نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (326)

  • رقم المحاضرة ﴿326﴾

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللّهم صلي علي محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأن الوقوف عند البطائني فيه عبرٌ متعددة ودروسٌ كثيرة، نعم نريد أن نقف عند وثاقته وضعفه بعد أن ظلّ الطريق وخرج عن مدرسة أهل البيت وصار من الواقفية، ولكن الدروس والعبر الموجودة في هذه الحادثة وفي أمثالها والتي هي قابلةٌ للتكرار، خصوصاً في عصر الغيبة الكبرى عندما نتكلم عن البطائني وعندما نتكلم عن رفيق الدرب له عندما قرأنا الرواية من كتاب الغيبة هذه الطبعة الموجودة عندي مؤسسة المعارف الإسلامية يقول: روى الثقات في (في الفقرة 65 صفحة 63) يقول الشيخ الطوسي في الغيبة فروى الثقات أن أوّل من أظهر هذا الاعتقاد علي ابن أبي حمزة الطبائني وزياد ابن مروان القندي، من رفيق الدرب في هذه المدرسة الجديدة أو الاتجاه الجديد وهم الواقفية؟ زياد ابن مروان القندي، تعالوا معنا للإرشاد للشيخ المفيد لتروا من هو زياد ابن مروان القندي، في موسوعة الشيخ المفيد رقم الجزء 11 الجزء الثاني من الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد هذه عبارته: يقول: فممّن روى النص على الرضا (عليه السلام) الذين رووا إمامة الإمام الرضا بعد الإمام الكاظم، فممن روى النص على الرضا علي ابن موسى (عليهما السلام) بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك، من هم؟ من خاصته، العنوان الأوّل، إذن هؤلاء كانوا خواص الإمام الكاظم، وثقاته، هذا العنوان الثاني كانوا ثقاة الإمام الكاظم تعلمون بأن الاعلان بالإمامة في ذلك الزمان لم يكن ميسوراً أن يكون بشكل عام، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته، أنا أتصور لو أن الإمام الكاظم يعبر عن شخص أو أن أعلامنا مثل الشيخ المفيد يعبرون عن شخصٍ بأنه من الخاصّة والثقاة وأهل الورع والعلم والفقه من الشيعة بعدُ لا هذا اعلائي وإنّما أعلائي أعلائي إلى ما شاء الله، من هم؟ داوود ابن كثير الرقي ومحمد ابن إسحاق ابن عمار، وعلي ابن يقطين ونعيم القابوسي والحسين ابن المختار وزياد ابن مروان القندي، إذن زياد ابن مروان القندي من هو؟ مع رفيق الدرب البطائني اتفقوا على أنّه يشئوا مدرسة الواقفية، ولذا كل الأعلام قالوا ممّا لا إشكال أن هؤلاء لأجل الدنيا ولأجل الجاه والمقام فعلوا ذلك لا لعدم بيان الحقيقة وعدم تبيّنها، يعني هم من المعاندين الجاحدين لا من الضالّين المشتبهين، فرق كبير بين أن يكون الإنسان عالماً ويُنكر هذا هو الجحود الاصطلاحي وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم، ولذا الشيخ الطوسي (رحمة الله تعالى عليه) عندما يقول هذا لا يقول لاشتباهٍ يقول: طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها واستمالوا قوماً فبذلوا لهم شيئاً ممّا اختانوه من الأموال، سؤال: إذا كان في بطانة الإمام من؟ (اجعلوا ذهنكم معي هذا الذي أقول دروس وعبر هذه) إذا كان في بطانة الإمام الصادق والكاظم، ما معنى البطانة؟ هذا التعبير تعبير الإمام أمير المؤمنين يعبّر عن الخواص بالبطانة، الآن الثوب له ظاهر وله بطانة عندما يعبرون عن الشخص أنّه بطانة أحد يعني يعدّ من… الأسرار عند البطانة موجودة، والقرآن يعبر عن هؤلاء بالملأ في فرعون يقول الملأ، الملأ الذين يحيطون، ونحن الآن نعبر عنه بحسب مؤسساتنا الحوزوية نعبر عنهم بالحاشية، هؤلاء هم الحاشية طبعاً الحاشية لا يطلق على كل من موالي لا، بل المراد من الحاشية يعني تلك المجموعة الصغيرة التي تحيط بالمرجع أي مرجع كان، وهنا لابدّ أن أشير في المقدمة الله يعلم لا خوفاً من أحد ولا استمالةً من أحد البحث ليس في الأشخاص لا يتبادر إلى الذهن لا سمح الله أننا نريد أن نتكلم عن فلان أو فلان، لا، وإنّما نريد أن نتكلم عن مخاطر المؤسسة الدينية وأنه كيف نحصّنها؟ لأنّه هذه تعد هوية التشيع في عصر الغيبة الكبرى كما أن الإمامة في عصر الحضور هي الفصل المميّز لمدرسة أهل البيت المرجعية والمراجع في عصر الغيبة هم الفصل المميز فإذا أردنا أن نحصّن المدرسة فكرياً ثقافياً دينياً فلابد من تحصين المؤسسة المرجعية وإلّا اختراقُنا يتم من أين؟ لا يتم الاختراق، ثلاثمائة مليون من يستطيع أن يخترقهم، نعم، باعتبار أن الشيعة في العالم مرتبطين بمرجعية فاختراق المرجع بكل بساطة يكون اختراق للطائفة، ومن هنا أنا طرحت هذا البحث وإلّا كما قلت للأعزة هذا البحث بإمكان أن نقول قال فلان وقال فلان ومع الأسف أن أبحاثنا الرجالية أخذت هذه الأبعاد فقط جرح وتعديل، لا، الأبحاث الرجالية عندنا فيها أبعاد عقائدية فيها أبحاث اجتماعية فيها أبحاث دينية فيها أبحاث المؤسسة الدينية كيف نحصنها ونتعرف عليها، ولذا أعزائي وإن كان خروج عن البحث قليلاً لا أريد أن أخرج كثيراً وإلّا البحث واقعاً بحث مفصل، أنا أتصور أن المؤسسة الدينية في عصر الغيبة الكبرى خصوصاً الأعزة الذين يقدمون رسائل بدل ما يقدمون رسائل في المني والبول والميتة فليكتبوا رسائل في هذه المجالات التي تهم مدرسة أهل البيت، المرجعية في عصر الغيبة الكبرى لابدّ أن تقرأ من محاور أربعة أو خمسة، هذه المحاور اذهبوا واشتغلوا عليها وثقفوا الأمة باتجاهها، المحور الأوّل في المرجعية ما هي شروط من يتصدى لمرجعية الأمة؟ شروطه العلمية، دعونا الآن من الإدارية والسياسية و… من هو الذي يحق له أن يقول أنا مرجع وأنا أتكلم باسم الطائفة، علمياً دينياً معرفياً ما هي الشروط، وهذا هو البحث الذي طرحناه والآن صار لنا أسبوعين أو ثلاث، وهو شروط المرجع الديني العلمي، هذا المحور الأوّل، هذا المحور يعبر عنه بالمحور الثبوتي، ما هي طرق إثبات هذا العلم الذي يملكه الشروط، من أين نتعرف أن هذه الشروط موجودة أم لا؟ هل الشياع يقول لنا هذه الشروط موجودة أم لا؟ هل الإعلام يقول لنا ذلك؟ هل الفضائيات والقنوات تقول لنا ذلك؟ هل قنوات الأعداء تقول لنا ذلك؟ فتعرف فلان مرجع وفلان ليس بمرجع؟ ما هو الطرق والوسائل الإثباتية؟ الآن أضرب لكم مثال: الآن في الجمهورية الإسلامية عندما يذهب ولي الأمر هناك آلية للانتخاب، ما هي هذه الآلية لانتخاب…. هذا المحور الثالث، نحن نجد أن المرجع بالليل يموت في الصباح يعلن فلان مرجع… من الذي اجتمع وعين فلان مرجع وفلان ليس بمرجع، أي مجموعة هذه؟ لماذا هذه ليست تحت الضوء وإنّما هي في الظلام تتخذ القرارات؟ من هذه الجماعة؟ إذا تتذكرون في الآونة الأخيرة بعد ذلك في إيران في جامعة مدرسين في قم اجتمعوا قالوا فلان وفلان وفلان، عينوا سبعة أو ثمانية عشرة ولا أدري ما هي الضوابط التي على أساسها قالوا هذا مرجع وذاك ليس مرجع، لا أدري ولكن توجد آلية وهي المسماة بكذا اسم، سؤال: للمرجعية العامة ما هي الآلية ومن يجتمع وأين يجتمع ويتخذ قرار فلان مرجع وفلان ليس بمرجع؟ وعلى أيّ أساس يتخذ القرار؟ أنتم تعلمون بأن هذا القرار مصير الطائفة بيده، يا أخي ألسنا إلى يومنا هذا ندفع ثمن السقيفة، صار لنا 1420 عام ندفع ثمن الانحراف الذي حصل في السقيفة الأولى ثم الانحراف الذي حصل في السقيفة الثانية يعني بعد موت الثاني أيضاً حصلت سقيفة وأقصي مرةً أخرى عليٌّ، تلك السقيفة الأولى أقصي علي وفي السقيفة الثانية بتدبير متقنٍ محكم من السلطات الحاكمة أنّه علي يأتي إلى السلطة أم لا؟ لتكتمل حلقات المؤامرة على الإسلام، ولذا تجدون بأنه كاملاً عندما جاء الخليفة الثالث اكتمل الاتجاه الأموي كاملاً فعثمان استطاع واقعاً أن يفعل ما لم يفعله الأول والثاني، ولذا تجدون مباشرة أن علي (عليه السلام) عندما جاء إلى السلطة ما استطاع أن يحكم إلا ثلاث سنوات وتسعة أشهر وفي هذه السنوات كم حرب داخلية صنعوا له؟ حروب داخلية أم خارجية كانت هذه؟ حروب أهلية كانت، في البصرة حرب أهلية، في النهروان حرب أهلية، في صفين حرب أهلية، وكلها أصابع الذين قالوا دفناً دفنا لأولئك، ولهذا بعد أربع سنوات كاملاً استلموا الأمويين السلطة وبقي الإسلام يئنّ إلى العباسيين الذين عندما أتوا كانت مآسيهم على الإسلام أضعاف الأمويين وهذا التأريخ، أعزائي إذا لم نلتفت جيداً الأعداء يعملون عملهم أنا الآن لابد أن أحصّن مؤسستي الدينية حتى لا تخترق وإلا نحن لا نخالف… لابد أن توجد هناك مؤسسات هي التي تقرر من الذي يترشح ومن الذي لا يترشح من الذي يستحق ومن الذي لا يستحق ولكن لماذا في الغرف المظلمة وليس تحت الضوء، لماذا؟ من صاحب القرار أنه فلان مات إذن فلان يصلح وفلان لا يصلح، هذا المحور الثالث، المحور الرابع ولعله هذه من أهم المحاور الذي أنا طرحت بحث البطائني وأمثاله لهذه وهو دور نظام الوكالة وتأثيرها في اتخاذ القرار، لأنه من الذي يوصل المعلومات والتقارير الكاملة من مختلف البلاد إلى المرجع؟ يعني الآن الدولة هنا في الجمهورية الإسلامية أو ولاية الأمر ما هي أياديها في العالم؟ سفراءها، السفراء هم نظام الوكالة ولكن صارت باسم السفير، هؤلاء هم الذين يرفعون التقارير إلى الوزارة الخارجية والوزارة الخارجية ترفع إلى مجلس الأمن القومي، مجلس الأمن القومي يرفع إلى القيادة في البلد، اطمئنوا أن الوكلاء يرفعون التقارير للخاصة حول المرجع أو إلى البطانة أو إلى الملأ أو إلى الحاشية باصطلاحنا، هذه الفلترة الأولى والفلترة الثانية أن الحاشية توصل ما تشاء أن توصله ولا توصل ما لا تشاء أن لا توصله، إذن نظام الوكالة هي التي تشكل أعين وأسماع المرجع في الأمة فإذا لا سمح الله اخترق هذا النظام نظام الوكالة يعني اخترقنا نفس المرجع ولكنه بالواسطة وواسطتين وهذا هو الذي حدث في البطائني وزياد ابن مروان القندي، كانوا من البطانة ولهذا استطاعوا أن يؤسّسوا مذهباً وإلا إذا لم يكونوا من البطانة هل الشيعة كانت تثق بهم أم لا؟ لا تثق بهم، لماذا وثقت بهم؟ لأنهم كانوا من خاصة الإمام الكاظم، من ثقاته وأهل العلم، كانوا من العلماء من المجتهدين من المراجع، بحسب اصطلاحنا لأنه هذا التعبير أمامكم تعبير المفيد هو من أهل الورع والعلم والفقه من شيعته يعني لا جمّال لا طحّان وإنّما باصطلاحنا فقيه مرجع كان في حاشية الإمام، ولهذا أساء هذا الموقع، إذن أنا إذا قلت (أتكلم بنحو القضية الحقيقية لا القضية الخارجية) إذا قلت بأنه المرجعية قابلة للاختراق هل أريد أن أسقط المرجعية؟ هذا دفع دخلٍ هذا دفعٌ وليس رفع، لا أريد أن أقول بأنه يوجد عملاء ولعله يوجد لا أعلم أنا، ولكن أنا أقول بالنا وخصوصاً أنتم تعرفون هذا وضعنا في الجمهورية الإسلامية وهذا وضعنا في العراق الشيعة تأتمر بأمر السياسيين أم بأمر المراجع؟ بأمر المراجع، وهكذا اذهب أنت إلى كل مناطق تواجد الشيعة في العالم تجد هذا المعنى، ولذا واقعاً أنتم هذه الطبقة طبقة الفضلاء طبقة الخطباء طبقة الأساتذة طبقة أهل المنبر طبقة أصحاب القنوات، لابد أن يوصلوا هذه الحقيقة وهذا لا سمح الله ليس طعناً في الأشخاص لا فهم أنزه أقدس أطهر أزهد عبر ما تشاء، الكلام ليس في الشخص الكلام في المؤسسة وكيف نحصّنها من اختراقات الأعداء بعد أن عرفوا أن مفتاح عقل التشيع ومصير التشيع بيد من؟ أنا اعبر عن المرجعية والمؤسسة الدينية أقول هو FM الذي يتحرك به العقل الشيعي، أنت شايف إذا مدخل على الموج الصحيحة الصوت تسمعه أم لا؟ الـ FM الذي يتحرك عليه العقل الشيعي هو المرجعية، ولهذا كل جهودنا لابدّ أن تصب لحمايته، وإلّا لا سقيفة ولا سقيفة ثانية والله العظيم يومياً سوف تترتب في عقولنا وفي واقعنا سقيفةٌ وتحرف مسيرتنا، كما حصلت وحصل على مر التأريخ، ثم بعد ذلك هذه المحاور الأربعة والخمسة يأتي محور الذي يحرك هذه المنظومة كاملة، هذا القلب المحرك وهو الأموال، وإلّا كل هذه الحركة لا تتحرك إلّا بالمال ولذا هؤلاء عندما تحركوا تحركوا ماذا؟ أمامك قرأت العبارة، قال: تحركوا هذا بثلاثين ألف يقول مات أبو إبراهيم وليس من قوّامه أحدٌ إلّا وعنده المال الكثير هؤلاء الوكلاء مولانا، القوام يعني القائمون بأمر الإمام الكاظم، هؤلاء كل واحد كان بأيديهم أموال وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته وقالوا بأنه بعد ثمانية أشهر سيرجع، طمعاً في الأموال كان عند زياد ابن مروان القندي سبعون ألف دينار وعند علي ابن أبي حمزة البطائني ثلاثون ألف دينار، طبعاً ليكون في علمكم أن سبعة ألف دينار في ذلك الزمان كثير جداً، لأنّه يقال البيت في الكوفة كان بمائة درهم، يعني مبالغ ضخمة وهي التي قرّرت أنّه تحرف وتصنع سقيفة أخرى تقول الإمام الرضا ليس إمام لأنّ الإمام الكاظم غاب وثمانية أشهر بعدُ سوف يرجع، إذن نظام الوكالة عندما يمتلئ بامبراطورية مالية هنا يدخل على الخط الاختراق وتبدأ الخطورة على نظام المرجعية لأنّه هؤلاء الوكلاء هم سوف يقررون من يكون ومن لا يكون، كما فعل هؤلاء كما فعل البطائني كما فعل القندي وأمثاله، هذه خلاصة هذه العشرين دقيقة وليست أكثر خلاصة لهذا البحث الخطير في حوزاتنا العلمية، وعدنا جميع المسئولية، كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الكل مسئول لا يقول أنا ماذا بيدي؟ لا أبداً الكل مسئول، وقفوهم، ولكن نعم المسئوليات تختلف من شخص إلى آخر مسئولية كل شخص بحسبه، أنا عندي مسئولية وأنت عندك مسئولية وجناب الشيخ وجناب السيد عندهم مسئولية، هذا الذي يخرج في الفضائية وهذا الذي يصعد على المنبر وهذا الذي يدرس وذاك الذي يكتب و… لابدّ من إيصال الحقيقة إلى الناس لابدّ من تحصين هويتنا وهي المرجعية في عصر الغيبة، جيد أرجع إلى البحث أمّا البحث الأصلي: أعزائي الجهة الأولى قلنا في مذهبه ما هو مذهب هذا الإنسان هل هو سليم المذهب أو ضالّ المذهب منحرف المذهب؟ لابدّ أن نتعرّف عليه أولاً، لا إشكال ولا شبهة أنّه إلى قبل شهادة الإمام الكاظم كان سليماً سويّاً ثقةً من أهل العلم و… كل كلماتهم تشير إلى أن البطائني كان كذلك، ولكنه هل انحرف أم لا؟ الروايات الواردة في ذلك كثيرة جداً ولكنه أنا أشير إلى بعض هذه الروايات، من هذه الروايات (طبعاً روايات وكلمات) ما ورد في رجال النجاشي للنجاشي الكوفي المتوفى 450 من الهجرة هذه مؤسسة النشر الإسلامي في ترجمته رقم 656 قال: واسم أبي حمزة سالم البطائني أبو الحسن مولى الأنصار كوفي وكان قائد أبي بصير، البصير الذي من أعيان الإمام الصادق، يحيى ابن القاسم وله أخ يسمى جعفر ابن أبي حمزة روى عن أبي الحسن موسى وروى عن أبي عبد الله الصادق ثم وقف فهو من الواقفية، وهو أحد عُمد الواقفة، وصنف كتباً عدة كان من الأعلام من المراجع في ذلك الزمان منها كتاب الصلاة وكتاب الزكاة وكتاب التفسير وأكثره عن أبي بصير كتابٌ جامع في أبواب الفقه وقال وقال وقال إلى آخره، هذا المورد الأول والثاني: أما النصوص التي أشارت إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح منها ما ورد في رجال الكشي اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي الذي هو في صفحة 409 هذه الطبعة التي عندي وهي مركز انتشارات العلامة المصطفوي القاهرة لندن ورقم الرواية 754 الرواية: عن علي ابن أبي حمزة قال أبو الحسن موسى يا علي أنت وأصحابك، يقول لمن؟ لأبي حمزة البطائني، هذه الآية اقرءوها في سورة الجمعة حتى بعد ذلك أأتي إلى البحث، في سورة الجمعة الأعزة يتذكرون قال: ﴿مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها﴾ ماذا معناه؟ حملوا التوراة ثم لم يحملوها ماذا يعني؟ إذا حملوا لم يحملوها يعني ماذا؟ يعني مثل الذين علموا الحقائق ولكنه آمنوا بها أو أنكروها؟ نفس المضمون الذي ورد وجحدوا واستيقنتها أنفسهم، ﴿مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين﴾ تعال إلى الرواية: عن علي ابن أبي حمزة البطائني، العجب أن الراوية عن نفس البطائني، قال أبو الحسن الموسى يا علي أنت وأصحابك شبه الحمير، هذه ليست شتيمة هذا اقتباس من الآية المباركة في سورة الجمعة، هذا الأدب كان متعارف، الآن في زماننا إذا قلنا لواحد الذي لم يعمل بما علم أنت حمار يقول لماذا تشتم، يا عزيزي إذا كانت هذه شتيمة فأول الشتامين القرآن، لا عزيزي هذا بيان حال، لأن الحمار واقعاً يحمل كثير من الأمور ولكن هو ينتفع بها أم لا؟ لا ينتفع، إشارة إلى هذه النكتة، قال يا علي أنت وأصحابك شبه الحمير وكذلك الرواية الثانية: 757 من نفس الباب عن علي ابن أبي حمزة قال قال أبو الحسن يعني الأول الإمام الرضا: يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير، الغريب الموجود في هذه أنه بينك وبين الله أمن المنطق أن البطائني ينقل روايات في ذم نفسه؟ هذه ما هو توجيهه؟ لأنه في سند هذه الروايات نفس علي ابن أبي حمزة البطائني موجود، الآن قد يقال بأن التوجيه لها أنه كان يريد أن يضعف موقف الإمام الرضا أنه هؤلاء هكذا يقولون فينا، لا اعلم وإلا لا يوجد أحد ينقل ذم الإمام في حق نفسه، على أي الأحوال هذه أيضاً رواية وكذلك في صفحة 409 الرواية 755 قال قال أبو الحسن علي ابن الحسن ابن فضال (هذه الرواية جداً مهمة) علي ابن أبي حمزة كذابٌ متهم، هذه الرواية هي التي وقفت أمام توثيق البطائني، لأنه نحن أهم شيء… صحيح نقول أن صحة الاعتقاد ليس شرطاً في الوثاقة ولكن الصدق شرطٌ في الوثاقة وابن أبي فضال يتهّمه أنه كذاب، إذن شرط الاعتماد على روايته موجود أم لا؟ شرط الاعتماد ما هو؟ هو أن يكون صادقاً في النقل وإن كان باطلاً في الاعتقاد، وهذا هو الثقة، الثقة بالمعنى الأخص لا بالمعنى الأعم يعني وإن كان باطل العقيدة ولكنه صحيح ثقة عادل في النقل، هنا يتهمه بالكذب، فإذا كان كاذباً فهل تقبل روايته أم لا؟ ولكن المشكلة التي تواجه هذه الروايات على فرض صدورها هو أنه كاذب مطلقا أو كاذب بعد انحرافه؟ إذا قلنا كاذب مطلقا إذا حتى الروايات التي ناقله قبل شهادة الإمام الكاظم فهي ساقطة عن الاعتبار إما إذا قلنا كاذب بعد الانحراف إذن لابد بالقرائن أن نتعرف أن هذه الرواية نقلها قبل الشهادة أم بعد شهادة الإمام الكاظم؟ عند ذلك نرى بأن يقبل أم لا، هذه القضية احفظوها حتى يأتي البحث عنها، وكذلك في رواية الغيبة للطوسي التي هي في صفحة 64 الرواية هذه هي: قال (كما قرأناها) لكم قال: مات ابو إبراهيم وليس من قوام أحد إلا عنده المال الكثير فلما رأيت ذلك وتبينت الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا ما علمت تكلمت ودعوت الناس إليه فبعثا إليّ، الرواية عن يونس ابن عبد الرحمن الذي قلنا، وهذه الرواية: قال مات أبو إبراهيم وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير وكان سبب ذلك وقفهم وجحدهم طمعاً في الأموال فلما رأيت ذلك (مَن؟ يونس ابن عبد الرحمن يقول) وتبينت الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا ما علمت تكلمت ودعوت الناس إليه، اجعل ذهنك معي لا أريد أن أدخل في هذا البحث فقط أنبه ذهن الأعزة، يونس بن عبد الرحمن من الخواص والبطانة ولكنه يقول بعد شهادة الإمام الكاظم تبين لي أن الإمام الرضا ماذا؟ هل أنت ما كنت تدري الأسماء؟ يقول لا لا نعلم أنه في زمن الإمام الكاظم من الإمام بعد الإمام الكاظم، إذن كيف تقولون روايات أنه الأسماء في ساقي العرش وأنه… لا لا هذه كانت عند الخواص وليست عند العموم، بل خواص الخواص، الآن ما هي الأسماء وهذا هو السبب الذي أدى إلى أنه كل إمام بعد الإمام الصادق يموت الشيعة ماذا يصيرون؟ يتشعبون والآن واحدة من أهم الإشكالات التي يذكرها بعض المنحرفين عن مدرسة أهل البيت وكتبوا الكتب لا أريد أأتي بالأسماء أنتم تعرفونهم هي هذه الظاهرة يقولون لو كانت أسماء الأئمة والأئمة معروفون عند شيعتهم لماذا عندما يموت الصادق ينشعبون ثلاثة شعب يموت الكاظم ينشعبون سبعة شعبة يموت الرضا ينشعبون عشرين شعبة الإمام معين لماذا يقع الاختلاف؟ إذا الخليفة والإمام معين من الله وهؤلاء هم شيعة أهل البيت لماذا يختلفون؟ من هنا استدل هؤلاء إذن مسألة هذه الأسماء تأريخياً الأئمة فعلوها لا أنها كانت نص من الله يعني كل واحد من هم كان يأتي يصنع إمام لنفسه وإلا لا يوجد شيء ثابت وإلا لو كانت ثابت لماذا اختلفوا؟ أنظروا إلى العبارة يستندون إلى مثل هذه الروايات يقول: فلما رأيت ذلك (بعد شهادة الإمام) الكاظم وتبينت الحق (يعني تبين لي الحق بعد شهادة الإمام الكاظم) وعرفت من أمر ابي الحسن الرضا ما علمت، إذن قبل شهادة الإمام الكاظم كان لا يعلم، تكلمت ودعوت الناس إليه، كنت أنا من حاشية الإمام الكاظم ومن بطانته فأنا بدأت أدعو إلى مرجعية الإمام الرضا بحسب اصطلاحنا يعني إمامته، فعبثا إلي، أولئك قد صنعوا لهم دكاناً آخر، من؟ البطائني والقندي، فبعثا إلى وقالا ما يدعوك إلى هذا؟ بتعبيرنا هل جننت، لا يوجد شيء هناك تعال إلينا يوجد كل ما تريد، وقالا لي ما يدعوك إلى هذا إن كنت تريد المال فنحن نغنيك، أنت الآن صرت من دعاة الإمام الرضا إذا خاطِرِ الأموال نحن نعطيك أكثر منه، سؤال: هذه الظاهرة في زماننا تتكرر أم لا؟ والله إذا واحد يقول لا تتكرر، كيف هذا؟ بيني وبين الله الوكلاء الحاشية هل يفعلون هكذا؟ هل هؤلاء ليسوا ثقة؟ يا أخي هؤلاء كانوا ثقة الإمام الكاظم خاصة الإمام الكاظم وفعلوا ما فعلوا والذي ينكروه ليس مرجع من مراجع الطائفة الذي يصيب ويخطأ إنسان مثلي ومثلك، الذي ينكروه إمام الرضا ينكروه، يعني المسألة أوضح من الشمس في رابعة النهار، ما الذي يدعوك… فنحن نغنيك وضمنا لي عشرة آلاف، قالوا عشرة بالمائة من الدخل إليك، ماذا تريد بعد؟ والله يا أخي يوجد دروس أكبر من هذه الدروس أنا لا أتوقع أن بعض ضعاف النفوس في فلان بلد وفلان بلد وفي فلان بلد يبعثون إلي يقولون أنت لماذا تدعو لمرجعية الفلان؟ يقول له: إنه أعلم، فيقول إذا كان الأمر كذا نحن أيضاً نعطيك كذا، هو مباشرة ترى يأخذ الاتجاه ويتبدل البارحة كان يقول فلان أعلم واليوم يقول… هل هذا الآن قليل في واقعنا الشيعي أم لا؟ لا ليس بقليل، يعني كيف صار؟ البارحة أما كان أعلم، واليوم صار عنده… إلا إذا رأى طيفاً أنه الاعلمية ليس عند فلان وإنّما عند فلان، يقول فأبيت وقلت لهما إنا روينا عن الصادقين (عليهم السلام) أنهم قالوا إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سُلب نور الإيمان وما كنت لأدع الجهاد وأمر الله على كل حالٍ فناصباني وأضمرا لي العداوة، بدأت العداوة، هذا ضد المرجعية وهذا مرتبط بالمخابرات و… هذه سنة التأريخ، التتمة تأتي والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/07/31
    • مرات التنزيل : 1109

  • جديد المرئيات