نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة(132)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    ذكرنا في البحث السابق بأنه من أهم المباحث التي لابدّ أن يتوفر عليها فقهنا وحديثنا وتميز الروايات المجعولة والموضوعة هذا العمل الذي كثيراً ما نجد له كتب ومصنفات وآثار أهل السنة، ولكنه إلى الآن لا توجد أبحاث أساسية في كتب اتباع مدرسة أهل البيت ولعل ذلك واحدة من الآثار التي انتجتها المدرسة الأخبارية ومدرسة الحديث، حيث اعتقدت بأن كل الروايات الواردة في الكتب الأربعة فهي إما قطعية السند وإما على الأقل صحيحة وإما على الأقل معتبرة… ونحو ذلك، إذن لا معنى أن نبحث عن الموضوعات وعن المجعولات. وهذا توهم خاطئ على الأقل نحن نعتقد بذلك نحن نعتقد بأنه لابدّ من البحث في الموضوعات ومن البحث والمجعولات ومن البحث في هذا المجال بشكل واسع.

    لكن هنا أشير إلى نكتة وهو أنّه في الأعم الأغلب (حتى عند السنة وليس فقط عند الشيعة) البحث عندنا بحثٌ في الأسناد بأن السند صحيح أو ضعيف أو مكذوب. في الأعم الأغلب نجد في كتب الحديث أن كل أو 99٪ من كتب الحديث أنما نظرها إلى السند ولا علاقة لها بالمتن مع أننا في عملية الاستنباط نحتاج إلى المتن وإنما يبحث عن السند لأنّه الوسيلة التي توصلنا إلى صحة المتن وإلا لو لم يكن للمتن أثرٌ لا نبحث عن سنده، من هنا بودي أن تميزوا بين عمل الحديث وعلم الحديث وبين عمل الأصول وعلم الأصول، عمل الحديث وعلم الحديث هو البحث عن سند الأحاديث صحيحة أو لا. الآن لو دخل في المتن يدخل في العرض؟ لا… باعتباره أنّه موضوع علمه لا علاقة له بموضوع علمه هو لا يبحث عن المتن أنّه صحيحٌ أو لا؟ هو يبحث عن السند صحيح أم لا؟ أما الأصولي ماذا يبحث؟ أن هذا المتن يمكن قبوله أو لا؟ يوجد له معارض أو لا؟ هل هو موافق للقرآن أو لا؟ هل هو مطابق للعقل أو لا؟ هل هو مطابق للعلم أو لا؟ هذه كلها لا علاقة لها بالسند وإنما مرتبطة بالمتن.

    ومن هنا تجد الأصولي إذا كان المتن متواتر لا ينظر إلى السند مطلقاً، لماذا؟ لأنّه يقطع بأن هذا المضمون صادر من النبي (ص)، إذن هو لا يبحث عن السند، لأنّه هو لا علاقة له بالسند أبداً.

    أما المحدث أو علم الحديث عندما كان عمله في السند يبحث ليتحقق التواتر، كم نفر ليتحقق السند خمسة عشرة عشرين يبحث عن أعداد السند وطرق السند لماذا؟ لأن عمله الأصلي مرتبط بالسند لا بالمتن أما عمل الأصولي مرتبط بماذا بالمتن لا بالسند، ومن هنا تارةً أن الخبر ضعيفٌ سنداً المحدث أيضاً يقول ماذا ساقط من الاعتبار، وأخرى أن الخبر صحيح من حيث السند عندما نأتي لنحاكمه هل هذا يكفي للعمل به أو لا؟ المنهج القائم ما هو خصوصاً منهج الأستاذ السيد الخوئي، يقول إذا تم صحة السند فيجب العمل بالمتن، انتهت. بعد لا نحتاج إذا كان هناك معارضٌ للخبر أن نعرضه على القرآن أن نعرضه على شيء آخر، أبداً لا نحتاج. لماذا؟ لأن المدار على السند هذا الذي أنا أخلفه 100٪ أقول لا أن المدار على المتن وصحة السند إنما هو قرينة من قرائن صحة المتن، فكلما كان السند أفضل وأحسن وأقوى وأوثق هذا يعطينا قرينة أقوى على أن هذا المتن صادر ولكن ليس هو العلة التامة لقبول المتن وإنما المدار كل المدار على المتن، فإذا كان المتن عقلياً فلابد أن ينطبق مع القواعد العقلية، إذا كان المتن تاريخياً فلابد أن ينطبق مع الحوادث التاريخية.

    إذن نحن اخترنا لكم في البحث السابق رواية تعد من الصحيح الأعلائي وبتعبير الشيخ حسن عندما قرأنا في منتقى الجمان ماذا عبر عن الرواية التي قرأناها قال: صحي يعني (ص ح ي) يعني صحيح عندي وقلنا الصحيح عنده هو أعلائي أعلى مراتب الصحة لأنّه يقول لا يكفي توثيق رجل واحد لرواته بل لابدّ توثيق كالشهادة، صحي (ص ح ي) الرواية عن حماد بن عيسى أنّه قال: قال لي أبو عبد الله يوماً تحسن الصلاة يا حماد…. قرأناها سابقاً.

    تعالوا معنا إلى القرائن الموجودة لنرى هل يمكن أن هذه الرواية صادرة أو أن الرواية لا نريد أن نقول أنها مجعولة، كلاً عبر عنها أنها صحيحة السيد الخوئي الذي هو صاحب السند. في كتاب مستند العروة ج3 ص61 المسألة 16 من كتاب النية: قال أن المستفادة من صحيحة حماد الواردة في بيان كيفية الصلاة وما لها من الأجزاء عدم كون الأكوان المتخللة منها لعدم التعرض إليها وعليه… إلى آخره. تعالوا الآن إلى القرائن.

    القرينة الأولى: ظاهر الرواية الإمام عندما قال له: ما أقبح بالرجل أن تأتي عليه ستون أو سبعون سنة فما يقيم صلاةً بحدودها تامة. على من يعتب على واحد عمره سبعين سنة أو على حماد بن عيسى أنّه تصل إلى هذا العمر مع ذلك لا تعرف أن تصلي. الآن تعال معي للنعرف أن حماد عندما صلى أمام الإمام كم كان عمره؟ الرواية واضحة وشهادة الإمام الصادق سنة 148 من الهجرة هذا المعنى يصرح به الكافي والطوسي والمفيد في الإرشاد، هذه المقدمة الأولى. وموت حماد بن عيسى في سنة 209 من الهجرة هذا المعنى يصرح به الشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال في ص328 يقول: بأنه كذا…الرواية طويلة 327، 328، الرواية عن أبي الحسن الأوّل، فقلت جعلت فداك ادعوا الله أن يرزقني داراً وزوجةً وولداً وخادماً والحج في كل سنة، فقال: اللهم صلي على محمد وآل محمد وارزقه داراً وزوجةً وولداً وخادماً والحج 50 سنة. وليس كل سنة، قال حماد: فلما اشترط 50 سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة لأن الإمام قال ماذا ودعاءه مستجاب أن يكون بهذا القدر، قال حماد: حججت 48 سنة وهذه داري وقد رزقتها وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي وهذا ابني وهذا خادمي قد رزقت كل ذلك فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ثم خرج بعد الخمسين حاجاً فزامل أبا العباس النوفلي فلما صار في موضع الإحرام دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله فغرقه الماء رحمه الله. عاش إلى وقت الرضا وتوفي سنة 209 وهذا متفقٌ في كلماتهم، سؤال: كم عندما توفي عمره؟ صرحوا وبكلمة واضحة وكان من جهينة وكان أصوله كوفيا ومسكنه البصرة وعاش نيف و70 سنة ولنفترض هذا النيف لا خمسة وستة ولا سبعة فليكن تسعة، فكم عمر 79 سنة، تعالوا معنا 209 ننقص منها 79، إذن ولادته 130 من الهجرة شهادة الإمام 148 فإذا فرضنا آخر يوم من شهادة الإمام الصادق إذن عمره كم 18 سنة، فكيف 60 و70. والشواهد كلها تشير إلى هذا المعنى أن عمره لم يكن كثيراً، إذن القرينة الأولى أن ما تقوله الرواية وهو أنّه تأتي عليه ستون أو سبعون سنة فما يقيم صلاةً واحد بحدودها تامة هذه قرينة تاريخية على عدم صحة هذه الرواية.

    القرينة الثانية: أهم الأحكام التي وصلت إلينا هي من كتاب الصلاة لحريز، كما يقول السيد الخوئي وغيره أيضاً، في معجم رجال الحديث ج4 ص249 حريز بن عبد الله رقم الترجمة 2637، قال له: كتاب الصلاة كبير وآخر ألطف منه وله كتاب النوادر، كتاب الصلاة: هذا كتاب الصلاة الذي هو لحريز بن عبد الله الراوي الوحيد له حماد بن عيسى، ولذا يقول فأما الكبير فقرأناه على فلان… وعلى فلان… قال قرأت على حماد بن عيسى قال قرأت على حريز، إذن كتاب الصلاة لحريز من الراوي له حماد بن عيسى الجهني. هذا ثانياً.

    ثالثاً: كل أحكام الصلاة بآدابها وواجباتها وموانعها موجودة في أي كتاب؟ في كتاب حريز. يعني حماد بن عيسى كل آداب الصلاة وأحكامها وفروعها يعرفها أو لا؟ شاهد يوجد في هذه الرواية، وهو أنّه قال: تحسن أن تصلي؟ قال سيدي إني أحفظ حريز في الصلاة. وكل أحكام الصلاة نحن نأخذها من حريز. إذن لماذا الإمام يقول له لا تعرف الصلاة. حافظ كتاب الصلاة ويعرف الصلاة ماذا هل هو مجنون ليصلي أمام الإمام غير ما حفظه عن حريز. قال: أحفظ كتاب حريز في الصلاة. قال: لا عليك قم فصلي، إذا كان هو الذي نقل إلينا هذه فهل هو مجنون لا يراعي آدابها وأحكامها وفروضها. والمفروض أن عمره 60ـ70 سنة وليس طفل. إذن القرينة الثانية يبين لنا أنّه لا يمكن أن يكون حماد بن عيسى لا يحسن الصلاة.

    القرينة الثالثة: واردة في النجاشي وهذا هو الذي ينسجم كاملاً مع سنه في رقم الترجمة 370 الرواية حماد بن عيس أبو محمد الجهني مولاً وقيل عربي أصله الكوفة سكن البصرة وقيل أنّه روى عن أبي عبد الله 20 حديثاً وأبا الحسن والرضا عليهما السلام ومات في حياة أبي جعفر الثاني ولم يُحفظ عنه رواية عن الرضا ولا عن أبي جعفر عليهما السلام يعني لا الجواد ولا الرضا، وكان ثقةً في حديثه صدوقاً قال سمعت من أبي عبد الله عليه السلام 70 حديثاً، إذا كان معاصراً للإمام الصادق 50ـ60 سنة لماذا يحفظ عنه 70 حديث، فلم أزل أُدخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه 20، شككت بالـ 50 الإضافية أنا سمعتهم من الإمام الصادق أو لا؟ وهذا يؤيد أن هذا الشك كان في أُخريات حياته وإلا هو في أوائل شبابه وصباه سامع هذه الروايات يعني عمره 14ـ17 سنة كما هو المقتضى إذن كان يشك فلم ينقل عن الإمام الصادق أو لم يطمئن بصدور روايات إلا 20 رواية، وقد جمع هذه الحميري في قرب الإسناد على فرض الكتاب له كما تعلمون كلام كثير في قرب الإسناد للحميري، مؤسسة آل البيت ص15 الرواية: قال: عن حماد بن عيسى البصري الجهني قال: سألتُ أبا عبد الله رقم 48ـ49ـ50ـ51 بالضبط إلى رواية 65 يعني 19ـ20 نقلها هنا وهذه هي الروايات التي يقول كنت مطمئن ولا يوجد فيها أية رواية عن ماذا؟ وقفت أمام الإمام و…، تقول لي الآن سيدنا إلى ماذا تريد الوصول في النتيجة؟ أولاً هذه الرواية على الأقل لا تقول السند أعلائي ثم ماذا إذا كان السند أعلائي هذا هو الفارق بين المنهج السندي والمنهج المتني، المدار على المتن خصوصيات المتن ما هي وإلا السند بما هو سند لا دليل على أنّه دائماً ينتج. النتيجة ماذا عندما نراجع الروايات نجد بأنه هناك نصوص كثيرة ينقلها إبراهيم بن هاشم عن حماد بن عيسى أي 20 أي 50 أي كذا كيف تنسجم مع هذا الذي يقوله النجاشي أنا لم أحفظ عن الإمام الصادق طبعاً إذن لا أريد أن أقول كلها موضوعة حتى لا نكون متطرفين على الأقل تضع عندها علامة استفهام كبيرة أنّ هذه قد صدرت أو مجعولة على لسان حماد بن عيسى له ماذا هو صحيح أعلائي هو معتبر إذا قالوا قال حماد بن عيسى الناس يقبلون فإذن الواضع والجاعل عندما وضع الروايات في الأصول التي عندنا جعل السند مسند إلى من؟ إلى حماد بن عيسى وهذا هو الذي قلناه مراراً وتكراراً أن الذين جعلوا الروايات في أصول وأتباع أئمة أهل البيت لم يجعلوا لها أسانيد ضعيفة أو مكذوبة من رواةٍ كذابين وضاعين وإنما بالإضافة إلى المتن جعلوا له سنداً معتبراً. ولذا أنا أنصح من باب فقط المراجعة: الشيخ محمد باقر البهبودي في معرفة الحديث من ص351 يقول نموذج الموضوعات على الثقات، هؤلاء ماذا فعلوا؟ ليس فقط وضعوا متناً كاذباً، أنت بمجرد تأتي إلى السند وتجد السند من الكذابين بعد تقبل الرواية أو لا؟ أنا لا أتصور أن الذي وضع كان جاهلاً، هو الجاهل مسكين أين يستطيع أن يضع رواية الذي يضع الرواية ولأي غرض دنيويٍ أخرويٍ اجتهاديٍ لابدّ أن يكون من أهل العلم الذين وضعوا المذاهب والديانات وكذا… كلهم من أهل العلم وليس من أهل الجهل ولذا أنتم تقرؤون الآن في الكتب الملل والنحل هذه النحل من وضعها بقال وحمال لا والله علماء وضعوها هذا الذي يريد أن يضع يضع متناً بسندٍ كله من الضعفاء ماذا مجنون يضع رواية بسندٍ كلهم من الصحيح الأعلائي، تقول هذه كيف حدثت، حدثت في ذلك الزمان الذي لا توجد فيه طباعة الأصول الأربعمائة ما تصبح تستنسخ ولذا كانوا يأتون إلى زرارة وإلى حماد بن عيسى يأخذون الكتاب منه ويستنسخوه فعندما يستنسخ نسخةً منه إما يضيف عليه عشرة روايات ثم يكثر ويوزع، وذلك المسكين لا يعلم أو لعله يرجع وهذا ثابت في التاريخ أن النسخة المتلاعب بها يرجعها إلى صاحبها وهو يعلم ما أُضيف إليها وعندما يموت يأتون أولاده يقولون هذا أصلٌ لحماد بن عيسى هذا أصلٌ لفلان… هي الأصول الأربعمائة ومن هنا أنتم تجدون أن الذين كانوا يحتاطون مباشرة يأتون بأصولهم ويعرضوها على الأئمة والإمام عندما يقرأ، هذه روايات معتبرة في معرفة الرجال قال يونس وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ووجدت أصحاب أبي عبد الله متوافرين فسمعت منهم وأخذت كتبهم يعني الأصول الأربعمائة، يعني كتبهم ماذا؟ كتب الأصحاب، ما هو الأصل؟ هذه التي يصطلح عليها الأصول الأربعمائة ما هي؟ هي التي أخذها مباشرة الأصحاب من الإمام وكتبوها وإلا إذا نقلوها بعد هذه لا تسمى أصلاً. قال وأخذتُ كتبهم فعرضتها من بعد على أبا الحسن الرضا (يونس بن عبد الرحمن يقول) لأنّه قرأتها فلم أعقل أن الإمام الكاظم هكذا يقول، الإمام الصادق هكذا يقول… يقول فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبد الله الصادق، وقال لي إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله الصادق… الرواية الثانية والتي هي أهم من هذه وعنه عن يونس عن هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبد الله الصادق كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي (الآن أنّه يتعمد لأنّه غالي إما يتعمد لأنّه زنديق إما يتعمد لأنّه يتقرب إلى الله لا أدري لأي سبب وليس جهلاً وإنما كان يضع الحديث) ويأخذ كتب أصحابه (أصحاب الإمام الصادق) وكان أصحابه (أصحاب المغيرة بن سعيد) المتسترون بأصحاب أبي مجموعة من أصحاب المغيرة بن سعيد كانوا يعملون أنفسهم ماذا؟ مندسين يعني طابور حديثي وسط أصحاب الإمام الصادق، وكان أصحابه المتسترون بأصحاب أبي يعني أصحاب الإمام يعرفون هؤلاء أو لا؟ لا يعرفونهم، يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة فكان يدس في الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي، وهذه ليست رواية وروايتان حتى تقول هذه آحاد كيف نسقط بها رواياتنا، الآن تقول لي الكافي الطوسي المفيد. أقول: نعم، اشتغلوا كثيراً وكثيراً أجهدوا أنفسهم ولكن هذا الحديث أين أنت من أوائل من القرن الثاني أين نحن من القرن الخامس 300 سنة فاصلة، الشيخ الطوسي وفاته 460 من الهجرة الإمام الصادق وشهادته 148 الفاصل 310 من السنين ثلاثة قرون، فكم يريد أن يحقق، أتصور الآن نحن في زماننا كثير من التراث الذي تركه الإمام الخميني لولا هذه اللجنة التنظيمية لكان وقع التلاعب به وهو معاصر لنا وكل أدوات الحفظ موجودة فما بالك في ذلك الزمان وثلاثة قرون فما بالك نوصل إلى المجلسي القرن الثاني عشر فما بالك نصل إلى النوري القرن 13 و14 يقول الرواية هؤلاء لم يروها أنا رأيتها، القرن الثاني أين والرابع عشر كيف وصلت إليك وكيف اطمأننت أن هذه الرواية موجودة، هل يوجد أحد يريد أن يطمأن إلى دينيه يستند إلى مثل هذه الروايات التي فيها هذه المشاكل، كيف يأخذ دينه منه ويتعبد ويدين الله بها يوم القيامة، قال فيدفعونها إلى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه، هذه بعد أن أضاف أو أنقص ما يريد فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة. فكل ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذلك ما دسه الغيرة بن سعيد. ولذا تجد الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام في عيون أخبار الرضا ج1 ص272 في الباب 28 ما جاء عن الإمام علي بن موسى الرضا من الأخبار المتفرقة رقم الرواية 63، وهذه الرواية: قال يا ابن أبي محمود إن مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا، وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلو، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا. هذا الذي نستند إليه بعد كتاب البدعة وكتاب الاستغاثة ومطاعن فلان… وغيرها، على الأقل احتمال تحتمل أو لا؟ لماذا فعلوا ذلك: قال فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربويتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا ولذا الإمام سلام الله عليه لا يمنع بأنه أنت تقول الآية القرآنية قالت: {…أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (هود: 18) و{…أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة: 159) ليست مانعة تلك عناوين عامة نعم المشكلة أين؟ في المصاديق في الأسماء هنا المشكلة وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عز وجل: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ…} (الأنعام: 108) والرواية موجودة ومعتبرة في روضة الكافي أوّل رواية وهي رسالة من الإمام وجهها إلى شيعته، قال: ومن أظلم ممن استسب الله فينا. لماذا؟ هؤلاء كيف يسبون الله؟ يقول لا هؤلاء لم يسبوا الله بل يسبوا أولياء الله فهو سبٌ لله، من حارب ولي لي فقد حاربني ومن سب ولي لي فقد سبني، من سبني فقد سب الله، الإمام يستدل بهذا الاستدلال وليس مقصودنا أنّه يسبون الله وإنما يسبوا أولياء الله. يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا، بعد واضح ما هو اليمين والشمال، يعين الغلو والتقصير ومثالب أعدائنا بأسمائهم هذا اليمين والشمال فالزم طريقتنا فإنه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه، يا ابن أبي محمود أحفظ من حدثتك به فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة. إذن فتحصل إلى هنا: هو أنّه لا إشكال أن هناك روايات موضوعة ومجعولة مدسوسة في الأصول الأربعمائة، وأضيفوك نغمة وهو أنّه إذا تم أنّ هناك روايات موضوعة مجعولة مدسوسة فسوف يتشكل منها علمٌ إجمالي على الأقل أن هذه الروايات ماذا؟ في خبر حجية خبر الواحد واحدة من أدلتكم لإثبات حجية خبر الواحد نقطع أن بعض هذه الروايات صادرة إذن لا يمكن أن نرميها جانباً هنا بنفس الشكل في العلم الإجمالي إلا أن ماذا نفعل يقول علم إجمالي بوجود الموضوعات فلابدّ من انحلال العلم الإجمالي وهو تشخيص الموضوعات حتى نطمأن لباقي الروايات أما ما لم نشخص الموضوعات والمدسوسات والتشخيص لا يتم سندياً كما يريد أن يفعل السيد الخوئي ومن تبعه لأنّه الآن اتضح لكم من خلال النموذج وهو أنّه السند صحيح أعلائي ولكن ينفع أو لا ينفع. تمت الكلام تأتي والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/08/26
    • مرات التنزيل : 1807

  • جديد المرئيات