيضة، لا قيمة لها، مشهورة، صحيحة السند، مجمع عليها، لا قيمة لها، الأصل هو القرآن > وكتاب الله تعالى مقدم على الأحاديث والروايات، وإليه يتقاضى < هو القاضي، هو الحكم، وبالأمس قرأنا لكم أن السيد الخوئي قال هذا عندما تتعارض الروايات، أما الشيخ المفيد يقول كل رواية نعرضها على القرآن، « وإليه يتقاضى في صحيح الأخبار وسقيمها، فما قضى به فهو الحق دون ما سواه <، قاعدة، أصل. بعد لا أتصور يوجد الآن في الطائفة من له قيمة علمية أكبر من الشيخ المفيد. مؤسس واقعا كثير من مباني المذهب أسسها الشيخ المفيد، طبعا لا يتبادر إلى ذهنكم أني أقلد الشيخ المفيد، لأنه أنا أختلف معه منهجيا أيضا، في هذه القضية أتفق معه، هو يعتقد العقل الكلامي وأنا لا أقبله، هذا له بحث في محل آخر.

    من هنا يقدم الشيخ المفيد نصيحة للشيخ الصدوق، لا أنه مباشر وإنما نصيحة كتابية علمية، يريد أن يقول من يتبعون منهج الشيخ الصدوق أنا أقدم لهم نصيحة وهي في ص 79 من تصحيح اعتقادات الإمامية للشيخ المفيد، فصل في النفوس والأرواح، قال الشيخ أبو عبد الله: « كلام الشيخ أبي جعفر في النفس والروح على مذهب الحدث دون التحقيق < بيني وبين الله على الظن يتكلم الشيخ الصدوق، الآن إذا أنا أقول السيد الخوئي السيد الحكيم السيد فلان مقصودي من السيد الحكيم السيد محسن الحكيم صاحب المستدرك، أو السيد الإمام أو السيد الصدر أو أي علم من أعلام، لو أقول لهم هؤلاء بلا تحقيق يتكلمون تقوم الدنيا ولا تقعد، ولكن أمامكم ألشيخ المفيد يقول للشيخ الصدوق أنت تتكلم بلا تحقيق، « على مذهب الحدث دون التحقيق <هذا الحدث الذي هو بمعنى الظن، الآن ما هي نصيحتك للشيخ الصدوق؟ يقول له بفهمي لماذا لا تحترم نفسك فقط تنقل الروايات أما معانيها تجعلها لأهل الاختصاص، بعد يوجد اتهام أكبر من هذا الاتهام؟ أقوله للمشاهد للمحقق، يقول: « ولو اقتصر يعني الشيخ الصدوق على الأخبار ولم يتعاطى ذكر معانيها < لا يدخل في هذا الباب، أيها الشيخ المفيد هذا الشيخ الصدوق، يقول نعم ليس أهلا لذلك، وهذا فهمه، أنا أريد أصل مباشرة إلى نتيجة خطيرة جدا، أريد أن أقول أن التعددية كانت قائمة قبل ألف عام، هذا معناه أن التعددية كانت قائمة، ولكن في الآونة الأخيرة مع الأسف الشديد أن العقل الشيعي رجع إلى الوراء، تخلف فأراد أن يجعل الطائفة على رأي واحد، ومن يخالف هذا الرأي فهو خارج عن المذهب، أي منطق بائس عاجز ضعيف هذا، وإلا هؤلاء أوائلنا وأكابرنا وعلماءنا، قال: « ولو اقتصر على الأخبار ولم يتعاطى ذكر معانيها كان أسلم له من الدخول، في باب يضيق عليه سلوكه < أصلا أنت لست أهل لهذا، أنت انقل الروايات لمن بعدك والسلام، يعني أنت محدث ولست مجتهد بعبارة أخرى. هذا على مستوى المنهجي.

    تعالوا معنا على مستوى المباني الكلامية، أنا سأقف عند بعض المسائل المرتبطة بأهم مسألة من مسائل مدرسة أهل البيت وهي الإمامة وعصمة الأئمة، نحن لا توجد عندنا بعد التوحيد والنبوة مسائل أخطر وأهم وأعمق من الإمامة ومسائل الإمامة، يوجد عندنا في المنظومة العقدية؟

    المقدم: أذكر المشاهدين أن كلام السيد يجمع ولا يفرق، بل يوسع سعة المدرسة.

    سماحة السيد: هذا الذي قلته، أريد أن تتسع له صدور من يسمع السيد الحيدري عندما يختلف مع السيد الخوئي أو مع أحد الأعلام أو يقول هذا رأي لا أوافق عليه، مباشرة لا يذهب إلى قضية شخصية، وإنما هي قضية علمية، وقوة المذهب في هذه التعددية، هو هذا الاختلاف الذي يقوي ركائز المدرسة، لأنكم تعلمون أتباع هذه المدرسة بمئات الملايين في العالم، فبطبيعة الحال بعض يذهب بهذا الاتجاه وبعض بهذا الاتجاه، ولهذا أنتم تجدون الدول التي قامت على التعددية الحزبية والسياسية بيني وبين الله لا تحصل فيها انقلاب، الآن في الدول الديمقراطية ولو بحسب الظاهر لا يحصل فيها انقلاب، ولكن لماذا في دولنا عموما تحصل فيها انقلابات عسكرية، الآن مصر، لأنه قائمة على رأي الاستبداد، على الرأي الواحد، ما لم نستطع أن نؤسس فيما بيننا ثقافة التعددية وتعدد القراءات ونستطيع أن نتحمل الآخر ونقبل الآخر ونحترم الآخر كونوا على ثقة أن المدرسة سوف تكون في ضعف بعد ضعف، تكون في القوة عندما تفتح الأبواب للجميع، نعم لابد أن تكون ضمن ضوابط، ضمن ملاكات، وهذا طبيعي، الآن أريد أن أقف عند بعض المسائل، التي هي مسائل معقدة ومهمة، من المسائل المعروفة هو أن النبي (صلى الله عليه وآله) ومن بعده الأئمة الإثني عشر، وكذلك الزهراء البتول، الآن الزهراء ليس محل كلامنا، هل أن عصمتهم التي ثبتت لهم كما تعتقد مدرسة أهل البيت، هل تبدأ من حين النبوة في النبي ومن حين الإمامة في الإمام أو قبل ذلك؟ هذه المسألة الآن إذا اطرحها عند أي شخص شيعي يقول من المسلمات انه هؤلاء معصومون منذ أن ولدوا، يوجد هكذا رأي، الكلام ليس في اعتقادي أنا، تعالوا معنا إلى الشيخ الصدوق: « هذا الشيخ الصدوق في كتابه الاعتقادات للشيخ الصدوق، تحقيق وتعليق مؤسسة الإمام الهادي، ص 304، هذه عبارته يقول: « أن اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة أنهم معصومون مطهرون من كل دنس وأنهم لا يذنبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا، لا يعصون الله ما أمرهم، ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم < يعني لم يعرف الأئمة، مقصر في حقهم، يعني يخرج من بطنه أمه حال من أحواله هو معصوم، قبل البلوغ معصوم، حين البلوغ معصوم، قبل الإمامة معصوم، « ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم < يعني من لم يقل برأيي فهو جاهل بمقام الأئمة، جيدا جدا، تعالوا إلى الشيخ المفيد لنرى أن يقبل هذا الرأي أو لا؟ بعد أن ينقل عبارة الشيخ الصدوق، في ص 130من تصحيح الاعتقاد يقول: « والوجه ( يعني اعتقادنا المختار عندنا ) أن نقطع على كمالهم عليهم السلام في العلم والعصمة في أحوال النبوة والإمامة < يعني بعد النبوة والإمامة فهو كامل في العلم والعصمة، « ونتوقف فيما قبل ذلك < لو سألنا واحد قبل الإمامة معصوم أو لا؟ الشيخ المفيد يقول لا أعلم، تقول يعني تنفي؟ يقول لا، لا أنفي، تثبت وتعتقد؟ يقول لا، لا أثبت، هذا ينطبق عليه كلام شيخ الصدوق؟ لا، تقول مولانا هذه إهانة للشيخ، والله ليس إهانة هذا بحث علمي، اطمئنوا أن الشيخ المفيد يحترم الشيخ الصدوق والشيخ الصدوق يحترم الشيخ المفيد، ولكنه الاختلاف العلمي لا يفسد، قال: « ونتوقف ما قبل ذلك وهل كانت أحوال نبوة وإمامة أم لا < لعله ليس أحوال، « ونقطع على أن العصمة لازمة لهم منذ أكمل الله تعالى عقولهم < يعني بعد النبوة والعصمة، والغريب أن العلامة المجلسي عندما ينقل هذه العبارة من الشيخ الصدوق ومن الشيخ المفيد في المجلد السابع عشر من البحار، مؤسسة الوفاء بيروت، لبنان، تاريخ نبينا الباب الخامس عشر، ينقل العبارة ولا يعلق عليها بأن يرد المفيد ويؤيد الصدوق أو يقبل الصدوق ويؤيد المفيد، يترك القضية، يقول وسيأتي مزيد توضيح لتلك المقاصد في كتاب الإمامة، هذه مسألة. المسألة الثانية وهي من المسائل المعروفة واقعا، وهي هل أنه النبي والأئمة يسهون أو لا؟ يشتبهون أو لا؟ يعني يصلي ثلاثة الصبح ثلاثة ركعات، أو الصلاة الرباعية يقرأها ثلاثة، وبعد ذلك مَن خلفه يقول له يا رسول الله لماذا صليت ثلاث ركعات، كما عندنا في بعض الروايات شيعة وسنة بغض ألنظر أنني أقبل أو لا اقبل، أنا أثبت أنه غير صحيح، الآن أنا أتكلم الاختلاف الموجود بين أعمدة وأركان مدرسة أهل البيت، السهو على النبي والأئمة، من أهم مدارس الشيعة في العصر القديم هي المدرسة المعروفة بالمدرسة القمية، مدرسة قم، لها تأريخ قبل مدرسة النجف، لا يتبادر إلى ذهن أحد أن النجف هي أقدم المدارس، أبدا أبداً، قم كانت قبل النجف، بعد الشيخ الطوسي الذي حرق بيته داره من بغداد، ثم الحلة، قرون كانت ماذا؟ الذي مع الأسف الشديد الآن مدرسة الحلة غائبة ومغيبة عن الثقافة الشيعية، وإلا أعلام الإمامية من ابن إدريس الحلي وابن فهد الحلي والعلامة الحلي والمحقق الحلي، ومن المعاصرين شيخ حسين الحلي و… أعلام أعلام في مدرسة الحلة، ومن مختلف الدوائر المعرفية، وبعد الحلة مدرسة كربلاء وما أدرئك ما مدرسة كربلاء، من الاستر آبادي والبهباني والبحراني صاحب الحدائق والأنصاري، شيخ مرتضى الأنصاري تلميذ كربلاء، تلميذ شريف العلماء في مدرسة الذي يعرفوها أهالي كربلاء كوچه گدا علي، الآن موجودة المدرسة، ولكن مع الأسف الشديد أي يد توجد تريد أن تغيب المدارس الشيعية عن الثقافة وعن الذهنية الشيعية، كأنه فقط أن الشيعة لم ينتجوا إلا مدرسة النجف، هذه مدرسة النجف الحالية اطمئنوا هي وليدة مدرسة كربلاء وحلة و… لأنه واقعا أسسها الشيخ مرتضى الأنصاري وهو تلميذ مدرسة كربلاء. علي أي الأحوال.

    المدرسة القمية كانت تعتقد أن من لم يعتقد بأن النبي والأئمة يسهون فهو داخل في دائرة الغلاة الذين لعنهم الله والأئمة. يعني بعبارة أخرى المدرسة القمية تعتقد كل هؤلاء العلماء المعاصرين غلاة، تقول يعقل هذا؟ لا نذهب بعيدا، هذه أمامكم تصحيح اعتقادات الإمامية في ص 135 الشيخ المفيد يقول: « وقد سمعنا حكاية ظاهرة عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن الوليد ( الشيخ الصدوق ) لم نجد لها دافعا في التقصير وهي ما حكي عنه أنه قال أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي والإمام < فأنت بمجرد أن تقول أن النبي والإمام لا يسهو أنت مغالي، وإذا صرت مغاليا تدخل في دائرة من لعنهم الأئمة، تقول واقعا هكذا، أقول هذا رأي موجود، طبعا الشيخ المفيد ينفي هذا، يرد هذا، طبعا يكون في علمك أول من نفى السهو ورد السهو عن النبي هو الشيخ المفيد، يعني الطائفة ما قبله كانت تؤمن بالسهو، تقول سيدنا في النتيجة المذهب أين؟ أقول بني وبين الله لا معنى لهذا السؤال، هذا السؤال خطأ، المذهب عندما يأتي الإمام الحجة نذهب لخدمته، نقول له يبن رسول الله اختلف العلماء الحق مع من؟ ولذا أنا قلت في أبحاث سابقة يتذكر المشاهد الكريم، قلت لهم أعزّائي أن الأعلام لا يمثلون المذهب وإنما يمثلون آرائهم الشخصية، وإلا بينك وبين الله من هو المذهب؟ الشيخ الصدوق؟ الشيخ المفيد؟ هذا معناه أن المذهب متناقض، لا هذا المذهب ولا هذا المذهب وإنما هذه آراء واجتهادات داخل المذهب.

    هذه مسألة، من المسائل الأخرى هل أن النبي والإمام ينام عن الواجب أو لا ينام؟ يعني ينام في الليل تأخذه الغفوة والصلاة الصبح لا ينهض لها. يمكن أو لا يمكن؟ لا تقول لي بأنه سيدنا الآن يسمعون السنة والسلفية ويصبح كذا، لا عزيزي، لا يحتاج أن يسمعون، هذا بحمد الله موجود في تراثنا ونحن لا نخفي تراثنا وعندنا قدرة على أن ندافع عن كامل قوة تراثنا، هذه المسألة وقع فيها خلاف شديد، فقط أعطيهم المصدر حتى يراجعوا، البحار، الجزء 17، تاريخ نبينا، باب سهوه ونومه عن الصلاة، بحث مفصل إلى أن يأتي في ص 120 يقول: « ويظهر عدم انعقاد الإجماع من الشيعة على نفي مطلق السهو، عن الأنبياء < لا يوجد هكذا إجماع، أنت ماذا تقول؟ له بحث آخر.

    سؤال: يوجد أحد من يقول بأن النبي ينام عن الصلاة؟ بأن النبي يسهو في الأحكام الشرعية؟ تفوته الصلاة فيقوم الصلاة الصبح، الرواية موجودة.

    المقدم: أساسا هذه من مشاكل الحديث.

    سماحة السيد: أحسنتم، حتى لا يقول لي قائل هذا ما علاقته بالبحث وإسلام السنة، هذه منها، هذه لابد أن تعرض على كتاب الله.

    المقدم: حتى في حديث العصمة أنا تذكرت آية التطهير وآية التطهير نزلت في وقت كان الحسنان صغيران.

    سماحة السيد: قلت لك إذن القضية جميعا مرجعها أين؟ والله لو كانت المرجعية للقرآن كل هذه المسائل ماذا؟ أما عندما نرجع إلى إسلام الحديث تبدأ هذه المشاكل ولا تنتهي. الرواية ينقلها في شرح السنة بإسناده عن سعيد المسيب > أن رسول الله حين قفل من خيبر أسرى حتى إذا كان من آخر الليل عرس، ( يعني نزل في مكان ) وقال لبلال اكلأ لنا الصبح < يعني يا بلال لا تنام حتى تقضنا إلى صلاة الصبح، « فنام رسول الله وأصحابه، وكلأ بلال ما قدر له، (ماستطاع على ذلك) ثم استند إلى راحتله، وهو مقابل الفجر، فغلبته عليناه، فلم يستيقض رسول الله ولا بلال، ولا أحد من الركب حتى ضربتهم الشمس < حر الشمس أجلسهم، « ففزع رسول الله فقال يا بلال، فقال بلال يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك < يعني الذي أنامك أنامني، « فقال رسول الله اقتادوا < آتوا بشيء نأكل، « فبعثوا رواحلهم فاقتادوا شيئا ثم أمر رسول الله بلالا فأقام الصلاة فصلى بهم الصبح، ثم قال حين قضى الصلاة من نسي صلاته فليصليها إذا ذكرها < الآن هذه الرواية صحيحة سندا أو لا؟ أن رسول الله ينسى أو لا؟ هذا ينطبق عليه النسيان أو لا؟ رسول الله عصى أو لم يعصي؟ ولكنه هو العلامة المجلسي يقول: « ولم أر من قدماء الأصحاب من تعرض لردها < يقول لم يردها أحد من علماء الإمامية القدامة، يعني قبلوها أن النبي نام، « إلا شرذمة من المتأخرين < يعني الذي ردها يعبر عنهم شرذمة، قليل، « ظنوا أنه ينافي العصمة التي ادعوها وظني أن ما ادعوه لا ينافي العصمة <. هل يوجد من المعاصرين من الأعلام المعاصرين من يقول بسهو النبي والأئمة؟ من يقول بنوم النبي والأئمة أو لا؟ قد واحد يقول هذه آراء قديمة عفا عليها الزمن، أولا أريد أن أبين أن التعددية كانت قائمة في مدرسة أهل البيت ولا يتهم أحد أحدا، ولا يخرج أحد أحدا من المذهب، ولكنه أريد أن أبين أيضا من المعاصرين من يوجد، من الأعلام المعاصرين قاموس الرجال تأليف العلامة المحقق آية الله العظمى الشيخ محمد تقي التستري، وأهل علم الرجال يعرفون العلامة المحقق التستري، والكتاب مطبوع في مؤسسة النشر الإسلامي، التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، لا يتبادر ذهنكم أن الكتاب مطبوع كذا وكذا، توجد رسالة في آخر الكتاب في آخر المجلد 12 من الكتاب، لأن الدورة تقع في 12 مجلد، يقول: « فتلخص مما شرحنا أن كلا من سهوه (صلى الله عليه وآله) في الصلاة ونومه عنها مما تواتر به الأخبار < فالقضية متواترة والتواتر يفيد القطع واليقين، ولكنه نختلف معه منهجيا، نحن قلنا حتى لو كان متواتر لابد من عرضه على القرآن، ولكن هذا ليس منهجه هو، ولهذا عندما تم عنده التواتر، هذه آثار المنهج، هذا هو إسلام الحديث وإسلام القرآن. قال: « مما تواتر به الأخبار وأنه لم يختلف في جواز الأول قبل المفيد أحد من الإمامية < قبل المفيد، يعني أوائل القرن الخامس، يعني أربعة قرون من عهد الإمامية كانوا يقولون كما يقول أنا لا أذهب تاريخيا لأبحث، أنا أنقل كلام العلامة المحقق التستري، يقول أربعة قرون من الإمامية كانوا يقولون بسهو وهذا الذي قاله العلامة المجلسي أيضا، قال بأن القدماء أصحابنا لم يناقشوا في هذا، سؤال: المذهب أيها؟ هذه القرون الأربعة أو بعد الشيخ المفيد؟ اسأل كل أهل العلم وغير أهل العلم؟ أيهما المذهب؟ الجواب لا ما قبل المفيد المذهب ولا ما بعده، وإنما ذاك اجتهاد وهذا اجتهاد داخل المذهب، كم هذا المذهب قوي، رصين، واقعا. قال: « ولم يختلف في جواز الأول < يعني السهو « قبل المفيد أحد من الإمامية وأول من منع منه من الإمامية المفيد لشبهة سبقت إلى ذهنه < هذا ابتلي بشبهة، يعني بيني وبين الله الشيخ المفيد ابتلي بشبهة، المحقق التستري يقول نعم، أنا اجتهادي أنه لم يفهم المسألة جيدا، يعني الشيخ المفيد خرج من المذهب؟ لا والله، المحقق التستري خرج من المذهب؟ لا والله، ولم يذمه إنما ينقده، قال: « لشبهة سبقت إلى ذهنه وتبعه الشيخ < يعني الشيخ الطوسي تبع الشيخ المفيد، « وأما المرتضى < يعني أستاذ الشيخ الطوسي، « فمع كونه تلميذه لم يتابعه على ذلك < وإنما ذهب إلى رأي آخر، و« وأما الثاني يعني نومه فلم يمنع منه أحد حيث أن المفيد وإن تشكك فيه أولا، إلا أنه قال به أخيرا < يقول الشيخ المفيد مؤمن بأنه نام رسول الله عن الواجب، يعني ترك واجبا رسول الله؟ يعقل هذا؟ الجواب: المفيد والمجلسي وغيرهم، طبعا أنا أوافق أقول لكم صريحة، لا أوافق على هذه الآراء، ولكن أبين آراء أعلام الإمامية، الجواب يقول: عندما كان نائم لم يكن مكلف، فإذا فاتت الصلاة لم يرتكب معصية، يكون قد ارتكب حراما إذا كان مستيقضا ملتفتا ولم يصلي، ارتكب حرام ينافي العصمة، أما إذا كان في حال النوم فهو غير مكلف، إذن لم يرتكب حرام، إذن لا ينافي العصمة، إذن هذا استدلالهم، وبغض النظر عن صحته وعدم صحته.

    مسألة أخرى أن النبي عند المسلمين والإمام في مدرسة أهل البيت هل يجتهد أو لا يجتهد؟ يعني اجتهاد كما نحن نجتهد، نعم أنا اجتهد قد أصيب وقد أخطئ، قد يقول قال أن النبي أو الإمام يجتهد ولكن لا يكون إلا مصيبا، ولكنه يجتهد لا أنه كل شيء يأخذه من الوحي، بعبارة أخرى توجد عنده فتاوى أم لا؟ أنا وأنت نحن الذين أصحاب الفتوى توجد عندهم فتاوى من اجتهاداتهم، هل يوجد عند النبي والإمام اجتهاد وإن كانت مصيبة أو لا؟ كل ما يقولونه فهو من الوحي، { ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى }، تعالوا معنا إلى الشيخ المفيد مرة أخرى، في تصحيح الاعتقاد وأنا أنصح الأعزة واقعا حتى يتعرفوا على هذا التعدد في القراءة والاجتهاد في صدر مدرسة أهل البيت في عصر الغيبة الكبرى فليقرؤوا الاعتقادات للشيخ الصدوق وتصحيح الاعتقادات، التفتوا تعبيرا جدا خطير، اعتقادات الشيخ الصدوق وتصحيح اعتقادات الإمامية، يعني أن اعتقادات شيخ الصدوق ليس صحيحة، ومن حقه لأنه مجتهد له رأيه، يقول الشيخ المفيد في ص 135: « وقد وجدنا جماعة وردوا إلينا من قم < يعني من عاصمة الحوزة العلمية في ذلك الزمان « من قم يقصرون تقصيرا ظاهرا في الدين <، يسميهم من المقصرة، يعني قصروا في حق النبي والأئمة، قال: « وينزلون الأئمة عن مراتبهم < ويزعمون أنهم كانوا لا يعرفون كثيرا من الأحكام الدينية < الأئمة لا يعرفون الأحكام الدينية، حتى ينكت في قلوبهم، عندما يسألوهم لا يعرفون< فينتظر إلى أن يأتيه الجواب، هذا رأي، « ورأينا (هذا الخطير) من يقول إنهم كانوا يلتجئون في حكم الشريعة إلى الرأي والظنون < أصلا لا فقط أنه يجتهدون، بل على الظن يقولون، والقرآن يقول: { إن الظن لا يغني من الحق شيئا } الآن انظروا المنهج الحديثي كيف ينتج نتائج، إذا قلنا أن الظن لا يغني من الحق شيئا كيف يمكن الإمام يعطي شيئا على أساس الظن، ولكن لأن المنهج إسلام الحديث، قال: « إلى الرأي والظنون ويدعون مع ذلك أنهم من العلماء < الشيخ المفيد يقول عجيب يدعون لأنفسهم أنهم من العلماء وينسبون إلى الأئمة يقولون بالرأي والظنون.

    إذن إلى هنا انتهينا بشكل واضح و هنا وصريح أن من أهم مقومات وأسس وامتيازات مدرسة أهل البيت تعدد الاجتهاد والقراءات في مختلف الفروع، ولكن مع الأسف الشديد في مدرسة النجف الحديثة، يعني من زمان الشيخ الأنصاري وقبله بقليل حيث أنه حذفت كل العلوم الدينية من التفسير والفلسفة والكلام والعقائد والأخلاق و… واقتصر على الفقه والأصول، فتوهم الطلبة أن المسائل العقائديّة مورد الإجماع، فبمجرد وجد من يختلف تصوروا أنه خارج عن إجماع الإمامية، مع أنه لا، لا يوجد هناك أي إجماع حتى في أهم هذه المسائل، ولو أريكم اختلاف علماء الإمامية في التوحيد لرأيتم عجبا، في التوحيد، علماء الإمامية فإن الخط المحدث يعني الشيخ الصدوق يفسر التوحيد بنحو والشيخ المفيد يفسر التوحيد بنحو والفلاسفة من مدرسة أهل البيت يفسرون التوحيد بمعنى، والعرفاء من مدرسة أهل البيت يفسر التوحيد بمعنى، وكلهم شيعة، يعني خذ من الشيخ الصدوق ومرورا بالشيخ المفيد والشيخ الطوسي وانتهاء إلى ملا صدرا والمحقق الطوسي، ولا أقول ابن سينا لأنهم يقولون اسماعيلي، وإن كنت لا اعتقد ذلك، وانتهاء إلى السيد حيدر الآملي الذي هو من العرفاء، كل يقول أن ذلك الخط أخطأ في تفسير التوحيد، وكلهم شيعة، ولكن عندهم اجتهادات في معنى التوحيد للحق سبحانه وتعالى.

    المقدم: نستمع إلى المداخلات:

    أبو حيدر من العراق: هناك فرضية عندنا أن الذي يتصدى للمرجعية تعيقه أعباء المرجعية عن الكتابة في التفسير، يستشهدون بأن السيد الخوئي بدأ بالتفسير بالجزء الأول وانتهى منه ولم يستطع إكماله كذلك السيد محمد صادق الصدر بدأ يكتب ولم يستطع، السيد سبزواري أيضاً لم يستطع. يضربون مثال أن السيد محمد حسين طباطبائي قدس الله نفسه استطاع إكمال تفسير حينما لم يتصدى للمرجعية؟ ما هو رأيكم في هذا؟

    سامي من الكويت: سلام عليكم… بالنسبة للمناهج للسيد الحيدري الذي يفرض المنهجين القرآني والسنة والرجوع إلى القرآن في حال الاختلاف هل ممكن أن يكون المراجع اعتمدوا على آيات القرآن لا يمسه إلا المطهرون أو مثلا لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم، فهل هم استندوا إلى هذا؟

    أبو علي من العراق: سلام عليكم… هل نحن بحاجة إلى عملية تصحيح أو تأسيس مناهج جديدة في حوزاتنا العلمية أي نخرج من الموروث التاريخي؟

    السيّد رضا من الكويت: سلام عليكم…. هذه الآراء حتّى الاختلاف في التوحيد ليست كلّها صحيحة لابدّ أن يكون واحد حق وواحد باطل.

    سماحة السيد: أبو حيدر سأل أن الذي يتصدى للمرجعية ليس لديه متسع من الوقت، الجواب أنه لا أنا سؤالي ليس عندما يتصدى إلى المرجعية، بيني وبين الله كيف حصل السيد الخوئي أن يدرس 60 عاما في الفقه، لا أقل كان يضع عشرة بالمائة للتفسير ويقرر له، لسنا مختلفين، أنا لا أقول لماذا لم يكتب، أنا أقول لماذا لم يؤسسوا هؤلاء الأعلام الكبار وأتكلم عن السيد الخوئي باعتبار الآن تعلمون أنه أحد الأعلام وهو أحد أساتذتي وأستاذ كل هؤلاء الموجودين، لماذا لم يؤسس السيد الخوئي للدرس التفسيري داخل الحوزات العلمية؟ لماذا لم يؤسس للدرس العقائدي والكلامي في الحوزات العلمية كما أسس الشيخ المفيد لذلك؟ ألم يكن الشيخ المفيد والطوسي مرجعا في زمانه؟ أنا كلامي ليس أنه لماذا لم يأخذ القلم ليكتب حتى تقول لا يوجد عنده وقت، أقول لماذا صرف كل عمره في الفروع وترك الأصول، صرفوا كل أعمارهم من أول كتاب الاجتهاد والتقليد والطهارة والنجاسة إلى آخر الديات ولم يصرفوا سنة من أعمارهم في التفسير، هذا أولا وثانيا الآن موجودين أعلام في النجف وأعمارهم سبعين وثمانين و… وهم لا يدرسون ولا يقولون شيء، هذه ليس اتهام، لا يحاول البعض أنه يقول أنا أتكلم على المرجعية، أريد أقول أن هذا منهج، لهذا تراهم إلى آخر أعمارهم تصل إلى سبعين ويبقى يدرس الفقه والأصول، لكن لا يقترب من القرآن في يوم واحد، إذن هو منهج، رؤية، قراءة، نظام معرفي، عقل مكون، فلابد من البحث عن الشروط والمعقل المكون لهذا العقل المكوَن.

    جواب الأخ سامي: عزيزي بيني وبين الله أنا لا أقول بأنه لابدّ أن لا نختلف، بل نختلف، بالنتيجة واحدة منهم اختلف على الحق، أقول لا أحد يقول هذا، الآن فقهاءنا يختلفون واحد يقول طهارة أهل الكتاب واحد يقول نجاسة أهل الكتاب، واحد يؤمن بولاية الفقيه واحد لا، بتعبير الشيخ الأنصاري يقول دون إثباتها خرط القتاد، في النتيجة أيهما صح؟ نحن لسنا مسئولين عن الرأي الاجتهادي، نعم عندما يظهر الإمام الثاني عشر عند ذلك نذهب بخدمته ونقول له يبن رسول الله أيهما الحق واطمئنوا سوف يجيبنا أنه أيهم الحق، وإلا لو كانوا الأئمة أن يوحدوا الشيعة على رأي واحد، كان بإمكانهم في زمانهم يكتبوا رسالة عملية، أنا سؤال أوجهه لكل الشيعة. لماذا الأئمة في زمانهم لم يكتبوا رسالة عملية لشيعتهم حتى يوحدوهم على رأي فقهي واحد ولا يختلفون فيما بينهم؟ الجواب لأنه أساسا كان يريدوا الأئمة من أصحابهم أن يجتهدوا وتتعدد آرائهم وقراءتهم حتى في حضورهم، فما بالك بعد غيبة الإمام. إذن افهموا فلسفة الاجتهاد وتعدد القراءة، ولا تحاولون أن تضيقوا قلوبكم وعقولكم وأنفسكم بمجرد أن يختلف معكم أحد تبدأ العناوين وتبدأ الفتاوى.

    سؤال أبو علي من العراق: أنا أعتقد واقعا نحتاج إلى تأسيس قراءة جديدة لمباني مدرسة أهل البيت وهذا الذي قام به المفيد والصدوق والمجلسي و… ولم يقل المجلسي إن شاء الله سيأتي في الليالي القادمة أن المجلسي لم يقل أن المفيد قال كذا إذن لا أقول رأيي، بل اجتهد وقد وافق المفيد وقد خالف المفيد، قال الصدوق قد وافقه وقد خالفه، باب الاجتهاد مفتوح نحن أيضاً لابدّ أن نجتهد قد نتفق مع الشيخ المفيد وقد نتفق مع المجلسي وقد نختلف معهما، تقول على أساس الموروث التاريخي والقراءات والدراسات الحديثة أقول كلا على أساس المنهج القرآني، وعلى أساس الإسلام القرآني لا الإسلام الحديثي أو إسلام التاريخي.

    جواب سؤال سيد رضا: المجتهد والمرجع الديني لا المرجع الفقهي بل المرجع الديني، يعني جميع المنظومة العلمية بيده، جميع المنظومة الدينيّة من القرآن والتفسير والعقائد تكون بيده هذا يستطيع أن أقول هذا اجتهادي وهو حجّة عليه وعلى من يرجع إليه ويقلده، سواء كان يقلده في الفروع أو يقلده في العقائد، تقول سيدنا قائل، أقول قائل وإن شاء الله الرسالة العقائديّة عدّة أشهر وإن شاء الله ستخرج إلى الأسواق.

    محمّد من البحرين: سلام عليكم… أرجوا من السيّد أن يبيّن له في مثل هذه الفتاوى والمواضع حتّى لا يقع في الشبهة بعض السذج.

    سماحة السيد: الجواب أنا بيني وبين الله لا أستطيع في ثلاثة دقائق أن أبين آرائي وفتاواي، الآن يخرج البعض يقول كيف السيّد يقول فتاواي، لا عزيزي الفتوى التي هي نتيجة الاجتهاد في العقيدة فتوى اعتقادية، في التفسير فتوى تفسيريّة. فيما يتعلّق بالإمامة بإمكان الأعزة أن يرجعوا إلى كتاب العصمة وإلى كتاب علم الإمام وإلى كتاب بحث حول الإمامة وإلى كتاب الراسخون في العلم، وإلى كتاب معرفة الإمام، المقامات والمسئوليات، آرائي كلّها موجودة هناك.

    شكرا لسماحة آية الله السيّد كمال الحيدري.

    • تاريخ النشر : 2013/07/20
    • مرات التنزيل : 2791

  • جديد المرئيات