أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بقية عندنا نكتة مرتبطة ببحث الأمس نشير إليها وندخل في نتائج روايات العرض على الكتاب، وهي أننا أشرنا إلى أن الفخر الرازي بين أن مقتضى الشهادة على الأعمال أن يكون الشاهد معصوماً. طبعاً إن شاء الله تعالى إذا وقفنا على بحث الشهادة على الأعمال وهو من الأبحاث المهمة والعميقة قرآنياً وروائياً وكلامياً سيتضح أن الأئمّة عليهم أفضل الصلاة والسلام بينوا هذه الحقيقة بشكلٍ واضح وصريح في كلماتهم، الأئمّة يعني مدرسة أهل البيت الروايات الواردة في مدرسة آل البيت فيما يتعلق بالشهادة على الأعمال التي هي من قبيل أو الآيات التي تكلمت {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (التوبة: 105)، هذه الأمة من هي طبعاً المشهور، كالرازي وأمثاله يعني لديهم إجماع ولكن الأئمة سلام الله عليهم يظهر كان لهم نظرٌ إلى هذه الكلمات قالوا كيف تقبل شهادة أحدٍ على أحدٍ يوم القيامة ولا تقبل على حزمة بقلٍ في هذه الأمة توجد أناس تقبل شهادتهم على حزمة بقلٍ أو لا تقبل، كيف يمكن أن تقبل شهادة هؤلاء يوم القيامة على بصير الأمم ولذا روايتنا وردت، المراد من الأمة هنا الأئمة والبعض تصور أن هذه تحريف في القرآن. لا، هذا بيان مصداق الأمة لعن الله أمةً قتلتكم، هذه الأمة ليس المراد في مصطلح القرآن يراد المصاديق، هذا بحثٌ آخر ما المراد من الأمة قرآنياً وما هي المصاديق؟ المهم على هذا المبنى وهي الشهادة على الأعمال الذي وقفنا عنده عند الآية 89 من سورة النحل قلنا بأن الفخر الرازي قال بأنه إما أن يقال نبيّ كل أمةٍ هو الشاهد على تلك الأمة، على هذا الأساس إذن فيما يتعلق بأمة خاتم الأنبياء من هو الشاهد عليها بناءً على هذه النظرية القول الأول من هو الشاهد هو رسول الله ’ رواياتنا دلت رواياتهم دلت على هذا أم لا، نصحت بالأمس بأن هذا التفسير تفسير روح المعاني لعلامة بغداد العلامة الآلوسي المتوفى 1270 من الهجرة هذا التفسير يكون بأيديهم وأفضل النسخ وأصح النسخ التي إذا أرادوا أن يطلعوا عليها هذه النسخة المطبوعة في مؤسسة الرسالة، هذه أصح النسخ، من أهم خصوصياتها، اللفظية والنحوية بأن الروايات كاملاً حركت ميزت ذكرت من أهم الخصوصيات إخراج روايات روح المعاني وهذه قضية مهمة هذا المنهج الذي أشرنا إليه منهجٌ صحيح فيه عمل كثير وجهد كثير ولكن يجعل البحث بحثاً علمياً هذه الرواية أساساً لها مصدر ليس لها مصدر من نقلها أين نقلت والعجيب أنّه المخرج لها يخرجها في كثير من الأحيان أو في بعض الأحيان من السنّة ومن الشيعة، كثير مهم هذا، وفي كثير من الأحيان أيضاً يبين أنها صحيحة أو أنها ضعيفة يعني جهد كبير مبذول هنا لهذا الكتاب التحقيق هو حقق طبعاً يظهر أنّه كتاب كبير يقع في ثلاثين مجلد طبعاً هذه الطبعة الحديثة والمجلد لا يقل عن 500 صفحة ويظهر أنّه هناك محققون متعددون، لأنه يقول حقق هذا الجزء زهير القاسم؛ لأنه هكذا أعمال لا يمكن لشخص واحد أن يحققها ساهم في تحقيقه فلان راجعه محمد معتز كريم الدين والمجلد الرابع عشر مؤسسة الرسالة في ذيل هذه الآية من سورة النحل، فقد روي عنه أنّه قال (رسول الله ’) وهذا هو تطبيق ما أشرنا إليه في الدرس السابق قلنا بأن المرجع الديني لابدّ أن يكون واقفاً على معارف المسلمين لا فقط على مدرسة أهل البيت، فقد روي عنه أنّه قال: حياتي خيراً لكم تحدثون ويحدث لكم باعتبار أنّه مادام فيهم كان ينزل عليهم العذاب مادمت فيهم أو لا ينزل عليهم العذاب؟ أفضل من هذه البركة بعد توجد بركة ومماتي خيراً لكم صلوات الله عليك إذ أن الوجود المبارك أي وجود! حياته خيراً لنا مماته خيرٌ وبركة علينا ومماتي خيرٌ لكم يا رسول الله وأين البركة في مماتك قال تعرض عليه أعمالكم، هذه نظرية عرض الأعمال {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ…} ( التوبة: 105)، وهذا هو الذي يعرض عليه العمل يستطيع أن يشهد يوم القيامة وإلّا أداء الشهادة فرع تحملها، متى تحمل رسول الله؟ تحمل رسول الله وهو في عالم البرزخ وليس في هذا العالم انقطعت يده عن هذا العالم ليس في هذا العالم ميت {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (الزمر: 30) سلام الله عليك يا رسول الله حتى عندما يريد أن يتكلم عن الموت الذي هو قانون عام {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ…} (آل عمران: 185) كذلك نميزه أنت غير هؤلاء إنك ميتٌ وأيضاً إنكم ميتون، هو رسول الله واحد منهم هو ماذا يقول: لا لا أبداً وهذه قاعدة في القرآن، ما ذكر في موضع إلّا وميز عن الآخرين، ولابد أن يميز كل خيرٍ منه هو الأول هو الآخر في قوس النزول وقوس الصعود مبدأ الفيض ومنتهاه صلى الله عليك يا رسول الله الحمد لله رب العالمين الذي جعلنا من أمته على الصلاة والسلام، قال: ومماتي خيرٌ لكم تعرض عليّ أعمالكم فما رأيت من خيرٍ حمدت الله عليه وما رأيت من شرٍ استغفرت الله لكم، وإذا استغفر لنا رسول الله يرد استغفره أو لا يرد؟ جاءوك، {…جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً} (النساء: 64) ولذا وردت هذه الروايات في أصول الكافي عن الإمام الرضا × قال: >مالكم تسيئون رسول الله أو تسيئون لرسول الله< لا الطرف يتألم كثيراً، نحن نسيء إلى رسول الله، قال: نعم، تعرض عليه أعمالكم فما وجد فيها من معصية أو شر ساءه ذلك، فما لكم لم لا تسروه، وهل من أحد لا يريد أن يسر رسول الله. يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة. على أية حال، هذه الرواية لننظر إلى فائدتها، يقول فقد روي أين؟ في كل النسخ؟ إذ تقول سيدنا نبحث بالكمبيوتر. أقول: لا، لأنه عبارات الرواية مختلفة مثلاً (حياتي) في بعض الأحيان (أما حياتي) وأنت تضع ماذا؟ حياتي تخرج أم لا تخرج؟ لا تخرج الرواية، هنا في الحاشية مباشرة المحقق يقول أخرجه البزار، وجدت بعض المتكلمين يقولون البزاز، قال البزار من حديث عبد الله المسعود قال الهيثمي في مجمع الزوائد إلى آخره… كم مصدر يذكر، الآن تعالوا معنا إلى البحر الزخار المعروف بمسند البزار. هذا ما وراء السنن مراراً ذكرناه درجات الاعتبار أولاً الصحيح ثانياً السنن ثالثاً المسانيد هذا مسند البحر الزخار المعروف بمسند البزار المتوفى 292 من الهجرة يعني في عصر الغيبة الصغرى في المجلد الخامس ص308 رقم الرواية 1925، عن النبي قال: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام، قال وقال رسول الله حياتي خيرٌ لكم تحدثون ونحدثُ لكم ووفاتي خيرٌ لكم تعرض عليّ أعمالكم فما رأيتُ إلى آخر الرواية… هذا الكتاب بتحقيق الدكتور محفوظ رحمن زين الدين المجلد الخامس مكتبة العلوم الحكم المدينة المنورة، هذه الرواية وردة في موارد متعددة. طبعاً هذه الرواية نقلها الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد التي هي منشورات دار الكتب العلمية محمد علي بيضون المجلد الثامن ص427 باب ما يحصل لأمته من استغفاره بعد وفاته رقم الرواية 14250، وأنتم تعلمون بأن وفاة هذا الهيثمي المصري سنة 807 من الهجرة وهذا غير الهيتمي صاحب الصواعق المحرقة. الرواية ينقلها بعد ذلك يقول رواه البزار (لأنه متأخرٌ عنه) ورجاله رجال الصحيح، إذن صاحب المجمع الهيثمي المصري يعتبر الرواية صحيحة السند، ولكن على الطريقة التي عهدناها نأتي إلى الباني لا يغلف مثل هذه الروايات ويقف عندها، أشار إلى هذه الرواية في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة في ج2 ص975 يقول حياتي خيرٌ لكم إلى آخره… يقول ضعيفٌ رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده ثم يقول صدر الحديث لا إشكال عندنا عليه حياتي خيرٌ لكم تحدثون ويحدث لكم أما ذيل الحديث لا نعرف ذيل الحديث لا نعرف له وجه يعني: ووفاتي لكم، بعد ذلك يأتي يقول: نعم، ـ بعد أن ينقل بعض الاسناد، هؤلاء الذين يطلعون على الفضائيات وعلى القنوات وعندما تدخلون في نقاش معهم أنت عندما تنقل له هذه الرواية مباشرة يقول ضعفها الألباني يقراها أنت بتعبيرنا المسكين ما تدري ماذا قال الألباني ولكن نفسه الألباني (وهذه القاعدة مراراً ذكرتها ليس كل ما ورد في السلسلة الصحيحة صحيحٌ وليس كل ما ورد ضعيف ضعيفٌ يعني في السلسلة الصحيحة يذكر الروايات معروفة بالصحة يناقشها ولكن يضعفها وفي السلسلة الضعيفة روايات مشهور بأنها ضعيفة وموضوعة لكنه هو يبحث فيها إما يصححها أو يقويها بطريقة ما هذا مضافاً إلى ما رجع عنه الألباني في سلسلته الصحيحة وسلسلته الضعيفة؛ لأنه في تحقيقاته يقول: ما نقلناه بالصحيحة ليس بصحيح وما قلناه بالضعيفة ليس بضعيف، هذا لابدّ أن يكون بين أيديكم إذا ما أردتم أن تستندوا إلى هذه السلسلة، وهي مهم أن تكون بين أيديكم تقع هذه السلسلة في حدود 33 أو 35 مجلد الصحيحة منها 11 أو 12 مجلد والضعيفة في حدود 22 مجلد، هذه السلسلة غير مطبوعة إلّا هذه الطبعة، وهي مكتبة المعارف للنشر والتوزيع الرياض ـ بعد أن ينقل الرواية يقول: ضعيفٌ. نعم، لقد صح اسناد هذا الحديث عن بكر بن الله المزني. إذن إلى بكر بن عبد الله المزني الرواية صحيحة ولكن ما بعدها مرسلة، مرسلاً وله عنه ثلاث طرقٍ: الأولى: ويقول ورجاله كلهم ثقات رجال الشيخين. الثانية: يقول كذا. الثالثة: وجسرٌ فيه ضعيف.
خلاصة ما يقول: وجملة القول أن الحديث ضعيف بجميع طرقه ولكن خيرها حديث بكر بن عبد الله المزني وهو مرسل وهو من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين، ولكن الحديث الضعيف عند القوم يمكن تقويته بالمشاهدات والمتابعات وهذه المشاهدات والمتابعات من قبيل ما عندنا جمع القرائن هذا الذي اصطلحنا عليه بجمع القرائن يقول: نعم، سند ضعيف ولكن المضمون صحيح. من أين؟ يقول بالمتابعات، ليكن في بالكم أن هذا ضعيف لا يتصور أن الكل ضعفه المشكلة فيه فلان وفلان اتفق جماعة أنّه ثقة وأخرى قالوا صدوقٌ يخطئ وليس أنّه وضاعٌ وكذاب وضعيف ولكن صدوق يخطئ هذا بحث آخر إن شاء الله نشير إليه. إذن الرواية من الروايات تقريباً من الروايات التي يمكن أن يقال نجمع عليها إجماع المسلمين؛ لأن الشيعة قائلون بذلك. مسألة أخرى بقيت إذن الشهادة على الأعمال من المسلمات وهي تقتضي العصمة والعصمة في الموضوعات لا في الأحكام وهذه من أهم معطيات الشهادة على الأعمال وهي أنّه تثبت عصمة الأنبياء في الموضوعات ولو بهذا القدر بأن هذا زيد وهذا عمر هذا ماذا أكل هذا ماذا شرب هذا ماذا فعل هذا ماذا ضرب إلى آخره هذه كلها موضوعات لا علاقة لها بالأحكام يبقى عندنا سؤال: بحسب النصوص رسول الله هو الشاهد على الأعمال، إما بالواسطة أو بلا واسطة، إذا بالواسطة إذن له ارتباط بأمته الآن أما مع الواسطة فالواسطة هم الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً…} ( البقرة: 143) على هذه الأمة الذين هم الأئمة. فإذن الأمة الوسط يعني الأئمة الذين يتوسطون بين الأمة وبين رسول الله، ليس التوسط بين اليهود والنصارى مثل ما يقول المنار وغيره لا وسط بين الأمة وبين رسول الله فكل إمامٍ في زمانه هو الشاهد على أعمال أمة رسول الله ’ في زمانه، الآن من الشاهد علينا الإمام الهادي أم الإمام الصادق في زماننا، لا، بعد لا الإمام الصادق ولا الإمام الهادي ولا الإمام أمير المؤمنين وإنما الشاهد علينا الإمام الثاني عشر ورسوله الله شاهد عليه. سؤال: باقي الأمم من يشهد عليهم اليهود النصارى البوذيين اللادنيين هؤلاء يحتاجون من يشهد عليهم يوم القيامة أم لا؟ إذا حصرنا شهادة الرسول إما بالمباشرة أو بغير المباشرة يعني بتوسط الأئمة خصوصاً بأمته الشاهد على باقي الأمم مَن؟ وهنا نكتة يشير إليها العلامة الآلوسي ويتجاوزها لا يقف عندها كثيراً لأنه يقول أنها تحتاج إلى حل آخر. يقول: ولم أقف على عرض أعمال الأمم السابقة على أنبيائهم بعد موتهم لم أرى رواية أنهم مادمت فيهم في عيسى كنت أنا كذا الشاهد مادمت فيهم أصلاً واضحة أنّه مادام في حياته فهو الشاهد على أعمال أمته أما بعد ذلك؟ خلص، ولم أرى من تعرض لذلك لا نفياً ولا اثباتاً ففي النتيجة باقي الأمم ما حالها، ثم هنا العلامة الآلوسي يدخل على بحثٍ جديد، يقول ثم إن حديث العرض على نبينا يشكل عليه، لماذا يشكل عليه؟ يقول: يشكل عليه بالأحاديث الصحيحة التي وردت في البخاري وغير البخاري ليذادن عن الحوض أقوامٌ، أقول: إلهي ماذا وإذا كان الشاهد على أعمالهم، كيف يقال ماذا فعلوا يقال ارتدوا من بعده، يقال فعلوا كذا من بعده، كيف تنسجم هذه مع تلك، لا تظنون إننا فقط في مدرسة الشيعة نبحث، بل هم طرحوا أبحاث حتى في علم الكلام عندنا غير موجودة وهذا ما أُأكد عليه أنّه لابدّ من أن تطلعوا على تراثهم كونوا على ثقة قوتنا بأن نطلع على الآخر عند ذلك تزداد ثقة بما عندك قال ويشكل على حديث العرض بأحاديث وقد ذكر ذلك المناوي، يقول في فيض القدير ج3 ص45 قبل ذلك ليزادن يقول: أخرجه أحمد في الحديث 7793 وأخرجه مسلم في صحيح 249 من حديث أبي هريرة هذه النسخة، وقد ذكر ذلك المناوي ولم يجب عنه وقد أجبت عنه في بعض تعليقاتي أذهب أبحث في روح المعاني واقعاً تجد موسوعة بين يديك.
والحمد لله رب العالمين