نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (345)

  • محاضرة ﴿345﴾

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    انتهينا إلى بيان جملة من الشروط العلمية للمرجع الديني على مستوى البحث العلمي، وهو أنه تارة نحن نتكلم عن أن شخصا يريد أن يتصدى للبعد العلمي في الدين يعني نريد أن نسأله عن المعارف الدينية أعم من أن تكون معارف عقائدية أو معارف عملية، وكفا لا أكثر من ذلك، لا نريد منه أكثر من ذلك، من قبيل الأستاذ في الجامعة من قبيل الأستاذ في الحوزة العلمية، ما هي شروط التي لابد أن تتوفر في هذا المرجع العلمي، يعني الذي يريد أن يتصدى لأن يكون مجيبا للأسئلة المرتبطة بالمعارف الدينية ما هي شروطه هل يكفي أن يكون عالما ببعض دوائر المعرفة الدينية دون البعض الآخر أو لا؟ يعني إذا أراد أن يجيب في باب المعاملات أراد أن يجيب أو يجتهد في باب العبادات أو أن يجتهد في أي دائرة معرفية فقهية هل يشترط أن يكون عالما بالقرآن أو لا؟ هل يشترط أن يكون عالما بالعقائد أو لا؟ هذا الذي تقدم كان بحثنا في هذه النقطة وهو أننا قلنا لكي يتمكن أن يقول شيئا في الفقه لابد أن يكون عارفا بالتفسير وعارفا بالعقائد حتى يحق له أن يقول شيئا في الفقه، وإلا إن لم يكن متمكنا ولا أعبر أن يكون مجتهدا، إن لم يكن متمكنا على المعارف القرآنية والمعارف العقائدية فلا يمكنه أن يجتهد في المعارف الفقهية، لأنني أعتقد من الناحية المعرفية أن المرجعية الأولى في الجميع المعارف الدينية هي القرآن الكريم، يعني أن القرآن الكريم ما نحتاج إليه في الأعم الأغلب من المعارف الدينية، قطرها، أسسها،قواعدها مفاتيحها موجودة في القرآن الكريم والأدلة على ذلك عقليا وقرآنيا وروائيا فوق حد الإحصاء يكفي أن تعرفوا حديث الثقلين المتواتر أنه عبر أحدهما أكبر من الآخر، وهذه الأكبرية في المرجعية أنه هو المرجع الأساسي في المعاد، إذن من لم يكن عارفا بالمباحث القرآنية والمعارف القرآنية فليس من حقه أن يقول في أي مقولة دينية، بحسب المبنى الذي نعتقده ليس أساسا عارفا في الدين، هذا إنسان جاهل ولكن جاهل مركب، هو يتصور أنه عالم ولكن لا يعلم أنه جاهل، إذن حديثنا في شروط العلمية للمرجع العلمي.

    الآن لو أضيف إلى ذلك يريد أن يتصدى لإدارة الأمة، يعني يريد أن يكون مرجعا في الأمة، يريد أن يجلس مجلس الإمام الغائب، يعني يريد أن يتصدى للقضايا الاجتماعية، للقضايا السياسية، للقضايا العلاقات الدولية، يريد يدير أمة، هذا لا يكفي أن يكون فقط أستاذا جيدا في الحوزة، أعلم بالفقه والأصول، لا يكفي ذلك، هذه تحتاج إلى شروط جديدة غير الشروط السابقة، هل الإمام عليه السلام كانت وظيفته عندما يسأل يجيب فقط؟ يعني كأستاذ حوزة أو أستاذ جامعة؟ أو أن مسئولية الإمامة المعصوم كانت هي كيف يحفظ ثغور أتباع مدرسة أهل البيت؟ داخليا خارجيا ينميهم يربيهم يعلمهم، هذه كلها وظائفه، هذه تحتاج مجموعة من الشروط الأخرى، يعني لو فرضنا على سبيل المثال، لو كان واقعا من حيث العلم والأسئلة العلمية أعلم العلماء ولكنه إنسان جبان، يخاف، بمجرد أدنى قضية يرتجف، هذا يستطيع إذا صار خطر على الأمة أن يكون قائدا؟ هذه نعبر عنها الشجاعة العملية، في العلم بعض الأحيان يحتاج إلى شجاعة علمية، يعني أنه يجد أن الأمة من حيث السلوك والعمل كما نحن عندنا في جملة من الشعائر الحسينية، أنت الآن إذا تذهب في جملة من أكابر الطائفة والمراجع الفعليين في قم ونجف، تسأله فلان قضية توافق يقول لا لا أوافق، تقول تجوز؟ يقول لا لا أجوز، تقول تفتي؟ يقول لا، أخاف أفتي، هذا معناه توجد عنده شهامة علمية أو لا؟ يخاف أن يصرح بالفتاوى، الآن إما من الجو العلمي، إما من جو الحوزة، إما من مخالفة المشهور، إما من الإجماع.

    إذن تعالوا من الآن فصاعدا نميز بين الأدوار التي ينبغي أن يتوفر عليها عالم الدين أو بتعبير الإمام رواة حديثنا في عصر الغيبة، أي دور يريد أن يتبنى؟ يريد أن يتبنى الدور الأول؟ الدور الثاني؟ الدور الثالث؟ ولكل دور من هذه الأدوار شروطها الخاصة بها، لا يمكن أن نسوق جميع هذه الأدوار والمسئوليات بمساق واحد، وإنما لكل دور مساق، مثل ما الآن أنت عندما تريد أن تعطي إدارة مدينة بيد شخص تشترط فيه مجموعة من الشروط أما إذا تريد أن تعطيه إدارة دولة تشترط مجموعة من الشروط الإضافية، تقول تلك الشروط غير كافية. طبعا الأعلام عموما في رسائلهم العملية طبعا أساسهم من سيد الكاظم اليزدي رحمة الله تعالى عليه، وإلا كثير من هذه الأمور التي تطرح عند السيد كاظم اليزدي أصلا ليست مطروحة بهذا الشكل، عندما نأتي إلى السيد اليزدي في العروة، هناك بشكل واضح وصريح هذه عبارته، يقول يشترط في المجتهد أمور، الآن هذا المجتهد أي دور يريد أن يقوم به؟ هذه كلها بعد هذا التمييز هذا التفصيل هذا التعدد الأدوار كلها مغفول عنها، وهذا الذي لا نوافق عليه منهجيا، إذا المجتهد يريد أن فقط يجيب على الأسئلة العلمية، يكون أستاذا جيدا في الحوزة ويريد أن يعلم الناس ويريد أن يكتب رسالة عملية ويجيب على الأسئلة العقائدية بيني وبين الله لا يشترط فيه أن يكون ذكرا، يعني الأنثى لا يمكن أن تكون مجتهدة؟ دلونا دليل على أن المرأة لا يمكن أن تكون مجتهدة؟ وإذا صارت مجتهدة قولها ليس بحجة؟ دلونا على دليل على ذلك، أنتم تقولون أهم دليل على ذلك هو السيرة العقلائية والسيرة العقلائية في مختلف أبواب الحياة هل يشترط في الرجوع إلى الذكور أو لا؟ يعني أنت الآن بيني وبين الله عندك عملية خطيرة جدا وقمت وذهبت إلى إحدى دول بلدان الأوربية وقالوا لك أن عملية القلب يوجد امرأة احذق من الرجال، أنت وظيفتك الشرعية تذهب إلى المرأة أو إلى الرجل؟ يوجد عاقل يقول لا لا لأنه يشترط في الرجوع إلى الذكورة، في المسألة العلمية أيضا لا يوجد عندنا دليل على انه تشترط الذكورة، نعم عندما نأتي إلى القضاء نجد أن الشروط تختلف، أن القاضي يمكن أن تكون امرأة؟ هنا دل الدليل على ماذا؟ الآن أنا أريد أن أقول دل الدليل على مذاق المشهور لأنه روايات الواردة قالت رجلا، الآن هذا على الغالب محمول أو أنه قيد وشرط ذاك بحث آخر، أن يقول قائدا في الأمة، إماما في الأمة، هل يمكن أن يكون امرأة أو لا؟ أنتم تعلمون أنه من الناحية العلمية الزهراء سلام الله عليها حجية قولها على حد حجية قول الأئمة الباقين، يوجد فرق بين الزهراء وبين باقي الأئمة؟ ولكن على مستوى القيادة في الأمة، الزهراء ليست إمام، لا يعني قولها ليس حجة بل يعني لا يمكنها أن تتصدى للإمامة السياسية، تنظرون كيف أن الأدوار تتعدد ولكن مع الأسف الشديد السيد اليزدي قال هذا وكل من جاء بعد السيد اليزدي أيضا على هذا المنوال، لم يميزوا، يشترط في المجتهد أمور، البلوغ، العقل، الإيمان، العدالة، الرجولية، أن يكون مجتهدا مطلقا، الحياة، الأعلمية إلى آخره، مع أنه هذه الشروط التي ذكرت أولا ليست جامعة لأنه بعض تلك الأدوار تحتاج بالإضافة إلى ذلك إلى أن يكون مدبرا، تدبير، لابد أن يكون شجاعا، لابد أن يكون عالما بزمانه، هذه غير موجودة الآن، تقول لماذا لم يذكرها؟ أقول باعتبار أنهم جمعوا هذه الأدوار جميعا تحت عنوان، لماذا يشترط في المجتهد أن يكون مثلا حيا، من قال؟ يعني آراء الأموات، إلا إذا دل دليل بمجرد الموت قيمة الرأي تسقط، أبدا والله لا تسقط، ولذا أنتم تجدون علماء الإمامية من عصر الغيبة الصغرى إلى الآن يقولون إجماع، يقولون شهرة، إذا سقطت قيمة الأقوال بمجرد يموت تسقط قيمة القول، إذن يظهر أنه القول العلمي بالموت يسقط أو لا؟ الذي يشترط فيه الحياة ليس العلمية وإنما إدارة الأمة مرجعية الأمة، هذا يشترط أن يكون حيا وإلا كيف نرجع إلى الميت؟ ولذا تجدون رسول الله الذي هو أفضل الأولين والآخرين بمجرد أن مات أقواله سنته حجة ولكن إمامته انتقلت إلى شخص آخر، هذا التمييز واضح بعد من البعد العلمي والبعد الإداري والعملي. إذن باب الاجتهاد والتقليد عندنا خصوصا أنا أتكلم في باب الاجتهاد لابد أن نميز بين الأدوار التي نريد أن تعطيها لهذا الشخص، هذا الدور ما هي شروطه؟ هذا الدور ما هي شروطه؟ هذا الدور ما هي شروطه؟ هذا بحث ونحن في 35 درس السابقة كل حديثنا كان منصب على مسألة واحدة من عشرات المسائل الأخرى التي ترتبط بمسألة المرجعية العلمية لمن يريد أن يعطي رأيا علميا فقط، لا بشروط أخرى، هذا بحث. هذا البحث واقعا أنا إلى الآن قلت إن شاء الله سنتشاور أنه نستمر في هذا البحث الذي هو بحث أساسي ومهم وابتلائي، إما الشخص مبتلى بالرجوع أو أنه يُسأل لمن نرجع، في النتيجة ما هو تكليفنا؟ هذه كلها مسائل تحتاج إلى الآن على الطريقة التقليدية تبحث هذه القضايا ولا يميز بين المواقع والأدوار والمسئوليات.

    البحث الآخر الذي أنا أعتقد من الأبحاث الأساسية والخطيرة والعظيمة الآثار في الحوزات العلمية وهو أنه في اعتقادي الشخصي أن لكل دائرة معرفية من دوائر المعرفة لا يفرق أن تكون دوائر معرفة دينية أو دوائر معرفة غير دينية، طبيعية، تجريبية، لكل دائرة من دوائر المعرفة الإنسانية أعم من أن تكون دينية، لأنه أنا معتقد أن جميع المعارف الموجودة عند الإنسان، هذا الذي يصطلحون عليها الآن حديثنا بالعلوم الإنسانية، علوم الإنسانية أعم من تنقسم إلى قسمين علوم إنسانية دينية وعلوم إنسانية غير دينية، الفلسفة أيضا من العلوم الإنسانية، العرفان أيضا من العلوم الإنسانية، الفقه الفيزياء كذلك أيضا، ما معنى علوم إنسانية؟ يعني كلها قاعدة وأصلا قابلة للصحة والخطأ، لأن الإنسان معرض للصحة والخطأ، لا يستطيع أحد أن يدعي رأي حققناه بما لا يزيد عليه، هذا لا يقوله إلا مبالغة، وإلا أي علم إلا المعصوم وليس كل معصوم أيضا، المعصوم الذي هو خاتم المعصومين، هذا الذي يستطيع أن يقول أن كلامي هو قول الفصل في المسألة، وإلا الباقي ليس كذلك، إذا قبلنا هذا المعنى لكل دائرة من دوائر المعرفة هناك مجموعة من المسائل ومجموعة من القواعد، يعني أنت عندما تأتي إلى علم الأصول تجد أن الأبحاث التي تطرح في علم الأصول واقعا يمكن تقسيمها إلى قسمين بعضها مسائل أصولية بعضها قواعد أصولية، في الفقه أيضا كذلك، عندنا مسائل فقهية وعندنا قواعد فقهية، أيهما أهم وأعظم وأخطر؟ من الواضح أنه دائما القواعد أهم من المسائل، يعني أنت عندما تأتي إلى علم الأصول عندك عشرات المسائل ولكن مسألة حجية خبر الواحد وإن كانت هي مسألة ولكن مسألة تتفرع عليها عشرات المسائل، باب ينفتح منه أبواب، عشرات الأبواب، مئات الأبواب، وهكذا في الفقه مرة تقول هذا واجب وهذا ليس واجب، مرة تقول قاعدة فقهية، ولذا تجد علماءنا كتبوا في القواعد الفقهية لأنه أهميتها وآثارها وخطورتها جدا أعظم من المسائل الفقهية، في اعتقادي الشخصي والذي هو تقريبا غائب كعنوان لعله كمعنون موجود في بعض الكلمات، في اعتقادي وراء المسائل والقواعد توجد مفاتيح كل علم، إذن صار عندنا مسألة فقهية وقاعدة فقهية وأيضا أنا في اعتقادي نحتاج أن نبحث مفاتيح العلم، في أي علم من العلوم بالإضافة إلى المسائل والقواعد توجد مفاتيح، حتى أقرب المطلب إلى ذهن الأعزة، والأمثلة تقرب من جهة وتبعد من ألف جهة، الآن لو أنت تأتي إلى هذه المصاديق الموجودة وهي كثيرة، لعله لكل واحدة منها مفتاحها الخاص أو الذي يطفئها ويجعلها ذاتية، أليس كذلك؟ ولكن مع ذلك كله عندما تدخل من الباب هناك يوجد مفتاح واحد يطفئها جميعا ويجعلها منيرة جميعا. مفتاح واحد إذا صار بيدك أنت كلها تستطيع أن تتصرف فيها. أضرب مثال علمي: بحث الإمامة عندنا، لعله إذا سألنا ما الفصل المميز لمدرسة أهل البيت عن باقي المدارس الإسلامية، نعم في التوحيد نتميز، في النبوة نتميز، في العدل نتميز، في تفسير العدل نتميز، في تفسير التوحيد، ولكن أصل التوحيد لا نختلف، أما الذي يميزنا كأصل عن باقي المدارس هو بحث الإمامة، وإلا أنت إذا أخذت الإمامة من مدرسة أهل البيت، بيني و بين الله ما الذي يميز مدرسة أهل البيت عن الباقي؟ في التوحيد، تقول نحن لا نقول بالتجسيم نقول بالتنزيه، كثير من الأشاعرة يقولون بالتنزيه، هذه ليست الفصل المميز، الفصل المميز هو بحث الإمامة، تعالوا إلى بحث الإمامة ما هو أهم مسألة في بحث الإمامة؟ مسائل الإمامة واحدة أو كثيرة، عشرات المسائل بل مئات المسائل اقرءوا أنتم ادخلوا في بحث الإمامة ما يتعلق بالعلم ما يتعلق بالنصب ما يتعقل بنصبهم بسيرتهم بأعمالهم بحجية أقوالهم، يشرعون أو لا يشرعون، عشرات مئات المسائل مرتبطة ببحث الإمامة، ولكن سؤال ما هو أهم مفتاح في مسألة الإمامة؟ العصمة، لا الناس ولا الخلافة ولا حجية الأقوال، لأن كل هذه المسائل متفرعة على عصمة أهل البيت، الإمام مجتهد أو لا؟ يجتهد مثلي ومثلك أو لا؟ تقول لا، لا يجتهد، لماذا لا يجتهد؟ لأنه معصوم، لا يحتاج اجتهاد، أما إذا لم يثبت عصمته، قد يجتهد مثلي ومثلك، يصيب ويخطأ، الجواب ترجع إلى العصمة فإن كان معصوم لا يخطأ وإن لم يكن معصوم يخطأ، أقواله حجة أو لا؟ إن كان غير معصوم أقواله ليست بحجة، وإن كان معصوم أقواله حجة، أفعالة حجة أو لا؟ تقاريره حجة أو لا؟ وهكذا تجد أنت مئات المسائل المفتاح لها العصمة، إذن أنت عندما تدخل إلى بحث الإمامة لا تدخل مع الطرف الآخر في أي مسألة فرعية معه لأنك لا تصل إلى نتيجة، هذا الأصل تستطيع أن تثبته فإن استطعت، إذا ثبت أن عليا عليه السلام عصمته بعد رسول الله، بعد تصل لا تصل النوبة إلى غيره أن يحكم في الأمة، إذا وجد المعصوم وغير المعصوم الأولوية العرفية والعقلائية والدينية يحكم المعصوم أو غير المعصوم؟ ولهذا لا تحتاج حتى إلى النص، أبدا، هذه مسألة النص دعها جانبا، تعال نبحث مع الآخر نقول أن الإمام علي عليه السلام معصوم أو لا؟ فإن استطعنا أن نثبت عصمته، فمن له الأولوية تعيينية بالإمامة والخلافة بعد رسول الله؟ المعصوم، ولذا أنا معتقد أن نظرية النص في مدرسة أهل البيت ليس لبيان من هو الإمام بل لبيان من المعصوم بعده، النص ليس لأجل من الخليفة بعدي، ولذا نحن الأدلة القوية عندنا على الإمامة بعد رسول الله مفادها الأولي هو العصمة ليس الإمامة، تعالوا من الآن فصاعدا في كل علم وأنا أتصور هذا تضخم الذي الآن في حوزاتنا العلمية، في حوزة قم ونجف وغيرها منشأه أن الطالب شغلنا بالمسائل حتى ما ذهبنا به إلى القواعد، فضلا أن نذهب به إلى المفاتيح، وإلا وحقكم لو نحن كنا نأتي إلى الحوزات العلمية نعم ضمن عندما نؤسس للمفتاح أو نبحث المفاتيح في الضمن فلنضرب بعض الأمثلة من القواعد ومن المسائل، أنا أعتقد أن علم العملية الاجتهادية في القرآن أو العملية الاجتهادية في الفقه الأصغر أو العملية الاجتهادية في الفقه الأكبر، أي دائرة معرفية، لأنكم أنتم عندكم الدوائر المعرفية هي إما القرآن الكريم وهو الثقل الأكبر، إما السنة وهي الثقل الأصغر، في كلتا هاتين الدائرتين، يعني الفقه الأكبر والفقه الأصغر نحن إذا أردنا أن نقصر الطريق في أبحاثنا ودراساتنا في حوزاتنا العلمية ومؤسساتنا الدينية وحواضرنا العلمية وواقعا نضع الطالب المجد على السكة الصحيحة، على الطريق الصحيح، عليه أن نعلمه مفاتيح كل علم، مفاتيح كل علم، ولذا أنا قلت لبعض الأعزة ويتذكرون، عندي كتاب سميته مفاتيح فهم القرآن، لأنه أنا معتقد أن القرآن الكريم لا نحتاج أن نذهب إلى تفسيره وإلى توضيحه وتأويله، لابد أن نتعرف أولا على مفاتيحه، فإذا صارت المفاتيح بأيدينا نستطيع أن نفهم كل القرآن، ولكن بشرط أن تتعرف على مفاتيح القرآن، الذين طالعوا تفسير الميزان عندما يصل إلى آيات يعبر عنها وهذه من غرر الآيات، يعني ماذا؟ في فهمي الشخصي مقصود العلامة الطباطبائي من الغرر يعني هذا مفتاح إذا وقع بيدك انفتح منه ألف باب، وهذا هو الذي وضع النبي والأئمة يدهم عليه، وضعوا أياديهم على بعض الآيات، على آية الكرسي، سيد الآيات، ماذا في آية الكرسي؟ ما الفرق بينه وبين غيره من الآيات؟ كلها كلام الله؟ يقول فرق بين آية الكرسي وبين قوله تبت يدا أبي لهب، هذه أين تلك أين؟ ولذا أنت تجد مكان في التعقيبات أهل البيت وصوك أن تقرأ سورة تبت يدا أبي لهب؟ ولن أين ما تذهب تجد تأكيدا اقرأ سورة الإخلاص، لماذا هذا التركيز على سورة الإخلاص؟ قالوا لأنه سورة الإخلاص ثلث القرآن، ماذا يعني ثلث القرآن؟ هل مساحة كمية حتى نقول أمتار، هذا عشرة آلاف متر والإخلاص ثلاثة آلاف متر؟ ماذا الثلث هذا؟ يعني ثلث معارف القرآن من استطاع أن يأخذ بهذا المفتاح، مفتاح سورة الإخلاص، فقد أخذ بعنق ثلث معارف القرآنية، سورة القدر سورة الولاية والإخلاص سورة الإخلاص، تلك لربنا وهذه لنا، هل إرث هو يبن رسول الله حتى هذه لك وتلك لله؟ ليس إرث ولكن يريد أن يقول إذا أردتم أن تتعرفوا علينا وعلى أدوارنا فعليكم أن تتعرفوا على معارف سورة القدر، إنا أنزلناه في ليلة القدر، إلى أن تجد بأن الآية المباركة تنزل الملائكة والروح فيها، تجد الأئمة سلام الله عليهم مرارا يستدلون بها، حتى القرآن لا تشغل نفسك، تقول من يستطيع أن يقرأ دورة تفسير حتى يصير متخصص، نعم أنا أقول لك بثلاثين عام أيضا لا تستطيع، لكنه مفاتيح القرآن لا تتجاوز ثلاثين آية، أتقنها قرآنيا تجد أي آية قرآنية تستطيع ماذا؟ طبعا هذه غير المحكمات، المحكمات غير المفاتيح، قد تكون من المحكمات وليست من المفاتيح، نعم كل مفتاح فهو من المحكمات ولكن ليس كل محكم فهو من المفاتيح.

    إذن للقرآن مفاتيح وللعقائد مفاتيح، في التوحيد يوجد مفتاح لو وقع بيدك تستطيع كل معارف التوحيد أن تفتحها بهذا المفتاح، مفتاح أي باب تجعله يفتحه، في التوحيد يوجد مفتاح أصل أصول مفاتيح التوحيد وهو أن وحدته عددية أو عددية؟ أنت أتقن هذا في التوحيد ستتقن كل معارف التوحيد، ولذا تجدون أمير المؤمنين سلام الله عليه يقول واحد لا كالعدد، من أول نهج البلاغة قال هذا، سيدي يا أمير المؤمنين ألف مسألة خمس آلاف مسألة في التوحيد يقول أتقن هذه المسألة سوف تنفتح لك باقي المسائل، طبعا أنا لا أريد أن أقول باقي المسائل تكون سهلة، ولكن أصلها وأصولها في هذا المفتاح وفي عدد صغير من المفاتيح، الوحدة هذه أو تلك؟ في القرآن عندك مفاتيح في العقائد عندك مفاتيح تعالوا معنا في عملية الاستنباط في المعارف الدينية أن نتعرف على المفاتيح؟ نحن عندما بدأ دروسنا قبل أربع سنوات بدأنا بعنوان مفاتيح عملية الاستنباط، واحد سأل قال سيدنا هذا فقه أصول؟ قلنا هذا لا فقه لا أصول ولا كلام ولا تفسير وإنما عنوان نحن نعتقده أنه يقصر الطريق على كثير من الأعزة، إن شاء الله غدا أبين واحدة من أهم هذه المفاتيح.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2013/07/31
    • مرات التنزيل : 1044

  • جديد المرئيات