نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة(116)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في هذه المسألة وهي ضرورة العرض على الكتاب قلنا أن الحديث لابدّ من عرضه على الكتاب وهذا الأصل لم يختلف عليه أحدٌ من علماء الشيعة. نعم، إلّا من أنكر أن قرآن ظواهره حجّة ذاك بحثٌ آخر من أنكر أن ظواهر القرآن حجّة لا معنى أن يعرض الحديث على الكتاب لا على مبنانا ولا على مبنى الآخرين. باعتبار أننا قلنا أن مسألة العرض على الكتاب من المسلمات لا مجال لماذا؟ لأن الروايات فيها أما متواترة وعلى الأقل أنها مستفيضة، قلناه فيما سبق. نعم، وقع الاختلاف متى يكون العرض نحن قلنا في أوّل مرحلة لابدّ أن نعرض. الآخرون قالوا لا في المرحلة الثانية، الثالثة، الرابعة إلى آخره… ولكنه أصل العرض يوجد خلاف أو لا يوجد خلاف لا إنما الخلاف في مرحلة وفي أي مرحلة نعرض وفي أي مرحلة لا نعرض هذا أوّلاً. نحن قلنا يعرض سواءٌ كان له معارض أو لم يكن له معارض جملة من الأعلام قالوا لا إنما يعرض إذا كان للحديث معارض أما إذا لم يكن له معارض فلا داعي لعرضه.

    إذن نحن والآخرون متفقون على ضرورة العرض وإنما الاختلاف في متى يعرض الحديث على القرآن الكريم هذا الأمر الأوّل وهذا اتضح فيما سبق تفصيلاً، ألخص الأبحاث السابقة حتى يتضح أين اتفاقنا وأين اختلفنا.

    الأمر الثاني الذي وقع الكلام فيه نحن عندما نقول نعرض الحديث (سواء كان في المرحلة الأوّلى أو الثالثة، مع التعارض أو بلا تعارض صحيح كان الحديث أو لم يكن) نحن عندما نقول نعرض على القرآن ما هو المراد من القرآن الذي يعرض عليه الحديث قلنا يوجد هنا اتجاهان:

    الاتجاه الأول يقول: يعرض على المعارف أو على تفسير القرآن بالأسلوب التجزيئي يعني نبحث هل توجد آية لها عموم لها إطلاق لها فحوى لها خطاب لها مفهوم لها دلالة التزامية لها دلالة تضمنية أي آية من الآيات، يعني على الأسلوب التجزيئي. هذا رأي.

    الرأي الآخر : قال: لا، وإنّما ينبغي أن يعرض الحديث على القرآن بأسلوبه الموضوعي لا بأسلوبه التجزيئي. يعني عندما نريد أن نطرح مسائل النكاح أو مسائل التجارة أو مسائل العقود أو مسائل المعاملات ونحوها… نأتي إلى القرآن لنبحث العقود موضوعياً وبعد ذلك نعرض الرواية عرض، وسيدنا الشهيد كان معتقد بالاتجاه الثاني كما قرأنا للأعزة ونحن أيضاً نعتقد بذلك.

    إذن اختلافنا الآخر مع الذين يقولون بالأسلوب التجزيئي نحن نؤمن بالأسلوب الموضوعي.

    نعم، النقطة الجدير بالبحث التي وقفنا عندها بالأمس وهو أنّه عندما يأتي الفقيه ليستنبط أحكام الفقه الأصغر من أوّل باب الطهارة إلى آخر باب الديات هل يمكن أن يكتفي بآيات الأحكام ويفصلها باقي معارف القرآن في عملية العرض أو لا يمكن ذلك؟ قد يقول قائلٌ بأنّه يكفي، يعني أنّ الفقيه وإن التزم بالأسلوب الموضوعي لا التجزيئي لكن عليه أن يقرأ ويبحث آيات الأحكام وهي لا تتجاوز 500 آية 700 آية أقصاه آلف آية هذا القدر يبحثه وبعد ذلك يدخل في عملية الاستنباط الفقهي.

    إذن لا ضرورة إلى أن يكون عالماً بالدين بل يمكن أن يكون مجتهداً وإن لم يكن واقفاً على المعارف الدينية جميعاً، هنا بالأمس قلنا: إننا لا نوافق على هذا المنهج نحن نعتقد أنّ المعارف القرآنية جميعاً منظومة واحدة. يعني لا يمكن أن نفصل أبحاثه العقائدية عن أبحاثه الفقهية، وأبحاثه الأخلاقية عن أبحاثه العقائدية أبداً هذه تشكل جزءً من كل، وهذه المنظومة إنّما تكون هي المعروض عليها يعني الحديث ينبغي أن يعرض على المنظومة كاملةً وهذا الذي أشار إليه السيد الشهيد قدس الله نفسه في كتاب اقتصادنا في ص340 أقرأ عبارة واحدة من عباراته قدس الله نفسه قال: >فعزل كل جزءٍ من النهج الإسلامي عن بيئته وعن سائر الأجزاء معناه عزله عن شروطه التي يتاح له في ظلها تحقيق هدفه الأسمّى< يعني إذا وجدتم خلل وأنّه تطبيق هذا الجزء لا يعطي نتائجه ومعطياته فاعرفوا أنه هذا قطع من أرضيته ومن باقي الأجزاء ولا يعتبر هذا طعناً في التوجيهات الإسلامية أو تقليلاً من كفاءتها لا يقول لنا قائل إذن هذا الجزء من الإسلام عليل مريض ليس له قدرة على أن يعطي نتائج نقول لا نحن لم نقل أن هذا الجزء من الإسلام يعطي نتائج منفصلاً عن الأجزاء الأخرى إنما نقول يعطي نتيجة مع بشرطها وشروطها، يقول: >فإنها في هذا بمثابة القوانين العلمية التي تؤتي ثمارها متى توافرت الشروط التي تقتضيها هذه القوانين< وإلا ما لم تتوافر جميع الشروط، بعد قابل أن يعطي ثماره أن يسعد البشرية أم غير قابل؟ غير قابل لماذا؟ لا لأنّه خلل يوجد في الأجزاء بل لأنّ الأجزاء مترابطة هذه الأجزاء إذا لم تكن جميعاً معاً لا يمكنها أن تعطي نتيجة (عند ذلك تفهم لماذا لا يظهر الحجّة أين الإشكال في عدم ظهور الحجّة. الآن أنا لا أفهم الإسلام جيداً الآخرين توجد لديهم اجتهادات قد تصيب وقد تخطئ قيادتنا قيادة غير معصومة فقد نخطئ في التطبيق، حسناً الإمام الحجّة على مستوى العلم النظرية العلمية كاملة أو ناقصة موجودة في ذهنه المبارك؟ النظرية كاملة على حدها الواقع كما عليه في نفس الأمر والواقع، ليس لديه اجتهادات هذا أوّلاً. على مستوى التطبيق الخارجي هل يوجد خلل في التطبيق أو لا يوجد خلل في التطبيق؟ لا يوجد خلل في التطبيق. إذن لماذا لا يظهر؟ إذا كانت القيادة تامة والنظرية كاملة. ما السبب إذن؟ السبب نفس السبب الذي رسول الله ’ أيضاً لم يستطع أن يطبق النظرية كاملةً نفس السبب الذي أحد عشر إمام لم يستطيعوا أن يطبقوها؛ لأنّ كلا العاملين كانا موجودين في زمن الرسول، كان موجود تقول سيدنا: لم يقد على تطبيقها. أقول: نعم، كن على ثقة لم تطبق؛ لأنّه كان مسجى ولم يوضع في التراب انحرفت النظرية. إذا كانت سليمة وتعطي نتائجها لماذا بعد ساعات بعد لم يذهب من هذا العالم وإذا أريد أن أحسب بالسنين بعد ثلاثين سنة معاوية ماذا يصبح؟ إمام المسلمين وأمير المؤمنين، وإلّا لو كانت النظرية مطبقة كان يحصل هذا الخلل أو لا يحصل؟ لا يحصل. إذن العصمة كانت موجودة في النظرية وكذلك في التطبيق. إذن هناك عامل ثالث ما هو؟ هذه سورة الحديد الآية 25: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} هذا على مستوى النظرية. إذن الرسل جاءوا برسالة كاملة {وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ} وهم أيضاً من المعصومين حتى كيف يطبق الدين، ليقيموا القسط أو الآية ماذا؟ عجيب! العامل الثالث ماذا يكون أن الناس لابدّ أن يتهيئوا لقبول النظرية وإلا لو الحجّة وليس فقط الحجّة لو خمسة من الحجّج إذا كان الناس غير مهيئين تطبق بدليل 11 إمام من آبائه جاءوا انطبقت النظرية أو لا؟ لم تطبق النظرية. ماذا هل لديه إضافة على ما لدى آبائه وأجاده هل عنده إضافة على ما عند أمير المؤمنين، هل عنده إضافة على ما عند رسول الله. إذن هذه الكلمات التي تصدر من بعض متلبسي العلم، نحن عصر الظهور وعصر ما أدري بعد 5 سنوات بعد سنتين بعد قضية سورية هذه كلها ناشئة عن جهل مطبق بحركة التاريخ وبشروط ظهور الإمام سلام الله عليه. واقعاً أنا لا أريد الذهاب الآن إلى الكنفسوشيه في الصين وإلى البوذية في اليابان وإلى كذا في الهند لا أريد الذهاب، أريد أن أيجيئ إلى العالم الإسلامي (وبينك وبين الله) إن شاء الله كل شيعته 300 مليون متهيئين يطبق عليهم عدل علي، أقول إن شاء الله وأنا ليس لدي اعتقاد حتى شيعته متهيئين. مسلمين الآن مليار وأربعمائة مسلم في العالم هؤلاء متهيئين حتى يطبق عليهم نظرية العدل الإلهي أصلاً يقبلون من يأتي. واحدة من أهم شروط ظهور الإمام أن هناك حاجة يشعر بها الجميع للظهور ولذا تجدون الآن أن النظرية الإسلامية في عصر الغيبة في كثير من الأحيان يوجد تلكأ في التطبيق من أين منشأه، منشأه مجموعة الأرضية مهيأة أم غير مهيأة غير مهيأة، أرجع إلى بحثي).

    الآن قائل من يقول سيدنا: أنت ذكرت أمراً وهو أن هناك ترابط وثيق بين المعارف الدينية بين الفقه وبين العقيدة، أضرب لنا مثال لنعرف هذا الترابط من أين يأتي؟

    طبعاً عشرات بل مئات الأمثلة موجودة في ذهني وارتباط مباشر واحدة بالأخرى بالتعبير العراقي (مثل البراغي برغي برغي) أضرب لكم مثال من مسألة من أهم المسائل الخلافية والابتلائية والتي على أساسها يقتل بعضنا بعضا من المسلمين ويتهم بعضنا بعضاً بالشرك الأكبر وبالبدعة وبالضلال وإلى آخره… وهي مسألة التوسل بالأولياء والصالحين والنبي ’ هذه مسألة التوسل يعتبرها قومٌ، كالعثيمين الذي هو من أعلام الوهابية يقول: >إن هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}< يقول التوسل بالأموات من مصاديق الشرك الأكبر، وبينك وبين الله إن هذا الإنسان يعتبرك عند ما إمامه ومرجع تقليده يقول أن هذا مشرك بالشرك الأكبر يتقرب بك إلى الله بقلتك أو لا يتقرب والله يتألم عندما بمفخخة يقتل 20 أو 30 و50 يفرح عندما يقتل بالمفخخة 500 لماذا؟ لأنّه يطهر الأرض من النجاسة والشرك الأكبر من هؤلاء. هذه قضية مطروحة، والقضية قضية فقهية لا تتصورون بأن قضية عقائدية هي أولاً فقهية يجوز أو لا يجوز يعني يجوز ذلك، الآن يجوز بالمعنى الأعم يعني يستحب، يجب أو لا يجب. قد يقول أحدٌ واجبٌ كما نحن لدينا بأن زيارة الإمام الحسين عندنا في بعض النصوص في كامل الزيارات إذا الناس امتنعوا عن زيارة الحسين على ولي الأمر ماذا يفعل؟ لابد أن يبذل من نحو الوجوب ولذا بعض فقهائنا قائلين بوجوب الزيارة كما قالوه في الحجّ قالوا إذا كان المسلمين في سنة لا يوجد لديهم أموال يقول يجب على الوالي أن يعطي حتى أن بيت الله الحرام لا يبقى بلا حاج كذلك بلا زائر. إذن عندنا هذه، الآن لاحظوا الشقة كم 180 درجة أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والمسألة مسألة فقهية. ولكن هذه المسألة الفقهية قائمة على مسألة عقائدية ما لم تحل تلك المسائل العقدية لا يمكن حل هذه المسألة الفقهية.

    أولاً في المقدمة لابد أن تعرف أن هناك ميزاً واضحاً بين التوسل وبين الاستغاثة لأنّ التوسل هو الطلب من الله ولكن بواسطة فلان يعني بتوسط فلان أو أي شيء آخر، يعني تقول: اللهم بفلانٍ أعطني، وليس فلان أعطني. أما في الاستغاثة ليس الأمر كذلك في الاستغاثة الطلب من المستغيث به. من الذي تستغيث يعني تذهب أنت إلى رسول الله تقول: يا رسول أعطني كذا. هذا المعنى كما أشرتُ إليه في أبحاث الكوثر في كتاب الاستغاثة في الرد على البكري في مقدمة الكتاب ص41 يقول: والفرق بين الاستغاثة والتوسل في اللغة أيضاً كذلك، ليس هذا الرأي هنا، أنه في الاستغاثة لا يقال: استغثت إليك بفلان أن يفعل بي كذا أبداً. نعم، قد يخطأ البعض ويخلط بين التوسل وبين الاستغاثة ولكن التوسل غير الاستغاثة وإنما يقال: استغثت بفلان أن يفعل بي كذا. وفي التوسل يقال ذلك، يقال كما أن من سأل بشيء أو توسل به لا يكون مخاطباً له ولا مستغيثاً له لأنه يقول: اللهم إني أتوسل إليك بشيءٍ بفلان أعطني كذا. أليس هذا ما تقرءوه في دعاء التوسل، في دعاء التوسل أنتم لا تطلبون من الأئمة من الرسول من الزهراء وإنما تقول اللهم إني أتوجه إليك أن تعطيني كذا. هذا هو التوسل والتعبير عن الدعاء بالتوسل صحيح ليس استغاثة هذا، هذا من التوسل هذا أصل. والقرآن الكريم أوجب علينا التوسل من الأمور التي أوجبها القرآن الكريم هو التوسل وهذا صريح القرآن الكريم وهو ما في الآية 35 من سورة المائدة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ…} فعل أمر، وصيغة فعل الأمر ما هي؟ ظاهرة في الوجوب أم لا؟ وابتغوا إليه الوسيلة ولذا (الكثير عندما يتوسل بالأئمة سلام الله عليهم يجد أن الوهابية يخالفون يقرأ له هذه الآية، هذا خطأ، هذا يتكلم عن القواعد أنت لا تفهم الجواب، الجواب غير صحيح، هو لا ينكر ضرورة التوسل، لكن هو عنده إشكال في المصداق يقول: هذا لا يتوسل به، وليس التوسل مرفوض وإلا هو أيضاً يعتقد بأنه لابد من التوسل، أنت تقول له وماذا تفعل بقوله: {…وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ…} ، حسناً هو كذلك يقول ولكن هو يقول {…وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ…} ما هي الوسيلة، يقول: الوسيلة وسيلتان لا ثالث لهما. ما هما؟

    أولاً: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا…} (سورة الأعراف: 180)، إذن ادعوه بأسمائه قل: >اللهم إني اسأل باسمك الرحيم الغفور أن تغفر لي< عندي مشكلة. نعم، بل هذا هو الواجب صريح القرآن.

    ثانياً: اللهم إني أسألك بإيماني بمحمد أن تفعل بي كذا، يعني بعملٍ صالح عملته، قد يكون من عقيدة، من محبة، من مودة. أما غير ذلك فلا يجوز. تقول لائق؛ لأن هذه قضايا توقيفية عبادات هذه، والعبادات تحتاج إلى مجوز شرعي ولا يوجد عندنا الدليل الشرعي على ذلك بل عندنا الدليل على خلافه. حسناً أين عندكم دليل على خلافه، فلنرى كيف. طبعاً ليست فقط مسألة التوسل: مسألة التوسل، مسألة الاستغاثة، مسألة الاستشفاع. تذهب إلى رسول الله وتقول له: يا رسول اشفع لي عند الله أن يعطني كذا. ممكن أو غير ممكن هذا؟ مسألة أوضح من هذا جميعاً من أوضح المصاديق القرآن أشار إليه وهي الآية 64 من سورة النساء، قال تعالى: {…وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ…} القرآن يقول: لا، لابد أن تبتغي إليه الوسيلة حتى في أن تغفر الذنوب، لمن الوسيلة {…وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ…} عند ذلك ماذا؟ {…لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً}. أبداً هذا لا يوجد فيه رد قطعاً، فإذا وجدتم به رد أو عدم استجابة لأنه الوسيلة أنت حققتها أم لا؟ لم تحقق الوسيلة. لست أدري واضح أم لا؟ إذن عشرات المسائل الفقهية وهي الجواز وعدم الجواز متوقفة على مسألة عقدية كيف (انتبه)، كما تعلمون يوجد هنا اتجاهان:

    اتجاه يقول أنه لا يجوز التوسل إلا بالأسماء الحسنى والعمل الصالح.

    اتجاه يقول لا يحوز التوسل بالنبي الأكرم بالأنبياء بالأولياء بالصالحين بـ… إلى آخره. بالأماكن، يعني أنت عندما تذهب إلى القبر تريد أن تتوسل بالمكان. بالزمان عندما تذهب يوم عرفه إلى كذا، حسناً هكذا. ليلة الجمعة هذه كلها توسل ولكنه توسل أما بالزمان أو المكان أو بالأشخاص أو… إلى آخره.

    ما هو جذر المسألة، أيضاً من الأخطاء الشائعة في الفضائيات في الكلمات في الكتابات أنهم يتصورون أن الذي ينكر التوسل بالنبي أو بغير النبي أنه ينكر حياة النبي، لا هؤلاء يصرحون بأن النبي حيٌّ؛ لأنه أنا كثيراً ما أشاهد على الفضائيات يقولون بأن النبي لا يمكن التوسل به، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأن النبي ليس حياً. هو من قال بأن الآخر ينكر حياته، وذاك يثبت حياته أفضل مما تثبته أنت، لكن عنده مشكلة يقول: عندما ينتقل من حياة دنيوية إلى حياةٍ برزخية انقطع ارتباطه بالعالم الدنيوي. ليس له ارتباط هنا. فإذن تذهب بقربه تقول له استغفر لي الله يسمعك أو لا يسمعك؟ لا يسمعك. التفتوا إلى جذر المسألة، جذر المسألة ليست بأنه حي أو ليس بحيّ، الجميع؛ لأن صريح القرآن {…وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (سورة المؤمنون: 100)، هذا صريح القرآن الكريم، لماذا هل يوجد أحد ينكر الحياة البرزخية، الذي ينكره هؤلاء القوم (الذين ينكرون التوسل) يقولون لم يثبت له ارتباط بهذا العالم، بل ثبت عدم ارتباطه بهذا العالم أولاً يقولون لم يثبت وبعد ذلك يترقون درجة علمية ماذا يقولون؟ ثبت عدم الارتباط، فإذا لم يكن مرتبط بهذا العالم عندما تذهب بقربه وتقول له : يا رسول الله استغفر لي، أو تقول له: أتوسل برسولك إليك؟ الجواب هو يقول: لا يسمعك، ولا يعلم ما تقول، ولهذا انظر هذا تفسير القرآن من سورة النساء للعلامة العثيمين في ذيل هذه الآية المباركة من سورة النساء يقول: (جاءوك) أي جاءوا إلى الرسول ’ ومن المعلوم أن المراد من جاءوك في حال حياتك. لماذا هذا القيد من أين أتيت به، أن المجيء إليك لابد أن يكون حالة الحياة ويسمع ويبصر ويتفاعل معك ويدل لهذا قوله: (واستغفر لهم الرسول) ما الدليل؟ يقول: استغفر لهم الرسول ولابد أن يكون حياً حتى يستغفر لهم الرسول. تقول له: حسنا ما هي المشكلة وهو في عالم البرزخ أيضاً يستغفر لي. وكما يستغفر لي هو هنا فليستغفر لي وهو هناك. قال: لأن بعد موته لا يمكن أن يستغفر لهم. لماذا لا يمكن؟ يقول: إذ أن عمله انقطع بموته. هو أصلاً من ذهب عن هذا العالم انقطع عن هذا العالم. هذا من قال؟ قال: لأن هو قال لنا إذا مات الإنسان انقطع علمه إلا… إلا. هو قال لي انقطعت عنكم بعد لا علاقة لي. بينك وبين الله هذا جوابه من عند ربهم يرزقون، هذه ما هو ربطها بتلك. هذه أين وتلك أين وهذا الاستدلال أين، أين إذا تجدون أنه كلمات عمائم ومبلغين وخطباء ومنابر، تؤثر أو لا تؤثر؟ لماذا؟ لأنه يرى أن الجواب… هؤلاء فهموا الإشكال، أو لا يوجد أحد فاهم الإشكال لهؤلاء. أصلاً لا أحد ملتفت إلى إشكالهم، ولذا يتهموكم بالجهل، يتهموكم بالتدليس على الناس، يتهموكم بكذا… وأنت إذا وجدت إشكال عليهم وأجابك بعالم آخر بحيثية أخرى ماذا تقول عنه، ما هو جوابك، تقول له: أنت جاهل أنا هذا الذي أقوله ما هو علاقته بذاك، الكلام ليس في أنهم أحياء أو ليس بأحياء. هذا التوسل مع الأسف هذا الكتاب لم أحصل عليه، وإذا حصل في مكان أحضروه لي. هذا كتاب التوسل من أهم كتب التوسل أنواعه وأحكامه للعلامة الألباني من أهم الكتب الذي كتب في هذا المجال. وهذه التي أريدكم أن تحصلوا عليها التي هي جمع محمد عيد العباسي. هذه عبارته في ص56 يقول: وأما الجواب لأن التوسل بالنبي غير ممكن بعد وفاته فأنا لهم أن يذهبوا إليه ويشرحوا له حالهم لماذا هل هو يسمعهم حتى يشرحوا له حالهم، فهو كيف يسمعه حتى يجيبك، إلا هناك استثناء وهذه موجودة في كتبهم وهو أنهم إذا سلم عليّ بسلامٍ يوجد لي ملائكة نقالة ينقلون إلي ماذا، وهذا الاستثناء دليلٌ على الانقطاع لأنه الاستثناء ماذا يقول: إذا كان هو عالم بكل شيء لا يحتاج أي أحد ينقل له السلام، ولديهم عشرات الأدلة من أدلتهم أدلة روايات البخاري الذي يقول: أصحابي أو أُصيحابي على الحوض يقولون له ماذا (الجواب) إنك لا تعلم ما أحدثوا بعدك. الحمد لله أولئك ليس لديهم استدلالات عقلية قوية وإلا والله أنتم ألم تستدلوا بهذه الروايات، جيد، فيها لا تعلم، إذا فيها لا تعلم، كيف أذهب وأطلب منه الشفاعة والاستغفار وقضاء حاجة وإلى آخره… رحمه الله الشهيد الصدر كان يقول بأنه حتى الإشكال الذي ذكره الخصم إذا ما قواه أنا أقويه إشكاله حتى إذا أردت أن أجيب لا يقولون بأنه أولاً هو ذكر الإشكال بشكل ضعيف حتى يقدر ماذا؟ لا… لا قويه أقوى مما يتصور حتى من نجيب بعد لا يقدر أحد يناقش قال: فأنا لهم أن يذهبوا إليه ’ ويشرحوا لهم حالهم ويطلبوا منه أن يدعوا لهم ويؤمن على دعائه وهو قد انتقل إلى الرفيق الأعلى وأضحى في حالٍ يختلف عن حال الدنيا وظروفها، يعني هذا لا يعتقد بأنه حيٌّ. من قال بأنه لا يعتقد بأنه حيٌّ. وظروفها مما لا يعلمه إلا الله سبحانه فأنا لهم أن يحضوا بدعائه وشفاعته فيهم، وبينهم وبينه كما قال عز شأنه: {…وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (المؤمنون: 100) بيينا وبينه عالمٌ ، نحن في عالم وهو في عالم ماذا، هذه في ص56 إلى أن يأتي في ص58 يقول: وهذا يدل من ناحية أخرى على سخافة تفكير من يزعم أنه في قبره حيٌّ كحياتنا، مثبت هذا، نحن عندنا الأدلة على العكس. نعم، أن حياته بعد وفاته مخالفة لحياته قبل الوفاة هذا ينكر حياة النبي حتى أنت تقرأ له الشهداء عند ربهم يرزقون يقول لديه حياة خاصة به ونحن لا نعرف عنها ذلك أن الحياة البرزخية غيب من الغيوب ولا يدرى أو ولا يدري كنهها إلا الله ولكن من الثابت أنها من المعلوم أنها تختلف عن الحياة الدنيوية ولا تخضع لقوانينها ولذا العلامة العثيمين، طبعاً أنا على طريقته لماذا أقول العلامة العلامة الجواب علامة عندهم إذا تريد أن تحترم يأتي باسم المحقق الحلي يقول المحقق ويقول العلامة إذا تتوقع هذا أنت لابد أن تقول… أما إذا قلت هذا السفيه الكذاب المدلس فلان هو عندما يذكر علمائك ماذا يقول… وهذا منطق علم أو ليس بمنطق؟ هذا ليس منطق علم هذا منطق نابع عن الجهل أو العجز وإلا منطق القرآن ليس هذا {…وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (سبأ: 24)، مجموع فتواه المجلد الثاني ص349 عنده بحث مفصل هناك لأنه يسأل هل يجوز أن نسأل أني أسألك ونتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة لأنه هذه العبارات هي العبارات الواردة عندهم في دعاء التوسل وهي واردة عندهم بنصوص صحيح في كتبهم، فهذا التعبير لا يختص بنا بل وارد عندهم يقول: لا… لا يجوز، أما الآن وبعد الموت فإن مثل هذه الحال لا يمكن أن تكون لتعذر دعاء النبي لأحدٍ بعد الموت كما قال: إذا مات العبد أنقطع عمله إلا ثلاث والدعاء بلا شك من الأعمال التي تنقطع بعد الموت بل الدعاء عبادة ولهذا لم يلجأ الصحابة عند الشدائد وعند الحاجة إلى سؤال النبي. لم يسألوا، تقول سألوه في تراثنا وفي تراثهم أذهبوا وأرشدوني، هذا ليس فقط قضية عليّ بن أبي طالب حتى تقولوا أن هذه مرتبطة بالولاية هذه مرتبطة بالنبي ’، إذن على هذا الأساس أنت لكي تثبت التوسل أعطي الفتوى حتى إن شاء الله نقف غداً لكي تثبت التوسل وتثبت الاستغفار منه لك وتثبت الاستشفاع به وتثبت الاستغاثة به وتثبت أنه شاهدٌ على أعمال أمته وعشرات المسائل جذر المسألة عقائدية أين؟ أثبات حياته؟ الجواب: كلا. أثبات ارتباطه عليه أفضل الصلاة والسلام بهذا الأمر، فإذا لم تحل هذه المشكلة بعد يمكن حل هذه المسائل الفقهية أو لا يمكن؟ أذهب إلى الرسائل العملية والكتب الفقهية والاستفتاءات هذا يقول يجوز وذاك يقول لا يجوز تمثل المعركة على ماذا هذه المعركة لا تعلم، فهنا الفقيه الذي يقول يجوز، نقول له ثبت العرش ثم انقش أولاً ثبت بأن له ارتباط بهذا العالم حتى تقول يجوز، وإلا لم تثبت بأنه حيٌّ له ارتباط بعالمنا له معنى يجوز أو لا؟ لا معنى له. فهنا الفقيه لديه طريقتان: أما يصبح مجتهد كما أنا اعتقد لابد أن يجتهد في العقيدة ففي هذه المسألة يقول نعم، وقد نقحنا المسألة هذه العبارة (التعبانة) الغير علمية بما لا مزيد عليه، الأنبياء لم يقول بما لا مزيد عليه؛ لأن الأنبياء ما زالوا يبعثون، الآن يأتي أحد بما لا مزيد عليه خاتمة الفقهاء من الذي أعطاه هذه الخاتمية من أين جاءت هو الأعظم من أين جاء أعظم هو فقيه من الفقهاء نعم. فقيه كبيرٌ كله صحيح، تعالوا: هذه التعابير غير علمية لا أريد أن أقول غير ذلك أحذفوها من أدبياتكم ومن لغتكم، العلم محترم ولكن لابد أن لا تصبح حالة الصنمية عرفت كيف أما أن يجتهد كما أنا اعتقد بذلك ويذهب يجتهد ويقول أنا أثبت لكم أن حياة وارتباطه بهذا العالم إن لم يكن أقوى وهو في هذا العالم الدنيوي فليس بأقل من هذا العالم أنت قبلت وهو في الدنيا يجوز الرجوع إليه جاءوك أقول أن ارتباطه ليس أقل من هذا الارتباط إما هذا، وإما ماذا؟ وإما يقلد كما يقلد في النحو كما يقلد في الصرف كما يقلد في مسائل أخرى يقول بيني وبين الله أنا أقول يجوز. تقول له: أن هذه متوقفة على مسالة ارتباطه بهذا العالم. يقول: نعم، وقد حققها صدر المتألهين في شرح أصول الكافي وأنا واثق بصدر المتألهين. الآن هذا إذا أنت تعتبره مجتهد فهذا تابع لك أنت أنا ليس لدي مشكلة لأنه هما الذين كتبوا في كتبهم وكتبوا في رسائلهم أن النتائج تتبع أخس المقدمات فإذا كان مقلد وهذا الذي أجوزه أنا، أنا لست من القائلين إذا كانت بعد المقدمات تقليدية فيصبح مقلد يعني لا يجوز لا… لا… هذا الإنسان يصبح مجتهد متجزي بالنحو الذي بالأمس أشرتُ إليكم يعني ماذا يعني أنه يستنبط في الفقه ولكن مبانيه العقائدة يأخذها من المجتهدين في العقائد ويستنبط الفقه على ماذا؟ على مباني عقائدية. نعم، هذا مجتهد لكن هذا مجتهد ماذا؟ متجزي لأنه البعض يقول سيدنا أنت بعد أن آمنت أن كل المعارف الدينية مترابطة لا معنى للمجتهد المتجزي إشكال ذكره بعض الطلبة؟ الجواب: نعم، لا يثبت الاجتهاد المطلق ولكن يثبت الاجتهاد المتجزي فيستطيع أن بآراء نفسه، أما لا يجوز لأحدٍ الرجوع إليه، واضح إنشاء الله.

    إذن هذا مثال بسيط جداً لمسألةٍ هي الآن مثار الابتلاء، طبعاً لا يتبادر إلى ذهنكم أن هذه القضية إلى هنا تنتهي، إنشاء الله غدا ترون الاتجاه الآخر من علماء المسلمين قالوا لا حيٌّ يسمع ويرى ويمد كل أحدٍ بما يريده منه هذا الذي نقرئه عندما نقف أمام الإمام الرضا أنظروا الآن تفهموا في زيارة الإمام الرضا عندما تسلم عليه أنك ماذا؟ ها ليس أنك حيٌّ إنك تسمع يعني تثبت ماذا؟ تثبت الحياة أو الارتباط والمشكلة هي لديك وإلا هو يتكلم بما يمكن أن يسمع لكن أنت ماذا؟ أنت الأصم أنت الأعمى لا ترى وإلا هو يمكن أن يُرى ويمكن أن يُسمع ويمكن أقامة العلاقة معه… إلى آخره. تتمه تأتي… والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/08/26
    • مرات التنزيل : 1241

  • جديد المرئيات