نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة(138)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في النظرية الرابعة التي هي المختارة عندنا في مرجعية القرآن أو بالتعبير الدقيق القرآن أولاً. يعني أننا إذا جئنا إلى أي مفردة دينية سواء كانت عقدية أو أخلاقية أو تاريخية مرتبطة بالسنن أو كانت فقهية في المقدمة علينا أن نرجع إلى القرآن، ماذا نفعل في القرآن؟

    الجواب: نأتي إلى القرآن، بحسب المنهج الذي اخترناه في فهم القرآن، قلنا فيما سبق لكي نفهم القرآن يوجد منهجان أو أسلوبان الأسلوب التجزيئي والأسلوب الموضوعي، وقلنا أنه لا يوجد أحد ممن يعرف القرآن يمكنه أن يستند إلى الأسلوب التجزيئي محال عملياً. ولذا تجدون أن كل أولئك الذين تكلموا في القرآن إذا أشكلوا بإشكال على سبيل المثال في التوحيد وقالوا أن الآيات دالة على التجسيم مباشرة ذهبوا إلى قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} الذي يقول أن الله يروى ماذا تجيبه تقول الله يقول لا تدركه الأبصار الله يقول ليس كمثله شيء وهكذا وهذا معناه أنك فهمك لهذه المفردة فهم تجزيئي لو فهم موضوعي، موضوعي يعني مجمل الآيات المتعلقة بمفردة من المفردات وباب من الأبواب نأخذها من القرآن وعند ذلك نعرض أي رواية على هذا الأصل أو الأصول أو الأطر أو المذهب الذي انتهيت إليه قرآنياً.

    إذن أبين النظرية بالنحو التالي: وهو أنه في كل مفردة من المفردات التي عرض لها القرآن قلنا بالأمس أن هناك أمورٌ عرضها لها القرآن أو لا؟ لا علاقة له بهذا وإذا عرض لها عرض بشكل هامشي وإلا بنحو أصالي وأصلي وبالذات لم يعرض لها القرآن. القرآن ليس كتاب فيزياء أو كيمياء أو… القرآن كتاب هداية للبشر إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، هذا هو القرآن، الآن لا يقول لي أحد أن هذه للتي هي أقوم الإمام الصادق يقول يهدي إلينا نعم مصداقٌ من مصاديقها بل أتم المصاديق وأوضحها. هذا مو تفسير الآية هذه من الأخطاء الشائعة، مو تفسير الآية القرآن يهدي أولاً نعم أحتاج إلى أهل البيت لماذا لفهم القرآن وسيأتي إن شاء الله. إن دور أهل البيت دور الارجاع إلى القرآن وفهم القرآن سيأتي دور السنة الآن خلينا نفهم دور القرآن.

    إذن نأتي إلى القرآن ونقف على الأسلوب التجزيئي ثم الأسلوب الموضوعي وقلنا فيما سبق أن هذا التجزيئي في قبال الموضوعي خطأ بل الموضوعي في طول التجزيئي يعني أنت عندما لم تفهم الآيات تجزيئياً لا يمكنك أن تفهما موضوعياً فالموضوعي في طولي التجزيئي.

    وحيث أن القرآن كتابٌ على مستوى القوانين الدستورية، هذه القوانين الدستورية ما هو دورها الأساس، دور القوانين الدستورية هو أنه في كل باب من أبواب الاحتياجات الإنسانية يضع الضوابط العامة والكلية، يعني في باب التجارة ما هي القواعد في باب الأسرة كذلك وهكذا… مثلاً في باب الاقتصاد هل الاقتصاد رأسمالي أو شيوعي ماركسي اشتراكي أو مختلط، هل هو تقوم به الدولة أو تقوم به ماذا الجهات المختصة يعني الأفراد العاديين وليس الدولة، أيهما، يأتي القانون الدستوري يضع مجموعة ضوابط يقول ترى اقتصادنا لا رأسمالي ولا اشتراكي بل هو مختلط أما تفاصيلها يوكلها إلى مجلس الشورى.

    القانون الدستوري يضع مجموعة القواعد والأطر العامة ويوكل التفصيل للجهات المشرعة وهنا يأتي دور السنة، دور السنة ما هو؟ أن يضع الأطر العامة للقوانين لو أن يشرع ضمن الأطر التي وضعها القرآن الكريم؟ لم تعطى صلاحية وضع الأطر العامة لأحدٍ حتى لخاتم الأنبياء هذه صلاحية ربُ العالمين، إن الحكم إلا لله. تقولون عندما نراجع القرآن (خذها مني قاعدة لعلك لا تجدها في مكان آخر) نجد ليس فقط تعرض إلى الأطر والقواعد العامة كثير من القضايا التفصيلية أيضاً تعرض لها. شكد عندك أحاكم منها أحكام القواعد من النساء وهكذا…. الجواب: هذه الأحكام التفصيلية مرتبطة بزمانها ومكانها هذه ليست من الأطر العامة ولهذا أنت كمفسر لابد عندما تأتي إلى القرآن تميز بين القانون الدستوري وبين القانون التفصيلي لا تخلط أحدهما بالآخر. القرآن الكريم عرض للأمرين لماذا لأنه كان كتاب يريد أن ينير المجتمع الإسلامي إذن في جملة من الأحيان كان ينزل قوانين ما هي؟ هذه القوانين التفصيلية مرتبطة بحوادث مؤقته هذه الحوادث التفصيلية بشأن النزول ولكن القرآن نزل فيها قاعدة ومادة كلية وقانون دستوري.

    إذن إذا أردت أن تدخل إلى باب الاقتصاد الإسلامي فعليك أولاً أن تستكشف وتكتشف المذهب الاقتصادي الإسلامي في القرآن ثم تاتي إلى السنة وتسير في ضوء وفي إطار وفي ظلال ذلك المذهب.

    سؤال: أن القرآن يبني على العدالة الاجتماعية أو يبني على أساس العدالة الفردية، أنت أولاً لابد أن ترجع إلى القرآن تقول: أنا استكشفت من القرآن أن النظام الذي يريده في المجتمع قائم على أساس النظام الاقتصادي الذي يريده لابد أن يكون قائم على أساس العدالة الاجتماعية. فإذا انتهيت إلى أن القرآن يؤسس إلى العدالة الاجتماعية وأنها الأصل إذن كل رواية صحيحة أو ضعيفة مستفيضة أو آحاد متواترة آحاد لا فرق إذا تعارضت من العدالة الاجتماعية معارضة للقرآن أو موافق؟ اضرب بها عرض الجدار. إذن على هذا الأساس تعالى معي إذا جاءت رواية صحيحة السند أعلائية مستفيضة متواترة قالت: الناس مسلطون على أموالهم، أنا هذه الحنطة التي أملكها أريد أن أبيعها بعشرة أضعاف، تقدر أن تتمسك بالناس مسلطون على أموالهم أو لا؟ الجواب: إذا صار بناءك أن الحقوق الفردية مقدمة مسلطة، أما إذا كان بنائك العدالة الاجتماعية يمكن للفقيه أن يقول بالتمسك بإطلاقها أو لا؟ الجواب: يضرب بعض الحائط لو أصل الرواية لو إطلاق الرواية مو نقول الأصل يكدر إلا إذا أضر عودك الولي الأمر يدخل بالعنوان الثاني ويلزم أمامه حتى تقوم قيامة العلماء والحوزات، واويلاه اشلون يصير هذه أموال الناس هذا غصب، أصلاً هو ما له حق كان أصلاً إطلاق ما كو بالدليل أصلاً هكذا لم يعطى للإنسان أن يحتكر ولو على حساب مصالح المجتمع هكذا حق لم يعطى. حتى نحتاج إلى أن نقيده. أنت كمجتهد أو عالم دين لو رؤيتك للدين رؤية نابعة من الفرد وحقوق الفرد ومصالح الفرد ماذا تقول الاحتكار جائز الغش جائز…. إلا إذا ضر بالآخرين عودك ولي أمر المسلمين يلزم أمامه. لأن الأصل عندك الحقوق التي لابد أن تحفظ حقوق الفرد وهذه حقوق.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2013/08/26
    • مرات التنزيل : 1137

  • جديد المرئيات