أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في هذه الآية المباركة من سورة النساء {…وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ…} (النساء: 59) قلنا المنهج الذي نتبعه يختلف عن المنهج المتعارف في كثير كتبنا الكلامية في عموم كتبنا الكلامية عندما نأتي إلى الآيات التي ترتبط بمقام الإمامة للأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام وخصوصاً فيما يتعلق بخلافة وإمامة أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام تعلمون بأن النصوص الموجودة عندنا صرحت أن كثيراً من الآيات نزلت في شأن عليٍّ سواء كان فيما يتعلق بعصمته أو ما يتعلق بإمامته أو ما يتعلق بمقاماته وفضائله ودرجاته ونحو ذلك. المنهج الذي تعارفت عليه كتب الكلام عند الإمامية أنهم مباشرة بعد أن يذكر الآية يأتوا إلى الروايات للاستشهاد أو للاستدلال بها على أن الآية نزلت في علي أو شأن نزولها الإمام علي من غير الوقوف على البحث التفسيري والمضموني لنفس الآية المباركة وهذا المنهج إذا راجعت تجد بشكل واضح ذلك على الأقل في كلمات العلّامة الحلي يجدون ذلك في التبيان للطوسي يجدون بشكل واسع النطاق في العبقات لللكناوي يجدون ذلك في المتعارف بأيدينا في الغدير للعلّامة الأميني وغير ذلك ممّا كتب على هذا المنهج في المقابل الآخر بغض النظر أنّه عدو أو غير عدو، الاتجاه الآخر الذي لا يؤمن بمثل هذه المقامات والدرجات للإمامة والخلافة النص ونحو ذلك لعليٍّ ماذا فعل لم يأتي إلى هذه الآيات وإنما جاء إلى المناقشة عن طريقين:
التفتوا: إذا تريدون أن تكتبون رسائل علمية أو تبحثون أذهبوا بهذا الاتجاه حتى يمكنكم أن تقفوا أمام الآخر ولو عند السؤال لماذا تفترض أن كل من سأل هو معادي ناصبي خارجي. لا أبداً أنت تقول هذه الآية في عليٍّ، يقول عندي كم سؤال أجبني حتى لو كان شيعياً أنت تقول هذه الآية في سورة البقرة الآية 124 وهي قوله تعالى: {…قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، قل أنظر هذه الآية وردة في عليٍّ، مباشرتاً يقول لكم أين عقولكم هذه الآية نازلة في إبراهيم، ما هي علاقتها بعليّ بن أبي طالب، بينوا وجه الارتباط، أنت ماذا تفعل مباشرة المنهج المتعارف ماذا يفعل يقول رواية. إذن البحث المضموني والتفسيري في الآية عموماً غائبٌ في عملية الاستدلال وهذا هو الخلل الاستراتيجي إن صح التعبير في عمليات الاستدلال بالآيات على مقامات الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام ولذا هما وجهوا لنا الإشكال من جهتين:
الجهة الأولى: وهو ما أسهله على مبانيهم أنهم ذهبوا إلى هذه الروايات، فضعفوها سنداً وأسقطوها عن الاعتبار لا تقل لي وردت في تفاسيرهم في كتبهم الحديثية في مصادرهم الجواب هو لم يكتب لافتة على كل كتبه يقول كل ما ورد في كتبنا التفسيرية والحديثية فهو صحيح معتبر عندي ألتزم به، إذا كان يقول هكذا مباشرةً أنت تقول ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم. هو فقط هذه اللافتة أين كتبها في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم، يقول هاتي لي من البخاري، وهم لم يجعلوا البخاري جزافاً الأصل لأن البخاري هواه كان أموياً لم يقتر من هذه الروايات فلن تجد لها أثراً. لا في البخاري ولا في مسلم إلا نادراً. فلهذا أين تذهب إلى السنن تذهب إلى المسانيد والسنن والمسانيد فيها صحيح وفيها ضعيف، تذهب إلى التفاسير والتفاسير فيها روايات صحيحة وفيها روايات ضعيفة. ودليلهم واضح، يقول: هل أنتم تلتزمون أن كل ما ورد في كتبكم الأربعة بل في كتبكم الثمانية والمحدثين السبعة عندكم بل كل مصادركم التفسيرية وكتبكم التاريخية تلتزمون بصحة رواياتها؟ هل يوجد عالم شيعية أو طلبة شيعية يلتزم بكل ما ورد في كتبنا التاريخية والتفسيرية والروائية صحيحٌ. كثيراً في كتبنا التفسيرية والروائية والتاريخية يوجد ما يؤيد آرائهم. أنت ماذا تقول لا نحن عندنا مبانينا نقبل ونرفض نلتزم ولا نلتزم. يقول كما أنتكم كذلك نحن كذلك إذن المنهج الأوّل الذي حاربكم به الطرف الآخر أو دخل معكم المعركة وهو أنّه جاء النصوص التي استندتم إليها في كتبه الحديثية والتفسيرية والتاريخية فخربلها ونقدها سندياً. فإذا أنت عالم ومحقق لابدّ أن تحد سلاحك جيداً وتهيئ نفسك أنك إذا تريد أن تستدل بالروايات الصحيحة السند عندهم، أنصح الأعزة أخيراً أحد كبار أستاذتهم وهو الأستاذ الدكتور حكمت بن بشير بن ياسين أستاذ كرسي الدراسات القرآنية في جامعة الملك عبد العزيز الكتاب طبعة دار ابن الجوزي 1433 من الهجرة، هذا كتب سبع مجلدات جامع كل الروايات الصحيحة في التفسير عندهم، يقول إذا لم تكن هناك رواية موجودة في هذه المجلدات اعتبروها غير صحيحة. أصلاً قاضي على 80٪ من روايات التفسير عندهم فإذا تريد أن تستدل لابدّ أن تفعل كما تفعل بالفقه عندنا تريد أن تستدل برواية أولاً تنظر إلى سندها، يقول أنظر إلى السند لعله مدنس لعله مشتبه لعله قد غلس بعض الروايات ثبت سندها ثم استدل بها. هذا هو السلاح الأوّل الذي أخذوه، القوة الأولى التي كانت بأيدينا للاستدلال والفضل ما شهدت به الأعداءُ هذا بتعبر العامي (خلع السلاح)، بدؤوا يأخذوه من أيدينا.
الطريقة الثانية: وهو أنهم جاءوا وحللوا الآية تفسيرياً ومضمونياً ثم قالوا أن الروايات الواردة مخالفة لمضمون الآية فأسقطوها عن الاعتبار حتى لو كانت صحيحة السند كما في آية المباهلة، انظر إلى العثيمين في تفسير هذه الآية يقول: نعم، وردت هناك مجموعة من الروايات الصحيحة ولكنه لا اعتبار بها. لماذا؟ لأنها مخالفة لمضمون الآية المباركة، ومن هنا فهي من موضوعات الرافضة التي دخلت إلى تراثنا. ولذا أنتم تجدون في كل قنواتهم وفضائياتهم أوّل من يؤكد عليك هات لي من القرآن. وهو يعرف أن علم الكلام الخاص بنا لم يقم على التفسير المضموني للآيات وإنما قائم على الروايات. وأنتم لم تشتغلوا على الرواية يعني كتبنا الكلامية لا يوجد فيها بحث مضموني تفسيري بالمعنى الواسع، ولهذا تبقى حائراً كيف تستدل.
هذه الآية مرتبطة بإبراهيم ما هو وجه ارتباطها بعليٍّ ماذا تقول له؟ أتقول له الإمام الصادق قال إنها مرتبطة فأنا أقول مرتبطة. يوجد لديك شيء آخر استدل به مع أن الآية المباركة واقعاً تتوقف على 5ـ10 مقدمات حتى يمكن الاستناد إليها أنها تفيد عندنا في الإمام:
أولاً: ما معنى الجعل في الآية {…إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً…}، ما معنى الجعل؟ أنت ماذا تدعي؟ تقول إذن الإمامة بالجعل والنص، وإذا أحد سألك من قال أن هذا الجعل في الآية بمعنى النصً، تقول: الآية تقول وجعلنا، القرآن استعمل الجعل في التكوين قال: {وجعلناهم قردة خاسئيين} [تنبيه من الطباع، لا توجد هكذا آية بل {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (الأعراف: 166) أو {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (البقرة: 65)] ثم تلتزم أنت وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار، أيضاً الإمامة إمامة معاوية أيضاً بالجعل بالتشريع بالنص تلتزم؟ ما هو جوابك؟ اليوم أذهب وأسأل علماء الكلام وقل لهم: لو أشكل علينا مشكل أن الجعل في الآية لا يدل على النص وإلا يلزم أن تكون إمامة الظالمين وإمامة الذين يدعون إلى النار بالنص، نلتزم نحن أو لا؟ ما هو الجواب؟
ثانياً: ما هو المراد من الإمامة في الآية؟ خلافة، ما هي علاقة الإمامة في الخلافة؟ أصلاً القرآن استعمل الإمامة بمعنى القدوة، أصلاً الإمام ورد في الكتاب، كتاب موسى أيضاً إمام، ما هي علاقته بالخلافة يعني كتاب موسى خليفة.
ثالثاً: أن الآية قالت: {…لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} إذن حال كونه ظالماً لا ينال العهد، من أين تقولون لابدّ ألا يكون مشركاً طرفة عين في حياته، هذه دالة على أن حال الإمام لا……
رابعاً: لو سلمنا وتنزلنا أن الإمامة بمعنى الخلافة وأنها جعلٌ وأنها معصومةٌ، ما هي علاقتها بعليّ، بل إبراهيم كان هكذا بل نحن نسلم بذلك، أنت ماذا تحتاج بعد أن تتمم الإشكالات والمقدمات لابدّ أن تثبت وأن هذه الإمامة استمرت في ذريته ولم تنقطع، بماذا تستند بالآية طبعاً رجعت المشكل، إذا بالرواية تقول جعلها كلمةً باقيةً في عقبه.سؤال: من قال أن الكلمة يعني الإمامة لعل المراد التوحيد، من أين جئتم بالإمامة، هذه كلها موانع للاستدلال بالآية، إذن لا تأتي وتقول بحمد الله تعالى عشرات الآيات والمئات دلت على الإمامة هؤلاء النواصب ما يقبلون، لا والله. الآن أنا أطرح إليك وأنت موالي واستفهم منك وأنا طالب علم عندي أسئلة أجبني عليها.
إذن المنهج الصحيح في جملة كفتاوى منهجية في عملية الاستدلال بالآيات القرآنية في مسألة الإمامة يمر من خلال ما يلي:
أولاً: تحليل الآية تفسيريا ومضمونياً. على ماذا تدل؟ عندما نأتي إلى قوله تعالى: {… يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} (الأحزاب: 33) ما هو دلالة الآية المباركة. أنت الآن تقول سيدنا لماذا تنحى هذا المنحى؛ لأن دلالة الآية في كثيرٍ من الأحيان هي تعين المصداق وتدخل في الآية. أنت عندما تأتي إلى سورة الأحزاب الآية 33 قال تعالى: {…يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}، ثم قبل هذه يقول: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ…} (الأحزاب: 32)، ثم يقول: { (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ…} (سورة الأحزاب: 30)، ثم بعدها: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ…} (الأحزاب: 34)، سؤال إذا ثبتت أن هذه الآية المباركة دالة على العصمة بعد يمكن أن تدخل النساء أو لا؟ هم بحسب نص الآيات وهم بحسب نص التاريخ الخارجي، وهم بحسب إقرار القوم، هل يوجد أحد من علماء السنة يقبل عصمة زوجة من زوجات النبي يصرحون أنهن غير معصومات، إذن أنت خذه بمضمون الآية قل تعالى أبحث معي مع الآية دالة على العصمة أو لا؟ فإن دلت على العصمة هي بطبيعة الحال لمن تخرج تخرج نساء النبي وتخرج أولاد عم النبي وما شاء الله الأقوال في المسألة. كلها تخرجها الآية لأنّه يقيناً هؤلاء ليسوا من المعصومين والغريب هؤلاء علماء السنة ذكروها وليس علماء الشيعة، يقول الغريب من الآية المباركة كلما ذكرت قبل ذلك أن النساء ذكرت أن لهن بيوتاً وليس بيت وقرن في بيوتكن وأذكرن ما يتلى في بيوتكن أما لما جاء إلى أهل البيت واحد أو متعدد، لماذا؟ إذا كان يتكلم عن نساء النبي مفروض أن يجمع أو يفرد، بدليل قبلاً هو كان يتكلم عن نساء النبي رسول الله له بيتٌ واحد أم بيوت، أما عندما جاء إلى أهل البيت قال واحد. إذن جزماً أن هذا البيت غير تلك البيوت وإلا لا معنى للجمع الإفراد. وهكذا باقي الآيات.
إذن: الخصوصية التي توجد في هذا المنهج هو أنّه سوف يعين لك مضمون الآية، ومضمون الآية هو الذي سوف يعين لك مصداق الآية. فعندما تذهب إلى الروايات (هذه الخطوة الثانية) تذهب إلى الروايات لتفسير الآية أو لبيان مصداق الآية. على المنهج الأوّل تذهب إلى الروايات لتفسير الآية، ولهذا يقول لك أن الروايات لا تنسجم مع مضمون الآية، أما هنا تبحث عن مصداق الآية، هذا هو الأصل الأساسي في التمسك بالآيات التي تكلمت عن هذه المقالات، تطبيقاً لهذا الأصل الذي أشرنا إليه، الآن نرجع مرة أخرى إلى تفسير الرازي ج10 ص116، قال: >والدليل على أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم فثبت أن الله تعالى بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم وثبت أن كل من أمر الله بطاعة على سبيل الجزم وجب أن يكو معصوماً عن الخطأ فثبت قطعاً أن أولي الأمر المذكور في الآية لابدّ أن يكون معصوما<، أنت بناءً على هذا بعد يستطيع أن يقول لك أنّه حتى الفاسق الفاجر هم هو مصداق يستطيع أو لا؟ هذه النظرية تسقط عن الاعتبار، هو يسقطها، مضمون الآية يسقطها عن الاعتبار حتى لو كان لديك 100 رواية صحيحة السند، روايات العرض على الكتاب ماذا تقول اعرضوها على كتاب ربنا فإن وافق فخذوه وإلا فاضربوا به عرض الجدار، أصلاً نحن نتكلم بلغة القرآن وليس أنتم، تعالوا أنتم تقولون بأن الحاكم تجب طاعته حتى لو فعل ما فعل، حتى لو ضرب ظهرك وأخذ مالك كما في صحيح مسلم، تقول: يا ضرب ظهرك وأخذ مالك شرب الخمر، لا الآية قالت أولي الأمر الذين تجب طاعتهم لابدّ أن يكون معصوما. ولذا تجد المحققين من المفسرين منهم حاروا بأنه من هو هذا المعصوم أنت آخر الأمر إجماع الأمة طبعاً يصرحون وتستطيع أن تلزمهم بما ألزموك تقول لا توجد عندنا في أي مسألة فيها إجماع الأمة هم يقولون ذلك. ولذا تجد الفخر الرازي يقول: ثم نقول بأن ذلك المعصوم إما مجموع الأمة أو بعض الأمة. لا جائزٌ أن يكون بعض الأمة لأنّه كذا… إذن تقول بأنه عاجزون … إلى آخره. ولما بطل ذلك وجب أن يكون ذلك المعصوم المراد به من قوله أولي الأمر أهلٌ الحل والعقد من الأمة. سؤال: صاحب المنار يحير من هم أهل الحل والعقد؟ فرد بحث مفصل يقول لابدّ أن تتشكل لجان اجتماعية ولجان زراعية ولجان تجارية وهؤلاء كل واحد يمثلهم 10 ويأتون في هذه اللجنة حتى يصبح ماذا؟ هذه اجريناها في دولة ماليزيا ومصر، يعني في الدولة الإسلامية ماذا نعمل، أنّه ليس إجماع أمة. تقول لي بأن يجتمع مليار وسبعمائة وينتخبوا. هذا المورد الأوّل.
المورد الثاني: اقتصرت على الفخر الرازي، في ذيل هذه الآية المباركة من سورة البقرة، وهي 124: {…قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي…} طلبٌ للإمامة التي ذكرها الله تعالى، لأنّه إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي، هذه الإمامة طلبها لذريته فوجب أن يكون المراد بهذا العهد هو الإمامة، قال لا ينال عهدي الظالمين، ليكون الجواب مطابقاً فتصير الآية وكأنه تعالى قال: لا ينال الإمامة الظالمين، وكل عاصٍ فإنه ظالمٌ لنفسه فكانت الآية دالة على ما قلناه فإن قيل ظاهر الآية يقتضي انتفاء كونهم ظالمين ظاهراً وباطناً، بحسب الظاهر عرف باطناً كيف نتعرف هؤلاء لم يعصوا الله ولا يصح ذلك في الأئمة والقضاة لماذا نحن نعرف عدم ظلمهم وعدم عصيانهم ظاهراً أما باطناً يحتاج إخبار ماذا؟ هذه العصمة التي نحن نقول تحتاج إلى نصّ ولذا أحفظوا هذا الأصل من عندي النص في اعتقادي ليس لإثبات الخلافة النص لإثبات العصمة هذا المشهور عندنا أن النص لإثبات الخلافة لا… النص لإثبات المعصوم، فإذا ثبت كونه معصوماً بعد هل يحق لغيره أن يتقدم لإمامة الأمة غير المعصوم مع وجود المعصوم لا يحق، ذاك بحث آخر. فنقول قلنا يقول فإن قلت ظاهر الآية يقتضي انتفاء كونهم ظالمين ظاهراً وباطناً قلنا أما الشيعة فيستدلون بهذه الآية على صحة قولهم في وجوب العصمة ظاهراً وباطناً، وأما نحن فنقول مقتضى الآية ذلك إلا أننا تركنا اعتبار الباطن فتبقى العادلة الظاهرة معتبرة. وإلا إذا لم نقل لابدّ أن نخرب خلافة الخلفاء بعد رسول الله؛ لأنّه من أين أثبتوا أنهم كانوا من العدول وأنهم لم يعصون ظاهراً وباطناً. هذا من أين اثبتوه، فيحتاجون إلى النص من رسول الله وأنتم تنكرون نظرية النص وانتم تقولون بنظرية الشورى. انظر هذا الاستدلال كم هو منطقي. هذا المورد الثاني.
والحمد لله رب العالمين