نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (334)

  • رقم المحاضرة ﴿334﴾

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللّهم صلي علي محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا إلى المقام الثاني من البحث في هذه الرواية الواردة في أصول الكافي وهي الجزء الأوّل من أصول الكافي صفحة 91 بعبارة أخرى باب فقد العلماء الرواية الثالثة وهي محمد ابن يحيى عن أحمد ابن محمد عن ابن محبوب عن علي ابن أبي حمزة وقد وقفنا عند أبي الحمزة البطائني قال سمعت أبي الحسن موسى ابن جعفر (عليهما السلام) يقول إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض، قلنا بقرينة الرواية السابقة عليها أن المراد من المؤمن هنا هو المؤمن الفقيه والمؤمن العالم لأنّ الرواية السابقة عليها إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء، هنا أيضاً عندما يقول إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، هذه من الروايات الدالة والقوية الدلالة عن أن كل شيءٍ في هذا العالم له علمٌ وفهمٌ وإدراك ونحو ذلك، منها هذه الرواية حيث قال وبقاع الأرض، بقاع الأرض ما لم تكن تعلم من يصلّي عليها ومن يعبد الله عليها يعني هذه مؤيدة للآية المباركة: ﴿وإن من شيء إلّا يسبح بحمده﴾ أو الآيات ﴿ولله يسجد ما في السماوات﴾ وكذلك الآيات ﴿أتينا طائعين﴾ وعشرات الآيات القرآنية التي تثبت أن كل شيءٍ في العالم له علم وتسبيح وسجود وإطاعة واستسلام، نعم تختلف الدرجات في ذلك وهذا موكول إلى محله، هذه الرواية من تلك الروايات، قال بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وأبواب السماء التي كان يُصعد فيها بأعماله، أيضاً هناك بحث في أنّه ما هو المراد من السماء في الآيات والروايات وما هو المراد من أبواب السماء، لا تفتّح لهم أبواب السماء هذه أي أبواب لا تفتح لهم؟ الآن نجد أبوب السماوات مفتوحة للكفار وغير الكفار، ما معنى لا تفتح لهم؟ أو ﴿وأوحى في كل سماء أمرها﴾ ما هي هذه السماوات؟ بحث قرآني وروائي مهم لابدّ من الالتفات إليه، وأبواب السماء التي كان يصعد إليه بأعماله، محل الشاهد: وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء، لماذا يُثلم في الإسلام؟ الثلمة كما تعلمون يعني ما يكون الثغرة، عندما يوجد عندك جدار أو حصن وقعت فيه ثغرة تسمى ثلمة وبهذا الإمام (عليه السلام) علّل قال لأنّ المؤمنين الفقهاء، وهذا شاهد آخر على أن الذي مات لا المؤمن وإنّما المؤمن الفقيه، لأنّ المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها، طبعاً في بعض النصوص: لأنّ المؤمنين الفقهاء كحصون الإسلام، لا يفرق كثيراً، طبيعي إذا صار المؤمن الفقيه كالحصن أو بمنزلة الحصن فإذا مات فهو يسد هذه الثغرات فإذا مات عند ذلك تفتح ثلمة ويفتح ثغرة فلابد من ملئها، هذه الرواية سنداً تقدّمت، أمّا متنها وهي لابدّ من البحث فيها عدة أبحاث البحث الأوّل: ما هو المراد من الفقهاء؟ هذا البحث تقدّم مراراً قرآنياً وروائياً واتضح لنا أن الفقه والفقيه والفقهاء بحسب الاصطلاح القرآني والروائي أعمّ استعمالاً من المصطلح عليه في حوزاتنا العلمية، يعني الآن لمفسر بحسب اصطلاحاتنا العلمية لا يقال له فقيه، الآن متكلم ومدافع عن العقيدة لا يصطلح عليه في الحوزات أنّه فقيه ولكنه من يتعامل مع الحلال والحرام يصطلح عليه بالفقيه، طبعاً عندما تراجع كلمات كل الذين كتبوا وعلّقوا على أصول الكافي هذه الرواية وغيرها أشاروا إلى هذه النكتة قالوا أن الفقيه هنا ليس مراده الفقه المصطلح، وسنقرأ بعض العبارات، هذا الأمر الأوّل والأمر الثاني: ما هو المراد أو لماذا شبّه المؤمن الفقيه بأنه حصن من حصون السلام؟ ما هو وجه التشبيه؟ لأنكم تعلمون دائماً ليس في التشبيهات أو الاستعارات أو التمثيلات أو الأمثال ونحو ذلك ليس المقصود دائماً أن كل الخصوصيات الموجودة للمشبه به نريد أن ننقلها إلى من يريد التشبيه به، ليس كذلك وهكذا الأمثال، ولهذا قيل أن الأمثال تقرب من جهة وتبعد من جهات او من ألف جهة لأنّ الغرض هو جهة معينة نريد ان نصل إليها لا مطلقاً، يعني عندما نشبه أو القرآن يقول: الله النور، هذا ليس معناه أنّه إذا كان النور مركب فيزيائي إذن الله مركب في الوجود، لا ليس كذلك، وإنّما هناك خصوصية في النور هذه الخصوصية نريد أن ننقلها إلى الحق سبحانه وتعالى، الله نور السماوات، الآن واحد يقول فلنبحث الله شبّه ووصف نفسه بأنه نور فلنذهب إلى الفيزياء وخصوصيات النور، فكل الخصوصيات ينقلها إلى الله، إذن في التشبيهات والاستعارات والأمثال هناك جهة يراد التشبيه والتمثيل لها لا من كل الجهات، على هذا الأساس تعالوا معنا إلى اللغة، فيما يتعلق باللغة أهم خصوصية أخذت في الحصن أو الحصن أو الحصين ونحو ذلك، هو أنّه يمنع الدخلاء أن يدخلوا، يعني قريب من الحفظ ولكنه للحفظ خصوصيات وللحصن خصوصيات أخرى، أنظروا إلى ما يقوله الراغب في المفردات يقول الحصن جمعه حصون في مادة حصن، قال الله مانعتهم حصونهم من الله، إذن القرآن جعل أصل المنع إنّما يتم المنع من خلال الحصون ومن خلال الحصن، وقوله عزوجل ﴿لا يقاتلونكم جميعاً إلّا في قرىً محصنة﴾ أي مجعولة بالإحكام ومحكمة لا يمكن النفوذ أو أن تجد ثغرة للدخول إليهم، ولذا جاءت كلمة ثلم في الإسلام ثلمة لأنّ الثلمة هي الثغرة، قال أي مجعولة بالإحكام وتحصن إذا اتخذ الحصن مسكنا، هذا هو أصل اللغة، الآن: ثم يتجوز به في كل تحرز، كل أمرٍ يمكن أن يكون حرزاً وحفظاً عند ذلك تجوزاً ومجازاً واستعارةً وتشبيهاً يعبر عنه بأنه حصين وفي حصن، قال: في كل تحرزٍ ومنه درع حصينة لكونها حصناً للبدن، الدروع أيضاً تسمى درع لأنّها تحصّن وتحفظ البدن وفرس حصان إلى آخره، مجموعة من الشواهد التي يشير إليها والإخوة يراجعوا هذا البحث في التحقيق في كلمات القرآن الكريم للعلّامة المصطفوي في مادة حصن، هناك بعد أن يذكر جملة من كلمات المصباح والمقاييس والصحاح يقول: الأصل الواحد في هذه المادة المعنى هو الحفظ المطلق في الظاهر والمعنى، هذه التوسعة لا فقط في الظاهر وإنّما الظاهر والباطن، الأمور المحسوسة والأمور غير المحسوسة، نعم ما الفرق بين الحفظ والحصن؟ يبين مجموعة من الأمور ولا نقف كثيراً في هذا المعنى، إذا اتضح هذا المعنى تعالوا إلى مضمون الحديث: المؤمن الفقيه حصن من حصون الإسلام، أنا فقط انقل التعليقات التي علقوها على هذا المتن: التعليق الأوّل للمازندراني في ذيل هذه الرواية من أصول الكافي يقول في الجزء الثاني صفحة 105: يقول: وثلم في الإسلام ثلمة وقد علّل الجميع أو الأخير، الأخير يعني وثلم في الإسلام ثلمة، قال لأنّ المؤمنين الفقهاء، سؤال: ما المراد من الفقهاء؟ قال وهم العارفون بالمعارف الإلهية والعالمون بالشرائع النبوية والخالصون من الصفات الذميمة النفسانية والمنزهون عن الصفات الرذيلة الشيطانية والجامعون بين المعقول والمنقول، لماذا معقول؟ باعتبار أن العقائد كثير منها أمور معقولة وليست منقولة، حتى لو جاءت في القرآن فهي أمور معقولة، يعني أمر عقلي عرض له النقل، لا أنّه نقلي، لا يعني كلما جاء في النقل فهو في قبال العقل، هذا التفسير وهذا البيان جداً خاطئ، دائماً لا يقع المنقول في قبال المعقول، كثير من المنقول هو معقول ﴿لو كان فيهما آلهة إلّا الله لفسدتنا﴾ هذا منقول، آية قرآنية ولكن مضمونها ماذا؟ ما هو وجه الملازمة لو تعدد الآلهة يقع الفساد؟ بأي دليل؟ اثنان من العقلاء يجلسون ويقسمون العالم فيما بينهم، نصف إلك ونصف إلي وتنتهي القضية، الحكام يقومون الآن بهذا العمل فما بالك باثنين علماء وعقلاء يجلسون ويتفقون على تقسيم العالم، بأيّ بيان الآية المباركة تقول لو كان فيها تعدد لفسد العالم؟ وهذه من أهم الإشكالات التي أوردوها على مضمون الآية المباركة، ومن حدّه فقد عدّه ومن عدّه فقد أبطل أزله، هذا منقول لا معقول يعني في نهج البلاغة ولكنه الاستدلال نقلي أم عقلي؟ ما هو وجه الملازمة بين الحدّ والعدّ؟ وإذا صار معدودا ما المشكلة أن الله واحد عددي؟ يقول صار حادث، ما هي وجه الملازمة بين أن يكون معدود وبين أن يكون حدّ؟ إذن لا يتبادر إلى الذهن عندما يقول معقول يعني ليس بمنقول وعندنا يقول منقول يعني ليس بمعقول، يقول والقادرون… التفت إلى عبارات علماء مدرسة أهل البيت، والقادرون على ربط الفروع بالأصول، المراد ليس أصول الفقه بل أصول الدين يعني أولئك الذين يستطيعون أن يستنبطوا الفروع الفقهية من الأصول العقدي، هذا كلام المازندراني، العلامة الشعراني أستاذ الشيخ الجوادي: يقول إنما قال ذلك لئلا يتوهم ان المراد بالفقهاء المقتصرون على الفروع والمكتفون بالمنقول التاركون للمعقول، إنّما قال هذا الكلام حتى يبيّن بأنه أساساً المعارف اصطلاح الروايات في الفقه والفقيه ليس هذا، لوددت أن أضرب إلى رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا، يعني حتى يتعلّموا الحلال والحرام؟ لا بل حتى يتعلموا التوحيد والمعارف الدينية الأخرى و… قال لأن الفقه في اصطلاح الكتاب والسنة أعمّ منه في اصطلاح المتأخرين، وهذه قضية وقاعدة كلية استفيدوا منها، يعني رتبوا عليها نتائج كبيرة وخطيرة، وهو أنه لا يذهب ذهنك كلما ورد اصطلاح في القرآن أو في الرواية مباشرةً تأتي إلى المتعارف المستعمل في حوزاتنا العملية أو الحوزات العرفية والعقلائية، بل لابد أن تسأل القرآن نفسه أو الرواية نفسها، المورد الثاني وهو حاشية الميرزا رفيعي: الحاشية على أصول الكافي تأليف رفيع الدين محمد ابن حيدر النائيني المتوفى 1082 القمري، التي هي تحقيق محمد حسين الدرايتي في صفحة 121، هناك يقول: لمّا ذكر أن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام أي: الحافظون له بحفظ العقائد الصحيحة والشريعة القويمة المانعون عنه بالمنع عن دخول الشُبه والأباطيل والبدع فيه، وهذه هي الوظيفة الأساسية للفقيه العالم أو الفقيه المؤمن في عصر الغيبة الكبرى وهو أن يكون صدّاً منيعاً أمام شبهات الآخرين ولذا نحن عندما جئنا قلنا أنه من خصائص المرجع الديني العلمية لا أن يكون واقفاً على الفروع بل الفروع والأصول ولا فقط يعرف الأصول من مبانينا وإنّما لابد أن يعرف علم الخلاف لأنه يريد أن يدافع ويكون حصناً، أعزائي الجندي القائد في المعركة بيني وبين الله لا يكتفي أنه يحصّن بلده بل لابد أن يعرف خطط الأعداء ليستطيع أن يدافع عن حدود البلد وإلا إذا لا يعرف خطط الأعداد ومؤامراتهم… هنا كذلك الفقيه والمرجع الديني الذي يتصدى للمرجعية الدينية عندما أقول مرجعية يعني إدارة الأمة وإلا مرة واحد يقول أنا أريد أن اكتب رسالة عملية وأجلس في البيت، لا توجد مشكلة ولكن لا يجب أن يتصدى للمرجعية الدينية أما من يتصدى لابد أن يقوم بكل هذه الأدوار التي أوكلت إليه، هذا عندما يقول لأنه كذا يعني هذه هي وظائفكم، الآن من يستطيع أن يقوم بها فبها ونعمة ومن لا يستطيع فليقول أنا لست قادراً على هذا، الآن لو أتى واحد لك وقال توجد فرقة عسكرية تعال وقُد هذه الفرقة، تقول هذا ليس تخصصي، انتهت القضية، أما أنك لست أهلاً وبعد ذلك تتصدى فأنت المسئول، هذا مورد وكذلك في الموارد الأخرى التي الآن الوقت لا يسع وهو الصافي في شرح الكافي وهو بالفارسي وهو جيد جداً في المجلدين، صافي در شرح كافي، ملا خليل القزويني المتوفى 1089 من الهجرة القمرية، بالأمس يتذكر الأعزة وهذا هو محل كلامي: قلنا بأن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أساساً من غير أن نذهب يميناً ونفسر ونجتهد هم بيّنوا مصاديق الحصن، طبعاً عندما أقول بينوا لا يعني… هذا من باب المثال والرواية المعروفة التي يعرفها الجميع وهي ما وردت في توحيد الصدوق صفحة 27 أو باب ثواب الموحدين الرواية 23 الرواية المعروفة عن الإمام الرضا قال سمعت سمعت سمعت أبي الحسين يقول سمعت أبي أمير المؤمنين يقول سمعت رسول الله يقول سمعت جبرائيل يقول الله جل جلاله يقول: لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي، إذن من أهم الحصون التي يتحصن بها الإنسان هو… نعم الحلال والحرام أيضاً من الحصون وتحصنه من الوقوع في المهالك فلا إشكال ولا شبهة، الحلال والحرام والواجب والمستحب والمكروه من يعمل بها وينتهي من محرماتها تحصنه من عذاب الله بلا إشكال ولكن الكلام في حصر الحصن في هذه الفروع، الإمام يقول: بماذا تتحصّن أولاً؟ تتحصن بالتوحيد، سؤال: من المسئول عن إيجاد ثقافة التوحيد في الأمة؟ بائع الرقي مسئول؟ البقال مسئول؟ السياسي مسئول؟ أم الذي يدعي أنه نائبٌ وقائم مقام الإمام المعصوم؟ المرجعية الدينية هذه، إذن أولاً حفظ التوحيد من الشُبه، نشر معارف التوحيد في الأمة هذه الوظيفة الأولى لمن؟ وهذه كانت لم يقصر فيها علماءنا السابقون يعني الشيخ الصدوق والطوسي والمفيد والعلامة المجلسي لم يقصروا، في الآونة الأخيرة وفي المائة السنة الأخيرة هذه حذفت من حوزاتنا العلمية ولذا الآن أنت أيّ مكتب لأي فقيه ولأي مرجع تجد فيه تراثه الرسالة العملية موجودة والرسالة الفقهية الموجودة نشر الرسالة الفقهية المتبرعين لطبع الرسالة موجود ولكن هل تجد قصاصة ورق في معارف التوحيد؟ لا تجد، إذن هل تتوقع أنه أنت حصنت الأمة في التوحيد؟ حصنت الأمة في الإمامة؟ حصنت الأمة في معارف العدل والمعاد و…؟ ولذا قال فلما مرت الراحلة نادانا بشروطها وأنا من شروطها، إذن هذا الحصن لكي يعطي ثماره المشروط عدمٌ بعدم شرطه، وهذا الشرط ليس اعتباري وإنّما شرط وجودي تكوينيّ، والمشروط عدمٌ بانعدام شرطه، والإمام يقول بشكل صريح وأنا من شروطها، وهذا واضح عندما يقول أنا مراده الإمامة، إذن التوحيد على ما له من الآثار وعلى ما له من المعطيات وعلى ما له من النتائج هو بمنزلة المقتضي، ما هو شرطه؟ الإمامة، هذه الثقافة من لابد أن ينزلها إلى الأمة ومن المسئول عنها؟ عمامتي وعمامتك مسئولة، واطمئن كما قال بعض الأعلام المعاصرين كن على ثقة الناس بسببنا سيدخلون الجنة ونحن لتقصيرنا سندخل النار، الناس أعطوا كل دينهم وقلّدوها في رقبتنا، أليس هذا هو التقليد، قالوا ما تقولون فنحن مستعدين، في الجهاد والمال و… ولكن لم تقولوا تعالوا إلى معارف الدين الأساسية ونحن أيضاً ما ذهبنا بهذا الاتجاه ولهذا نحن أمّيّون وطبعاً هذه الأمّية الآن لا فقط حاكمة في وسط الناس بل في كثير من الدوائر الحوزوية الأمية العقائدية حاكمة، أنا كان معي أحد المسئولين عن أحد المؤسسات التي تبعث المبلغين في العالم وتعرفون للمواسم الكذائية، لا أأتي بالأسماء لأنه لا توجد ضرورة، قال قلنا تعالوا امتحنوا في العقائد فهناك قد يسئلونك مسألة عقائدية، يقول سبعين في المائة كانوا في العقائد دون المتوسط في الحوزة العلمية، والسبب واضح لأنه نحن في دروسنا شغلنا الطالب بالفقه والأصول، ليس مشكلة الطالب بل مشكلة النظام التعليمي داخل المؤسسة الدينية، الآن أنتم اذهبوا إلى اللجنة المعروفة في قم للأساتذة، الآن ألف درس يوجد خارج وسطوح عالية في الفقه والأصول، اسألوا كم درس يوجد في العقائد والذين يدرسون العقائد هل هم أهل التخصص أم لا؟ كم يوجد درس في الأخلاق والتربية والتفسير؟ أليس يعلمهم ويزكيهم فأين التزكية؟ هذه مسئولية من؟ جيد إذن الرواية واضحة هذه الرواية قيمتها وأهميتها تكمن في هذا… فيض القدير شرحُ شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير للعلامة المناوي، العلامة المناوي المتوفى 1031 من الهجرة، في هذا الكتاب التي هو من الكتب الأساسية والمعروفة الجزء الرابع صفحة 641 يقول: فائدةٌ في ذيل الرواية قال الله تعالى ﴿إني أنا الله لا إله إلا أنا﴾ من أقر لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي يقول صحيحٌ رقم الرواية 6047، يقول فائدة في تأريخ نيسابور في الحاكم أن علي الرضا ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن الباقر ابن علي زين العابدين ابن الحسين لما دخل نيسابور كان في قبةٍ مستورةٍ على بغلةٍ شهباء، وقد شقّ بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرع الرازي وابن أسلم الطوسي، أنا يكفيني أن الإخوة يراجعون ترجمة هذين العلمين في سير أعلام النبلاء، يقول الإمام سيد الحفاظ الذي هو أبو زرعة، رقم الترجمة 48، يقول وكان إماماً ربانياً حافظاً متقناً مكثراً جالس أحمد ابن حنبل وذاكره، بعد ذلك يقول وقال ابن أبي شيبة ما رأيت أحفظ من أبي زرعة وقال وقال وقال… هذا الرجل يُعد من أئمة الحديث حتى ان البعض نسب إليه أنه كان حافظاً لستمائة الف حديث وبعضهم مائتين ألف حديث المهم أبو زرعة إمام كالكليني فهو إمام في الحديث، إذن ما كانوا الناس العوام حاضرين في المجلس حتى يقولون عوام الناس ينعقون مع كل ريح، لا كان فيهم الحافظان أبو زرعة الرازي وابن أسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى، هذا تراث المسلمين ولكن نحن نقرأ الرواية من الصدوق فمباشرة الطرف الآخر يقول هذه الروايات حجة عليكم ما علاقتنا نحن بها، كما لو قرأ لك من البخاري ماذا تقول له؟ تقول حجة عليكم، ولكن والله أقسم لكم ما نحتاجه من معارفنا في تراثهم أقوى مما موجود في تراثنا، أصرّح بهذا، من الصحة والوضوح هذه بعد توحيد الصدوق أقرأها، يقول: فقالا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين، هذا يقوله واحد من أهم أئمة أهل السنة، هذه لو نحن نقوله تقول شيعي فطبيعي يقول عن أئمته هكذا، لا أبو زرعة يقول: يقول إلا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدك نذكرك به، تبقى ذكرى، يقول فاستوقف غلمانه، تبين أنه كان قادماً في موكب، الأئمة أيضاً عندما كانوا يتحركون بعزة وكرامة، البعض يقول كانوا ليس عندهم وثيابهم مشققة أبداً ليس بهذا الشكل، تقول في زمان أمير المؤمنين؟ أقول نعم لأنه في زمان أمير المؤمنين كانت الحاجة هي الحاكمة، وإلا في زمان الأئمة ليس بهذا الشكل، فلذا لا يأتي واحد يزاود يقول زهده بهذا الشكل وبيته بهذا الشكل، لا أبداً هذا ليس طريقة أئمة أهل البيت وإنّما طريقتهم لابد من العزة والكرامة، فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلّة، المتكلم الحاكم النيسابوري وهو من أئمة الحديث، وأقرّ عيون الخلائق برؤية طلعته فكانت له ذؤابتان متدليتان على عاقته والناس قيامٌ على طبقاتهم، التفت إلى العبارات الناقل ليس شيعي ولا مغالي، يقول: والناس ينظرون ما بين باكٍ وصارخٍ ومتمرغٍ في التراب ومقبل لحافر بغلته، أنظروا هذه أئمتنا كانوا ولكن بيني وبين الله هل نحن استطعنا أن هذه الثقافة نوصلها إلى شيعتنا أم لا؟ الآن الشيعي لا يعرف قيمة أئمته لأنه كل الذي تنقله تنقله من البحار وأنت أيضاً صاعد على المنابر وقلت لهم هذا البحار فيه الصحيح والخطأ، كيف تريد أن يقبل منك؟ يقول ومتمرغٍ في التراب ومقبل لحافر بغلته وعلى الضجيج فصاحت الأئمة الأعلام، هؤلاء الذين يريدون أن يستفيدوا من الإمام لا يبكوا، فصاحت الأئمة الأعلام معاشر الناس أنصطوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم وكان المستملي أبو زرعة والطوسي، هؤلاء بيدهم الأقلام ويكتبون، فقال الرضا حدثني أبو موسى الكاظم حدثني جعفر الصادق والباقر زين العابدين وشهيد كربلاء والمرتضى ورسول الله وجبرائيل قال حدثني رب العزة يقول: كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ثم أرخى الستر على القبّة وسار فعُدّ أهل المحابر والدواوين الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا، طبعاً لا يتبادر ذهنك أنه هذه الرواية هنا، قلت لك بأن السيوطي مباشرة يقول بأنه صحيح صاد حاء، ولذا عنده تعبير آخر في حلية الأولياء للأصفهاني المتوفى 430 من الهجرة يقول في الجزء الثالث صفحة 192: وكان بعض سلفنا من المحدثين إذا روى هذا الإسناد قال لو قرئ هذا الإسناد على مجنونٍ لأفاق، هذه معارف أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) طبعاً لكي هذا المقام للإمام الرضا أختمه بما يستحقه هذا الرجل ولكن مع كل هذا أنظر ماذا يقول ابن تيمية في الإمام الرضا، حتى أنا عندما أقول لم أجد ناصبياً أعلى نصباً ولكن مبطناً لا ظاهراً من ابن تيمية لا يتبادر إلى ذهن أحد أنه أقول ذلك جزافاً، الحلي عنده عبارة في الكتاب: وكان ولده علي الرضا أزهد أهل زمانه وكان أعلمهم وأخذ عنه فقهاء الجمهور كثيراً، هذه عبارة الحلي يقول وأما قوله إنه كان أزهد الناس وأعلمهم فدعوى مجردة بلا دليل، قالوا طبيعي أنت تعتقد بالإمام الرضا فتقول هذا، فكل من غلا في شخصٍ أمكنه أن يدعي له هذه الدعوى، كيف والناس يعلمون أنه كان في زمانه من هو أعلم منه ومن هو أزهد منه، مثل الشافعي، طبعاً تقول لي سيدنا كيف يقول هكذا؟ لأن أنت هذه المعارف ما وصلتها للمسلمين فالوهابية استطاعت أن توصل هذا التراث إلى كل العالم الإسلامي، أنت إلى شيعتك لم توصل هذا التراث، فبدأت الآن كل من يراجع الكتب يراجع كتب ابن تيمية فيجد هذا المعنى ويقول أنه رجل عالم وعلامة وعنده مؤلفات و… يقول كالشافعي وأحمد ابن راهويه وأحمد ابن حنبل هؤلاء كلهم أعلم وأزهد من الإمام الرضا، وأشهب ابن عبد العزيز وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي وأمثال هؤلاؤ، هؤلاء كلهم، تبين أن الإمام الرضا لا في الدرجة الثانية بل في الطبقة الخمسة والثلاثين لأن هؤلاء كلهم أعلم منه، هذا ولم يأخذ أحد من أهل العلم بالحديث شيئاً،الآن يقول المحابر عشرين ألف وهو يقول هذا ولم يأخذ عنه أحد من أهل العلم بالحديث شيئاً، ولا روي له حديث في الكتب الستة وإنّما يروي له أبو الصلت الهروي وأمثاله نسخاً عن آبائه فيها من الأكاذيب ما قد نزه الله عنه الصادقين، كلهم كذابين، هذا هو تعريف ابن تيمية للإمام الرضا، سؤال: العدو يعمل عمله وهو أنه يطبع هذه الكتب وينشرها في كل مؤسسات العالم فما هو وظيفتنا؟ فقط نصدر فتوى ونقول ناصبي؟ هل يكفي هذا؟ هل تحل المشكلة؟ المشكلة تنحل بهذه الطريقة وهو هذا التراث الموجود في كتب أهل السنة ما هو عنده عن أئمتنا في كتب أهل السنة ماذا نفعل؟ أيضاً على قدمٍ وساق بدل ما تصرف هذه مئات المليارات من الحقوق الشرعية هنا وهناك تصرف جزء منه في الأولويات، تطبع هذا التراث وهو من هو الإمام الرضا في تراث القوم، يكتب ويطبع بأفضل الطبعات ويوزع في كل مؤسسات العالم حتى أي محقق عندما يرجع إلى كتاب ويريد أن يعرف الإمام الرضا كما يقرأ هذا يقرأ ذاك، يأتي والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/07/31
    • مرات التنزيل : 985

  • جديد المرئيات