أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كما تعلمون بأن التعارض فرع صدور الروايات وإلّا مع الشك في الصدور لسنا معنيين بأنه كيف تجمع بين الروايات المتعارضة لا إشكال وشبه بأنه إذا ثبت أن هذه الرواية صادرة عن الشارع وهذه الرواية أيضاً صادرة عن الشارع ووقع التعارض بينهما لابدّ من بحث ماذا نفعل هل يوجد طريق لرفع التعارض أو لا يوجد إذا لم يكن هناك طريقٌ لرفع التعارض فماذا نفعل.
إذن إن شاء الله تعالى بعد ذلك سيأتي وتقدم أيضاً أن التعارض صدور الروايات وإلّا مع عدم الصدور فلا معنى للبحث عن التعارض وهذه قضية مفروضٌ عنها لا نحتاج إلى أن نبحث فيها بحثاً كثيراً وهذا أيضاً ما ذكره الأعلام في أول بحث التعارض، وهو أن التعارض إنما هو بين الحجّة والحجّة وأما ما لا حجّية فيه فلا معنى لوقوع التعارض بين الحجّة واللا حجّة هذا أصل، هذا البحث الذي نحن بحثناه وإلى الآن مستمرين فيه أنا أتصور أن الأعلام كان ينبغي عليهم ـ طبعاً بحثوا هذا في ثنايا كلماتهم ولكن لم يقفوا عليه بشكل مستقل وواضح وهو أنّه كيف نثبت أن هذه الرواية صادرة من الشارع وتلك غير صادرة ما هي الطرق لمعرفة أن هذا صادر وهذا ليس بصادر حتى نبحث في المقام الثاني إذا كان صادراً ووقع التعارض ماذا نفعل.
إذن بحثنا أين الآن كيف نتأكد أن هذه النصوص أن هذه الروايات أن هذه الأحاديث صادرة أو ليست بصادرة ما هو الطريق. قد يقول سيدنا أن القضية سهلة جدّاً نرجع إلى أي كتاب من كتب الحديث ونأخذ الرواية وهي صادرة. نقول: لا. هنا نحتاج إلى أصلين:
الأصل الأول أنّه لا دين بلا سنّة (سنّة بالمعنى الأعمّ يعني الروايات الصادرة عن النبي والأئمة) لا دين وهذا صريح القرآن {…لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل: 44) لتبين إذن السنّة لها دور أو ليس لها دور؟ نعم، لتبين للناس ما نزل إليهم، {…وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا…} (الحشر: 7)، هذا على مستوى البحث القرآني. على مستوى البحث القرآني واضح حديث الثقلين: <ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا< بغض النظر أن الصيغة إذا كانت كتاب الله وعترتي أو أن الصيغة كتاب الله وسنّتي لا يفرق لماذا؟ لأنّه الآن بحثنا في الحديث أعمّ من أن يكون مختصاً كما يقول الاتجاهات الإسلامية أو أعمّ من رواية مختصة بالرسول أو أعمّ من الرسول والأئمة في النتيجة أن حديث الثقلين يقول: أن النجاة من الظلال لا يكون إلّا التمسك بالقرآن والسنّة. إذن الأصل الأوّل أنّه لا نجاة من الظلال إلّا بالكتاب والسنّة أعمّ من أحاديث رسول الله وأحاديث أهل البيت أو خصوص أحاديث رسول الله في النتيجة أن السنّة، أن الحديث، أن الرواية لها دورٌ في النجاة من الظلال. ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا. هذا الأصل الأوّل. طبعاً هذا الأصل لا يوجد خلاف فيه بين أعلام الأصول وإنما الاختلاف في السعة والضيق أن حديث الإمام الصادق على حد حديث رسول الله أو ليس كذلك، الشيعة يقولون كذلك وغير الشيعة يقولون ليس كذلك. هذه قضية صغروية وإلّا أصل الحاجة إلى السنّة ماذا؟ لا يوجد فيه كلامٌ أصلاً لا يمكن أن يكون فيه كلام لا يمكن أن يكون، وإلّا سواء كان على مستوى المعارف الأصلية يعني العقائد أو المعارف الفرعية يعني الفروع الفقه في النتيجة إذا حذفت السنّة ماذا يوجد من التوحيد أو من الصلاة أو من الصوم أو من الحجّ في القرآن الكريم أي قدرٍ يوجد أبداً وإذا حديث الثقلين المتواتر القطعي الذي لم يقدر أحد أن يناقش فيه. نعم، ناقشوا السنّة أو العترة وإلّا لم يناقشوا في أصل حديث الثقلين هذا الأصل الأوّل.
الأصل الثاني: وهو أن الحديث أصيب بآفاتٍ كثيرة لماذا ذلك بحث آخر لا نريد أن ندخل فيه. لماذا أصيب بهذه الآفات؟ ما هي العوامل؟ هل هي عمدية، هل هي غير عمدية، هل كانت مقصودة، هل كانت غير مقصودة، هل كانت هناك مؤامرة، لم تكن هناك مؤامرة، ذاك بحث آخر. الآن نتكلم عن الحصيلة النتيجة ما هي النتيجة أن الحديث أصيب بآفات هذه الآفات أشرنا إليها في أبحاث سابقة، من هذه الآفات النقل بالمعنى، وهذه متفق عليها سنةً وشيعة، من هذه الآفات تصرف الرواة في لأحاديث، إما بالتقطيع، إما بالمعنى، إما بالمضمون، إما… إما؛ لعدة أسباب. من هذه الآفات ضياع القرائن، من هذه الآفات التقية، ومن أهم الآفات التي أشرنا إليها سابقاً إجمالاً والآن نشير إلى بعض رواياتها وهي ظاهرة الدس والوضع على رسول الله ’ وعلى الأئمة وجدت أن بعض الأعلام يقول أن هذا الحديث: >كثرة الكذابة عليَّ ألا من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار< هذه الرواية إن كانت صادرة فقد هناك رسول الله من زمان يقول كثرة الكذابة، وإن كانت كاذبة خير دليل على أنّه هناك روايات موضوعة فالنتيجة هذه الرواية على كلا الاحتمالين في صالح وضع الرواية، إن كان مضمونها صحيحاً صدر من الرسول إذن رسول الله يصرح أن هناك كذابة وإنهم يكذبون عليهم ويضعون الأحاديث عليهم، وإن لم تكن صادرة (هذه هي موضوعة) هي نفسها دليل على أن هناك موضوعة، وأشرنا نحن فيما سبق في الدرس الذي وقفنا عنده تفصيلاً أنا فقط أشير إلى رقم الدرس (73) وقفنا عند الغدير للأخوة الذين يريدون أن يراجعوا، لكن في هذا اليوم أريد أن أشير إلى روايات أخرى هذه الروايات في نصوصنا تتكلم عن نصوصنا خاصة لا تتكلم بنحو عامة لا نتكلم عن تراث المسلمين، حيث نقلنا عن الإمام أحمد بن حنبل أنّه قال: >بأنّه أساساً هذه الروايات التي موجودة في مسندي أنا استقيتها من 750 ألف رواية وهكذا البخاري ومسلم يقول إلى آخره… هذا كتاب (اختيار معرفة الرجال) الطبعة الحديثة، مركز نشر آثار العلامة المصطفوي، القاهرة، لندن، طبعاً أنا أشير إلى الفقرات التي هي واحدة في كل الطبعات الفقرة 402 ص 241 حسب هذه الطبعة، هذه الرواية خطيرة جدّاً، يقول: >عن هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبد الله الصادق يقول كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ويأخذ كتب أصحابه (كتب أصحاب أبي) وكان أصحابه (أصحاب المغيرة) المستترون بأصحاب أبي<، عجيب هؤلاء كانوا مخترقين أصحاب الإمام الباقر ويظهرون أنهم من أصحاب الإمام الباقر، يعني منافقين، المستترون بأصحاب أبي، ماذا يفعلون هؤلاء المستترون يعني كان عندهم صداقات مع الإمام الباقر يأخذون الكتب من أصحاب أبي يعني من الأصول الأربعمائة أصحاب الإمام الباقر يعني كتب ماذا؟ الكتب الأربعمائة المصنفات الأربعمائة فيدفعونها إلى المغيرة هذه الكتب يأخذونها من أصحاب الإمام الباقر يدفعونها إلى المغيرة بن سعيد فكان يدس فيها الكفر والزندقة يضيف عليها روايات سندها ضعيف أو كالاسناد الصحيحة الموجودة وهذا الذي قلناه فيما سبق أنّه إذا استندنا إلى المنهج السندي إذن الرواية الصحيحة السند من قال لكم أن الوضع اختص بالمضمون الوضع كما قد شمل المضمون شمل السند يعني أنت عندما تنظر إلى السند تجد السند صحيح اعلائي وإذا كان مبناك على السند تقول الرواية صحيحة انتهت القضية الرواية صحيحة وهذه واحدة من آفات المنهج السندي واحدة من الآفات التي ابتلي بها المنهج السندي التي استند إليها أستاذنا السيد الخوئي وهي من الآفات التي واقعاً الآن التي تشكلت منها عقيدة المسلمين الآن المسلمون عندما يقولون الخليفة الأول والخليفة الثاني والخليفة الثالث أفضل من علي بن أبي طالب تتصورن يقول هذا جزافاً أم استندوا إلى روايات صحيحة السند عندهم وهذه الروايات موجودة أين؟ موجودة في صحيح البخاري وصحيح مسلم هذه ليست صحاح والمنهج منهج سندي، ماذا أفعل أنا والسند أنا والروايات، والروايات قالت أن الأول والثاني أفضل من علي، انظروا إلى خطورة المنهج السندي طبعاً هذا ليس فقط في باب الفضائل في باب الأخلاق في باب العقائد روايات التجسيم وروايات التجسيم فيها روايات صحيحة السند، هذه آفة تضاف إلى آفات المنهج السندي أشرنا إلى آفتين عندما نقشنا المنهج السندي الذي يرى أن المعيار في قبول الرواية وعدم قبولها هو السند هذا المعيار في آفتان أساسيتان، هذه الآفة الثالثة: وهو أنّه كان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه سيأمرهم أن يبثوها، فماذا يصبح شياع، وأنت كاتب في الرسائل العملية التي لك الشياع ماذا إذا أفاد الاطمئنان فهو حجّة، معقولة هؤلاء المتشرعة ليس لديهم دين، لا والله دين عندهم ولكن توجد أيادي أجندة ما وراء الستار توجد ماذا توجد هذا الشياع توجد هذه الحالة العامة، وخصوصاً ماذا في مثل أزماننا الذي يقوم على الإعلام والاتصالات والـ… والـ… والقنوات إلى أخره… يستطيعوا أن يوجد حالة عامة أو لا يستطيعوا؟ نعم، يمكنهم، قال: يبثونها في الشيعة. يقول (هذا كلام الإمام الصادق): فكل ما كان في كتبي أصحابي أبي من الغلو فلا كما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم. عجيب! هذه الضابطة جدّاً مهمة. سؤال: هذا الذي يقوله الإمام هذا ضابط سندي أو ضابط مضموني (فكل ما كان في كتبي أبي من الغلو) هذا ضابط سندي أو ضابط مضموني؟ الجواب: ضابط مضموني يقول لا علاقة لك بالسند انظر إلى المضمون إن كان فيه غلو أرمي به ماذا عرض الجدار، خلاص. توجد روايات صحيحة السند فيها زرارة محمد بن مسلم يقول لا تعتني لا تنظر إلى السند لا قيمة للسند، القيمة للمضمون. هذه رواية. الرواية الثانية التي هي الفقرة 542 يعني ص313 الرواية عن أبي عبد الله الصادق قال: سمعته يقول لعن الله المغيرة بن سعيد إنّه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر ّ الحديد. لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا. سؤال: ما لا نقوله في أنفسنا؟ سيدي من أين نميز قلتموه أو لن تقولوه سنداً. يقول: لا سنداً قد يكون ماذا؟ كما المضمون موضوع علينا السند ماذا؟ موضوع علينا (لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا) ولعن الله… ماذا تقولون سيدي في أنفسكم قال ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا فإذا وجدتم رواية تصدم مع هذا المضمون اضرب بها عرض الحائط هو زخرفٌ لم نقله. سيدي صحيحة السند، يقول: لا تعتني هذا هو المضمون. هذه الرواية ثالثة.
رواية أخرى عن الصادق: في قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} (سورة الشعراء: 222) قال هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبيان، وصائب، وحمزة، وعمارة، والحارث الشامي، وعبد الله بن عمر بن الحارث، وأبو الخطاب. جيد الآن هؤلاء إذا جاءوا في السند نعم نستطيع أن نعرف ولكن الكلام هؤلاء لا يأتون في السند وإنما وضعوا الاسناد …..
رواية أخرى: قال أبو الحسن الرضا: >كان بيان يكذب على علي بن الحسين فأذاقه الله حر الحديد وكان مغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر الباقر فأذاقه الله حر الحديد، وكان محمد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى فأذاقه الله حر الحديد، وكان أبو الخطاب يكذب على أبي عبد الله فأذاقه الله حر الحديد والذي يكذب عليّ محمد بن فرات< تبين القضية كانت ظاهرة أنّه في زمان كل إمام هناك مجموعة من الوضاعين وظيفتهم وضع الأحاديث عليهم.
رواية أخرى: وهي رواية الفقرة 549 ص316 الرواية عن ابن سنان قال قال أبو عبد الله: >إنا أهل بيتٍ صادقون لا نخلو من كذابٍ يكذب علينا< عجيب هذه قاعدة، كما أنّه ما منا إلّا مقتولٌ أو مسموم ما منا ويوجد ماذا؟ إلّا يوجد من يكذب عليّ، فيسقط صدقنا بكذبه عند الناس، أي جريمة شنعاء هؤلاء ارتكبوها وهو أنّه لما وجدوا أحاديث أهل البيت اختلط فيها الصادق وغير الصادق المضمون الصحيح وغير الصحيح أسقطوها جميعاً عن الاعتبار فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس كان رسول الله ’ أصدق البرية لهجة وكان مسِلمة يكذب عليه وكان أمير المؤمنين أصدق من برأ الله من بعد رسول الله وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد بن سبأ وكان أبو عبد الله الحسين بن علي قد ابتلي بالمختار هذه روايات ذم المختار ثم ذكر أبو عبد الله الحارث الشامي وبيان فقال كانا يكذبان على علي بن الحسين ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعاً وسري وأبى الخطاب وبشاراً وصائد النهدي فقال لعنهم الله لإنا لا نخلو من كذاب إلى آخره.
رواية أخرى: وهي رقم 551 الرواية عن حنان بن سدير عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله إن قوماً يزعمون أنكم آله يتلون علينا بذلك قرآناً يستدلون أيضاً بالقرآن {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً} (المؤمنون: 51) وكأنه المتكلم الأئمة يقولون لأصحابهم يا أيها الرسل مثلاً، قال: يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي كل هؤلاء برئ الله منهم ورسوله ما هؤلاء على ديني ودين آبائي والله ما يجمعني وإياهم إلّا وهو عليهم ساخط. قلت: فما انتم جعلت فداك؟ عرفونا أنفسكم؟ قال: بل نحن خزان علم الله، وتراجمة وحي الله، ونحن قومٌ معصومون أمر الله بطاعتنا ونهى عن معصيتنا نحن الحجّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض، هذه عقيدتنا في الأئمة. إذن، وعشرات الروايات الواردة أنا اكتفيت بقدر، هذه من الآفات التي اصيبت بها روايات أئمة أهل البيت يعني تلك الآفات السابقة النقل بالمعنى التصرف في الرواية، التقية، تقطيع الرواية، حذف القرائن كثير منها أو أغلبها ليست عمدية، أما هذه الروايات ماذا تقول، لا تقول هناك وضاعٌ يضع الحديث علينا، سؤال: بناءً على الأصل الأول يمكن الاستغناء من الحديث أو لا يمكن؟ لا يمكن. بناءً على الأصل الثاني يمكن العمل بكل حديث أو لا يمكن؟ لا يمكن. إذن لابدّ أن نقول بعملٍ حتى نميّز الصحيح من غير الصحيح. إذن لا يمكن لأحدٍ أن يقول إذن نستغني عن الحديث لأنه يمكن أو لا يمكن؟ لا يمكن؛ لأنه وجود كثير من المعارف الدينية متوقفة على الحديث. ولا يمكن لأحدٍ أن يقول نعمل بكل حديثٍ؛ لأنه اتفقت الكلمة على أنه من الأحاديث ما هو مصابٌ بعشرات الآفات. إذن لابدّ من حلٍ لهذه المعضلة. ما هو الحل؟ هناك الاتجاهات الأربعة التي أشرنا إليها فيما سبق اتجاهٌ قال لا نعمل إلّا بالقطعية الصدورية يعني رواية متواترة أو قطعية. اتجاهٌ لا نعمل إلّا بما ورد في الكتب الأربعة، طبعاً اتكلم في داخل مدرسة آل البيت في خارج المدرسة له أبحاث أخرى. اتجاهٌ نعمل بكل خبرٍ صحيحٍ السند. والاتجاه الرابع قال: لا، نعمل بالخبر الذي نطمئن بصدور مضمونه عن الشارع، هذه الاتجاهات الأربعة، أما الاتجاه الأول والثاني فقلنا واضح الدفع، وإلّا كم رواية تستطيع أن تثبت أنها متواترة وقطعية الصدور، أما الاتجاه الثاني فأيضاً واضح البطلان لأنه في هذه الكتب الأربعة الموجودة بأيدينا كثير من لا يمكن العمل بها فيدور الأمر بين الاتجاه الثالث والاتجاه الرابع، أما الاتجاه الثالث وهو يبني على الاتجاه السندي، وقد وقفنا عند ذلك تفصيلاً في الدروس السابقة وقلنا هناك موانع تمنعنا المانع الأول: لا طريق لمعرفة وثاقة الأشخاص إلّا عن الحدس، المانع الثاني: أن هذه الشهادات التي تقوم على التوثيق فيها مبانٍ كلامية. المانع الثالث: هو أن السند قد يكون صحيح أعلائي ولكنه موضوع كما أن المضمون موضوع هذا كيف نميّزه بعد، إلّا أن يكون عندنا عصا موسى نضعها على الرواية تقول هذا حقٌ أو هذا باطل. وإلّا ما الطريق إلى ذلك؛ لأن كتبنا الأربعة إنما ذكرت أو استفيدت من أين من تلك المصنفات الأربعمائة المصرحة فيها الأعلاء، وفي المصنفات الأربعمائة ما هو فيه ما فيه. إذن لا طريق لنا إلّا الاتجاه الرابع: وهو الاتجاه الذي نؤمن به وهو محاكمة النصوص الروائية الواردة من حيث المضمون لمعرفة أن هذا المضمون صادر أو ليس بصادر، وهذا الذي استعملناه فقلنا أن الخبر الموثوق به أو قلنا نظرية جمع القرائن. سؤال: ما هي هذه القرائن التي على أساسها نطمأن بصدور هذا المضمون من المعصوم من النبي أو أحد الأئمة أفضل الصلاة والسلام. قلنا القرينة الأولى هو العرض على القرآن، هذه أهم القرائن وأول القرائن؛ لماذا أهم القرائن وأوضح القرائن وأتم القرائن وأقوى القرائن وأضمن القرائن وأكثر القرائن اطمئنان باعتبار هذا القرآن الذي بين أيدينا، فهو من حيث السند قطعي السند متواتر وأما من حيث المضمون، مصاب بآفة من تلك الآفات؟ أو لا توجد فيه من تلك الآفات شيء؟ لا آفة تقلب المعنى ولا آفة تقطع النصوص ولا آفة ضياع القرائن ولا آفة التقية ولا آفة الدس والوضع ولا… ولا… موجودة أو غير موجودة؟ نعم، قد توجد هناك نقاط أخرى لابدّ من بحثها وهو أن القرآن مشتمل على محكم وعلى متشابه هذه لابدّ أن تحل في الرتبة السابقة، أن ظواهر القرآن حجّة أو ليست بحجة هذه مسائل أخرى لابدّ أن تبحث ولكنه هذه الآفات التي موجودة في الحديث غير موجودة في القرآن ولذا أنا أتصور أساساً حتى لو لم تكن روايات تدل على ضرورة عرض ما ورد عنهم على الكتاب هذا الدليل يكفينا لعرض ما ورد الكتاب، يعني أنت الآن بيدك مصدران مصدر فيه هذه الآفات ومصدر لا توجد فيه هذه الآفات أيهما الأصل؟ ايستطيع أحدٌ أن يقول أن الأصل هو الرواية يوجد عاقل يستطيع أن يدعي هذا المعنى أن الأصل هو الرواية، إلّا أن الشخص يقول بتحريف القرآن، واقعاً ذاك مبنى آخر يقول أن هذا القرآن الذي بأيدينا أصيب بآفة أعظم من جميع تلك الآفات وهو أن هذا القرآن الذي بأيدينا محرف. بعد واقعاً لا طريق له إلّا أن يذهب إلى الرواية أو يقول أن القرآن ليس محرف ولكن ظواهره ليست حجّة أيضاً هذا الإنسان لا يستطيع أن يرجع إلى القرآن، أما نحن التي في أصول التفسير أجردنا: أولاً أن القرآن غير محرف وثانياً أن ظواهره حجّة. إذن هذا الكلام واضح، ولا يتبادر إلى ذهن أحد منكم أن هذه النظرية أنا الآن أقولها، بل أعلام مدرسة بغداد بعد مدرسة قم، التي هي مدرس الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي ومجموعة من الأعلام، ومدرسة قم مدرسة الشيخ الطوسي و… و… لذلك هناك فوارق أساسية بين هاتين المدرستين مدرسة قم ومدرسة بغداد. إن شاء الله غداً سنبين أهم هذه الفوارق حتى نعرف أن هذا المنهج الذي نشير إليه هذه مدرسة قم أو مدرسة بغداد. والحمد لله رب العالمين