أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
هذا البحث كما هو واضحٌ ليس له مسيس ارتباطٍ بأبحاثنا الأصولية وإن كان له أيضاً نحو ارتباط. وهو البحث في (أولي الأمر) في هذه الآية من سورة النساء وهي آية واقعاً والأنصاف آية خطيرة في القرآن الكريم وذلك أن كل من استدل على وجوب طاعة أولي الأمر ولو كان فاسقاً فاجراً حتى صرح بعضهم العثيمين من أعلام مدرسة الوهابية المعاصرين ومن كبار مفسريهم ومحدثيهم وفقهائهم صرح حتى لو كان شارباً للخمور ومتجاهراً بالفسق والفجور فإنه تجب طاعته والعجيب أنه يذكر ذلك في أمير الحاج: يقول أمير الحاج تجب طاعته حتى لو كان شارباً الخمر في الحج. لماذا؟ لقوله تعالى: {وَأُولِي الْأَمْرِ} لأن الآية المباركة قالت تجب طاعة أولي الأمر وعلى هذا الأساس ليس الأمر إلا أن يصدر منه كفرٌ بواح يعني كفرٌ صريح وواضح. ولذا واقعاً الآن المدرسة السنية واقعة في مشكلة هي أنه كيف يجوز الخروج على حكام المسلمين خصوصاً في هذه الثورات التي حصلت أخيراً مع العلم أن لم يصدر من حكامهم كفرٌ بواح، فعلى أي أساس يخرجوا. على أي حال ذلك بحثٌ آخر.
إذن على هذا الأساس الآية جدُ خطيرة، ولها آثار على نظرية الحكم والحاكم في النظرية الإسلامية من هنا لابد أن يطرح هذا التساؤل أن هذه الآية بغض النظر عن المصداق، لأنكم تعلمون أن القرآن الكريم يتكلم بالأعم الأغلب لبيان القضايا العامة أو القضية الحقيقة أما تطبيقات ذلك ومصاديق ذلك فموكولٌ إلى مكانٍ آخر. ولذا نحن نريد أن نعرف أن هذه الآية هل هي على الأقل أولوا الأمر الآن الله والرسول طبعاً واضح ليس عندنا إشكال فيهما لا في المفهوم ولا في المصداق وإنما الكلام في عنوان أولي الأمر لأن الآية المباركة قالت: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وهنا خصوصية في الآية أنها جمعت في وجوب الطاعة بين الرسول وأولي الأمر ولم تميز أولي الأمر عن الرسول بإطاعة مستقلة فيما يتعلق بالرسول والحق تعالى قالت أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وهذا يكشف لنا، الحق والإنصاف نكتة مهم هي أن طاعة الله سنخ طاعة تختلف عن طاعة الرسول وأن طاعة الرسول سنخ طاعة تختلف عن طاعة الله، ولو جمعهما في طاعة واحدة لما إفادة هذه الفائدة طبعاً لدينا آية تقول أطيعوا الله والرسول ولكن هذه الآية فيها نكتة تتميز عن تلك الآيات التي تقول أطيعوا الله والرسول لماذا؟ لأنها لم تجمع الله والرسول في طاعة واحدة. ما هي النكتة، النكتة واضحة وهي أن إطاعة الله إطاعة بالذات، لو قال قائل ماذا تجب طاعة الله تعالى؟ الجواب: لأنه الله، ولا شيء آخر. من هو الله يعني الخالق، المالك، الرازق، المعطي. هنا العاقل عندما ينظر إلى هذه الموصفات يجعلها حدّ أوسط لوجوب طاعته. ولذا تجدون أن المتكلمين وإن كان الكلام غير صحيح قالوا أنّه تجب طاعته لأنّه تجب طاعة شكر المنعم من باب شكر المنعم. الآن بأي دليلٍ كان بالخالقية بالمالكية بشكر المنعم بأي عنوان كان لكنه الله، سؤال: لماذا تجب طاعة رسول الله؟ لأنّ الله أمرنا بطاعته وإلا إذا لم يأمرنا بطاعته. نعم، رسول الله الله بلغه أنت بلغ ما عليك إلا البلاغ بلغهم وليس لديك وظيفة أخرى. لا… لا… لم يقل بلغهم وأذهب، وإنما تجب عليه طاعتك فليحذر الذين يخالفون عن أمره هذه النكتة ما كنا نستطيع أن نصل إليها لو قال: أطيعوا الله والرسول ولكن عندما تعددت وأنتم تعلمون الأصل في التكرار التأسيس، إذن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ولكن عندما جاء إلى أولي الأمر قال: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} ما قال وأطيعوا أولي الأمر. لو كانت الآية قالت: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر} لما ثبت لنا أن طاعة أولي الأمر هي على حد طاعة رسول الله. لأنّه التأسيس لو كانت نفس الطاعة لما كررها لكن الآية جعلت طاعة الرسول وطاعة أولي الأمر طاعة واحدة ومن سنخ واحد ومن نوع واحد ومن درجة واحدة لا مختلف وعلى هذا الأساس، لنتعرف أن طاعة رسول الله هل هي طاعة مقيدة أو طاعة مطلقة. ما معنى مقيدة وما معنى مطلقة. الطاعة المقيدة: هي الطاعة التي لا تخالف أمر الله. هذه طاعة مقيدة {وإن جاهداك لتشرك بي أو على أن تشرك بي}، تطع أو لا تطع؟ فلا تطعهما صريح الآية المباركة أشارت إلى هذا المعنى بشكل واضحٍ وصريح أنّه الآيات القرآنية بينت هذه الحقيقة بشكلٍ واضحٍ وصريح قالت بالنسبة إلى الأبوين قالت: {وإن جاهداك أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما} ، مع أن طاعة الوالدين واجبة، ولكن واجبٌ مطلق أو مقيدة؟ مقيدة. ومن هنا وردت عندنا لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق. أي مخلوق كان، حتى لو كان الفقيه إلا إذا أصدر حكماً ولائياً أمّا إذا لم يكن قل لا أنا أقول لك مع أن الكذب حرام بلا مصلحةٍ بلا أمرٍ ولا أقول جائز تقول قل لنفسك هذا الكلام. ولذا تجدون حتى في مسألة الأحكام الولائية قالوا مع علم المكلف بالخطأ بعضٌ قال لا تجب الطاعة، لماذا لا تجب؟ لأنّه أساس الطاعة مقيدة. أمّا طاعة الرسول هل هي مقيدة؟ يعني لا طاعة لرسول الله في معصية الله؟ الجواب: لا لأنّ صريح القرآن قال: {ومن يطع الرسول فقط أطاع الله} خلص مطلقة. هسه لماذا من يطاع الرسول فقط أطاع الله باعتبار ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولذا قال: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانته} إلهي ما آتانى مطلقاً قل نعم مطلقا. لأنّه يقول شيء في خلاف طاعتنا أو لا يقول؟ لا يقول. إذن إذا عرفنا أن طاعة رسول الله (ص) طاعة ما هي طاعة مطلقة، العطف ماذا يدل؟ إذا عطفت شيء على طاعة رسول الله يعني تلك الطاعة الثابتة لرسول الله طاعة ثابتة لمن لأولي الأمر بلا فرقٍ بينهما. الآية قالت: {أطيعوا الله وأطعيوا الرسول وأولي الأمر منكم} هذه الواو العاطفة تثبت لنا نفس الدرجة من الطاعة الثابتة للرسول تثبت تلك الطاعة لأولي الأمر، ولهذا نقول أن الآية المباركة تقول أن من تجب طاعته من أولي الأمر لابد أن يكون معصوماً، الآن إذا دلت الآية بهذا الشكل عند ذلك تعال نبحث في المصاديق فمن ثبتت عصمته ثبتت له ولاية الأمر هو من أولي الأمر ومن لم تثبت عصمته لم تثبت له أنّه من أولي الأمر. تقول لكن القائل بولاية الفقيه… قليل منهم استدلوا بهذه الآية المباركة وأنا في قناعتي أنّه لابد تجيب على هذا التساؤل إذا أرادوا أن يستدلوا بولاية أولي الأمر لإثبات ولاية الفقيه فعليهم أن يجيبوا على هذا التساؤل أولاً.
والعجيب عندما ترجع إلى الروايات روايات نور الثقلين عشرات الروايات الواردة تقول هي لنا خاصة، لم يقل نحن أولي الأمر، مرة يقول نحن أولي الأمر يعني بيان أوضح المصاديق، مرةً يقول هي لنا؟ لماذا خاصة؟ الجواب: دالة على العصمة ولم تثبت العصمة إلا لهم عليهم أفضل الصلاة والسلام. هي لنا خاصة نفس هذا البيان نحن ذكرناه أين؟ أنا لا أريد أن استدل بالروايات لإثبات اختصاص أولي الأمر بالأئمة. أولاً أبحث بحثاً تفسيري الآية وهذا منهجٌ يختلف عن المنهج الموجود في الغدير وغير الغدير. في الغدير وغير الغدير من العبقات وغير العبقات يأتون الآية مباشرة يستندون إلى الروايات لإثبات اختصاص الآية. والطرف الآخر يقول هذه الروايات من قال أنها صحيحة فبدؤوا يناقشون في اسناد الروايات عندنا حتى في كتبهم فأخذوا الحجة من أيدينا لأننا نريد أن نثبت مضمون اختصاص الآية بالأئمة من خلال الآية أو من خلال الروية، من خلال الرواية والرواية إذا لم تثبت صحتها فلا قيمة لها. هذا المنهج أنا لا استند عليه وهذا من أهم الفوارق بين منهجي ومنهج العبقات ومنهج الغدير ومنهج المراجعات هذا المنهج المتعارف هو أن نقرأ الآية المباركة ونأتي إلى الروايات نقول ورد في التفسير كذا، ورد في التفسير كذا… إذا كان الاستناد إلى الروايات، هو يبدأ يناقش في الروايات ولذا في الأعم الأغلب هم ناقشوا الروايات من خلال مضمون الآيات وهذه نقطة خطيرة من الناحية المنهجية والتفسيرية قالوا أنفسنا وأنفسكم نساءنا ونساءكم، حسناً أين لدينا إطلاق على المرأة الواحدة نساءنا. أنتم تقولون في المباهلة مختصة بالزهراء. ولذا ناقشوا الروايات وعدم صحتها وأنها موضوعة من خلال قالوا أنها تنسجم مع الظاهر القرآني أو لا؟ لا تنسجم. هذا واضح. ولذا هذا منهج من الآن خذوه بعين الاعتبار. أولاً تعالوا ابحثوا الآية بحثاً تفسيرياً، أصلاً ليس لديك رواية، ماذا تدل الآية، أصلاً لا يوجد معصوم في العالم، ليس مهم هل الآية تدل على أن أولي الأمر ثبتت لهم العصمة أو لا؟ إذا أنكرنا هنا تنتهي القضية، لا توجد لدينا مشكلة. ذاك الوقت هم تنطبق على ولاية الفقيه والحاكم الجائر…. إلى آخره. أما إذا قلنا الآية مختصة بالمعصوم إذن بعد الروايات لا تفسر الاختصاص وإنما تبين المصداق فقط. وهذه نقطة مهمة في كثير من الآيات التي استند إليها في بيان أنها مختصة في أهل البيت. المنهج المتعارف عندنا في علم الكلام الإمامي أن الآية يأخذونها مباشرة يذهبون إلى الرواية لبيان اختصاصها بمن؟ طبعاً كم مورد عندنا {…إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} (الأحزاب: 33) هؤلاء أهل البيت من؟ نساء النبي داخلي أم لا؟ الجواب: ما داخلين وهم يقولون داخلين. ويأتون بقرائن من القرآن لأنّهم يقولون كلمة أهل البيت استعملت في ثلاث موارد موردين منهم يقيناً مختصة بالسناء وهذه الثالثة نشك بها، نحملها، يفسر بعضه بعضا. ثم هذه الآية أيضاً قرينة السياق والآيات السابقة واللاحقة تدل أنها مختصة بنساء النبي وبعضهم ادعى اختصاصها بنساء النبي. الآن الجواب أجيب قالوا لا… كيف تكون مختصة بنساء النبي قال: {…إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} عنكم ولم يقل عنكن ولو كانت مختصة، قالوا: نعم، صحيح. الحق معك. هذه ليست مختصة بنساء النبي تشمل علياً والحسن والحسين. من أين تقولون مختصة، تذكير الضمير لا يخرج النساء ويدخل غير النساء وهذا من الأخطاء الشائعة في كتبنا يقول ذكر الضمير، فإذا ذكر الضمير تكون مختصة بالرجال يعني فاطمة أيضاً تخرج. فلهذا كبار مفسرين قالوا تذكير الضمير ليس لإخراج النساء بل لإدخال علي والحسن والحسين. هذا التفضل بالعرض الله إذا كان لم يذكر لكانت مختصة، ما هو الجواب؟ الجواب: بغض النظر من هم أهل البيت هل الآية دالة على العصمة أم لا؟ هذا المنهج الفني. فإن ثبتت دالة على العصمة فنساء النبي يدخلن أم لا؟ على القطع واليقين بإقراركم أن نساء النبي يوجد فيهن معصوم أم لا؟ لا يوجد إذن غير مشمولين، انتهت القضية. كثيراً من هذا القبيل، على الأقل همكم نساء النبي ليس مطلق نساء النبي انتم همكم صاحبة الجمل. بإقراركم أنها أخطأت يعني غير معصوم انتهت. هذا دليلها التاريخي إذن مشمولة صاحبة الجملة أم لا؟ ولذا تجد علمائهم المحققين كالعلامة الآلوسي كل همة أن يسقط دلالة الآية على العصمة لأنّه ملتفت إذا دلت على العصمة يمكن إدخال أزواج النبي أم لا؟ لا يمكن الباب يغلق. إذن لابدّ من البحث عن المصداق وهذا الذي نحن أيضاً منهجنا، وهو أنّه تعالوا عليه. آية ثالثة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: 119)، أيضاً عندنا بعض الروايات أن مع الصادقين من؟ الأئمة السؤال: عنوان عام قابل للصدق على الأئمة وعلى غير الأئمة. الجواب: أن الآية دالة على العصمة أم لا؟ فإن دلت على العصمة بعد عامة لو خاصة؟ خاصة ابحث عن المصداق. آية رابعة: {…إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة: 124) سؤال: الآية دالة على عصمة الإمامة أم لا؟ بغض النظر أنها في إبراهيم أم أنها في علي ليس مهم هذا الآية ما هي دلالتها على العصمة أم لا؟ فإن دلت على العصمة بعد تشمل غير المعصوم أم لا تشمل؟ يعني تشمل خلافة الأوّل والثاني والثالث أو تكون منافية لها؟ منافية. إذن هذا هو المنهج العلمي التفسيري وهو أن تبحث في مضمون الآية أولاً ومن خلال مضمون الآية تدخل وتخرج وليس مباشرة الآن إذا تذهبون إلى الغدير للعلامة الأميني تجده يقرأ الآية لا يوجد عنده بحث تفسيري مضموني مباشرة أين يدخل؟ يقول وقد ورد في ذيلها من تفسير فلان وتفسير فلان…. فيذكر 20 تفسير ذكروا أن هذه الآية مختصة بعلي. الطرف الآخر ما فعل (الخصم) قال: تعال إلى هذه الروايات أنها صحيحة السند أم لا؟ فإذا كانت ضعيفة السند لها قيمة أم لا؟ ليس لها قيمة. هذا أولاً.
الطريق الثاني: قالوا تعالوا إلى مضمون الآية إذا كان مضمون الآية يتنافى مع الرواية فأيهما يأخذ الرواية لو مضمون الآية؟ مضمون الآية، وكلا المنهجين اتبعا، ولذا هذه الآية المباركة المهم أن نبحث عن مضمونها فإن ثبت أنها دالة على العصمة إذن فهي مختصة لا تشمل لا حكام العادل الولي العادل فضلاً أن تشمل حكام الجور والفسقة والظلم، قال السيد الطباطبائي: في ذيل هذه الآية يعني الآية 59 من سورة النساء، يعني المجلد الرابع ص391 يقول: فالآية تدل على افتراض طاعة أولي الأمر هؤلاء ولم تقيده بقيدٍ ولا شرطٍ وليس في الآيات القرآنية ما يقيد الآية في مدلولها على أن الآية جمعت فيها بين الرسول وأولي الأمر. هذا الجمع إذن نرجع إلى طاعة رسول الله وذكر لهما معاً طاعة واحدة وليس طاعتان فقال وأطيعوا الرسول ولا يجوز على أن يأمر بمعصية أو يغلط في حكمٍ فلو جاز شيءٌ من ذلك على أولي الأمر لم يسع إلا أن يذكر القيد، لابد أن يقيد. إذا كان على أولي الأمر يصدر ما يخالف ولو سهواً ولو خطأً كان في أوّلي الأمر عليه أن يقيد، لأنّه عطف على من طاعته مطلقة، إذن لابد أن تكون طاعته مطلقة، فلا مناص من أخذ الآية مطلقةً من غير أي تقييدٍ ولازمه اعتبار العصمة في جانب أولي الأمر كما اعتبر في جانب رسول الله من غير فرقٍ. هذا كلام السيد الطباطبائي.
كلام الرازي: الرازي في ذيل هذه الآية المباركة قال المسألة الثالثة: {وأولي الأمر منكم} أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية، هذه مقدمة ليس فقط على سبيل الجزم، مراد الجزم يعني معلقة أم غير معلقة، العبارة الأخرى مطلقة أم مقيدة؟ إذا صارت معلقة تصبح مطلقة أم مقيدة؟ تصبح مقيدة، يقول جزم يعني ماذا يعني ليس معلقٌ على شيءٍ، هذه صغرى القياس إذن صغرى القياس أن الله أمر بطاعة أولي الأمر مطلقا. من غير تعلقٍ على نحو الجزم وليس إذا لم يأمر بمعصيةٍ، كبرى القياس، ومن أمر بطاعته على سبيل الجزم لابد أن يكون معصوماً. تلك صغرى القياس كبرى القياس ما هو برهان كبرى القياس انظر الاستدلال كم هو منطقي يقول: إذ لو لم يكن معصوماً (هذا بيان كبرى القياس) عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته بأن المفروض أمر الله بمتابعته مطلقا أو مقيدا؟ جزماً أو معلقاً؟ جزماً، ولو من باب السهو أو النسيان أمرنا بالمعصية بالخطأ وقد أمرنا هنا بطاعته إذن الله هم من جهةٍ أمرنا بطاعته ومن جهة أخرى أنها خطأٌ وأنها معصيةٌ نهانا عن طاعته يلزم أن الله سبحانه وتعالى يأمر وينهى وهذا لا يمكن على الحق سبحانه وتعالى فيكون ذلك أمراً بفعل الخطأ والخطأ لكونه خطأً منهي عنه فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد وأنه محالٌ. لماذا؟ محالٌ على الحكيم، الله أمر ونهى عن الفحشاء والمنكر فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أوّلي الأمر على سبيل الجزم وثبت أن كل من أمر بطاعته على سبيل الجزم أن يكون معصوماً عن الخطأ فثبت أن المذكور في الآية لابد أن يكون معصوماً عن الخطأ، ثم ذلك المعصوم من هو؟ المشكلة هنا. الفخر الرازي مفسر ولذا تجدون علماء الوهابية وأتباع ابن تيمية الآن يطعنون في الرازي لهذا السبب، لأنّه على مستوى البحث المطلوب والآية دالة على العصمة ولكنه يحتار في المصداق من هذا المعصوم؟ يصعد ينزل آخر المطاف يقول إجماع الأمة. ولذا نحن من القواعد المنهجية التي أسسناها واقعاً في علم الكلام عندنا قلنا تعالوا لا تجعلوا الخلاف بيننا وبين السنة نحن نقول بضرورة المعصوم بعد رسول الله وهم لا يقولون، لا والله إجماع الأمة على ضرورة وجود معصوم بعد رسول الله إنما الاختلاف أين في المصداق، هم قالوا إجماع هم قالوا الصحابة نحن قلنا عليٌّ وأهل بيته إذن في الكبرى لا يوجد خلاف هذه واحدة من أدلتهم، إن شاء الله واضح هذا المعنى. تتمة الكلام تأتي.