نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (99)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في السؤال الأول الذي عرضناه في روايات العرض على الكتاب وهذا سؤالٌ محوري وأساسي لفهمي هذه النصوص. وهو أن لسان هذه الروايات أو بعضها ما هو؟ هل هو لسان نفي الحجية أو لسان نفي الصدور. وأنه لم يصدر منا هذا، لا أنه ليس بحجةٍ علينا فرق كبير بين أن الروايات تقول ليس بحجة وإن كان قد صدر وبين أن تقول ليس بصادر عنا وبينا الفرق بينهما في البحث السابق، من هنا لابد من الرجوع إلى الروايات لمعرفة أن لسانها أو لسان بعضها هل هو نفي الصدور أو نفي الحجية، تعالوا معنا إلى وسائل الشيعة المجلد 27 ص 110 هناك عدة روايات وبعضها معتبرة من حيث السند وإن كنا ذكرنا مراراً أن منهجنا ليس هو المنهج السندي.

    الرواية الأولى وهي كتاب القضاء أبواب صفات القاضي الباب التاسع الرواية 12، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف. وبعد ذلك سأبين ما هو المراد من الزخرف.

    الرواية الثانية في نفس الباب الرواية 14 كل شيءٍ مردودٌ إلى الكتاب والسنة، هذا الحديث كما أشرنا فيما سبق قلنا بأن العرض ليس فقط على الكتاب بل يكون العرض على السنة بل يكون العرض على العقل بل يكون العرض على المسلمات التاريخية بل يكون العرض على العلوم الطبيعية، هذه كلٌ بحسبه، قال: وكل حديثٍ لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.

    الرواية الثالثة وهي الرواية 15 من الباب قال: خطب النبي صلى الله عليه وآله بمنى فقال: أيها الناس! ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله. لم يصدر مني لم أقله غير ليس بحجة فلم أقله العبارة واضحة.

    وكذلك في الرواية 16سمعت أبا عبد الله الصادق يقول: من خالف كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وآله فقد كفر. إذن إذا كانت هناك رواية تخالف كتاب الله وأراد أن يعمل بها الإنسان الإمام لا يقول أنه ليس بحجة يقول ماذا؟ هذه التعابير الشديدة تكشف عن هذه القضية، أما ما هو الزخرف طبعاً في المقابل أيضاً في روايات القوم أيضاً كذلك في المعجم الكبير للطبراني المجلد 12 ص244 التي قلنا مراراً الرواية 13224، قال: فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله. الرواية عن أبي عبد الله الصادق: خطب النبي, أيضاً عبد الله بن عمر عن النبي ونفس الألفاظ ما وافق كتاب الله فأنا قلته، هنا ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله. إذن تقارب كبير بين ألفاظ تلك الرواية منقولة عن عبد الله بن عمر وهذه الرواية منقولة عن الإمام الصادق وهذا يقوي بحساب الاحتمال التواطئ على الكذب ممكن أو غير ممكن، وهكذا عندما يتعدد الرواة بمختلف الشؤون ومع ذلك ينقلون قضية معينة وينقلون قضية بألفاظ معينة هذا الذي نحن قلناه في حديث الولاية من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه ثلاثين أو أربعين أو خمسين أو مائة صحابي الكل عندما ينقل يقول أنا سمعته يقول من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، إذا كان هذا نقل بالمعنى إذا كان من وضع نفسه كيف هؤلاء المئة أو الخمسين أو الثلاثين مع اختلاف مدنهم شرائطهم أفكارهم اجتمعوا على مقطعٍ واحد بألفاظ واحدة هذا يكشف أنه إذن أخذه من مكان آخر، إن شاء الله هذا البحث سيأتي.

    في الفتوى الفقهية المجلد 13: يقول مثل شخصٍ يحدث عن واقعة جرت ويذكر تفاصيل ما فيها من الأقوال والأفعال ويأتي شخص آخر قد عُلم أن لم يواطئ الأول يعني احتمال أنهم جلسوا فيما بينهم ووضع الحديث غير موجود، وإلا لو كان موجود التوافق في الألفاظ ينفع أو لا، لا ينفع لماذا؟ لاحتمال تواطئهم على الجعل وعلى الوضع وعلى الكذب، يقول: فيذكر مثل ما ذكره الأول من تفاصيل الأقوال والأفعال فيعلم قطعاً أن تلك والواقعة حقٌ …. (في الدقيقة 9.02) …. أصلٌ أصيل هذا، هذه نظرية الاحتمال التي فعل بها السيد الشهيد ماذا؟ الآن لو ترجعون إلى نظرية الاحتمال يعني جمع هذه القرائن ولذا عندما يأتي بعد ذلك يضرب أمثلة يقول ولهذا إذا ثبتت بالتواتر كعزوة بدر وأنها قبل أحد بل يعلم قطعاً أن حمزة وعلي وعبيدة برزوا إلى عتبة وشيبة والوليد من أين تقول هذه قطعاً قطعاً مع أنه روايات تاريخية وإذا أردنا أن نتعامل معها سنداً قد لا تثبت سندياً لا مو عندما نجد كل من أرخ لهذه القضية نقل هذه الواقعة بحذافيرها بهذه الطريقة، بل في بعضها توجد الدواعي على النقل وعلى عدم النقل يعني بالنسبة إلى عليٍّ توجد الدواعي على النقل أو عدم النقل؟ عدم النقل. إذن هذه خصوصيات مهمة جداً في الروايات، ولذا بالأمس البعض يسألوني أصلاً ما هو المنهج التاريخية؟ الجواب: هذا واحد من المناهج التاريخية، هذه قاعدة من القواعد المنهج التاريخي وهو أنه ليس بالضرورة أنه تبحث نعم، إذا صح السند فالحمد لله رب العالمين، نور على نور، الآن في الآونة الأخيرة المغرضون الذين في قلبوهم مرض جاءوا إلى تاريخ الطبري وقسموه إلى صحيح تاريخ الطبري وضعيفه، وحاولوا كثير من الروايات والأحداث التاريخية أين يجعلوها في ضعيف تاريخ الطبري حتى أنت بمجرد أن تستند إلى الطبري، لأنه تعلمون الطبري في 311 من الهجرة يعني في الغيبة الصغرى كثيراً مهم هذا التاريخ ومن السنة ومن كبار علمائهم ومحدثيهم ومفسريهم ومؤرخيهم ولذا ابن تيمية الذي يناقش كل المفسرين عندما يصل إلى الطبري يقول: لا، الطبري وما أدراك ما الطبري لا يمكن المناقشة في الطبري؛ لأنه تعهد أن لا ينقل رواية ضعيفة في تفسيره، هذا التعهد يظهر كان من القواعد العامة التي يجري عليها المتقدمين هذه ليست فقط عند الشيعة لكن نحن نتصورها أنها موجود ماذا؟ لا، كان يقول في مقدمة كتابه طبعاً في تاريخه لا يقول هذا أنا غير متعهد أنا فقط أنقل لكم الأحداث وتحقيقها على من يأتي من بعدي، إذن هذه الرواية خصوصاً أقله ولم أقله ما هو هذا اللسان؟ لسان عدم الحجية أو لسان ماذا عدم الصدور، واضح جداً أنه ليس اللسان ليس بحجةٍ وإنما لسان ماذا، أصلاً لم يصدر عنا هذا ما يمكن أن يصدر لم أقله ليس قلته ولكن الراوي فهم معناً آخر قطع الرواية مو نحن لدينا جملة من الروايات وسنذكرها لاحقاً في حينها، وهو أنه إذا جاءكم عنا كذا وكذا فردوا علمه إلينا هذا ماذا يدل يدل على عدم الصدور أو على شيء آخر لا يدل على عدم الصدور لأنه يقول ردوا علمه إلينا لعله صادر ولكن أنت لم تفهم الرواية أنت لم تفهم مضمون الرواية وهذه نقطة أساسية لابد أن نميز بين هذه الألسنة هذا اللسان لسان لم أقله زخرفٌ.

    سؤال: ما هو المراد من الزخرف؟

    لدينا كم آية تكلمت عن هذه الكلمة {…حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ…} (يونس: 24). أو قوله تعالى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ…} (الإسراء: 93). أو قوله تعالى: {…يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً…} ( الأنعام: 112) يعني القول الزخرف، زخرف القول الوصف متقدم على الموصوف، وهنا النبي صلى الله عليه وآله والإمام يقول: إذا جاءكم حديث يخالف القرآن فهو زخرفٌ، يعني زخرف القول، ثم بعد ذلك يقول: ما هو منه المستفاد، يقول: المراد منه أن كل قولٍ أن كل قولٍ كان فيه ظاهرٌ ـ هذا الزخرف ـ يزور ويموه الحقيقة فهو زخرف القول بعبارة أخرى يرجع الزخرف إلى زين لهم الشيطان أعمالهم، يعني ظاهره حسن جميل لكن باطنه باطل قبيح جداً ولكنه مزيف إذا زيف القول هكذا فهو قول زخرف ولهذا يقول : {…يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً…} ( الأنعام: 112) أي الكلام الباطل، وإن كان ظاهره جميل.

    إذن بعد يمكن أن نقول إذا كان الكلام، الإمام يقول: ما كان مخالف للقرآن فهو زخرف، يقول يريد به عدم الحجية يمكن هذا، ما معنى عدم الحجية؟ معناه ليس بحجة عليكم ولكن قد يكون ماذا، وهل يعقل أن يكون الباطل صادر، إذن هذه الألسنة التي قاله في الرواية لم أقله واضح أنها بصدد نفي الصدور لا بصدد نفي الحجية وهي روايات ليست فقط ظاهرة بل يمكن أن يدعى لها ظهورٌ بل صراحة في عدم الصدور زين قلتُ أما أن النبي قال لم أقله أو قال في روايتين حتى من الروايات المعتبرة سنداً، زخرفٌ يعني باطلٌ على هذا الأساس إذا وجدت روايات أخرى في الباب ظاهرها عدم الحجية هل يتعارضان أو تتقدم هذه النصوص؟ الجواب: تتقدم هذه النصوص، لماذا؟ إما للأظهرية أن هذه أظاهر وتلك ظاهر وقد نقح في محله إذا تعارض الأظهر والظاهر فيقدم الأظهر. وإما لا أساساً تلك الروايات يحتمل فيها عدم الحجية ويحتمل فيها عدم الصدور فبقرينة هذه الروايات نقول المراد منها عدم الصدور مثل ماذا؟ تعالوا إلى الوسائل المجلد 27 ص109 الحديث 10 وص119 الحديث 35، أما الحديث 10 الرواية عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله قال رسول الله: إن على حقٍ حقيقة وعلى كل صوابٍ نورا فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه، هذه دعوه لأنه لم يصدر أو دعوه لأنه ليس بحجة، كلاهما يحتمل، يحتمل فدعوه عدم الصدور، ويحتمل عدم الحجية قد لا تفهموه أنتم قد له كذا وكذا، ولذا أستاذنا السيد الشهيد قدس الله نفسه في مباحث تقريرات السيد الهاشمي في المجلد السابع عندما يأتي إلى هذه الطائفة من الروايات التي يعبر عنها الطائفة الثالثة ج7 ما يكون مفاده نفي حجية ما يخالف الكتاب الكريم وقد اشتمل هذه الرواية ولابد من الحديث حول كل البحث الأول أن مفادها هو ينقل هذه الروايات هذه الرواية الأولى طبعاً والرواية الثانية ص 119 المقطع 35 والرواية هذه وهي صحيحة السند بحسب الموازين الرواية عن جميل بن دراج عن الإمام الصادق قال الوقوف عن الشبه خير الاقتحام في الهلكة إن على كل حقٍ حقيقة على كل صوابٍ نورا فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه هذه الدعوه ما هو المراد منها دعوه لعدم الصدور أو دعوه لعدم الحجية يقول: هل أن مفادها استنكار صدور ما يخالف الكتاب أو مجرد نفي الحجية فلهذا هو قدس الله نفسه يصير بصدد أن يقول هذه بصدد نفي الحجية وليست بصدد نفي الصدور، الآن ليس بحثي ذاك، بحثي هذا إذا كانت ظاهرة في نفي الحجية لماذا نحتاج إلى أن نقرب هذا على ذاك نقدم هذا على ذاك إذن تعبير فدعوه في نفسه ظاهرٌ في نفي الحجية أو ليس بظاهر، ليس بظاهر وإلا لو كان ظاهراً لماذا يحتمل هذا أو هذا، أما بخلاف عندما نأتي إلى روايات الزخرف هو وغيره يصرحون أنها جزماً لنفي الصدور.

    سؤال: لو فرضنا التعارض بينهما أيهما يقدم أيهما يكون المفسِر والآخر المفَسَر خوب من الواضح أن الطائفة الأولى لم أقله تقدم على الطائفة التي قالت فدعوه. ولا يقع التعارض بينهما لماذا لأنه إما تكون صريحة وهذه ظاهرة والصريح يقدم على الظاهر، وإما تلك أظهر وهذه ظاهر هم يقدم وإما تلك ظاهرة في نفس الصدور وهذه محتملة مجملة من نفي الصدور والحجية فتلك الروايات تقدم عليها.

    إذن على هذا الأساس الروايات لا أقل جملة من الروايات المعتبرة تقول لنا بأنه الرواية المخالفة طبعاً نحن لحد الآن لم نتكلم ما هو المراد من المخالفة، هذا سؤالٌ آخر يطرح، ما معنى أن الرواية المخالفة زخرفٌ ما معنى مخالفة أي مخالفة مخالفة التباين مخالفة العموم والخصوص من وجه ومخالفة العامي والخاص المطلق وهكذا وهكذا… أي نوع من أنواع المخالفة يراد في هذه الروايات هذه أسئلة لاحقة روايات العرض أبحاثها مهمة جداً لأنه بعد أن جعلنا القرآن هو المحور لابد أن نعرف ماذا ما معنى الموافقة مع القرآن أصلاً هذا سؤال آخر، ما معنى أن يكون عليه شاهد أو شاهدان من القرآن مع أنه هذه الألفاظ كلها ألفاظ موجودة عند المدرستين عند الاتجاهين عند السنة والشيعة. جيد إذن هذه الروايات على الفرض أنها ظاهرة تلك تتقدم عليها أما إذا فرض أنها مجملة يعني يحتمل فيها هذا أو يحتمل فيها هذا من هذه الجهة فروايات الزخرفٌ لم أقله مقدمة مفسرة لهذه الرواية.

    يبقى هنا إشكالٌ أساسي وهو أنه قد يقال أنه، إذن الآن المبنى ما هو أن الروايات ظاهرها أن الرواية المخالفة لم تصدر وليس أنها ليست بحجة لكن قد يقال أنه يقع تعارض بين هذه النصوص نصوص العرض التي تقول الرواية المعارضة صدرت أم لم تصدر، لم تصدر. روايات العرض ماذا استفدنا منها في السابق أنها أن المخالف لم يصدر وإذا جاءت رواية افترضوا معتبرة سنداً أو صحيحة مضموناً بحسب القواعد وكانت مخالف للقرآن هذا الناقل للرواية لو افترضنا أنه ثقة عينٌ افترضوا زرارة أو محمد بن مسلم أو بن عبد الرحمن افترضوا هذه الطبقة هذه عندما يقول قال الصادق يشهد أنها صدرت أو لا، فيقع التعارض بين شهادة الراوي وبين نصوص العرض التي تقول أنه هذه الرواية لم تصدر، هذه مشكلة لأنه بعد أن ثبت أن خبر العدل الإمامي ولا نريد أن نقول خبر الثقة خبر العدل الإمامي العادل يعني الصحيح الأعلائي حجة أو ليس بحجة نعم حجة ما معنى حجة يعني أن الراوي يقول لنا هذه مني فهمي أو صدرت من الإمام المعصوم صدرت من الإمام المعصوم إذن الرواية مضمونها شهادة الراوي يقول صدر من الإمام المعصوم هنا هذا الراوي ماذا يقول؟ روايات العرض ماذا تقول الرواية المخالفة صادر أو ليست بصادرة ليست بصادرة فماذا نفعل تقدم روايات العرض أو تقدم شهادة الراوي بأنها صادرة روايات العرض تقول غير صادرة شهادة الراوي تقول صادرة فأيهما تختار، هذا هو المطلب الأساس الذي إن شاء الله تعالى نبحثه والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/08/26
    • مرات التنزيل : 1150

  • جديد المرئيات