رقم المحاضرة ﴿337﴾
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللّهم صلي علي محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في سند رواية العلماء أمناء الرسل أو الفقهاء أمناء الرسل وقلنا من حيث السند عند مدرسة أهل البيت لا إشكال في أن الرواية معتبرة وأشرنا إلى سبب اعتبار هذه الرواية أنّها واردة في الكافي وأنها في الكافي أيضاً موثقة، إنّما الكلام في سند هذه الرواية عند علماء أهل السنة، طبعاً مراراً على المنهج الذي نحن أسّسنا له في هذه الأبحاث طبعاً تبعاً لأعلام مدرسة أهل البيت من القدماء كالشيخ الطوسي حيث أنّه بعد العرض على الكتاب قال لابدّ من تحصيل إجماع المسلمين فإن لم يتم ذلك فلا بأس بإجماع مدرسة أهل البيت، هذا هو الذي أكده الشيخ الطوسي في مواضع متعددة من التهذيب والاستبصار والعدة ومشى عليه في كثير من مباحثه تبعاً لهذا النهج نحن أيضاً نحاول تحصيل الإجماع بين المسلمين، من حيث السند كما قرأنا بالأمس أن السيوطي صاحب الدر المنثور في موضعين أو ثلاث من الجامع الصغير حسّن الرواية بل كما نقل المناوي صححها في بعض كتبه، يعني جعلها من الصحيح، في مقابل هذا التوجه هناك توجهٌ آخر الذي قلنا بالأمس أنّه ظهر في الخمسين سنة الأخيرة وهو التوجه الذي حاول أن يغربل هذه الروايات من حيث السند عموماً وإن كان له مباحث مرتبطة بالدلالة والمتن، في مقابل ذلك التصحيح نجد أن الألباني في ضعيف الجامع الصغير قال بأنه في رقم الرواية 4032 قال: ضعيفٌ، وأشرنا بأنه ليس هذا هو الموضع الوحيد الذي ضعّف فيها هذه الرواية وإنّما ضعف الرواية بكل ألسنتها وصيغها الواردة، فقط من باب الإشارة للذين يريدون أن يراجعوا البحث، في سلسلة الأحاديث الضعيفة وقلنا مراراً للأخوة أن هذا الكتاب لابدّ أن يكون بأيديهم لأنّه موسوعة مهمة جداً، سلسلة الأحاديث الضعيفة المجلد الخامس صفحة 52 تحت عنوان أو رقم 2034 الفقهاء أمناء الرسل قال: ضعيف، طبعاً هو ينقل بأن السيوطي حسّنها في موضع وكذلك حسّنها وقال المناوي ورمز له بصحته وقد روي الحديث بأسانيد متعددة كما هو يقول، هذا موضع والموضع الثاني في الجزء السادس صفحة 188، تحت عنوان أو الرقم 2670 العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا… أنا أقرأ هذه الصيغ باعتبار أنه بعد ذلك سيأتي بحث أنّه العلماء أو الفقهاء أمناء الرسل ما هو متعلق الأمانة وعلى ماذا ائتمن الفقهاء والعلماء، هل ائتمنوا على علم الأنبياء أو الرسل أو ائتمنوا على أممهم يعني أنّه أعطيت الأمة بأيدي العلماء، طبعاً إذا ائتمنوا على العلم يكون للرواية معنى وإذا ائتمنوا على الأمة يكون لها معنىً آخر ولذا تجدون أن الروايات أيضاً الواردة من طرقهم ألسنتها متعددة، مثلاً هذه واضحة تقول أمناء الرسل على عباد الله، إذن متعلق الأمانة هنا مبيّن في هذه الرواية أيضاً عنده بحث يبدأ من صفحة 188وكل همه تضعيف الرواية إلى صفحة 193 إلى أن يقول: بأنه أساساً أيضاً هذه الرواية ضعيفة، هذا المورد الثاني وأمّا المورد الثالث الذي نقل فيه الراوية في سلسلة الأحاديث الضعيفة المجلد الثامن صفحة 411 رقم الرواية 3949 هناك العلماء أمناء أمتي، من الواضح أن هذه الراوية إمّا مختصرة من تلك الروايات أو أنّها منقولة بالمعنى وكم له نظير في كلمات القوم، أيضاً يقول ضعيف، أنا في هذه الدقائق أحاول بقدر ما يمكن أن أقف قليلاً ليتضح لكم المنهج وإن شاء الله تعالى بعد ذلك يتابع الأعزة هذا المنهج، الألباني كما قلت لكم إن لم أقل هو أشهر محققٍّ رجالي في علم الجرح والتعديل المعاصر عند السنة فلا إشكال هو أحد أعلامهم في هذا المجال ولذا الحالة واصلة الآن إلى مقام أنّه كثير ممن يعلّق على الروايات بحسب التحقيقات آخر المطاف يستند إلى الألباني أن الألباني ضعّف الرواية وأن الألباني صحّح الراوية ونادر تجد أنه يجرؤ أحد على مناقشة الألباني في هذا المجال، ومن هنا أعزائي الإخوة الذين يريدون أن يعملون في البعد العلمي في كتب القوم لابدّ أن يتوفروا على منهج الألباني وطريقة الألباني، كما أنّه عندما الآن واقعاً في حوزاتنا العلمية من يريد أن يتوفر على علم الرجال لا يمكنه أن يتجاوز مباني السيد الخوئي (قدس الله نفسه) فالسيد الخوئي الآن يعدّ أحد الأعلام الكبار في علم الرجال ولذا تجدون آخر المطاف أو أوّل المطاف يقولون السيد الخوئي وثّقه أو ضعّفه، ولعله يعد هو الكلام أو القول الفصل في المسند، واقعاً الألباني له مثل هذا المقام العلمي وتراثه أيضاً تراثٌ كبير جداً في هذا المجال، لا أقل أنا في مكتبتي الشخصية عندي تقريباً مائة وعشرين مجلد من كتب الألباني، هذا الرجل مكثرٌ في التحقيق والكتابة وكلها قائمة على هذا المحور وهو محور السند والعمل السندي بلا أن يغض الطرف عن العمل المضمون ولكن كل منهجه المنهج السندي، على هذا الأساس أنا أريد فقط أضعكم في الصورة أن تصحيحات وتوثيقات وتضعيفات الألباني يمكن أن نأخذها ونحن نغمض أعيننا أم لا؟ مع الأسف الشديد كما هي الحالة أيضاً في واقعنا العلمي في حوزاتنا العلمية تجدون أن البعض وصل بهم الحال إلى انه لا يتجاوز السيد الخوئي في آخر التحقيقات من التصحيح والتضعيف مع أنّه من خلال المباحث التي عرضناها للأعزة اتضح أن هناك مجال كثير كم ترك الأوّل للآخر، يوجد مجال كثير للبحث والتحقيق، تعالوا معنا إلى الألباني لنرى أنّه يمكن أن تعاون أو نقبل منه كل تصحيح وتضعيف أم لا؟ أنا أذكر موارد ثلاثة: المورد الأوّل: لابدّ أن يعرف الأعزة هناك كثير من الموارد وليست قليلة بل مئات الموارد، في مئات الموارد ما صححه الألباني تراجع عنه وضعفه، وما ضعفه الألباني تراجع عنه وصححه، ولا تستغرب هذا فالسيد الخوئي أيضاً في كامل الزيارات أولاً صحح كل أسانيد وبعد ذلك تراجع وقال أنا لا أقبل وإنّما فقط شيوخ ابن قولوي أنا أقبلها وإلّا المطلق لا أقبل وهذا ليس شيئاً جديداً في المحققين، هذا يكشف أن الإنسان عندما يقول شيء وبعد ذلك أنّه في طور التحقيق باستمرار لا أنّه قال شيء قبل خمسين سنة الآن أيضاً باقٍ على ما قاله، هذا يكشف أنّه مستمر في عمل التحقيقي والمراجعة، إذن هذا لا يشكل نقطة ضعف عند المحقق أنا لا أقل هذه المسائل حتى أقول هذا ضعيف وهذا قوي بل أريد أن أقول عندما تراجعون الألباني خذوا هذه القضية بعين الاعتبار، ولذا طبعاً أولئك الذين كانوا من خصومه أو الذين كانوا من أتباعه كتبوا كتب متعددة في تراجعات الألباني، لا أقل أنا عندي ثلاث أو أربع مجلدات منه، من التصحيح إلى التضعيف ومن التضعيف إلى التصحيح، هذه أيضاً خذوها بعين الاعتبار عندما تدخلون مثل هذه المسائل، المورد الأوّل في ضعيف الجامع الصغير الذي قرأناه للأعزة صفحة 265، هذه الرواية الآن لابدّ أن نرى بأنه لها نظائر في رواياتنا أم لا لأنّه إذا كان لها نظائر فيصير مشكلة، الرواية رقم 1836: إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غداً في الآخرة، يقول الرواية ضعيفة، ويشير في هذا الموضع إلى أننا نحن أشرنا إلى هذه الرواية في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 316، الآن تعالوا معنا إلى سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 316 في الجزء الأوّل من سلسلة الأحاديث الضعيفة صفحة 488 عندما نقرأ 316 يقول: ابدأ بأمك وأبيك وأختك وأخيك والأدنى فالأدنى ولا تنسوا الجيران وذوي الحاجة، إذن لا يوجد له علاقة بالمطلب، ولا يمكن أن نقول بأنه مشتبه لأنّه هو صاحب الكتاب هو يرجع إلى كتاب آخر ولكنه هو في صفحة 488 (هذه الرواية في صفحة 486) في صفحة 488 يقول: تنبيهٌ كان هنا في الطبعة السابقة حديثٌ آخر بلفظ إنّ أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع في الآخرة، إذن ملتفت عندما أرجعَ يدري ماذا يقول، فنقلته إلى الصحيحة رقم 343، إذن الرواية في الدورة السابقة أو في الطبعة السابقة موجودة أين؟ فبالك أنت في الطبعات أيضاً لابدّ أن تأخذ بعين الاعتبار أي صفحة تأخذها، في الطبعة السابقة كانت سلسلة الأحاديث الضعيفة ولكن في هذه الطبعة… هذه لا تستغرب فالآن أيضاً لو تراجع الأعلام في الرسائل العملية يقول خذ الطبعة الأخيرة ومسكين هذا المقلّد والعامي فلابد أن يذهب ويبحث أن هذه أي طبعة مع أنّه رسالة مطبوعة 12 أو 13 طبعة فأيها أخيرة وأيها موثقة وأيها غير ذلك، هذه المشاكل الموجودة عندنا فالمهم يقول: الطبعة الأخيرة نقلتها إلى كذا، لماذا؟ يقول: لأني وجدت له ما يقويه بلفظه عند ابن ماجه، سابقاً لم أجد ما يقوي وبعد ذلك وجدت، وبنحوه عند آخرين فاقتضى التنبيه أنّه لابدّ أن أنبّه، الآن تعالوا معنا إلى سلسلة الأحاديث الصحيحة الجزء الأوّل الذي هو يقول نقلت الرواية إلى هناك: 343 ، في 343 الجزء الأوّل صفحة 672: كفّ عنّا جشائك فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة، هذه الرواية بعد أن ينقلها يأتي في صفحة 677 يقول: وجملة القول أن الحديث قد جاء من طرق عمن ذكرنا من الصحابة وهي وإن كانت أكثر مفرداتها لا تخلو من ضعفٍ، فإنّ بعضها حسنٌ لذلك ولذلك فإني أرى أخيراً أنّه يرتقي بمجموعها إلى درجة الصحيح، إذن واضح أنّه قد تكون الروايات بمجموعها كل واحدة واحدة ضعيفة ولكن بالمجموع صحيحة، وهذا منهج بنى عليه علماء الإمامية تقريباً كاملاً إلّا في الآونة الأخيرة كالسيد الخوئي ومن تبعه من تلامذته، هذا نفس المنهج ولكنه هذه ليست الشهرة الفتاوئية ولا العملية وإنّما الشهرة الروائية التي معروفة عندنا فنحن عندنا شهرة فتوائية وعملية وشهرة ماذا؟ الشهرة التي إنجبار الروائية بعمل الأصحاب هذه ليست شهرة عملية وإنّما شهرة روائية يعني أعلام المحدثين وأصحاب الكتب الحديثية والذين يُعتمد عليهم، ما كان ينقلون الروايات هكذا جزافاً، هؤلاء نقلوا الروايات في مصنفاتهم، هذا ينفعنا في أمثال الاحتجاج وتحف العقول لأنّه عموماً هذه الروايات من حيث السند قلنا مرسلة ورمينا بها عرض الجدار، يقول: لو نظرنا إلى رواية رواية فهي ضعيفة ولكنه إذا نظرنا إلى مجموع الروايات ولعلها لم ترد بلفظٍ واحد بل ألفاظ متعددة ولكنها تشير إلى مضمون واحد هذه يمكن تصحيحها، إذن المورد الأوّل ليس كل ما صححه يمكن الاعتماد عليه مائة في المائة وليس كل ما ضعفه يمكن رميه مائة في المائة، هذا المورد الأول وأمّا المورد الثاني: لا يتبادر إلى ذهن أحد أنّه ما ترك الأوّل للآخر، لا أعزائي مع أن هذا الرجل معروف عنه أنّه كان يعمل عمل مؤسساتي ومؤسساتهم ضخمة يعني مؤسسة شعيب الأرنؤوط وهو الآن حيٌّ وهو يقول وأنا قرأت عن تأريخ هذه المؤسسة كاملاً فوجدت يقول إلى الآن ربيت في مؤسستي 150 محقق على الاتجاه الذي أعتقده وهؤلاء كلهم الآن بدأوا يحققون الكتب في هذا المجال، وأيضاً شعيب الأرنؤوط إلى الآن لا أقل صدر له مائة وثمانين كتاب تحقيقي في الحديث ولكن واضح أنّ هذا ليس عمل شخص واحد، تعالوا معنا إلى الألباني في مشكاة المصابيح الذي هو لمحمد ابن عبد الله الخطيب التبريزي الجزء الأوّل صفحة 80 رقم الحديث 238 الرواية عن ابن مسعود قال: قال رسول الله: أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آيةٍ منها ظهر وبطن ولكل حدّ مطّلع، هذه الروايات التي واردة من طرقنا والسند لا يوجد عندنا ولهذا كثير من الأعلام جاءوا إلى هذه الروايات وأخرجوها عن دائرة البحث وقالوا لا يوجد سند لها، مع أن الرواية واردة في مشكاة المصابيح والراوية يقول التبريزي رواه في شرح السنة (الإمام البغوي) شرح السنة من الكتب المهمة في هذا المجال، هو في الحاشية (حاشية الألباني) يقول: لينظر في أيّ مكان رواه (في شرح السنة) فإني راجعته في باب العلم وفي باب فضائل القرآن فلم أرى، إذن آخر المطاف لم يجد الرواية، ولهذا لم يعلق على الرواية، تعالوا معنا إلى شرح السنة للإمام البغوي لتحقيق زهير الشاويش وشعيب الأرنؤوط المكتب الإسلامي الجزء الأوّل صفحة 263 الرواية ينقلها هناك يقول عن رسول الله: أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ لكل آيةٍ منها ظهرٌ وبطن ولكل حدٍ مطّلعٌ، أخرجه الطبري بإسنادين: الأوّل كذا والثاني كذا والاسناد الأوّل كذا والإسناد الثاني كذا وإسناده قوي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ونسبه للبزار وأبي يعلى الموصلي والطبراني في الأوسط وقال رجال أحدهما ثقات، فالرواية معتبرة ويقول هذا شعيب الأرنؤوط، ورواية أفضل من هذا واردة في صحيح ابن حبان الجزء الأوّل صفحة 276 بعد أن ينقل الرواية يقول (أيضاً تحقيق شعيب الأرنؤوط) إسناده حسن وأخرجه الطبري وأخرجه وأخرجه وأخرجه، أنظر الكلام إلى آخره، إذن إذا قال لم نجده لا يتبادر إلى ذهنك أنّه الألباني لم يجده ونحن أيضاً لم نجده، لا عزيزي من جد وجد، يحتاج إلى بحث وتحقيق حتى تجدوه، هذا المورد الثاني والمورد الثالث وهو من أهم الموارد وهذا هو المهم عندي ولعله أهم من المورد الأوّل والثاني وهو تضعيفه للروايات التي هي في اعتقادي هذا التضعيف ليس ناشئ من قلّة التحقيق ولا ناشئ من عدم المتابعة ولا ناشئ من أنّه تراجع بعد ذلك وإنّما ناشئ من مباني عقدية تبنّاها سابقاً فكل ما ورد على خلافها صار البناء أن يضعّفها، وهذه هي الخطورة في كلمات هؤلاء الأعلام، وكم له من نظير وأنا أذكر مورد واحد وهو أنّه هؤلاء لسبب أو لآخر ينتهون إلى نتيجة إمّا الآن هي المنسجمة مع مبانيهم العقدية أو مع مبانيهم الفكرية وعلى هذا الأساس يأتون إلى كل رواية تخالف ما انتهوا إليه فيحاولون تضعيفها بأيّ ثمن كان وهذا هو الذي لابدّ أن نقف عنده، أين هذه القضية؟ هذه القضية مرتبطة بأبوي رسول الله، تعلمون من أهم مواضع الخلاف بين علماء المسلمين أن آباء النبي (صلى الله عليه وآله) مذ آدم إلى عبد الله هل كان فيهم غير موحدٍ أم لم يكن، يعني بعبارة أخرى أن هذه النطفة المباركة التي خرج منها خاتم الأنبياء والمرسلين هل تخللها في الوسط نطفةٍ شركية أم لا؟ وهذه قضية مهمة دينياً ومهمة بحسب علم الجينات المعاصر لأنّه الآن لو تقرأون علم الجينات المعاصر يقولون: أبداً أبداً فإن العرق دساس شاء أم أبى، ولذا تجدون في الشريعة عندما جاؤوا إلى ابن الزنا لم يسمحوا له أن يتبوأ أيّ موقعٍ يستطيع أن يؤثر في الأمة مع أنّه لا ذنب له، ولكنه هذه ليس ذنبه وإنّما خوفنا على الموقع نمنع هذا الإنسان، حتى انتهى البعض إلى أن ابن زنا لا يدخل الجنة ولهذا وقعوا في المشاكل أنّه كيف لا يدخل الجنة فما هو ذنبه حيث أن أباه فعلوا ما فعلوا فلما هو يدفع الثمن؟ المهم هذه القضية أصر ابن تيمية وجملة من الكبار أنّه لابدّ من إثبات مشركٍ في آباء النبي، انظروا هذه قضية خطيرة جداً ولكن مع الأسف الشديد نحن لم نلتفت إليها وقلت لكم أنّ هذه القضية فلسفياً مهمة ودينياً مهمة بحسب علم الجينات أيضاً مهمة، الآن تقول كيف فلسفياً مهمة؟ أقول على مباني الحكمة المتعالية، على مباني ملا صدرا لأنّه يعتقد بأنه الأرواح هي نتيجة الأجسام، جسمانية الحدوث وروحانية البقاء فإذا كان الجسم قذراً نجساً مشركاً إذن الروح الذي يخرج منه كيف يكون؟ هل يمكن أن يكون طاهراً مائة في المائة أم لا؟ لأنّ النطفة التي انعقدت نطفة شركية وأيّ قذارة أعظم من قذارة الشرك يكفي أن تعلم ﴿إن الله لا يغفر أن أشرك به﴾ يعني قذارة غير قابل للتطهير، تقول إذن هؤلاء المشركين الذين آمنوا ماذا؟ طبعاً هذه الأبحاث قلت لكم مع الأسف ننظر إليها نظراً سطحياً ساذجاً ونتجاوزها ولذا تجد إصرار الأئمة على أن علياً لم يعبد لوثن قط، هذا ليس جزافي الآن تقول افترض أنّه كان باعتبار أنّه لا يوجد عليه تكليف، لا لا لا، هذا الشرك وإن كان في غير التكليف فآثاره الوضعية سوف تبقى، ولذا يوجد إصرار من هؤلاء القوم على أنّه يوجد في آباء رسول الله ماذا؟ يقولون وخصوصاً فيما يتعلق بأبويه، يعني عبد الله وأمه، أبداً لا يسمحون بإثبات ماذا؟ حتى اضطر بعض علماء السنة حفظاً لكرامة رسول الله قالوا نعم ماتا على الشرك ولكن الله بعثهما بعد الإسلام فآمنا ثم ماتا، أنظروا لماذا؟ لا حباً بأبوي رسول الله وهذه كرامة لرسول الله، وأخيراً كتبت رسائل ماجستير ودكتورا في السعودية لإثبات شركهما، يوجد إصرار على هذا، هذا البحث إن شاء الله نقف عنده في وقت، الآن قد تقول لي ماذا عن: ﴿فتقلبك في الساجدين﴾؟ الجواب: أنّه كم رأي موجود فيها وروايات في طرقنا لا يوجد رواية صحيحة فيها أن المراد من التقلب… نحن لا توجد عندنا رواية والروايات الموجودة عندنا منقولة عنهم وهم ضعفوها ولهذا يحتاج إلى بحث وعن ابن عباس يقول تقلبك في الساجدين يعني من نبي إلى ظهر نبي إلى كذا من موحد إلى موحد، الرواية عن ابن عباس وهي مرفوعة أيضاً يعني ليست مسندة إلى رسول الله، المهم هذه الرواية انظروا واحدة من أهم أدلة طهارة أبويه هذه الرواية التي عنده إصرار الألباني على تضعيف هذه الرواية، على أيّ الأحوال، السلسلة الضعيفة في المجلد السابع صفحة 74، الرواية 3073 يقول: إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً فأنا خيرهم بيتاً وخيركم نفسا، هذا البيت يشمل أبويه أم لا؟ أقرب ما يشمله هو أبويه، وهذه الخيرية لا خيرية اعتبارية أو اجتماعية وإنّما خيرية بدليل يقول وخيركم نفسا يعني الطهارة ولكن هو كاملاً ملتفت إلى الرواية فقال ضعيفة، لأنه إذا صححها لابد أن يؤمن بطهارة آباء وأجداد رسول الله إلى آدم، ولهذا أنتم في زياراتنا عندما تقرؤون للحسين (سلام الله عليه) وغيره بأنه ينتقل من أصلابه الطاهرين إلى الأرحام المطهرات، هذه كلها إصرار على هذه القضية وهؤلاء عندهم إصرار على التضعيف ولهذا آخر المطاف ينتهون إلى أنها وضعّفها الألباني وهو أيضاً مضعفه هنا وضعفها في ضعيف السنن الترمذي صفحة 434 الحديث 3607، أين ما وجد قال… وفي الواقع أن الرواية كل من تعرض لها قال هي صحيحة، يكفي أن أنقل لكم مورد واحد وهي الرواية الموجودة في المسند لتحقيق أحمد محمد شاكر لا أحمد الزين، الرواية رقمها 1788 يقول: إسناده صحيح، الآن أنا لماذا لم آتي بالآخرين حيث كثيرون صححوا هذه الرواية، أنا باعتبار أنه العلامة الألباني يقول توثيقاته دقيقة علمية لا مجال لردها، عنده كتاب اسمه دفاع عن الحديث النبوي والسيرة (الألباني) صفحة 14 هناك يقول: قلت فهذا موضع خلاف ولشيخ الإسلام ابن تيمية فيه رأي وسط والقصد بيان أن وجود الأحاديث الضعيفة في المسند أمرٌ (مسند أحمد ابن حمر) أمرٌ متفق عليه بين حفاظ الحديث، من كشف عن هذا؟ يقول وقد كشف عن ذلك كشفاً علمياً دقيقاً العلامة أحمد شاكر، فإذن يوثّق كل ما يقوله أحمد محمد شاكر وأحمد محمد شاكر يقول عن الرواية صحيحة، ولا يناقش أنه لماذا أنت تضعفها في سلسة الأحاديث الضعيفة، إذن هذا هو المورد الثالث، فتلخص مما تقدم: أن هذه الرواية أولاً مع عرضها على الكتاب لا إشكال أنها موافقة للكتاب لرواية الأحبار والربانيون والأحبار، ثانياً معتبرة عندنا باعتبار أنه قرأناها من الكافي وهي موثقة، ثالثة مجمع عليها بين المسلمين لما قرأناه أنها واردة عند السيوطي حتى على مبنى الألباني لها ماذا؟ ما قال موضوعة بل قال ضعيفة والموضوع غير الضعيف إذن هذه الرواية لا إشكال في صدورها لا أقل يحصل للإنسان اطمئنان بالصدور هذا تمام الكلام في المقام الأول من البحث والمقام الثاني يأتي والحمد لله رب العالمين.