أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
يتذكر الأعزة نحن وقفنا عند مسألة بيئة النظريات والأفكار، قلنا ما هي الأسباب التي تظهر نظرية وتموت نظرية أخرى، هذا البحث إنما دخلنا إليه لمعرفة أنّه ما الذي حدث في العصر الصفوي في ايران وسأقف عند العصر الصفوي بالقدر الذي يمكن، ما الذي حدث في إيران في العصر الصفوي حتى أثمر وأنتج الاتجاه الإخباري؟ هذا الذي عبرنا عنه فيما سبق، وقلنا بأنه الأفكار تبدأ، تنمو، توجد أو ما يصطلح عليه بالاصطلاح الحديث بالاريكولوجية الأفكار، كيف انه الآن بيئة جغرافية أو مكانية أو اجتماعية تولد نوعاً من الأفكار؟ لابد أن ندرس البيئة التي ولدت أفكار الاتجاه الإخباري ما هي البيئة؟ طبعاً هذه القضية ليست مختصة بمدرسة أهل البيت، في أيّ فكر آخر أيضاً لابد أن ندرس ما الذي حدث في عصر المأمون حيث نجح الفكر الاعتزالي، أمّا في عصر المتوكل سقط الفكر الاعتزالي وبدأ الفكر الحنبلي، ما الذي حدث؟ ما الذي أدى إلى أن نظرية خلق القرآن وجدت في العصر الاعتزالي، ولكنه في العصر الحنبلي سقطت نظرية خلق القرآن وجاءت أن القرآن غير مخلوق، ما الذي حدث؟ هذه الأفكار لماذا وجدت؟ ولماذا تموت فكرة وتوجد فكرة أخرى؟ نحن الآن بصدد هذا، ولكن من باب المثال والتطبيق قلنا نطبق ذلك على الإجراءات النبوية والتدابير النبوية التي لم تستطع أن تعطي ثمارها وأكلها حتى لا تنحرف الرسالة بعد رسول الله، وهذا ما وقفنا عنده في البحث السابق، ما هي الأسباب؟ لماذا أن رسول الله صلى الله عليه وآله من يوم الدار بدأ المحاولات لحفظ الرسالة عن الانحراف من بعده، وإلّا قضية الدار التي كانت في مكة، رسول الله بدأ محاولاته إلّا أن توّجَها في الغدير عندما قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وعندما أراد أن يفعل ذلك في رزية يوم الخميس، وعندما فعل كل ما بإمكانه لإخراج جيش اسامة من المدينة، ولكن كل هذه الخطوات لم تفلح، في النتيجة انحرفت الرسالة عن صراطها المستقيم، في هذا اليوم إجمالاً أريد أن أقف عند العوامل التي أدّت إلى عدم نجاح الخطوات التي اتخذها الإمام علي في أبان خلافته وحكومته في قبال ما قام به الاتجاه الأموي، في النتيجة أن الإمام علي سلام الله عليه عندما قبل الخلافة وقبل البيعة من المسلمين حتى يصلح ما أفسده الذين جاؤوا بعد رسول الله، وهذا ما قاله في أوّل برنامجه السياسي عندما جاء، قالوا له على سيرة الشيخين هو لم يوافق عليه، وإلّا استلم بعد الخلافة الثاني، لماذا؟ لأنه يعلم ماذا يريد، ولهذا عندما ترجعون إلى نهج البلاغة يقول حتى علمت انه جعل مهراً للنساء أيضاً أرجعته إلى بيت المال، وهذا هو الذي قال له رسول الله عندما قال وتقاتلهم على التأويل؛ لأنه حصل انحراف، الاسم كان باقي، العنوان باقي، الشهادتين باقية، الإسلام باقي، ولكن محتوى الإسلام غير باقٍ، لابد من يصلحه؟ يصلحه أمير المؤمنين سلام الله عليه، ولكن لا أريد أن أقول فشل مائة في المائة، ولكنه لم يستطع أن يعدّل من المسيرة بنحو أن لا تقع بيد الأمويين ثم العباسيين، وإلى يومنا هذا بقيت المسيرة على الانحراف، السؤال المطروح هنا: ما الذي حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أدى إلى أن علياً لم يستطع ان يفلح في استقامة وإصلاح ما أفسده الآخرون؟
ارجعوا معنا مرة أخرى إلى المقدمة القيمة التي ذكرها العلامة العلايلي في كتابه الإمام الحسين، يقول تحت عنوان حكومة الخلفاء ومقصوده من حكومة الخلفاء يعني حكومة الأوّل والثاني والثالث، بدليل انه في صفحة 44 يقول: أسباب فشل سياسة علي ونجاح السياسة المعادية، إذن تبين عندما يقول حكومة الخلفاء ليس مقصوده خلافة أمير المؤمنين أيضاً، وإنما خلافة الأوّل والثاني والثالث، ما الذي حدث في هذه المدة القصيرة، وبعبارة أخرى في ربع قرن من بعد رحلة الرسول الأعظم في السنة 11 من الهجرة إلى سنة 35 من الهجرة، وكل الذين عاصروا رسول الله عموماً كانوا موجودين مع الإمام أمير المؤمنين، هو يذكر عوامل تسعة، أو أمور تسعة حدثت بعد رسول الله في عهد الخلفاء الثلاثة والتي أدت إلى الانقلاب والفوضى على عثمان.
يقول: ولنلتمس في حكومة الخلفاء التي نظن أنها مهدت إلى عمل الاضطراب وأثارت الخواطر وقدمت مادة الانقلاب الكبير الذي وقع في عصر عثمان وأسقطته وقضت عليه وانتقلت الأمور إلى يد إمام أمير المؤمنين سلام الله عليه من الذي حدث في هذه الفترة القصيرة 25-24 سنة؟ أنا أشير إلى بعض العوامل، العامل الأوّل: امتناع فاطمة من البيعة للخليفة عجيب احنه ونقرأ الفاطمة والآخرون كيف يقرؤون مواقف سيدة نساء العالمين عجيب احنه نقرأ فاطمة فقط في ظلامتها أمّا هذا الموقف السياسي من الذي أوجده أبداً لا توجد لا دراسات ولا أبحاث ولذا العلامة العلايلي يجعل موقف فاطمة أوّل العوامل التي ضربت بسماراً في نعش الحكومة التي وقعت رسول الله يقول هي التي هيئت الأرضية للمخالفات بعد ذلك حتى أسقطت هذه الحكومة نفس هذا الكلام الذي نقوله في حركة الإمام الحسين نقول حركته هي التي هيئة الأرضية لسقوط الحكم الأموي سنة 132 من الهجرة يعني بعبارة أخرى بعد 70 عام هذه الحركة الحسينية المباركة أنتجت نتيجتها ولكن يظهر أن اثر هذا الموقف الفاطمي المبارك لا لم يطل به العهد لم يطل إلّا ربع قرن واسقط هذه ؟؟؟؟ وهيئ الأرضية للحكومة العلوية ولهذا يقول امتناع فاطمة من البيعة كان له صداً عكسي ولد عند البعيدين شيئاً من الشعور بالاستهانة وجرأهم على الانتقاض والخروج والتمرد والشاهد على ذلك يقول انتم تجدون أن جملة من حركات المرتدين على الخلافة هذه كانت من الأساليب التي قامت به الخلافة أو الحكومة بعد رسول الله عنونة هؤلاء بعنوان أنهم مرتدين يعني لا يريدون يدفعون الزكاة أن هؤلاء كان ارتدادهم انه لا يقبلون الحكم السياسي مو لا يقبول الحكم الشرعي لرسول الله ولهذا استطاعة السلطة أن تعنونهم مثل الآن عندنا أعزائي الحكومات الآن من تأتي معارضة مباشرتاً يتهمونها بماذا؟ يقولون هؤلاء خارجيين عملاء مرتبطين بجهات أجنبية بمجرد يعارضونهم نفس هذا العمل ومع الأسف الشديد إلى الآن لم تدرس ظاهرة الارتداد بعد السقيفة كالدراسة علمية موضوعية هؤلاء ارتدادهم، العلامة العلايلي يقول هذا الارتداد لا يكن ارتداداً على الأحكام الشرعية وإنما كان ارتداداً على الحكم السياسي الذي وقع قول: وربما شهد له أن ارتداد العرب كان بعد يوم السقيفة بعشرة أيام هذا خير شاهد على انه هذا الارتداد لم يكن ارتداداً دينياً وإنما كان ارتداداً سياسياً وعدم قبول بالسلطة الحاكمة، هذا المعنى هو عدم بيعة الزهراء سلام الله عليها وبتبع ذلك بني هاشم الواجهة كانت حاملة المعارضة الرئيسية من كانت؟ كانت سيدة نساء العالمين، لماذا اقتضت المصلحة الإسلامية أن علياً يجعل الواجهة الزهراء ولا يتصدى هو مباشرتاً؟ هذه الإشكال التي كثير من أهل السنة يشكل علينا انه لماذا انه علياً سكت في البيت لم يقاوم لم يقل؟ الجواب: لأنه أساساً المعارضة كان ينبغي أن الراية ترفعها فاطمة هذا العمل الذي قام به ابوبكر بعد ليس بالوقت الطويل عرف ارتدادات ومساوي هذا العمل الذي قام به هذا إلي يقوله عالم سني هذا مو تحليل شيعي تحليل من عالم سني يقول: أدى هذا الأمر إلى أن المسلمين صاروا يعترضون على الحكم القائم ولا اقل لا يوافقون لأنه إذا كانت هذه السلطة شرعية فلما لم تبايع هذه السلطة بنت من هؤلاء يدعون الخلافة عنه يقول: أدرك الخليفة الأوّل هذا المعنى ولهذا كأن ابابكر أدرك هذا لأنه هذا إذا استمرت هذه المقاومة وهذا الاعتراض من فاطمة سوف يهز شرعية النظام القائم قال ادركه ذلك ابوبكر ولمسه بالفعل في آخر أيامه حتى قال ثلاثٌ فعلتها وودت إني تركته واحدة منها انه كشف بيت فاطمة هذا يكشف انه كاملا السلطة أدركت لابد أن يسترضوا فاطمة بعض يحاول أن يجعله أمراً دينياً لا هذا عمل سياسي قام به الخليفة الأوّل لتغطية مشكلة عدم الشرعية، قراءة تحليلية منطقية لهذه القضية، يقول وعد في جملتها تفتيش بيت فاطمة هذا تعبيره تعبير حداثوي وإلّا في الروايات المورودة طبعاً الروايات الموجودة أكثرها ضعيفة السند يكون في علمكم هسا بعضها صحيحة ولكن بعضها في الأعم الأغلب انه وددت إني لم افعلها عموماً روايات ضعيفة السند لا يقول لي قائل سيدنا جبنا رواية صحيحة لا توجد ولكن موجودة في كتب القوم هذه الرواية، وذكر في ذلك كلاماً طويلاً، وفي رواية الطبري اظهر أسفه على أنه لم يعطها فدكاً لأن هذه صارت هي الواجهة التي جعلتها سيدة نساء العالمين لتعترض على الحكم القائم، طبعاً مسألة كشف بيت فاطمة حتى لو لم يكن بالمعنى الذي تذكره بعض المصادر الشيعية عندنا ككتاب سليم غير المعتبر عندنا والساقط سندياً ولكن له شواهد كثيرة في كتب السنة، لا يتبادر إلى ذهنكم أنه لا توجد شواهد تشير إلى هذه الحقيقة، قد لا تشير إلى بعض التفاصيل، أنا أشير إلى شاهد واحد وهو في كتاب المصنف لابن أبي شيبة المتوفى 235 والمولود 195، من أهم المصادر الحديثية القديمة حتى يكشف لك أن الواجهة من كانت، الرواية انه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله كان عليٌ والزبير (رقم الرواية 38200 المجلد 20 صفحة 579 للصنف ابن أبي شيبة)، يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر ابن خطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله والله ما من الخلق احد أحب إلينا من أبيك (بغض النظر على انه هذا كلام واقعي أو كلام سياسي له بحث آخر) وما من احد أحب إلينا بعد أبيك منك وايم الله ماذاك بمانع أن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم البيت، لا تتبادر إلى ذهنك بنت رسول الله وسيدة نساء العالمين وانك انه هؤلاء المعارضة إذا اجتمعوا إلى بيتك انه أخشى ولا احرق البيت، ذاك البيت الذي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا يا بيت؟ البيت التي تقول فيه الروايات الصحيحة أن رسول الله لمدة ستة أشهر كان يقف على باب هذا البيت ويأخذ بعضادتي الباب ويقول: إنما يريد الله ليذهب … عمر يقول: لأجل النظام السياسي ولشرعية السلطة، حتى ذلك البيت الذي قال الله عنه كذا، أنا عندي استعداد أن أحرقه، قال فلما خرج عمر جاؤوا فقالت (تبين أن بيت الزهراء كان مركز المعارضة للسلطة) تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لانعتم ليحرقن عليكم البيت وايم الله ليمضين لما حلف عليه، إذن لم يكن تهديداً بلا محتوى، بل كان فيه صدقية، انه إذا لم تنقطع فيفعل، فانصرفوا راشدين، المهم اتضح لنا جيداً أن هذا العامل الأوّل هو الذي هز أركان مشروعية السلطة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
العامل الثاني: وهو عامل اجتماع الأموال في يد النخبة الحاكمة والمرتبطين به، هذه من أين جاءت؟ خصوصاً في زمن الخليفة الثانية كيف؟ لأنه ذلك التقسيم للأموال الطبيقي على أساس السابقة في الإسلام وعلى أساس المهاجرين والأنصار فالغنائم عندما توسعة الفتوحات جاءت بتعبيرنا الميليارات إلى المسلمين فحصة الأسد منها كانت للخواص يعني للنخبة يعني للحواشي وفي ذلك الزمان الحواشي السياسية هم كانوا الحواشي الدينية واثروا بشكل كبير جداً وصارت لهم مصالح وامتيازات وبلغوا ما بلغوا من الإمكانات من هنا يقول العلامة العلايلي يقول: ومن هنا تستطيع أن تفهم لماذا أن أمثال أبي ذر تحركوا في عهد الخليفة الثالث ولماذا نفوا ولماذا قتلوا ولماذا إلى آخره.
العامل الثالث: وهو أهم العوامل وهو عدم الاهتمام بالتربية الدينية، يقول الخلفاء الذين جاؤوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لم يعتنوا بغرس التربية الدينية في المجتمع الإسلامي لأنه بعد رسول الله مباشرتاً دخلوا الناس في الإسلام أفواجا إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون… هؤلاء رسول الله صارت فرصة بأن يربيهم دينياً لو لم يستطع ذلك، فكانت وضيفة الخلفاء من بعده . يقول: وكذلك فلم يكن وليس بين أيدينا ما يثبت أن حكومة الخلفاء عُنيت بهذه الناحية، وهي التربية الدينية عناية مقصودة أبداً تركوا الأمور، هذا يقوله عالم سني يحترم الخلفاء، أنا مراراً ذكرت للأعزة عندما تأتي إلى عباراته هو في آخر عباراته في صفحة 64 يقول وهذه مقدمة ليس من وكد فيها أن أتناول صحابياً وكلهم بررة كرام، لا يتبادر إلى ذهنكم يريد أن ينقد الصحابيين لأنه لا يستطيع ولكن مع ذلك بكل أدب يبين الحقائق وبعده على احترامه ويقول كلهم بررة كرام وإنما الغرض منها أن نعرض ونفهم أسباب الانقلاب وعناصر الثورة الخطيرة في ذلك، لابد أن نفهم الحقائق إذن المجتمع الذي بني بعد رسول الله تشكلت فيه نخب وبطانة أصحاب امتيازات، عندهم استعداد لأخذ امتيازاتهم أو ما عندهم؟ لا عزيزي أي جهة ما عندها استعداد عندما تحصل إلى امتيازات تتنازل عن امتيازاتها سواء كانت امتيازات سياسية امتيازات مالية امتيازات مواقع وغير ذلك هذا مرتبط بالعامل الثاني.
العامل الثالث: هو أن المجتمع الإسلامي كان مجتمع لم يربي تربية دينية هو المجتمع الإسلامي ماذا كان؟ يقول: واهم مقومات المجتمع الإسلامي في عصر صدر الإسلام انه كان مجتمعاً بدوياً، هذا الذي عبر عنه القرآن الكريم الأعراب، المجتمع البدوي تحكمه قواعد الدين أم قواعد القبيلة والبداوة؟ لا محكومٌ عندما تتعارض المصالح يقدم القبيلة والعشيرة على الدين، هذه خلاصة هذه العناصر الموجودة.
أسباب عدم نجاح الحركة العلوية والإجراءات العلوية في قبال السياسة الأموية بنحو الإجمال أيضاً أقولها هذا البحث يبدأ من صفحة 44 العامل الأوّل الذي أدى إلى عدم استطاعة علي أن ينجح في حركته التصحيحة أن صح التعبير: هو أن علي كان إنسان متدين فيريد أن يعمل بمقتضى الدين في المجتمع ويطبق سياسته على الموازين الدينية، ماذا قلنا في العامل الثاني والثالث هناك أن المجتمع كان متربي دينياً أو غير متربي دينياً، فقبل منه سياساته أو لم يقبلها؟ لم يقبلها طبيعي، هو يريد أن يطبق الدين والمجتمع مهيأ لتطبيق الدين أو غير مهيأ؟ غير مهيأ إذن قبله أو يرفضه؟ يرفضه ورفضه، هذا هو العامل الأوّل في عدم نجاح الحركة التصحيحة والإصلاحية التي قام بها الإمام علي.
العامل الثاني وهو أنه كل الذين كانوا مختلفين فيما بينهم والأحزاب التي كانت موجودة قبل علي بن أبي طالب سلام الله عليه قال: هذه الأحزاب كلها: الحزب الأوّل: حزب عثمان، الحزب الثاني: حزب طلحة، الحزب الثالث: حزب أبناء عمر، الحزب الرابع: الحزب الأموي إلى آخره، يقول: هؤلاء مع أنهم كانت آراءهم مختلفة، ولكن أحسوا بخطر سياسة علي، أنّه يريد أن يفرغهم ويأخذ منهم كل هذه الامتيازات السياسية، ولهذا يقول هذه الأحزاب كلها كانت وقد اجتمعت على عليٍ، ولذا تجدون انّ الجمل وصفين والنهروان في اقل من 3-4 سنوات هذه حروب المصالح الداخلية التي كانت لأصحاب الامتيازات سابقاً، وهم لم يستطيعوا أن يحفظوها، وإلّا لو كان عليٌ يريد أن يبقي هؤلاء على مصالحهم حتى يستقر حكمه، لما عورض أبداً، عليٌ يريد الدين وفي المقابل معاوية يريد السلطة بأي شكل كان لا يهمه، ولهذا في صفحة 44-45 يقول: سياسة علي فقد كان بخلاف سياسة معاوية أن نزن به سياسة علي ومعاوية، فقد كان عليٌ محافظاً دينياً لا يمكنه أن يسوس الناس إلّا على أساسه، بينما معاوية متحللاً من هذا القيد، إذن هذه المصالح كلها سوف تتجه إلى معاوية، فتكون في صف معاوية، فلم تكن سياسته قانونية، ومن ثم كانت قمينة بالنجاح.
ثم يأتي من القضايا الأخرى التي يذكرها كعامل لفشل هذه السياسات العلوية وعدم نجاحها يقول أن علي سلام الله عليه كان يريد أن يحكم الناس على أساس الحرية والاحترام والكرامة، وهذه أمورٌ لا يفهمها البدوي وأصحاب القبيلة، البدوي يعتبر هذه ضعف لابد أن تحكمه أنت بالقوة والسيف، ولهذا يقول: من أهم الملاحظات روح العراق التي كانت قبلية في ذلك العهد، وإلى الآن قبليون، ولهذا لم يستطع أن يحكمه طويلٌ إلّا أمثال الحجاج وأمثال النظام البائد في العراق، هذه ملاحظة قيمة، بينما كانت روح الشام تختلف وكان نظامياً فقد فتحت صلحاً، مرتبطة بالنظام الروماني والنظام الروماني كان نظام دولة وليس قبيلة، ولهذا معاوية استطاع أن يبني منها جيشاً يفعل ما يشاء، ولذا أمير المؤمنين سلام الله عليه قال: عندي استعداد أبادل جيشي بجيش الشام مبادلة الدينار بالدرهم، يعطوني 1 وأعطيهم 20، إلى أن يأتي يقول: وأهم قضية ضربت الحركة التصحيحة للإمام أمير المؤمنين هي حركة الخوارج التي رفعت راية كبيرة بعنوان القرآن، أمير المؤمنين هم صار يحارب القرآن! ولهذا هو يعتقد أنه من ظن من المستشرقين أن الخوارج ليسوا صنيعة الأمويين فمشتبهين، الخوارج صنيعة الأمويين، فتحل إلى هنا خلاصة العوامل، هذه مجموعة العوامل التي وقفنا عندها إجمالاً.
نرجع إلى أصل بحثنا وهو انه ما هي أهم المواصفات التي اتصف بها الاتجاه والعقل الإخباري؟ لازلنا في العوامل التي أدت إلى تسيّد هذا الاتجاه حتى من خلال هذه المواصفات نتعرف أننا نعيش الآن في حوزاتنا العلمية الاتجاه العقلاني الأصولي أو الاتجاه الإخباري غير الأصولي أي منهما؟ عقيدتي مراراً ذكرتها أن العقل الذي يحكم الشيعة في كل حوزاتهم العلمية إلّا ما ندر هو العقل الإخباري، ودعوى أننا أصوليين واخباريين هذه كلها شائعات لا واقع لها، ولكن بشرط أن نتعرف على العقل الإخباري، ماذا قلنا فيما سبق العقل الإخباري ما هي أهم مقوماته جعل القرآن في الهامش وإسقاط حجيته عن الاعتبار، إسقاط العقل والأبحاث العقلي والكلامية عن الاعتبار، محاولة إيجاد القطيعة الكاملة مع كل التراث الشيعي السابق عليه والتراث السني الذي كان في زمانه والسابق عليه وجعله كله خطأ وباطل وارتداد ولابد المحاربة عليه.
بيني وبين الله الآن أنت كشيعي ماذا تفكر؟ واقعاً تتواصل مع فكر الآخرين أو تتقاطع معها؟ يوجد اثر من فكر الآخرين في حوزاتك أو لا يوجد؟ لا يوجد، تعتقد أنك الحق المطلق والآخر، أي آخر كان هو الباطل، وهذا من أهم مقومات وأسس الفكر الإخباري.
والحمد لله رب العالمين.
23 ربيع الأول 1435