أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام محمد وآله على الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في كتاب المحاسن للبرقي، قلنا أنّ هذا الكتاب يعدّ من الكتب الأساسية في تراث مدرسة أهل البيت، طبعاً التراث الروائي لمدرسة أهل البيت، ويعدّ كما تعلمون من المصادر الأساسية لكتاب البحار وللموسوعات الحديثية، التي ألفت وصُنّفت في القرن الحادي عشر والثاني عشر في مدرسة أهل البيت، من هنا كان ينبغي أن نقف أوّلاً على المؤلف على المصنف، وأنّه ثقة أو ليس بثقة، وأنّه يمكن الاطمئنان إليه أو لا يمكن الاطمئنان إليه، أشرنا إلى بعض الكلمات في البحث السابق وفي الدرس السابق، وقلنا بأنّه ورد توثيق لشخصه، إلّا أنّه أيضاً قيل أنّه يكثر من الرواية عن الضعفاء والمراسيل، لكن هل هذا يعدّ طعناً فيه؟ يعني أنّ شخصاً لو عرف في علم الرجال في علم الجرح والتعديل، لو عرف بالرواية عن الضعفاء، وأنّه يروي المراسيل، هل يُعدّ هذا طعن فيه أو لا يعد؟ باعتبار أنّه نوع من التدليس؛ لأنه ينقل عن الشخص، وبنينا على القاعدة الرجالية المعروفة أنّ الثقة لا يروي إلى عن ثقة، وقد يتوهم إنّما نقل عنهم هم الثقاة مع أنهم ضعفاء.
الآن نحن بصدد المسألة الأولى، وهي أنّه ثقة في نفسه أم لا، إلى أن انتهينا إلى أن ممن ذكره في الممدوحين ولم يضعّفهم الأصحاب، ابن داود الحلي في كتابه الرجال، من هنا وجدت أنّه لا بأس أن نقف قليلاً عند هذا الكتاب، وهو كتاب ابن داوود الحلي، لأنّه يُعدّ من أهمّ الكتب الرجالية، لكن هل يمكن الاعتماد على هذا الكتاب أو لا يمكن؟ إنشاء الله بحثه سيأتي، ولكن لابدّ أن نتعرّف على أصل هذا الكتاب، وهو مطمئن أن مصنفه هو ابن داوود الحلي، ولا نواجه المشكلة التي كانت في بصائر الدرجات، أو في تفسير علي بن إبراهيم القمي، لا هذا الذي بأيدينا في القرن السابع وأوائل القرن الثامن هذا هو كتاب الرجال لابن داوود الحلي، ما هي خصائص هذا الكتاب، أنا ألخّص فيه؛ لأنه يعدّ من أهم الكتب الرجالية في هذا المجال، حتى أنّ بعض الأعلام عبّر هذه العبارة، يعني في كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، لوالد الشيخ البهائي من الكتب الجيدة في علم الدراية، تأليف شيخ الإسلام عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي، والد الشيخ البهائي، المتوفى 984 هجرية، تحقيق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، في هذه المجموعة التي هي رسائل في دراية الحديث، في الجزء الأوّل، صفحة 470، الأصل الخامس في الزيادة والنقص في السند، يقول: وقد صنّف أصحابنا في أصحاب الأئمة كتباً ذكروا فيها أصحاب كل إمام، ومن لحق منهم إمامين أو أكثر، وكتاب ابن داوود في الرجال مغني لنا عن جميع ما صنّف في هذا الفنّ، إذن الوقوف عند هذا الكتاب ضروري، ما هي خصائص هذا الكتاب؟ هذا الكتاب في المقدمة لابد أن تعرفوا أنّه يمكن اعتباره مرحلة انعطاف في تصنيف كتب الرجال، يعني عندما نأتي إلى الكتب الرجالية، نجد أنّ هناك كتب تُمثّل مرحلة انعطاف جديدة لما في ذلك الكتاب من الخصوصيات المهمة والأساسية.
هذا الانعطاف الذي كل من جاء بعد ابن داوود أيضاً عبّر بهذا الكتاب بهذا المعنى، منهم الشهيد الثاني في إجازة له يقول: علي ابن داوود الحلّي صاحب التصانيف العزيزة والتحقيقات الكثيرة، التي من جملتها كتاب الرجال، سلك فيه مسلكاً لم يسبقه إليه أحد من الأصحاب، هذه في البحار المجلد 108، صفحة 153، هناك في إجازته لوالد الشيخ البهائي يؤكد ويقول: أنّه صاحب التحقيقات، ولكن مع الأسف الشديد أنتم تجدون بأن ابن داوود الحلي أيضاً ليس حاضراً فكرياً رجالياً فقهياً أصولياً في الفكر والعقل الشيعي، لماذا؟ له بحث آخر، مدرسة الحلة من المدارس الأساسية في مدرسة أهل البيت، يعني ابتداءً من ابن إدريس الحلي والعلامة الحلي والمحقق الحلي وابن فهد الحلي، إلى زماننا المعاصر شيخ حسين الحلي، الذي هو من أهم أساتذة وأعلام ومراجع النجف، ولكن لأسباب هؤلاء غيبوا عن العقل الشيعي؛ لأن مدرسة النجف إلي تاريخه يقال: ألف عام تقريباً لا يتبادر إلى ذهن من الأعزة أنها ممتدة ألف سنة لا أبداً نشوؤها قبل ألف عام تقريباً مثل مدرسة قم إلي نشوؤها ما قبل مدرسة البغداد وما قبل مدرسة النجف ولكن انقطعت إلى أن قبل قرن أسست حوزة قم الجديدة ومدرسة النجف أيضاً أصيبت بمثل هذه الآفات، لا يتبادر إلى ذهن أعمق مدرسة أدق مدرسة، أقدم مدرسة، لا ليس أقدم مدرسة هي مدرسة النجف، مدرسة قم وبعدها مدرسة بغداد وبعدها مدرسة النجف، هذا أوّلاً، ثانياً: أنها لم تكن ممتدة؛ لأنها انتقلت من النجف إلى الحلة، ومن الحلة إلى كربلاء، ثم من الكربلاء إلى النجف مرة أخرى، ولكن مع الأسف الشديد لا أعلم ما هي تلك الأيادي التي تريد أن تغيّب كل المدارس العلمية للشيعة، وتبقي على مدرسة واحدة، وهي مدرسة النجف، مع كل احترامنا وتقديرنا لمدرسة النجف العلمية، بعلمائها بمراجعها بمحققيها، ولكن بحمد الله تعالى مدارس أخرى للشيعة الإمامية ليست قليلة، مدارس قوية وفيها أعلام ومراجع وعلماء ومحققين وجهابذة وأساطين لابد أن تتعرفوا عليها، ومن الآن لو يذكر لكم ابن داوود الحلي تعرفون عنه شيء أو لا تعرفون؟ لا تعرفون، مع أنّ كل هذه التعبيرات واردة فيه، وله تصانيف في الفقه نظماً ونثراً، مختصراً ومطولاً، وفي المنطق والعربية، والعروض واصول الدين، نحواً من ثلاثين مصنفاً كلها في غاية الجودة، بالطرق التي له إلى العلماء السابقين إلى آخره، إذن ابن داوود الحلي ليست شخصية مهملة أو على حواشي الشخصيات العلمائية الشيعية في مدرسة أهل البيت، ومنها هذا الكتاب الذي بأيدينا، ما هي خصائص هذا الكتاب:
الخصوصية الأولى: هو أنّه أوّل من قسّم الكتاب إلى قسمين كما أشرنا، القسم الأوّل: من ذكرهم من الأصحاب والممدوحين لم يضعّفهم أحد من الأصحاب، وذكرنا في البحث السابق قلنا عددهم 1744، هذا استقراء جيد جداً.
القسم الثاني: المجروحون والمجهولون، وقد ذكرهم في القسم الثاني وعددهم حدود 565 شخصية.
الخصوصية الثانية: هذا الرجل في آخر القسم الأوّل وفي آخر القسم الثاني ذكر مجموعة من الفصول: الفصل الأوّل، الفصل الثاني، الفصل الثالث، الفصل الرابع إلى آخره، في آخر القسم الأوّل ذكر خمسة أو ستة فصول، وفي آخر القسم الثاني ذكر حدود 15 أو 16 فصلاً، وعندما ندقّق في هذه الفصول نجد أنّه أوائل تشكل القواعد الرجالية؛ لأنّه قبل ذلك لم تكن عندنا قواعد رجالية، كيف تكون لنا قواعد أصولية قواعد فقهية قواعد فلسفية قواعد تفسيرية، عندنا قواعد رجالية، هذه البذرة وضعت في هذه الفصول التي أشار إليها هذا الكتاب، في القسم الأوّل في صفحة 384 يشير إلى مجموعة من الفصول، مثلاً: في آخر القسم الأوّل أجمعت العصابة على ثمانية عشر رجلاً، فلم يختلفوا في تعظيمهم، غير أنّهم يتفاوتون ثلاثة درج، الدرجة العليا الستة منهم أصحاب الباقر أجمع على تصديقهم، الدرجة الوسطى فيهم ستة أجمعوا على تصحيح ما يصح منهم، وأقرّ لهم بالفقه، وهم أصحاب الصادق، الدرجة الثالثة وأجمعوا فيها تصديقهم هم جميل فلان إلى آخره، وافقههم جميل هذه قاعدة رجالية وهم هؤلاء ثمانية عشر.
الفصل الثاني: في ذكر جماعة قال النجاشي أنّهم ثقاة في روايتهم، مع أنّ مذاهبهم مضطربة غير صحيحة.
الفصل الثالث: في ذكر جماعة قال النجاشي في كل واحد منهم إمّا ليس بذاك أو لا بأس به، أو قريب الأمر، أوردتهم كما يلي.
الفصل الرابع: في ذكر جماعة ضبطت روايتهم بالعدد، علي بن يقطين لم يروى عن الصادق حديثاً، وهكذا، والفصل الخامس، والفصل السادس وهكذا.
وعندما يأتي إلى آخر القسم الثاني في صفحة 528 هناك أيضاً يشير الفصل الأوّل، الثاني، الثالث: في ذكر جماعة من الواقفة ذكرتهم كذا وفي ذكر جماعة حدود 16-17 فصل يشير إليها، وهذه صارت هي المنشأ للقواعد الرجالية بعد ذلك، وبعد ذلك كل من جاء حاول أن يستند إليها ويوسّع هذه الخصوصية الثانية، الخصوصية الثالثة هو أنّه أوّل من رمز إلى الكتب بحروف، هذه الظاهرة لك تكن موجودة عنده، يعني عن الكشي قال ك ش، عن النجاشي قال ن ش، أو ن ش ج مثلاً، عن الفهرست قال س ت، وهكذا، وهذه صارت منشأ، من جهة كانت مفيدة للاختصار، ولكن من جهة وقعت أخطاء كثيرة فيها، فإما من النساخ وإمّا من الطباعين إمّا إلى آخر بدل كش صار ج ش مثلاً، وهكذا صار الاشتباه إلى غير ذلك، وهو أوّل من ميّز الطبقات من خلال من رووا عنه من النبي والأئمة، كيف؟ قال الطبقة الأولى ممن روى عن رسول الله، ووضع له حرفاً ل، من روى عن علي ووضع له حرفاً، فإنت عندما تدخل إلى هذا الكتاب واقعاً تجد مشكلة أنه يذكر اسماً وجنبه خمسة ستة من الرموز، وأنت لابد أن تحفظ هذه الرموز حتى تعرف، مثلاً عن الغضائري غ ض، أنت لابد أن تعرف هذا في الغضائري في الكشي في النجاشي، من علي من الإمام الحسن من الصادق ونحو ذلك، ولهذا هو هم يفتخر بهذه القضية في مقدمة كتابه صفحة 3 من الكتاب هذه عبارته يقول: واستخرجت عنها، فالكشي كش، والنجاشي جش، وكتاب الرجال للشيخ جخ، والفهرست ست، والبرقي قي، وعلي بن احمد العقيقي عق، وابن عقده قد، والفضل بن شاذان فش، وابن عبدون عب، والغضائري غض، ومحمد بن بابويه ي، وابن فضال فض، وهذا هو الذي تجدوه في البحار كله في أي رواية، هذه من أسس لها ابن داوود الحلي وبينتوا رجال النبي والأئمة يعني من روى عن النبي والأئمة فرداً فردا فبينت فكل من أعلمت عليه برموز واحد منهم فهو من رجاله ومن روى عن أكثر من واحد ذكرت الرمز بعددهم فإذا راوي عن اثنين أو ثلاثة فالرسول ل وعلي ي والحسن ن والحسين س وعلي ابن الحسين ين وعلي ابن محمد الباقر قر وجعفر ابن محمد الصادق ق وموسى ابن جعفر الكاظم ظم وعلي ابن موسى الرضا ض والجواد د والهادي د والحسن ابن علي العسكري كر ومن لم يروي عن واحد منهم لم، أنتوا عندما تطالعون الكتاب رموز الكتاب رموز الأشخاص وأنت لابد أن تقع فيهم طبعاً هو من يقول هذني يقول وهذه لجة لم يسبقني احدٌ من أصحابنا إلى خوض غمرها وقاعدة أنا أبو عذرها أوّل من افتض بكارة هذا البحث كانت عذراء وهو وقف في هذا البحث، فالله يوفقني لاتمام المرام واجعله وسيلة إلى سلامتي دار السلام بمحمد وآله الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام.
الخصوصية الخامسة: وهي أن هذا الكتاب وهذه أيضاً من امتيازات الخاصة بهذا الكتاب انه عندما ينقل عن الشيخ الطوسي، ينقل عن المفيد، ينقل عن الصدوق، ينقل عن الكشي، ينقل عن النجاشي وهؤلاء الأعلام يذكر طريقه إليهم وهذه نقطة امتياز في هذا الكتاب لأنه قلنا فيما سبق أن صاحب البحار ينقل أو يقول أن هذا الكتاب كان عند الشيخ ولكن لا نعلم بأنه أساساً ما هو طريقه إلى الشيخ يقول: فطريقي إلى الشيخ الطوسي كذا وطريق إلى الصدوق كذا وطريق إلى المفيد كذا وطريقي إلى سلار كذا وطريقي إلى السيد المرتضى كذا وطريقي إلى أبي الصلاح الحلبي كذا وطريقي إلى النجاشي كذا وطريقي إلى الكشي كذا فيذكرهم جميعاً في المقدمة.
الخصوصية السادسة: هو انه الآن يوجد في الوقت الحاضر علمٌ يسمى علمُ الفهرسة وعلم مهم وهو انك تريد أن تفهرس الروايات أو تفهرس الرواة على ماذا تفهرسهم علمٌ مهم جداً وخلاصة من هذا العلم في مقدمة الجزء السادس من مستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري إلي مطبوع طبعة أخيرة في 6 مجلدات في التحقيق أوّل الجزء السادس من هناك خلاصة عن فن فهرسة الأحاديث والمعاجم الرجالية من أوائل الذين وقفوا على هذه القضية وقف عليها ابن داوود الحلي ماذا فعل؟ عندما جاء إلى الرجال انتووا الآن تجون إلى الكشي واقعاً لا تعلمون بأنه أساساً لعله من أوّل حرف اسمه ألف جاي في صفحة 400 والذي أوّل حرف اسمه ك جاي في صفحة 20 يعني منظم الأسماء على الحروف المعجم أو غير منظمة؟ غير منظمة ولهذا واقعاً البحث عنها ليس أمراً سهلاً أمّا هذا الرجل حاول أوّلاً ينظم أسماء الرواة وأسماء آبائهم وأسماء أجدادهم على حروف المعجمة وهذه خصوصية لم يسبقه احد من الرجال وفي كتاب سماء المقال في علم الرجال للكلباسي المتوفى 1356 في الجزء الأوّل صفحة 280 يقول: وهو أوّل من جمع كلمات علماء الرجال المؤسسين ورتب ذكر الأسماء بالترتيب المعروف بين المتأخرين هو أوّل من قال ووضع الرموز المشهورة كما صرّح به في بداية رجاله وكانت الكتب السابقة في علم الرجال في المعاجم الرجالية على أي أساس؟ لا يوجد هناك ضابط وكانت الكتب السابقة بين من لم يلاحظ فيهما الترتيب المعروف رأساً كما هو الحال في الكشي واقعاً انه لا تعلم بأنه في النتيجة ما هو الأمر، بين هذا ولذا يعسر على الطالب الظفر على المطلوب إلّا ببعض الوجوه وبين ما لوحض فيه الحرف الأوّل خاصة من اسم الراوي أمّا اسم أبيه واسم جده أيضاً كما هو الحال الشيخ والنجاشي اغلب والخلاصة وغيرها والأحسن ما هو المعهود من المتأخرين الذين بنى عليه من؟بعد كل الأعلام إلي جاؤوا في التنقيح والمقال وغيره بنوا على هذه الطريقة التي اشرنا إليه، هذا فيما يرتبط بخصوصية ومن هنا شكل هذا الكتاب انعطافه على علم الرجال.
القيمة العلمية للكتاب: هذا الكتاب يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن الاعتماد عليه؟ هناك اعتراض أساسي على هذا الكتاب وهو أنهم شككوا في التحقيقات العلمية لهذا الكتاب قالوا بأنه عندما يقول ثقة يقول مجهول لا ليست على الموازين ومن بدأ هذه القضية، بدأها التفريض في كتابه نقد الرجال تأليف الرجالي المحقق السيد مصطفى الحسيني التفريشي من أعلام القرن الحادي عشر تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث المجلد الثاني صفحة 43 بعد رقم الترجمة 1321 لحسن ابن علي ابن داوود من أصحابنا المجتهدين شيخ الجليل من تلاذمة العلامة المحقق العلامة الحلي والإمام المعظم فقيه أهل البيت جمال الدين ابن طاووس له أكثر من ثلاثين كتاب وله علم الرجال كتابٌ معروف حسن الترتيب إلّا أن فيه أغلاطاً كثيرتاً غفر الله له، هسا اشتبه على شنو غفر الله له أنت تقول مجتهد ومجتهد اخطأ ما يقال له غفر الله له كأنه ارتكب اثماً وخطيئتاً هذه طريقة الكتابية الموجودة، هذا المعنى طبعاً جملة من الأعلام كل من جاء إلى ابن داوود قال: وفيه أغلاط كثيرة غفر الله له وهي ظاهرة التقليد بلباس الاجتهاد، هذه مشكلة إلي يعيش كثير منا وهي انه يعنون عنوانه نفس المجتهد وفي واقعه في أخمص قدميه وكذا رأسه هو يعيش في التقليد والتقليد الأعمى وإلّا مو التقليد عن علمه وتعلمون أن التقليد قد يكون في المدلول وتقليد في الدليل، التقليد في الدليل ممدوح لأنه في النتيجة الدليل ما اله قوله مرة لا اعرف دليله وإنما أقلده في المدلول الدليل لا في أصل الدليل وفي الأعم الأغلب التقليد عندنا في المدلول لا في الدليل على أي أحوال، تبعه على ذلك جملة من الأعلام هنا الحر العاملي عندما يصل إلى هذه المقالة يقول: مقصود التفريشي عندما قال وله أغلاط كثيرة لعله والله العالم مقصود العلامة التفريشي وكأنه أشار إلى اعتراضاته على العلامة باعتبار ابن داوود ناقش العلامة الحلي فسمية لأنه العلامة إمام ينبغي أن يناقش أو لا ينبغي؟ من الأئمة هؤلاء فالتعبير يوجد عند بعض المحدثين يقولون هناك من المساحات ما لا يسمح لأحد التفكير فيه لأنه فلان قال فأنت مسموح أن تفكر له أو غير مسموح؟ ما مسموح، أنا قلت في البحث السابق من اشلون واحد يقدر يوقف امام أساطين الطائفة وعلماء الطائفة ومشهور الطائفة إجماع الطائفة ضرورة المذهب أنت بيني وبين الله أنت هم اتشك في نفسك أتقول عندما يصير ضرورة مذهب وعلماء الطائفة واجماع وشهرة وإلى آخره هسا بيني وبين الله 1400 سنة ما فهموا أنا فهمت؟ لا أنا هم مشتبه اتوكل على الله في أمان الله، هذه نفس القضية هناك مساحات من العلم يسمح لأحد أن يفكر فيها أو لا يسمح؟ هناك مساحات من المعرفة الدينية يُفكر فيها أو لا يفكر فيها؟ هناك مساحة من مساحات الدينية أصلاً يستحيل التفكير فيها، هسا فد طلبة يقول بيني وبين الله أنا ما انتهيت إلى رسول الله نبي مرسل من قبل الله وإنما افترضوا انه عبقري نابغة أريد الدليل بينك وبين الله يقبل منه في الحوزة أو لا يقبل؟ مو بس لا يقبل وإنما يحاسب بل يحاكم واحد يقول ما دل الدليل على انه الأئمة كذا وكذا مع انه هذه مساحات ينبغي أن يفكر فيها وفتح فيها ولكن لأهل الاختصاص مو مطلقاً.
أمل الامل للحر العاملي تحقيق السيد احمد الحسيني في القسم الثانيأاشرنا إليه، العلامة المامقاني عندما جاء إلى هذه العبارات، الذي هذا تعريض للعلامة عنده تعبير في تنقيح المقال، المجلد 20، صفحة 128 يقول: وأنت خبير بما فيه، فإن تعريضاته على العلامة اغلبها متين، وليست بأغلاط، ثم يريد يعرض بالعلامة وهذه تعريضات في محلها، أو ليس في محلها؟ أن كانت في محلها يقبل منه، وان كانت في غير محلها لا يقبل منه، وإنّما غرضه من الأغلاط كون كتابه مشتملاً على الخبط وعدم الضبط، فإنك تراه كثيراً ما يقول جش والذي ينبغي كش، لأنه النسخ ماذا؟ هي الآن الطبعات الحديثية الكومپيوترية هذه ممكن أو غير ممكن؟ ممكن، بدليل أن القرآن الذي وضع فيه إلى الآن سبع قراءات وهذا طبيعي، فلهذا يقول: والذي ينبغي كش، أو يقول كش وهو جش، أو يقول جخ وهو ليس فيه أثرٌ، ونراجع ونرى بأنّه لا يوجد وهكذا، وأمّا اعتراضاته وتعريضاته فهي في تراجم الكلمات لا غير.
إلى هنا انتهينا إلى أنّ هذا الذي قيل أنه فيه أخطاء، هذه الأخطاء مرتبطة بالنسخ، ولهذا عنده تعبير العلامة المامقاني يقول: ولعل خطه رحمه الله كان رديئاً، خط لا يمكن التمييز فيه، وكل واحد كان يكتب حسب ما يفهمه منه، وهذه هي الطامة، وهذه واحدة من أهم آفات الحديث، وهو أنّ هذه كانت استنساخ واستنساخ ما كان موجود كهرباء في ذاك التعبد والنسخ تتعدد.
من هنا يأتي هذا التساؤول وهو: عندما يقول عن شخص ثقة، هل يمكن الاعتماد عليه كما يعتمد على الطوسي أو لا يمكن؟ وعندما يقول مجهول، ممدوح ونحو ذلك، هل يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن؟ وهذه قضية مهمة وأساسية جداً، وقلت لكم 1744 شخصية وكذلك هناك 565 شخص ومجموعاً حدود 2300 شخصية ليست بقليلة.
يوجد اتجاهان رئيسيان: الاتجاه الأوّل: نقول نعتمد عليه كاملاً وكأن الطوسي يتكلم وكأن الصدوق يتكلم وكأن النجاشي يتكلم.
الاتجاه الثاني: يقول لا يعتمد عليه مطلقاً، وهو الاتجاه الذي اختاره السيد الخوئي وأمثال منهج السيد الخوئي.
والحمد لله رب العالمين.
4/صفر/1435