أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
هذه الرواية كما ذكرنا بالأمس أنها منقولة بعدة مصادر يشير إليها المجلسي في بحار الأنوار المجلد 25 كتاب الإمامة باب جامع في صفات الإمام وشرائط الإمامة ينقل الرواية عن الكليني وعن الأمالي وعن الاحتجاج وعن تحف العقول وعن الغيبة للنعماني. طبعاً نفس وجود هذه الرواية عند أعلام متعددين وجميعهم أو بعضهم يصرح لا ينقل إلا ما صح عنده هذا يعطي قيمة للرواية وليس فقط عندنا حتى عند السنة، عند السنة هذه القاعدة موجودة وعندنا أيضاً موجودة عمل عليها كثيرٌ من علمائنا وهو أن الناقل للرواية هل شرط على نفسه في مقدمة كتابه أنّه لا إلا ما هو حجةٌ بينه وبين ربه أو لم يشترط، فإن اشترط هذا معناه إذن كان صحيحاً لكن الآن ليس بالضرورة صحيحاً عندنا ولكن يعطي قيمة للرواية وأنتم تعلمون عموم هؤلاء يعني من الطبرسي والأمالي وعيون أخبار الرضا والغيبة هؤلاء عموماً التزموا في مقدمة كتبهم أنهم لا ينقلون إلا الآثار الصحيحة. انظروا الكليني في مقدمة كتابه هناك في ص16 من المقدمة يقول: وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتابٌ كافٍ يجمع فيه من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المستشرد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام، أنت طلبت مني أن أعطيك كتاباً فيه فقط الآثار الصحيحة والسنن القائمة التي عليها العمل وبها يؤدى فرض الله عز وجل وسنة نبيه وقد يسر الله وله الحمد تأليف ما سألت. الآن قد تختلف معه ولكن ليس مهم لكن هذه شهادةٌ من عالمٍ محقق في علم الحديث يقول الرواية صحيحة فإذا انضم إليها الطوسي، الصدوق، النعماني، وهكذا… هؤلاء كلٌ يعطي قيمة للرواية. وهذا بخلاف ما لو لم يشترط صاحب الكتاب على نفسه إيراد الصحيح على نفسه لا بعد لا يعطي أي قيمةٍ لنقل الرواية في الكتاب، إذا قال أنا ليست مسؤولاً أنا كل ما وصل إليّ انقله إليك والعهدة على الناقل بعد نقله في كتابه له قيمة أو ليس له قيمة، ليس له قيمة. وهذا هو ما صرح به الطبري في مقدمة تاريخه يقول: ننقل كما نقل إلينا. أمّا بخلافه عندما تأتي إلى صحيح البخاري فواضح لماذا سمي البخاري بصحيح البخاري لأنّه اشترط والواقع على مبانيه التي اشترط التزم بها ولهذا صار صحيح البخاري، وإن كان هناك مجموعة من الإشكالات ومجموعة من الضعفاء قد يصلون إلى 80 في الكتاب ولكنه مجموع الروايات على المباني الضعيفة صحيح مسلم أيضاً كذلك، ولكن هذا لا يؤثر على المجموع الكلي. وهذا أيضاً ما التزم به أحمد في مسنده قال: فما اختلف فيه فارجعوا إلى هذا المسند فإن وجدتموه وإلا فليس بحجة يعني أنا الذي أوردته هنا هو الحجة بيني وبين ربي بغض النظر أنّه بعد ذلك شعيب الأرنئوط أو أحمد الزين أو الألباني وافق مسند أحمد أو لم يوافق، هذا ليس مهم أريد أن أتكلم عن أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل ملتزم ما يريد إلا الآثار الصحيحة التي هي حجة بينه وبين ربه، هذا يعطي قيمة إلى هذه الرواية مضافاً إلى ما أشرنا إليه بالأمس وهو:
أولاً: ورود الرواية في الأصول المعتبرة.
ثانياً: أنّه تفقير النص. كل مقطع من هذه المقاطع يوجد عليه ألف دليل ودليل.
ولهذا نحن حتى أولئك الذين ناقشوا في زيارة الجامعة الكبيرة بأن سندها غير تامٍ قلنا لا يؤثر كثيراً لماذا لأنّه كل فقرة من فقرات زيارة الجامعة الكبيرة واردة في روايات أخرى صحيحة نعم المجموع ليس وارد ليس مشكلة، هذه الفقرة واردة في فلان رواية صحية وتلك في فلان رواية صحيحة فالمجموع يكون صحيحاً. إذن هذه الرواية من الروايات التي يمكن الاطمئنان بصدورها.
الرواية كما أشرنا وهي 527 من أصول الكافي قال: وأقام لهم علياً علماً وإماما.
سؤال: الآن ما هو دور عليٍّ سلام الله عليه ووَلَدَه من بعده وليس ولّدَهُ الصحيح وَلَدَهُ ما هو دور عليٍّ وأولاده من بعده ذاك بحثٌ آخر لأنّ الرواية تقول بأنه هو ما ترك شيئاً يحتاج إليه الأمة إلا بينه إذن ما هو دور علي عليه أفضل الصلاة والسلام، هذا إن شاء الله تعالى بعد أن ننتهي من النظرية هنا نأتي إلى دور السنة إذن ما دور السنة إذا كان المدار المرجعية الأولى للقرآن الكريم فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ليس فقط ردنا، لا… لأنّ القرآن يقول أكملت لكم دينكم ومن رد كتاب الله فهو كافر به، الآن الإمام بعد أن بيّن مسألة الإمامة وأن مسألة الإمامة هي من الدين قال: وأمر الإمامة من تمام الدين، هذه إشارة أن الإمامة أمرنا أو أمركم؟ بأن الدين منا أو منكم؟ من يضع حدود الدين الله أو أنتم؟ إذن والإمامة وأمر الإمامة من تمام الدين إذن الإمامة أمرنا عهدنا أو أمركم وعهدكم؟ بعبارة أخرى حداثوية الإمامة عقد اجتماعي بين الأمة وبين الإمام أو عقد بين الله وبين الإمام، ولذا تجدون القرآن الكريم بشكل واضح وصريح قال: {لا ينالوا عهدي} هذا ليس عهدكم هذا عهدٌ بين وبين الإمام وليس عهد بين الأمة وبين الإمام، لا. ومنها تسقط آية الشورى لأنّ آية الشورى ماذا قالت: {وأمرهم شورى بينهم} والإمام أمركم أو أمرنا إذن لا علاقة للشورى، خلص انتهت القضية. إذن ما يرتبط باموركم انتخبوا اعملوا ديمقراطية واقعية او غير واقعية هذا تابع لكم نحن ليس لنا علاقة بها، نحن نتكلم عما هو من شأننا والإمامة من شأنكم أو من شأننا، انتهت القضية تسقط قضية الشورى لأنّ الآية المباركة صريح قالت: {وأمرهم}، ولكن الإمامة ماذا… أي إمامة ليست إمامة عصر الغيبة إمامة القرآن، أنا أتكلم عن إمامة القرآن، أنا أتكلم عن الإمامة الإبراهيمية يعني الإمامة القرآنية. الآن سيدنا هذه الإمامة في عصرنا… الإمام… الإمام ما هي؟ ذاك بحثٌ آخر في محله. لابد أن نبحث أي شروط مرتبطة بها وأي شروط غير مرتبطة بها. الإمام سلام الله عليه بعد أن بين أن هذه الحقيقة، الآن عندما صارت الإمامة من أمر الدين قال: هل يعرفون قدر الإمامة محلها من الأمة، زين كيف يستطيعون أن يختاروا فيجوز فيها اختيارهم إن الإمامة ـ الإمامة التي هي من أمر الدين الإمامة القرآنية وليست إمامة عصر الغيبة ـ إن الإمامة أجل قدراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماماً باختيارهم. مع أن هذه الإمام التي لدينا خو هي قابلة بين وبين الناس تجتمع لجنة معينة جهة معينة مؤسسة معينة وتنتخب إمام ليس فيها مشكلة هذه، الآن هذه الإمامة التي هي أعلى جانباً وكذا انظروا الإمام كيف تسلسل ليصل إلى عليٍّ، يقول: إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة إذن المرتبة الأولى مقام النبوة أعلى منها مقام الخلة وأعلى منها مقام الإمامة، وهذا ما يستفاد من القرآن قلنا صريحاً نستفيد منها داخلية وخارجية أن الإمام الإبراهيمية أعلى من نبوته، وفضيلةً شرفه بها مع أنّه كان نبياً من أنبياء أولي العزم وخليلاً ولكنه مع ذلك شرفه بالإمامة، عجيب أي مقامٍ هذا، رواية موجودة عن الإمام الرضا سلام الله عليه يقول: اللهم صلِ (عندما يأتي إلى الخاتم) على من شرفته الصلاة بالصلاة عليه، ليس لرسول الله الشرف لأنّه يصلى عليه بل للصلاة شرف أن يصلى بها عليه عليه أفضل الصلاة والسلام، أي مقامٍ هذا أو الله صلى عليه ليس شرف لرسول الله شرف الصلاة التي صليّ بها على خاتم الأنبياء، هذا المجهول الغائب في أوساطنا، من هو رسول الله يكفيك أن تعلم أن علياً أنا عبدٌ من عبيد محمد، هذه ليس مجاملات علي يقول أفضل الأولين والآخرين أفضل من إبراهيم وموسى وعيسى، بالقطع واليقين لا يوجد شك عندي في هذا. يقول أنا عبد من عبيد محمد، ذاك بحث آخر. إن الإمامة خصه الله بها وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره، يعني أشاد بالإمامة ذكرى إبراهيم فقال إني جاعلك للناس إماما، انظروا الإمام من أين بدأ وأين يريد أن ينتهي، إني جاعلك للناس إماما فقال الخليل سروراً بها ومن ذريتي لم يطلب النبوة ولم يطلب الخلة وإنما طلب الإمامة لأنّه يعرف محتواها، سروراً بها ومن ذريتي قال الله تبارك وتعالى لا ينال عهدي الظالمين، قال فابطلت هذه الآية إمامة كل ظالمٍ إلى يوم القيامة، كل ظالمٍ لا يحق له، وليس كل من كان ظالماً، لا… كل ظالمٍ ومن كان ومن يكون سبقه متلبس بالمبدأ ليس متلبس بالمبدأ، المهم أنّه أبطلت إمامته إلى يوم القيامة هذه الإمامة الإبراهيمية لا تكون لأحد يعني لا تكون لأحد ألبس إيمانه بظلمٍ ولو آنٍ ما. وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة التفتوا إلى العبارتين المتكلم هو الإمام الرضا سلام الله عليه يأخذ عنوانين عنوان الصفوة اصطفيانا وعنوان الطهارة إنما يريد ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. فقال: ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين فلم تزل في ذريته. لأنّ الذرية الإبراهيمية انقطعت أو مستمرة، بنص القرآن الكريم والروايات المجمع عليها بين المسلمين أن ذرية الإبراهيمية أنقطع نسله أو نسله باقي، ولذا قال وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه، ولذا سمي بقية الله لم يسمى الإمام الثاني عشر جزافاً بقية الله لأنّه هو الكلمة الباقية القرآنية. هذه الكلمة التي أرادها، ولذا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فلم تزل في ذريته يرثها بعضٌ عن بعضٍ، هذه الوراثة المعنوية وليست الوراثة المادية وليست النسبية وليست الجسمانية وليست الفقهية ثم أورثنا الكتاب أليس القرآن يقول ثم أورثنا الكتاب خو الكتاب لا يورث إرثاً فقهياً هذا الإرث المعنوي ثم يرثها بعضٍ عن بعض قرناً فقرناً حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله، ولذا كان يفتخر سيد الأنبياء والمرسلين كان يقول أنا دعوة أبي إبراهيم سلام الله عليه لأنّ إبراهيم عنده كثير من الدعوات واستجيبت كلها وأبعث فيهم منهم كلها استجيبت بعض أهل التحليل والدقة في الآيات والتدبر هذه تعلمها إبراهيم من نوح قيل لمؤدبٍ وخلوقٍ ممن تعلمت الأدب قال ممن لا أدب له فوجدت ماذا يفعلون فوجد الأدب في خلافه إبراهيم تعلم هذه المسألة من نوح لأنّه وجد في دعاءه طلب لذريته فصار عملٌ غير صالح فلهذا خاف أن يبتلي بما أبتلي به نوح فلذلك كلما وصل إلى مقام أوّل شيء قال لذريتي، قال حتى أعطاها النبي فقال جل وعلا: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ…} (آل عمران: 68) هذه أي أولوية تعيين أو تخيير من الواضح أنّه هو أولى هذه من قبيل أن النبي أولى من المؤمنين من أنفسهم هذه أولوية التعيين وليس التخيير من أولى أن يرث إبراهيم على طريقة القرآن الكريم كلما جاء ذكره صلى الله عليه وآله أفرده بالذكر آمن الرسول بما أنزل والمؤمنون لا يجعله عام لم يقل والذين آمنوا ويشمل به رسول الله هذه من اختصاصاته ما ذكر بنحو العموم كلما ذكر كرامة وفضل وكمال لابد يفرد خاتم الأنبياء والمرسلين أي مقامٍ هذا وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ولما يتكلم عن الآخرين فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ولكن عندما يأتي إلى الخاتم وما رميت ولكن الله رمى هنا قال للذين اتبعوه إذن واضح عندنا الخاتم تابع لمن لإبراهيم لا إشكال في هذا ولكنه أفرده وهذا النبي والذين آمنوا الآن تفهم من الذين ماذا ما المراد من الذين آمنوا واضح بعد أوصيائه عليهم أفضل الصلاة والسلام والله ولي المؤمنين فكانت له خاصة عند ذلك فقلدها علياً هذا التسلسل، وليس الآية نازلة في علي ما هي علاقتها بعلي علي وارث الإمامة الإبراهيمية وليس الآية نازلة في علي حتى يشكل عليه، فقلدها علياً الآن يقول قائل فقلدها علياً فرد أمر ولائي من رسول الله نصب من وراءه كما يحاول السنة أن يقولوا هذا خصوصاً ابن تيمية والنهج الأموي يقولون بأنه عندما جعله في المدينة هذا كان حكم ولائي، هذا ليس دلالة على الإمامة، قال: فقلدها علياً بأمر الله لا ليس أمره هو فقلدها علياً بأمر الله على رسم ما رضا الله بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته هذا ليس أمر نبوي أو تعيين نبوي هذا تعيين إلهي جعل إلهي على حد جعل النبوة فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم، العلم الذي هو أهم مميزة في الإمامة وليس العصمة العصمة تأتي من ثمرات العلم وليست الملاك الإمامة ملاك الإمامة العلم آتاهم الله العلم والإيمان بقوله {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ…} (الروم: 56) فهي في ولد عليٍّ خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد وإلا لو كانت النبوة غير مختومة هؤلاء لديهم صلاحية أو لا؟ نعم لديهم صلاحية ولكنه بيني وبين الله انتهت بعد ختم الأنبياء إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله فمن أين يختار هؤلاء الجهال هؤلاء أين وهذه الإمامة أين كانوا يختارونها ثم قال الإمام إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول من قال لكم أن الإمامة خلافة رسول الله لا قبل أن تكون خلافة لرسول الله فهي خلافة عن الله إني جاعل في الأرض خليفة خلافة الله وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين سلام الله عليه أصلاً لا تليق الإمامة إلا به فلهذا زانها ولم تزنه فلهذا زينها ولم تزينه ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين فإذن الأصل في الإمامة لمن هي لعلي، وهؤلاء ورثوا جميعاً وإلا ولهذا تجد أنت هذا الخضوع وهذا التصاغر أمام علي من الأئمة وليس من الآخرين الآخرين من فهم منهم علياً حتى يتصاغر أمامه ولهذا عندما يسأل الإمام الصادق سلام الله عليه وباقي الأئمة يقولون أين أنتم من أبيكم أمير المؤمنين فبعضهم يقول كالقطر في البحر، وأما أعمالنا فكل ما كتب لنا فهو في صحيفة أعمال جدنا علي أين السر لا نعلم، قال ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين ثم الإمام يقول: إن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين إلى أن يقول بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد هذا وهو مفتاحٌ لنا بني الإسلام على خمس وما نودي شيء كما نودي على الولاية أنها مفتاحهن ثم الإمام سلام الله عليه يقول أن الإمام أمين الله في خلق، وحجته على عباده وخليفته في بلاده الإمام المطهر من الذنوب والمبرأ من العيوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم إلى قال: وقال الله عز وجل {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد: 24) قبلها أريد أن أبين لك كل الذي بيناه يقول رغبوا عن اختياره وقد راموا صعباً وقالوا إفكاً وضلوا ضلالاً بعيداً ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمامة عن بصيرة {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} (العنكبوت: 38) إذ يظهر أن أولئك الذين نصبوا الخلاف وكانوا ذاك الذي يشك واقعاً لم يرى هذه الرواية رغبوا عن اختيار الله الإمام اختيار من اختيار الله وليس اختيار الرسول. نعم، هو اختيار رسول الله وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (سورة القصص: 68) وقال عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ…} (الأحزاب: 36) وقال: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ *أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} (القلم: 36ـ41) {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد: 24) يعني لو قرأتم القرآن متدبرين لانتهيتم ماذا {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ…} (الإسراء: 9) قال يهدي إلينا لو قرأتم القرآن وأعطيتموه حقه لوجدتمونا مسمين بالقرآن ولكن عينوكم عمياء بصائركم عمياء لا ترون وإلا أيمكن لأحد يقرأ القرآن ولا يرانا نحن أهل القرآن أم على قلوب وهم لا يفقهون قالوا سمعنا وهم لا يسمعون {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (الأنفال: 22ـ23) أم {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا…} (البقرة: 93) بل هو {…فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الحديد: 21) فكيف لهم باختيار الإمام هذه آيات متعددة نرى يقولون ما هو دليلكم القرآن يفسر بعضه بعض هذا هو دليلنا روايات صحيحة معتبرة انظروا إلى الإمام كيف يربط الآيات من شرقها بغربها ليستخرج ماذا أم كيف لهم باختيار الإمام… إلى أن يقول سلام الله عليه قال: لا يدانيه حسبٍ في البيت من قريش والذروة من هاشم والعترة من الرسول والرضا من الله شرف الأشراف والفرع من عبد مناف نام العلم كامل الحلم مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة مفروض الطاعة قائمٌ بأمر الله ناصحٌ لعباد الله حافظٌ لدين الله وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده شرح صدره لذلك وأودع قلبه ينابيع الحكمة وألهمه العلم إلهاما أيضاً رجع الملاك العلم ولا تحير فيه عبد من الصواب فهو معصوم مؤيدٌ هذه من الروايات التي ذكرت بها العصمة وهي قليلة جداً فهو معصومٌ مؤيدٌ موفقٌ مسددٌ قد أمن من الخطأ والزلل والعثار فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو هل يكونوا مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه تعدوا وبيت الله الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون وفي كتاب الله الهدى والشفاء فنبذوه واتبعوا أهوائهم فذمهم الله ومقتهم وأدعثهم فقال {…فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد: 8) وقال كبر مقتاً عند الله وعند الذين آمنوا وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً. والحمد لله رب العالمين.