أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قلنا لكي نتعرف على حاضرنا والفضاء الفكري والعقدي والديني الذي نعيش فيه، لابد أن نفهم ماضينا، قلت بأنّ الفكر لا يبدأ من الصفر أبداً، دائماً الفكر يمر بمراحل تاريخية، هذا الفكر الذي نحن نعيشه الآن، الذي يسمى مدرسة أهل البيت، أنا أتكلم في أصول العقائد وفي التاريخ أتكلم في نظرتنا إلى الآخر، كيف نتعامل مع الآخر، نتكلم في الأخلاق، نتكلم في السلوك، نتكلم في العلاقات الاجتماعية، وهكذا، هذه المنظومة التي من تلبس بها نقول أنه متدين، نحن عن من نعبر متدين؟ الذي له عقيدة وله أخلاق وله سلوك وله اعتقادات إلى آخره.
قلنا بأن هذا الفضاء الفكري الذي نعيشه، لكي يتضح لنا، لابد أن نرجع لا أقل إلى الماضي القريب، يعني قبل قرنين، قبل ثلاثة قرون، قبل أربع قرون، نحن صرنا بصدد توصيف وتحليل الماضي القريب لنا، قلنا الماضي القريب لنا هي المدرسة الاخبارية، قلنا هذا المدرسة الاخبارية مرت لتثبيت قراءتها عن المذهب وعن قواعد واصول وتاريخ وأخلاق المذهب بالخطوات التالية:
وصلنا إلى الخطوة الرابعة، هذه الخطوة الرابعة اعبر عنها خطوة هجومية على الآخر، مو فقط يدافعون عن مبانيهم إزاء المدرسة الأصولية إزاء المخالفين إزاء الخصوم في مدرسة أهل البيت، وإنما بدؤوا يهجمون على مباني خصومهم، وعلى قواعد أصولهم، في النتيجة الاصوليون والمدرسة الأصولية لها مباني، لها قواعد، هؤلاء قدّموا قراءة عن ماذا؟ قلنا بأن واحدة من أهم أركان المدرسة الأصولية هو هذا التقسيم الرباعي للحديث الذي يرتبط بالسند، الصحيح الحسن الموثق الضعيف، وهذا مرتبط بالسند، من هنا هؤلاء تجد هؤلاء حملوا حملة شديدة على مباني الأصوليين في هذا التقسيم الرباعي للسند؛ لأنّه هذا أهم سلاح كان بيد الأصوليين، فإذا سقط هذا، ماذا يفعل الأصولي؟ هل يمكنه أن يستند إلى منهج السندي أو لا يمكنه؟ لا يمكنه، لأن أهم سلاح بيده هو المنهج السندي، وهو قد حارب المنهج السندي، الأبحاث التي طرحها الإخباريون إزاء هذا التقسيم الرباعي والمناقشات التي أشاروا إليها كثيرة جداً، وجملة منها قوية جداً، مو فقط كثيرة من الناحية الكمية، بل هي قوية أيضاً من الناحية الكيفية، يعني الإشكالات واردة وقوية، وهذا المصدر يكون خلاصة وهو: توضيح المقال في علم الرجال، للملا علي كني، تحقيق محمد حسين مولوي، في صفحة 44 يقول: شبهات الاخباريين في الاستغناء عن علم الرجال، وإذا سقط علم الرجال في المنهج الأصولي يسقط التقسيم الرباعي، وإذا سقط التقسيم الرباعي إذن لابد إمّا أن يسقطوا كل كتب الحديث، وإمّا يقروا بكل كتب الحديث، وحيث لا يمكنهم إسقاط كل كتب الحديث، إذن لابد يكون منهجهم أخباري يقبلون كل روايات كتب الحديث، وهو هذا الذي سار إليه المنهج الإخباري، المدخل الأوّل: قالوا أن علم الرجال علمٌ محرمٌ يجب التحرز منه، لان فيه تفضيح الناس وقد نهينا عن التجسس عن معايبهم وأمرنا بالغض والتستر عليهم.
الإشكال الثاني: إنّ بعض أهل هذا العلم كانوا فاسدي العقيدة، بيني وبين الله أساساً عقائدهم كانت فاسدة، وان لم يكونوا فساقاً من حيث الجوارح، يقول: انتووا تعتمدون في كثير من الكلماتكم على أمثال ابن عقدة، وابن عقدة كان زيدياً، وتعتمدون على الحسن بن علي بن فضال، وتصرحون بأنه كان فطحياً فاسد المذهب وغير ذلك، إذن رجالكم مبني على من؟ صحيح العقيدة أو فاسد العقيدة؟
الإشكال الثالث: الاختلاف في معنى العدالة والفسق، هذا عندما يقول ثقة عادلٌ فاسقٌ، المبنى الذي يقوله ينسجم مع مبانيكم أو يختلف؟ يختلف، في مسألة العدالة توجد نظرية واحدة لو عدّة نظريات، فمن قال عندما يقول عادل يعني منسجم مع مبانيكم في العدالة؟
الإشكال الرابع: أنّ الصحة عند المتأخرين تختلف عن الصحة عند المتقدمين، وانتم تريدون تعتمدون على كلمات المتقدمين لإثبات صحة المتأخرين، صحيح هذا لو باطل؟ باطل، لان تلك المقدمات لا تنتج هذه النتائج.
الإشكال الخامس: إنّ أكثر أسامي الرجال مشتركة بين العدل أو الممدوح أو غيره، وهذه من أهم آفات علم الرجال، وهو الاشتراك في الأسماء، ولهذا تجدون الكاظمي والطريحي وغيرهم كتبوا المشتركات، ولذا انتم تجدون الآن في مثلاً لجامع الرواة للاردبيلي وغير الاردبيلي أو تنقيح المقال، بعد أن يبحثوا عن أي رجل أو في الأعم الأغلب يقولون التمييز، يعني هذا مشتركٌ بين الثقة وغير الثقة، وإذا وقع في سند الرواية كيف نميز الثقة عن غير الثقة؟ هذه من آفات علم الرجال.
ومنها أن كثيراً من تعديلاتهم وتضعيفاتهم مبني على الاجتهاد مو على الحس، وهذا الإشكال الذي أشرنا إليه مراراً وتكراراً، إذا تريدون أن تقلدوهم إذن ليس بمجتهدين، ومنها أن من تأمل المنتقى وغيره من كتب الماهرين في معرفة الطبقات، يعرف أن جملة من الروايات، لاسيما في كتب الشيخ مرسلة بالمعنى الأعم، يعني أنت عندما تنظر إلى السندترى فلان ينقل عن فلان، وعندما تذهب إلى علم الطبقات، تجد أنّ هذا كان في طبقة هذا أو لم يكن؟ لم يكن، إذن بيني وبين الله يوجد سقط في السند.
ومن هنا جاءت نظرية علم الطبقات، هذا الذي أكد عليه السيد البروجردي وكل علماء السنة والشيعة، والنتيجة ما هي؟ يقول: إنّ كثير من كتب الشيخ مرسلة بالمعنى سنداً لسقوط راوٍ أو اثنين في السند، وغير العارف بالطبقة يظن الاتصا،ل ويصحح السند مع وثاقة الموجودين وليس كذلك، وكذا يعلم أنّ في كثير من الأسانيد وقع غلطٌ واشتباه في أسامي الرجال وكناهم وألقابهم، وهكذا يبدؤون يعددون لإسقاط العمود الفقري للتقسيم الرباعي في علم الرجال، يقول: ولا يخفى أنّ مفاد هذه الوجوه إنما هو عدم العبرة بالرجال، ولازمه نفي الافتقار المحوج للبحث عن الرجال، لتوقفه على اعتبار المفتقر إليه، فعندكم طريقين: إمّا أن تذهبوا ما ذهبنا نحن إليه، نقول أن كل كتب الرواية صحيحة، وإمّا تسقطوا كتب الرواية، هذا من صفحة 44 إلى صفحة 47 يبدأ الملا علي كني من صفحة 53 يقول: في الجواب عن الشبهات المذكورة، إلى حدود صفحة 81 حدود 30-40 صفحة يبحث للدفاع ، موفق أو غير موفق ليس مهماً، المهم عندي الإخباري ما جلس ووضع يداً على يداً يقول سلمنا إشكالاتكم واردة، قال لا اجيبونا على اشكالاتي، إذن لا يتبادر إلى ذهنك المنهج الأصولي فد منهج مثل الرياضيات 2 زائد 2 يساوي 4 لا فد 50-100 آفة هذا أمامكم لابد كلها تحلها، إذا تريد أن تكون محقق، مجتهد، أمّا إذا تقول والتقليد للبزرگان روح قلد وانتهت القضية، وبتعبير ابن سينا لبهمنيار في أوّل التحصيل يقول انك ومن يستحق الخطاب، أنا أتكلم لمن يستحق الخطاب، والمقلد بيني وبين الله لا يفرقون عن الآخرين شيئاً حتى واحد يتكلم معه، أنا أتكلم عن أولئك الذين يحترمون عقولهم، يقولون نحن نريد أن نجتهد، نريد ديناً قائماً على البرهان، قائماً على الاستدلال لا قائم على صم بكم عمي فهم لا يعقلون، لا يفهمون، لا يجتهدون، هذه الآية في سورة الفرقان الآية 63 يقول: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} الآيات تبين مواصفات عباد الرحمن، إذا أردت أن تكون مصداقاً من الآية {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ ….. وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا …..} إلى أن يقول {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} محل الشاهد الآية 73 {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} إذا ذكرت لهم آية من آيات الله ما هو موقفهم منها؟ {لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} هذه من مواصفات المؤمن، لا أتقول لي قال أساطين الدين يقول ليس من مواصفات عباد الرحمن انه يتبعون الآخرين صماً وعمياناً {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} إذا قلت له هذه آية من آيات الله، ليس الكمال أن تسلم لا الكمال أن تسأل من قال أنها آية من آيات الله، مو انه بمجرد يعني انه كلما قالوا عن الأئمة أنت أتقول أحسنت هذا ولاء وتسليم، لا هذا عمى، أي شيء يقال لك عن النبي، أي شيء يقال لك عن الله، أي شيء يقال لك عن الأئمة مقتضى عباد الرحمن إذا أردت أن تكون بهذا الموقع لابد، أن تسأل ما هو الدليل على هذا؟ {لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً}.
هذه المرحلة الأولى التي قام بها المنهج الإخباري، إذن إذا تريد أن تعرف انك اصولي لابد أن كل الإشكالات تدفعها، حتى تقبل هذا التقسيم الرباعي، ومن يقول هذا التقسيم الرباعي صحيح بل لعله منهج باطل.
المرحلة الثانية: قالوا سلمنا معكم أنّ التقسيم الرباعي تقسيم صحيح، وأنّه لا نقبل إلّا الرواية الصحيحة السند وغير الصحيحة نرفضها، ولكن نثبت لكم بالمباني كل هذه الروايات صحيحة السند وعلى مبانيكم، نقول عندنا شهادات من هؤلاء الذين تعتمدون عليهم في العدالة والصحة، توثق كل رجال هذه الكتب الأربعة، أو غير الكتب الأربعة، انتم اعتمدتم على شهادة هؤلاء الرجاليين المتقدمين، نأتي لكم بشهادات منهم لتوثيق ولتعديل ولتصحيح روايات هؤلاء.
الفوائد الطوسية للحر العاملي، لمؤلفه المحدث الأكبر محمد بن حسن الحر العاملي، الطبعة القديمة، المطبعة العلمية قم ايران، في صفحة 231 في الفائدة 52 يقول: اعلم أن الموجود من الرجال في كتاب الرجال لميرزا محمد بن علي الاسترابادي (منهج المقال إلي قرأناه في الدرس الفقه) هو من أحسن كتب الرجال، واجمعها سبعة آلاف إلّا خمسين، والموجود فيه من أصحاب الصادق ألفان وثمنمائة وزيادة، وقد ذكر ابن شهرآشوب في المناقب ووثق 4000، ونحو العبارتين عبارة الطبرسي في أعلام الورى، إلّا أنّه مدح 4000 مدحاً جليلاً، واللازم توثيق جميع المذكورين في كتب رجالنا من أصحاب الإمام الصادق، إذن بيني وبين الله أربعة آلاف في خط واحد كلهم ثقات، إذن من كان في سند هذه الرواية ثقة، على مبانيكم، هذا في الفوائد الطوسية.
في خاتمة مستدرك الوسائل للمحدث النوري، المجلد السابع، صفحة 71، الفائدة الثامنة في ذكر أمارة عامة لوثاقة جميع المجاهيل الموجودة في خصوص كتاب الرجال لشيخ الطائفة في خصوص أصحاب الصادق، إذن كل من أتى مجهول في كتب الطوسي فهو من أصحاب الصادق فهو ثقة، ثم يبدأ الفائدة الثامنة ويذكر القرائن من صفحة 71 يذكر الشواهد إلى صفحة 86، قال الشيخ في العدة إلى آخره، إذن كل من جاء وكان مجهولاً لم يرد له اسمٌ وكان من تلامذة ومن رواة عن الإمام الصادق فهو ثقة وممدوح بحسب تصريحات الأعلام هذه القاعدة الأولى.
القاعدة الثانية: وهي قاعدة أن الثقة لا يروي إلّا عن ثقة افترضوا بأنه عبد الله بن سنان ثقة، هسا من بعد عبد الله مو مهم لان الثقة لا يروي عن ثقة هذه أسسوا لها وكثير من علمائنا المعاصرين يقبلون هذه القواعد أسس لها من؟ مو الطوسي، مو المفيد ما أسسوا لها أسسها لها المنهج الإخباري والآن موجودة والآن معمول بها في حوزة القم والنجف هذه القاعدة الثانية.
القاعدة الثالثة: وهو الاستناد إلّا تصحيح أصحاب الكتب لكتبهم وقرأنا أن الكليني في مقدمة كتابه أن الطوسي في مقدمة كتابيه أن الصدوق في مقدمة كتابه وهو هذا ما مختصة بكتب الأربعة أكثر الكتب أيضاً من هذا القبيل مثال: كامل الزيارات، تفسير علي ابن إبراهيم القمي وبعده صاحب الاحتجاج الطبرسي، مكارم الأخلاق، الاحتجاج أيضاً يكون لها روايات صحيحة ومنقولة ولكن احذف السند وهو يصرح بأنه الروايات صحيحة (الكتب الموجودة بأيدينا من حيث ذكر السند على ثلاثة أقسام: الأوّل: أن يذكر السند كاملاً في كل رواية وهذا كما تجدونه الآن في الكافي يعني أوّلاً من يبدأ الرواية ينقل السند كاملاً، الثاني: أن من يذكر السند ولكن يذكر في آخر الكتاب مشيخته كما فعل الشيخ والصدوق وغيره انه في المشيخة يقول ما نقلته عن فلان فسندي إليه كذا، الثالث: انه لا يذكر لا السند كاملاً ولا المشيخة فقط يذكر الراوي عن الإمام مباشرتاً ويحذف السند للاختصار كما فعل الطبرسي في الاحتجاج ومكارم الأخلاق والمقنع والهداية وإلى غير ذلك هؤلاء يعني الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه ذكر مشيخته أمّا في المقنع والهداية ما ذكر مشيخته واختصر مباشرتاً السند وحيث انك تطمئنوا قبلت منه وكذلك الكف العامي في المصباح أيضاً نفس الطريقة، على هذا الأساس كل هذه الكتب التي صرح أصحابها في المقدمة أنّها روايات صحيحة بعد تكون صحيحة أو غير صحيحة؟ قلنا شهادة الطوسي في مقدمة كتابه عن رواياته هل هي شهادة حسية لو حدثية؟ فإن قلتم حدثية اجتهادية إذن لماذا شهادته في الرجال تكون حسية وان قلتم حسية أو قريبة من الحسن لان شهاداته في الرجال كذلك إذن تقبل شهاداته أو لا تقبل؟ ينبغي أن تقبل ما عندكم حل آخر ومن هنا في خاتمة الوسائل الشيعة المجلد 30 صفحة 290 هناك يقول: ثم اعلم أن توثيق علماء الرجال ليس من باب الشهادة لعدم ثبوت شهادة الشاهد بمجرد كتابته، إذن من أي باب قبلتم شهادة أصحاب الرجال كالطوسي والنجاشي من باب جمع القرائن، نفس هذا المنهج طبقوه على كتبهم الحديثية بل هو من جملة القرائن القطعية التي تدل على حال الرجل وهذا المبنى كاملاً نطبقه في الروايات التي نقلوها إلينا وهكذا في خاتمة مستدرك الوسائل المجلد السابعة صفحة 109 بحث مفصل عند المحدث النوري الفائدة العاشرة في استدراك بعض ما فات عن قلم الشيخ المتبحر صاحب الوسائل فيبدأ بتوثيق الرجال الذين لم يوثقهم صاحب الوسائل إذن فتحصل إلى هنا في الخطوة الرابعة المنهج الأخباري ماذا فعل؟ مو فقط صحح الروايات بل صححها على أساس المباني الموجودة عند الأصوليين تقول سيدنا: هذه المباني غير مقبولة، لا والله حتى أثرت على في اشد الناس سندياً من السيد الخوئي فما بالك بغيره وهذا دعوى أن كتاب كامل الزيارات كل رواتها ثقات وكتاب تفسير علي ابن إبراهيم كل رواتها ثقات هاي الدعوى جاي من الشيخ الطوسي جاي من صاحب الوسائل من الاخباريين انتووا انظروا أن القوة الفكرية كان يملكها هذا المنهج بأي حد حتى اشد الأصوليين اصوليتاً واشد الناس دفاعاً عن المنهج السندي ولكن وقع في شباك منهج الإخباري، سيد الخوئي بيني وبين الله معلوم اصولي وأتكلم في علم السند وإلّا في العقائد وغيرها لها بحث آخر في الرجال معلوم بأنه هو لم يقبل لا قاعدة الأعراض ولا قاعدة العمل الأصحاب وتصحيح ما يصح ولا المشيخة هذني قواعد أسسوا لها وكثير من أسسوا لها المنهج الإخباري ولكنه مع ذلك وقع في شباك أن تفسير علي ابن إبراهيم القمي كل رواته موثقين إلّا ما خرج بالدليل، هذا تمام الكلام في الخطوة الرابعة.
الخطوة الخامسة وهي الخطوة الأخيرة: أي فكر وأي حقيقة علمية وأي برهانٍ ما لم يضف إليها المال والإعلام والسلطة غير قابلة للانتشار، هذا الذي أنا عبرت عنه في قناة الكوثر بالثالوث، الذي قد يكون ثالوث ممدوح، وقد يكون ثالوث مذموم ومشؤوم، وشواهد التاريخ واضحة، عندما أقول السلطة ليس مقصودي السلطة الدينية فقط، السلطة الدينية بإضافة السلطة السياسية، يعني سلطة سياسية ويغطي لها علماء الدين يعطوا لها المشروع الدين الفكرة، وأي فكرة حقاً كانت أو باطلة إذا اجتمعت لها هذه الشروط الثلاثة وهذا الثالوث تمشي وتمشي بسرعة البرق وان لم توجد لها تمشي لو ما تمشي؟ اذكر دليل من شواهد التاريخية: بيني وبين الله بعد احنه في عقيدة مدرسة أهل البيت عندنا شخصية علمية من حيث العلم من حيث التقوى من حيث الزهد من حيث الجهاد من حيث النسب من حيث السبب أشرف وأعلى من علي بن أبي طالب سلام الله عليه بعد رسول الله؟ بل حتى رسول الله ذكر بعض الأمور لعلي، قال حتى أنا أيضاً ما عندي، أنت عندك زوجة كفاطمة أنا عندي لو ما عندي؟ أنت عندك صهر كرسول الله أنا عندي لو ما عندي؟ أنت عندك حسن وحسين، أنا عندي لو ما عندي؟ رسول الله قالها في روايات متعددة موجودة عند المسلمين، من حيث العلم يقاس به أحد أو لا يقاس بأحد؟ لا يقاس به، حتى أولاده حتى الأئمة من بعده، لا يقاس به أحد، هم قالوا وأبوهما خيرٌ منهما أعلمكم علي، أقضاكم علي، اقرؤوا التاريخ من حيث الجهاد بماذا قام دين الإسلام؟ بجهاد علي وجهوده، من حيث الزهد يقاس به أحد؟ ما يقال من حيث التقوى؟ إمام المتقين واقعاً المظهر الأتم لكل الكمالات والأسماء الإلهية أمير المؤمنين، ولكنه عندما دخل المعركة مع بني أمية ماذا حدث؟ ودخل المعركة بعد رسول الله والانحراف الذي حصل بحسب الموازين الظاهرية والزمانية الغلبة لمن صارت؟ لبني أمية والحكومة الحاكمة بعد رسول الله، وهو صار جليس بيته، كيف استطاعوا أولئك أن يتقدموا ولو باطلاً، ولم يتقدم أمير المؤمنين وان كان حقاً؟ الجواب: لأنه ملك ذاك هذا الثالوث المشؤوم الذي ما حل بدار إلّا ودمر وافسد كل شيء، دينا كان أو غيره، ولهذا تجد بأنّ هذا الثالوث أفسد دين المسلمين ومجتمع المسلمين أو ما افسده؟ كانوا يتقربون إلى الله (موجود في كتاب السلطة وموجود في كتاب معالم الإسلام الاموي) بسبّ علي عليه أفضل الصلاة والسلام، حتى أن إمام جمعة لو لم يسب لعلهم يسكتون كانت ترتفع الاصوات أين السنة أو نسيت السنة إلّا زمن عمر بن عبد العزيز، والذي تبدل في عهده السب بآية في القرآن، وهذه الآية إلى الآن يقرؤونها في صلوات الجمعة، وهذه الآية وضعها عمر بن عبد العزيز بدل سب علي وأهل بيته.
أمثلة أخرى: بينك وبين الله هل يوجد قياس بين أصحاب المذاهب الأربعة من الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية وبين الإمام الصادق من الناحية العلمية؟ يمكن أن يقاس هؤلاء أو لا يمكن؟ سؤال: الآن من الميليار وسبعمائة مسلم كم منهم شيعة؟ افترض 20 بالمئة، افترض 25 بالمئة، افترض 30 بالمئة، وان كان يقيناً ليس هذا العدد، ولكن 60-70 بالمئة من؟ كيف استطاعت تلك المذاهب أن تمشي هذا المشي، وتأخذ بيدها العالم الإسلامي، وما استطاع الحق كما أنا وأنت نعتقد، أن يأخذ مجراه بأي دليل؟ من خلال هذا الثالوث المشؤوم المال، الأعلام، السلطة الدينية والسياسية.
مثال أوضح: بينك وبين الله محمد ابن عبد الوهاب ما هو مستواه من الناحية العلمية؟ تعلمون بأن رسالته التوحيدية كم حجمها؟ لا تجاوز 20 صفحة، ولكنه ذهب إلى هذا الثالوث المشؤوم، وهو المال والإعلام والسلطة الدينية والسياسية، ابن تيمية الآن ينتشر في العالم على أي أساس؟ لأن خلفه المال والإعلام والسلطة الدينية والسياسية.
والحمد لله رب العالمين.
6/صفر/1435