نصوص ومقالات مختارة

  • من اسلام الحديث إلى اسلام القرآن ق (8)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    مطارحات في العقيدة

    من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن

    القسم الثامن

    المقدم: السلام عليكم وتحية لسماحة آية الله لسيد كمال الحيدري.

    ذكرتم في الليلة الماضية أن هناك روايات إسرائيلية تسربت إلى الموروث الروائي الشيعي أو نسبت إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام، من حق المشاهد أن يسأل هل هناك أمثلة صريحة يمكنكم الإشارة إليها؟

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في الوقع أحاول في هذه الليلة والليلة القادمة أن أجيب على مجموعة من الإثارات والتساؤلات التي نتجت من الأبحاث السابقة:

    التساؤل الأول: وهو أنه أساسا أنا ذكرت أن الموروث الإسرائيلي الذي جاءنا من أهل الكتاب أو الذين أسلموا في صدر الإسلام، أن ذلك الموروث الإسرائيلي انتقل إلى الموروث الروائي عند مدرسة أهل البيت عليهم السلام وخصوصا عند المفسرين والمؤخرين، وبالعكس بدل أن ينسب إلى أنه من أهل الكتاب نسب إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام، فرصنا نقرأ على منابر مدرسة أهل البيت عن الأئمة ما قاله كعب الأحبار أو ما قاله أهل الكتاب، بتصوري أن هذه روايات صادرة عن أئمة أهل البيت، هذا التساؤل الأول، التساؤل الثاني الذي بودي أن أجيب عليها إن شاء الله في هذه الليلة أو الليلة القادمة هو أنه ما أشرنا إليه من كلمات الشيخ المفيد من موقفه أو موقف الشيخ المفيد من كتاب سليم بن قيس وهذا الكتاب كما أشرنا في البحث السابق وفي الليلة الماضية يعد من أهم المصادر الموجودة في مدرسة أهل البيت، باعتبار أنه يعد في القرن الأول وهو من أصحاب الإمام، وهو من خاصة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وعلى هذا الأساس فإذا كان الكتاب معتبرا تعد من أهم الوثائق التي نستطيع أن نتعرف فيها على ما وجد في تلك المرحلة، خصوصا ونحن نعلم أن التدوين في ذلك الزمان غير موجود أو ممنوع، إذن هذا الكتاب يشكل وثيقة مهمة وأساسية لمعرفة ما جرى في صدر الإسلام وما جرى على أهل البيت عليهم السلام وما جرى في عصر الخلفاء إلى زمان وفاته سنة 76 من الهجرة، فإن تم الكتاب له قيمة عالية جدا وإن لم يتم نخسر خسارة كبيرة، هذه القضية لعلي أحتاج إلى أن أقف عندها لدقائق إن شاء الله تعالى.

    المسألة الثالثة التي هم من المسائل الحساسة والخطيرة في مدرسة أهل البيت وهي الظلامة التي وقعت على سيدة نساء العالمين عليها السلام، وهو أنه إذا سقط اعتبار كتاب سليم فهل يبقى طريق لإثبات تلك الظلامة التي وقعت بين سيدة النساء على ذلك البيت الذي طال ما وقف عليه رسول الله وأخذ بعضادتي الباب كما في الروايات الصحيحة والمعتبرة وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، هل وقع انتهاك لحرمة ذلك البيت أم لم يقع وما هي تفاصيل تلك الانتهاكات؟ هل وقع الحرق أو لا؟ هل واقعا أوقد الحطب أم لا؟ فإذا سقط اعتبار كتاب سليم، من يقبل كتاب سليم التفاصيل موجودة في كتاب سليم بن قيس الهلالي أما من لم يعتبر هذا الكتاب وسقط اعتبار الكتاب عنده كما أمثال سيد الأستاذ السيد الخوئي قدس الله نفسه أن هذا الكتاب ساقط عنده جملة وتفصيلا، لا ساقط لأنه موضوع بل أنه لم يثبت عنده بسند صحيح كما هو في معجم رجال الحديث وسنشير إليه إن شاء الله في الليلة القادمة، إذن ما هو الطريق لإثبات تلك الظلامة التي وقعت على سيدة نساء العالمين؟

    هذه مسائل ثلاث أقف عليها إن شاء الله، وأعد المشاهد إن شاء الله تعالى بعد التعطيل سوف نتمم الأبحاث.

    أما سؤال أستاذ علاء وهو هل يوجد مثال صريح وواضح أن مصداق أو رواية من الروايات الإسرائيلية بالتصريح وصلت إلينا وصارت رواية من روايات أئمة أهل البيت في المورث الروائي الشيعي؟ أذكر موردا واحدا وإلا عشرات الموارد موجود. تعالوا معنا إلى التفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر الطبري المتوفى 310 من الهجرة، تحقيق الدكتور التركي الجزء الثامن، دار عالم الكتب في ص 321، في ذيل الآية 27 من سورة المائدة، أقرأ لكم الرواية: « حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول (التوراة )< إذن الرواية لا عن رسول الله ولا الصحابة وإنما إما عن كعب الأحبار أو إما عن وهب بن منبه و… يقول: « عن بعض أهل العلم عن الكتاب الأول أن آدم أمر ابنه قابيل أن ينكح أخته توأماه هابيل < يعطي أخته لهابيل وهابيل يعطي أخته لقابيل، باعتبار أنه هذه الروايات تقول أن حواء كلما كانت تنجب، تنجب توأم ذكر وأنثى، فالتكاثر بمقتضى هذه الرواية حصل بين الإخوة والأخوات، يقول: «وأمر هابيل أن ينكح أخته توأمه قابيل فسلم لذلك هابيل ورضي وأبى قابيل ذلك وكره < الآن لماذا؟ لأن الروايات التي ينقلها هؤلاء أهل العلم من التوراة كانت أخت أحدهما جميلة والثانية قبيحة، فمن صارت حصته القبيحة قال أنا لماذا أعطي أختي الجميلة وآخذ مكانها زوجة قبيحة، أنا أتزوج أختي، لماذا أتزوج أختك؟ « وأبى قابيل ذلك وكره تكرما عن أخت هابيل ورغب بأخته عن هابيل < لا أراد أن يأخذ تلك ولا أراد أن يعطي هذه « وقال: نحن ولادة الجنة وهما من ولادة الأرض وأنا أحق بأختي، ويقول بعض أهل العلم بالكتاب < إذن أصل الرواية إسرائيلية، « أهل العلم بالكتاب الأول كانت أخت قابيل من أحسن الناس يعني جميلة فظن بها على أخيه وأرادها لنفسه فالله أعلم أي ذلك كان فقال له أبوه يا بني إنها لا تحل لك، أنت لا يحق لك أن تأخذ أخت التوأم لابد أن تأخذ أختك غير التوأم فأبى قابيل أن يقبل ذلك من أبيه فقال له أبوه: يا نبي فقرب قربانا < قربوا قربانا من تقبل منه يقبل، « ويقرب أخوك هابيل قربانا، فأيكما قبل الله قربانه فهو أحق بها وكان قابيل على بذر الأرض وكان هابيل على رعاية الماشية (راعي)، فقرب قابيل قمحا وقرب هابيل أبكارا من أبكار غنمه وبعضهم يقول < طبعا واضح الرواية لا يوجد فيها أي سند، أصلا لا يقول لنا من هم أهل العلم، « قرب بقرة، فأرسل الله نارا بيضاء فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله < وهذا صار منشأ للنزاع وقتل قابيل لهابيل، هذه القصة جاءت في تفسير الطبري عن أهل العلم بالكتاب الأول، سيدنا الرواية صحيحة أو غير صحيحة؟ لا أقل سندها صحيح؟ بحمد الله تعال الطبري نقل الرواية في تاريخ الطبري وهي في ضعيف تاريخ الطبري، فالرواية سندها غير تام، بغض النظر عن مضمونها، سندها غير تام. أنظروا الجزء السادس من ضعيف تاريخ الطبري، ص 89، رقم الرواية 194، قال: « حدثنا ابن عميد قال حدثنا سلمة عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول ويقول بعض أهل العلم من أهل الكتاب الأول < طبعا هناك عبر عن قابيل بقين وفي بعض النسخ عبر عنه بقائين، أما هابيل فعلى اسمه، هذه أصل الرواية الموجودة في تفسير الطبري وفي تاريخ الطبري. تعالوا معنا إلى الشيخ الطوسي لنرى بأنه نقل الرواية أو لم ينقل؟

    الجواب هذا كتاب التبيان، أنا أنصح الأعزة الذين يريدون أن يقرءوا كتاب التبيان أن يكون جنبهم التفسير الطبري لا لشيء لأنه في جملة من الأحيان وهناك شواهد كثيرة نقل قولا عن الطبري والطبري بريء منه لا يقول ذلك القول، أقول والله لو عندي وقت في البرنامج ثلاث ساعات كنت كل هذه الشواهد آتي بها.

    التبيان في تفسير القرآن دار إحياء التراث العربي بيروت، في ذيل نفس هذه الآية من سورة المائدة قال في نفس الآية: « وقال أكثر المفسرين ورواه أبو جعفر وغيره من المفسرين < واضح مراده من أبو جعفر هو أبو جعفر الطبري، ولذا محقق الكتاب التفت لم يجعل جنب أبو جعفر (ع)، وغيره من المفسرين، من الواضح بعد لا يمكن أن نقول مراده من أبي جعفر هو الإمام الباقر، لأنه لا يمكن أن يجعله في عرض المفسرين الآخرين، المهم ينقل مضمون كلام الطبري يقول: « ولد لكل واحد من قابيل وهابيل أخت توأم له فأمر آدم كل واحد بتزويج أخت الآخر وكانت أخت قابيل أحسن من الأخرى فأرادها وحسد أخاه عليها فقال آدم قربا قربانا فأيكما قبل قربانه فهي له < نفس المضمون، إلى الآن لا توجد مشكلة، الرواية إسرائيلية، افترضوا شيخ الطائفة أيضا كان معتقد بصحة هذه الرواية، بيني وبين الله أحد أعلام المفسرين من حقه أن يختبر الرواية التي يريد سواء اتفقنا معه أو اختلفنا. هنا تبدأ الطامة:

    تعالوا معنا إلى مجمع البيان في تفسير القرآن لأمين الإسلام الطبرسي، طبعة جديدة ومنقحة دار المرتضى وفي اعتقادي الشخصي أن الطبرسي، لم يكن تفسير الطبري بيده ليراجع وإلا لو راجع لعرف أنه هذا أبو جعفر ليس الإمام الباقر. في الرواية السابقة التي قرأناها كانت مروية عن أبي جعفر عليه السلام، قد يقول قائل أن الطبرسي لم يضف كلمة عليه السلام، هذه من المحققين، أما ماذا يفعلون في هذه الرواية، تعالوا إلى ذيل الآية المباركة وهي الآية 27 من سورة المائدة، القصة قالوا إن حواء امرأة آدم كانت تلد في كل بطن غلاما وجارية < إذن يوجد سند أو لا؟ « قالوا < هذه القالوا مشكلة لا نعرف من قالوا، طبعا لا يتبادر إلى الذهن أنا أطعن به على المجمع، أنتم وجدتم أن الطبري أيضا يقول بعض أهل العلم قالوا، ما هو السند؟ ولذا المسكين التركي محقق كتاب الطبري أيضاً لم يجد مصدرا فلم يخرجه، فأرجعه إلى تاريخ الطبري، لا يوجد مصدر للرواية، قال: « فولدت أول بطن قابيل بآدم، وقيل قابين وقيل قين، لا يفرق، وتوأمته إقليما <، الآن هذه إضافات وأقول بعد ذلك من أين أتت، « والبطن الثاني هابيل وتوأمته لبوذا < النسخة المصححة لوذا، « فلما أدركوا جميعا أمر الله تعالى أن ينكح آدم هابيل أخت قابيل وقابيل أخت هابيل، فرضي هابيل وأبى قابيل لأن أخته كانت أحسنهما وقال ما أمر الله بهذا ولكن هذا من رأيك < اتهم النبي آدم أنه هذا اجتهاد منك، ينقل الرواية على حالها يقول: « روي ذلك عن أبي جعفر الباقر عليه السلام وغيره من المفسرين < هناك أيضا كانت عن أبي جعفر و غيره من المفسرين، نفس العبارة، ولكن أضيف الباقر، طبيعي المحقق عندما يجد أبي جعفر الباقر يقول الإمام الباقر، انتهت القضية، إذن أعزّائي إلى هنا بشكل واضح وصريح، إن كنتم صادقين ردوا على هذا؟ قولوا لا أن النسخة الأصلية لمجمع البيان غير موجودة، أنا أتكلم عن الموجود، وإلا لابد أن نراجع النسخ الأصلية لمجمع البيان والطوسي وغيرهم، قد يكون موجودة قد لا يكون، أنا أتكلم عن هذه النسخ والآن الثقافة الشيعية على المخطوطات أو على المطبوعات؟ يعني الآن المنابر وأهل المنبر والقنوات والعملاء والمفسرين عندما ينقلون الرواية يراجعون المخطوطة أو المطبوعة؟ المطبوعة، لأنه بعض الأعزة اتصل بي قال سيدنا في المخطوطة ليس هكذا، قلت لعله والله العالم، لكن أنا أتكلم الآن ثقافة الشيعة المخطوطة أو هذه؟ إذن إلى هنا اتضح رواية بعض أهل العلم بالكتاب الأول يعني من التوراة خرجت في مجمع البيان وصارت بعنوان الإمام الباقر. قد يقول قائل أخاف هو اشتبه وعلماء الشيعة لا يشتبهون وكلهم من المعصومين، أعزّائي هذا المنطق جدا منطق بائس، هذا خلاف منطق عدم عصمة العالم، نحن لا يوجد عندنا معصومون إلا الأربعة عشر، النبي والزهراء وأئمة أهل البيت، ما زاد لا يوجد معصوم. هذه الرواية أين انتقلت؟ انتقلت إلى الفيض الكاشاني في تفسيره، الفيض الكاشاني من كبار تلامذة ملا صدرا صاحب الوافي المحقق المتتبع الروائي صاحب الموسوعة الكبيرة الوافي صاحب تآليف حق اليقين عين اليقين صاحب عشرات المؤلفات نعم عالم كبير من علماءنا ولكن أعزّائي هذه أمامكم تفسير الصافي تأليف فيلسوف الفقهاء وفقيه الفلاسفة، كان عندنا أحد أساتذتنا الكبار يقول هذا العنوان ذم قبل أن يكون مدح، قلنا له لماذا ذم؟ قال لأنه يقول فيلسوف الفقهاء، يعني الفقهاء لا يقبلوه لأنه فيلسوف، وفقيه الفلاسفة، الفلاسفة أيضا لا يقبلوه يقولون أن فيلسوف، من جاء بك إلى وسطنا، فهذا العنوان بدل أن يكون مدحا هو ذم، أستاذ عصره ووحيد دهره المتوفى 1091 من الهجرة، منشور مؤسسة الأعلمي للمطبوعات في ذيل الآية الأولى من سورة النساء قال: « في المجمع عن الباقر عليه السلام < بعد أبو جعفر أيضا ذهبت، « وفي المجمع عن الباقر عليه السلام أن حواء امرأة آدم كانت تلد في كل بطن غلام وجارية فولدت في أول بطن قابيل وقيل قائين وتوأمته أقليما بنت آدم والبطن الثانية هابيل وتوأمته لوذا ( كما قلنا ) فلما أدركوا جميعا <، إذن من بعض أهل العلم بالكتاب الأول إلى أبي جعفر، إلى أبي جعفر الباقر إلى الباقر مباشرة، ويا ليت أن القضية تقف، نأتي إلى عالم آخر من العلماء الكبار المحققين المتتبعين الذي يشكلون العقل الشيعي الذي… وهو العلامة المجلسي، كان مفروض أنه بيني وبين الله أن يرى هذه الرواية واقعا الذي ينقلها صاحب مجمع البيان واقعا رواية عن الإمام الباقر أو لا؟ بحار العنوان الجماعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، مؤسسة الوفاء، بيروت لبنان، ص 218، باب كتاب النبوة باب 5، يقول بعد أن يأتي تحت عنوان «تزويج آدم حواء وكيفية بدأ النسل منهما وقصة هابيل وقابيل وسائر أولادهما < يقول: « إن حواء كانت تلد في كل بطن غلاما وجارية فولدت أول بطن قابيل بآدم وقيل قائين وتوأمته إقليما < نفس الرواية التي في الطبري، إلى أن يقول: « روي ذلك عن أبي جعفر عليه السلام وغيره من المفسرين <، وصلت إلى البحار، وأنتم تعلمون الآن بيني وبين الله الآن أي كاتب أي خطيب أي منبري أي من يدعي العلم إذا وجد أن الرواية موجودة في البحار يشك أنها غير موجودة والرواية ليست عن الإمام الباقر؟ لا بل ينقلها، ثم أخيرا تفسير نورالثقلين للحويزي، والمعروف عن الحويزي أنه حاول أن يتثبت من الروايات كثيرا، حتى أن السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان في مقدمة الكتاب محمد حسين الطباطبائي يكتب له تقريضا ولعمري أن الكتاب القيم الذي جمع فيه مؤلفه شتات الأخبار، نعم أنا أيضا أعتقد شتات الأخبار لكن لا يتصوّر أحد أن كلما فيه صحيح، شتات الأخبار الواردة في تفسير آيات وأودع عامة الأحاديث المأثورة عن أهل البيت، أو عن أهل بيت العصمة والطهارة إلا ما شذ منها < لعله ذهنه إلى مثل هذه الرواية، « ولقد أجاد في ضبطها وترتيبها < الآن لنرى ماذا يقول في ذيل هذه الآية المباركة في ص 609 الجزء الأول، رقم الرواية 123 في مجمع البيان، قال: « حواء < وينقل نص عبارة مجمع البيان، يقول: « روي ذلك عن أبي جعفر الباقر عليهم السلام وغيره من المفسرين <.

    إذن أنا عندما أقول أن جزءا من المورث الإسرائيلي الذي أسس له في العهد الأموي لتدمير الثقافة والمنظومة الدينية تسربت واخترقت المنظومة الروائية الشيعية، وبيني وبين الله لا أقل هناك العشرات من الموارد في هذه، بحسب إحصائي الناقص، ولذا من هنا بشكل واضح وصريح أدعوا الأعزة جميعا أهل التحقيق وأهل الجامعات الذين يبحثون عن رسائل جامعية فليدخلوا في تراث مدرسة أهل البيت لتنقية موروثهم الروائي مما لصق به من الإسرائيليات، هذه أفضل خدمة لمدرسة أهل البيت، مع الأسف الشديد أن البعض الذي يعترض أنا لا أشكك في النوايات ولكن مع الأسف لا يلتفتون إلى عمق المسألة التي أبحثها، أعزّائي كونوا على ثقة هذه واحدة من أهم الموانع التي تمنع غير أتباع مدرسة أهل البيت أن يتبع أهل البيت، يقول أنظروا إلى رواياتكم فيها الإسرائيليات والخرافات وغيرها، تقول سيدنا عند أهل السنة موجود أيضا؟ أقول نعم وأنا أثبتت ذلك، بل جاءت من هناك، ولهذا هو أيضا بيني وبين الله الآن يريد أن يترك اتجاهه المذهبي ويريد أن يتجه إلى مدرسة أهل البيت ولكن يجد هناك موانع تمنعه لماذا؟ لأنه يجد نفس تلك الإشكاليات التي كانت هناك موجودة هنا، إذن أفضل خدمة تقدمها الحواضر العلمية وبالخصوص الحوزات العليمة وبالأخص حوزة النجف الأشرف التي تمثل بالنسبة إلى مدرستنا مدرسة أهل البيت والتشيع تمثل هوية التشيع لابد أن يكونوا هم الرواد في تنقية تراث أهل البيت، لابد أن يكونوا هم القادة في الدفاع عن تراث أهل البيت لا في الدفاع عن تراث أهل البيت الغث السمين منه، الصحيح والفاسد ومنه، المكذوب وغير المكذوب منه بل الصحيح منه عند ذلك تحقق نبوءة الإمام الرضا، عرفوهم محاسن كلامنا، فإن الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا، ولكن لماذا الآن لا يتبعون أهل البيت؟ لأنه بيني وبين الله عندما يراجعون هذا التراث يجدون هذا التراث لا أريد موبوء ومريض ومصاب بآفات وإسرائيليات على حد تراث أهل السنة الروائي بل لا يخلوا من ذلك وتختلف النسبة، هناك افترض تسعين بالمائة وهنا مقدار، ولكنه موجود وهذا نموذج ذكرته للأعزة.

    أنا أتصور أن الطريق لحل هذه المسألة وتنقية تراث أهل البيت من الإسرائيليات لا يتم عبر الفتاوى ولا عبر المنابر والشتم والإقصاء والتهديد بإصدار الفتاوى ضد هذا وذاك، لعله في عقلية القرون الوسطى الكنسية كانت هكذا، أرادت أن تقف أمام الحقائق الگاليلية گاليلو من خلال الفتاوى، وأنا أتصور أن العقلية التي توجد عند البعض ولا أعممها سواء كانت في النجف أو في غير النجف تعتقد بأنه يمكن الوقوف أما الحقائق من خلال إعلاء الصوت وخلال الاتهام ومن خلال السب والشتم ومن خلال إصدار الفتاوى ومن خلال التهديد بكذا وكذا، هذه عقلية القرون الوسطى مع كل الاحترام لكم، لا عقلية عصر العولمة لا عقلية عصر المعلومات، لا عقلية عصر الاتصالات وثورة الاتصالات الذي بحمد الله تعالى الآن الشعوب واعية، سواء كانوا في الحوزات أو في الجامعات أو حتى في عموم الناس، الثقافة أخذت تتسع في كل المجالات.

    إذن الطريق الوحيد إما الدخول في بحث علمي، تقولون سيدنا هذا الذي قلته غير صحيح، يرد عليه أولا ثانيا ثالثا، وإما تأخذ القلم بيدك وتبدأ بتنقية هذا التراث.

    المقدم: سماحة السيد أنا لدي تساؤل بسيط، من خلال طرحكم للعقل المكوِّن والعقل المكوَّن، هذه الإسرائيليات أو الوضع الموجود في موروث أهل البيت عليهم السلام كم يشكل حيزا من العقل التكويني؟

    سماحة السيد: الواقع لا توجد عندي نسبة ولكنها ليست قليلة، لأنه إذا كانت النسبة واحد بالمائة أو اثنان أو ثلاثة أو عشرة بالمائة قد لا تستطيع أن تؤثر، نعم بعد ذلك سأبين لكم أن بعض الكتب الموجودة بأيدينا على بعض المباني الرجالية وخصوصا على مبنى سيدنا الأستاذ السيد الخوئي قدس الله نفسه أن الكتاب لا يسلم منه إلا عشرة بالمائة من الروايات، يعني النسبة قريب النسبة التي ذكرها الشعبي ودار قطني وغيره في هذا المجال.

    المقدم: بهذا يتضح أنه لم يدخل في العقل التكويني باعتبار التفتوا إلى هذه.

    سماحة السيد: لا ما التفتوا، الآن بعض المتأخرين التفتوا وإلا الآن في الثقافة الشيعية تحكم تلك الثقافة، سآتي إلى كتاب البحار للعلامة المجلسي الذي يشكل الآن العقل الشيعي والثقافة الشيعية في مختلف أبعادها من عقائدية وتفسيرية وتاريخية وشعائرية وكلها مبني على كتاب بحار الأنوار وسنقف عندها هذا الكتاب في الليالي القادمة لنرى على بعض المباني أي مقدار يسلم من هذا الكتاب.

    لو كانت قضية واحد أو ثلاث أو عشرة بالمائة ما كانت تستحق أن أقف عندها، ولكنها تشكل منظومة وظاهرة قوية في المورث الروائي الشيعي.

    المقدم: نأتي إلى تطبيق ما طرحتموه من إسلام الحديث وإسلام القرآن الكريم، على مسألة وكيفية تكاثر النسل بعد آدم وحواء، هل يمكن تطبيق هذه القضية في هذا المجال؟

    سماحة السيد: واقعا هذا استباق للبحث، باعتبار أنه بعد لم ننتهي من الآفات التي أصيب بها المورث الروائي الشيعي، ولكنه سؤال مهم لأنه بعد أقل من عشر ليالي ينتهي هذا البرنامج ولهذا أحاول أن أطبق هذه القضية في هذه المفردة بالخصوص وهي كيفية تكاثر النسل بعد آدم وحواء، طبعا يكون في علمك هناك بحث أساسا آدم خلق من غير أب وأم، هذا ما عندنا فيه إشكال، إنما الكلام في حواء من ماذا خلقت؟ خلقت كما خلق آدم أو خلقت من ضلع من أضلاع آدم، من جزء من أجزاء آدم، هنا الإسرائيليات واقعا تصول وتجول في تراث المسلمين شيعة وسنة، بعض يقول أخذت من ضلعه فصارت أضلاعه 11، وما شاء الله من الإسرائيليات التي دخلت على تراثنا وكله من هذه المقولة، طبعا القضية أتت من أول سورة النساء التي الآية المباركة قالت في أولها { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها } قالوا نفس الواحدة آدم، إذن زوجها يعني حواء مخلوقة من آدم، لا أنها مخلوقة مستقلة عن آدم، لا أدخل في هذا البحث، أدخل مباشرة إلى البحث:

    في هذا البحث واقعا كتطبيق أريد أطبق القضية عندما نأتي إلى إسلام الحديث في روايات أهل البيت يعني نأتي إلى الحديث وإلى الرواية في هذه المسألة عند المورث الروائي الشيعي، عند مدرسة أهل البيت، توجد طائفتان من الروايات، الطائفة الأولى كاملا منسجمة وبنفس الألفاظ مع هذه الروايات الإسرائيلية التي قرأناها من الطبري، أمامكم هذا كتاب الاحتجاج للطبرسي تحقيق الشيخ إبراهيم البهادري الشيخ محمد هادي بإشراف العلامة الشيخ جعفر السبحاني دار الأسوة إيران، الجزء الثاني ص 142، قال: « الرواية عن أبي حمزة الثمالي قال: « سمعت علي بن الحسين يحدث رجلا من قريش <، إلى أن أتي الإمام السجاد يكلم ذلك الرجل القرشي قال: « فولد لآدم من حواء عشرون ذكرا وعشرون أنثى، فولد له في كل بطن ذكر وأنثى < نفس المضمون الذي قرأنها، « فأول بطن ولدت حواء هابيل ومع جارية يقال لها إقليما، قال وولدت في البطن الثاني قابيل ومعه جارية يقال لها لوزا، وكانت لوزا أجمل بنات آدم < إذن نفس المضمون ولكن هذه المرة عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام السجاد، قال: « فلما أدركوا خاف عليهم آدم الفتنة < يعني أن يعتدي بعض الإخوة على الأخوات، « فدعاهم إليه فقال أريد أن أنكحك يا هابيل لوزا وأنكحك يا قابيل أقليما قال قابيل ما أرضى بهذا، أتنكحني أخت هابيل القبيحة وتنكح هابيل أختي الجميلة < واضحة العبارات ليس عبارات صاحب الصحيفة السجادية، الإنسان عندما يراجع الصحيفة السجادية يجد ذلك الأدب العالي الرفيع والبلاغة وواقعا أوتوا جوامع الكلام ولكن عندما يرى عبارات مقطعة مهلهلة أنت أختك قبيحة وأختي جميلة، وبيني وبين الله كأنهم مجموعة من الساقطين، هذا منطق الرواية، بيني وبين الله آدم خاف على بناته من ولده، قال: > فأنا أقرع بينكم < من القربة صارت قرعة > فإن خرج سهمك يا قابيل على لوزا وخرج سهمك يا هابيل على إقليما زوجت كلّ واحد منكما قال فرضيا بذلك فاقترعا فخرجت… < الرواية طويلة المهمّ ما صارت ما أراده قابيل، هذا الكتاب كتاب الاحتجاج يعلم أهل التحقيق ليس له سند معتبر وإن كان هو من الكتب التي يعتمد عليها العلّامة المجلسي وأمّا الذين يريدون سند الرواية فلا يعتمدون كتاب الاحتجاج للطبرسي.

    الكتاب الثاني قرب الإسناد تأليف الشيخ الجليل الحميري من أعلام القرن الثالث للهجري، أعزائي ليس الكلام في الحميري وإنّما هناك تشكيك في أن قرب الإسناد الذي كان للحميري هو نفس هذا الكتاب الذي بأيدينا أو موضوع أو فيه زيادة ونقيصة. الرواية في ص 366، رقم الرواية 1311، الرواية عن البزنطي عن الإمام الرضا قال: > وسألته عن الناس كيف تناسلوا من آدم فقال: حملت حواء هابيل وأختا له في بطنها، ثمّ حملت في البطن الثاني قابيل وأخته له في بطن، فزوج هابيل التي مع قابيل وتزوج قابيل التي مع هابيل، ثمّ حدث التحريم بعد ذلك < يعني قبل ذلك كان يجوز للإخوة أن يتزوجوا الأخوات، هذه الطائفة الأولى من الروايات.

    تعالوا معنا إلى الطائفة الثانية أيضاً عن الأئمة عليهم السلام، وهذه بعد واردة في كتب أفضل من تلك الكتب، الأولى في تفسير العياشي المتوفى سنة 320 من الهجرة يعني في سنين الغيبة الصغرى الجزء الثاني تحقيق قسم الدراسات الإسلامية مؤسسة البعثة الجزء الثاني ص 35 و 36، سورة المائدة الآية 27 قال: >قلت لأبي عبد الله جعلت فداك إن الناس يزعمون < يظهر أنّه كان شائعا في ذلك الزمان لأن السائل يقول الناس ، يعني بعبارة أخرى السلطة العامّة التي هي تابعة لمذهب السلطة، > إن الناس يزعمون أن آدم زوج ابنته من ابنه فقال أبو عبد الله قد قال الناس في ذلك؟ ولكن يا سليمان أمّا لو علمت أن رسول الله قال: لو علمت أن آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم وما كنت لأرغب عن دين آدم، فقلت جعلت فداك أنّهم يزعمون أن قابيل إنّما قتل هابيل لأنّهما تغايرا على أختهما < فإذن ينقل الحالة العامّة الموجودة في الوسط الشعبي، > فقال له: يا سليمان تقول هذا، أمّا تستحي أن تروي هذا على نبي الله < ألا تستحون تنسبون إلى نبي من أنبياء الله المعصومين وإلى أولاده مثل هذه، > فقلت جعلت فداك ففيم قتل قابيل هابيل؟ قال: ذلك في الوصية < ما مرتبطة بهذا، تلك مسألة نبوة ورسالة وإمامة وخلافة. هذه الرواية الأولى.

    أنا فقط أريد أن أضرب أمثلة حتى يعرف المشاهد يعرف أهل العلم، والله أنصفوا مع أنفسكم هذا تراثنا، لا أنقل أنا لا من صحيح البخاري ولا من صحيح مسلم، ولا من مسند أحمد ولا من السنن ولا من المسانيد بل أنقله من أهمّ كتبنا التي هي من أهمّ مصادر كتاب البحار، بعد ذلك سأقرأ لكم هذه هي المصادر التي استند إليها بحار الأنوار التي يشكل العقل الشيعي المعاصر.

    المورد الثاني: من الشيخ الصدوق، قال علل الشرائع لشيخ الصدوق المتوفى 381 من الهجرة، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات الجلد الأوّل، باب 17، > علّة كيفية بدء النسل < طبعا في الرواية يوجد واحد أو اثنان مجهولان ولكنّني لست بصدد البحث في السند لأنّه أيضاً علل الصدوق من الكتب التي يستند إليها صاحب البحار، قال: > عن زرارة قال سئل أبو عبد الله كيف بدأت بدأ النسل من ذرية آدم، فإن عندنا أناس يقولون إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم أن يزوج بناته من بنيه وأن هذا الخلق كلّه أصله من الإخوة والأخوات < هذه البشريّة كلّها أصلها من الأخوة والأخوات، > قال أبو عبد الله سبحان الله وتعالى < تنزيه لأنّه نسبه إلى الله، مباشرة إمّام الصادق وجد أن هذه فرية على الله، > سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا إن الله عز وجل جعل أصل صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله وحججه والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلّمات من حرام < تعلمون ماذا تفترون أنتم؟ يعني تجعلون رسول الله، ما زلت أنتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات، وتقلبك في الساجدين، تقولون أصل نطفته من حرام؟. أصدق مجمع البيان قال الإمام الباقر أو أصدق الإمام الصادق؟ أفتونا أصحاب إسلام الحديث، أجيبونا، أذهبوا إلى حواضركم العلميّة، اذهبوا إلى حواضركم العلميّة، تعالوا حلو لنا هذه المشاكل، هذه مفردة، قال: > سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا يقول من يقول هذا، إن الله عز وجل جعل أصل صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله وحججه والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلّمات من حرام ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال وقد أخذ ميثاقهم على الحلال < لم يكن يستطيع أن يخلقهم من خلال وهو أخذ في عالم قبل عالم الدنيا أخذ ميثاقهم على الحلال > والطهر الطاهر الطيب والله لقد نبئت أن بعض البهائم فعلت ذلك فما استطاعت أن تفعل < فما بالك بإنسان، إلّا أن يكون أضل من البهائم. هذه الطائفة الثانية.

    وجدت أجوبة ثلاثة:

    الجواب الأوّل: وهو قالوا نحل المشكلة حلا سنديا، نرى أن هذه الرواية صحيحة أو تلك الرواية؟ فنقدم هذه الرواية على تلك الرواية ونخلص من القضيّة. وحيث افترضوا أن تفسير العياشي وعلل الشرائع أهمّ من كتاب الاحتجاج وقرب الإسناد إذن هذه الروايات تتقدم على تلك. نريد أن نرى هذا الحل نافع ناجع؟ يحلّ المشكلة أو لا؟ بيني وبين الله هذا الحل ليس حلا ناجعا لا فقط هنا بل في كثير من الموارد لأن الذين وضعوا الروايات على أهل البيت لم يضعوا فقط المضمون بل تلاعبوا بالسند أيضاً، يعني بعبارة أخر ى أن الكتب الأربعمائة أو الأصول الأربعمائة الموجودة تتصورون هذه كانت سليمة عن كلّ آفة من الوضع والغلو والكذب والزندقة، تعالوا معنا إلى الأئمة. اختيار معرفة الرجال المعروف رجال الكشي لشيخ الطائفة الطوسي قلنا أن رجال الكشي ليس بأيدينا، لا نعرف الكتاب وإنّما هذا اختصار من الطوسي وكيف اختصر وماذا حذف و… هذه إشكالات الكتاب في محلّ آخر، اختيار معرفة الرجال، ص 241، رقم الفقرة أو الرواية 402، > الرواية عن هشام بن حكم أنّه سمع أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على ابي < يعني على الإمام الباقر وهو من الوضاعين المعروفين المغالين الذي كانت مهنتهم حرفتهم وضع الأحاديث على لسان الأئمة، الآن كيف؟ افترضوا أن الصحابة يعرفونهم بعد لا يأخذون منهم، إذا عرفوا شخصا كذاب لا يأخذون منه، ولكن أنظروا إلى الأسلوب الدقيق العلمي الذي كان يقوم به المغيرة بن سعيد، واقعا أسلوب مخابرات، قال: > ويأخذ كتب أصحابه < أصحاب أبي، يأخذ الكتب الأربعمائة التي صنفها أصحاب الباقر والصادق، > يستعيرها منهم < هو إذا جاء المغيرة إلى واحد قال اعرني كتابك لا يعيره يخاف منه يقول: > وكان أصحابه المستترون بأصحاب ابي < هؤلاء كانوا مخترقين أصحاب الإمام الباقر ولا يعرفونهم أصحاب الإمام الباقر الخلص >يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة < اختراق روائي خطير جدا، أنّه عنده خيوطه في أصحاب الإمام الصادق الموثوقين، هؤلاء عندهم كتب مكتوبة بأيديهم الأصول الأربعمائة، التي صارت الكتب الأربعة بعد ذلك والتي صارت البخار بعد ذلك، يأخذها منهم ويسلمونها للمغيرة، > فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي < كان معادي مبغضا لأهل البيت، > ثمّ يدفعها إلى أصحابه، فيأمرهم أن يبثوها أو يثبتوها في الشيعة < أطبعوا منها عشرين نسخة، مثل الآن نسخة محرفة من القرآن واطبعوا منها مليون نسخة، وبعد ذلك نحن لا نعلم أن الذي وقع بشيخ الطوسي كان النسخ الأصليّة أو المحرفة، الذي وقعت بيد العلّامة المجلسي بعد 1000 أو 800 سنة هي أي نسخ؟ وإذا كان في زمان الإمام الصادق تلاعبوا بالنسخ هل النسخ بقيت سالمة إلى زمن صاحب البحار الذي هو 1111 من الهجرة، يعني بعد عشرة قرون، قال: > فيأمرهم أن يثبتوها أو يبثوها في الشيعة < يبن رسول الله ماذا نفعل؟ > قال: فكلّ ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك ما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم < ميزان واضح، كيف نميز الغلو؟ الجواب القرآن يعطيك ميزان الغلو. طبعا المغيرة كان يضع روايات سندها صحيح، لأنّه الضعيف لا تقبل، كما ينتحل ويضع المضمون كان يضع السند أيضاً. وبعد ذلك سأقرأ لكم من كتاب الموضوعات لبن الجوزي أنّه كان هناك خبراء في وضع الأسانيد، يعني كان يأتي بعض الوضاعين يقول له يا فلان خذ وضع لي سندا معتبرا لهذا المضمون، أصلا كان هناك حرفة لوضاعي السند.

    تقول سيدنا قل هذه الليلة نغلق كتب الروايات، لا لا أبدا يبقى ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي، ولكن أحدهما أكبر من الآخر، الآن الميزان أعطيك.

    رواية ثانية: ص 240، رقم 401، من اختيار معرفة الرجال، > قال يونس بن عبد الرحمن (من أعلام الإماميّة ومن أوتادهم) وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله متوافرين < الآن هنا غريب، ماذا يعني أصحاب الباقر، أصحاب الصادق، له بحث آخر الآن لا أريد أدخل فيه وهو أنّه ماذا يعني هؤلاء من جماعة الباقر، يعني ذلك الزمان كانوا مثل زماننا مرجعيات، هؤلاء أصحاب فلان وهؤلاء أصحاب فلان، > ووجدت أصحاب أبي عبد الله متوافرين < يعني مقلدي الإمام الصادق أكثر من مقلدي الإمام الباقر، > فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا لأنّه هو من أصحاب الإمام الرضا < أخذت الكتب لأنّه هو أيضاً سمع روايات من الإمام الرضا، فاستغرب أن هذه الروايات لا تنسجم مع روايات الإمام الرضا، يقول: > فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله الصادق < تبيّن الوضع والكذب والدجل والتزوير كان من أواخر القرن الثاني، الآن عندما أقول في كتاب البحار توجد روايات مكذوبة وإسرائيليات يخرج بعض الجهلة كيف يريد الحيدري أن يضعف التراث الشيعي، بيني وبين الله أريد أن أخلص تراث أئمتي وسادتي من الإسرائيليات، يقول: > فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله، وقال لي: إن أبا الخطاب < كان جيل من الواضعين، ذاك مغيرة بن سعيد وهذا أبا الخطاب أو لعلّه هو، > إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله، لعن الله أبا الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن <، إذن كيف يمكن للمرجع الديني أن لا يكون عالما بالقرآن ويستطيع أن يميّز صحيح الحديث من سقيمه وغث الحديث من سمينه وهو يصرّح أن علم القرآن وعلوم القرآن وتفسير القرآن وفهم القرآن ليس من مبادئ الاجتهاد الفقهي كما قرأنا عن السيّد الخوئي؟ كيف؟ الإمام يقول >فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فإنّا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن < لا نتحدث إلّا بموافقة القرآن والسنة، > إنا عن الله وعن رسوله نحدث ولا نقول قال فلان وفلان فيتناقض كلامنا < إلى أن يقول > فإذا أتاكم من يحدث بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به < اضربوه على وجهه، على رأسه، ولهذا من يصعد المنبر ويقول كلمة قولوا له من أين لك هذا؟ > فإن مع كلّ قول منّا حقيقة وعليه نورا فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان <. والحمد لله رب العالمين.

    المقدّم: شكرا لسماحة آية الله السيّد كمال الحيدري.

    • تاريخ النشر : 2013/07/28
    • مرات التنزيل : 3504

  • جديد المرئيات