أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قلنا بأنّ من أهمّ قوانين الفكر الإنساني أنّ له ابتداء ونمو ونضج وأفول ثم موت، البعض من الأعزة قال لي سيدنا ما ارتباط هذه الأبحاث ببحثنا الذي هو بحث المنهج الإخباري، أعزائي هذا له كامل الارتباط بالأبحاث، نحن نريد أن نتعرف لماذا ولد المنهج الإخباري؟ استمر المنهج الإخباري؟ وإذا كان لماذا ولد ولماذا استمر، إذن لابد أن نتعرف إلى قوانين الفكر، يكون في علم الأعزة: كل منتجات الإنسان وما ينتجه الإنسان محكوم بهذه القوانين، يعني تعالوا إلى البعد المادي، في بعد الزراعة، في بعد الصناعة، في بعد الحرف، هذه أيضاً منتوجات إنسانية، ولكنه يمرّ زمان وتتجاوز البشرية ذلك المنتوج، المنتوجات الفكرية للإنسان أيضاً لها قوانين، من قوانينها هذا الذي أشرنا إليه، إذا اتضحت هذه المقدمة التي وقفنا عندها في الأبحاث السابقة نرجع إلى بحثنا، وهو ما هي الأسباب والظروف والدوافع التي أدت ببعض علماء الإمامية أن يؤسسوا الاتجاه الإخباري، وقد بينا ما هو الاتجاه الإخباري في الأبحاث السابقة، طبعاً تعرفون الاتجاه الإخباري ولد في العهد الصفوي، للاخوة التذين يريدون المراجعة أن يراجعوا المقدمة في موسوعة حياة المحقق الكركي التي ألفها الشيخ محمد الحسون، في الفصل الثالث الدولة الصفوية، وكذلك الفصل الرابع موقف العلماء من الدولة الصفوية، وإلى آخره، يطالعوا أنه ما الذي حدث في عهد الصفوي، بالكتب الفارسية أيضاً يطالعون كتاب حياة العلامة المجلسي ومنهجه في الحديث، رسالة دكتوراء في 600-700 يبين ظروف العهد الصفوي السياسية الاقتصادية المالية المذهبية الدينية، الظروف العالمية، حتى تعرفون ما هي الدوافع التي أدت إلى ظهور هذه المدرسة في خصوص العهد الصفوي، وعند ذلك ستتضح لكم انه كم من الآراء العقائديّة مرتطبة بعلماء العهد الصفوي، وكم من الشعائر الحسينية مرتبطة بعلماء العهد الصفوي، وكم من العتبات التي بُنيت خصوصاً في إيران في العهد الصفوي، الآن في إيران لا اقل في بعض الإحصائيات القديمة أربعة آلاف إمام زاده موجود، ولهم قبور ولهم مراقد إلى آخره، وبالزيادة، وهذه من الكتب المهمة لتتعرفوا نتنفس هواء الشيخ الطوسي والمفيد والمرتضى أو نتنفس هواء العلامة المجلسي من الناحية الفكرية، حتى البعض لا يتصوّر أصلاً هذه العقائد كأنّه الإمام الصادق وحق هذا القرآن الإمام الصادق لم يقل هذه الأمور، هذا فهم الاتجاه الإخباري وعلى رأسهم هذه الطبقة من علماءنا الأكابر الذين جزاهم الله خيراً، ولكن أريد أقول هذه قراءة عن المذهب وليست هي المذهب، أنا لا أريد أقول الآن خطأ أو صحيح، ذاك بحث آخر ولكن إذا جاء شخصٌ كما اشرنا بالأمس ونقد بعض هذه القواعد التي قال بها المجلسي أو صاحب الوسائل أو الفيض الكاشاني لا يقول له وا مذهباه وا إسلاماه وا ائمتاه، هذه آرائها العلماء الأكابر إذن لا يقول لي قائل سيدنا ماذا فرق ذاك البحث بهذا البحث أصلا عمق البحث كان في اليومين الماضيين.
ما هي الدوافع والأسباب التي أدت إلى ظهور هذه المدرسة في العهد وفي العصر الصفوي سوف نطبق على ذلك المنهج التاريخي والمنهج التاريخي ما هو؟ يعني قراءة الظروف التي عاشها العصر الصفوي من سياسية وفكرية وثقافية وعلمية وحوزات كلها نقرأها نقول لماذا أنتجت هذه ولم تنتج هذه وهذه ليس فقط في فهم المدارس التي وجدت على مرّ عشرة قرون أو اثنا عشر قرن الماضي حتى فيما يتعلق بدراسة مواقف الأئمة نحن نحتاج إلى منهج التاريخي الآن أنا اضرب لك مجموعة من العناوين، النموذج الأوّل: الإمام الحسين عاش عصرين يعني عاش عشرة سنوات في عهد معاوية لأنه معاوية استطاع أن يأخذ الخلافة والسلطة والإمامة بعد شهادة أمير المؤمنين وبعد صفين يأخذها وبقي إلى سنة 50 من الهجرة والإمام الحسن كان معه ثم الإمام الحسين سلام الله عليه كان عشرة سنوات إماماً في عهد معاوية لأنه شهادة الإمام الحسن خمسين من الهجرة إذن من خمسين إلى ستين إلي استلم السلطة يزيد إذن كان إماماً مو كان مأموناً لأنه في عهد إمام الحسن تعلمون بحسب اعتقاداتنا أن الإمام الموجود إذا كان واحد متصدي الآخر يكون صامتاً يعني لا يتكلم الإمام للناطق وهو الإمام الحسن هسا نقول سكت الإمام الحسين لان الإمامة كانت للإمام الحسن سؤال: لماذا سكت الإمام الحسين في عهد المعاوية وتحرك في عهد يزيد؟ مع انه شخص واحد لو شخصين؟ شخص واحد، سؤال: لماذا لم يقم في عهد معاوية وثارة في عهد يزيد؟ مرة أتقول لي بيني وبين الله هزوله مزاجيين كانوا ومزاجه هناك سكت وهناك تحرك هذا خلاف مبانينا انه معصوم سلام الله عليه لا يتحرك إلّا؟ وأنا لست من أولئك الذين اعتقد هزوله كان جايبهم كتاب من العرش وقال لهم هكذا افعلوا وهكذا لا تفعلون، لا اكو كتاب ولا كلام من هذا القبيل وإنما إمام معصوم يشخص ظروفه بكل دقة وبغير خطأ وسهو واشتباه ويعرف بتكليفه هذا النموذج الأوّل.
النموذج الثاني: لماذا عندما طولب الإمام علي بالبيعة قبل البيعة لو رفضها؟ ابتداءً رفض ولكن بعدها قبل لماذا لم يفعل الإمام الحسين ما فعله أبوه في زمن يزيد؟ وبالعكس لماذا أن أمير المؤمنين لم يرفض البيعة كما رفضه ابنه الإمام الحسين وذهب إلى الشهادة؟ أليس الإمام الحسين طولب بالبيعة بالمدينة ورفض وذهب في رفضه إلى الشهادة، مع انه يعلم قدرته كافية للمعارضة يزيد أو غير كافية؟ مو كافية أبداً الشواهد والقرائن بأنه يتصوّر سوف ينتصر في معارضته على يزيد ولهذا هو خرج من هناك قال خط الموت على ولد بني آدم كما خط كذا في جيد الفتى موجودة الخطبة مالته ومعروفة هذا لأنه أخبار في الغير لا أبداً طبعاً كان يعلم الغيب ولكن هذه أي منها؟ مثل أنت الآن نظام استبدادي مثل النظام بائت في العراق من يخرج عليه يعلم يقتل أو لا يعلم؟ بلي يعلم يقتل، ولهذا محمد باقر الصدر قال أنا اخرج وأنا اعلم إني استشهد ولكن اشعر تكليفي بأنه أقوم مثل قام به الإمام الحسين والإمام الحسين قال سؤال: لماذا الإمام علي ابن أبي طالب ما فعل هكذا؟ هذا يحتاج إلى سؤال أو لا يحتاج إلى سؤال؟ لابد نجيب احنه والآن يشكلون علينا وفي الفضائيات يقولون لماذا أن الحسين ما فعل كما فعل الإمام الحسن أليس سلم السلطة الإمام الحسن لمعاوية هو هم كان يسلم السلطة ليزيد ولهذا تجدون بني أمية والخط الاموي وابن تيمية والوهابية يحترمون الإمام الحسن احترام خاص يقولون الحمد لله واقعاً العاقل منو كان الإمام الحسن لأنه هو حفظ دماء المسلمين مو أوغل في دماءهم، ما يكفي وهو معصوم لابد المعصوم يقوم بعمل بلا حكمة أو مع حكمة؟ عمله واقعاً فيه قانون الحكمة أو لا يوجد فيه قانون الحكمة؟ ما هي الحكمة؟ سؤال آخر: لماذا أن الإمام الرضا ما فعل كما فعل جده الإمام الحسين؟ مو طالبوه بقبول ولاية العهد؟ وتراثنا ما يقول قبلها بتقية خوب ما كان يقبله، إذا ما كان يقبل كان يقتلوه بيني وبين الله أسوة بجده الإمام الحسين كان يصير شهيد أصلاً كان هو وحده يصير شهيد لأنه عائلته كان موجودين بالمدينة ولكن الإمام الحسين وحده استشهد لو استشهد خيرة أبناءه وأصحابه وأولاده إلى آخره لماذا؟ سؤال: لماذا لم يستغل الإمام الصادق هذه الفرصة الاستثنائية والذهبية عندما انتقلت السلطة من الامويين إلى العباسيين انتم تعلمون انه في انتقال السلطة من عهد إلى عهد ماذا يحصل؟ يحصل ضعف وتحصل فوضى والمؤسسات بعدها مو كاملة وأمكم التجربة هاي التجربة الآن في ليبيا، التجربة في تونس، التجربة في مصر، التجربة في العراق بعد عشر سنوات، التجربة في سورية، التجربة في يمن كلها تجدون بأنه عندما ينتقل عهد إلى عهد آخر يحصل تخلخل وضعف في جميع المؤسسات السياسية والأمنية والمالية إذن أفضل فرصة كانت الإمام الصادق أن ينقض على السلطة وخصوصاً أن الثورة قامة بإسم الرضا من آل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام يعني كانت أفضل فرصة حتى يتسلم السلطة، كتاب شيخ أسد حيدر الإمام الصادق والمذاهب الأربعة في ستة أجزاء والشيخ أسد حيدر رحمة الله تعالى عليه من كبار علماء النجف، سؤالي لماذا أن الإمام الصادق؟ هناك يقول العهد العباسي عندما بدأ وقع عدّة أجنحة في استلام السلطة من أهم الجناح الموجود كانت مرتبطة بابي سلمة الخلال أبو سلمة الخلال جاء إلى الإمام الصادق سلام الله عليه وعرض له قيادة العهد الجديد وان يسلمه السلطة لمن؟ ورسائل جاب من أبو مسلم الخراساني لأنه أبو مسلم الخراساني عرف أن السلطة الحاكمة تريد أن تصب فيه فأراد أن يلتجئ إلى من؟ يستفيد من أهل البيت وجواب الإمام عندما أتت إليه الرسالة انه نسلمك السلطة قال: فحرق الرسالة على النار التي كانت امامه قال سيدي أين جوابك قال: أخذت الجواب. ثم قال له لا الزمان زماني ولا أنت من رجالي هسا أنت كل نظرية المنهج التاريخي تجده في هذه الجملة المباركة يعني لا الظروف السياسية إلي حتى احكم ولا عندي أيادي حتى يستطيعون أن احكم، إذن هذا المنهج التاريخي مهم جداً ولذا أنا اعتقد واحدة من أهم مسؤوليات المراجع والعلماء والمؤسسة الدينية في عصر الغيبة أن تشخص أن الزمان زمانٌ حسنيٌ أو حسيني أن الزمان علوي أو رضوي أن الزمان سجادي أو صادقي أي منهما وهذا الذي مع الأسف الشديد أن عموم حوزاتنا العلمية تلتف إلى هذا ولا تلتف؟ والناس ماذا لا يعلمون أن يقومون بدور الحسين لو يقومون بدور الحسن يعارضون إلى الموت لو يسكتون أي منهما؟ هذا وظيفة من؟ بيني وبين الله الطاهر ومطهر ما يحتاجه فقيه أعطيه للحمال هم يعرف الطاهر والمطهر ما يحتاج 70 سنة حوزات علمية ما يحتاج انه المرأة إذا ماتت زوجها لها ثمن أو لها ربع هذا يحتاج لها سبعين سنة في الحوزات العلمية؟ الذي يحتاج بحث أن تشخص الموضوع أن هذا الظرف حسني علوي زهرائي لأنه سلام الله عليها قامت موقفها هذا موقف وموقف الزهراء موقف فاطمي أنا الآن لابد أن أقوم بالموقف الفاطمي لا أقوم بالموقف العلوي ما هي ظروفنا؟ هذا من لابد يشخصه وظيفة المرجع والمؤسسة الدينية.
إذن هذا المنهج التاريخي ضروري جداً ولابد أن تقرؤوا التاريخ وما لم تقرؤوا التاريخ لا يمكنكم أن تفهموا الفكر والفلسفة من لم يكن مؤرخاً فليس فيلسوفاً ولا مفكراً لان الفكر والفلسفة نتيجة الظروف التاريخية فإذا لا تعرف الظروف التاريخية تستطيع أن تتعرف عليه أو لا تستطيع أن تتعرف عليه؟ تتصور انه مطلق لا زمان ولا مكان مع انه ليس هكذا، مواقف الأئمة مطلقة أو مقيدة بزمانها؟ بناءاً على هذا البحث الذي إجمالاً أشرت إليه؟ مقيدة فإذا لا تعرف الزمان بماذا تعرف الأئمة وتكليفك الشرعي؟ اترك العلماء أنا أتكلم عن أئمة معصومين كل له موقف وموقف فاطمي وعلوي، وحسني وحسيني وسجادي وباقري وصادقي وكاظمي تعال إلى موقف الإمام الكاظم والإمام سلام الله عليه أكثر إمام قضاها في السجن، لماذا الإمام الصادق ما فعل فرد شي حتى يسجنوه؟ هذه لابد أن تدرس تاريخياً ولذا أي فكر بأن تريد أن تفهمه لابد تروح إلى عمقه التاريخي وأفضل نظرية إلى الآن دونت لمثل هذه المسائل هو ما أشار إليه ابن خلدون في مقدمته يعني أنت من هناك تستطيع أن تتعرف كيف أن المجتمع والعمران يولد ماذا؟ ولهذا المقدمة ابن خلدون مو كتاب مثل اليعقوبي والطبري، الطبري واليعقوبي سرد تاريخي مقدمة ابن خلدون مو سرد وإنما جمع الظروف لمعرفة لماذا وجد هذا ولم يوجد هذا ولهذا يعبرون عنها فلسفة التاريخ مو تاريخ.
العوامل التي أدت إلى ظهور المنهج الإخباري، قد تقول لي لماذا وقفت عند المنهج الإخباري أقول أساساً يتضح لك واتضح مع حديثي الآن يا فضاء نتنفس؟ الفضاء الإخباري، الفكر الإخباري لابد أن نعرف هاي الظروف حتى نعرف نحن نعيش نفس ظروفهم حتى نتنفس أو نأخذ هذا الفكر، أو تبدلت ظروفها، فإذا كانت نفس الظروف الحق مع المنهج الإخباري، أمّا إذا الظروف أتبدلت بعد هذا له دور للاتجاه الإخباري أو لها مفعوله؟ كل فكر له تاريخ مصرف بعد ما ينتهي تاريخه يصبح فاسداً يعني مو فقط يفسدك بل يفسد المذهب والدين؛ لان هذا الفكر إنما جاء لظروف معينة يخنقك، الآن أنت في جو بارد إذا لبست ملابس الصيف ماذا يصير بك؟ تصاب بالمرض تصاب بالزكام وتستبرد والعكس صحيح، إذا في الصيف لبست لباس الشتاء تعرق لأنه للشتاء لباس وللصيف لباس، للتاريخ الكذائي فكر، ولتاريخ آخر فكرٌ آخر، فإذا أنت داخلت هذه الأفكار فيما بينهن ينتج أو لا ينتج؟ لا ينتج، وتقول الناس لماذا لا يصيرون متدينين، ولا يقول أنا في إشكال؛ لأنه أنا ما أعطي الفكر الذي ينسجم مع فكرهم ومع زمانهم، لا تصروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لغير زمانهم هذه قواعد والأئمة سلام الله عليهم في كلماتهم القصار بينوا هذه الحقائق لنا ولكن إحنا سويناهن هذني أخلاقية ولا قيمة لهن وگظينه عمرنا بالصلاة لا تعد فلهذا ترجعون إلى كتب العلماء كم جملة بأنه صلاة لا تعد يصير 200 مجلد كم كتاب موجود في اللباس المشقوق والله إنسان يتخبل هسا لا يلبس لباس مشقوق يذبها على صفحة منو منكم إذا شك في لباس يطبق عليها القواعد الفقهية؟ يطهرها ويخلص، الشكوك في الصلاة مو يحفظ 320 شكية؟ من يشك لو يكمل الصلاة ويعيدها من جديد خلصت القضية أي دليل هم ما عندنا على عدم الجواز، منو من يشكل بعدد الاشواق قبل الثالثة 12 حالة بعد الثالثة 97 حالة والله كان معي احد علماء الكبار في الحج قال اليوم شكت قلت ماذا فعلت قال قطعتها وعدتها قلت وين الشكيات قال منو عنده خلگ شكيات ولكن في مناسك الحج 50 صفحة في شكيات الطواف كونوا على ثقة ليست إلّا تكرارات مملة لا قيمة لها لا علماً ولا عملاً.
ما هي العوامل التي أدت إلى ظهور هذا المنهج الذي إلى الآن على رؤوسنا، على صدورنا، على أفكارنا، على قلوبنا وبال أن يخرج من إطارها على مستوى العقائد، على مستوى الشعائر، على مستوى المراقد، على مستوى الأخلاق، على مستوى السلوك، على مستوى التعامل مع الآخر، واتهام الآخر بأنه كافر، بأنه ملعون، بأن صلاة كذا، هذه كلها عندما ترجع ترى ثقافة الاخباريين في العهد الصفوي التي إلى الآن تحكم، انتم تستطيعون أن تقولوا بأنه لا تلعنون احد؟ بمجرد أن تقول، يقولون هذا أصبح سنياً، لا تتصورون أنا وقفت عند هذا البحث؛ لأنه أنا أتصور الفقه لأجل حياتنا ولأجل ارتباطاتنا مع الآخرين، لأجل ديننا وآخرتنا.
العامل الأوّل: حفظ الهوية المذهبية من التحلل والمحو والسقوط، ما الذي أدى بالاخباريين أن ينتهجوا هذا المنهج؟ لا يتبادر إلى ذهن أحد أنا أريد أن اشكك في نوايا علماءنا الاخباريين، أبداً، أنا أريد أن أحلل لماذا انتهوا إلى هذه النتيجة، قد اتفق معهم وقد اختلف، أبداً لسنا بصدد أن ننقص من قدر احد، لا، كلهم مورد تقدير واحترام، أنا من أولئك الذين اقدر جميع العلماء، ولكن لن أقدس أحداً منهم، التقديس شيء والتقدير والاحترام شيء آخر، التقديس يعني لا حق عندك أن تتكلم مقابله، الأئمة عندنا مقدسون، أمّا العلماء ليسوا مقدسون أبداً، العلماء مورد احترام وتقدير ولكن قد توافقه وقد تختلف.
إذن العامل الأوّل الذي أدى بظهور هذه المدرسة هو حفظ الهوية خوفهم حاجز خوف الهوية وخوفهم أن المدرسة أهل البيت تتحلل وتنتهي وتتأثر بالنحو الذي تخرج عن هويتها هذا إلي الآن في مجتمعاتنا كل مجتمع فيه ثقافته فيه هويته فيه اخلاقه فيه عقائده، الهوية الموجودة للمذهب وللمدرسة خوفهم إلى هذا أدى إلى هذا، لماذا وجد هذا الهاجس والخوف عند علماءنا الاخباريين، يعني ما الذي أدى بهم أن يخافوا وان يعيشوا هاجس أن المذهب بدأ يخرج عن هويته الأصلية؟
الجواب في جملة واحدة: أنّه بدأ من زمان السيد المرتضى، ولعله قبله بقليل، والشيخ المفيد والشيخ الطوسي، بدأ هناك تلاقح فكري وانفتاح على أفكار أهل السنة، هذه المعادلة بدأت من القرن الثالث والرابع، من هناك بدأ كبار علماء الإمامية ينفتحون على الفكر الاعتزالي، ينفتحون على التراث السني في التفسير، في الفقه، في المباني الرجالية إلى آخره، هذا استمر ووصل إلى يد ابن إدريس الحلي صاحب السرائر، ثم وصل إلى أوج قمته على يد المحقق والعلامة الحلي، ثم استمر هذا الانفتاح والتداخل والتأثير والتأثر إلى أن وصلنا إلى زمن الشهيد الأوّل والشهيد الثاني، بالنحو الذي أدى إلى ان السنة أو الفكر السني يتغلغل في كل مفاصل الفكر الشيعي، الشهيد الأوّل والشهيد الثاني بدأت المعارضة بشكل خافت من بعض علماء مدرسة أهل البيت، في النتيجة هذا المنهج الذي بدأه المفيد والطوسي والمرتضى، واستمر إلى العلامة والشهيد الأوّل والشهيد الثاني سوف يقضي على مباني مدرسة أهل البيت، إذن ماذا نفعل؟ لابد أن نؤسس مدرسة جديدة تستطيع أن تقف أمام هذا التحلل، تقف أمام مسخ هوية مدرسة أهل البيت، من هنا بدأت الحركة الاخبارية، العامل الأوّل: هاجس مشروع، محترم ومقدرٌ، نحن إذا ما نفعل ذلك وما نقف أمام هذا المد الذي بدأ يدخل إلى الفكر الشيعي سوف ننتهي آخر المطاف إلى محو الهوية الشيعية.
والحمد لله رب العالمين.
11 ربيع الأول 1435